
04 Jul 2025 14:30 PM ناصر الدين: الأزمات لن تدفعنا للعودة إلى الوراء
جاء ذلك في لقاء في المستودع المركزي للأدوية التابع لوزارة الصحة العامة في الكرنتينا بحضور ممثلة صندوق الأمم المتحدة للسكان في لبنان اندنديتا فيليبوز Anandita Philipose ورئيسة دائرة الرعاية الصحية الأولية في وزارة الصحة العامة الدكتورة رندا حمادة والمسؤول عن مستودع اللوازم التابع للوزارة توفيق العشي والسيدة وفاء كنعان من فريق الرعاية الأولية وعدد من ممثلي مراكز الرعاية.
وأكد الوزير ناصر الدين في كلمته أهمية مراكز الرعاية الصحية الأولية، مضيفا أن "دعم هذه المراكز يشكل دعمًا للوقاية والعلاجات الإستباقية الضرورية لتقليص الأمراض من جهة، وتخفيف الفاتورة الصحية من جهة ثانية في بلد يعاني من محدودية الموارد".
ولفت إلى "أهمية الشراكة البناءة بين الوزارة وصندوق الأمم المتحدة للسكان"، مشيرا إلى أن" مبادرة الصندوق لتسليم المعدات الطبية ستسهم في تعزيز خدمات الصحة الإنجابية وصحة الأم ودعم معايير الوقاية من العدوى والمساعدة في الكشف المبكر والتشخيص".
وتابع الوزير ناصر الدين أن "هذه المبادرة ستشمل عددًا محدودًا من مراكز الرعاية إنما الوزارة حريصة على استكمال دعم مختلف المراكز التي يتصدر الإهتمام بها الأولوية في خطة وزارة الصحة العامة".
وقال: "إن الوزارة إختارت، وسط الأزمات المتراكمة التي يشهدها لبنان، أن تحرز المزيد من الخطوات المتقدمة فلا تتراجع إلى الوراء، بل تعمل على مواجهة الصعوبات. وإن مراكز الرعاية الصحية الأولية بمثابة العمود الفقري للنظام الصحي وأي إستثمار في إستدامتها يفتح المجال لتقريب الخدمات الصحية من المواطنين الذين هم في أمس الحاجة إليها".
وشكر وزير الصحة العامة صندوق الأمم المتحدة للسكان على الدعم الذي يلتزم بتقديمه في المجال الصحي والذي "يؤكد أن الصحة ليست إمتيازًا بل هي حق للجميع".
بدورها أكدت ممثلة صندوق الأمم المتحدة للسكان أندنديتا فيليبوز" الالتزام بالشراكة الاستراتيجية والطويلة الأمد مع وزارة الصحة العامة"، مضيفة أن" الصندوق قام خلال التصعيد الأخير العام الماضي، بتوفير أدوية الصحة الإنجابية ووسائل تنظيم الأسرة بقيمة 2 مليون دولار أمريكي لصالح وزارة الصحة العامة لضمان توفير خدمات الصحة الإنجابية المنقذة للحياة للفئات الأكثر تضررًا وضعفًا. وقد أثمرت الجهود في بناء القدرات في مجال الصحة الجنسية والإنجابية خلال الطوارئ، حيث مكّنت مقدمي الرعاية الصحية من تقديم خدمات منقذة للحياة في قلب الأزمة".
وقالت: "إن قيمة الدعم الإنساني الذي قدمه صندوق الأمم المتحدة للسكان للقطاع الصحي في عام 2024 بلغت أكثر من 5 ملايين دولار أمريكي، بما لا يعكس فقط استثمارًا ماليًا، بل التزامًا ملموسًا بكرامة الإنسان، والقدرة على الصمود، والتعافي".
وشاركت الحضور بقصة سيدة "إضطرت للنزوح من قريتها في جنوب لبنان إلى النبطية في شباط 2024 وكانت في الشهر السادس من الحمل. أنجبت طفلها هناك في أيار، ثم اضطرت للنزوح مجددًا بعد أقل من أربعة أشهر، عندما تعرضت النبطية للاستهداف في أيلول. وبسبب الضغط النفسي الناتج عن التنقلات المتكررة، وبسبب تعافيها من عملية قيصرية، كانت السيدة بحاجة ماسة إلى رعاية طبية. ومن خلال زيارات منتظمة من القابلات والأطباء الاختصاصيين بالأمراض النسائية، وتوفير العلاج المناسب، تمكنت من التعافي الكامل".
وقالت ممثلة صندوق الأمم المتحدة للسكان إن "هذه شهادة من بين شهادات أخرى كثيرة تعكس أهمية الشراكة بين وزارة الصحة العامة وصندوق الأمم المتحدة للسكان، حيث شهد العام 2024 تقديم خدمات صحية وإنجابية لنحو 150,000 امرأة وفتاة، وحتى منتصف عام 2025، تم تقديم هذه الخدمات إلى ما يقارب 79,000 امرأة".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


ليبانون 24
منذ 32 دقائق
- ليبانون 24
تقرير يكشف حجم المعاناة.. الوضع الصحي في سوريا "كارثي"
رغم أن سقوط نظام الاسد في سوريا العام الماضي شكّل نهاية لصراع أهلي دام أكثر من عقد، إلا أن ما تبقّى للسوريين لا يوحي بأي راحة قريبة، لا سيما في القطاع الصحي الذي يقف على شفير الانهيار، حسب صحيفة "The Washington Post". وأشارت الصحيفة، إلى أنّ شبكة الرعاية الصحية المتهالكة، والتي كانت بالكاد تؤدي دورها طوال سنوات الحرب، باتت اليوم مهددة بالتوقف التام، مع بدء انسحاب المنظمات غير الحكومية من المشهد، نتيجة تقلّص التمويل الخارجي، خاصة من الولايات المتحدة وأوروبا. تابعت:" فالولايات المتحدة، التي كانت أكبر المانحين لسوريا وقدّمت مساعدات تجاوزت 18 مليار دولار خلال الحرب، جمّدت برامجها الخارجية، فيما أنهت إدارة ترامب مهام الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية. هذا القرار كان له وقع مدمر، ليس فقط على البرامج التي تموّلها واشنطن مباشرة، بل على شبكة الشركاء المحليين والدوليين الذين يعتمدون عليها". ميشيل كولومبل، من منظمة "مهاد" الفرنسية السورية ، تحدثت عن "كارثة" حقيقية تضرب شمال سوريا، حيث يعيش ملايين النازحين ، بعد أن أُجبرت منظمات إنسانية شريكة على إغلاق مرافقها، ما دفع المرضى للتدفق بكثافة نحو مراكز المنظمة المتبقية. أضافت الصحيفة:" في منطقة أعزاز، شمال حلب، رُصدت عشرات حالات سوء التغذية الحاد في الأشهر الثلاثة الماضية، بعد أن نفدت مخزونات أغذية الأطفال المغذية. منظمة "أنقذوا الأطفال"، التي كانت تؤمّن تلك المواد، أعلنت سابقًا أنها أُجبرت على إغلاق 40% من برامجها في سوريا بسبب نقص التمويل، مما عرّض أكثر من 416 ألف طفل لخطر سوء التغذية. وتواجه منظمة "مهاد" المصير ذاته، مع تعليق برامج الرعاية الصحية الأولية والتغذية ودعم الأمهات والأطفال. في بلدة كفر تخاريم قرب الحدود التركية ، كانت "مهاد" تخدم ثلث الأمهات والرضع. اليوم، تحمّلت عبء تقديم الخدمات لغالبية السكان بعد انسحاب باقي المنظمات. تابعت:" في أيار، حذّرت الجهات الصحية من أن 172 منشأة في شمال غرب سوريا معرضة للإغلاق، ما قد يحرم 4.24 مليون شخص من الرعاية الأساسية. وفي الشمال الشرقي، تعطلت 23 منشأة، فيما يتهدد الخطر 68 أخرى، بحسب بيانات صادرة عن مجموعة الصحة التابعة لمنظمة الصحة العالمية. وفي مستشفى الكسرة غرب البلاد، ارتفعت أعداد المرضى بنسبة 10%، لكن الجناح المخصص لعلاج الأطفال المصابين بسوء التغذية أغلق أبوابه في نيسان بعد خسارة تمويله. ثلاثة أطفال انقطعت عنهم الرعاية أُعيدوا إلى المستشفى بمضاعفات، وفق ما أفاد منسق في جمعية الكسرة". ولفتت الصحيفة، إلى أنّ الوضع لا يختلف كثيرًا في قطاع غسيل الكلى. ثلاث مراكز فقط تعمل حاليًا في شمال شرق سوريا، جميعها تديرها منظمة "مهاد"، فيما تعاني مراكز أخرى من أعطال في المعدات أو نقص في القدرة الاستيعابية. في مستشفى أبو حمام، اضطر الأطباء إلى رفض استقبال بعض مرضى الكلى بسبب تعطل الأجهزة. الطبيب أحمد أسود عبّر عن خشيته من تصاعد الأزمة، قائلاً: "إذا استمر خفض المساعدات، فسيموت بعض المرضى". ختمت:" مع تراجع التمويل وغياب البدائل المحلية، يبدو أن السوريين مقبلون على أزمة صحية جديدة، في وقتٍ لا تزال فيه البلاد تلملم جراحها من حرب طاحنة، دون أن تحصد ثمرة السلام بعد". (The Washington Post)


سيدر نيوز
منذ ساعة واحدة
- سيدر نيوز
بالصور: مؤتمر البقاع للأورام في نسخته التاسعة: تعزيز التعاون الطبي والمستمر في مواجهة السرطان
استضاف مستشفى تل شيحا في زحلة للمرة التاسعة على التوالي مؤتمر البقاع للأورام، برعاية وزير الصحة العامة الدكتور ركان ناصر الدين، ممثلًا بـرئيسة مصلحة الصحة في البقاع الدكتورة لارا البراك، وذلك بتنظيم من جمعية زحلة لرعاية مرضى السرطان ZACC بالتعاون مع مستشفيي اوتيل ديو وتل شيحا، وبمشاركة نخبة من الأطباء والاختصاصيين من مختلف المناطق اللبنانية، إلى جانب حضور أكاديمي وطبي واسع. افتُتح المؤتمر بالنشيد الوطني اللبناني بحضور رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك، رئيس مستشفى تل شيحا المطران ابراهيم مخايل ابراهيم، رئيسة مصلحة الصحة في البقاع الدكتورة لارا البراك ممثلة معالي وزير الصحة العامة الدكتور ركان ناصر الدين، عميد كلية الطب في جامعة القديس يوسف في بيروت الدكتور إيلي نمر، مدير الشؤون الطبية في مستشفى أوتيل ديو الدكتور جورج دبر و مدير عام مستشفى تل شيحا الدكتور مروان خاطر. الكلمة الأولى كانت لرئيس جمعية ZACC الدكتور فادي الكرك قال فيها : ' نلتقي اليوم في مؤتمر الأورام بنسخته التاسعة، وقد سبقه ثمانية مؤتمرات، وهذا يعني التزام بأن ننظم مؤتمر تلو الآخر للأمراض السرطانية في منطقة البقاع كل سنة بالغم من جائحة كورونا، بالرغم من الحرب وبالرغم من كل التغيرات. كل سنة يكون المؤتمر افضل وهذا ما نعرفه من تعليقات المشاركين في المؤتمرات.' واضاف' عندما بدأنا بالمؤتمر مع الدكتور جورج عاصي منذ تسع سنوات كان له هدفان، اما السنى فله ثلاثة اهداف : الهدف الأول انه كمؤتمر عليك تأمين تعليم طبي مستمر للأطباء المتواجدين في المنطقة، وهذا امر يتحقق من خلال البرنامج الموضوع والمشاركة الواسعة التي تحصل. الهدف الثاني كان منذ اطلاق المؤتمر، وهو ارساء تفكير في المنطقة ان يكون لدينا رعاية متعددة التخصصات للسرطان، وهذا المبدأ موجود في كل المؤتمرات التي ننظمها وهذا امر مهم للمريض يحسن في حياته ومراحل العلاج.' وتابع' هذه السنة للمؤتمر معنى خاص بسبب التعاون القائم مع شبكة مستشفيات اوتيل ديو، وهذا امر له قيمة خاصة بالنسبة لي ويعني لي الكثير لأني ابن زحلة، ومستشفى تل شيحا هو مستشفاي، والجامعة اليسوعية هي الجامعة التي انتمي اليها، يهمني جداً ان يكون هناك تعاون في المستوى الطبي وليس فقط الإداري بين مستشفى اوتيل ديو ومستشفى تل شيحا، وهذا ما سنتطرق اليه في الندوة المقبلة من خلال برنامج ائتمان التعليم الطبي المستمر التي اقمته الجامعة اليسوعية للأطباء العاملين في شبكة مستشفيات اوتيل ديو، اضافة الى معهد السرطان وهو بالنسبة لي خطوة متقدمة جداً بالنسبة للبنان، وبرأيي ان شبكة مستشفيات اوتيل ديو يجب ان تستفيد من هذا المعهد وخاصة في منطقة البقاع>' وختم الدكتور الكرك ' النقطة الأخيرة تحدثت عنها في المؤتمر السابق وهي ان يصبح مرضى مستشفى تل شيحا كمرضى اوتيل ديو، اي بمعنى ان كل مريض يتعالج عليه المرور بلجنة متخصصة بالأورام. شكراً لحضوركم ومشاركتكم.' الدكتورة لارا البراك القت كلمة معالي وزير الصحة الدكتور ركان ناصر الدين، وجاء في الكلمة : ' يشرفني ويسعدني أن أكون بينكم اليوم في مؤتمر البقاع للسرطان، ممثِلةً معالي وزير الصحة العامة الدكتور ركان ناصر الدين. في هذه المناسبة، لا يسعني إلا أن أهنئ القائمين على تنظيم هذا المؤتمر، وأنوه بأهمية وضرورة تفعيل مثل هذه المؤتمرات الهادفة إلى تبادل الخبرات حول الأمراض السرطانية والتطورات الأخيرة في تشخيصها وعلاجها، وأحدث الجراحات والعلاجات الكيميائية والشعاعية، إضافة إلى تقديم منصات تفاعلية للأطباء والممرضين والعاملين في المجال الطبي. كما أحيي جميع أفراد الطاقم الطبي من أطباء وممرضين وعاملين في القطاع الصحي في منطقة البقاع على جهودهم وتفانيهم في عملهم'. واضافت ' إن العمل كفريق طبي متعدد التخصصات يضمن تقديم رعاية متكاملة تلبي جميع احتياجات المريض، وقد أثبتت الأبحاث أن هذا النهج يساهم في تحسين نتائج العلاج وزيادة رضا المرضى. كما أن التطورات الحديثة، مثل دراسة الجينات والعلاجات المناعية المخصصة واستخدام التقنيات الرقمية، تفتح آفاقًا جديدة لاكتشاف المرض مبكرًا وتقديم علاجات أكثر فعالية وأقل ضررًا، مما يمنح الأمل في مستقبل أفضل لمرضى السرطان. ويجب أن يكون المريض محور كل قرار، بحيث تهدف جميع طرق العلاج إلى تحسين تجربة المريض وجودة حياته ونتائج علاجه.' وتابعت ' يظل السرطان أحد الأسباب الرئيسية للمرض والوفاة على مستوى العالم، ويزداد تأثيره بشكل مستمر. ففي عام 2022، قُدِّر عدد حالات السرطان الجديدة بنحو 20 مليون حالة، وبلغ عدد الوفيات الناتجة عن السرطان 9.7 مليون حالة عالميًا. ويواجه لبنان أحد أعلى معدلات الإصابة بالسرطان في غرب آسيا، حيث سجل ١٣,٠٣٤ حالة جديدة ومعدل إصابة يبلغ ١٦٨.٨ لكل ١٠٠,٠٠٠ شخص في لبنان عام ٢٠٢٢. ويُعزى ارتفاع حالات السرطان في لبنان إلى استمرار عوامل الخطر، وأبرزها: ارتفاع معدلات التدخين واستخدام التبغ، تلوث الهواء، اتباع أنماط حياة غير صحية، والاستهلاك المفرط للكحول. يبقى علاج السرطان في صدارة أولويات وزارة الصحة العامة، بسبب التهديد الكبير الذي يمثله على أعداد متزايدة من المرضى. وكانت الوزارة قد أطلقت في العام 2023 الخطة الوطنية لمكافحة السرطان في لبنان، التي أُعدت بدعم من شركاء محليين ودوليين، وأصبحت ضرورة ملحة في ظل ارتفاع معدلات الإصابة وتزايد التحديات الاقتصادية.' واردفت بالقول ' يُعتبر تعزيز الحوكمة وتحديث أنظمة البيانات من الأسس الجوهرية لهذه الخطة، من خلال تطوير السجل الوطني للسرطان. فامتلاك نظام دقيق وموثوق لرصد حالات السرطان ضروري لوضع السياسات الصحية الفعّالة، وتقييم النتائج، وضمان الاستخدام الأمثل للموارد المتاحة. كما تهدف هذه الخطة إلى ضمان الوصول العادل إلى الرعاية الصحية، مع التركيز على الوقاية والكشف المبكر وتعزيز الصحة العامة. وهنا تقع على عاتق الحكومة مسؤولية معالجة عوامل الخطر الرئيسية مثل التدخين والكحول والتعرض للعوامل البيئية الضارة، من خلال سن السياسات المناسبة، كفرض الضرائب على التبغ وحظر الإعلانات الضارة. وقد حقق لبنان خطوة مهمة مؤخرًا تمثلت في انضمامه إلى المبادرة العالمية لسرطان الأطفال (GICC)، مما يدل على التزامه بتطوير الخدمات المقدمة للأطفال المصابين بالمرض ومواءمة الأولويات الوطنية مع المعايير العالمية الهادفة إلى تحقيق العدالة في الحصول على هذه الخدمات'. وتابعت ' وكان قد أكد الوزير ناصر الدين أن لبنان يهدف إلى إنشاء نظام رعاية متكامل لمرضى السرطان يضمن لهم الوصول العادل إلى الخدمات الصحية. وأوضح أنه بعد أن كان التركيز في الفترة الماضية منصبًا على تحسين آليات الحصول على العلاجات وترشيد استخدامها، فإن المرحلة المقبلة ستتضمن المزيد من الدعم والخدمات المقدمة للمرضى. وتلتزم وزارة الصحة بتوفير العلاج المناسب للمرضى، سواء عبر تأمين الأدوية اللازمة أو تطوير البنية التحتية للمستشفيات والمراكز الصحية. وفي هذا المجال، يتركز عمل وزارة الصحة في الوقت الحالي على توسيع مروحة البروتوكولات العلاجية من خلال تغطية علاجات إضافية وفق احتياجات المرضى، مع البحث في إمكانية إضافة أدوية حديثة والمزيد من العلاجات المناعية. وكان معالي وزير الصحة قد أعلن في وقت سابق عن مبادرتين مهمتين في مجال مكافحة السرطان سيتم إطلاقهما في المرحلة القريبة المقبلة، وهما: – استئناف الحملة الوطنية للتوعية ضد سرطان الثدي وضرورة التصوير الشعاعي، بعدما تم تجميد الحملة في السنوات الأخيرة تحت وطأة الأزمات المتلاحقة. – إدخال اللقاح ضد سرطان عنق الرحم (HPV) في البرنامج الوطني للتلقيح من خلال توفيره مجانًا للفئات المستهدفة، مما سيشكل خطوة هامة على صعيد الحد من هذا السرطان.' وختمت الدكتورة براك ' في الختام، أود أن أؤكد على أهمية التعاون مع الشركاء والمؤسسات الأكاديمية والجمعيات العلمية والاختصاصيين والجمعيات الأهلية لتحقيق النتائج المطلوبة في مكافحة مرض السرطان. كما أود أن أنوه بالجهود التي يبذلها كل من مستشفى أوتيل ديو ومستشفى تل شيحا في مجال تطوير خدمات الرعاية للمرضى المصابين بالمرض ودعمهم بأفضل الخدمات والعلاجات الطبية والنوعية، مما ينعكس في المؤتمر الجاري تنظيمه. إن تسليط الضوء على الإنجازات التي تحققت حتى الآن، والتشديد على أهمية مواصلة التعاون والعمل المشترك، أمران أساسيان لتحقيق المزيد من النجاحات في المستقبل'. كلمة الختام كانت لسيادة المطران ابراهيم مخايل ابراهيم قال فيها : ' 'عشق الشفاء هو نصف الدواء، والعلاج هو رقص مع الحياة، لا مع الممات.' أيها الأطباء، أيها الحضور الكريم، أرحب بكم في مستشفى تل شيحا وأشكر من تعبوا في تحضير هذا المؤتمر وعملوا على إنجاحه. نحن هنا اليوم لا لنناقش مرضًا فقط، بل لنتأمل حكاية الإنسان حين يتعرض للاهتزاز العميق في كيانه: الجسد ينهار، النفس تتألم، ولكن في القلب لا تزال شمعة مضيئة تُقاوم. الورم السرطاني، من منظور علمي، هو نمو غير منضبط لخلايا الجسد. خلايا تتحول من خادم إلى خائن، ومن عنصر من عناصر التوازن إلى سبب في الانهيار. إنه كالتعصب في الدين، اختلال في توازن الإيمان، إلى أن يأتي العلاج كدعوة للتأمل، للمواجهة، للعودة إلى الذات، وإلى الله. إذا استُعمل الدين أداة سلطة، أو تم تحريفه، فإنه قد يتحول من دواء إلى ورم آخر أي إلى فساد ديني، أو نفاق، أو قمع باسم المقدس.' واضاف ' الخلل لا يأتي من الخارج دائمًا. في أحيان كثيرة، العدو ينشأ من داخل المنظومة، حين يفقد أحد عناصرها إحساسه بحفظ الحدود. سواء كانت خليةً تنمو بجنون، أو ضميرًا يضعف أمام الإغراء، فإن الحاجة إلى التوازن، والوعي بحدود الذات، هي الدواء الحقيقي. مثلما أن الخلية تنقلب على نظام الجسد، كذلك يفعل الفساد الأخلاقي في المجتمع وفي الوطن: يبدأ صغيرًا، ينمو في الخفاء، يتغذى على الضعف، ثم يُدمّر ما حوله. وكما نحارب الورم بالدواء والجراحة، فإننا نحارب الفساد بالضمير، بالإيمان، وبقيم راسخة. فالدواء في كلتا الحالتين ليس فقط علاجًا، بل فعل حب، وفعل مقاومة.' وتابع ' 'التدخل الطبي ليس غزوًا، بل تسونامي محبة.' لكن علينا أن ننتبه: ليست كل معركة ضد المرض تُكسب بالجسد. في منظومة الإيمان المسيحي، الشفاء لا يعني دائمًا الشفاء الجسدي. فالرب يسوع يقول: 'كل شيء ممكن للمؤمن' (مرقس 9:23) لكن هذا لا يعني أن من لم يُشفَ ليس مؤمنًا. بل إن هناك نوعًا آخر من الشفاء — لا نراه بالعين، بل نلمسه في العمق. شفاء في نظرة رجاء، في صمت صلاة، في سلام عميق وسط الألم. يسوع قال عن الأعمى منذ مولده: ❝لا هو أخطأ ولا أبواه، بل لتُظهر أعمال الله فيه❞ (يوحنا 9:3) المرض قد يُهين الإنسان، لكن نظرتنا للمريض هي التي قد تُهينه أكثر. هذه النظرة تُضعف كرامته، وتُفسد علاقة الثقة بينه وبين الطبيب، وتُعطل العلاج. كل مريض هو قصة، قصة نفس أُهينت جسديًا، لكنها لا تزال تقاوم. في عالم تهيمن عليه المادة، نحتاج أن نسترجع أن الدواء ليس فقط مادة، بل رسالة محبة. والإيمان ليس وصفة سحرية، بل مسار داخلي عميق، يتضمن قبولًا، ورجاءً، واستسلامًا لا للموت، بل لله. 'أنا هو القيامة والحياة' (يوحنا 11:25) نعم، بعض المرضى يُشفون. وبعضهم لا يُشفون في هذا الجسد. لكننا نؤمن أن موت المؤمن ليس نهاية، بل مدخل للحياة. وأن الشفاء الروحي – مهما كان بسيطًا أو خفيًا – هو انتصار على الورم، وعلى الخوف، وعلى العدم.' وتابع سيادته ' أنتم، الأطباء والممرضون… شهود عجائب. أنتم لستم فقط أصحاب مهنة، بل شهود لصناعة العجائب اليومية. ترون من لا يراه الناس، وتلمسون الألم الذي لا يظهر في صور الأشعة ولا في فحوصات الدم. أنتم تشهدون لصمود امرأة فقدت شعرها لكن لم تفقد كرامتها، لطفل يبتسم وسط العلاج، ولزوج لا يترك يد زوجته رغم المرض، أنتم تعملون مع الحياة، لا ضد الموت فقط، أنتم، شهود الإيمان في زمن العلم وسفراء الرحمة في عالم صار قاسيًا. كل حكاية تُروى… وكل مريض يستحق أن يُسمَع. السرطان لا يجب أن يُختزل في تقارير وتحاليل. هو قصة بشرية، قصة كرامة، قصة مقاومة، قصة عشق للحياة. لننظر إلى المرضى لا كأرقام، ولا كضحايا، بل كأبطال، وكل واحد منهم يُجسّد في ضعفه صورة الله.' وختم المطران ابراهيم ' نعم، الورم قد يسكن الجسد، لكنه لن ينتصر على الإنسان. الإيمان، الحب، والكرامة… هم آخر ما ينهار. في قلوبكم، أيها الأطباء كما في قلوب المرضى، وميض نور، لا ينطفئ. شكراً.' تضمّن المؤتمر سلسلة محاضرات متخصصة قدّمها أطباء وخبراء في علم الأورام، تناولوا خلالها أحدث الابتكارات في العلاج الكيميائي والمناعي والعلاجات الموجهة، بالإضافة إلى عرض تجارب سريرية وتقنيات متطورة في التشخيص المبكر، وسط تفاعل علمي لافت ونقاشات بنّاءة. ولقي المؤتمر ترحيبًا كبيرًا من المشاركين الذين أثنوا على تنظيمه ومستواه العلمي الرفيع، مؤكدين أهمية استمراريته في تعزيز التواصل المهني، ونقل المعرفة، وترسيخ سياسة اللامركزية الصحية في لبنان.


صدى البلد
منذ ساعة واحدة
- صدى البلد
انطلاق حملة لرفع وعى السائقين بخطورة الإدمان
نشر صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي فيديو توعوي على الصفحة الرسمية للصندوق " الفيس بوك "تحت عنوان " المخدرات مش هتضيعك لوحدك" ،يستهدف تسليط الضوء لرفع وعي السائقين بخطورة تعاطى المواد المخدرة وتصحيح المفاهيم المغلوطة عن تعاطى وإدمان المواد المخدرة ،ضمن الحملة التي تم إطلاقها من خلال الصندوق بالتعاون مع الهلال الأحمر المصري تحت عنوان "القيادة الآمنة" . ويأتي ذلك بالتوازي مع جهود الدولة في تكثيف حملات الكشف عن تعاطى المواد المخدرة على السائقين بالطرق السريعة، واتخاذ الإجراءات القانونية بتهمة القيادة تحت تأثير المخدر وفقا لقانون المرور. وجدير بالذكر أنه وفقًا لتقارير الأمم المتحدة، فإن السائقين الذين يقودون تحت تأثير مخدر الحشيش تزداد احتمالية تسببهم في الحوادث بمقدار 3 أضعاف مقارنة بغيرهم من السائقين مرفق لينك الفيديو