
حزب الله يرفع السقف وإسرائيل تحذر.. هل اقتربت المواجهة؟
في موقف يتسم بالتصعيد، أعلن الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم ، قبيل زيارة المبعوث الأميركي، تمسك الحزب بخيار "المقاومة" ورفضه تقديم أي تنازلات تحت الضغط أو التهديد.
وقال قاسم إن التهديدات الإسرائيلية لن تدفع الحزب إلى الاستسلام، مشددًا على أن "شرعنة الاحتلال الإسرائيلي لا يمكن أن تكون بديلاً عن شرعية المقاومة".
ويرفض الحزب كذلك أن يتحول الرد اللبناني إلى بند على طاولة مجلس الوزراء، ويرفض كليا فرض جدول زمني لتسليم السلاح، مطالبًا بضمانات مسبقة تشمل الانسحاب الإسرائيلي، ووقف الاغتيالات، وإطلاق مسار لإعادة الإعمار، وهو ما يعقّد جهود الوساطة ويضع العراقيل أمام التوافق اللبناني الداخلي.
من الجانب الإسرائيلي، لا تبدو النوايا أقل تصعيدا، إذ حذر وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس ، الأمين العام لحزب الله، قائلا: "نعيم قاسم لم يتعلم من مصير قادة الحزب السابقين".
وأشار إلى أن تحركات الحزب تأتي "بأوامر مباشرة من المرشد الإيراني علي خامنئي"، ملمحا إلى قرب نفاد صبر إسرائيل تجاه التهديدات.
هذه التصريحات تأتي في ظل معطيات استخباراتية تتحدث عن استعدادات إسرائيلية "للحسم"، وسط تسريبات عن تزايد وتيرة استهداف الكوادر العسكرية للحزب، والتي لم تتوقف حتى الآن، بحسب ما كشفته مصادر أمنية لبنانية مطلعة.
في موازاة ذلك، تزداد الهوة داخل الدولة اللبنانية بشأن آليات الرد، حيث أقر رئيس الوزراء نواف سلام بوجود تقصير مزمن في مسألة حصر السلاح بيد الدولة منذ اتفاق الطائف، معتبرا أن "الدولة فشلت في تنفيذ أبرز جوانب الطائف، كالمركزية الموسعة والتنمية المتوازنة، مما فتح الباب أمام تغوّل السلاح غير الشرعي".
تصريحات سلام، وإن أتت متأخرة، تعكس اعترافا رسميا بعدم قدرة الدولة على فرض هيبتها، بينما تستمر المفاوضات في مسارات خارج المؤسسات الرسمية، ويتصدر رئيس مجلس النواب نبيه بري عملية التفاوض، وهو ما اعتبره كثيرون "خروجًا عن الآليات الدستورية".
الدولة خارج اللعبة
في حديثه لبرنامج "التاسعة" عبر سكاي نيوز عربية، اعتبر الخبير العسكري والاستراتيجي العميد خليل الحلو أن "شبح الحرب لم يغب عن الساحة اللبنانية"، مشيرا إلى أن حزب الله قَبِل سابقا باتفاق وقف إطلاق النار في 27 تشرين الأول 2024 بعد تكبده خسائر فادحة، لكن دون أن يلتزم بكامل بنوده.
وأكد الحلو أن "السلطة التنفيذية الحقيقية مغيبة تماما عن المفاوضات"، مستغربًا أن لا يكون وزير الدفاع أو الخارجية على دراية بتفاصيل الاتفاق.
وشدد على أن ما يجري هو إعادة إنتاج لحقبة الوصاية السورية، حيث يتم تجاوز الحكومة لصالح تسويات فوقية بين الرؤساء الثلاثة.
كما أشار الحلو إلى أن الرد اللبناني "يمكن تفسيره وفق مزاج كل طرف: الأميركي، الإسرائيلي، أو حزب الله"، وهو ما يفرغ أي مضمون تفاوضي من قيمته السياسية والقانونية، ويضع البلاد على سكة الانفجار بدلًا من التهدئة.
وسط هذا المشهد، يربط الحلو بين ارتفاع وتيرة التصعيد الإقليمي وبين رغبة إيران وأذرعها العسكرية في فرض وقائع جديدة على الأرض.
وقال: "انخفض النفوذ الإيراني في لبنان و سوريا والمنطقة، ومع ذلك نرى استعراضات عسكرية من حزب الله في بيروت وعلى الشاطئ، وتحركات حوثية في البحر الأحمر ، وهجمات من الميليشيات العراقية".
ورأى أن التصعيد الحالي "مرتبط بخيط واحد": الرغبة في منع حسم ملف سلاح حزب الله أو حتى فتح النقاش بشأنه، عبر الإيحاء بخطر داهم أو عدو مشترك، تارة باسم إسرائيل وتارة باسم داعش.
واقع القوة.. والرهان على الوهم
في الواقع العسكري، شكك الحلو في قدرة الحزب على خوض مواجهة واسعة مع إسرائيل، متسائلا: "هل لدى حزب الله اليوم نفس القدرات؟ هل أعاد بناء مخازنه التي دمّرتها إسرائيل؟ هل يملك تمويلًا كافيًا لحرب طويلة؟". وأكد أن الحزب لم يرد حتى اللحظة على اغتيالات تطاله بشكل يومي، مما يعكس واقعًا جديدًا لا يبدو لصالحه.
وأضاف: "إذا كان حزب الله يريد المواجهة، فأين هي؟ وإذا كان يحمّل الدولة المسؤولية، فلماذا لا يدفع نحو تسليم القرار الأمني للدولة بدلًا من انتقادها إعلاميًا؟".
في ضوء هذه المعطيات، يبدو أن لبنان يقف على شفير مفترق حاسم. فالمساعي الأميركية تصطدم بجدار المواقف المتناقضة، والدولة اللبنانية عاجزة عن توحيد قرارها الرسمي، فيما يحتفظ حزب الله بموقف مزدوج: التمسك بالسلاح والقول بالاستعداد للتهدئة.
وفي ظل موازين قوى لا تسمح بمغامرات، تبقى نقطة الانفجار قائمة، وتزداد احتمالات التصعيد المحدود أو حتى الحرب بالوكالة، خصوصًا مع غياب ضمانات حقيقية واستمرار تحييد المؤسسات الشرعية عن القرار السيادي.
ربما تكون الرسالة الأكثر وضوحًا، هي أن لبنان لا يعيش أزمة سلاح فحسب، بل أزمة دولة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


سكاي نيوز عربية
منذ 16 دقائق
- سكاي نيوز عربية
الإمارات تنقذ طاقم سفينة تعرضت للاستهداف في البحر الأحمر
أعلنت دولة الإمارات أن سفينة "سفين بريزم" التابعة لمجموعة موانئ أبوظبي قد استجابت بشكل فوري لنداء استغاثة صادر عن السفينة التجارية "ماجيك سيز" التي ترفع العلم البريطاني وذلك بعد تعرضها للاستهداف في مياه البحر الأحمر، مما أسفر عن تضرر هيكلها ما دفع طاقمها إلى التخلي عنها في ظروف بحرية صعبة. وأكدت وزارة الخارجية في بيان لها أن عملية الاستجابة الإماراتية أسفرت عن إنقاذ جميع أفراد طاقم السفينة البالغ عددهم 22 شخصا، بينهم أفراد طاقم السفينة وأمنها، وذلك بالتنسيق التام مع الجهات البحرية المختصة، بما في ذلك هيئة النقل البحري في المملكة المتحدة (UKMTO)، والمنظمات الدولية المعنية، وبما يراعي أعلى معايير السلامة والاستجابة في مثل هذه الحالات الطارئة. ويجسد هذا التحرك السريع التزام دولة الإمارات بدعم أمن وسلامة الملاحة الدولية، والتضامن الإنساني مع جميع الدول، في مواجهة التحديات المتزايدة في الممرات المائية الاستراتيجية.


سكاي نيوز عربية
منذ 17 دقائق
- سكاي نيوز عربية
روبيو يكشف تفاصيل رفع "جبهة النصرة" من قوائم الإرهاب
وذكر روبيو أنه "تماشيا مع تعهد الرئيس دونالد ترامب في 13 مايو بتخفيف العقوبات المفروضة على سوريا، فإنه يعلن نيته إلغاء تصنيف جبهة النصرة، والمعروفة أيضا باسم هيئة تحرير الشام، كمنظمة إرهابية أجنبية وفقا لقانون الهجرة والجنسية الأميركي، على أن يدخل هذا القرار حيز التنفيذ غدا 8 يوليو". وأضاف أن "هذه الخطوة تأتي بعد إعلان تفكيك هيئة تحرير الشام والتزام الحكومة السورية بمحاربة الإرهاب بكافة أشكاله، كما أنها تستند إلى الأمر التنفيذي الصادر في 30 يونيو الماضي الذي نص على إلغاء العقوبات على سوريا، وتعترف بالإجراءات الإيجابية التي اتخذتها الحكومة السورية الجديدة برئاسة أحمد الشرع". وأبرز أنه اتخذ هذه الخطوة بالتنسيق مع النائب العام ووزير الخزانة في 23 يونيو. وأشار روبيو إلى أن إلغاء هذا التصنيف يعد خطوة مهمة نحو تحقيق رؤية الرئيس ترامب لسوريا مستقرة وموحدة وتنعم بالسلام. ولم يكشف الإشعار المختصر، الذي نُشر على موقع السجل الاتحادي الإثنين، أية تفصيلات. وتأتي الخطوة، وفق مراقبين، كجزء من سياسة أميركية أوسع للتعاون مع الحكومة الانتقالية في سوريا وذلك بعد الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد أواخر العام الماضي. يذكر أن جبهة النصرة تأسست عام 2012 كفرع رسمي لتنظيم القاعدة في سوريا، وبرزت كواحدة من أقوى الفصائل المسلحة خلال سنوات الحرب السورية. وتم تصنيفها منظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة في ديسمبر 2012، بسبب ارتباطها الوثيق بالقاعدة، ومشاركتها في هجمات مسلحة.


صحيفة الخليج
منذ 17 دقائق
- صحيفة الخليج
1060 قتيلاً في إيران حصيلة الحرب مع إسرائيل
طهران-أ ف ب ارتفعت إلى 1060 الحصيلة الإيرانية لقتلى الحرب التي استمرت 12 يوماً مع إسرائيل، وفق ما أورد التلفزيون الرسمي الإيراني. وقال رئيس جمعية قدامى المحاربين الإيرانيين سعيد أوهادي في مقابلة أجراها معه التلفزيون الرسمي إنه «بالنسبة إلى الشهداء، وحتى هذه الليلة، دفنّا 1060 عزيزاً في جميع أنحاء البلاد». وفي حصيلة سابقة، ذكرت وكالة نور نيوز للأنباء اليوم السبت، نقلاً عن وزارة الصحة الإيرانية، أن 430 شخصاً على الأقل قتلوا وأن 3500 أصيبوا في إيران منذ بدء الهجمات الإسرائيلية في 13 يونيو/ حزيران.