
أخبار العالم : اختطاف الشيخ الكازمي من المحراب كآخر نسخة من جرائم جماعات ما دون الدولة في عدن
الخميس 26 يونيو 2025 06:20 مساءً
ربما كان الشيخ محمد الكازمي، الإمام المحبوب لجامع أمير المؤمنين عمر ابن الخطاب رضي الله عنه الواقع في ساحة الشهداء بمديرية المنصورة، محظوظاً لأن أشباح الأحزمة الأمنية لم تختطفه بعيداً عن أعين الناس ولم تباغته بعملية اغتيال لحظة خروجه من المسجد أو من المنزل أو على قارعة الطريق. هذه الممارسات كان العشرات من المصلحين والساسة والقادة الوطنيين ضحيتها من أن استبيحت عدن من قبل الجماعات المسلحة الخاضعة للنفوذ العابر للحدود.
هذا لا يعني أن الشيخ الكازمي بخير، إنه يخضع الآن لظروف قاسية، لا سقف لإجرامها ويمكن قياسها فقط على الطريقة التي تم بها اعتقاله وجره على أنفه من المحراب الذي كان يؤم فيه الناس في فجر الخميس الحزين.
تأكد لعدد ممن شهدوا لحظة اقتحام المسجد بعد صلاة الفجر، وهاجموا الشيخ محمد الكازمي واقتادوه بشكل مهين أمام أعين المصلين، ووسط إطلاق للرصاص، بأن مصلح الذرحاني قائد شرطة دار سعد هو الذي قاد هذه العملية الإرهابية الإجرامية ضد الشيخ الكازمي. وتبقى هذه الأمور غير يقينية إلى إن يتم التأكد من الجهة التي تقف خلف هذه الجريمة.
لقد غابت الدولة في هذه العملية وأُهين القانون وانتهكت حقوق الإنسان، وتحقق مفهوم الترويع في أبشع مظاهره. لقد تركت الحادثة ندوباً يصعب التئامها في وجدان وذاكرة عشرات المصلين، وملايين اليمنيين الذين تدالوا فيديو الاعتداء على الشيخ الكازمي.
ما من سبب يبرر ما حصل بحق إمام جامع عمر ابن الخطاب في عدن، وما من دليل على أن هذه الجريمة الشنيعة يمكن أن تكون جزء من أجندة دولة، أو أن تتلقفها أجهزة الدولة وتعيد تكييفها على أنها مهمة مستحقة جرى تنفيذها بطريقة خاطئة. الأمر بكل تأكيد، يندرج ضمن المقاولات الأمنية الإجرامية التي اعتادت عليها عدن، وتُنفذ في الغالب لصالح جهاز استخباري شديد القسوة وأيديولوجي ويرصد الأنفاس الحرة لأبناء اليمن في المحافظات الجنوبية، ويتتبع مواقفهم.
لا يُراد لأحد في مدينة عدن أن يخرج عن الخطوط الحمر التي حُددت من قبل الجهات النافذة العابرة للحدود، وهي خطوط لا علاقة لها البتة بالمصالح العليا للدولة اليمنية ولا حتى للدولة "الجنوبية" التي يرفعها الانتقالي شعاراً له، بقدر ما تتعلق بإعادة ضبط المزاج السياسي العام في مدينة عدن وفق توجهات الدولة التي تمول الانتقالي وتدعمه، مما يحمل على الاعتقاد بأن الشيخ الكازمي ربما يدفع ثمن مواقفه المبدئية الوطنية والعربية والإسلامية، والتي تتسق مع الوجدان الحي والعقل السليم والفطرة السوية لكل أبناء اليمن.
إن التضييق على مدينة بلا خدمات، ويفتك بها الحر الشديد والفقر الشديد، ممارسةٌ تنطوي على قدر كبير من الفجور. ليس هناك من مقابل يتلقاه الناس أمام هذا الطغيان، وهذا العنف وهذا القدر من الفتك بحرياتهم وحقوقهم ودمائهم. إنه طغيان يحدد بوضوح معالم السلطة التي يسعى المجلس الانتقالي الجنوبي إلى تأسيسها في مدينة عدن اليمنية، وهي معالم لعمري تؤذن بليل طويل في جنوب البلاد لا سمح الله.
مرة أخرى يقع أبناء أبين ورجالها ضحيةَ عملياتٍ أمنية قاسية، على نحو يكرس شكلاً سيئاً من العلاقات المتوترة بين أبناء البلد الواحد. على أن أقسى ما يدفعه الناس من أثمان باهظة في ساحة الإعدام المفتوحة بعدن، أن الجرائم تنفذ بلا عقاب، وأن الجماعات المسلحة لا تحمل هوية سلطوية ولا قانونية، مما يمكنها من القيام بجرائمها بالوكالة والإفلات منها بكل سهولة، في ظل هذا الانفلات، أو عبر تغيير مكان الإقامة لا أقل ولا أكثر.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الموجز
منذ ساعة واحدة
- الموجز
رد قاطع من الإفتاء: هل التهنئة بالعام الهجري الجديد جائزة شرعًا؟
ببداية ويعرض لكم لا يفوتك ليست من العبادات.. بل من العادات الجائزة وأوضح "شلبي" في لقاء متلفز، أن التهنئة برأس السنة الهجرية لا تدخل في باب العبادات التي تحتاج إلى دليل خاص، بل تُعد من العادات الاجتماعية المشروعة التي يُقصد بها إشاعة الفرح، والتذكير بأيام الله. وأضاف: "ليس في الشرع ما يمنع أن يهنئ المسلم أخاه بقدوم عام هجري جديد، بل هذا من مكارم الأخلاق وتقاليد التراحم التي يحث عليها الإسلام". إحياء لذكرى الهجرة.. لا ابتداع فيها وأكد أمين الفتوى أن ذكرى الهجرة النبوية من أعظم المناسبات الإسلامية، والاحتفال بها أو التهنئة بقدومها ليس فيه ابتداع أو مخالفة، بل يدخل ضمن "الفرح بفضل الله" الذي ورد في القرآن الكريم. واستشهد بقوله تعالى: "قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا"، مبينًا أن الفرح المشروع لا يقتصر على الأعياد المعروفة فقط. الرد على المهنئين جائز.. والبدء لا حرج فيه وفيما يخص بدء التهنئة، أوضح "شلبي" أن من هنّأك فاردد عليه، ومن بدأت بتهنئته فلا حرج، مشيرًا إلى أن بعض العلماء فضّلوا الرد دون البدء، لكن ذلك لا يُعد تحريمًا، وأكد أن هذا الرأي لا يعتمد على نصوص قطعية، بل هو من باب الاحتياط، وليس الفرض. دار الإفتاء: لا تنسوا الدعاء واغتنام البدايات وفي ختام بيانه، دعت دار الإفتاء المواطنين إلى اغتنام مناسبة العام الهجري الجديد بالدعاء والتفكر في دروس الهجرة، والحرص على فتح صفحة جديدة مع الله والناس، مشيرة إلى أن التهنئة جزء من التواصل المحمود بين المسلمين، ومن مظاهر الرحمة التي حث عليها الإسلام في كل زمان ومكان. اقرأ أيضا :


مصر اليوم
منذ ساعة واحدة
- مصر اليوم
حسام الغمري لـ أحمد موسى: 2011 ربيع عبري .. وظهوري معك شرف
أكد الإعلامي حسام الغمري أن ظهوره مع الإعلامي أحمد موسى يمثل شرفًا كبيرًا له، لافتًا إلى أنه عاش تجربة شخصية مع جماعة الإخوان الإرهابية دامت 9 سنوات، لكنه لم يشعر بالانتماء الحقيقي لها سوى 6 أشهر، واصفًا تلك الفترة بـ التي أُجبر فيها ضميره على السكوت. وأضاف الغمري خلال لقائه مع الإعلامي أحمد موسى في برنامج «على مسئوليتي» المذاع على قناة « صدى البلد »، أنه عمل 6 أشهر فقط في قناة مصر الآن المملوكة للجماعة، وكان يدعو الله باستمرار أن يُنجيه منها ومن كل أدواتها الإعلامية، موضحًا أن أيمن نور كان يردد دومًا أن الإخوان شبهة، ومع ذلك قدم له عرضًا للعمل في قناة الشرق الإرهابية. وأشار الغمري إلى أنه كان واحدًا ممن سقطوا في فخ دعاية الجماعة، قبل أن يكتشف زيف وكذب خطابها، موضحًا أن ما حدث في 2011 لم يكن ربيعًا عربيًا بل فتنة ومؤامرة وربيعا عبريا على الوطن. واختتم الغمري تصريحاته مؤكدًا أنه تحول من شخص متعاطف مع الجماعة إلى إنسان كشف حقيقتهم، قائلاً: عشت معهم 9 سنوات لكن لم أصدقهم إلا 6 أشهر ، وهذه التجربة كانت كفيلة بأن تكشف زيفهم أمام عيني. ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة خبرك نت ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من خبرك نت ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة. انتبه: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة مصر اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من مصر اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

مصرس
منذ ساعة واحدة
- مصرس
مفتى الجمهورية: الشعب المصرى متدين فى أقواله وأفعاله وسلوكه
قال فضيلة الدكتور نظير عياد مفتي الجمهورية، إن دار الإفتاء المصرية لدينا قنوات متعددة للفتوى "إلكترونية وهاتفية وشفهية ومكتوبة"، مؤكدًا أن الإقبال الكبير على طلب الفتوى دليل ثقة في دار الإفتاء وحرص من المواطنين على دينهم، وأن المواطنين يأتون إلى دار الإفتاء للسؤال عن أمور الدين والدنيا، فالشعب المصري متدين في أقواله وأفعاله وسلوكه. وخلال حواره مع الإعلامي أسامة كمال في برنامج "مساء dmc" على قناة dmc، قال مفتي الجمهورية د. نظير عياد، إن طلب الفتوى مرتبط بالثقافة والوعي والبيئة والتنشئة، مشيرا إلى بعض البيئات تتمسك بالأعراف والعادات والتقاليد وترفض توريث المرأة، وهناك من يأت لدار الإفتاء يسأل عن ميراث المرأة ليس ليقتنع ولكن ليرضي نفسه أو ليعترض على مراد ربه، أو يطلب الفتوى ليسمع ما يصادف هواه، وعندما لا يجد الإجابة التي يريدها يعترض على مراد الله، خاصة في ميراث المرأة، وهذا أمر مرتبط بالأعراف والعادات والتقاليد.وأوضح مفتي الجمهورية، أن الشريعة الإسلامية جمعت بين الثبات والمرونة والصلاحية للزمان والمكان، فهي وضعت قواعد عامة وتترك للناس تحقيقها وفق الزمان والآليات ولهذا تتغير الفتوى بتغير الزمان والمكان، لافتا في الوقت نفسه إلى أن التجديد هو المحافظة على الثابت والانفتاح على العلوم الحياتية والاستفادة منها، وعلى المفتي ألا يتوقف جهده وتحصيله على العلوم الشرعية، وإنما يدرس العلوم الأخرى كالمنطق والفلسفة والاقتصاد وعلم النفس.كما أكد أيضًا أن التجديد هو القراءة المتأنية والتفرقة بين النص المقدس وفهم العلماء له، ولذلك يجب أن نفرق بين الكتاب المسطور والكتاب المنظور، لأن الإسلام أمرنا في الكتاب المنظور أن نبحث ونفتش ولم يضع لنا حداً إلا الالتزام بأخلاقيات البحث العلمي. في الكتاب المسطور أودع الله الأوامر والنواهي وأمر الناظرين فيه بالتسلح بالأدوات والوسائل التي تعينهم على الفهم.