logo
ملاحظات على هامش ندوة 'البرلمان وقضية الصحراء المغربية من أجل دبلوماسية موازية ناجعة وترافع مؤسساتي فعال'

ملاحظات على هامش ندوة 'البرلمان وقضية الصحراء المغربية من أجل دبلوماسية موازية ناجعة وترافع مؤسساتي فعال'

الألباب٠٨-٠٥-٢٠٢٥

الألباب المغربية/ محمد الوافي*
نظمت المجموعة الموضوعاتية المؤقتة المكلفة بتقديم الاستشارة حول القضية الوطنية الأولى، قضية الوحدة الترابية للمملكة المغربية بغرفة المستشارين يوم الإثنين الماضي ندوة تحت عنوان: 'البرلمان وقضية الصحراء المغربية من أجل دبلوماسية موازية ناجعة وترافع مؤسساتي فعال'.
وكانت غرفة المستشارين قد أطلقت هذه المبادرة بهدف مصاحبة المجهود الكبير للدبلوماسية الوطنية، ومن أجل أن يتمكن المستشارون من الاضطلاع بأدوارهم في الترافع من أجل القضية الوطنية على أكمل وجه.
وعرفت الندوة مشاركات هامة لعدد مهم من المنظمات والأحزاب الوطنية، على مستوى الأمناء العامين، ولبعض أهم الخبراء الوطنيين في القانون والعلاقات الدولية والجيوسياسية. كما شارك ممثلو المنظمات النقابية والمهنية المدنية ومن المنابر الإعلامية الوطنية.
وفي انطباع أولي حول هذا النقاش المحمود لما سجلته القضية الوطنية من تطورات وتراكمات على مدى العقود الماضية، لا بد من التذكير بالدور المركزي للدولة، التي نجحت في خلق وعي وطني جماعي بأهمية الانخراط الكامل في هذه المعركة الطويلة، المكلفة والمعقدة، وذلك لبلوغ الهدف الأسمى المتمثل في استكمال بناء أركان الاستقلال الوطني.
على مستوى ثان، نسجل نحن كنقابيين في الاتحاد المغربي للشغل، بصفة منظمتنا 'وريثا لحركة التحرير الوطني' كما وصفها الملك محمد الخامس، نسجل أن النضال من أجل مغربية الصحراء، هو امتداد للنضال من أجل استكمال معركة الأجداد الذين ضحوا بالغالي والنفيس من أجل نيل الاستقلال وبناء أسسه ومؤسساته.
إلى ذلك، لا بد أن نسجل أيضا الاعتزاز بما أنجزه المغرب من مجهود تنموي على أرض وواقع الأقاليم الصحراوية، باعتباره مجهودا وطنيا وشعبيا مضنيا، وتضحية غالية من أجل استكمال بناء هياكل الوحدة والاستقلال الوطنيين.
كما لا يمكننا إلا أن نصفق للنجاحات الكبيرة التي راكمتها المؤسسات الدبلوماسية الوطنية، دون أن نسقط في دعاية شوفينية،أ وننكر أننا عرفنا كذلك إخفاقات لا بد أن نستخلص منها الدروس الأساسية. ولكن دبلوماسيتنا تميزت عموما بالاتزان وبالالتزام بالقانون الدولي، وبالذكاء في التدبير وفي اختيار الأولويات.
ويهمنا كمناضلين في صفوف أكبر وأعرق منظمة نقابية، أن نحلل موضوع الدبلوماسية الموازية، أو الشعبية، أو المدنية، أو غيرها من التوصيفات. وفي هذا الباب سأقتصر على الجهود التي تبذلها المنظمات الديمقراطية والتقدمية، ولن أضيع الوقت في التوقف عند ما نلاحظه في بعض المحافل من مظاهر معيبة لا تخدم مصلحة القضية الوطنية.
وغالبا ما يعاني ممثلو الحركة النقابية وعلى رأسها الاتحاد المغربي للشغل من الاصطدام بتصلب بعض مواقف المشاركين الأجانب في بعض التظاهرات، وخصوصا المحسوبين على بعض التيارات اليسارية التي تكونت لديها تأويلات خاصة حول كتابات لينين في موضوع حق الشعوب في تقرير مصيرها. قناعات خاصة، يتحكم فيها العامل الإيديولوجي، غالبا ما يكون تأويلا ناقصا للنظرية اللينينية وقراءة موجهة للسوابق التاريخية في هذا الموضوع. كما تصطدم الحركة النقابية والمجتمع المدني المغربي أحيانا بمواقف أخرى، متطرفة، وتتداخل فيها مصالح مجموعات أو دول، يدفعها لتبني مواقف معادية لقضية الوحدة الترابية للمغرب، والانحياز إلى وجهات نظر أخرى تخفي أطماعا توسعية أو إمبريالية.
ويتصدى الاتحاد المغربي للشغل، ومعه باقي مكونات الحركة النقابية لخصوم الوحدة الوطنية المغربية، أحيانا في محافل دولية كبرى من قبيل مؤتمر الاتحاد الدولي للنقابات (CSI)، الاتحاد الأفريقي للنقابات (CSI-Afrique)، المؤتمر الدولي للشغل (جنيف)، الاتحاد الدولي للنقل (ITF)، الاتحاد الدولي للصناعات (IndustriAll)، الاتحاد الدولي للخدمات (ISP)، الاتحاد الدولي للبناء والأخشاب(BWI) وغيرها من الشبكات النقابية الإقليمية أو الموضوعاتية.
كما تشارك منظمة الاتحاد المغربي للشغل في لقاءات إقليمية ودولية للمجتمع المدني، من أهمها المنتدى الاجتماعي العالمي ( ) الذي تعد جمعيات ومنظمات المجتمع المدني المغربي نشيطة جدا فيه، وانتخب المغربيان كمال لحبيب وحمودة صبحي (الذي عوض المرحوم عبد القادر أزريع) في لجنته العالمية. كم تشارك المنظمة في الديناميات الاجتماعية المغاربية والمتوسطية بشكل فعال ومستمر.
إلا أن المشاركة المغربية في هذه المنتديات بدأت تتراجع في السنتين الأخيرتين، خاصة في دورة النيبال، وهنا لابد من التحرك العاجل لاستدراك الأمر قبل فوات الأوان، فصد المشاركة الجيدة في دورة البرازيل لهذه السنة لأن طريقة اشتغال الديناميات الاجتماعية لها خصوصيات كبيرة، وكل تراجع قد يفقدنا الشئ الكثير.
كما أن المجتمع المدني المغربي، ومعه الحركة النقابية تغيب على عشرات التظاهرات الدولية، ولازال أمامها الكثير لاستدراك التأخر الحاصل على بعض الواجهات. وأشير هنا إلى المجهود الذي يقوم به الاتحاد المغربي للشغل من أجل المشاركة والمواكبة في عدة تظاهرات دولية، أخرها منتدى حقوق الإنسان (وخاصة النساء والأقليات) WOMEN IN WOMEN الذي انعقد في بانكوك العام الماضي بمشاركة أكثر من 4000 مندوبة ومندوب من القارات الخمس، ومؤتمر الاتحاد المغاربي للصحفيين الذي انعقد في بنغازي شهر أبريل من هذا العام، والذي توج الاتحاد المغربي للشغل بالانتخاب في هياكله، وتوج على الخصوص بإطلاق الشبكة العربية الأفريقية للصحافيين والإعلاميين لأول مرة منذ نجاح حركات التحرر الوطني في نيل استقلال بلدان القارة والوطن العربي.
*رئيس الجامعة الوطنية للصحافة والإعلام والاتصال (ا.م.ش)

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أكادير بين الانبعاث و'الانبعاث الجديد'
أكادير بين الانبعاث و'الانبعاث الجديد'

أكادير 24

timeمنذ 3 أيام

  • أكادير 24

أكادير بين الانبعاث و'الانبعاث الجديد'

agadir24 – أكادير24/ سعيد الغماز-كاتب وباحث من المتعارف عليه في عالم التدبير الجماعي، أن الفاعل السياسي تستهويه مصطلحات من قبيل 'الجديد' 'الإنجاز' 'غير مسبوق' 'لأول مرة في تاريخ المدينة'…. وغيرها من المصطلحات. هذه المفردات أصبحنا نسمعها بكثرة في اجتماعات المجلس الجماعي لأكادير، الذي يرأسه السيد عزيز أخنوش. لكن…أن ينتقل وسم 'الانبعاث' الذي تُعرف به مدينة أكادير، ليُصاب هو الآخر بمرض المصطلحات السريالية، فيصبح 'الانبعاث الجديد'، فهذا أمر غير مألوف لدى ساكنة أكادير التي لا تعرف مدينتها سوى بوسم 'مدينة الانبعاث'. لماذا لا ينبغي التلاعب بوسم المدينة 'الانبعاث' لأغراض انتخابية؟ ببساطة واختصار شديد، سُميت مدينة أكادير ب'مدينة الانبعاث' بسبب نهوضها من تحت الأنقاض بعد زلزال مدمر وقع في 29 فبراير 1960. والانبعاث أصبح جزءً من ذاكرة وثقافة مدينة أكادير. فالمدينة عرفت دمارا شبه كامل، وبدأت مسار الانبعاث بعد المقولة الشهيرة لأب الأمة محمد الخامس طيب الله ثراه، التي قال فيها 'لئن حكمت الأقدار بخراب أكادير، فإن بناءها موكول إلى إرادتنا وإيماننا'. هذه المقولة ظلت في وجدان الأكاديريين مقرونة بوسم 'الانبعاث'. ومع خطاب المغفور له محمد الخامس، انطلقت مسيرة الانبعاث، وبقيت مستمرة عبر العقود والسنوات، إلى وقتنا الراهن. تعاقبت الأجيال، وتعاقبت المجالس الجماعية، وتعاقبت السلطات الولائية، ومعهم جميعا، استمرت مسيرة الانبعاث والتشييد والبناء، إلى وقتنا الراهن، تيمنا بالمقولة الشهيرة لأب الأمة محمد الخامس. لماذا من العيب قول أكادير انبعثت من جديد مع السيد أخنوش؟ وأن تاريخ أكادير بدأ مع هذا المجلس؟ الجواب لا يخرج عن نقطتين اثنتين لا ثالث لهما: أولا: تاريخ أكادير أكبر من أن ينسب لشخص تحمل مسؤولية رئاسة مجلسه الجماعي كيفما كان قدره. أبناء أكادير، يعرفون جيدا مخلفات الزلزال، ويتذكرون زيارة أب الأمة محمد الخامس طيب الله ثراه، وعبارته الشهير محفورة في ذاكرتهم، كيفما هي محفورة في الحائط الإسمنتي، أمام مقر جماعة أكادير. ومن عجائب الصدف، أن يتم توطين عبارة المغفور له محمد الخامس، مباشرة أمام بناية الجماعة، لتطل يوميا على هذه العبارة من النوافذ الزجاجية. وكأن التاريخ يعرف مكر الزمان، وأنه سيأتي يوم تعرف فيه المدينة مجلسا جماعيا، يتنكر لتاريخ المدينة، ويجعل انبعاث المدينة مرتبطا به، وكأن المدينة قبل 8 شتنبر كانت عبارة عن غبار وتراب. ثانيا: كلما تم الحديث عن الانبعاث الجديد لمدينة أكادير، يتم ذكر المشروع الملكي برنامج تهيئة المدينة 2020/2024. لسنا محتاجين لحل معادلة من الأسبق 2020 أو شتنبر 2021، لنعرف أن هذا البرنامج بدأ سنة 2020، وأن المجلس برئاسة السيد أخنوش، لم يكن له أي وجود في هذا التاريخ. لسنا في حاجة لإعادة حفظ جدول الضرب، لنعرف أن المجلس الحالي، لا علاقة له بالمشاريع التنموية التي تشهدها المدينة منذ أن تفضل جلالة الملك محمد السادس، بتشريف مدينتنا بزيارته الميمونة، والإشراف شخصيا، على توقيع برنامج التنمية الحضرية في 4 فبراير 2020. ماذا كنا ننتظر من المجلس الجماعي بعيدا عن المشروع الملكي برنامج التنمية الحضرية: كنا ننتظر من المجلس الحالي، بَذْل مجهود إضافي لتنمية موارد الجماعة، حتى تتمكن من الوفاء بالتزاماتها المالية للوفاء بنصيبها في التمويل. لكن مع كامل الأسف، لجأ المجلس الحالي إلى إغراق المدينة في القروض سواء بإصدار سندات الاكتتاب بقيمة مليار درهم، وكان آخرها قرض 545 مليون درهم من صندوق التجهيز الجماعي. كنا ننتظر من المجلس الحالي، نوعا من الابداع في تدبير المشاريع الملكية. ويكفي في هذا الصدد أن نذكر المسابح الجماعية التي تم إنشاؤها في إطار المشروع الملكي، والتي عرفت انتفاضة المجتمع المدني ضد طريقة المجلس في تدبير هذه المسابح. هنا نتساءل كيف سنطمئن على تدبير باقي المشاريع الملكية من متاحف والمسرح الكبير وملاعب القرب والمكتبة الوسائطية وغيرها من المشاريع؟ كنا ننتظر من المجلس الجماعي، الاستمرار في ما قامت به المجالس السابقة لتطوير البنيات التحتية لأحياء سفوح الجبال. وها هو 'الانبعاث الجديد' يبشرنا بانتقائية لم نكن نعرفها في مدينة الانبعاث (دون زيادة أو نقصان). فعوض الاهتمام بكل الأحياء الناقصة التجهيز، يُخصص مجلس 'الانبعاث الجديد' 450 مليون سنتم لتحسين المظهر الخارجي لحوالي 50 منزلا في حي أيت تاووكت. والهدف هو أن يرى زوار الملعب 'الزواق الخارجي'، أما ساكنة هذه الأحياء فما عليها سوى أن تقول 'الله اخلف على الانبعاث الجديد' و'الله ارحم الانبعاث الحقيقي' الذي كبُر عليه أبناء أكادير. كنا ننتظر من المجلس الحالي، إيجاد الحل المناسب لمطرح النفايات، وإعفاء ساكنة مدينة الانبعاث من تلك الرائحة التي تعم أرجاء المدينة. فهل سيخصص 'مجلس الانبعاث الجديد'، ميزانية كبيرة لرش هواء المدينة بماء الزهر خلال كأس إفريقيا، تيمنا بتحسين المظهر الخارجي ل50 منزلا بحي أيت تاووكت. فكما للعين حق في رؤية الجمال، للأنف نفس الحق في تنفس رائحة الجمال. كنا ننتظر من المجلس الحالي، الاهتمام بأطفال الشوارع التي استفحلت بشكل فظيع في مدينة 'الانبعاث الجديد'، وبمعضلة الكلاب الضالة. لكن المجلس عمل بالمقولة الفرنسية Silence Radio. كنا ننتظر من المجلس الحالي، الإسراع في تشغيل المستشفى الجامعي. مدينة الانبعاث في حاجة ماسة لهذا الصرح الصحي لإنقاذ صحة المدينة. رئيس المجلس الجماعي هو في ذات الوقت رئيس الحكومة. فكل الشروط متوفرة لتسريع تشغيل المستشفى. لم نر أي أثر بعد لهذا المستشفى، لكن وصلتنا أخبار 'الانبعاث الجديد'. وأخيرا كنا ننتظر أن يضع المجلس الحالي، تسييره في مسار الانبعاث الذي تعاقبت عليه الكثير من المجالس الجماعية. فالمجلس الحالي وجد من سبقوه، انتشلوا سينما الصحراء من فم لوبيات العقار، وحافظوا عليها. وها هو مجلس السيد أخنوش ينظم فيها لقاءاته الحزبية والثقافية، في جحود غير مفهوم لمنجزات مدينة الانبعاث. وها هو المجلس الحالي، يستعد للقيام بنفس الإنجاز بخصوص سينما السلام. هذه السينما، لو لم يترافع عليها المجتمع المدني، ولو لم تحافظ عليها المجالس السابقة، لما وجد مجلس السيد أخنوش، شيئا اسمه تأهيل محيط سينما السلام. ختاما، أبعدوا مدينة أكادير عن 'الانبعاث الجديد'، واتركوا لنا مدينة الانبعاث دون زيادة ولا نقصان. مدينة تابعنا تطورها منذ المقولة الشهيرة لأب الأمة محمد الخامس طيب الله ثراه، ونريد هذه الروح أن تبقى سائدة في أي تدبير جماعي للمدينة، كما كان الحال عليه في جميع المجالس السابقة التي تعاقبت على تدبير المدينة منذ أول انتخابات.

عندما عاقبت الفيفا المغرب بسبب تضامنه مع المنتخب الجزائري
عندما عاقبت الفيفا المغرب بسبب تضامنه مع المنتخب الجزائري

يا بلادي

timeمنذ 3 أيام

  • يا بلادي

عندما عاقبت الفيفا المغرب بسبب تضامنه مع المنتخب الجزائري

DR مدة القراءة: 3' في سنة 1957 قررت جبهة التحرير الوطني، إنشاء تنظيمات تابعة لها، ومن بينها "فريق وطني جزائري" لكرة القدم يساهم في التعريف بالثورة الجزائرية، وكانت جبهة التحرير ترى أنه يمكن استغلال الرياضة كأداة نضال نظرا لما تتمتع به من شعبية على المستوى العالمي. وأسندت مهمة اختيار اللاعبين لمحمد بومزراق، الذي كان مدير الرابطة الجهوية الجزائرية التابعة للاتحاد الفرنسي لكرة القدم، وبدأ يعمل في سيرة تامة، وفي 13 و14 أبريل، تفاجأ الفرنسيون بفرار لاعبين جزائريين بارزين ينشطون في الأندية الفرنسية إلى تونس حيث يوجد مقر الحكومة الجزائرية المؤقتة. ولم تتقبل الحكومة الفرنسية الوضع، وحاول الاتحاد الفرنسي لكرة القدم استعادة اللاعبين الفارين، خصوصا أنه كان من بينهم رشيد مخلوفي ومصطفى زيتوني، الذين كان من أبرز نجوم المنتخب الفرنسي المقبل على المشاركة في كأس العالم 1958 بالسويد. وبعد ضغوط كبيرة أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا أن أي فريق سيواجه الفريق الجزائري الغير معترف به سيطرد من نهائيات كأس العالم. وبعد تجمع اللاعبين الجزائريين في تونس، تقرر تنظيم دوري أطلق عليه اسم المناضلة الجزائرية "جميلة بوحيرد"، واستدعي المغرب والجمهورية العربية المتحدة (سوريا ومصر) بالإضافة إلى تونس ومنتخب جبهة التحرير، للمشاركة في الدوري. لكن، منتخب الجمهورية العربية المتحدة، تخوف من تهديدات الفيفا، وقرر عدم الحضور إلى تونس، وأيضا عدم خوض أي مباراة ضد منتخب جبهة التحرير. وبعد المباراة الافتتاحية التي جمعت منتخب جبهة التحرير بالمنتخب التونسي، والتي انتهت بتفوق الجزائريين بخمسة أهداف لواحد، كان المنتخب المغربي ثاني منتخب يواجه الفريق الجزائري في تاريخه يوم 9 ماي 1968، وانتهت المباراة بتفوق الجزائريين بهدفين مقابل هدف واحد. وتدخل الاتحاد الفرنسي، وضغط على الفيفا، لتقرر معاقبة المنتخب المغربي بالإيقاف لمدة سنة عن خوض أي مباراة دولية، بحجة أنه لعب ضد فريق غير معترف به من طرف الفيفا أو الكاف. وتقبل الجانب المغربي هذه العقوبات بارتياح ، ويشير منصف اليازغي، عضو المركز المغربي للدراسات والأبحاث في المجال الرياضي، في شريط فيديو إلى أن السلطان محمد الخامس عند إخباره باحتمال فرض عقوبة التوقيف على المغرب قال "إذا لم تكتف الفيفا بسنتين بإمكانها أن تفرض أربع سنوات إذا كان ذلك من أجل الجزائر". وبسبب هذا الإيقاف لم يتمكن المنتخب المغربي من المشاركة للمرة الأولى في تاريخه في كأس إفريقيا لكرة القدم في مصر سنة 1959، وكان المغاربة يملكون حظوظا كبيرة للتويج باللقب على اعتبار مشاركة ثلاثة منتخبات فقط هي مصر وإثيوبيا والسودان. دعم متواصل ولم يتراجع المغرب عن دعم المنتخب الجزائري، رغم عقوبات الفيفا، ووجه له الدعوة للحضور إلى البلاد، وإجراء مباريات مع منتخبات العصب، ويوم 13 نونبر وصل منتخب الثورة الجزائرية إلى الرباط وحظي باستقبال شعبي ورسمي كبير. وتقابل منتخب الثورة يوم 18 نونبر من سنة 1958 مع منتخب عصبة الدار البيضاء، وحضر المباراة السلطان محمد الخامس وجمهور واسع وكبير، وفي 21 نونبر تقابل مع منتخب عصبة الرباط وحضر المقابلة الأمير مولاي عبد الله والمطربة الجزائرية وردة. ثم أجرى مباريات أخرى مع منتخبات العصب. وخلال هذه الجولة، تم استغلال المباريات لجمع الأموال لدعم الثورة الجزائرية ومنتخبها. وبعد سنتين من تأسيس هذا المنتخب، انضم إليه اللاعب عبد الله السطاتي الذي سبق له أن لعب لفريق الراك والوداد وبوردو الفرنسي في الخمسينيات. وهو من مواليد مدينة سطات من أب جزائري وأم مغربية. وبذلك لعب المغرب دورا مهما في انطلاقة هذا الفريق، الذي لعب مباريات أيضا في أوروبا الشرقية، كان الهدف من ورائها هو التعريف الثورة الجزائرية وحشد الدعم لها.

حماة الوطن
حماة الوطن

جريدة الصباح

timeمنذ 4 أيام

  • جريدة الصباح

حماة الوطن

تحتفي أسرة الأمن الوطني، هذه الأيام، بالذكرى 69 لتأسيس هذا الصرح الوطني الشامخ، الذي يعتبر واحدا من أهم إنجازات مغرب الاستقلال، حين قرر جلالة المغفور له محمد الخامس، وضع اللبنة الأولى من مشروع 'الجهاد الأكبر' في 16 ماي 1956. عيد وطني لكل المغاربة، بشعار مركزي واحد 'الله،

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store