
تحكي سيرة التواضع والتجديد.. 7 أشياء تدفن مع البابا فرنسيس
تم تحديثه السبت 2025/4/26 04:30 م بتوقيت أبوظبي
في مشهد وداعي طغت عليه مشاعر التأمل والحزن، ودّع العالم البابا فرنسيس بجنازة جمعت بين التقاليد الكاثوليكية العريقة ولمساته الخاصة التي طالما ميزت حبريته.
ورغم الخروج المحدود عن بعض الأعراف — مثل السماح للعامة بإلقاء نظرة وداعية على جثمانه — إلا أن المراسم ظلت وفية لرمزية الطقوس البابوية، حيث تتجسد في كل تفصيل إرثٌ روحي وإنساني عميق.
فمن التاج البابوي البسيط إلى الخاتم المكسور، ومن العملات المعدنية إلى الوثائق الرسمية، يروي كل تفصيل نواحي عريقة تعكس عمق التقاليد البابوية.
التاج البابوي (الميترة) والعصا الرعوية
سيوضع إلى جانب الجثمان الميترة (غطاء الرأس المدبب) التي ارتبطت ببساطة فرنسيس، حيث فضَّل تصميمًا أبيضًا دون زخارف، في إشارة إلى فلسفته القائمة على التواضع ورفض الترف.
ومنذ انتخابه عام 2013، كان فرنسيس حريصًا على تقديم صورة بابوية أكثر قربًا للناس، بعيدة عن الأبهة التقليدية التي أحاطت بالكرسي الرسولي لقرون.
أما العصا الرعوية، فقد حملت نقشًا لصورة المسيح كراعٍ، رمزًا للدور الأبوي والرعوي الذي اضطلع به فرنسيس طوال سنوات حبريته. وهذه العصا تعود في رمزيتها إلى القرن الخامس الميلادي، حيث مثلت منذ ذلك الحين علامة على مسؤولية الراعي عن قطيعه.
العملات المعدنية:
وُضع داخل النعش كيسٌ يحتوي على 12 عملة معدنية سُكَّت خلال كل عام من حبريته. وهذا التقليد يعود إلى العصور الوسطى، حين كان يُدفن الباباوات مع عملات تُصوِّر وجههم كدليل على شرعية حكمهم.
أما اليوم، فتحمل العملات تواريخ سنوات حبريته (2013-2025)، كسجلٍ مادي لإرثه. وباتت العملات تسجل سنوات الحبريّة كعلامة مادية على المسيرة التي مضت، وعلى التحولات التي قادها البابا الراحل، سواء في إصلاح البنية الإدارية للفاتيكان أو في مواقفه الشجاعة حيال قضايا الفقر والهجرة والبيئة.
وثيقة "الروغيتو": السجل الرسمي للإنجازات
الـروغيتو تعني بالإيطالية "المكتوب" وهي وثيقةٌ تُقرأ أمام الحاضرين قبل أن توضع في اسطوانة وتُدفن مع الجثمان. تحتوي الوثيقة على ملخصٍ لأبرز إنجازات فرنسيس، مثل إصلاحات الكوريا الرومانية (الحكومة الكنسية)، وحواره مع الأديان الأخرى، وتأكيده على قضايا البيئة في وثيقته.
وفقًا لمراسيم الفاتيكان المنشورة في "الكتاب الليتورجي للطقوس البابوية"، تُكتب الوثيقة على ورق خالٍ من الأحماض لضمان حفظها لمئات السنين، مع نسخةٍ ثانية تُحفظ في أرشيف الفاتيكان السري.
المسبحة
من التقاليد أيضًا أن يُدفن البابا مع مسبحة، ولن يكون فرنسيس استثناءً.
وخلال الأيام الثلاثة التي سُمح فيها للعامة بإلقاء نظرة وداعية، كانت المسبحة ملتفة بعناية حول أصابعه.
شهادة الوفاة
تُعد شهادة الوفاة وثيقة تقليدية أخرى تُدفن مع البابا.
وقد قام الكاردينال الأمريكي كيفين فاريل، الذي يؤدي دور "الكاميرلينغو" (المسؤول عن إدارة شؤون الفاتيكان خلال فترة خلو الكرسي الرسولي)، بإعلان وفاة البابا رسميًا خلال المراسم الخاصة.
وقد صاغ فاريل إعلان الوفاة الرسمي، الذي أُلحق بالشهادة الطبية الصادرة عن رئيس الخدمات الصحية، وتم وضعهما معًا داخل التابوت.
أُلحق إعلان الوفاة بتقرير طبي رسمي صادر عن رئيس الخدمات الصحية للفاتيكان، ووضع كلا المستندين داخل التابوت، في ممارسة تعود إلى قرون مضت، لضمان التأكيد الرسمي على نهاية الحبرية.
خاتم الصياد:
خاتم الصياد (الذي يُنقش عليه صورة القديس بطرس يصطاد سمكة) يُصنع من ذهب لكل بابا جديد، ويُحطم بعد الوفاة بآلة خاصة ليمنع أي استخدام مزيف لوثائق الفاتيكان.
يعود هذا الطقس إلى القرن الرابع عشر، حين استُخدم الخاتم كختمٍ للرسائل البابوية. ويُعد تحطيم الخاتم رمزًا لنهاية حبريته رسميًا.
إضافات من خارج التقاليد: بصمة فرنسيس الشخصية
على عكس البابوات السابقين، طلب فرنسيس إضافة إنجيلٍ مفتوح على صدره، يظهر إصحاحًا من إنجيل متى الذي يؤكد على خدمة الفقراء، وفقًا لتصريح الكاردينال بييترو بارولين لصحيفة لا ريبابليكا الإيطالية. كما وُضعت بذور نباتات من غابات الأمازون — رمزًا لالتزامه البيئي — داخل التابوت، استلهامًا من حملاته لحماية الطبيعة.
aXA6IDE1NC4yMS4xMjUuMjA5IA==
جزيرة ام اند امز
ES

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العين الإخبارية
منذ 4 أيام
- العين الإخبارية
الفاتيكان يقدّم خاتم «الصياد» للبابا لاون الرابع عشر خلال قداس رسمي
قدّم الفاتيكان اليوم خاتم الصياد إلى البابا لاون الرابع عشر، بالتزامن مع منحه شارة الباليوم، التي تمثّل علامة الأسقفية البطرسية، وذلك عقب وصوله على متن سيارة "باباموبيل" التي خُصّصت لتنقّله. وقد رافقته الحشود مرحّبة أثناء جولته الأولى في ساحة القديس بطرس، حسب ما أورد موقع "الفاتيكان نيوز". وقد دوّى التصفيق عندما تلقّى البابا الباليوم المصنوع من صوف الحمل وارتداه للمرة الأولى خلال القداس. وفي الوقت ذاته، أعلن الفاتيكان عن تفاصيل خاتم الصياد، الذي نُقشت عليه صورة القديس بطرس على شريطه الخارجي، بينما نُقش من الداخل اسم "لاون 14" وشعاره النبالي. صور رسمية من مكتب الاحتفالات أصدر مكتب الاحتفالات الليتورجية التابع للبابا فرنسيس صورًا رسمية لكل من خاتم الصياد والباليوم اللذين سيُقدّمان إلى البابا لاون الرابع عشر خلال الاحتفال اليوم، إحياءً لذكرى بداية خدمته البطرسية. ويرمز كلا العنصرين إلى الشعار الأسقفي التقليدي المرتبط بالقديس بطرس. تدمير خاتم البابا فرنسيس وكان المتحدث الرسمي باسم الفاتيكان، ماتيو بروني، قد أكّد في تصريح سابق أن خاتم الصياد الخاص بالبابا فرنسيس جرى تدميره بعد 16 يومًا من وفاته، وذلك باستخدام مثقب معدني، حيث أُزيل نقش الصليب من على سطح الخاتم بحضور الكاردينال كاميرلينغو جوزيف كيفت فاريل، باعتبار هذا الإجراء من الطقوس التقليدية المرتبطة بانتهاء ولاية البابا المتوفى. خاتم الصياد: الرمز والتاريخ في صميم كل بابوية، يقبع رمز ذو دلالة تاريخية وعقائدية، وهو خاتم الصياد، المعروف باسمه اللاتيني Anulum Piscatoris، أي حلقة الصياد. لا يُعتبر هذا الخاتم مجرد قطعة من الزينة، بل يحمل دلالة دينية ترتبط بالسلطة البابوية، ويكتسب أهميته القصوى خلال لحظة فارقة في حياة الكنيسة: وفاة أحد الباباوات. لا يُستخدم مصطلح "الخاتم البابوي" رسميًا، بل يُطلق عليه "خاتم الصياد"، نسبة إلى القديس بطرس، البابا الأول حسب التقليد الكاثوليكي، الذي كان يعمل صيادًا. الخاتم يحمل صورة القديس بطرس وهو يصطاد من قارب، ويُكتب عليه اسم البابا الحالي باللغة اللاتينية. وظيفة الخاتم عبر العصور تاريخيًا، كانت لهذا الخاتم وظيفة عملية، حيث استُخدم كختم رسمي لوثائق البابا، خاصة المراسيم البابوية التي استمدّت شرعيتها منه. ورغم أن دوره الإداري انتهى، إلا أنّه ما زال يحتفظ بدلالته الرمزية كأداة تمثّل شرعية السلطة البابوية. صُنع هذا الخاتم تقليديًا من الذهب الخالص، ويجري تحطيمه بعد وفاة كل بابا باستخدام مطرقة من الفضة والعاج، في طقس رمزي يُقصد به إعلان نهاية تلك الحقبة البابوية، ومنع تزوير الوثائق التي قد تُصدر باسم البابا الراحل بعد وفاته. aXA6IDgyLjIyLjIwOC43NiA= جزيرة ام اند امز FR


البوابة
منذ 4 أيام
- البوابة
أهم طقوس تنصيب بابا الفاتيكان.. ما هو الباليوم البابوي؟
في أجواء احتفالية روحية كبيرة، يتسلّم اليوم قداسة البابا لاون الرابع عشر 'الباليوم البابوي' خلال القداس الاحتفالي لتدشين خدمته البطرسية كأسقف روما وخليفة للقديس بطرس. يُعدّ هذا الطقس من أهم لحظات التنصيب البابوي، لما يحمله من دلالات رمزية ولاهوتية عميقة. ما هو الباليوم؟ رمز الراعي الصالح يُعد الباليوم واحدًا من أبرز الشارات الليتورجية التي تُمنح للبابا، وهو شريط من الصوف الأبيض، يرمز إلى الأسقف كـ راعٍ صالح يحمل خرافه على كتفيه. كما يشير إلى الحمل المصلوب – المسيح – الذي بذل نفسه من أجل خلاص البشر. الصوف المستخدم في الباليوم مأخوذ من خراف مُباركة، كرمز للرعاية والحماية، ويُعبر عن التزام البابا برعاية النفوس، لا سيما الضعفاء والمرضى والمهمشين. تفاصيل الشكل والرمزية في شكله الحالي، يتكوّن الباليوم من شريط أبيض من الصوف، ينحني عند الكتفين ويتدلّى منه طرفان باللون الأسود من الأمام والخلف، بما يُشبه الحرف اللاتيني 'Y'. ويحمل الباليوم ستة صلبان من الحرير الأسود، بالإضافة إلى ثلاث دبابيس (Acicula)، ترمز إلى المسامير الثلاثة في صليب المسيح، في إشارة إلى أن كل خدمة كنسية حقيقية تمر عبر الصليب والتضحية. لحظة رمزية في بداية الحبرية تسلّم الباليوم ليس مجرد طقس شكلي، بل هو تأكيد رمزي على التزام البابا بخدمة الكنيسة كراعٍ ومسؤول عن شعب الله. كما أنه يربطه بشكل مباشر بإرث القديس بطرس، أول أسقف لروما، ويوضح استمرارية الرسالة من جيل إلى جيل. استمرار الرسالة تحت شعار الرحمة والعدالة في ظل التحديات التي يواجهها العالم اليوم، يُتوقع أن تكون حبرية البابا لاون الرابع عشر متمحورة حول الرحمة، والحوار، والعدالة الاجتماعية. وتسلمه للباليوم اليوم يشكّل بداية ملموسة لهذه المسيرة الروحية والرعوية.


البوابة
منذ 7 أيام
- البوابة
البابا لاون الرابع عشر يفاجئ الحرس السويسري بلقاء مؤثر في يومه الأول
طلب البابا لاون الرابع عشر بابا الفاتيكان لقاءً خاصًا مع كامل الحرس السويسري مساء السبت الماضي في اليوم التالي لانتخابه ، في تصرف غير معتاد. فهذا الطلب فاجأ البروتوكول الفاتيكاني، حيث لم يسبق لأي بابا في التاريخ الحديث أن التقى بالحرس في أول يوم من حبريته. لحظة انتظار مشحونة في قاعة كليمنتين واجتمع الحرس السويسري في قاعة كليمنتين بصمت وتوتر، في انتظار دخول البابا. وفجأة، فُتح الباب ودخل البابا وحده، مرتديًا الثوب الأبيض، تظهر عليه علامات الإرهاق، لكنه حمل بين يديه دفء الحضور. حديث القلب: الصلاة، المسؤولية، والخوف وقال البابا مخاطبًا الحرس: 'أردت أن أراكم، لأنكم ستسيرون معي. ليون الثالث عشر جعل القديس ميخائيل يصلي لحماية الكنيسة، وأنا اليوم أطلب الشيء ذاته منكم.' وأوضح أنه شعر بثقل التاريخ أثناء وجوده في ساحة القديس بطرس، مما منحه العزم على نشر الإنجيل، وأضاف:'لا تخافوا من إعلان الإيمان، فأن تكون كاثوليكيًا اليوم يعني أن تحمل الصليب.' لحظة روحية: صلاة القديس ميخائيل واسترجع البابا لحظة خاصة في كنيسة السيستين قائلاً: 'شعرت بالخوف، ليس من المسؤولية، بل من عالم يبتعد عن الله. لذلك، قررت أن نحمل سلاحًا روحيًا معًا.' ثم بدأ بتلاوة صلاة القديس ميخائيل: 'يا قديس ميخائيل رئيس الملائكة، دافع عنا في المعركة…' استمع الحرس للصلاة في خشوع، وساد بعد انتهائها صمت عميق ومهيب. رسائل شجاعة وتواضع وتوجه البابا للشباب في الحرس قائلًا: 'نحن كنيسة لا تختبئ، لا تعتذر عن إيمانها. اليوم، اجعلوا من صلاة القديس ميخائيل جزءًا من خدمتكم اليومية.' فرد عليه القائد قائلاً: 'يا قداسة البابا، كما أقسمنا أن نحمي حياتك، سنحمي الإيمان بصلواتنا.' لقاء شخصي واعتراف صادق ومرّ البابا بين صفوف الحرس، يسألهم عن أسمائهم وتجربتهم، وقال لأحدهم الذي أمضى 17 عامًا في الخدمة: 'ما نصيحتك لي في أول يوم لي؟' فأجابه الحارس: 'ثق بالله أولًا، ثم بنا، فنحن هنا.' رد البابا: 'هذا هو بالضبط ما كنت بحاجة لسماعه اليوم.' في ختام اللقاء، قال البابا: 'ثقل الكنيسة سيسقط على أكتافنا نحن غير الكاملين، لكن بعد لقائي بكم أشعر أنني لست وحيدًا في هذه المهمة.' وختم بالدعاء: 'ادعوا لي كما سأدعو لكم. معًا كل يوم، لندعُ بحماية القديس ميخائيل للكنيسة والعالم.' نهاية بلحظة رجاء غادر البابا القاعة وسط مشاعر عميقة من الإيمان والرجاء. 'اخرجوا بلا خوف'، قال البابا، 'الحرس السويسري يسير معي… لكن الأهم أن المسيح يسير معنا، غير مرئي، لكنه لا يُقهر.'