
من التقليد إلى الصدارة.. الصين تعيد تشكيل صناعة السيارات الكهربائية
بعد أن كانت تعد في السابق مُصنّعة لسيارات مقلدة، قفزت شركات صناعة السيارات الصينية إلى صدارة صناعة المركبات الكهربائية العالمية المتنامية، وهو ما يمثل نقلة نوعية لبلد يسعى للتحول إلى قوة تكنولوجية متكاملة في صناعات متعددة.
في العام الماضي، تفوقت شركة «بي واي دي» الصينية الخاصة على شركة «تسلا» الأميركية المصنعة للسيارات الكهربائية، بمجموعتها من السيارات الهجينة والكهربائية، كما تفوقت «بي واي دي» على مجموعة «فولكس فاغن» الألمانية في السوق الصينية، لتصبح أكبر مصنع لسيارات الركاب محلياً.
ويرجع ذلك إلى أن المستهلكين الصينيين، الذين لم يعودوا ينظرون إلى العلامات التجارية المحلية على أنها من الدرجة الثانية، أصبحوا يتجهون لشراء سيارات من شركات صينية أكثر من تلك المدعومة من الخارج في عام 2023.
واعتباراً من العام الماضي، أصبحت الصين تسيطر على أكثر من 60% من سوق السيارات الكهربائية العالمية سريعة النمو، وفقاً لشركة «رهو موشن» لتحليلات الطاقة.
قوة ناعمة
وبينما تلقي حرب الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، التجارية بظلالها على استراتيجيات التصدير لشركات صناعة السيارات العالمية، فإن منتجي السيارات الكهربائية في الصين يتمتعون بحماية نسبية، ويتطلعون بالفعل إلى أسواق أخرى للنمو، بعد أن فرضت إدارة الرئيس الأميركي السابق، جو بايدن، رسوماً جمركية ثقيلة وقيوداً أخرى على سياراتهم.
وفي حين يسعى ترامب جاهداً لإعادة إحياء صناعة السيارات الأميركية التي كانت في يوم من الأيام رمزاً للازدهار الأميركي، فإن ميزة السيارات الكهربائية التي تتمتع بها الصين تمثل قوة ناعمة محتملة، وفرصة لإعادة تشكيل مكانتها في التجارة والتكنولوجيا العالمية.
منافسة قوية
في الصين، تشهد سوق السيارات منافسة قوية، استمرت سنوات، حيث تتنافس شركات صناعة السيارات المحلية للتفوق على بعضها في مجال التكنولوجيا والقيمة مقابل المال، وتسعى جاهدة للاستحواذ على حصة سوقية عالمية.
في مارس، أطلقت شركة «بي واي دي» بطارية تستغرق خمس دقائق فقط لإعادة شحنها، لتمنح بذلك أحدث طرزها مدى يصل إلى 250 ميلاً، كان هذا بالفعل أسرع بكثير من إعادة شحن بطاريات «تسلا»، ويعتبر إنجازاً تكنولوجياً مذهلاً.
لكن بعد أسابيع قليلة من ذلك تفوقت شركة «سي إيه تي إل» الصينية العملاقة للبطاريات على «بي واي دي»، حيث تقول إنها تستطيع توفير بطارية يصل مداها إلى نحو 320 ميلاً.
القيادة الذكية
وعلى صعيد القيادة الذكية، تعمل شركات التكنولوجيا مثل «هواوي» و«مومنتا» على تطوير أحدث تقنيات القيادة الذكية لديها، بعد أن رفعت «بي واي دي» سقف التوقعات في وقت سابق من هذا العام بتعهدها بطرح نظام مساعدة السائق «جود آي» في معظم طرزها، بما في ذلك تلك التي يبلغ سعرها نحو 10 آلاف دولار، من دون أي رسوم إضافية.
وقال أحد الخريجين الجامعيين، وانغ تشيغوانغ، الذي يعيش في شنغهاي، أثناء تفقده معرض «بي واي دي»، الأسبوع الماضي، إن «التكنولوجيا قوية جداً (في الصين)، لكن السعر ليس باهظاً»، وأضاف: «لقد شكلت نوعاً من المساواة التكنولوجية التي يمكن للجميع الاستمتاع بها، وهذا هو أفضل ما فيها».
وبحسب محللين، فإن تقنية القيادة الذكية المحلية كانت ستحظى باهتمام أكبر في شنغهاي، لو لم تشدد الحكومة القواعد المتعلقة بتسويق واختبار ميزات مساعدة السائق بعد حادث مميت في مارس شمل سيارة «سيدان» من «شاومي».
مزايا وحوافز
وبالنسبة للمستهلكين الصينيين، لا تقتصر المتعة على القيادة فحسب، بل تتنافس شركات صناعة السيارات لكسب العملاء من خلال تقديم مزايا تكنولوجية متقدمة، مثل أنظمة ترفيه مجهزة بشاشات متعددة تتوافق بسلاسة مع الهواتف، ومقاعد تدليك هزازة قابلة للإمالة، وتزويد السيارة بأجهزة تسلية، مثل ألعاب «إل إيه - زد - بويز»، وعناصر تحكم تعمل بالصوت، وكل ذلك بأسعار منافسة.
وأدى تبني الصين الحماسي للسيارات الكهربائية، إلى جانب الدعم الحكومي الكبير، إلى قلب الموازين، فبحلول عام 2009، وهو الوقت نفسه تقريباً الذي حصلت فيه شركة «تسلا» على قرض بقيمة نصف مليار دولار تقريباً من الحكومة الأميركية، عززت بكين استراتيجية منسقة لتطوير ما يسمى بمركبات الطاقة الجديدة، وشمل ذلك إغداق الدعم على هذه الصناعة، مثل منح عقود لأساطيل سيارات الأجرة والحافلات العامة، وبناء البنية التحتية لشحنها، إضافة إلى حوافز ضريبية وخصومات أو إعانات للمشترين.
وتتفاوت تقديرات هذه الإعانات بشكل كبير، حيث ذكرت وسائل الإعلام الرسمية الصينية أن قيمة هذه الإجراءات على مدى 10 سنوات تبلغ نحو 20 مليار دولار، وأشار محللون إلى أن دعم الحكومة الصينية للقطاع راوح بين أكثر من 50 مليار دولار خلال عقد من الزمن، وما يصل إلى 200 مليار دولار بين عامي 2009 و2023.
المواد الخام
وفي غضون ذلك، سعت بكين جاهدة للحصول على المواد الخام اللازمة لإنتاج بطاريات السيارات الكهربائية، وهي الآن تسيطر على سلاسل التوريد هذه.
لكن المراقبين المخضرمين يقولون إن الأمر لم يقتصر على السياسة الصناعية فحسب، فقد تدفق رواد أعمال ذوو رؤية ثاقبة على هذا القطاع، ومن بينهم المهندس وانغ تشوانفو، الذي أسس شركته للبطاريات «بي واي دي» عام 1995، وانتقل إلى إنتاج السيارات عام 2003، وحظيت الشركة باهتمام عالمي عام 2008 عندما حصلت على استثمار بقيمة 230 مليون دولار من شركة «بيركشاير هاثاواي» التابعة لرجل الأعمال الأميركي، وارن بافيت.
بعد 15 عاماً، وبعد أن وصل إنتاج شركة «بي واي دي» إلى خمسة ملايين سيارة، غمرت المشاعر تشوانفو على المنصة، حيث أعلن أنه على الرغم من التحديات والسخرية «فقد حل عصر السيارات الصينية»، ويقول الخبراء إن نجاح الصين، الذي حفزه جزئياً انتقال شركة «تسلا» إلى التصنيع في شنغهاي، قد شكل بدوره الصناعة العالمية.
وقال الأستاذ المساعد في إدارة الهندسة وهندسة النظم بجامعة «جورج واشنطن» في الولايات المتحدة، جون هيلفيستون: «لفترة طويلة جداً، اعتبرت شركات صناعة السيارات الغربية السيارات الكهربائية خياراً غير واقعي، نظراً لارتفاع أسعارها».
وأضاف: «كان الانخفاض الهائل في الكلفة مدفوعاً بالبيئة الصناعية الصينية يعود جزء كبير منه في المقام الأول إلى زيادة إنتاج جميع جوانب سلسلة التوريد هذه».
زيادة المبيعات
واليوم، فإن ما يقرب من نصف السيارات الجديدة المبيعة في الصين هي سيارات كهربائية، تعمل بالبطاريات أو سيارات هجينة.
وبالمقارنة، شكلت مبيعات هذه المركبات ما يزيد قليلاً على 20% من إجمالي مبيعات المركبات في الولايات المتحدة في الربع الثالث من العام الماضي، وفقاً لأحدث البيانات التي استشهدت بها إدارة معلومات الطاقة الأميركية.
وأشادت وسائل الإعلام الحكومية الصينية والدعاة بنجاح هذه الصناعة، معتبرين إياها مثالاً على إسهامات البلاد في التحول العالمي للطاقة و«براعة التكنولوجيا».
هناك الكثير مما يمكن الترويج له، ففي وقت سابق من هذا العام، انتشر على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي الصينية «يوتيوبر» أميركي يدعى «أي شو سبيد»، لديه ما يقرب من 40 مليون مشترك، لعرضه سيارة «بي واي دي» الفاخرة «يانغوانغ»، مستعرضاً كيف يمكن لسيارته الرياضية «يو9» «الرقص»، وهتف قائلاً: «هذه السيارات الصينية قادرة على ذلك أثناء قيادته سيارة (يو8) الرياضية متعددة الاستخدامات المجهزة للسير في الماء عبر النهر».
عن «سي إن إن»
شراكة
تتطلع العلامات التجارية الأجنبية، التي تفقد إيراداتها وحصتها السوقية، إلى الشراكة مع الشركات الصينية للاستفادة من الابتكارات المحلية واستعادة عملائها، ففي شنغهاي عززت «فولكس فاغن» نهجها «في الصين، من أجل الصين».
وقال الرئيس التنفيذي لمجموعة «فولكس فاغن الصين»، رالف براندستاتر، في بيان، الشهر الماضي: «هذا يعني مزيداً من التطوير المحلي، وشراكات تقنية جديدة، وسرعة أكبر في التنفيذ، وفي الوقت نفسه، نُسرّع وتيرة جهودنا في مجال السيارات الكهربائية بإضافة منتجات جديدة لقطاعات جديدة».
. المستهلكون الصينيون لم يعودوا ينظرون إلى العلامات التجارية المحلية على أنها من الدرجة الثانية.
. ميزة المركبات الكهربائية الصينية أنها تُمثل قوة ناعمة، في حين يسعى ترامب إلى إعادة إحياء صناعة السيارات الأميركية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العين الإخبارية
منذ 42 دقائق
- العين الإخبارية
«اصنع في الإمارات 2025».. إنجازات نوعية وشراكات استراتيجية
تم تحديثه الثلاثاء 2025/5/20 09:19 م بتوقيت أبوظبي اختتمت فعاليات اليوم الثاني من النسخة الرابعة لـ«اصنع في الإمارات»، التي تقام تحت شعار «أثر برنامج المحتوى الوطني – التزام دولة الإمارات بتطوير مهارات الكوادر الإماراتية». وذلك وسط مشاركة قوية من قادة الصناعة، وجهات حكومية، ومبتكرين، ومهنيين طموحين، ضمن برنامج حافل بالجلسات النقاشية والتعليمية وفرص التواصل. وركزت فعاليات اليوم الثاني على تمكين المواهب المحلية وتطوير المهارات الصناعية، إلى جانب إبراز الدور المحوري للمواطنين الإماراتيين في تشكيل مستقبل المشهد الصناعي لدولة الإمارات. وينظم الحدث مجموعة أدنيك، وتستضيفه وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، بالتعاون مع وزارة الثقافة، ومكتب أبوظبي للاستثمار، وأدنوك، ويستمر حتى 22 مايو/أيار الجاري في مركز أدنيك بأبوظبي، بمشاركة أكثر من 720 جهة عارضة. وشهد اليوم مؤتمراً صحفياً على منصة الشركة العالمية القابضة، تم خلاله الإعلان عن توقيع مذكرة تفاهم مع مجموعة مزارع العين بقيمة 1.8 مليار درهم (490.1 مليون دولار)، دعما لاستراتيجية الأمن الغذائي في دولة الإمارات. كما وقعت شركة "إي آند" اتفاقية استراتيجية مع "أليريا"، إحدى شركات المجموعة العالمية القابضة، لتقديم حلول ذكاء اصطناعي متخصصة تستهدف الشركات الصغيرة والمتوسطة، بهدف تعزيز الكفاءة التشغيلية وتسريع تبني تقنيات الجيل الجديد. ووقعت وزارة الثقافة عددًا من مذكرات التعاون في معرض الحرف اليدوية الإماراتية، مع الاتحاد النسائي العام، وهيئة الهلال الأحمر الإماراتي 'مشروع الغدير للحرف الإماراتية'، وجمعية الفجيرة الخيرية 'مركز غرس للتمكين الاجتماعي'، ودائرة الآثار والمتاحف في رأس الخيمة. وأعلنت العلامة الإماراتية "أي دادي" عن شراكة استراتيجية مع شركة "روبست"، المتخصصة في تقنيات البطاريات بالمنطقة، لتصنيع بطاريات متطورة مخصصة للدراجة الكهربائية الجديدة "أي دادي إكس 7"، في خطوة جوهرية نحو بناء نظام مواصلات كهربائية محلي بالكامل يشمل جميع مراحل التصميم، والهندسة، والإنتاج، والتجميع. ويواصل "اصنع في الإمارات" دوره كمركز محوري للاستثمار والتعاون الصناعي، إذ يضم قسمًا مخصصًا لأبرز الممكنات الاقتصادية، يشمل جهات بارزة مثل المجموعة العالمية القابضة، وبنك أبوظبي الأول، وغرفة تجارة وصناعة الشارقة، وشركة مبادلة للاستثمار، ومكتب أبوظبي للتصدير، ومجموعة كيزاد، وغيرها. وشهد معرض قطاع الحرف اليدوية الإماراتية المرافق للحدث، تجمعًا للحرفيين والمؤسسات الثقافية ورواد الأعمال، يهدف إلى إحياء الحرف الإماراتية التقليدية مثل التلي، والخوص، والخناجر، ومنتجات الجلود الصديقة للبيئة. وسلّطت هيئة الثقافة والفنون في دبي الضوء على أهمية نقل هذا التراث للأجيال القادمة، بينما عرضت الخزنة للجلود أمثلة عملية لدمج الابتكار بالحرف التقليدية. كما انطلق اليوم معرض مُصنعين للوظائف، وهو منصة مخصصة لربط الكفاءات الإماراتية بالشركات الصناعية الرائدة، بينما استضافت قاعة الرؤية جلسات نقاشية رفيعة المستوى مع رواد أعمال إماراتيين ناجحين، في حين ركزت جلسات قاعة الزخم على استعراض التكنولوجيا الناشئة ومساهمات دولة الإمارات في مجال استكشاف الفضاء. aXA6IDE4NS4xOTguMjQ1LjMxIA== جزيرة ام اند امز IT


البوابة
منذ ساعة واحدة
- البوابة
أسعار العملات الرقمية اليوم الثلاثاء 20 مايو 2025
شهدت سوق ووفقًا لأحدث البيانات، بلغ إجمالي عدد العملات الرقمية المتداولة عالميًا 9,786 عملة ، بينما بلغت القيمة السوقية الإجمالية نحو 3.31 تريليون دولار ، مع حجم تداول يومي وصل إلى 127.10 مليار دولار خلال الـ 24 ساعة الماضية. سيطرة واضحة لبيتكوين وإيثريوم تواصل بيتكوين (BTC) الحفاظ على هيمنتها في السوق، حيث تشكّل ما نسبته 63% من إجمالي القيمة السوقية، تليها إيثريوم (ETH) بنسبة 9.1% . وقد ارتفع سعر البيتكوين إلى 105,366.3 دولارًا ، بمكاسب يومية بلغت +0.42% وأسبوعية +1.63% ، لترتفع قيمتها السوقية إلى 2.09 تريليون دولار . أما إيثريوم، فقد سجلت سعرًا قدره 2,485.03 دولارًا بارتفاع يومي +1.19% ، رغم خسارتها الأسبوعية التي بلغت -2.98% ، وقيمة سوقية تقدر بـ 300.91 مليار دولار . العملات المستقرة تحت المجهر تيثر (USDT) استقرت عند 1.0000 دولار ، متصدرة العملات المستقرة بحجم تداول يومي 83.80 مليار دولار . أما يو إس دي كوين (USDC) فبلغ سعرها 0.9997 دولار بحجم تداول يومي 11.05 مليار دولار . العملات الرقمية الأكثر نشاطًا اليوم شهدت العملات التالية أعلى مستويات النشاط والتداول: بيتكوين : تراوح السعر بين 106,808.4 و 104,199.3 دولار ، بانخفاض طفيف -0.19% . إيثريوم/دولار : بلغ أدنى مستوى 2,454.00 وأعلى 2,588.63 دولار ، بانخفاض -1.09% . دوج كوين : تراوح بين 0.230800 و 0.217680 دولار ، بتراجع -1.69% . TRUMPo/دولار : حقق ارتفاعًا لافتًا بنسبة +3.19% . Cardano (ADA) : انخفض بنسبة -1.22% إلى 0.7320 دولار . أداء متباين في السوق تشير المؤشرات إلى تباين في أداء العملات الرقمية، مع ميل عام إلى الاستقرار أو التصحيح الطفيف في بعض العملات الكبرى، يقابله نشاط نسبي وارتفاعات محدودة في عملات أخرى ناشئة أو بديلة مثل TRUMPo وSUI. تستمر سوق العملات الرقمية في إظهار تقلبات طبيعية تعكس تفاعل المستثمرين مع العوامل الاقتصادية العالمية وتطورات أسواق المال. وبينما تحافظ العملات الكبرى على هيمنتها، تظهر بعض العملات البديلة حركات مفاجئة قد تجذب المضاربين والمستثمرين على حد سواء.


العين الإخبارية
منذ ساعة واحدة
- العين الإخبارية
«ما لم يمت».. إيلون ماسك يؤكد استمراره على رأس تسلا لـ5 سنوات قادمة
تم تحديثه الثلاثاء 2025/5/20 08:32 م بتوقيت أبوظبي أكد الملياردير الأمريكي إيلون ماسك اليوم الثلاثاء، التزامه بتولي منصب الرئيس التنفيذي لشركة تسلا خلال السنوات الخمس المقبلة إلا في حال "وفاته". وذكر أن السيطرة المعقولة على تسلا هي العامل الأكثر أهمية في بقائه رئيسا للشركة. وقال ماسك ، إن تسلا "تطورت" بالفعل، مضيفا أن الطلب قوي في جميع أنحاء العالم إلا في القارة الأوروبية. خلال ظهوره عن بُعد يوم الثلاثاء في منتدى قطر الاقتصادي بالدوحة، صرّح ماسك لوكالة بلومبرج نيوز بأنه يستحق تعويضًا عن إنجازاته المذهلة في تسلا. وانتقد قاضي ديلاوير الذي حكم مرتين ضد حزمة الأجور الضخمة التي منحته إياها الشركة عام ٢٠١٨، وأكد مجددًا رغبته في امتلاك المزيد من أسهم تسلا لأسباب تتعلق بالسلطة، وليس بالثروة. وقال ماسك: "الأمر لا يتعلق بالمال، بل بالسيطرة المعقولة على مستقبل الشركة". ماسك، الذي تبلغ ثروته 375.5 مليار دولار أمريكي، وتتصدر قائمة بلومبرج للمليارديرات، يشغل منصب الرئيس التنفيذي لشركة تيسلا منذ عام 2008، وهي إحدى أطول فترات عمله النشطة على رأس كبرى شركات صناعة السيارات في العالم. وقد خضع مستوى تفاعله مع تيسلا لتدقيق أكبر، حيث أعقبت الشركة أول انخفاض سنوي لها في مبيعات السيارات منذ أكثر من عقد بانخفاضات حادة في أوائل هذا العام. قلل ماسك، البالغ من العمر 53 عامًا، من حجم التحديات التي تواجه تسلا، قائلاً: "لقد تحسنت الأمور بالفعل". وعندما سئل عن هذا - حيث استمرت مبيعات سيارات شركة صناعة السيارات في الانخفاض في أكبر أسواق السيارات الكهربائية في أوروبا في أبريل/نيسان - قال الرئيس التنفيذي إن المنطقة هي الأضعف بالنسبة للشركة، لكنها قوية في جميع الأماكن الأخرى. وقال: "مبيعاتنا جيدة في هذه المرحلة. لا نتوقع أي نقص كبير في المبيعات". ارتفعت أسهم تيسلا بعد تصريحات ماسك حول التزامه بالبقاء في منصب الرئيس التنفيذي، حيث ارتفعت بنسبة 3.6% خلال تداولات اليوم قبل أن تتراجع مكاسبها. وكان السهم قد انخفض بنسبة 14% هذا العام. ونفى ماسك اتهامه بإضراره بعلامة تيسلا التجارية، قائلاً إنه في حين خسرت الشركة بعض المبيعات بين المستهلكين من التيار السياسي اليساري، إلا أنها حققت مكاسب أخرى بين التيار اليميني. وانتقد المتظاهرين الذين قال إنهم ارتكبوا "عنفًا جسيمًا" ضد شركاته. وقال: "إنهم على الجانب الخطأ من التاريخ، وهذا فعل شرير. يجب اتخاذ إجراء حيالهم، وسيُسجن عدد منهم، وهم يستحقون ذلك". وأضاف ماسك لاحقًا أنه سيُنفق "أقل بكثير" في المستقبل على السياسة، قائلاً إنه يعتقد أنه بذل ما يكفي. وقال: "إذا رأيت سببًا للإنفاق السياسي في المستقبل، فسأفعل ذلك. لا أرى سببًا حاليًا". وأوضح ماسك أن خدمة "ستارلينك" للإنترنت عبر الأقمار الصناعية التابعة له قد تشهد طرحا عاما أوليا في مرحلة ما، مضيفا أنه لا داعي للعجلة. وتوسعت ستارلينك سريعا حول العالم لتعمل في أكثر من 70 دولة، مع تركيز قوي على تحقيق المزيد من النمو في الأسواق الناشئة مثل الهند. وأشار ماسك إلى ضرورة فرض الولايات المتحدة بعض اللوائح التنظيمية للذكاء الاصطناعي لكن لا ينبغي الإفراط في التدابير التي تنظم هذا القطاع. aXA6IDgyLjI3LjIyMi4xMiA= جزيرة ام اند امز CH