logo
رسالة قرآنية من محرقة غزة

رسالة قرآنية من محرقة غزة

يمني برسمنذ 5 ساعات

يمني برس || مقالات رأي:
x﴿إِن تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِن قَبْلُ﴾ (التوبة: 50)
لطالما كان النفاق داءً متجذرًا في جسد الأمم، لا تسلم منه جماعة ولا يبرأ منه مجتمع، حتى ذاك المجتمع الذي تنفّس النور مع النبي ﷺ. فكيف بغزة اليوم وهي تصطلي بنيران المحرقة؟! في زمن الطوفان، تتعرّى الوجوه، ويخرج المنافقون من جحورهم كخفافيش الليل، ينفثون سمّهم في المجالس، يطعنون ظهور المجاهدين بالكلمة قبل الخنجر، يبثون الوهن في النفوس، ويتهامسون بخبث أن غزة جنت على نفسها، وأن هذا الطوفان لن يجلب سوى الدمار.
هم ذاتهم الذين طعنوا الأمة في أحد، وفرّوا في الخندق، وتربّصوا بالأحزاب. يرَون في المقاومة تهورًا، وفي الدم عبثًا، ويرفعون راية الذل والعار، متمنّين لو أن غزة ألقت سلاحها وجثت تحت أقدام جلادها.
لكنهم لا يعلمون… أن طوفان غزة ليس إلا غربالًا، يميز الله به الخبيث من الطيب. هو فرقان بين زمن الخوف وزمن العزة، زمن الرجال وزمن الخشب المسندة، زمن الإيمان وزمن النفاق المقنّع بوجوه مثقفة وألسنة معسولة.
قال الله تعالى:
﴿إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ﴾ (النساء: 145)
﴿إِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ ۖ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ ۖ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ﴾ (المنافقون: 4)
المنافق لا يسكن في جبهة العدو، بل يعيش بين الصفوف، يتلوّن كالحرباء، يُظهر غير ما يُبطن، يُخادع الله والذين آمنوا. وحين يعلو صوت الدم، يرتدّ صوتهم ليُضعف العزائم ويهزّ الثقة.
واليوم، نسمعهم في وسائل الإعلام ومواقع التواصل والمجالس المغلقة، يقولون: «لو لم تبدأ غزة الحرب… لو لم تتحد الاحتلال… لو بقيت على حالها لكان أفضل لها».
كأنهم يرددون ما قاله المنافقون في أحد: ﴿لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَّاتَّبَعْنَاكُمْ﴾ (آل عمران: 167)
بل نراهم في تقارير «محايدة» وتحليلات «عقلانية»، يساوون بين الجلاد والضحية، ويغمزون من قناة المقاومة بأنها سبب البلاء، وأن منطق القوة لا يأتي إلا بالخراب. لا يهمهم آلاف الشهداء، ولا الطفولة المحترقة، ولا البيوت التي سوّيت بالأرض. كل ما يهمهم هو استمرار «مسار سرابي تباع فيه القدس» و'عناق سادة المجتمع الدولي من حلف الصهيونية'، حتى وإن كان الثمن هو إذلال شعب بأكمله.
وهذا ليس جديدًا، ففي معركة الأحزاب قال الله: ﴿وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا﴾ (الأحزاب: 12)
﴿إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِن يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا﴾ (الأحزاب: 13)
اليوم، تُعيد غزة فرز الخنادق. طوفان المقاومة لم يكن مجرد رد فعل عسكري، بل لحظة وعي وجودي. والمواقف التي اتخذها بعض الكتّاب والسياسيين والمحللين في العالم العربي فضحت زيف الكثير من الأقنعة. بعضهم وقف مع الضحية بصدق وشرف، وبعضهم ارتدى ثوب «الحياد»، لكنه كان شريكًا في الغدر.
وفي مثال واقعي صارخ، امتنعت بعض الدول حتى عن التنديد بالمجازر الجماعية، وصمتت نخبها الإعلامية، بينما كانت تتغنّى قبل شهور بالإنسانية والسلام والحقوق. هؤلاء «المُعوقون»، وصفهم الله بدقة: ﴿قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا﴾ (الأحزاب: 18)
إنها ليست حربًا فقط ضد الاحتلال، بل معركة فرز داخلي، يُسقط الله بها الأقنعة ويعيد تشكيل الوعي. ففي زمن الطوفان، لا يصمد إلا المؤمن، ولا ينجو إلا الصادق. وكل كلمة تُقال، وكل صمت يُختار، سيكون شاهدًا إما لك أو عليك.
﴿فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ ۚ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ﴾ (محمد: 30).
محرقة غزة هي المِرآة..

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

محافظو الجمهورية يهنئون الرئيس السيسي بذكرى ثورة 30 يونيو
محافظو الجمهورية يهنئون الرئيس السيسي بذكرى ثورة 30 يونيو

الدستور

timeمنذ ساعة واحدة

  • الدستور

محافظو الجمهورية يهنئون الرئيس السيسي بذكرى ثورة 30 يونيو

بعث محافظو الجمهورية ورؤساء الجامعات برقيات تهنئة الى الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، بمناسبة حلول الذكرى الثانية عشرة لثورة 30 يونيو المجيدة. ففى محافظة أسيوط، بعث المحافظ هشام أبوالنصر، برقية تهنئة للرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بمناسبة حلول الذكرى الثانية عشرة لثورة 30 يونيو المجيدة، مؤكدًا أنها محطة فارقة في تاريخ الوطن واستعادة إرادة الشعب المصري. وقال محافظ أسيوط في نص برقية التهنئة: "بخالص مشاعر الفخر والاعتزاز، وبالأصالة عن نفسي وبالإنابة عن أبناء محافظة أسيوط، أتقدم لفخامتكم بأسمى آيات التهاني وأصدق الأمنيات بمناسبة الذكرى الثانية عشرة لثورة 30 يونيو، التي جسدت الإرادة الحرة للشعب المصري، وأكدت قدرته على حماية هويته وبناء مستقبله. وندعو الله أن يوفقكم دائمًا لما فيه خير الوطن، وأن يكلل جهودكم المباركة بدوام التوفيق والنجاح في مسيرة البناء والتنمية الشاملة، حفظ الله مصر تحت قيادتكم الرشيدة، وكل عام وسيادتكم بخير". كما وجه المحافظ برقيات تهنئة مماثلة إلى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، والفريق أول عبد المجيد صقر، القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، والفريق أحمد فتحي إبراهيم خليفة، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، واللواء محمود توفيق، وزير الداخلية، والمستشار حنفي جبالي، رئيس مجلس النواب، والمستشار عبد الوهاب عبد الرازق، رئيس مجلس الشيوخ، والوزراء، موجهًا كذلك التهنئة إلى أبناء محافظة أسيوط وأعضاء الجهاز التنفيذي، وممثلي المحافظة بمجلسي النواب والشيوخ، وإلى جموع الشعب المصري بهذه المناسبة الوطنية الغالية. وأكد المحافظ أن ثورة 30 يونيو ستظل رمزًا لصمود الشعب المصري وإرادته الحرة، مشيدًا بالدور البطولي للقوات المسلحة والشرطة في حماية الوطن والدفاع عن أمنه واستقراره، وما يبذلونه من تضحيات غالية في سبيل رفعة مصر وسلامة أراضيها. وفى محافظة جنوب سيناء، بعث المحافظ الدكتور خالد مبارك، برقية تهنئة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية بمناسبة ذكرى ثورة 30 يونيو المجيدة، التي جسدت إرادة الشعب المصري في استعادة دولته وإنقاذ الوطن من الفوضى والانقسام، والانطلاق نحو مرحلة جديدة من البناء والتنمية الشاملة. وقال المحافظ في برقيته إلى الرئيس: "يسعدني ويشرفني أن أرفع إلى فخامتكم، بالأصالة عن نفسي وبالنيابة عن أبناء محافظة جنوب سيناء، أسمى آيات التهنئة وأطيب الأمنيات بمناسبة الذكرى الوطنية المجيدة لثورة 30 يونيو، تلك الثورة التي استعاد فيها الشعب المصري قراره الوطني وصاغ مستقبله بقيادة رشيدة فتحت آفاق التقدم والاستقرار في ظل جمهورية جديدة تبنى بسواعد المصريين المخلصين". كما تقدم المحافظ بخالص التهنئة لرئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، مثمنًا جهوده في تنفيذ توجيهات القيادة السياسية والعمل الدؤوب لمواصلة مسيرة التنمية في مختلف المحافظات، وعلى رأسها جنوب سيناء، مشيدًا بما تحقق من إنجازات ملموسة تعكس رؤية واضحة لمستقبل مصر الحديث. وأكد المحافظ، أن جنوب سيناء بكل مؤسساتها وأجهزتها التنفيذية والشعبية تقف داعمة لقيادة الوطن، وماضية في تنفيذ خطط التنمية المستدامة، وفية لمكتسبات ثورة 30 يونيو التي أعادت مصر إلى مسارها الوطني الصحيح. واختتم المحافظ تهنئته بالدعاء إلى الله أن يحفظ مصر قيادةً وشعبًا، وأن يديم عليها نعمة الأمن والأمان، ويوفق القيادة السياسية لاستكمال مسيرة النماء والعزة والكرامة. وفى محافظة الدقهلية، أرسل رئيس جامعة جنوب الوادي الدكتور أحمد عكاوي برقية تهنئة إلى السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بمناسبة الذكرى المجيدة لثورة الثلاثين من يونيو. جاء فيها "يطيب لي فخامة الرئيس ان ابعث لسيادتكم باطيب التهاني القلبية بمناسبة ذكرى ثورة ٣٠ يونيو المجيدة التي عبر فيها الشعب المصري العظيم عن انحيازه لوطنه وهويته ومسيرته الحضارية". وإذ نستقبل هذه المناسبة الوطنية الخالدة، فإننا نؤكد دعمنا الكامل لمسيرة التنمية الشاملة التي يقودها فخامتكم، ونعاهد الله أن نظل على العهد، نساهم في بناء الإنسان وتعزيز قيم الولاء والانتماء، تحقيقًا لتطلعات الجمهورية الجديدة، ودعمًا لرؤية مصر 2030.

محافظ أسيوط يهنئ الرئيس السيسى بالذكرى 12 لثورة 30 يونيو المجيدة
محافظ أسيوط يهنئ الرئيس السيسى بالذكرى 12 لثورة 30 يونيو المجيدة

بوابة الفجر

timeمنذ ساعة واحدة

  • بوابة الفجر

محافظ أسيوط يهنئ الرئيس السيسى بالذكرى 12 لثورة 30 يونيو المجيدة

بعث اللواء هشام أبوالنصر، محافظ أسيوط، برقية تهنئة للرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بمناسبة حلول الذكرى الثانية عشرة لثورة 30 يونيو المجيدة، مؤكدًا أنها محطة فارقة في تاريخ الوطن واستعادة إرادة الشعب المصري. وقال محافظ أسيوط في نص برقية التهنئة: "بخالص مشاعر الفخر والاعتزاز، وبالأصالة عن نفسي وبالإنابة عن أبناء محافظة أسيوط، أتقدم لفخامتكم بأسمى آيات التهاني وأصدق الأمنيات بمناسبة الذكرى الثانية عشرة لثورة 30 يونيو، التي جسدت الإرادة الحرة للشعب المصري، وأكدت قدرته على حماية هويته وبناء مستقبله. وندعو الله أن يوفقكم دائمًا لما فيه خير الوطن، وأن يكلل جهودكم المباركة بدوام التوفيق والنجاح في مسيرة البناء والتنمية الشاملة، حفظ الله مصر تحت قيادتكم الرشيدة، وكل عام وسيادتكم بخير". كما وجه المحافظ برقيات تهنئة مماثلة إلى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، والفريق أول عبد المجيد صقر، القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، والفريق أحمد فتحي إبراهيم، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، واللواء محمود توفيق، وزير الداخلية، والمستشار حنفي جبالي، رئيس مجلس النواب، والمستشار عبد الوهاب عبد الرازق، رئيس مجلس الشيوخ، والوزراء، موجهًا كذلك التهنئة إلى أبناء محافظة أسيوط وأعضاء الجهاز التنفيذي، وممثلي المحافظة بمجلسي النواب والشيوخ، وإلى جموع الشعب المصري بهذه المناسبة الوطنية الغالية. وأكد اللواء هشام أبوالنصر أن ثورة 30 يونيو ستظل رمزًا لصمود الشعب المصري وإرادته الحرة، مشيدًا بالدور البطولي للقوات المسلحة والشرطة في حماية الوطن والدفاع عن أمنه واستقراره، وما يبذلونه من تضحيات غالية في سبيل رفعة مصر وسلامة أراضيها.

الخارجية الفلسطينية تعزي مصر في ضحايا حادث المنوفية: نقف دائمًا إلى جانبكم
الخارجية الفلسطينية تعزي مصر في ضحايا حادث المنوفية: نقف دائمًا إلى جانبكم

بوابة الفجر

timeمنذ ساعة واحدة

  • بوابة الفجر

الخارجية الفلسطينية تعزي مصر في ضحايا حادث المنوفية: نقف دائمًا إلى جانبكم

أعربت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، اليوم الأحد 29 يونيو 2025، عن بالغ تعازيها ومواساتها لجمهورية مصر العربية، قيادةً وحكومةً وشعبًا، في ضحايا الحادث المأساوي الذي وقع بمحافظة المنوفية شمال مصر، والذي أسفر عن سقوط عدد من الضحايا والمصابين، أغلبهم من الفتيات العاملات. وفي بيان رسمي نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية، عبّرت الخارجية الفلسطينية عن تضامنها العميق مع أسر الضحايا، مؤكدة أن هذا المصاب الأليم لا يخص مصر وحدها، بل يمس كل الشعوب العربية التي ترتبط بروابط الأخوة والمصير المشترك. تأكيد على عمق العلاقات الأخوية بين الشعبين المصري والفلسطيني وأوضحت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيانها أن دولة فلسطين تقف دائمًا إلى جانب مصر في كل ما تواجهه من أزمات ومحن، مشيدة بروح الصمود والتلاحم التي يُظهرها الشعب المصري في مواجهة المواقف الصعبة. وأضاف البيان: "نعرب عن أصدق مشاعر التعزية والمواساة لأهالي الضحايا، ونتمنى الشفاء العاجل للمصابين، ونسأل الله أن يُلهم ذويهم الصبر والسلوان، وأن يحفظ مصر وشعبها من كل سوء". حادث المنوفية يشعل الحزن والتضامن في الداخل والخارج وكانت محافظة المنوفية قد شهدت صباح يوم الجمعة الماضية حادث تصادم مروع بين سيارة نقل ثقيل "تريلا" وميكروباص يقل عددًا من العاملات، ما أدى إلى وفاة 19 فتاة وإصابة آخرين، في واحدة من أكثر الحوادث المأساوية التي شهدتها البلاد مؤخرًا. وقد أثار الحادث حالة من الحزن الشديد في الأوساط الشعبية والرسمية، وتوالت برقيات التعزية من مختلف الدول العربية، كان أبرزها من دولة فلسطين التي تربطها علاقات تاريخية عميقة بمصر، حكومةً وشعبًا.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store