logo
التسليح النووي: سباق لا ينتهي نحو القوة والردع

التسليح النووي: سباق لا ينتهي نحو القوة والردع

الوطن١٢-٠٣-٢٠٢٥

‏لطالما كان التسليح النووي أحد أبرز العوامل التي تشكّل توازن القوى العالمي، إذ يمثل أداة ردع استراتيجية تسعى الدول إلى امتلاكها لحماية أمنها القومي وتعزيز نفوذها الدولي. فمنذ ظهور الأسلحة النووية في منتصف القرن العشرين، شهد العالم سباق تسلح بين القوى الكبرى، حيث بات امتلاك هذه الأسلحة مرتبطًا بمكانة الدول في النظام العالمي. وعلى الرغم من الجهود الدولية للحد من انتشار الأسلحة النووية، لا تزال بعض الدول تسعى إلى تطوير قدراتها النووية، سواء في مجال الأسلحة أو في الأنظمة التي تتيح لها نشر هذه الأسلحة بفاعلية، مثل الغواصات والصواريخ الباليستية.
في هذا السياق، يأتي اعلان كوريا الشمالية الأخيرة عن تطوير غواصة تعمل بالطاقة النووية، في خطوة قد تعزز قدراتها البحرية وتزيد من تعقيد التحديات الأمنية في المنطقة.
في الثامن من مارس، ظهر الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون في صور رسمية وهو يتفقد أحواض بناء سفن مجهولة، حيث ظهر إلى جانبه جسم ضخم وصفته وسائل الإعلام الرسمية بأنه «غواصة الصواريخ الموجهة الاستراتيجية التي تعمل بالطاقة النووية». إذا صحت هذه التقارير، فستكون هذه هي المرة الأولى التي تكشف فيها بيونغ يانغ عن قدراتها في مجال الغواصات النووية، وهو تطور قد يغير توازن القوى في المنطقة.
ويعد هذا الإعلان نقطة تحوّل في سباق التسلح في شرق آسيا، مما ينذر بمزيد من التوترات الجيوسياسية في المنطقة.
طموح نووي
ولم يكن الإعلان عن الغواصة النووية مفاجئًا للمراقبين، إذ لطالما عبّرت كوريا الشمالية عن طموحاتها في تطوير تكنولوجيا الغواصات المتقدمة. في يناير 2021، كشف كيم جونج أون عن خطة خمسية لتطوير الأسلحة، تضمنت بناء غواصة تعمل بالطاقة النووية. وفي سبتمبر 2023، عندما عرضت كوريا الشمالية أول غواصة صواريخ باليستية لها، أكد كيم أهمية تحويل البحرية إلى قوة نووية، مشيرًا إلى أن بناء غواصة تعمل بالطاقة النووية هو أولوية قصوى. كما جدّد هذا الالتزام في يناير 2024 خلال إشرافه على اختبار صاروخ كروز أُطلق من غواصة.
دور روسيا
ويطرح الإعلان تساؤلات حول إمكانية حصول كوريا الشمالية على دعم خارجي، وتحديدًا من روسيا. فمنذ بدء الحرب في أوكرانيا عام 2022، تصاعدت وتيرة التعاون العسكري بين موسكو وبيونج يانج. ووفقًا لمصادر استخباراتية، زوّدت كوريا الشمالية روسيا بالذخائر والقوات مقابل الغذاء والنفط والمال، إضافة إلى مزايا تجارية أخرى.
وتشير تقديرات إلى أن قيمة صفقات الأسلحة الروسية مع كوريا الشمالية قد تصل إلى 5.52 مليارات دولار، وهو ما يعزز فرضية أن موسكو قد تكون قدمت تكنولوجيا عسكرية متطورة لبيونج يانج مقابل تلك الإمدادات. وفقًا لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، قد تشمل هذه التكنولوجيا أنظمة الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، وتقنيات الغواصات النووية، إضافة إلى تكنولوجيا الأقمار الصناعية المتقدمة.
هل تم نقل التكنولوجيا الروسية فعلًا؟
وعلى الرغم من صعوبة تتبع نقل التكنولوجيا عبر الصور الفضائية، فإن عدة مؤشرات تدعم فرضية أن كوريا الشمالية تلقت دعماً روسياً. فقد زار كيم جونج أون خلال رحلته إلى روسيا في سبتمبر 2023 مقر الأسطول الروسي في المحيط الهادئ، وتفقد الفرقاطة المارشال شابوشنيكوف في فلاديفوستوك، وهو ما يوضح اهتمامه العميق بتطوير القوات البحرية لبلاده.
وعلاوة على ذلك، تطورت تصريحات المسؤولين الأمريكيين من التكهنات إلى التأكيد حول نقل التكنولوجيا الروسية إلى كوريا الشمالية. ففي مارس 2024، أفادت مديرة الاستخبارات الوطنية الأمريكية أفريل هاينز بأن موسكو قد تتخلى عن سياساتها التقليدية في منع انتشار الأسلحة، وتسمح بنقل تكنولوجيا عسكرية متقدمة إلى بيونغ يانغ. كما أكدت ميرا راب هوبر، مسؤولة بارزة في البيت الأبيض، أن كوريا الشمالية تسعى للحصول على معدات إنتاج الصواريخ الباليستية من روسيا.
انعكاسات سياسية وإستراتيجية
1 - تحدٍّ جديد للولايات المتحدة وحلفائها
امتلاك كوريا الشمالية لغواصة نووية سيعقّد مهام الحرب المضادة للغواصات التي تنفذها الولايات المتحدة، خاصة في حال وقوع أزمات مزدوجة في شبه الجزيرة الكورية ومضيق تايوان.
2 - تعزيز الشراكة الروسية - الكورية الشمالية
يمثل التعاون في مجال الغواصات النووية مؤشراً على أن العلاقات بين موسكو وبيونغ يانغ أصبحت أقوى من أي وقت مضى، وربما تتجاوز مستويات التعاون التي كانت قائمة خلال الحرب الباردة. فخلال تلك الفترة، تردّد الاتحاد السوفييتي في تقديم تكنولوجيا متطورة لكوريا الشمالية، بينما يبدو أن روسيا اليوم باتت أكثر انفتاحًا على هذا النوع من التعاون العسكري.
3 - تراجع النفوذ الصيني
يعكس التعاون الروسي - الكوري الشمالي تراجع قدرة الصين على التأثير في سياسات بيونغ يانغ. فبينما تحاول بكين الحفاظ على استقرار المنطقة، لم تتمكن من منع بيونغ يانغ من إرسال قوات وأسلحة إلى روسيا، ما يشير إلى فقدانها بعض السيطرة على جارتها النووية.
4 - تقليص فرص الحوار مع واشنطن
الدعم الروسي يمنح كوريا الشمالية موارد حيوية تشمل المال، والوقود، والغذاء، وتخفيف العقوبات، والاعتراف الدولي بها كقوة نووية بحكم الأمر الواقع. وهي مكاسب يصعب، إن لم يكن من المستحيل، أن تقدمها الولايات المتحدة، خصوصًا في ظل سياسة العزل والضغوط التي تتبعها تجاه بيونج يانج.
أبرز النقاط حول إعلان كوريا الشمالية عن غواصتها النووية
• الإعلان الرسمي:
كشفت كوريا الشمالية في مارس 2025 عن غواصة صواريخ موجهة تعمل بالطاقة النووية، ما يمثل قفزة نوعية في قدراتها البحرية. • خلفية تاريخية:
يأتي هذا الإعلان بعد سنوات من الطموح النووي لكوريا الشمالية، حيث كان تطوير غواصة نووية جزءًا من خطة الأسلحة الخمسية التي أعلن عنها كيم جونج أون في 2021.
• الدور الروسي:
تشير تقارير إلى أن روسيا قد تكون ساعدت كوريا الشمالية في تطوير هذه الغواصة، في إطار التعاون العسكري المتزايد بين البلدين منذ بداية حرب أوكرانيا.
• التداعيات العسكرية:
سيؤدي امتلاك كوريا الشمالية لغواصة نووية إلى تعقيد جهود الولايات المتحدة وحلفائها في تتبع تحركاتها البحرية واحتوائها عسكريًا.
• الأثر السياسي:
يعكس هذا التطور تعميق الشراكة بين موسكو وبيونغ يانغ، في وقت تحاول فيه الصين الحفاظ على نفوذها على كوريا الشمالية، بينما تتراجع فرص الحوار بين بيونغ يانغ وواشنطن.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترامب يعلن بناء القبة الذهبية لحماية أمريكا.. فيديو
ترامب يعلن بناء القبة الذهبية لحماية أمريكا.. فيديو

رواتب السعودية

timeمنذ ساعة واحدة

  • رواتب السعودية

ترامب يعلن بناء القبة الذهبية لحماية أمريكا.. فيديو

نشر في: 21 مايو، 2025 - بواسطة: خالد العلي أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الثلاثاء، عن رؤيته المقترحة لبرنامج »القبة الذهبية« الدفاعي الصاروخي. وتبلغ تكلفة برنامج »القبة الذهبية«، 175 مليار دولار، ويُعد الأول من نوعه الذي يتضمن نشر أسلحة أمريكية في الفضاء. وتتضمن الرؤية المقترحة لمنظومة »القبة الذهبية« قدرات أرضية وفضائية يمكنها رصد واعتراض الصواريخ في المراحل الأربع الرئيسية لهجوم محتمل، بدءا من اكتشافها وتدميرها قبل الإطلاق، ثم اعتراضها في مراحلها الأولى بعد الإطلاق، مرورا بمرحلة التحليق في الجو، وانتهاء بالمرحلة النهائية أثناء اقترابها من الهدف. الرجاء تلخيص المقال التالى الى 50 كلمة فقط أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الثلاثاء، عن رؤيته المقترحة لبرنامج »القبة الذهبية« الدفاعي الصاروخي. وتبلغ تكلفة برنامج »القبة الذهبية«، 175 مليار دولار، ويُعد الأول من نوعه الذي يتضمن نشر أسلحة أمريكية في الفضاء. وتتضمن الرؤية المقترحة لمنظومة »القبة الذهبية« قدرات أرضية وفضائية يمكنها رصد واعتراض الصواريخ في المراحل الأربع الرئيسية لهجوم محتمل، بدءا من اكتشافها وتدميرها قبل الإطلاق، ثم اعتراضها في مراحلها الأولى بعد الإطلاق، مرورا بمرحلة التحليق في الجو، وانتهاء بالمرحلة النهائية أثناء اقترابها من الهدف. المصدر: صدى

الدولار يواصل الهبوط وسط تعثر قانون الضرائب
الدولار يواصل الهبوط وسط تعثر قانون الضرائب

الوئام

timeمنذ ساعة واحدة

  • الوئام

الدولار يواصل الهبوط وسط تعثر قانون الضرائب

انخفض الدولار، اليوم الأربعاء، مواصلاً تراجعه الذي استمر يومين أمام العملات الرئيسية الأخرى، إذ لم يتمكن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب من إقناع الجمهوريين الرافضين بدعم مشروع قانون الضرائب الشامل الذي طرحه. ويتوخى المتعاملون أيضًا الحذر من احتمال سعي المسؤولين الأمريكيين لإضعاف الدولار في اجتماعات وزراء مالية مجموعة السبع المنعقدة حاليًا في كندا. وهذا الأسبوع، تباطأت التطورات بشكل كبير في حرب الرسوم الجمركية العالمية التي يشنها ترمب، والتي أدت إلى تأرجح العملات بشكل كبير في الأشهر القليلة الماضية، حتى مع اقتراب نهاية مهلة التسعين يومًا التي تشهد تعليقًا لرسوم جمركية على الشركاء التجاريين للولايات المتحدة دون إبرام اتفاقيات تجارية جديدة. وفي حين لا تزال الأسواق متفائلة بأن البيت الأبيض حريص على عودة التدفق التجاري على أساس مستدام، يبدو أن المحادثات مع الحليفتين المقربتين طوكيو وسول فقدت زخمها. ومع تضافر كل ذلك، ظل الدولار تحت ضغط. وكتب محللو بنك الكومنولث الأسترالي في مذكرة 'لا نعتبر أن الدولار الأمريكي، والأصول الأمريكية عمومًا، في بداية دوامة من الانهيار'. واستطردوا 'مع ذلك، نتوقع أن يضعف الدولار مجددًا في عام 2026 بمجرد تلاشي الضبابية المحيطة بالرسوم الجمركية وانخفاض أسعار الفائدة الذي سيدعم انتعاش الاقتصاد العالمي'. ويقول محللون إن مشروع قانون ترمب الضريبي سيضيف ما بين ثلاثة وخمسة تريليونات دولار إلى ديون البلاد، ويؤثر تضخم الديون والخلافات التجارية وضعف الثقة على الأصول الأمريكية. وكتب محللو جولدمان ساكس في مذكرة بحثية 'معدلات الرسوم الجمركية الآن أقل، ولكنها ليست منخفضة، ويمكن قول الشيء نفسه عن مخاطر الركود في الولايات المتحدة'. وأضافوا 'لا تزال الولايات المتحدة تواجه أسوأ مزيج بين النمو والتضخم بين الاقتصادات الرئيسية، وبينما يشق مشروع القانون المالي طريقه بالكونجرس، فإن تراجع التفوق الأمريكي يُثبت -حرفيًا- أنه مكلف في وقت يشهد احتياجات تمويل كبيرة'. وتابعوا 'يفتح هذا مسارات أوسع لضعف الدولار ومنحنى أكثر انحدارًا لسندات الخزانة الأمريكية'. وتراجع الدولار 0.55 بالمئة إلى 143.715 ين بحلول الساعة 0520 بتوقيت جرينتش، ونزل 0.67 بالمئة إلى 0.8222 فرنك سويسري. وارتفع اليورو 0.42 بالمئة إلى 1.1332 دولار، في حين زاد الجنيه الإسترليني 0.3 بالمئة إلى 1.34315 دولار. وانخفض مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل ست عملات رئيسية، 0.38 بالمئة إلى 99.59، مواصلاً انخفاضًا بلغ 1.3 بالمئة على مدار يومين.

تكنولوجيا فضائية صاروخية.. ترامب يكشف تفاصيل "القبة الذهبية"
تكنولوجيا فضائية صاروخية.. ترامب يكشف تفاصيل "القبة الذهبية"

سودارس

timeمنذ ساعة واحدة

  • سودارس

تكنولوجيا فضائية صاروخية.. ترامب يكشف تفاصيل "القبة الذهبية"

وفي كلمة له خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض، قال ترامب إن مشروع "القبة الذهبية" يأتي بتكلفة إجمالية تُقدّر ب175 مليار دولار، مشيرًا إلى أن مشروع القانون المقترح في الكونغرس سيتضمن تخصيص 25 مليار دولار كتمويل مباشر للمنظومة. وأكد ترامب أن المنظومة الجديدة ستعتمد على "تكنولوجيا فضائية لاعتراض التهديدات" وأنه تم اختيار الهيكل المعماري المناسب لتنفيذ المشروع. وأضاف أن "التكنولوجيا الأميركية تفوق في تطورها نظيرتها الإسرائيلية"، مع الإشارة إلى أن الولايات المتحدة"قدّمت دعمًا كبيرًا لتطوير نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي". وأعلن الرئيس الأميركي أن الجنرال مايكل غوتلاين، أحد كبار قادة قوات الفضاء الأميركية، سيتولى قيادة مشروع "القبة الذهبية"، المنظومة الدفاعية الجديدة التي تطورها الولايات المتحدة بهدف توفير حماية شاملة من التهديدات الصاروخية، بما في ذلك الصواريخ الباليستية والفرط صوتية وصواريخ كروز المتقدمة. وأكد ترامب أن كندا تواصلت مع واشنطن وأبدت رغبتها في الانضمام إلى المشروع، قائلاً: "يريدون الحماية أيضًا، وكما هو معتاد، نحن نساعد كندا." وأوضح ترامب أن تصميم "القبة الذهبية" سيتكامل مع قدرات الدفاع الحالية، مضيفًا: "المنظومة ستكون قادرة على اعتراض الصواريخ حتى لو أُطلقت من أقصى بقاع الأرض، أو حتى من الفضاء. سيكون لدينا أفضل نظام على الإطلاق." وأشار الرئيس الأميركي إلى أن المشروع يمثل نقلة نوعية في قدرات الردع الدفاعي الأميركي، مؤكدًا أن "القبة الذهبية" ستمنح الولايات المتحدة وحلفاءها مظلة حماية متقدمة ضد أي تهديدات استراتيجية مستقبلية. وقال إن كل شيء في "القبة الذهبية" سيكون مصنوعا في أميركا. واختتم الرئيس الأميركي تصريحاته بالتأكيد على أن المشروع يمثل "قفزة استراتيجية في قدرات الدفاع الصاروخي الأميركي والعالمي". سكاي نيوز script type="text/javascript"="async" src=" defer data-deferred="1" إنضم لقناة النيلين على واتساب مواضيع مهمة ركوب الخيل لا يناسب الجميع؟ أيهما أصعب تربية الأولاد أم البنات؟ جسر الأسنان هل تعقيم اليدين مفيد؟ الكركم والالتهابات أفضل زيوت ترطيب البشرة

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store