logo
هكذا يؤثر التوتر على صحتك

هكذا يؤثر التوتر على صحتك

خبرني١٩-٠٤-٢٠٢٥

في صباح أحد الأيام، كانت ريم تستعد لتقديم عرضٍ أمام زملائها في العمل. ورغم تحضيرها الجيد، بدأت تشعر بتسارع في ضربات قلبها، وارتجاف خفيف في يديها، وعدم قدرتها على السيطرة على أفكارها، وانفعالاتها لم يكن هناك خطر حقيقي، لكن جسدها كان يتصرف كما لو كان في مواجهة تهديد كبير. ما شعرت به ريم هو استجابة طبيعية للتوتر الحاد.
التوتر، بكل أشكاله، أصبح جزءاً من حياتنا اليومية. ومع ازدحام المسؤوليات المتعلقة بالعمل، والأسرة، والظروف المالية، أصبح من الصعب تجاهله أو التعامل معه بسهولة. من المهم أن نُدرك أن هناك نوعين من التوتر: الحاد والمزمن.
التوتر الحاد يظهر كرد فعل فوري لموقف مهدد أو مفاجئ، مثل مقابلة عمل أو موقف اجتماعي محرج. هو شعور قوي لكنه مؤقت، وعادةً ما يزول بعد انتهاء الحدث.
أما التوتر المزمن، فهو نتيجة لضغوط مستمرة مثل مشاكل مالية، أو خلافات عائلية، أو ضغط العمل، أو حتى مشكلات صحية طويلة الأمد. هذا النوع يبقي الجسم في حالة تأهب دائمة، مما يؤدي إلى استنزاف طاقته وإضعاف صحته على المدى الطويل.
عندما يشعر الإنسان بالتوتر، يبدأ الدماغ بإطلاق سلسلة من الاستجابات الكيميائية، تبدأ من منطقة ما تحت المهاد، التي تنبّه الغدد الكظرية لإفراز هرمون الأدرينالين. هذا الهرمون يُسرّع ضربات القلب، يرفع ضغط الدم، ويُنشط الحواس. وبعد ذلك، يُفرز الجسم الكورتيزول، الذي يساعد في مواجهة الضغط على المدى الطويل، لكنه إذا ارتفع بشكل مزمن، فقد يؤدي إلى مشاكل مثل التعب، زيادة الوزن، ضعف المناعة، واضطرابات النوم والمزاج.
ومن الأعراض الشائعة التي ترتبط بالتوتر، الشعور المفاجئ بالحاجة إلى التبول، خاصة قبل المناسبات المهمة. فالجهاز العصبي يؤثر مباشرة على المثانة، مما يفسر هذه الظاهرة.
لكن رغم كل هذه التحديات، توجد طرق فعّالة للتعامل مع التوتر والحد من تأثيره السلبي، منها:
1. ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، فهي تفرز هرمونات تساعد على تحسين المزاج مثل الإندورفين.
2. التنفس العميق والتأمل، لتهدئة الجهاز العصبي وتقليل مستويات التوتر.
3. تنظيم الوقت وتحديد الأولويات، لتقليل الشعور بالضغط الناتج عن تراكم المهام.
4. التواصل مع الآخرين، فمشاركة المشاعر مع شخص موثوق قد تُخفف من عبء التوتر.
5. النوم الجيد، لأن قلة النوم تزيد من التوتر وتُضعف القدرة على التحمل.
6. تقليل المنبهات مثل الكافيين الزائد أو النيكوتين، لأنها قد تزيد من القلق.
7. مراجعة مختص في مجال الصحة النفسية ، خصوصاً إذا أصبح التوتر يؤثر على جودة الحياة اليومية.
في النهاية، التوتر جزء من طبيعتنا كبشر، لكنه لا يجب أن يتحكّم بنا. فهمنا له واتخاذ خطوات عملية للتعامل معه يُحدث فرقاً كبيراً في الحفاظ على صحتنا الجسدية والنفسية والاجتماعية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

(متلازمة القلب المكسور) تصيب النساء لكنها تقتل الرجال
(متلازمة القلب المكسور) تصيب النساء لكنها تقتل الرجال

خبرني

timeمنذ 4 أيام

  • خبرني

(متلازمة القلب المكسور) تصيب النساء لكنها تقتل الرجال

خبرني - كشفت دراسة جديدة أن الرجال أكثر عرضة للوفاة بسبب "متلازمة القلب المكسور"، مقارنة بالنساء رغم أنهن يصبن بها بشكل أكبر. وبحسب ما أفادت به صحيفة "يو إس إي توداي" USA Today، فإن الدراسة الجديدة أظهرت فروقات واضحة في النتائج بين الرجال والنساء من خلال متابعة ما يقارب 200 ألف حالة دخول إلى المستشفيات في الولايات المتحدة بين عامي 2016 و2020. وأكدت الدراسة التي نشرتها "مجلة الجمعية الأميركية للقلب" أنه غالبا ما تحدث "متلازمة القلب المكسور"، المعروفة طبيا باسم اعتلال عضلة القلب تاكوتسوبو، نتيجة لضغط جسدي أو عاطفي شديد. وأشارت إلى أن أعراض المتلازمة تتشابه مع أعراض النوبة القلبية، مثل ألم في الصدر وضيق في التنفس، لكنها لا تترافق مع انسداد في الشرايين، ورغم أن معظم المرضى يتعافون منها، إلا أن نسبة صغيرة قد تتعرض لمضاعفات خطيرة مثل فشل القلب أو الوفاة. وبيَّنت الدراسة أن حوالي 11% من الرجال الذين أدخلوا إلى المستشفى بسبب هذه المتلازمة توفوا خلال فترة الدراسة، مقارنة بـ5% فقط من النساء، حيث تتفق هذه النتائج مع دراسات سابقة أشارت إلى أن الرجال، رغم ندرة إصابتهم بـ"متلازمة القلب المكسور"، فإنهم يواجهون مخاطر أعلى عند حدوثها. ورجحت الدراسة الجديدة أن "تكون طبيعة المحفز وراء الإصابة بالمتلازمة سببا في تفاوت النتائج، ففي حين أن الضغوط العاطفية، مثل الحزن أو فقدان الوظيفة، هي السبب الأكثر شيوعا لدى النساء، فإن الضغوط الجسدية مثل العمليات الجراحية أو السكتات الدماغية أو العدوى، غالبا ما تكون السبب لدى الرجال". كما لفتت الدراسة إلى أن انخفاض مستوى الدعم الاجتماعي لدى الرجال قد يسهم أيضا في ضعف فرص التعافي، وإذا استمر الضغط النفسي، فسيواصل التأثير السلبي على القلب أو يقلل من فرص التعافي. وأشارت الدراسة إلى ارتفاع مفاجئ في هرمونات التوتر مثل الأدرينالين الذي يضعف وظيفة القلب بشكل مؤقت، إلا أن الباحثين يرون أن التوتر وحده لا يفسر كل الحالات، كما أن بعض الحالات سُجلت بعد محفزات بسيطة مثل الغثيان أو مواقف يومية مزعجة، وبعض الأشخاص قد تكون لديهم قابلية بيولوجية كامنة للإصابة، مثل ارتفاع ضغط الدم أو الكوليسترول، ما يحد من تدفق الدم عبر الأوعية الدقيقة المحيطة بالقلب. ونوهت الدراسة الجديدة إلى أن "متلازمة القلب المكسور" تمثل تحديا على صعيدي الوقاية والعلاج، رغم استخدام أدوية في بعض الحالات، إلا أنه لم تُظهر أي منها فعالية واضحة في تقليل المضاعفات أو معدلات الوفاة.

التوقف عن الهاتف قبل النوم ..  تجربة واقعية
التوقف عن الهاتف قبل النوم ..  تجربة واقعية

السوسنة

timeمنذ 5 أيام

  • السوسنة

التوقف عن الهاتف قبل النوم .. تجربة واقعية

السوسنة - إدراكًا للتأثير السلبي للهواتف الذكية على جودة النوم، قررت ريم علاء الدين (35 عامًا) خوض تجربة التوقف عن استخدام أي جهاز إلكتروني قبل النوم. بعد أيام قليلة، لاحظت تغييرات واضحة في نومها، فقد أصبحت تغفو بسرعة أكبر، نومها أعمق، واستيقاظها أكثر راحة ونشاطًا. كما تحسن تركيزها ومزاجها خلال النهار.دراسات عدة، منها دراسة نشرتها مجلة Sleep Medicine، تؤكد أن استخدام الهواتف الذكية قبل النوم يزيد من اضطرابات النوم والقلق، خاصة لدى النساء، نظرًا لتأثير الضوء الأزرق على إفراز هرمون الميلاتونين.تقدم ريم نصائح للراغبين في تحسين جودة النوم، منها التوقف التدريجي عن استخدام الهاتف قبل النوم، اختيار نشاط بديل كقراءة كتاب أو الاستماع إلى موسيقى هادئة، وتهيئة بيئة مناسبة للنوم بعيدًا عن الإشعاعات الإلكترونية.وتختم حديثها قائلة: "لم أكن أدرك أن التوقف عن الهاتف قبل النوم ليس حرمانًا، بل استرداد لحق طبيعي في الراحة والهدوء". أقرأ أيضًا:

طرق فعّالة لتخفيف نوبة الهلع
طرق فعّالة لتخفيف نوبة الهلع

خبرني

time١٣-٠٥-٢٠٢٥

  • خبرني

طرق فعّالة لتخفيف نوبة الهلع

خبرني - يصاب البعض بنوبات الهلع أحيانا نتيجة الضغوطات النفسية أو بعض المواقف أو الحوادث التي يتعرضون لها، فكيف نتعامل مع هذه النوبات ونقلل من تأثيرها؟. يقوم الدماغ بتنشيط الجهاز العصبي الودي فجأة، مما يؤدي إلى زيادة معدل ضربات القلب، وتوتر العضلات، ويصاب الشخص بما يعرف بنوبة الهلع، ومع هذه النوبات ينتابنا شعور بالاختناق وضيق التنفس مما يزيد حالة القلق والتوتر، وللتعامل مع هذه الحالة وتخفيف أعراضها توجد بعد الطرق البسيطة التي ينصح بها الأطباء النفسيون. استخدام تقنية "5-4-3-2-1": يشير خبراء علم النفس إلى أن هذه التقنية يمكن أن تساعد على الاسترخاء وتقلل من التوتر في حال التعرض لنوبة الهلع، ويجب على الشخص أن يفعّل مخيلته ويسمي بعقله خمسة أشياء يمكنه رؤيتها، وأربعة أشياء يلمسها، وثلاثة أشياء يسمعها، ورائحتين يميزهما، وطعم واحد يتذوقه، وبهذا سينشغل الدماغ عن الأمور التي تسبب التوتر. تغيير وضعية الجلوس: عند الإصابة بنوبة الهلع وفي حال كان الشخص يجلس وجسمه منحن للأمام فسيعاني أكثر من ضيق التنفس، لذا يجب تعديل وضعية الجلوس، أو الأفضل من ذلك يجب محاولة النهوض والوقوف بشكل مستقيم مع سحب الكتفين للخلف وفتح الذراعين والتنفس بعمق. التنفس ببطئ: عندما يصاب البعض بنوبة الهلع تزداد لديهم معدلات النبض ويبدأون التنفس بسرعة، الأمر الذي يزيد معدلات الأوكسيجين في الدم ويحفز إنتاج الأدرينالين الذي يزيد بدوره من التوتر، لذا وفي هذه الحالة يجب على المصاب أن يحاول التنفس ببطئ ليقلل من إفراز الأدرينالين.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store