قداسة البابا يصلي قداس عيد القيامة المجيد في الكاتدرائية بالعباسية
صلى قداسة البابا تواضروس الثاني، قداس عيد قيامة السيد المسيح في الكاتدرائية المرقسية بالأنبا رويس، بمشاركة سبعة من الآباء الأساقفة، ووكيل البطريركية بالقاهرة، والآباء كهنة كنائس منطقة الأنبا رويس، وعدد من الآباء الكهنة والرهبان، ورهبان من الكنيستين الإثيوبية والإريترية وخورس شمامسة الكلية الإكليريكية اللاهوتية بالأنبا رويس. وبدأت صلوات القداس مساء أمس السبت وانتهت في الساعات الأولى من صباح اليوم.
ودخل موكب قداسة البابا إلى الكنيسة الكبرى بالكاتدرائية ومعه الآباء الأساقفة يتقدمهم خورس الشمامسة وهم يرتلون ألحان استقبال الأب البطريرك، وتفاعل أبناء الكنيسة، الذين امتلأت جنبات الكاتدرائية بهم مع قداسة البابا لدى دخوله إلى صحن الكنيسة، وكذلك أثناء دورة القيامة.
شهد القداس مشاركة العديد من المهنئين على رأسهم اللواء أركان حرب أحمد على رئيس ديوان رئيس الجمهورية مندوبًا عن فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، ووكلاء مجلسي النواب والشيوخ ووزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات مندوبًا عن الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، ووفد من قادة القوات المسلحة ووفد من قيادات وزارة الداخلية، والمستشار بولس فهمي رئيس المحكمة الدستورية العليا.
كما حضر القداس للتهنئة وزراء والبيئة والشباب والرياضة، والتموين، والتنمية المحلية، والشؤون النيابية والقانونية والتواصل السياسي، والطيران المدني، والزراعة، وقطاع الأعمال العام، والعمل، والتربية والتعليم والتعليم الفني، والبترول والثروة المعدنية، ومحافظ القاهرة، إلى جانب ممثلي العديد من المؤسسات والهيئات والأجهزة الرسمية بالدولة وعدد من أعضاء المجالس النيابية، ورؤساء وممثلي بعض الأحزاب السياسية، ومندوبي عدد من النقابات والجامعات وقيادات الإعلام والصحافة، وسفراء بعض الدول الأجنبية، والشخصيات العامة.
وتم بث الصلوات مباشرة عبر التلفزيون المصري والفضائيات القبطية وقناة COC التابعة للمركز الإعلامي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية على شبكة الإنترنت، وعدد من القنوات الفضائية العامة، بينما بثت بعض القنوات أجزاء من القداس.
وقدم نيافة الأنبا مكاري الأسقف العام لكنائس قطاع، الشكر للمهنئين باسم قداسة البابا والمجمع المقدس والهيئات القبطية. حيث هنأ الكنائس القبطية في مصر والخارج، ولكافة أبناء الكنيسة الشباب والكبار والأطفال.
وشكر نيافته فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي لإرساله برقية تهنئة رقيقة بالعيد عبر فيها عن صدق مشاعر الود والمحبة التي تربط أبناء الوطن الواحد متمنيًا موفور الصحة والسعادة لقداسة البابا ولمصرنا الغالية مزيدًا من التقدم والرخاء، كما أرسل فخامته برقية مماثلة للمصريين المسيحيين المقيمين بالخارج.
ووجَّه نيافة الأنبا مكاري الشكر لمستشاري رئيس الجمهورية، ولمندوبي رئيسي مجلسي النواب والشيوخ ورئيس مجلس الوزراء، وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، وللسادة الوزراء الذين حضروا القداس، وكذلك الذين أرسلوا مندوبين عنهم لحضور القداس وتقديم التهنئة.
وبدأ قداسة البابا عظة بالقداس بتوجيه تحية القيامة "خريستوس آنيستي" أي المسيح قام، على أبناء الكنيسة الحاضرين، وأجابوه برد التحية "آليثوس آنيستي" أي بالحقيقة قام، ثم هنأ الكنائس والإيبارشيات خارج مصر في كل قارات العالم وفي مصر والآباء المطارنة والأساقفة والكهنة والشمامسة وكافة أبناء الكنيسة في مصر وبلاد المهجر بعيد القيامة، وتناول قداسته في عظة القداس "مفاعيل القيامة وأهميتها في حياة الإنسان" من خلال أحد مشاهد القيامة، وهو عندما جاءت المريمات لوضع الحنوط والأطياب على جسد السيد المسيح في فجر الأحد (يوم القيامة)، وسألن فيما بينهن "مَنْ يُدَحْرِجُ لَنَا الْحَجَرَ" (مر ١٦: ٣).
وأشار قداسة البابا إلى أن خطية آدم وحواء (الإنسان الأول) امتدت إلى كل الأجيال، وصنعت حاجزًا أمام الإنسان، وصار التساؤل لدى كل البشر: مَنْ يدحرج لنا الأحجار، والتي تتمثّل في: المرض والجهل والفقر والحروب والعديد من المخاوف.
وشرح قداسته أثر الخطية في حياة الإنسان كالتالي:-
١- تجعل فكر الإنسان مظلمًا، كما فعل بيلاطس عندما حَكم على السيد المسيح وهو بار، وغسل يديه بالماء كشِبه مسرحية، "«إِنِّي لاَ أَجِدُ عِلَّةً فِي هذَا الإِنْسَانِ»" (لو ٢٣: ٤).
٢- تجعل ضمير الإنسان ضعيفًا، كما فعل يهوذا الذي خان السيد المسيح وسلّمه بقليل من الفضة.
٣- تجعل قلب الإنسان قاسيًا، كما فعل الفريسيون عندما شكّكوا في معجزة شفاء المولود أعمى، "أَعْلَمُ شَيْئًا وَاحِدًا: أَنِّي كُنْتُ أَعْمَى وَالآنَ أُبْصِرُ" (يو ٩: ٢٥).
وأوضح قداسة البابا أن القيامة جاءت لكي تزيل آثار الخطية من خلال ثلاثة مفاعيل، هي:
١- تعطي "استنارة" بنور الله للفكر المظلم، فيصبح فكرًا صائبًا، "سِرَاجٌ لِرِجْلِي كَلاَمُكَ وَنُورٌ لِسَبِيلِي" (مز ١١٩: ١٠٥).
٢- تمنح الإنسان "استقامة" للضمير، "قَلْبًا نَقِيًّا اخْلُقْ فِيَّ يَا اَللهُ، وَرُوحًا مُسْتَقِيمًا جَدِّدْ فِي دَاخِلِي" (مز ٥١: ١٠).
٣- تمنح قلب الإنسان روح "البساطة" والرحمة، فالبساطة تجعل الإنسان مرتبطّا بالسماء بعيدًا عن هموم الأرض، لذلك نصلي دائمًا كيرياليسون (يا رب ارحم)، ونطلب الرحمة لنفوسنا ومن أجل أن نتعلم الرحمة لكل أحد.
وشكر قداسته فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي على محبته وتهنئته ومشاركته الطيبة للمصريين المسيحيين، في مصر وكل بلاد العالم، كما شكر المسؤولين الذين قدموا التهنئة بكافة الطرق، داعيًا أن يديم الله المحبة بين كل المصريين، ويملأ القلوب بالسلام وسط الصرعات التي يشهدها العالم وأن يحفظ بلادنا ويحفظ الوحدة الموجودة على أرض مصر.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الاقباط اليوم
منذ ساعة واحدة
- الاقباط اليوم
بابا الفاتيكان يؤكد تمسك الكنيسة برفض زواج المثليين والإجهاض ويدعو لوقف الحروب
أصدر البابا لاون الرابع عشر تصريحات حاسمة تؤكد تمسك الكنيسة الكاثوليكية بتعاليمها التقليدية، بشأن قضايا مثل زواج والإجهاض. وفي خطابه ، شدد البابا على أن مفهوم الأسرة في الكنيسة يقوم على "اتحاد مستقر بين رجل وامرأة"، معربًا عن ترحيبه بأفراد مجتمع LGBTQ+ داخل ، لكنه أكد أن الأفعال المثلية تُعتبر "مضطربة جوهريًا" وفقًا لتعاليم الكنيسة. كما أكد البابا أهمية احترام حياة الأجنّة وكبار السن، مُدينًا الإجهاض والقتل الرحيم باعتبارهما من مظاهر "ثقافة الإهدار" السائدة، وأشار إلى أن الأسر البديلة التي تتكون من شركاء من نفس الجنس وأطفالهم المتبنين تُصوَّر اليوم بشكل لطيف ومتعاطف في البرامج التلفزيونية والسينما، مما يعكس توجهًا إعلاميًا يتعارض مع تعاليم الكنيسة. وفي سياق آخر، دعا البابا إلى "وقف الحرب" في رسالة مؤثرة إلى قادة العالم خلال أول خطاب له في الفاتيكان، مطالبًا بـ"سلام دائم" في الحرب في أوكرانيا ووقف إطلاق النار في غزة، مشيدًا بالاتفاق على إنهاء الأعمال العدائية الأخيرة بين الهند وباكستان. تأتي هذه التصريحات في وقت يشهد فيه العالم نقاشات متزايدة حول قضايا الأسرة وحقوق الأفراد، مما يعكس موقف الكنيسة الكاثوليكية الراسخ في هذه المسائل


اليوم السابع
منذ 4 ساعات
- اليوم السابع
"الثقافة" تشكر "الخارجية" على تنسيق المشاركة المصرية بتنصيب البابا ليو الرابع عشر
وجّه الدكتور أحمد فؤاد هنو ، وزير الثقافة، خالص الشكر والتقدير إلى السيد السفير الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين في الخارج، والسيد السفير حسن السحرتي، سفير مصر لدى الفاتيكان، والسيد المستشار تامر شاهين، بسفارة مصر في الفاتيكان، على جهودهم المخلصة في تنسيق وترتيب مشاركة مصر الرسمية في مراسم تنصيب قداسة البابا ليو الرابع عشر، والتي مثّل فيها وزير الثقافة الدولة المصرية نائبًا عن فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية. وأكد وزير الثقافة أن هذه المشاركة خرجت بصورة تليق باسم مصر ومكانتها، وعكست وجهًا مشرفًا للدولة المصرية في هذا المحفل الدولي المرموق. مشيداً بالدور البارز الذي قامت به وزارة الخارجية في الإعداد لهذه الزيارة المهمة، التي جسّدت مكانة مصر الرائدة في دعم الحوار الحضاري والتعايش الإنساني.


النهار المصرية
منذ 11 ساعات
- النهار المصرية
كيف تتجاوز رؤية بابا الفاتيكان الجديد الحروب والصراعات الحالية؟
«كم عدد الصراعات الأخرى في العالم؟».. تساؤل طرحه البابا ليو الرابع عشر بابا الفاتيكان الجديد، يكشف حجم خصوبة البيئة التي استقبلته في رحلة البابوية المليئة بالصراعات والتناحرات والتطورات التي تُسارع الزمن، سواء صراعات حالية أو مُقبلة في ظل حالة من عدم الرُشد في قيادة الأمور لدى بعض الدول. تُظهر هذه البيئة حجم وضخامة المسئولية الواقعة على عاتقه، والتي يكون فيها، مُلتزماً بتكون رؤية واضحة ومستهدات مُحددة مبنية على نجاحات السابقين، وقادرة على مواكبة التطور والخوض في تلك الأمور بكل حكمة ورُشد. أوضاع غير مستقرة ما بين الحروب الروسية الأوكرانية، والحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والحروب الاقتصادية التي تنتج بين الدول، تشكلت البيئة التي استقبلت البابا الجديد، والتي يُعتبر ضد كل توجهاته الخاصة بالسلام وحماية الفقراء. للبابا ليو ملامح ورؤية مُهمة للعالم أجمع وليس فقط الكنيسة الكاثوليكية تركز على العديد من المحاور التي تحتضن في مكنونها السلام وحماية الفقراء، لذا حدد موقفه من البداية خاصة تجاه الحروب الدائرة، مُنادياً بإنهاء الصراعات في أوكرانيا وغزة وعلى الحدود الهندية الباكستانية، مُرددًا نداء السلام الذي أطلقه سلفه البابا فرنسيس: «في السياق الدرامي الذي نعيشه اليوم، حيث نشهد حربًا عالمية ثالثة متقطعة، أناشد أنا أيضًا أقوياء العالم بتكرار هذه الكلمات ذات الصلة الدائمة: لا للحرب مرة أخرى». رؤية البابا للعالم ترسخت رؤية البابا للعالم، في استنكاره المأساة الهائلة التي خلفتها الحرب العالمية الثانية، والتي انتهت قبل 80 عاما في الثامن من مايو، بعد أن تسببت في مقتل 60 مليون شخص، مشدداً على ضرورة الوصول إلى سلام حقيقي وعادل ودائم في أقرب وقت ممكن وإطلاق سراح جميع السجناء، وأن يعود الأطفال إلى عائلاتهم: «أشعر بألم عميق إزاء ما يحدث في غزة فليتوقف القتال فورًا، وليُقدم الدعم الإنساني للسكان المدنيين المنهكين، وليُطلق سراح جميع الرهائن». حدد متخصصون التفاصيل الكاملة لرؤية البابا الجديد، إذ يقول المونسنيور خالد عكشة، العضو السابق لدائرة الحوار بين الأديان بالفاتيكان قسم الحوار مع المسلمين: «منذ أول ظهور لقداسته كانت الكلمة الأولى السلام لكم جميعاً وكررها عدة مرات في خطابه الأول وذكر أن الشر لن يغلب والخير أبقى من الشر رغم أن الشر موجود لسوء الحظ خاصة في النزاعات والحروب والقتل والدمار كما نشاهد في أكثر من منطقة صراع في العالم». أكد «عكشة» في تصريحات خاصة لـ «النهار»، أن رؤية البابا تركز على السلام وإنهاء الصراعات من ناحية، ودعم وحماية الفقراء والمهمشين والمهاجرين من ناحية أخرى، موضحاً أن البابا الجديد لن يتخل عن عناية ورعاية الفقراء شخصياً من خلال مؤسسات الكنيسة في روما والكنائس المنتشرة على مستوى العالم. تطرق الدكتور رفعت بدر، مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام بالأردن، إلى أمور أخرى مُهمة في رسالة البابا الجديد، موضحاً أن البابا الجديد أعاد الكنيسة الكاثوليكية إلى القرن الخامس للميلاد، عندما كان لاون المسمى «الكبير» بابا في روما، وحبراً أعظم للكنيسة الكاثوليكية، وهو الخليفة الخامس والأربعون للقديس بطرس، وتميز بتعليمه وذكائه، لا بل إن تعليمه تقرأ في ليلة الميلاد لجميع المؤمنين في العالم في كل الكنائس. تعليم الكنيسة الاجتماعي محور آخر، وفق «بدر»، هو أن البابا الجديد أعادنا إلى آخر من حمل اسم لاون بنهاية القرن التاسع عشر، وبداية القرن العشرين أي سنوات الحكم البابوية، حيث كان البابا لاون الثالث عشر يفتح باب المئوية الجديدة للمؤمنين في عام 1900، وتميز هذا البابا في تعليمه حول الحريات، والعدالة الاجتماعية، كما أن تعليم الكنيسة الاجتماعي يعود إليه كما هو يعلُّم اليوم يبدأ من رسالته الرعوية «Rerum Novarum» أي في الشؤون الحديثة، كان أول حبر أعظم يكتب وثيقة «رسالة رسولية» حول مستجدات الحياة الاجتماعية ودافع فيها عن حقوق العمال ونقاباتهم وحقوق المرأة إلى آخره. وذكر الدكتور رفعت بدر، أنه عندما يعود البابا الجديد ليو الرابع عشر، إلى هذا الاسم فإنه يريد أن يكمل تلك المسيرة التي تسمى العمل الاجتماعي، لا بل التعليم الاجتماعي للكنيسة، ومنذ أول كلمات له أراد أن يقول: السلام، السلام لكم، تحية فصحية قالها السيد المسيح بعد قيامته، وكذلك ركز على العدالة والسلام في عدة مواقع من الكلمة الأولى له. إن السلام الذي تحدث عنه هو السلام غير المسَّلح، والسلام غير المسِّلح الذي يريده السيد المسيح لعالم اليوم». رسالة البابا أشاد مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام برسالة البابا، قائلاً: «جميل جداً، أن يبدأ الحبر الأعظم الجديد رسالته البابوية بالدعوة إلى السلام، وكذلك إلى بناء الجسور والحوار الذي تكرر أيضاً عدة مرات»، مؤكداً: «نحن أمام عهد جديد، يؤسس لتعليم جديد للكنيسة وكيفية مخاطبة الأجيال والتقدم العلمي والتكنولوجي، مثلما كان البابا لاون الثالث عشر أمام تحديات عصره من الأيديولوجيات التي كانت تنشأ ببداية القرن العشرين، هكذا البابا لاون الرابع عشر يجد نفسه أمام تحديات العصر الذي يعيش به وهو عصر الذكاء الاصطناعي، الذي تريد الكنيسة أن تخاطب أبناءه وتريد أن يكون لها كلمة في كيفية الحفاظ على احترام كرامة الإنسان، دون أن تتسلط الآلة والتكنولوجيا والتقدم العلمي، ما يريده البابا الجديد هو نعم للتقدم التقني، والتكنولوجي، ونعم أيضاً للتقدم الأخلاقي في استخدام هذه التكنولوجيا في عالم اليوم». أما عن الرسالة من البابا الجديد فوصها مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام بأنها واضحة وصريحة، وهي تتمثل في إكمال ما بدأه أسلافه ليس فقط البابا فرنسيس الراحل، وإنما كل بابوات القرن العشرين والقرن الواحد والعشرين، مؤكداً أنها رسالة تكمل مسيرة الكنيسة، وحضورها، وفعاليتها، وتأثيرها المعنوي، وكما قال البابا يوحنا بولس الثاني في مطار عمان قبل 25 سنة: إن الكنيسة لا تنكر بأن واجبها الأساسي هو واجب روحاني، لكنها مستعدة للتعاون مع كل الأطياف من أجل تعزيز الكرامة الإنسانية. في سياق متصل، قال الدكتور سامح فوزي، كبير الباحثين بمكتبة الإسكندرية، إنه من المبكر التعرف على اتجاهات البابا الجديد بصورة واضحة، وقد يستغرق الأمر بعض الوقت حتى يفصح عن اتجاهاته بصورة كاملة: «لكن يمكننا أن نتلمس بعض الاتجاهات والتوجهات من عمله السابق، وأقواله ومواقفه»، موضحاً أنه مرتبط بخط التنمية ومواجهة الفقر كما أشار إلى أنه تلميذ القديس أوغسطيونوس ومن الواضح إنه مؤمن بنهج الانفتاح والحوار سواء حوار ما بين الكنيسة الكاثوليكية والكنائس الأخرى أو بين الكاثوليك وأصحاب الأديان والمعتقدات الأخرى خاصة المسلمين وهذا امتداد لما قام به البابا فرنسيس في وثيقة الإخوة الإنسانية مع الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب». إعادة التفكير في شكل الأسرة وأضاف «فوزي»، أن البابا يؤمن بالانفتاح ومن المؤكد أنه سيتجه إلى بعض اللامركزية التي بدأها البابا فرنسيس فالكنيسة الكثوليكية هي كنيسة مركزية وعدد الكثاوليك في العالم 1.4 مليار موجودين في إفريقيا وآسيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية، وكل هذه البلاد لديها ثقافات وتقاليد مختلفة فبالرغم من أن الكنيسة عالمية ولها قيادة مركزية إلا أنه هناك اتجاه في الكنيسة إلى اللامركزية أي أن يكون هناك قدر من العمل المحلي الواسع الذي يعكس التراث المحلي والثاقفة والاحتياجات المحلية. وفق الدكتور سامح فوزي، فإنه واضح من مواقف البابا أنه سيتخذ مواقف محافظة تجاه بعض القضايا الاجتماعية أولها الالتزام العقيدي والانحياز للقيم التقليدية لا سيما في مواجهة القضايا والتحديات الأخلاقية والعلمية الجديدة كموضوع المثليين والأسرة وإعادة التفكير في شكل الأسرة وفيما يتعلق بالإجهاض والطلاق، فلم يكون ليبرالياً في التعامل مع هذه القضايا بل الأقرب أن يكون محافظاً. نوه الدكتور سامح فوزي، إلى مجموعة من التحديات التي تواجه البابا، أولها هوية الكنيسة سواء محافظة أم منفتحة مركزية أم محلية، ثانياً فهو يأتي في عالم مشبع بالصراعات ومُقدم على صراعات أخرى ففي ظل ولاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ستحدث صراعات ليست فقط عسكرية بل اقتصادية وقضايا أخرى تتعلق بالمناخ والبيئة.