
رئيس الأركان الإسرائيلي: سننفذ خطة السيطرة على غزة «بالشكل الأفضل»
ونقل بيان للجيش عن زامير قوله، خلال لقاء مع قادة عسكريين، القول: «نتعامل مع الخطة الجديدة، وسنقوم بتعميق التخطيط لها، وسنستعد في المستوى الأعلى مثلما جرى في كل مرة في الماضي».
وأضاف: «سنواصل القيادة انطلاقاً من المسؤولية الوطنية الملقاة على عاتق الجيش وقادته. نتحمل المسؤولية عن جاهزية الجيش وأمن الدولة ومواطنيها إلى جانب إعادة المختطفين والقضاء على (حماس)، وهذا ما سنفعله».
وأكد زامير أنه «مع تطور المعركة سيعمل الجيش على الحفاظ على حياة المختطفين»، بحسب البيان.
من جانبه، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الجمعة، إن قرار مواصلة العمليات في قطاع غزة يؤكد عزم إسرائيل على «تحقيق جميع أهداف» الحرب.
وأضاف كاتس، في تصريحات نقلتها صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أن إسرائيل ستضمن سلامة البلدات الإسرائيلية عبر «محيط أمني محكم» في قطاع غزة.
وانتقد وزير الدفاع موقف الدول التي تندد بالخطة الإسرائيلية وتهدد بفرض عقوبات ضد تل أبيب، قائلاً إنها «لن تنال من عزيمتنا».
החמאס מהווה סכנה לביטחון ישראל.מעבר לטבח הנורא שביצע, זהו ארגון קיצוני שהוא חלק מתנועת האחים המוסלמים ולא מפסיק גם כיום לחתור להשמדת ישראל.אסור שארגון טרור מהסוג הזה יהיה בעזה.החלטת הקבינט אתמול על המשך פעילות עוצמתית בעזה מעבירה מסר ברור - ישראל נחושה להשיג את מטרות...
— ישראל כ'ץ Israel Katz (@Israel_katz) August 8, 2025
كانت شبكة «سي إن إن» التلفزيونية الأميركية قد نقلت، في وقت سابق اليوم، عن مصدر إسرائيلي قوله إن اجتماع مجلس الوزراء الأمني بشأن قطاع غزة شهد «مشادة حادة» بين أعضاء المجلس ورئيس الأركان.
وأضاف المصدر، الذي لم تسمه الشبكة، أن أعضاء المجلس تجاهلوا جميع مخاوف رئيس الأركان، بما فيها مصير المحتجزين في غزة، مشيراً إلى أن الاجتماع، الذي انتهى بإقرار السيطرة الكاملة على القطاع، استمر لنحو عشر ساعات.
وذكرت الشبكة، في وقت سابق، أن زامير حذر مجلس الوزراء الأمني من مخاطر احتلال غزة، بما في ذلك تفاقم الأزمة الإنسانية، والتداعيات الدولية لمثل هذا التصعيد.
وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في ساعة مبكرة من صباح الجمعة، موافقة مجلس الوزراء الأمني المصغر على السيطرة على القطاع.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوطن
منذ 12 دقائق
- الوطن
الوسطاء في إسبانيا يسابقون الزمن لوقف الحرب في غزة
يسابق الوسطاء الزمن من أجل الوصول إلى حل نهائي لإيقاف الحرب في غزة وتحرير جميع الأسرى المحتجزين لدى حماس قبل أن تشرع الحكومة اليمينية المتطرفة في إسرائيل بإعطاء الضوء الأخضر لاجتياح القطاع. ولفتت تقارير إعلامية عبرية وأمريكية، إلى أن هذا المقترح هو نتيجة جهود دبلوماسية مشتركة بين الولايات المتحدة وقطر ومصر، وتتم مناقشته حاليًا بين الأطراف المعنية، حيث يجري مباحثات بين المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن في جزيرة إيبيزا بإسبانيا. وقف الاجتياح ونقل موقع «واينت» عن مصادر تابعة لحماس قولها، إن الولايات المتحدة وقطر ومصر تتوسط في مفاوضات مكثفة مع إسرائيل لمنعها من السيطرة على قطاع غزة بأكمله، وأكدت المصادر قولها إن اقتراح وقف إطلاق النار على الرهائن المطروح على الطاولة يشمل إنهاء الحرب، والانسحاب الإسرائيلي الكامل، ونزع سلاح الجماعات المسلحة الفلسطينية، ونفي القادة العسكريين لحماس، وإنشاء سلطة مدنية جديدة في غزة. نهاية اللعبة نقل موقع «أكسيوس» الإخباري عن وزير إسرائيلي قوله، إن وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر أبلغ مجلس الوزراء الخميس، أن واشنطن تعمل على اقتراح «نهاية اللعبة» للحرب. ولم يتضح من التقرير ما يتضمنه هذا الاقتراح. وأكد الموقع نقلا عن مسؤول إسرائيلي مشارك في المفاوضات قوله إن «الفجوة بين إسرائيل وحماس بشأن إنهاء الحرب هائلة، لذا من المرجح أن يكون الحديث عن اتفاق شامل بلا جدوى في هذه المرحلة». ارتفاع ضحايا التجويع ميدانيًا أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، تسجيل 5 حالات وفاة جديدة بسبب المجاعة وسوء التغذية في القطاع خلال الـ24 ساعة الماضية. وقالت الوزارة، في بيان: «يرتفع بذلك عدد ضحايا المجاعة إلى 217 حالة وفاة، من بينهم 100 طفل». في المقابل، ذكرت الهيئة الإسرائيلية التي تنسق الأنشطة في غزة والضفة الغربية (كوجات) أنه خلال الأسبوع الماضي «تم جمع وتوزيع حوالي 1900 شاحنة من المساعدات من الجانب الفلسطيني من معبري كرم أبوسالم وزيكيم». وتابعت الهيئة: «سنواصل تسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة للسكان المدنيين وليس حماس»، وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن هناك حاجة إلى ما بين 500 و600 شاحنة من المساعدات يوميا لتلبية احتياجات سكان غزة الذين يبلغ عددهم أكثر من مليوني نسمة. إسرائيل تعمل على التهجير وصف الرئيس الفلسطيني محمود عباس الخطوة الإسرائيلية بأنها «قرار خطر» اتخذته حكومة الاحتلال الإسرائيلي بإعادة احتلال قطاع غزة وتهجير سكانه إلى الجنوب، هو جريمة جديدة تضاف إلى سلسلة الجرائم الإسرائيلية في الضفة بما فيها القدس»، وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية (وفا). عمليات إسرائيلية في الضفة اعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أن الجيش قضى على 80 % من مصادر التهديد في الضفة الغربية، وقال كاتس في تغريدة على حسابه في إكس: شن الجيش هجومًا عنيفًا على المخيمات في جنين، وطولكرم، ونور الشمس بالضفة وأخلى السكان، وقضى على الإرهابيين، وفكك البنية التحتية للإرهاب»، وفق تعبيره. كما أشار إلى أن الجيش سيبقى موجوداً في تلك المخيمات حتى نهاية العام على الأقل. لا تجنيس لمليون فلسطيني في ليبيا انشغل بعض الليبيين خلال الساعات الماضية بإشاعة حول تجنيس ما يقارب مليون فلسطيني ضمن «صفقة» مزعومة أبرمها قائد «الجيش الوطني» خليفة حفتر. وتداولت منصات إعلامية محلية وحسابات على مواقع التواصل خبراً نسب إلى وكالة نوفا الإيطالية، مفاده أن حفتر «أبرم صفقة تقضي بنقل 800 ألف فلسطيني إلى الأراضي الليبية وتجنيسهم مقابل منافع سياسية وتجارية». إلا أن مكتب إعلام القيادة العامة للقوات المسلحة نفى كل تلك الأخبار المتداولة عبر عدد من وسائل الإعلام بشأن عقد صفقة سياسية. الألمان مع الاعتراف بفلسطين كشف استطلاع للرأي أن غالبية الألمان يؤيدون الاعتراف بدولة فلسطينية، وهو أمر ترفضه الحكومة الألمانية حاليا. وفي الاستطلاع الذي أجراه معهد «فورسا» لقياس مؤشرات الرأي بتكليف من مجلة «إنترناتسيوناله بوليتيك» الألمانية، أجاب 54 % من المشاركين بـ«نعم» على سؤال «هل ينبغي لألمانيا الآن الاعتراف بفلسطين كدولة مستقلة؟»، بينما أجاب بالرفض 31 % آخرون. وشمل الاستطلاع الذي أجري في نهاية يوليو الماضي 1001 ألماني، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الألمانية «د ب أ». الوسطاء يعملون في إسبانيا للوصول إلى حل نهائي لإيقاف الحرب في غزة وتحرير جميع الأسرى المحتجزين لدى حماس. اقتراح وقف إطلاق النار يشمل إنهاء الحرب، والانسحاب الإسرائيلي الكامل، ونزع سلاح الجماعات المسلحة الفلسطينية. كما يشمل الاقتراح نفي القادة العسكريين لحماس، وإنشاء سلطة مدنية جديدة في غزة. تسجيل 5 حالات وفاة جديدة بسبب المجاعة وسوء التغذية في القطاع خلال الـ24 ساعة الماضية. ارتفاع عدد ضحايا المجاعة إلى 217 حالة وفاة، من بينهم 100 طفل. ليبيا تنفي إشاعات نقل وتجنيس مايقارب مليون فلسطيني. استطلاع رأي يكشف أن غالبية الألمان يؤيدون الاعتراف بدولة فلسطينية.


الشرق الأوسط
منذ 42 دقائق
- الشرق الأوسط
إسرائيل... بعد قرارات «الكابينت»
لم تُحصِ إسرائيل بدقة خسائرها في حربها ذات الأسماء المتعددة: «السيوف الحديدية»، أو «حرب الجبهات السبع»، أو «حرب ترويض الشرق الأوسط»، أو «حرب تصفية القضية الفلسطينية»... مع أسماء كثيرة كان يؤلفها بنيامين نتنياهو وفق الحاجة. إسرائيل الرسمية ترفض تشكيل لجنة تحقيقٍ فيما حدث يوم «السابع من أكتوبر (تشرين الأول)» 2023، حيث التقصير الفادح، وما تلاه من حربٍ لم يحدث أن خاضت إسرائيل مثلها منذ تأسيسها، من حيث طول أمدها وانعدام إمكانات حسمها وفق الأهداف المعلنة لها. الامتناع عن إحصاء الخسائر بعد 22 شهراً من الحرب، والامتناع عن تشكيل لجنة تحقيق رسمية، لا ينطويان على حكمةٍ يصدّقها الرأي العام في إسرائيل، بقدر ما هما هروبٌ من الحقائق، التي تضع المجتمع الإسرائيلي أمام فداحة ما حدث؛ مما يؤدي إلى اعتماد خياراتٍ عدة أقلها إطاحة طبقةٍ سياسيةٍ تتحمل مسؤولية الخسارات الفادحة، وضعف الإنجازات السياسية التي لا تتناسب مع ما دُفع في الحرب. في الشهر الـ22 وجدت إسرائيل نفسها كما لو أنها في الشهر الأول من الحرب، مع فارقٍ كارثي، ففي الشهر الأول كان هنالك إجماع شعبي يقف وراء الحكومة والجيش، أمّا في الشهر الـ22 فقد تبدد الإجماع الشعبي، ليحل محله انقسام عميق وواسع لم يتوقف عند حدود الاجتهادات السياسية والحزبية والاختلاف على الخيارات، وهذا كان يحدث دائماً في الحياة الإسرائيلية العامة، إلا إنه تطور ليصل في تأثيره إلى زعزعة أساسات الدولة ومؤسساتها السيادية وأيقونتها التاريخية «الجيش». هنالك تعبيران صدرا عن رجلين ذَوَيْ مكانةٍ مهمة في الحياة الإسرائيلية: إيهود باراك، رئيس الحكومة السابق والقائد العسكري البارز، فقد ذهب إلى حد الدعوة الصريحة إلى عصيانٍ مدنيٍ شامل، من شأنه شلّ مرافق الحياة في إسرائيل، بوصف ذلك وسيلة ضغط حاسمة على الائتلاف الحاكم؛ لإرغامه على الذهاب إلى انتخابات مبكرة، تُجمع التقديرات واستطلاعات الرأي على أن نتائجها لن تكون في مصلحته. والرجل الآخر زعيم المعارضة يائير لبيد، الذي كان في فترة سابقة رئيس حكومة، فقد وصف حالة إسرائيل بأنَّها تعيش كارثةً شاملة، فهي تحارب على جبهات عدة، بينما الشعب، ولأول مرة، منقسمٌ بشأن هذه الحرب، ويترافق ذلك مع انزياح الشارع عن الائتلاف الحاكم، بحيث تكرّست ظاهرةٌ قلّما حدث مثلها في إسرائيل، هي أقلية الائتلاف الحاكم في الشارع، وأغلبية المعارضة فيه. وبحكم النظام والقانون، فالأقلية في أخطر الأوقات هي التي تتخذ القرارات الأساسية. هذه الحالة التي وصلت إليها إسرائيل؛ الدولة والمجتمع والنظام، غير قادرةٍ على الخروج منها، وتأمين حدٍ أدنى من الاستقرار السياسي. لننظر إلى 3 أيامٍ تصلح لأن تعطي مؤشراً دقيقاً على الوضع العام في إسرائيل، وأزمات الخيارات والقرارات: اليوم الذي سبق اجتماع «الكابينت» الأخير شهد عاصفة تهديداتٍ وتوعدات باحتلال كامل غزة، ولأول مرة في تاريخ إسرائيل تُبحث قرارات عسكرية ذات طابع استراتيجي على الهواء مباشرةً، حتى خُيّل للعالم أن احتلال غزة واستيطانها وحكمها الأبدي من جانب إسرائيل بات حقيقةً واقعة، فقد انتعش الحديث عن الاستيطان والضم، وتهجير الفلسطينيين؛ إمّا إلى الداخل حيث جرى الحديث عن مدنٍ إنسانيةٍ بتكلفة عشرات المليارات، وإما إلى الخارج حيث يجري البحث عن دولٍ تستقبل أفواج المهجّرين. أمّا في اليوم الذي صدرت فيه القرارات ولم تكن بحجم التوقعات التي سبقت، فقد ظهرت بوضوحٍ شديدٍ أزمةُ القرار في إسرائيل، وأثرُ الاختلافات والانقسامات، وأشدها خطورةً تلك التي حدثت بين المستويين السياسي والعسكري؛ إذ انعكس الاختلاف على صيغة ومحتوى القرارات التي اتَّسمت لغوياً بالحسم، بينما تنفيذها اتَّسم بمرونةٍ ولعبٍ على عامل الوقت، مثلما يفضل الجيش. وفي اليوم الذي تلا القرارات والذي نحن فيه الآن، عاد الحديث مجدداً عن صفقة يجري إعدادها من قبل الوسطاء، وظهرت مؤشراتٌ على أن إسرائيل الرسمية مستعدةٌ للنظر فيها، مع احتمال قبولها مخرجاً من الحالة التي انزلقت إليها. إسرائيل، وهذه عادتها، تمارس سياسة الضغط العسكري لإحراز مكاسب سياسية، وتمارس الضغط على «حماس» لقبول صفقة تبادلٍ لا تُنهي الحرب، ولكنها تريح إسرائيل ولو بصورةٍ مؤقتة. إن ما يجري الآن داخل إسرائيل وعلى المستوى الدولي يُظهر بصورةٍ جلية أنها تضغط على نفسها أكثر مما تضغط على خصومها، وحتى مناورتها؛ فتكلفتها عالية ولا تقل عن تكلفة الحرب الفعلية، وهذا ما تقر به وتحذر منه مستويات عدة في إسرائيل وربما تكون الأغلبية.


الشرق السعودية
منذ 42 دقائق
- الشرق السعودية
روسيا وأوكرانيا على مفترق طرق: هل تثمر قمة بوتين وترمب عن اتفاق سلام؟
مع ارتفاع التوقعات بشأن القمة المرتقبة بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا، تُواصل موسكو وكييف التشبث بمواقفهما التفاوضية، وسط تحذيرات من أن بوتين قد يستغل اللقاء للضغط على أوكرانيا للقبول باتفاق لا يصب في مصلحتها. بحسب وكالة "أسوشيتد برس". وأشارت الوكالة إلى أن بوتين حافظ على مطالب بلاده المتشددة بشأن الحرب في أوكرانيا، رغم التهديدات والضغوط والإنذارات المتكررة، ما أثار مخاوف من إمكانية استغلال القمة المرتقبة مع ترمب لفرض تسوية غير مواتية على كييف. وترى موسكو في القمة المحتملة مع ترمب فرصة للتفاوض على اتفاق شامل لا يقتصر على تعزيز المكاسب الإقليمية التي حققتها روسيا فحسب، بل يضمن أيضاً منع أوكرانيا من الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو" واستضافة أي قوات غربية، بما يمهّد الطريق أمامها لإعادة كييف تدريجياً إلى دائرة نفوذها. وبحسب "أسوشيتد برس"، يعتقد بوتين أن عامل الوقت يصب في مصلحته، في ظل معاناة القوات الأوكرانية المنهكة ذات التسليح الأضعف في التصدي للتقدم الروسي على عدة محاور من خط المواجهة الممتد لأكثر من 1000 كيلومتر، بينما تتعرض المدن الأوكرانية لقصف مكثف من أسراب الصواريخ والطائرات المسيّرة الروسية. في المقابل، تمسك الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بموقفه، ووافق على وقف إطلاق النار الذي اقترحه ترمب، لكنه شدد في الوقت نفسه على رفض بلاده التخلي عن سعيها للانضمام إلى الناتو، كما رفض الاعتراف بضم روسيا لأي من المناطق الأوكرانية. موقف روسيا بالنسبة لتفاصيل المواقف، أوضحت "أسوشيتد برس" أن روسيا عرضت في مذكرة قُدمت خلال محادثات إسطنبول في يونيو الماضي، خيارين لوقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً، تمثّل الأول في مطالبة أوكرانيا بسحب قواتها من دونيتسك ولوجانسك وزابوريجيا وخيرسون، وهي المناطق الأربع التي أعلنت موسكو ضمّها بشكل أحادي في سبتمبر 2022، رغم أنها لم تفرض سيطرتها الكاملة عليها. أما الخيار البديل، فتمثّل فيما وصفته موسكو بـ"المقترح الشامل" والذي تضمن وقف كييف لعمليات التعبئة العسكرية، وتجميد تسليم الأسلحة الغربية، ومنع وجود أي قوات أجنبية على أراضيها، كما طالبت بإنهاء الأحكام العرفية في كييف، وإجراء انتخابات تمهيداً لتوقيع معاهدة سلام شاملة. وبحسب الطرح الروسي، فإن أي اتفاق لوقف القتال يجب أن يتضمن "اعترافاً قانونياً دولياً" بضم موسكو لشبه جزيرة القرم عام 2014، والمناطق الأربع الأخرى في 2022. كما تشدد موسكو على أن معاهدة السلام يجب أن تنُص على إعلان أوكرانيا حيادها بين روسيا والغرب، والتخلي عن مساعيها للانضمام إلى الناتو، وتقليص حجم قواتها المسلحة، والاعتراف باللغة الروسية كلغة رسمية على قدم المساواة مع اللغة الأوكرانية، وهي شروط تعكس أهداف بوتين الأولية منذ بدء الحرب. كذلك تطالب روسيا أوكرانيا بحظر "تمجيد النازية والنازية الجديدة والدعاية لها"، وحل الجماعات القومية، وهي اتهامات دأب بوتين على تكرارها منذ اندلاع الحرب، مدعياً أن الجماعات النازية الجديدة تؤثر في السياسة الأوكرانية خلال عهد زيلينسكي، وهو يهودي الديانة، وقد قوبلت هذه المزاعم برفض واسع من كييف والدول الغربية. وترى موسكو أن معاهدة السلام الشاملة يجب أن تتضمن رفع العقوبات والقيود من كلا الجانبين، والتخلي عن المطالبات بالتعويض عن أضرار الحرب، واستئناف العلاقات التجارية والاتصالات، وإعادة تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. ورداً على سؤال صحافي، الخميس، بشأن ما إذا كانت موسكو مستعدة لتقديم تنازلات لتمهيد الطريق لعقد لقاء بين بوتين وترمب، قال مستشار الكرملين للشؤون الخارجية، يوري أوشاكوف، إن الموقف الروسي "لم يتغير". الموقف الأوكراني: لا تنازل عن الأراضي في المقابل، أكدت المذكرة التي قدمها الجانب الأوكراني خلال محادثات اسطنبول على ضرورة وقف إطلاق نار شامل وغير مشروط لمدة 30 يوماً، كخطوة أولى لتهيئة الظروف لمفاوضات السلام. وجدّدت كييف رفضها القاطع للمطالب الروسية بالحياد، ووصفتها بأنها اعتداء مباشر على السيادة الأوكرانية، مشددة على حقها الكامل في اختيار تحالفاتها، ومؤكدة أن عضويتها في "الناتو" ستُحسم وفقاً لتوافق داخل الحلف. كما رفضت أوكرانيا أي قيود على حجم أو تركيبة قواتها المسلحة، أو على الوجود العسكري الأجنبي على أراضيها. وعارضت المذكرة الأوكرانية الاعتراف بأي مكاسب إقليمية حققتها روسيا خلال الحرب، لكنها أشارت إلى أن خط التماس الحالي يمكن أن يُستخدم كنقطة انطلاق للمفاوضات. وشددت المذكرة على ضرورة وجود ضمانات أمنية دولية، لضمان تنفيذ أي اتفاق سلام ومنع تكرار العدوان في المستقبل. وتضمّن المقترح الأوكراني للسلام أيضاً المطالبة بإعادة جميع الأطفال المرحّلين أو النازحين بشكل غير قانوني، إلى جانب تنفيذ تبادل كامل للأسرى، كما أبقت كييف الباب مفتوحاً أمام رفع تدريجي لبعض العقوبات المفروضة على روسيا في حال التزامها ببنود الاتفاق. ترمب يهدد موسكو بالعقوبات وكثيراً ما أعرب الرئيس الأميركي عن إعجابه ببوتين، بل تبنّى في أكثر من مناسبة مواقف قريبة من رواية الكرملين بشأن الحرب، وشهد المكتب البيضاوي في 28 فبراير الماضي مواجهة حادة بين ترمب وزيلينسكي، قبل أن يُخفّف الأول من حدة لهجته لاحقاً. ومع استمرار رفض بوتين وقف إطلاق النار وتصعيده للهجمات الجوية، أبدى ترمب استياءه من الرئيس الروسي، وهدد بفرض عقوبات جديدة على موسكو. ورغم ذلك، فإن موافقة ترمب على لقاء بوتين دون حضور زيلينسكي على طاولة المفاوضات أثارت مخاوف جدية في أوكرانيا وحلفائها الأوروبيين، خشية أن يؤدي اللقاء إلى انحياز الرئيس الأميركي لموسكو أو إجبار كييف على تقديم تنازلات. وفي تصريحات مقتضبة، قال ترمب إنه "سيكون هناك تبادل للأراضي، بما يصب في مصلحة الطرفين"، في إشارة إلى ما قد يتضمنه أي اتفاق سلام سيناقشه مع بوتين خلال لقائهما المرتقب، الجمعة، من دون الخوض في التفاصيل. مخاوف من "مقايضات إقليمية" ومن جانبه، حذر بوتين مراراً من أن أوكرانيا ستواجه شروطاً أكثر صعوبة إذا لم تقبل مطالب موسكو، في وقتٍ تواصل فيه القوات الروسية التقدم في مناطق جديدة لبناء ما وصفه بـ"المنطقة العازلة". ويشير بعض المراقبين إلى احتمال استخدام روسيا هذه المكاسب الأخيرة كورقة تفاوض لمقايضتها بالأراضي التي أعلنت ضمها لكنها لا تزال تحت سيطرة القوات الأوكرانية. وقال سام جرين، الباحث بكلية "كينجز كوليدج" في لندن لـ"أسوشيتد برس"، إن هذا السيناريو "قد يمنح بوتين هامشاً واسعاً للمناورة، طالما تمكّن من استخدام هذه الأوراق لإجبار أوكرانيا على قبول اتفاق لا يلبي تطلعاتها، وكذلك لتهميش الدور الأوروبي بشكل فعّال". وأضاف جرين: "السؤال المحوري هو: هل سيوافق ترمب على ذلك؟ وهل يمتلك النفوذ الكافي لإجبار الأوكرانيين والأوروبيين على الالتزام به؟". وأشار جرين إلى أن بوتين قد يوافق على هدنة مؤقتة لكسب تعاطف ترمب، في إطار سعيه لتحقيق أهداف استراتيجية أوسع. وتابع: "قد يقبل بوتين بوقف لإطلاق النار طالما أنه سيُبقيه مسيطراً، من دون وجود رادع حقيقي يمنع تجدد العدوان في المستقبل... الرئيس الروسي يُدرك أن طريقه الوحيد لبلوغ هذه الغاية يمر عبر ترمب". وإشارة محتملة إلى اعتقاده بإمكانية التوصل إلى هدنة أو اتفاق سلام قريب، أجرى بوتين اتصالات مع قادة الصين والهند وجنوب إفريقيا، إلى جانب عدد من رؤساء دول الاتحاد السوفيتي السابق، في محاولة لإبلاغهم بالاتفاقيات المحتملة. ونقلت "أسوشيتد برس" عن تاتيانا ستانوفايا، الباحثة في مركز كارنيجي لروسيا وأوراسيا، قولها إن بوتين لن يتراجع عن أهدافه الأساسية. وكتبت ستانوفايا، عبر منصة "إكس": "مهما كانت صياغة الشروط، فإن جوهرها واحد، وهو أن تتوقف أوكرانيا عن المقاومة، وأن يوقف الغرب إمدادات الأسلحة، وأن تقبل كييف بشروط موسكو، التي تُشكل استسلاماً فعلياً". وأضافت: "يمكن للجانب الروسي تقديم هذه المطالب بأكثر من طريقة، ما يعطي انطباعاً زائفاً بأن موسكو منفتحة على تقديم تنازلات والتفاوض بشكل جاد، لكنها في الواقع لم تغير موقفها الجوهري، وهو استسلام أوكرانيا". وتوقعت ستانوفايا أن يوافق بوتين على لقاء زيلينسكي، لكنها أشارت إلى أنه لن يُقدم على ذلك إلا "إذا جرى الاتفاق مسبقاً على جدول أعمال ونتائج محددة سلفاً، وهو أمر قالت إنه "يصعب تصوره". وختمت بالقول: "السيناريو الأرجح هو أن تفشل هذه الجهود الجديدة للسلام، وهو ما سيكون تطوراً سلبياً بالنسبة لأوكرانيا، لكنه أيضاً لن يُحقق لبوتين كل ما يريد، على الأقل ليس بالطريقة التي يطمح إليه، ولذا فيبدو أن الصراع، بين فترات من الحرب المفتوحة وأخرى من التوتر المتصاعد، سيستمر في المستقبل المنظور".