
من جنة سينمائية إلى مشهد ملوّث: حديقة أفاتار تغرق بالنفايات وتفقد سحرها! (فيديو)
أثار مقطع مصور تم تداوله مؤخرًا موجة من الصدمة والاستياء، بعد أن كشف تحول أحد كهوف حديقة Zhangjiajie National Forest Park في الصين – والتي استُلهِم منها عالم فيلم Avatar – إلى مكب نفايات ومياه ملوثة، ما يشوّه واحدة من أشهر الوجهات الطبيعية في العالم.
أظهر الفيديو عددًا من المستكشفين وهم يتنقّلون داخل كهف أثري، أُنشئ منذ مئات آلاف السنين، وقد غمرته أكوام من القمامة المتراكمة على مدى سنوات، من بينها زجاجات بلاستيكية وعلب تغليف ملوّنة، ووفق ما نقلته تقارير محلية عن سلطات البيئة، فإن بعض النفايات تعود إلى عام 2015، ما يشير إلى استمرار التلوّث دون تدخل حاسم.
وأفادت السلطات بأن الكهف امتلأ أيضًا بمياه عكرة ملوثة بالصرف الصحي، مصدرها تصريف غير قانوني من بعض المزارع القريبة، وهذا التلوث لم يتوقف عند الكهف، بل تسرّب إلى جدول مائي مجاور، ما أثار قلق السكان بشأن تأثيره المحتمل على مياه الشرب.
وقد أطلقت هيئة البيئة في مقاطعة سيلي تحقيقًا موسّعًا لتحديد أسباب التلوّث، وبشكل خاص في الكهف المتضرر تحديدًا، في ظل عدم وجود إعلان رسمي عن اسمه أو موقعه الدقيق داخل الحديقة.
واشتهرت Zhangjiajie عالميًا بعد استخدامه كمصدر إلهام لتصميم عالم "باندورا" في فيلم Avatar للمخرج جيمس كاميرون، الذي صدر عام 2009.
وعقب النجاح الضخم للفيلم، غيّرت سلطات السياحة اسم أحد الأعمدة الصخرية في الحديقة إلى "جبل هللويا أفاتار"، وتم إنشاء مجسّمات وصور مستوحاة من العمل السينمائي، ما حول الموقع إلى نقطة جذب رئيسية.
وتضم الحديقة معالم سياحية شهيرة مثل مصعد بايلونج، الأعلى في العالم، وتلفريكات متعددة، وجسر زجاجي للمشاة يبلغ طوله 430 مترًا، إلا أن تدفّق السياح دون رقابة بيئية صارمة، دفع هذه "الجنّة الطبيعية" نحو أزمة تلوّث غير مسبوقة، تهدد بطمس صورتها في ذاكرة العالم.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرياض
منذ 6 ساعات
- الرياض
وجهات سياحية مبتكرة في عيد المدينة
تضمّ المدينة المنورة العديد من الوجهات والتجارب، التي تتيح لزائريها قضاء أوقات ممتعة في إجازة عيد الأضحى خلال زيارتهم للمنطقة. وأسهمت المبادرات والبرامج التطويرية التي نفذتها هيئة تطوير المدينة المنورة، وأمانة المنطقة في تعزيز جودة الحياة من خلال تهيئة المرافق العامة، والحدائق والوجهات المبتكرة؛ لاستقبال المتنزهين والأهالي، والزوار خلال الأعياد والمواسم، بعد اكتمال تنفيذ العديد من برامج تأهيل وتطوير المرافق العامة، والمعالم التاريخية والأثرية، والمواقع الحضرية، وافتتاح المتاحف والمعارض في محيط المسجد النبوي، واستكشاف وجهات جديدة، تتيح للزائرين وجهات متعددة، تسهم في إثراء تجربتهم المعرفية والثقافية خلال زيارتهم للمدينة المنورة. وتعدّ قمة جبل عير أحدث الوجهات السياحية التي جرى إعادة اكتشافها في المدينة المنورة، من خلال تهيئة قمة الجبل لاستقبال المتنزهين، وتهيئة طريق مخصّص؛ لتسهيل وصول المركبات المرخّصة لنقل زوار المكان إلى قمة الجبل، ليشكّل منظرًا بانوراميًا يطلّ على أرجاء المدينة المنورة من الجهة الجنوبية للجبل خلال فترات المساء، حيث يشهد المكان إقبالًا كثيفًا من المتنزهين منذ افتتاحه مؤخرًا، ويتيح لمرتاديه قضاء أوقات ممتعة، والاستمتاع بالجلسات، والمقهى، والمطعم، والطقسٍ المعتدلٍ في قمة الجبل على ارتفاع نحو 900 مترٍ، ويمثّل إحدى المبادرات الاستثمارية التي أطلقتها أمانة المدينة المنورة للاستفادة من المعالم الطبيعية والتاريخية، ودعمها بالمرافق والخدمات، بما يعزّز استكشاف الوجهات السياحة، وتقديمها بأساليب مبتكرة. واستُكملت مؤخرًا، مراحل مشروع التطوير والتأهيل الجهة الغربية لوادي العقيق، وأعمال تحسين المشهد على ضفافه ليوفّر إطلالات مباشرة على الوادي الذي أعيد استكشافه بأسلوب حضري لما له من مكانة تاريخية ترتبط بالمدينة المنورة على مرّ العصور، بتنفيذ مشروع متكامل، استهلته هيئة تطوير المدينة المنورة بأعمال تهذيب وتنظيف أرجاء المكان لاستقبال المتنزهين، وتنفيذ الممشى يحيط بمسار الوادي، ورصف أرجائه بالصخور والرمال والأشجار التي تتجانس مع طبيعة المكان، وتهيئة المسطحات الخضراء، وأعمال إنارة الممرات، والمسارات المخصصة للدراجات والمشي، وتحسين المشهد الحضري في الحدائق ودعمها بأماكن مهيأة للجلوس، وتنظيم وفرة نقاط البيع في الوجهات والمرافق العامة، للاستمتاع بمناظره الطبيعية خلال وقت المساء، ليكون وجهة مثالية للعائلات والزائرين خلال أيام عيد الأضحى المبارك. وتشكّل حديقة الملك فهد المركزية وجهة مثالية للمتنزهين من الأهلي والزائرين خلال إجازة عيد الأضحى، حيث تمتدّ الحديقة على مساحة تزيد على 4.5 كلم وتتميّز بموقعها بمحاذاة أكبر الطرق المحورية (الطريق الدائري الثاني) الذي يربط أغلب أحياء ومناطق المدينة المنورة، ويسهّل الوصول إليها من الأحياء كافة، حيث تتفرّد الحديقة المركزية بأشجارها الكثيفة، وبحيرات صناعية، ومرافق خدمية، ومناطق للألعاب، ومسطحات خضراء، ومواقف تستوعب أكثر من 4 آلاف مركبة، كما تم إنارة أرجائها بالأضواء الكاشفة، وتحتضن سوق العينية، ومعرضًا للفنون، ومدينة للألعاب، وجرى تهيئتها بأماكن مجهزة للشواء، ومظلات للجلوس، ومسارات للمشاة، وألعاب رملية موزعة في مواقع عديدة داخل الحديقة.

سعودي جيمر
منذ 7 ساعات
- سعودي جيمر
إعلانًات نأمل أن نراها في عالم الألعاب الأسبوع المقبل - الجزء الثالث والاخير
حققت سلسلة Silent Hill عودة قوية بفضل ريميك Silent Hill 2 الذي صدر العام الماضي ولاقى نجاحًا نقديًا وتجاريًا كبيرًا، وكل الأنظار الآن تتجه نحو اللعبة القادمة Silent Hill f، والتي ستنقل اللاعبين إلى قصة رعب تدور أحداثها في اليابان خلال ستينيات القرن الماضي. نحن نأمل أن نسمع المزيد عن هذه اللعبة، لكن بما أن شركة Konami عادةً ما تنظم فعالياتها الخاصة، فهناك احتمال ألا نراها خلال الشهر القادم. ومع ذلك، نأمل أن نكون مخطئين. Until Dawn 2 تُعتبر لعبة Until Dawn واحدة من أفضل ألعاب الرعب القصصي في فئتها، ولسبب وجيه. فقد كانت القصة وآليات الرعب متقنة للغاية، مما يجعل من الجزء الثاني تحديًا كبيرًا لمواصلة هذا النجاح. وتُشير الشائعات إلى أن استوديو Firesprite يعمل على تطوير الجزء الجديد، حيث تضمّن نهاية ريميك Until Dawn تلميحات خفية حول ما هو قادم. ومع صدور الفيلم مؤخرًا، هناك أمل أن يقوم الاستوديو أخيرًا بالكشف عما كان يعمل عليه. The Witcher 4 أكدت شركة CD Projekt RED أن مشروعها القادم سيكون The Witcher 4، وقد أظهر عرض الكشف أن Ciri ستكون في مركز الأحداث في هذا الجزء الجديد. وبالنظر إلى الوضع الحالي للتطوير، نعلم أن اللعبة ستحتاج إلى بضع سنوات على الأقل حتى تصدر، لكن من المحتمل أن يحصل الجمهور على عرض قصير لأسلوب اللعب خلال الشهر المقبل. Alien Isolation 2 تُعد Alien Isolation واحدة من أفضل ألعاب الرعب في فئتها بفضل أنظمة الذكاء الاصطناعي المبتكرة التي لا تزال تثير الإعجاب حتى اليوم، وقد أعلن المطور مؤخرًا أن جزءًا ثانيًا قيد التطوير رسميًا. ورغم أن المشروع لا يزال في مراحله الأولى، فإن كشفًا رسميًا قد يساهم بشكل كبير في رفع مستوى الحماس وزيادة الاهتمام بهذه اللعبة. Assassin's Creed 4: Black Flag Remake كثرت الأحاديث مؤخرًا حول وجود ريميك للعبة Assassin's Creed 4: Black Flag، وهناك احتمال كبير أن نحصل على إعلان رسمي بهذا الخصوص في المستقبل القريب. وقد يكون أحد عروض الشهر القادم هو اللحظة التي يتم فيها تأكيد وجود هذا المشروع، لذا نأمل أن تكون التوقعات في محلها. Marvel's Wolverine تواصل شركة Insomniac Games تقديم النجاحات المتتالية في السنوات الأخيرة، والأنظار الآن تتجه نحو لعبتها القادمة Marvel's Wolverine. من المقرر إصدار اللعبة في المستقبل القريب، وحتى الآن لم نشاهد سوى مقطع سينمائي قصير، لكن قد يتغيّر ذلك إذا حصلنا على عرض لأسلوب اللعب في عرض PlayStation State of Play المنتظر. الاحتمالات متوسطة، لكن لا يزال لدينا أمل. Terminator Survivors تقدّم لعبة Terminator Survivors فكرة مثيرة تتمحور حول محاولة النجاة في عالم ما بعد يوم الحساب. اللعبة قيد التطوير حاليًا، ومن المقرر إصدارها خلال هذا العام، ونظرًا لعدم مشاهدتنا لأي عروض فعلية لأسلوب اللعب حتى الآن، فمن المرجح جدًا أن تظهر Terminator Survivors خلال فعالية Summer Game Fest. Iron Man يعمل استوديو EA Motive، المعروف بإعادة إصدار Dead Space، على تطوير لعبة جديدة مبنية على شخصية Iron Man. نعلم حتى الآن أن اللعبة ستكون مغامرة حركة من منظور الشخص الثالث، لكننا نأمل أن نحصل على المزيد من التفاصيل خلال العروض القادمة. هناك فرصة جيدة لظهور عرض رسمي يتضمن لمحات من أسلوب اللعب، ونأمل أن يتحقق ذلك بالفعل. Splinter Cell Remake كانت لعبة Splinter Cell الأصلية إنجازًا بارزًا في تصميم ألعاب التسلل الحديثة، وقد أعلن المطور بالفعل عن خطط لإعادة إحياء هذه السلسلة من خلال ريميك جديد. لا توجد حتى الآن معلومات كافية حول اللعبة نفسها أو خطة تطويرها، ناهيك عن أي عرض لأسلوب اللعب. ومع ذلك، نأمل أن يكشف المطور الستار عن عرض رسمي، ونحن متحمسون بشدة لرؤية ما ستقدمه هذه النسخة الجديدة. Cronos: The New Dawn لعبة Cronos: The New Dawn هي مشروع جديد من تطوير فريق Bloober Team، وتبدو كواحدة من أكثر المشاريع المثيرة للاهتمام حاليًا، نظرًا لما تتمتع به من تصميم عالمي متقن وأفكار مفاهيمية غامضة وجذابة قيد التنفيذ. العرض الأولي أظهر لمحات من عالم اللعبة الذي يبدو غنيًا ومليئًا بالأسرار والتفاصيل التي تثير الفضول، وهو ما جعل الجماهير تتطلع لرؤية المزيد. نحن نأمل بشدة أن نحصل على عرض مطوّل لأسلوب اللعب هذه المرة، يظهر طريقة اللعب، وأسلوب التفاعل مع البيئة، وآليات القتال أو الاستكشاف إن وُجدت. ومع تحديد موعد الإصدار خلال هذا العام، فإن توقّع ظهور اللعبة في العروض القادمة ليس أمرًا مبالغًا فيه، بل هو احتمال منطقي للغاية، خاصة مع اقتراب موسم الإعلانات الكبرى للألعاب. لاعب متمرس، أعشق ألعاب القصة، ولا أجد حرجًا في قول أنني أحب ألعاب التصويب من منظور الشخص الأول أيضًا.


الشرق الأوسط
منذ 9 ساعات
- الشرق الأوسط
النظافة في اليابان «وسواس قهري» جماعي يسحر السياح
«طوكيو، أنظف مدينة في العالم»، هكذا يقال. لكنك بعد التجوال خارج العاصمة، تكتشف أن علاقة اليابانيين بالنظافة ليست كأي شعب آخر. هم نسيج وحده، لا بسبب نشاط بلدياتهم، ولا لقسوة غراماتهم، وإنما لانضباط الشعب، والتزامه الشخصي الفريد. لا تستغرب أن تشاهد في الشارع مجموعة من الرجال والنساء بالبدلات الرسمية السوداء، مع ساعات الصباح الأولى، يحمل كل منهم ملقطاً كبيراً بيد، وكيساً صغيراً باليد الأخرى، يبحث على الأرض، لعله يجد شيئاً صغيراً ما، سقط سهواً، من أحدهم. حدّقت لأرى عما يبحثون، كان الشارع خالياً من أي مخلفات، أو ربما لا نرى ما يرون. التنظيف جزء من تربية الأطفال السليمة (الشرق الاوسط) مهما يكن الفندق الذي تختاره في رحلتك متواضعاً، ستجده قد حضّر لك مع الشامبو والصابون والمحارم، فرشاة الأسنان، البيجاما والنعل، فرشاة للشعر، وربما كريمات الوجه، وبعض مستحضرات العناية بالبشرة. فأنت في بلاد ذاع صيت مستحضراتها وكريماتها حتى صارت مقصداً. وستجد دائماً أن ثمة غسالة ونشّافة في الفندق توضع في تصرفك، مقابل مبلغ صغير، فأنت لا بد أن تغسل ملابسك باستمرار كي تبدو هفهافاً وفواحاً. ولا تستغرب لو قيل لك إن غرفتك لن تنظف أو ترتب كل يوم، إلا إذا طلبت ذلك، ففي العرف الياباني، نظافة المكان الذي تقيم فيه من واجباتك على نفسك، أولاً، وليست مهمة الآخرين. اهتمام خاص بتدريب الأطفال على التنظيف (الشرق الاوسط) النظافة الفردية، كما العامة في هذه البلاد، مثل الانضباط واللياقة، هي سرّ للتميز الذي لن تقع على مثيل له في أي مكان آخر. أثناء تجولك في الشارع، لا تتعب نفسك بالبحث عن سلة مهملات، فهي غير موجودة أصلاً. كل شخص يحتفظ بمخلفاته، ويعيدها معه إلى بيته أو مكتبه، ليتخلص منها. حتى في أسواق المأكولات، التي تمتد فيها المحلات والمطاعم الشعبية على مدى منطقة بأكملها، لن يسعفك البحث في العثور على سلة مهملات، ولكن في الوقت نفسه، لن تجد أبداً من سولت له نفسه رمي مخلفاته على الأرض. التزام اليابانيين بالنظافة هو نتاج تاريخ طويل تختلط فيه المعتقدات الدينية بالتربية البيتية والتنشئة المدرسية والقيم التي تعطي الأولوية لاحترام مصلحة الجماعة. هذه العوامل تكاملت عبر القرون لتجعل من ممارسات النظافة ليس مجرد عادة، بل مبادئ أخلاقية في حياة اليابانيين. النظافة في اليابان قضية وطنية (الشرق الاوسط) يتدرب الأطفال على خدمة أنفسهم، ومعرفة واجباتهم الاجتماعية، منذ الصفوف المدرسية الأولى، ويقومون بأنفسهم بمهمة تنظيف صفوفهم. بالتالي، ليس غريباً بعد ذلك أن ترى كل شيء لمّاعاً في هذه البلاد، من قاطرات المترو، إلى أسواق الأطعمة وحتى الحمّامات العامة. الحمامات العامة قصة لوحدها، كثيرة، وأنيقة، في خدمتك أينما كنت، في محطات المترو والأسواق، على الشواطئ وفي الغابات. غاية في النظافة، والترتيب والتطور التكنولوجي، يتوفر فيها كل ما تحتاجه، بالمستوى الذي يجعلك لا تتردد في الدخول إليها، بل تجد نفسك مدفوعاً لأن تمر بها وتتأكد كيف أن اليابانيين يستخدمونها، كأنها جزء من بيوتهم، ويتركون المكان خلفهم أنظف منه حين دخلوا إليه. أما المراحيض فهي دائماً إلكترونية في كل الحمامات العامة، كما في المنازل والفنادق والمطاعم، وكذلك الحنفيات تعمل باللمس، في محاولة لتأمين أكبر مستوى من الحماية الصحية للمواطنين. تلحظ أن بعض العادات التي فقدناها يعتز بها اليابانيون، باعتبارها نوعاً من السلوكيات الصحية التي يحرصون عليها، مثل خلع الحذاء قبل الدخول إلى المنزل واستبدال نعل به، والحرص على استخدام نعل آخر مختلف عند الدخول إلى الحمام. تلك كانت شروط جداتنا في منازلهن ونسيناها تدريجياً، وبقي اليابانيون يتمسكون بها. بعض المطاعم التقليدية تطلب من روادها خلع أحذيتهم قبل الدخول، ليعيشوا الأجواء اليابانية. والسياح خصوصاً من الأوروبيين يحبون هذا الطقس ويقبلون على المطاعم التقليدية تحديداً، التي غالباً ما يجلسون فيها على الأرض، رغبة منهم في عيش التجربة. قاطرات المترو، والقطارات من الداخل والخارج، تنظف وتشطف بالماء والصابون، كي تبقى دائماً بكامل بهائها. لهذا وحفاظاً عليها، ستجد التعليمات التي تذكّر باستمرار بأن الأكل والشرب ممنوعان في هذه الأماكن، تماماً كما التحدث في الجوال، كي لا تتسبب بالإزعاج للآخرين. لهذا وبسبب آداب الحديث بصوت منخفض في الأماكن العامة، بما يقارب الهمس أحياناً، تشعر أن الحياة في اليابان، بلا صخب، وتجعلك أقرب إلى الاسترخاء حتى في المدن المزدحمة مثل طوكيو ذات الـ37 مليون نسمة، وذلك بسبب هدوء السكان. على أي حال، ليس بالأمر المستحب لدى اليابانيين الأكل أثناء المشي، وفي مكان يراك فيه الآخرون، على رصيف مترو أو في الطريق. الإنسان هنا، يجب أن يبقى رصيناً وبأفضل هيئة، لا يحمل كوباً أو ينهش سندويشاً أو يقضم تفاحة وهو يسير في الشارع. أما التدخين فممنوع حتى في الأماكن المفتوحة والأسواق، وبعض الحدائق تخصص زاوية مسورة للمدخنين، الذين يبدون لك كالمنبوذين. كل ذلك قد يبقى طبيعياً، لكنك حين تدخل أحد محلات بيع الملابس لماركة يابانية عملاقة، وترى الطابور أمام غرف القياس، قد لا تصدق أن ثمة من يطلب منك خلع حذائك على باب غرفة التجريب، حين يأتي دورك، ويمسح تلك المساحة الصغيرة التي ستقف فيها قبل أن تدخلها، ثم يعود ويمسحها بعد أن تخرج منها مباشرة، رغم أنك استخدمتها عاري القدمين ولدقائق معدودة. العاملة هنا تمسح «كابينات» القياس، في كل مرة تطأها قدم إنسان، حقاً إنه أمر يسبب الدوار، لأن الآلاف يمرون من هنا في اليوم الواحد. النظافة هي جزء من احترام الذات، ولها جذور دينية وروحانية. ثمة ربط بين التطهر الجسدي ونقاء الروح في ديانة «الشنتو». كما أن مذهب الزن في البوذية يُشدد على الانضباط الذهني عبر أفعال بسيطة مثل الكنس والتنظيف. وفي الأديرة البوذية، يُعد التنظيف نشاطاً تأملياً يُسهم في تطهير النفس، وهو ما أثر على تشكيل الثقافة العامة. هذا عدا المعاناة القديمة من الأوبئة في البلاد التي دفعت السكان إلى ممارسات وقائية أصبحت جزءاً من العادات، وآخرها لبس الكمامات، وهو ما جعل عدد الضحايا في «كوفيد - 19» في اليابان من بين الأقل في العالم. موضوع النظافة هو نظام متكامل يبدأ بالفرد الذي يعتني بنفسه ومحيطه منذ يكون طفلاً ينظّف صفه المدرسي، مروراً بالتربية الدينية وصولاً إلى الدولة التي تعمل باستمرار على تجويد نظام إدارة النفايات، من خلال فرز محكم، واستغلال للمواد المفرزة في توليد الطاقة أو إعادة تدويرها. فالياباني لا يحتفظ بنفاياته حتى عودته إلى البيت تحاشياً للعقاب المادي، بقدر هو خوف من العار وتجاوب مع إرادة جماعية صارمة، لا تتسامح مع سلوك من هذا النوع تعتبره مشيناً، وإهانة للمجتمع. كلنا نتذكر كيف قام مشجعو المنتخب الياباني بتنظيف المدرجات في كأس العالم عام 2022 في الدوحة، قبل أن يغادروها، رغم أنه كان يفترض أن يبتهجوا وينشغلوا بالاحتفال بفوزهم على ألمانيا 2-1 في تلك المباراة. يومها تناقلت وسائل الإعلام الخبر مثنية على سلوك المشجعين الذين تفردوا بهذه المبادرة وما كانوا مضطرين. وظن البعض أنها نوع من الاستعراض، لكن الحقيقة أن الياباني لا يملك إلا أن يكون أميناً لتقاليده حتى وهو في غاية الفرح والانتشاء. هذا ما فعلوه في روسيا أثناء كأس العالم عام 2018، وما نراه منهم أينما وجدوا في الملاعب.