
ورشة عمل توعوية على مضار التدخين في نقابة الأطباء.. ناصر الدين: لبناء ثقافة صحية جدية
رعى وزير الصحة العامة الدكتور ركان ناصر الدين ورشة توعوية على مضار التدخين موجهة لطلاب المدارس والجامعات في 'بيت الطبيب' فرن الشباك، بحضور وزيرتي السياحة لورا الخازن لحود والبيئة تمارا الزين، النواب: سليم الصايغ، ملحم خلف ونجاة صليبا عون، نقيب الأطباء في بيروت البروفسور يوسف بخاش وحشد من الاطباء والمهتمين.
ناصر الدين
بداية، أكد وزير الصحة أن 'الحياة حرة ولكن الحرية تقف عندما يتم تخطي صحة الآخرين'، مشددا على أن 'الإصلاح لا يقتصر على كونه إصلاحا قانونيا وإداريا بل هو أيضا إصلاح صحي'، مؤكدا أن 'وزارة الصحة العامة ملتزمة بإجراء الإصلاحات المنتظرة على مستوى مكافحة التدخين'.
وأوضح أن 'مكافحة التبغ ليست خيارا بل هي ضرورة صحية وطنية واجتماعية. فالتدخين لا يزال واحدا من أبرز التحديات التي تواجه الصحة العامة في لبنان والعالم، وهو عامل الخطر الرئيسي لعدد كبير من الأمراض غير السارية'.
ولفت إلى مشاركته 'الأسبوع الماضي في الجمعية السنوية العالمية لمنظمة الصحة العالمية في جنيف، والتي شكلت الأمراض غير المعدية وفي مقدمها السرطان إحدى أبرز محاورها، وتركزت الأسئلة حول ماهية الجهود المبذولة لمكافحة التدخين'.
وشدد على 'ضرورة تطبيق القانون النافذ 174″، معلنا 'إطلاق 'يوم ضد التدخين' في السراي الحكومي في وقت قريب، برعاية رئيس مجلس الوزراء الدكتور نواف سلام وبالشراكة مع الوزارات المعنية والمعنيين في قطاع الصحة واللجنة الوطنية لمكافحة السرطان'، آملا 'اتخاذ خطوات سريعة لإعادة وضع لبنان على خريطة الصحة الإصلاحية بالنسبة إلى مكافحة التدخين'.
وقال: 'إن لبنان لم يقف مكتوف الأيدي أمام خطر التدخين فقد انضم عام 2005 إلى الإتفاقية الإطارية لمنظمة الصحة العالمية والتي تعد من أهم المعاهدات الدولية لحماية الصحة العامة. وقد بدأنا منذ ذلك الحين بإرساء عدد من السياسات أبرزها منع التدخين في الأماكن العامة والتحذيرات الصحية على علب السجائر إلى جانب حملات التوعية المتكررة، ولكن العبرة في التطبيق. فالقوانين كثيرة والشعارات كثيرة ولكن بعد فترة قصيرة من إقرارها نخطو خطوات إلى الوراء. نأمل في هذه المرة استمرارية حسن التطبيق'.
وذكر ب'دراسة الجدوى الاقتصادية للاستثمار في مكافحة التبغ في لبنان' والتي أطلقتها الوزارة أخيرا بدعم من منظمة الصحة العالمية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائيUNDP وشركاء دوليين'، مشيرا إلى أن 'الدراسة أظهرت بوضوح أن الإستثمار في الصحة والإنسان في تنفيذ سياسة مكافحة التبغ ليس فقط ضرورة صحية بل أيضا خيار إقتصادي حكيم، ويصب في تحقيق إصلاح متكامل'.
وأشار الى أن 'المطلوب اليوم ليس فقط إعلان نوايا بل اتخاذ خطوات حازمة وبناء ثقافة صحية جدية جديدة مناهضة للتدخين. إذ لا يمكن أن يكون وزير الصحة جراح شرايين ويتم إغماض العيون عن أكبر خطر الذي هو التدخين'.
وأشاد ب'دور الشركاء في المجتمع الدولي والمدني والجهات الأكاديمية والمنظمات الدولية الذين يلعبون وسيلعبون دورا محوريا في دفع هذا الملف إلى الأمام'، آملا أن 'يصار بالتعاون مع لجنة الصحة النيابية، إلى المضي قدما في تطبيق القانون والخطوات التنفيذية الأخرى التي سيتم الاتفاق عليها لحماية صحة اللبنانيين واللبنانيات'.
لحود
بدورها، لفتت وزيرة السياحة إلى أن 'القانون 174 لم يطبق كما يجب'، مشيرة إلى 'استخدام ثغرات عديدة للتهرب منه تحت عنوان 'الاستثناءات'، أو 'الوضع الاقتصادي'، أو 'المرونة الضرورية'.
وقالت: 'لا أحد يربح عندما تنتهك قوانين تحمي صحة الناس. أنا لا ألقي اللوم، أعرف تماما كم هي صعبة الظروف، أعرف أن أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي يخوضون معركة بقاء يومية. وأعرف أن مفتشي وزارة السياحة لا يستطيعون تنفيذ المهام المنوطة بهم على أكمل وجه إذا كان بدل النقل الشهري لا يكفي لتعبئة ثلث تنكة بنزين. لكن ما أعرفه أيضا هو أن الصحة العامة ليست ترفا. أنا متأكدة أننا نستطيع، إذا تعاونا، أن نعيد هذا الملف إلى سكة التنفيذ، لا بالمواجهة، بل بالحوار، والإقناع، والخطوات العلمية والعملية التدريجية'.
وأعلنت عن الخطوات التالية:
'1. بالتعاون مع الاتحادات والنقابات السياحية والمنظمات المدنية والصحية، إطلاق مجموعة عمل مشتركة لوضع خطة تطبيق واقعية، قابلة للتنفيذ، تحترم القانون، وتراعي قدرات المؤسسات.
2. السعي مع وزارة المالية ومجلس الوزراء مجتمعا الى تحسين ظروف عمل مفتشي ومراقبي الوزارة والشرطة السياحية، خصوصا على مستوى بدل النقل. وكلي ثقة بأخبار إيجابية في هذا الصدد في الأسابيع القليلة المقبلة.
3. استكمال الحوار المسؤول مع رؤساء الاتحادات والنقابات السياحية، لإقناعهم بأن احترام القانون لا يتناقض مع النمو، بل يعززه، والالتزام بمعايير الجودة العالمية هو التزام شامل لا يتجزأ، ولا يتضمن مهما كانت التبريرات تعريض الآخرين لسموم التدخين وأضراره التي لا تقبل الجدل'.
وأكدت أن 'الالتزام الحقيقي بالقانون يمنح لبنان صورة حديثة ودليلا على مجتمع أكثر أمانا، خصوصا للعائلات والسياح الأجانب'، مشيرة الى أن 'القانون لن يطبق إذا كان تطبيقه مرادفا للمعاقبة فقط، بل حين يصبح امتثالا طوعيا نابعا من اقتناع، ومن شعور بأن ما نقوم به يصب في مصلحة الجميع'.
ودعت إلى 'عدم تحويل النقاش إلى معركة بين من يدخن ومن لا يدخن، فالمعركة هي بين من يؤمن أن احترام القوانين يعيد الثقة بالدولة، وبين من يعتبر القوانين 'وجهة نظر'، والتهرب منها شطارة، وهي معركة بين من يرى القوانين فرصة للتحديث ولإرساء دولة المؤسسات، ومن يراها عبئا إضافيا'.
ووعدت ببذل كل ما في وسعها لجعل هذه المعركة 'منصة تفاهم وتقدم'.
بخاش
وكان نقيب الاطباء افتتح الورشة التوعوية، مشيرا إلى 'تزامنها مع اليوم العالمي لمكافحة التدخين في 31 مايو، بهدف التحذير من مضار التدخين التي اثبتها العلم من دون اي شك وللدعوة مجددا الى التشدد في تنفيذ قانون منع التدخين في الاماكن العامة المغلقة والدوائر الرسمية والمطاعم، ولتخصيص مكان للمدخنين يشعرون فيه بأنهم غير مرغوب بهم في الاماكن العامة، لا سيما ايضا ان العلم اثبت ان مضار التدخين السلبي يفوق الضرر المباشر خصوصا على الاطفال والمراهقين والحوامل'.
وقال: 'نلتقي اليوم في نقابة الاطباء التي يعود تاريخ تأسيسها الى عام ١٩٤٦، ولعبت منذ حينها ادوارا اساسية في رسم السياسات الصحية في لبنان وعملت على تأسيس لجان علمية لتفعيل دورها، بما فيها لجنة البيئة والصحة التي يناط بها مثل هذه الملفات وهي تعمل مشكورة على التوعية من مخاطر التدخين كما تعمل لجنة التحقيق على تحديد المسؤوليات الطبية وغيرها من اللجان التي تعمل على الثقافة الطبية من خلال الجمعيات العلمية التخصصية، بحيث يصح القول ان اطباء لبنان تحولوا الى جنود باللباس الابيض للمحافظة على صحة الوطن التي هي من صحة المواطن'.
اضاف: 'كلنا يعرف أنه استنادا الى نتائج الابحاث والدراسات، يشكل التدخين السبب الرئيسي لامراض الصدر والامراض السرطانية، وان العالم المتحضر بات يدفع بمواطنيه الى التخلي عن آفة التدخين تأسيسا لمجتمع خال من التدخين يعتمد على ثقافة الرياضة للترفيه وتحسين المزاج النفسي والصحي. بشكل عام، بات التدخين في لبنان ثقافة اجتماعية، فعوضا عن ممارسة الرياضة والتوجه الى الاماكن حيث نتنشق الهواء النظيف نتوجه الى المقاهي والمنتجعات لتدخين النارجيلة التي لا يقل خطرها عن خطر التدخين وذلك بحجة الترفيه او 'ترويق الاعصاب وفش الخلق'، علما ان مثل هذه الممارسات تضر بالصحة اضعاف مخاطر التدخين'.
وتابع: 'علينا التوجه الى المدارس ومراكز تجمع المراهقين وشرح مضار التدخين بأشكاله كافة، على اعتبار ان من الضروري اعتماد سياسة التوعية وتوجيه المجتمع باتجاه العادات الصحية'.
وختم: 'لا بد من ادراج التدخين البديل مثل الايكوس وسائر المنتجات المشابهة في خانة التدخين المباشر على اعتبار ان العلم والدراسات لم يتسن لهما الخروج بتقارير علمية تحدد المضار الجانبية، وذلك رأفة بمجتمعاتنا التي تستورد العادات السيئة وتحتفظ بها في وقت بات يتخلى مصدروها عنها بامتياز'.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


التحري
منذ 8 ساعات
- التحري
توضيح من 'الخارجية' حول زيارة وزير الصحة في لاتفيا
أشارت وزارة الخارجية والمغتربين في بيان الى ان 'عطفاً على ما نشرته احدى الصحف المحلية حول 'خطأ اداري أو بروتوكولي في الخارجية' بالنسبة لزيارة قام بها وزير الصحة في جمهورية لاتفيا، اللبناني الأصل، حسام أبو مرعي، مع ما تضمنه ذلك من مغالطات تجافي الحقيقة، يهمّ وزارة الخارجية والمغتربين أن توضح، وعلى نحو بديهي وحاسم، بأن مديرية المراسم فيها قد قامت بترتيب المواعيد الرسمية الخاصة بالوزير الزائر مع المسؤولين اللبنانيين الذين أتاحت جداول مواعيدهم وارتباطاتهم باستقباله تزامناً مع وجود نظيره اللبناني، وزير الصحة العامة ركان ناصر الدين، خارج البلاد حيث كانا قد التقيا في جنيف على هامش مشاركتهما في اجتماعات جمعية الصحة العالمية اضافة الى زيارته لقيادة اليونيفيل في الجنوب. أما ما نُسب زعماً عن 'خطأ بروتوكولي او اداري' فهو ينطوي على ادلاء مخالف للواقع وللأصول وليس من شأنه أن يمسّ علاقات التعاون القائمة بين جمهورتي لبنان ولاتفيا التي ترعاها المواثيق الدولية والاتفاقات الثنائية بين البلدين والقائمة على الاحترام المتبادل'


المنار
منذ 10 ساعات
- المنار
ناصر الدين إفتتح مؤتمر أطباء العيون: كنتم على قدر المسؤولية إثر اعتداء البيجر وأثبتم أن الطبيب لا يحمل إلا هويته الإنسانية
إفتتح وزير الصحة العامة الدكتور ركان ناصر الدين المؤتمر السنوي الحادي والثلاثين الذي تنظمه الجمعية اللبنانية لأطباء العيون على مدى يومين في فندق فينيسيا بحضور حشد من أطباء العيون من لبنان والخارج، ومشاركة أكثر من ثلاثين محاضرًا من بينهم خمسة عشر محاضرًا دوليًا. وأكد الوزير ناصر الدين أن 'هذا المؤتمر بمثابة وقفة عرفان وتقدير لأطباء يكرسون علمهم وخبرتهم للحفاظ على البصر وما تعنيه هذه الحاسة من كرامة للإنسان، مما يسلط الضوء على نماذج ناجحة في وطن يرزح تحت ضغوط اجتماعية واقتصادية غير مسبوقة. وقال وزير الصحة العامة إن طب العين هو أكثر من مجرد اختصاص، فهو مزيج من الدقة والتقنية والحنكة الطبية والحس الإنساني. أضاف أن أطباء العيون لا يجرون فقط عمليات أو يكتبون وصفات بل إنهم يعيدون للإنسان قدرته على التواصل مع الحياة ومع من يحب ومع العالم بكل ألوانه وتفاصيله'. وتابع: 'إن القطاع الطبي في لبنان أثبت أنه حصن قادر على الصمود في مواجهة الأزمات المتلاحقة، ومما لا شك فيه أن أطباء العيون من بين الفئات التي ناضلت وسط تحديات غير سهلة تمثلت بالنقص في المعدات والتقنيات وغياب الدعم والصعوبات في استيراد المستلزمات الطبية والجراحية وهجرة الكفاءات الطبية وتراجع القدرة الشرائية للمواطن. وأكد أن 'وزارة الصحة العامة ملتزمة بمسارات عدة تصب في دعم قطاع طب العيون وفقًا للتالي: 1- العمل على تسهيل دخول وتسجيل الأجهزة والمستلزمات الطبية الحديثة الخاصة بطب العين. 2- تغطية وزارة الصحة للفحوصات والعلاجات المرتبطة بالعين ضمن برنامج التغطية الصحية الأولية والرعاية المستمرة. وقرار وزارة الصحة تغطية عمليات العيون في المستشفيات الحكومية على نفقة الوزارة مما يسمح للمواطنين غير المضمونين الذين يستفيدون من تغطية وزارة الصحة العامة بإجراء هذه العمليات على نفقتها. 3- التعاون مع الجمعيات العلمية لوضع أدلة موحدة لتشخيص أمراض العين لدى مختلف الأعمار مع التركيز على برامج الكشف المبكر واعتلال الشبكية لدى مرضى السكري وغيرها من الأمراض المنتشرة. 4- إطلاق حملات توعية بهدف تشجيع المواطن على الكشف الدوري وتعزيز الوعي حول العناية البصرية'. وقال: 'إن الحمل كان هائلا على أطباء العيون السنة الماضية، حيث برزت الحاجة في ساعة واحدة إلى عدد كبير جدا من أطباء العيون لمعالجة الإصابات العديدة الناجمة عن اعتداء البيجر، وقد كان أطباء لبنان على قدر المسؤولية وأثبتوا للعالم أن الطبيب لا يحمل إلا هويته الإنسانية، فتمت معالجة المصابين. والوقفة اليوم هي بمثابة تحية تقدير وواجب'. وأكد الوزير ناصر الدين أن 'الجمعية اللبنانية لأطباء العيون كانت نموذجا في التنظيم والتدريب واحتضان الشباب المتخرجين من كليات الطب ومواكبتهم مهنيا وأكاديميا وهناك تعويل على هذه الديناميكية لتبقى المعرفة الطبية بتطور دائم. وختم مؤكدًا أن أطباء العيون ليسوا فقط من يرد البصر بل من يفتح أعين الدولة والمجتمع على قيمة العلم وأهمية الصحة وجوهر الإنسان'. وكان المؤتمر قد بدأ بكلمة ترحيبية لرئيس اللجنة التنظيمية الدكتور حسن شاهين تم تحدث رئيس الجمعية اللبنانية لأطباء العيون الدكتور شادي عواد فأكد أهمية المؤتمر وما يتضمنه من مبادرات علمية حديثة، والجائزة التكريمية التي تم استحداثها لأحد أطباء العيون اللبنانيين المتميزين في مجال البحوث العلمية، وأعلن أنها 'ستمنح هذه السنة للطبيب الدكتور أحمد منصور الذي برز في مسيرته المهنية بأبحاثه العلمية المتعددة المتعلقة بطب العيون، والتي حازت على شهرة عالمية'. وقدمت الجمعية درعًا تذكاريًا للوزير ناصر الدين يظهر الفينيقي القديم تجسيدًا لروح الطموح والتوق لنشر العلم والمعرفة الذي اشتهر به الفينيقيون. كما كانت لوزير الصحة العامة جولة على المعرض العلمي الموازي للمؤتمر. المؤتمر ويستمر مؤتمر جمعية أطباء العيون طيلة يوم غد، ويتضمن العديد من المحاضرات لحوالى ثلاثين محاضرًا من بينهم خمسة عشر من أبرز المحاضرين العالميين حضروا من بريطانيا وإيطاليا وفرنسا ومصر للمشاركة في المؤتمر وتبادل الخبرات وعرض أبرز ما تم التوصل إليه من إكتشافات علمية حديثة في عالم طب وجراحة العيون ولا سيما في مجال تصحيح ضعف النظر بواسطة اللايزر وجراحة المياه الزرقاء وعلاج أمراض الشبكية وعلاج حالات ضعف النظر عند صغار السن.


المنار
منذ 10 ساعات
- المنار
ناصر الدين إفتتح مؤتمر أطباء العيون: كنتم على قدر المسؤولية إثر اعتداء البيجر وأثبتم أن الطبيب لا يحمل إلا هويته الإنسانية
إفتتح وزير الصحة العامة الدكتور ركان ناصر الدين المؤتمر السنوي الحادي والثلاثين الذي تنظمه الجمعية اللبنانية لأطباء العيون على مدى يومين في فندق فينيسيا بحضور حشد من أطباء العيون من لبنان والخارج، ومشاركة أكثر من ثلاثين محاضرًا من بينهم خمسة عشر محاضرًا دوليًا. وأكد الوزير ناصر الدين أن 'هذا المؤتمر بمثابة وقفة عرفان وتقدير لأطباء يكرسون علمهم وخبرتهم للحفاظ على البصر وما تعنيه هذه الحاسة من كرامة للإنسان، مما يسلط الضوء على نماذج ناجحة في وطن يرزح تحت ضغوط اجتماعية واقتصادية غير مسبوقة. وقال وزير الصحة العامة إن طب العين هو أكثر من مجرد اختصاص، فهو مزيج من الدقة والتقنية والحنكة الطبية والحس الإنساني. أضاف أن أطباء العيون لا يجرون فقط عمليات أو يكتبون وصفات بل إنهم يعيدون للإنسان قدرته على التواصل مع الحياة ومع من يحب ومع العالم بكل ألوانه وتفاصيله'. وتابع: 'إن القطاع الطبي في لبنان أثبت أنه حصن قادر على الصمود في مواجهة الأزمات المتلاحقة، ومما لا شك فيه أن أطباء العيون من بين الفئات التي ناضلت وسط تحديات غير سهلة تمثلت بالنقص في المعدات والتقنيات وغياب الدعم والصعوبات في استيراد المستلزمات الطبية والجراحية وهجرة الكفاءات الطبية وتراجع القدرة الشرائية للمواطن. وأكد أن 'وزارة الصحة العامة ملتزمة بمسارات عدة تصب في دعم قطاع طب العيون وفقًا للتالي: 1- العمل على تسهيل دخول وتسجيل الأجهزة والمستلزمات الطبية الحديثة الخاصة بطب العين. 2- تغطية وزارة الصحة للفحوصات والعلاجات المرتبطة بالعين ضمن برنامج التغطية الصحية الأولية والرعاية المستمرة. وقرار وزارة الصحة تغطية عمليات العيون في المستشفيات الحكومية على نفقة الوزارة مما يسمح للمواطنين غير المضمونين الذين يستفيدون من تغطية وزارة الصحة العامة بإجراء هذه العمليات على نفقتها. 3- التعاون مع الجمعيات العلمية لوضع أدلة موحدة لتشخيص أمراض العين لدى مختلف الأعمار مع التركيز على برامج الكشف المبكر واعتلال الشبكية لدى مرضى السكري وغيرها من الأمراض المنتشرة. 4- إطلاق حملات توعية بهدف تشجيع المواطن على الكشف الدوري وتعزيز الوعي حول العناية البصرية'. وقال: 'إن الحمل كان هائلا على أطباء العيون السنة الماضية، حيث برزت الحاجة في ساعة واحدة إلى عدد كبير جدا من أطباء العيون لمعالجة الإصابات العديدة الناجمة عن اعتداء البيجر، وقد كان أطباء لبنان على قدر المسؤولية وأثبتوا للعالم أن الطبيب لا يحمل إلا هويته الإنسانية، فتمت معالجة المصابين. والوقفة اليوم هي بمثابة تحية تقدير وواجب'. وأكد الوزير ناصر الدين أن 'الجمعية اللبنانية لأطباء العيون كانت نموذجا في التنظيم والتدريب واحتضان الشباب المتخرجين من كليات الطب ومواكبتهم مهنيا وأكاديميا وهناك تعويل على هذه الديناميكية لتبقى المعرفة الطبية بتطور دائم. وختم مؤكدًا أن أطباء العيون ليسوا فقط من يرد البصر بل من يفتح أعين الدولة والمجتمع على قيمة العلم وأهمية الصحة وجوهر الإنسان'. وكان المؤتمر قد بدأ بكلمة ترحيبية لرئيس اللجنة التنظيمية الدكتور حسن شاهين تم تحدث رئيس الجمعية اللبنانية لأطباء العيون الدكتور شادي عواد فأكد أهمية المؤتمر وما يتضمنه من مبادرات علمية حديثة، والجائزة التكريمية التي تم استحداثها لأحد أطباء العيون اللبنانيين المتميزين في مجال البحوث العلمية، وأعلن أنها 'ستمنح هذه السنة للطبيب الدكتور أحمد منصور الذي برز في مسيرته المهنية بأبحاثه العلمية المتعددة المتعلقة بطب العيون، والتي حازت على شهرة عالمية'. وقدمت الجمعية درعًا تذكاريًا للوزير ناصر الدين يظهر الفينيقي القديم تجسيدًا لروح الطموح والتوق لنشر العلم والمعرفة الذي اشتهر به الفينيقيون. كما كانت لوزير الصحة العامة جولة على المعرض العلمي الموازي للمؤتمر. المؤتمر ويستمر مؤتمر جمعية أطباء العيون طيلة يوم غد، ويتضمن العديد من المحاضرات لحوالى ثلاثين محاضرًا من بينهم خمسة عشر من أبرز المحاضرين العالميين حضروا من بريطانيا وإيطاليا وفرنسا ومصر للمشاركة في المؤتمر وتبادل الخبرات وعرض أبرز ما تم التوصل إليه من إكتشافات علمية حديثة في عالم طب وجراحة العيون ولا سيما في مجال تصحيح ضعف النظر بواسطة اللايزر وجراحة المياه الزرقاء وعلاج أمراض الشبكية وعلاج حالات ضعف النظر عند صغار السن. المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام