
كارثة مناخيّة... إنذارٌ أحمر لا يُمكن تجاهله
ووفقا للدراسة، فإن هذه الظاهرة غطت 96% من مساحة المحيطات العالمية، واستمرت بعض الموجات لمدة 525 يوما متواصلا.
ويعزو العلماء هذه الظواهر المتطرفة إلى التغير المناخي الناتج عن النشاط البشري، محذرين من أنها قد تشير إلى وصول المحيطات إلى نقطة تحول مناخية لا رجعة فيها.
ورصدت الدراسة، التي اعتمدت على بيانات الأقمار الصناعية وتيارات المحيطات، أن أشد موجات الحر تركزت في شمال المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ الاستوائي والجنوبي، مسؤولة عن 90% من ارتفاع حرارة المحيطات غير المسبوق. بينما أشار مايكل ماكفادين من الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي إلى دور ظاهرة النينيو في تفاقم الوضع، حيث ساهمت في تحرير كميات هائلة من الحرارة المخزنة في أعماق المحيطات.
وحذّر العلماء من العواقب الوخيمة لهذه الموجات الحرارية على النظم البيئية البحرية (ابيضاض الشعاب المرجانية، موت الكائنات البحرية)، والاقتصادات المعتمدة على الثروة السمكية، إلى جانب تغير أنماط توزيع الكائنات البحرية (مثل انتشار ثعابين البحر السامة نحو كاليفورنيا).
ويشهد المجتمع العلمي جدلا محتدما حول ما إذا كانت موجات الحر البحرية غير المسبوقة التي سجلها عام 2023 تمثل نقطة تحول مناخية حاسمة. فمن جهة، يرى العلماء أن التغيرات الجذرية في أنماط الإشعاع الشمسي وتيارات المحيط تشير إلى تحول عميق في النظام المناخي العالمي، حيث لاحظوا اختلال واضحا في التوازن الحراري للمحيطات يتجاوز مجرد التقلبات الموسمية. بينما يحذر علماء آخرون من التسرع في استخلاص النتائج، مشيرين إلى التعقيد الشديد للتفاعلات بين المحيطات والغلاف الجوي التي تجعل تحديد نقاط التحول المناخي أشبه بمحاولة التنبؤ بسلوك نظام فوضوي معقد.
ورغم هذا الخلاف الأكاديمي، فإن ثمة حقائق مقلقة يجمع عليها الجميع. فالتسارع الكبير في وتيرة وشدة موجات الحر البحرية خلال العقد الماضي، جنبا إلى جنب مع الارتفاع المطرد في متوسط درجات حرارة المحيطات، يشكل إنذارا أحمر لا يمكن تجاهله. لقد تجاوزنا مرحلة النقاش النظري حول تغير المناخ إلى مواجهة عواقبه الملموسة التي تهدد النظم البيئية البحرية بالانهيار، وتضع الأمن الغذائي لملايين البشر على المحك.
وفي هذا السياق، يكتسب التحذير الذي أطلقه العلماء أهمية قصوى، فهو ليس مجرد تنبؤ بمستقبل بعيد، بل وصفا لواقع بدأنا نعيشه بالفعل. فالمحيطات التي تمتص أكثر من 90% من الحرارة الزائدة الناتجة عن الانبعاثات البشرية، لم تعد قادرة على لعب دور "المخزن الآمن" لهذه الطاقة الحرارية. وما نشهده اليوم من اضطرابات مناخية متكررة قد يكون مجرد البداية، ما لم تُتخذ إجراءات جذرية وعاجلة لخفض الانبعاثات الكربونية وحماية النظم البيئية الأكثر هشاشة.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

القناة الثالثة والعشرون
منذ 14 ساعات
- القناة الثالثة والعشرون
اكتشاف حياة غريبة في أعماق المحيط الهادئ
اكتشف علماء الأكاديمية الصينية للعلوم أشكالا فريدة من الحياة في أعماق المحيط خلال رحلة استكشافية إلى خنادق شمال غرب المحيط الهادئ، في واحدة من أقسى البيئات الطبيعية على كوكب الأرض. وقد أُجري هذا الاستكشاف باستخدام غواصة مأهولة، وصلت إلى عمق يزيد عن 9450 مترا تحت سطح البحر، حيث سجّل العلماء مشاهد مدهشة لأنظمة بيئية غير مألوفة، شملت أحواضا من المحار وحصائر بكتيرية بلورية تشبه الجليد. ويعدّ هذا الاكتشاف خطوة بارزة في علم الأحياء البحرية، إذ تجاوز الرقم القياسي السابق لأعمق تصوير لفقاريات بحرية، والمسجل لسمكة الحلزون التي رُصدت عام 2023 على عمق 8337 مترا قبالة سواحل اليابان. وتعرف خنادق "هادال" بأنها أعمق مناطق المحيط، وتقع على أعماق تتراوح بين 6000 و11000 متر تقريبا. وتتكوّن هذه الخنادق نتيجة انغماس إحدى الصفائح التكتونية تحت أخرى، وهي بيئات نائية طالما اعتُقد أنها تعتمد على التخليق الكيميائي بدلا من الطاقة الشمسية لدعم الحياة. وقد أثبتت النتائج الجديدة أن هذه المناطق القاتمة والقاسية تحتضن بالفعل مجتمعات بيولوجية نشطة ومرنة. فقد رصد العلماء أنظمة بيئية مزدهرة تستمد طاقتها من الميثان وكبريتيد الهيدروجين المتصاعدين عبر شقوق في القشرة الأرضية، في خنادق كوريل-كامتشاتكا وغرب جزر ألوشيان. وتشير تحليلات النظائر إلى أن هذه الغازات تنتج عن تحلل المواد العضوية المدفونة في الرواسب البحرية العميقة بواسطة الميكروبات. وبفضل التشابه الجيولوجي بين خنادق هادال في مختلف مناطق العالم، يرجّح العلماء أن هذه البيئات المعتمدة على التخليق الكيميائي ليست نادرة، بل ربما تكون أكثر انتشارا مما كان يُعتقد. ومع استمرار اكتشاف مجتمعات تعتمد على هذا النوع من الطاقة، تزداد فرص التعرف إلى أنواع جديدة من الكائنات، ودراسة علاقاتها المعقدة بالكائنات الدقيقة التي تمكّنت من التكيف مع ضغط مرتفع وظروف استثنائية. وصرّح الدكتور شياوتونغ بينغ، أحد قادة البعثة، بأن الرحلة وفّرت فرصة نادرة لاستكشاف مناطق بحرية مجهولة، مؤكدا أن ما واجهه الفريق "فاق كل التوقعات". وضمن خططهم المستقبلية، يسعى الفريق لفهم كيفية تحويل هذه الكائنات الكيميائية التركيبية للمركبات الكيميائية إلى طاقة، إضافة إلى دراسة آليات التكيف الفسيولوجي مع الضغط الهائل. يذكر أن هذا الاكتشاف يندرج ضمن "برنامج استكشاف الهدال العالمي" (GHEP)، وهو مشروع دولي طموح يستمر لعقد من الزمن، تقوده الأكاديمية الصينية للعلوم، ويهدف إلى دراسة أعمق مناطق المحيطات باستخدام تقنيات غوص متطورة، لفهم حدود الحياة على كوكب الأرض وما بعدها. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News


القناة الثالثة والعشرون
منذ 3 أيام
- القناة الثالثة والعشرون
حدث جيولوجي مذهل… بالفيديو: بركان ينهض من سباته بعد 600 عام
افادت وكالة الإعلام الروسية وعلماء، الأحد، بأن بركان كراشينينيكوف في شبه جزيرة كامتشاتكا أقصى الشرق الروسي، ثار للمرة الأولى منذ نحو ستة قرون، في حدث جيولوجي نادر قد يكون مرتبطاً بالزلزال القوي الذي ضرب المنطقة الأسبوع الماضي. وقالت أولغا جيرينا، رئيسة فريق الاستجابة لثورات البراكين في كامتشاتكا، إن "هذا أول ثوران مؤكد تاريخياً لبركان كراشينينيكوف منذ 600 عام"، مرجحة أن يكون النشاط البركاني قد تأثر بالزلزال الذي وقع الأربعاء الماضي وتسبب في إطلاق تحذيرات من أمواج تسونامي وصلت إلى مناطق بعيدة مثل بولينيزيا الفرنسية وتشيلي. وأشارت السلطات الروسية إلى أن الثوران تزامن مع نشاط في بركان كليوتشيفسكوي، وهو الأكثر نشاطاً في كامتشاتكا. وأعلنت وزارة الطوارئ الروسية أن عموداً من الرماد تصاعد إلى ارتفاع 6000 متر في الجو، وأن البركان، البالغ ارتفاعه 1856 متراً، صُنِّف نشاطه عند "المستوى البرتقالي" للطيران، ما ينذر بخطر محتمل على حركة الملاحة الجوية في المنطقة. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

القناة الثالثة والعشرون
منذ 3 أيام
- القناة الثالثة والعشرون
ماسك: سيغدو البشر مجرد شخصيات ثانوية
رجّح الملياردير الأميركي إيلون أن يقود التطور المتسارع في تقنيات الذكاء الاصطناعي إلى خلق واقع شبيه بمحاكاة افتراضية رقمية يُختزل فيه دور البشر إلى مجرد شخصيات ثانوية. وردا على منشور لأحد مستخدمي منصة "إكس"، جاء فيه: "مع تطوير الذكاء الاصطناعي العام، 'AGI' سيغدو البشر مجرد شخصيات ثانوية في محاكاة رقمية"، علق ماسك قائلا: "على الأرجح، هذا صحيح". وكان ماسك قد أعرب العام الماضي عن ثقته، في أن الذكاء الاصطناعي سيتجاوز ذكاء جميع البشر بحلول عام 2030. وفي وقت سابق قال الملياردير الأميركي إنه بحلول عام 2025 سيكون الذكاء الاصطناعي أذكى من أي إنسان، وبحلول عام 2029 سيتجاوز جميع البشر مجتمعين. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News