مشاكل شهادة المطابقة والمنصة الرقمية للتجارة تدفع رابطة المستثمرين لعقد لقاء عاجل ببني انصار
محمد العبوسي
عقدت رابطة المستثمرين بجهة الشرق، اليوم 10 مارس 2025، اجتماعًا حضوريًا بمدينة بني أنصار، حضره رئيس الرابطة السيد مولاي إدريس الريفي، إلى جانب مجموعة من الأعضاء المنخرطين.
جاء هذا اللقاء لتدارس المشاكل التي يواجهها المستثمرون بخصوص تعقيدات الحصول على شهادة المطابقة (COC)، التي تشرف عليها المكاتب المكلفة بمراقبة جودة المنتجات المستوردة، والتي كلفتها وزارة التجارة والصناعة بهذه المهمة. كما ناقش الحاضرون المشاكل التقنية داخل نظام المنصة الرقمية للتجارة الدولية "PortNet".
وتطرق الاجتماع إلى الصعوبات التي تواجه المستثمرين في عملية استيراد السلع، حيث أكد الأعضاء على ضرورة إيجاد حلول تُخفف من التعقيدات المتعلقة بشهادة المطابقة، والعمل على تسهيل الإجراءات لتسريع عمليات التخليص الجمركي. كما تم الاتفاق على تقديم ملاحظات رسمية إلى منسوبي وزارة التجارة والصناعة بهدف إيجاد حلول عملية لهذه الإشكالات في أقرب وقت ممكن.
كما أشار الأعضاء إلى أن المدة الزمنية التي تستغرقها كل شاحنة داخل ميناء الناظور بعد استكمال عمليات التعشير الجمركي تُعد طويلة، ما يسبب تأخيرات متكررة بسبب متطلبات شهادة المطابقة، بالإضافة إلى التفاوت في طلب الوثائق من مكتب إلى آخر، ما يؤدي إلى مزيد من العرقلة.
ووجهت الرابطة طلبًا إلى وزارة التجارة والصناعة بضرورة إصدار توضيح شفاف حول الوثائق المطلوبة للحصول على شهادة المطابقة، وتوحيدها بين المكاتب الخمسة المكلفة بمراقبة المواد المستوردة، بهدف تسريع العمليات وتجنب تكدس الشاحنات داخل الميناء لفترات طويلة.
وأكد المجتمعون أن الإجراء الذي اعتمدته الوزارة يهدف إلى تحقيق رقابة شاملة على جودة المنتجات المستوردة، غير أنه لم تتم دراسته بشكل كافٍ من الناحية التنظيمية، ما أدى إلى تعقيدات إضافية تزيد من معاناة المستثمرين.
وفي ختام الاجتماع، شددت الرابطة على أهمية استمرار الحوار مع الجهات المعنية لإيجاد حلول ناجعة تضمن انسيابية عمليات الاستيراد دون المساس بجودة الرقابة على المنتجات.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


ناظور سيتي
منذ 4 ساعات
- ناظور سيتي
المركز المتوسطي يحتفي باختتام مشروع "IZZOURAN".. دعوة للاستثمار وتعزيز روابط مغاربة العالم
المزيد من الأخبار المركز المتوسطي يحتفي باختتام مشروع "IZZOURAN".. دعوة للاستثمار وتعزيز روابط مغاربة العالم محمد العبوسي احتضنت مدينة الناظور، يوم الثلاثاء 21 ماي 2025، الحفل الختامي لمشروع IZZOURAN، الذي نظمه المركز المتوسطي للدراسات الاستراتيجية والاجتماعية وإحياء التراث الإنساني، بشراكة مع مجلس جهة الشرق، وبدعم من وكالة Expertise France، في إطار برنامج PRIM الموجه لدعم مبادرات مغاربة العالم. وقد استُهِل اللقاء بكلمة افتتاحية لرئيس المركز المتوسطي، الأستاذ يوسف قريش، الذي عبر عن اعتزازه بالمسار الذي قطعه المشروع منذ انطلاقه، مؤكدًا أن هذا العمل ما كان ليرى النور لولا تظافر جهود مختلف الشركاء المؤسساتيين والمدنيين، وعلى رأسهم مجلس جهة الشرق وولاية الجهة، بالإضافة إلى الانخراط الفعلي لممثلي المجتمع المدني المحلي، ومغاربة العالم. وتضمن الحفل ندوة فكرية حول الاستثمار ومغاربة العالم شارك فيها نخبة من الأساتذة والفاعلين، افتُتحت بمداخلة للأستاذ المصطفى قريشي، أستاذ التعليم العالي ومنسق ماستر المنازعات القانونية والقضائية والذكاء الاصطناعي، والذي تناول تطور البنية الاقتصادية بإقليمي الناظور والدريوش منذ ثمانينات القرن الماضي، مرورًا من التهريب المعيشي إلى بروز أنشطة اقتصادية مهيكلة. كما سلط الضوء على المؤهلات الاستثمارية التي تزخر بها المنطقة، ودعا مغاربة العالم إلى الانخراط في الأوراش الكبرى والمشاريع بعيدة المدى، مشددًا على ضرورة تجاوز النظرة النفعية الضيقة لمغاربة المهجر، والعمل على تقوية روابطهم بالوطن، وبأسرهم، وهويتهم الثقافية. من جانبه، تطرق الأستاذ مراد بوشي، أستاذ زائر بالكلية المتعددة التخصصات بالناظور، والمتخصص في المجال الاقتصادي، إلى مسار تنزيل مشروع IZZOURAN، مُبرزًا مختلف مراحل التكوين والمواكبة التي استفاد منها المشاركون، منذ مرحلة الفكرة، مرورًا بالهيكلة، وصولًا إلى التنفيذ. وقد أشار إلى أن المشروع اعتمد مقاربة تشاركية، حيث انطلقت المبادرات من المستفيدين أنفسهم، وتم تطويرها بناءً على حاجياتهم وطموحاتهم. كما أكد أن ثقافة ريادة الأعمال ليست مجرد شعار، بل هي نهج عملي يتطلب الجدية، والتفكير الاستراتيجي، وتطوير المهارات الذاتية، مشددًا على أن الاستثمار في الإنسان هو أساس أي تحول اقتصادي حقيقي. أما الأستاذ صالح العبوضي، عضو مجلس جهة الشرق، المدير الإقليمي السابق لوزارة التربية الوطنية، ورئيس مركز الدراسات التعاونية للتنمية المحلية – سيكوديل، فقد أكد في مداخلته على أهمية الاستراتيجية الوطنية للهجرة واللجوء، باعتبارها إطارًا مرجعيًا يرسم ملامح السياسات العمومية في علاقة الدولة بمغاربة العالم. وأبرز أن هذه الفئة ليست فقط مصدرًا للتحويلات، بل فاعل اقتصادي رئيسي، يساهم بفعالية في الناتج الداخلي الخام، ويمتلك قدرات كبيرة يجب استثمارها في تحقيق التنمية الترابية. كما دعا إلى إعادة النظر في طريقة تعامل المؤسسات مع مغاربة العالم، عبر تجاوز المقاربة الموسمية التي تختزل العلاقة في فترات العطلة أو المناسبات، والانتقال إلى شراكة دائمة تقوم على الثقة والاحترام المتبادل، وتعزيز الارتباط بالوطن والهوية والرابط الأسري. وفي السياق ذاته، نوه العبوضي بالمجهود الذي قامت به الجمعية من خلال إعداد الدليل العملي للاستثمار، المستند إلى دراسة ميدانية دقيقة شملت إقليمي الناظور والدريوش، معتبراً أنه مرجع تطبيقي مهم سيساعد مغاربة العالم على فهم مناخ الاستثمار بالمنطقة. واختتم مداخلته باقتراح تشكيل شبكة أو ائتلاف للجمعيات الست المنخرطة في برنامج PRIM، كإطار دائم للتعاون والتنسيق، من أجل ضمان استمرارية المشروع وتحقيق أثره على المدى المتوسط والبعيد. وفي فقرة تقديم الحصيلة العامة للمشروع، قدم الأستاذ محمد حاميدي، أستاذ بكلية الناظور والكاتب العام للجمعية، عرضًا شاملاً حول مراحل التنفيذ، وعدد المستفيدين، وأهم مخرجات المشروع، بالإضافة إلى توصيات تتعلق بتقوية آليات التكوين والمواكبة لفائدة مغاربة العالم الراغبين في الاستثمار في المنطقة. واختُتم الحفل بتكريم عدد من الشركاء والمؤطرين والمساهمين في نجاح المشروع، في جو من التقدير والاعتراف الجماعي بالجهود المبذولة، قبل أن يُدعى الحضور إلى حفل شاي. ويُعد مشروع IZZOURAN نموذجًا للمبادرات المندمجة التي تزاوج بين دعم الاستثمار، وتمكين الكفاءات المغربية بالخارج، وتعزيز أدوار المجتمع المدني المحلي، ضمن رؤية منسجمة مع توجهات الجهوية المتقدمة، والاستراتيجيات الوطنية ذات الصلة بالهجرة والتنمية. وفي كلمة له بالمناسبة، أكد السيد عمر العزوزي، رئيس اللجنة الثقافية والرياضية والاجتماعية بجماعة الناظور، أن الجماعة تعتبر منفتحة على مثل هذه المبادرات، ومشجعة لها، لا سيما وأنها منخرطة بدورها في برنامج PRIM من خلال إحداث خلية خاصة باستقبال مغاربة العالم بمقر الجماعة، تُعنى بمواكبة هذه الفئة وتقديم الدعم المؤسساتي اللازم لها.وتضمن الحفل ندوة فكرية حول الاستثمار ومغاربة العالمشارك فيها نخبة من الأساتذة والفاعلين، افتُتحت بمداخلة للأستاذ المصطفى قريشي، أستاذ التعليم العالي ومنسق ماستر المنازعات القانونية والقضائية والذكاء الاصطناعي، والذي تناول تطور البنية الاقتصادية بإقليمي الناظور والدريوش منذ ثمانينات القرن الماضي، مرورًا من التهريب المعيشي إلى بروز أنشطة اقتصادية مهيكلة.كما سلط الضوء على المؤهلات الاستثمارية التي تزخر بها المنطقة، ودعا مغاربة العالم إلى الانخراط في الأوراش الكبرى والمشاريع بعيدة المدى، مشددًا على ضرورة تجاوز النظرة النفعية الضيقة لمغاربة المهجر، والعمل على تقوية روابطهم بالوطن، وبأسرهم، وهويتهم الثقافية.من جانبه، تطرق الأستاذ مراد بوشي، أستاذ زائر بالكلية المتعددة التخصصات بالناظور، والمتخصص في المجال الاقتصادي، إلى مسار تنزيل مشروع IZZOURAN، مُبرزًا مختلف مراحل التكوين والمواكبة التي استفاد منها المشاركون، منذ مرحلة الفكرة، مرورًا بالهيكلة، وصولًا إلى التنفيذ.وقد أشار إلى أن المشروع اعتمد مقاربة تشاركية، حيث انطلقت المبادرات من المستفيدين أنفسهم، وتم تطويرها بناءً على حاجياتهم وطموحاتهم. كما أكد أن ثقافة ريادة الأعمال ليست مجرد شعار، بل هي نهج عملي يتطلب الجدية، والتفكير الاستراتيجي، وتطوير المهارات الذاتية، مشددًا على أن الاستثمار في الإنسان هو أساس أي تحول اقتصادي حقيقي.أما الأستاذ صالح العبوضي، عضو مجلس جهة الشرق، المدير الإقليمي السابق لوزارة التربية الوطنية، ورئيس مركز الدراسات التعاونية للتنمية المحلية – سيكوديل، فقد أكد في مداخلته على أهمية الاستراتيجية الوطنية للهجرة واللجوء، باعتبارها إطارًا مرجعيًا يرسم ملامح السياسات العمومية في علاقة الدولة بمغاربة العالم.وأبرز أن هذه الفئة ليست فقط مصدرًا للتحويلات، بل فاعل اقتصادي رئيسي، يساهم بفعالية في الناتج الداخلي الخام، ويمتلك قدرات كبيرة يجب استثمارها في تحقيق التنمية الترابية.كما دعا إلى إعادة النظر في طريقة تعامل المؤسسات مع مغاربة العالم، عبر تجاوز المقاربة الموسمية التي تختزل العلاقة في فترات العطلة أو المناسبات، والانتقال إلى شراكة دائمة تقوم على الثقة والاحترام المتبادل، وتعزيز الارتباط بالوطن والهوية والرابط الأسري.وفي السياق ذاته، نوه العبوضي بالمجهود الذي قامت به الجمعية من خلال إعداد الدليل العملي للاستثمار، المستند إلى دراسة ميدانية دقيقة شملت إقليمي الناظور والدريوش، معتبراً أنه مرجع تطبيقي مهم سيساعد مغاربة العالم على فهم مناخ الاستثمار بالمنطقة. واختتم مداخلته باقتراح تشكيل شبكة أو ائتلاف للجمعيات الست المنخرطة في برنامج PRIM، كإطار دائم للتعاون والتنسيق، من أجل ضمان استمرارية المشروع وتحقيق أثره على المدى المتوسط والبعيد.وفي فقرة تقديم الحصيلة العامة للمشروع، قدم الأستاذ محمد حاميدي، أستاذ بكلية الناظور والكاتب العام للجمعية، عرضًا شاملاً حول مراحل التنفيذ، وعدد المستفيدين، وأهم مخرجات المشروع، بالإضافة إلى توصيات تتعلق بتقوية آليات التكوين والمواكبة لفائدة مغاربة العالم الراغبين في الاستثمار في المنطقة.واختُتم الحفل بتكريم عدد من الشركاء والمؤطرين والمساهمين في نجاح المشروع، في جو من التقدير والاعتراف الجماعي بالجهود المبذولة، قبل أن يُدعى الحضور إلى حفل شاي.ويُعد مشروع IZZOURAN نموذجًا للمبادرات المندمجة التي تزاوج بين دعم الاستثمار، وتمكين الكفاءات المغربية بالخارج، وتعزيز أدوار المجتمع المدني المحلي، ضمن رؤية منسجمة مع توجهات الجهوية المتقدمة، والاستراتيجيات الوطنية ذات الصلة بالهجرة والتنمية.


ناظور سيتي
منذ 3 أيام
- ناظور سيتي
بـ45 مليون درهم.. انطلاق أشغال سوق جملة ضخم للسمك ببني انصار
المزيد من الأخبار بـ45 مليون درهم.. انطلاق أشغال سوق جملة ضخم للسمك ببني انصار ناظورسيتي: م ا - محمد العبوسي أعطت كاتبة الدولة المكلفة بالصيد البحري، زكية الدريوش، صباح اليوم الأربعاء، الانطلاقة الرسمية لأشغال بناء سوق السمك بالجملة بجماعة بني انصار بإقليم الناظور، في خطوة استراتيجية تهدف إلى تعزيز البنية التحتية المخصصة لتسويق المنتوجات البحرية وتثمينها وفق أعلى معايير الجودة والسلامة. ويأتي هذا المشروع، الذي سيُقام على مساحة تفوق 20 ألف متر مربع، في إطار رؤية شمولية لوزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، الرامية إلى تحسين سلاسل التوزيع وتشجيع الاستهلاك الداخلي للسمك، إلى جانب تأمين التموين المنتظم للأسواق المحلية. ويمثل السوق الجديد، الذي رُصد له غلاف مالي قدره 45 مليون درهم، شراكة مؤسساتية بين كل من كتابة الدولة المكلفة بالصيد البحري، المجلس الجماعي لبني انصار، وكالة تهيئة بحيرة مارتشيكا، والمكتب الوطني للصيد. وسيشمل المشروع، الذي ستستغرق أشغاله 15 شهرا، فضاء حديثا لبيع السمك في درجة حرارة مضبوطة، غرفة تبريد، مختبرا بيطريا، قنطرة للوزن، مرافق اجتماعية وإدارية، وكشكاً للمراقبة، إضافة إلى أرضية مخصصة لمصنع إنتاج الثلج، ما يجعله منشأة متكاملة من الناحية التقنية والتنظيمية. وفي تصريح للصحافة، أكدت كاتبة الدولة أن هذا السوق سيشكل قيمة مضافة لمنظومة الإنتاج البحري بجهة الشرق، وسيساهم في ضمان جودة المنتوجات البحرية وتسهيل ولوجها للمستهلكين، مشيرة إلى أنه من المرتقب أن يُحدث المشروع حوالي 450 منصب شغل مباشر. وأبرزت الدريوش أن هذا السوق هو الثاني عشر من نوعه على الصعيد الوطني، حيث توجد عشرة أسواق بالجملة في طور التشغيل، فيما يستعد السوق الحادي عشر بمدينة فاس لافتتاحه قريباً. تجدر الإشارة إلى أن الدائرة البحرية للناظور تُعد من بين أكثر المناطق نشاطا على الصعيد الوطني في مجال الصيد البحري وتربية الأحياء البحرية، إذ سجلت سنة 2024 إنتاجا يفوق 6.236 طناً بقيمة مالية بلغت 313,3 مليون درهم، كما تستأثر بنسبة 47 في المائة من الإنتاج الوطني لتربية الأحياء البحرية، خاصة المحار وزراعة الطحالب. ويحتضن النسيج الصناعي البحري بالمنطقة 26 وحدة لتثمين المنتوجات البحرية، من ضمنها 8 وحدات متخصصة في تقشير القمرون تمثل نصف الإنتاج الوطني في هذا المجال، ما وفّر أزيد من 9.300 منصب شغل مباشر. ويُرتقب أن يسهم هذا المشروع النوعي في تعزيز مكانة الناظور كقطب رئيسي في الاقتصاد البحري الوطني، ورفع مستوى جودة المنتوجات الموجهة للاستهلاك المحلي والتصدير.


هبة بريس
١٨-٠٤-٢٠٢٥
- هبة بريس
بين التحديث والمقاومة… إدارة الجمارك بالشرق تمضي في طريق الإصلاح بدون رجعة
هبة بريس في ظرف وجيز، ومنذ تعيينه على رأس المديرية الجهوية للجمارك بجهة الشرق، برز اسم السيد عبد الجليل كأحد الوجوه الإدارية التي تبصم على تحول نوعي في تدبير الشأن الجمركي، خاصة على مستوى ميناء بني أنصار، الذي يعتبر من أهم المعابر الحيوية للسلع والمسافرين بالمملكة. فمن خلال مقاربة شاملة قوامها الانفتاح، الصرامة، وتخليق المرفق العمومي، تمكن السيد عبد الجليل من إعادة ضبط إيقاع العمل داخل الإدارة الجهوية، عبر مجموعة من الإجراءات التي شملت تنظيم عمليات العبور، تسهيل الإجراءات، مواكبة الفاعلين الاقتصاديين، وتعزيز المراقبة الفعالة دون المساس بحقوق المرتفقين. ويلاحظ المهنيون والمسافرون على حد سواء أن وتيرة العبور عبر ميناء بني أنصار أصبحت أكثر انتظاماً وسلاسة، بفضل التنسيق المحكم بين المصالح الجمركية والمصالح الأمنية الأخرى، دون أن يعني ذلك التساهل في مراقبة البضائع أو التراخي في مواجهة محاولات التهريب والتلاعب. في المقابل، لا تخلو المرحلة من بعض الأصوات المعزولة، التي تصدر بين الفينة والأخرى عبر تدوينات أو مقالات مفبركة على بعض المنصات الرقمية، هدفها التشويش على المجهودات الجبارة التي تقوم بها الإدارة، والنيل من صورة جهاز الجمارك. هذه الحملات غالباً ما تقف وراءها لوبيات النقل غير المهيكل وبعض الأطراف التي اعتادت تمرير عربات محملة بالبضائع (الفاروكينيط) دون تفتيش جمركي، وتجد اليوم نفسها في مواجهة مباشرة مع إدارة صارمة لا تساوم في تطبيق القانون. لكن الواقع على الأرض يؤكد أن إدارة الجمارك بجهة الشرق، بقيادة المدير الجهوي، ماضية في تنفيذ الاستراتيجية العامة لإدارة الجمارك 2024–2028، والتي تضع في صلب أولوياتها الرقمنة، الشفافية، تسهيل المساطر، ومحاربة التهريب بكافة أشكاله. إن المجهودات الكبيرة التي يبذلها السيد عبد الجليل، تجسدت ليس فقط في مؤشرات الارتفاع الملحوظ لمداخيل الضرائب والتعشير، ولكن أيضاً في الاهتمام الجاد بشؤون الموظفين، الاستماع إلى مشاكلهم الاجتماعية، وتوفير بيئة عمل ملائمة تعزز من مردوديتهم ومهنيتهم. وفي ظل هذه الدينامية الجديدة، يظهر أن جهاز الجمارك بجهة الشرق دخل فعلاً مرحلة جديدة من الأداء الإداري المؤسساتي، عنوانها الانضباط، الكفاءة، والحكامة الجيدة، رغم مناورات البعض ممن فقدوا امتيازاتهم غير القانونية، والذين لا يزالون يراهنون على إرباك المشهد، دون أن يدركوا أن زمن السيبة قد ولى.