logo
غياب تحديث البيانات الوطنية... هل يعيق رسم سياسات الأمن الغذائي والتغذية في الأردن

غياب تحديث البيانات الوطنية... هل يعيق رسم سياسات الأمن الغذائي والتغذية في الأردن

جهينة نيوزمنذ يوم واحد
تاريخ النشر : 2025-08-01 - 11:59 am
غياب تحديث البيانات الوطنية... هل يعيق رسم سياسات الأمن الغذائي والتغذية في الأردن
بقلم: المهندس سعيد بهاء المصري
في عالم تتسارع فيه الأزمات الغذائية وتتعاظم فيه الضغوط الاقتصادية، باتت البيانات الدقيقة والمحدثة حجر الأساس لصياغة السياسات الفعّالة، سواء على المستوى الوطني أو الدولي. وفي هذا السياق، تبرز الحاجة المُلحة لأن يعمل الأردن على تحديث بياناته الوطنية المتعلقة بالأمن الغذائي والتغذية، ليس فقط للاستخدام الداخلي، بل أيضًا لتضمينها في قواعد بيانات المنظمات الدولية التي تعتمد عليها الدول المانحة ووكالات الأمم المتحدة في التخطيط والتنفيذ والدعم.
لكن الواقع اليوم مختلف. فبحسب تقرير "حالة الأمن الغذائي والتغذية في العالم 2025 (SOFI 2025)"، لم تُقدِّم الجهات الحكومية الأردنية أي تحديثات لبيانات الأمن الغذائي والتغذية منذ عام 2021، ما اضطر الوكالات الدولية إلى اعتماد تقديرات خارجية نمذَجية لبناء الصورة الخاصة بالأردن حتى عام 2024. هذه التقديرات، وإن كانت تستند إلى أدوات تحليلية دقيقة، لا يمكن أن تحل محل البيانات الوطنية التي تعكس الخصوصية الاجتماعية والاقتصادية للمملكة.
ويُظهر التقرير الأممي بناء على تقديراتهم أن:
- 34.2% من سكان الأردن (نحو 3.6 مليون شخص) يعانون من انعدام أمن غذائي معتدل أو شديد (استنادًا إلى بيانات 2021–2023).
- آخر بيانات عن تكلفة النظام الغذائي الصحي تعود إلى عام 2021، وبلغت 3.61 دولارًا يوميًا للفرد، وهي من أعلى الكلف في المنطقة، مع تسجيل 24.8% من السكان غير قادرين على تحمّلها.
- لم تُحدّث بيانات سوء تغذية الأطفال بعد 2021، لكن التقرير عبّر عن قلق من معدلات التقزم والهزال، خاصة في المناطق الريفية والمهمّشة.
- التقديرات تشير إلى أن النساء أكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي من الرجال، وكذلك سكان المناطق الريفية ومجتمعات اللاجئين، رغم عدم وجود بيانات أردنية محدثة تدعم أو تنفي هذه الاستنتاجات.
ويؤكد التقرير أن غياب البيانات الوطنية المحدثة قد يدفع إلى رسم سياسات وطنية استنادًا إلى تقديرات دولية غير دقيقة، مما يهدد فعالية تلك السياسات ويُضعف القدرة على توجيه الموارد نحو الاحتياجات الحقيقية.
إن الأولوية العاجلة تتمثل في إعادة تفعيل منظومة الرصد الوطني للأمن الغذائي والتغذية، بما يشمل جمع وتحليل وتحديث دوري للبيانات، وإرسالها إلى مراكز الرصد الأممية، بما يضمن:
- توحيد المؤشرات بين الأردن والجهات الدولية؛
- ضمان توجيه التمويل الدولي نحو أولويات وطنية فعلية؛
- رفع كفاءة التدخلات والسياسات الوطنية في مواجهة الأزمات.
لا يمكن للأردن أن يبني استراتيجيات غذائية فاعلة دون مرآة بياناته الوطنية. وتجاوز هذه الفجوة المعرفية هو شرط أساسي لتحقيق أمن غذائي مستدام وشامل لكافة أبناء المجتمع الأردني
تابعو جهينة نيوز على
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

البلوك علاج العصر
البلوك علاج العصر

صراحة نيوز

timeمنذ 10 ساعات

  • صراحة نيوز

البلوك علاج العصر

صراحة نيوز- بقلم/ عاطف ابوحجر في زمنٍ صار فيه البحث عن راحة البال أصعب من العثور على شاحن 'في وقت يكون شحن تلفونك 1%، والكهربا مقطوعة ، تطلّ علينا اختراعات بسيطة لكنها فعّالة، صُممت خصيصًا لحمايتنا من أخطر ما قد نواجهه يوميًا: البشر. نعم، البشر، وخصوصًا تلك الفئة المتسلقة، اللزجة، والمتطفلة التي لا تعرف الوقت ولا الخصوصية ولا حدود الذوق العام. مخترعو البلوك، والوضع الصامت، ووضع الطيران لا يجب فقط أن نذكرهم في دعائنا اليومي، بل أن نطالب بمنحهم جائزة نوبل، ليس للسلام العالمي… بل للسلام النفسي. تخيّل عالمًا بدون زر 'بلوك'… لا عزلة رقمية، لا حواجز نفسية، فقط سيل من الرسائل، الاتصالات، والطلبات التي تبدأ بـ 'هلا بالغالي، وينك مختفي؟' وتنتهي بـ 'بس إذا بتقدر تعملي لايك، عامل حملة'. يا اخي لو عامل حملة نظافة شخصية كنت دعمتك، بس حملة ع بوست . البلوك ليس فقط خيارًا، بل ضرورة طبية، يشبه الباندول للصداع، والمرهم للحروق، والكمامة ضد الفيروسات الاجتماعية. في عصر العلاقات السطحية والمصالح المؤقتة، البلوك يظهر مثل صفعة ناعمة على وجه المزعج، تقول: 'لا، مش فاضي، ومش مهتم'. أما الوضع الصامت، فذاك تحفة تقنية. منقذ في الاجتماعات، وفي جلسات الصفاء الذهني، وفي الأوقات التي تحاول فيها تفكر بمستقبلك، يرن تليفونك فجأة من واحد بيحكي معك وكأنك فاضي طول النهار، وبيقلك بكل سذاجة: 'شو كأنك نايم؟ إن شاء الله ما أزعجتك!'لا يااخي بستنى بجنابك ترنلي. والحمد لله، إنت ساعدتني أقرر أرجع للوضع الصامت فورًا. وبالنسبة لـ وضع الطيران، هذا بطل الحكاية. لحظة تشغيله كأنك بتسحب الفيش من عقل العالم كله، وبتحكي لنفسك: 'أنا مش هون، واللي بده إياي يستناني بصف التأمل.' بتفصلك عن الكوكب، عن التبريرات، عن الطلبات، عن أصحاب المصالح اللي ما بيبينوا غير وقت الانتخابات، أو وقت ما بدهم توصلهم بوساطة على وظيفة ما بيستاهلوهاش. فيه ناس مختصة بالظهور وقت الحُفرة، لما يشوفوك طالع، بيجوا يركبوا معك. واحد منهم بيرن الساعة ١٢ بالليل، ولما ترد عليه مفكرها حالة طارئة، بيقولك: 'كنت بدي منك لايك على بوست… وشير لو بتقدر.' والبوست؟ صورة إله مع اقتباس مسروق كاتبه: 'لا تنتظر الفرصة، اصنعها.' يا أخي، الفرصة كانت إنك تنام، وأنت قررت تصنع لحظة حظر تاريخية. لكل من منحنا خيار الانفصال عن الفوضى، عن الرسائل اللي ما إلها طعمة، عن أصوات الرنين اللي تيجي من ناس ما بتعرف غير مصلحتها… شكرًا. البلوك مش ضعف، هو قمة القوة. الصامت مش تجاهل، هو احترام للنفس. ووضع الطيران؟ هو الرحلة الوحيدة اللي ما بتكلفك شي، لكن بتوصلك لأغلى مكان: راحة بالك. البلوك، يا سادة، هو علاج هذا العصر. ومن لا يعرف قيمته… يستحقه.

طبيب بريطاني: الماء والملح قوت أطفال غزة
طبيب بريطاني: الماء والملح قوت أطفال غزة

سرايا الإخبارية

timeمنذ 10 ساعات

  • سرايا الإخبارية

طبيب بريطاني: الماء والملح قوت أطفال غزة

سرايا - قال الجراح البريطاني غرايم غروم، العائد من مهمة تطوعية في قطاع غزة الذي يتعرض لإبادة وتجويع إسرائيلي، إن الأطفال هناك يحاولون النوم ببطون مملوءة بالماء والملح، في ظل أزمة إنسانية مفتعلة. وكشف غروم عن مشاهد صادمة عاشها خلال عمله ضمن فريق طبي تطوعي في غزة، حيث يعاني الفلسطينيون من مجاعة ونقص في التغذية، تسببا بوفاة عشرات الرضع وتدهور حالة الجرحى المدنيين. وتغلق إسرائيل منذ 2 مارس/آذار 2025، جميع المعابر مع قطاع غزة، وتمنع دخول معظم المساعدات الغذائية والطبية، ما تسبب في تفشي المجاعة داخله. وحسب أحدث معطيات وزارة الصحة بغزة، فقد بلغ عدد وفيات المجاعة وسوء التغذية حتى الأربعاء نحو 154 فلسطينيا، بينهم 89 طفلا، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. وأوضح غروم أن الجوع المتزايد يؤثر بشكل مباشر على المصابين ويمنع تعافيهم، ويزيد معدلات العدوى، ويضاعف خطر الوفاة. وذكر أن الجوع لا يقتصر على المرضى، بل يمتد أيضا إلى الطواقم الطبية، مشيرا إلى أن ما يجري في غزة ليس مجاعة طبيعية، بل مفتعلة. الموت جوعا وقال الجراح البريطاني إنه زار في 27 مايو/أيار الماضي عيادة مختصة بسوء التغذية في غزة، حيث أبلغه طبيب أطفال بوفاة 60 رضيعا بسبب الجوع منذ بدء الحصار، بعضهم كان يعاني من عدم تحمل اللاكتوز (سكر الحليب)، ولم يكن هناك حليب خاص لهم. وأضاف أنه يتم تشخيص 12 طفلا يوميا بسوء تغذية حاد، في حين تعاني بعض الأمهات من الجوع لدرجة تعيق قدرتهن على إرضاع أطفالهن. والأسبوع الماضي، قالت الطبيبة الأميركية أمبرين سليمي المتطوعة وتعمل في غزة مع منظمة بيت المال (غير حكومية مقرها الولايات المتحدة)، إنها تضطر لإجراء عمليات ولادة قيصرية مبكرة لنساء فلسطينيات في غزة يعانين من مضاعفات صحية خطيرة بسبب نقص الغذاء والدواء، مشيرة إلى أن العديد من النساء يلدن أطفالا بأحجام صغيرة وفي توقيت مبكر. وذكر غروم أن المجاعة طالت أيضا العاملين في القطاع الصحي، مستشهدا بزميله طبيب التخدير الفلسطيني نزار أبو دقة، الذي قال له إن عائلته لم تجد ما تأكله. وأضاف أن أطفاله الستة، الذين تتراوح أعمارهم بين عامين ونصف و13 عاما، ملؤوا بطونهم بالماء ولعقوا قليلا من الملح حتى يتمكنوا من النوم. وذكر أن زميله تمكن من شراء 8 كيلوغرامات من الطحين مقابل 300 دولار (فيما كان سعرها قبل الحرب نحو 3 دولارات)، وهو كل ما كان يملكه، وقد يكفيهم لبضعة أيام فقط وبعدها لا يملكون شيئا. وقال إن الأطفال يحاولون النوم ببطون ممتلئة بالماء والملح في ظل تفشي الجوع ونقص التغذية، مؤكدا أن الأزمة الإنسانية بلغت مستويات كارثية. استهداف منتظري المساعدات كما تحدث غروم عن الشاب الفلسطيني محمد حميم، الذي عمل معه سابقا، وقال إنه اضطر مؤخرا للذهاب إلى نقطة توزيع المساعدات التابعة لما تسمى مؤسسة غزة الإنسانية، التي تعمل بتنسيق أميركي إسرائيلي. وأرسل حميم لغروم مقاطع مصورة تظهر إطلاق نار على مدنيين كانوا ينتظرون المساعدات، وسجل فيها صوت الرصاص، وبدت الجثث والدماء واضحة. وحذر الجراح البريطاني من أن سوء التغذية يضر بالأطفال بشكل خاص ويترك آثارا صحية ونمائية دائمة. وبعيدا عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية الدولية، بدأت تل أبيب منذ 27 مايو/أيار الماضي تنفيذ خطة توزيع مساعدات عبر ما يُعرَف بمؤسسة غزة للإغاثة الإنسانية، وهي جهة مدعومة إسرائيليا وأميركيا، لكنها مرفوضة أمميا. ويؤكد الفلسطينيون أن آلية توزيع مساعدات عبر مؤسسة غزة الإنسانية تهدف إلى تجميعهم وإجبارهم على التهجير من أراضيهم، تمهيدا لإعادة احتلال غزة. ومنذ بدء هذه الآلية وحتى الجمعة، وصل المستشفيات 1330 شهيدا فلسطينيا وأكثر من 8 آلاف و818 جريحا، جراء إطلاق الجيش الإسرائيلي بشكل متكرر النار على منتظري مساعدات، حسب وزارة الصحة. نداء عاجل ووجه غروم نداء لقادة العالم قال فيه إن "ما نشهده في غزة هو همجية تعود إلى العصور الوسطى، ويجب وقف القصف والسماح بدخول الغذاء". ويعمل غروم ضمن فريق طبي تطوعي تابع لمنظمتي "الإغاثة الإسلامية" و"إيديالز" البريطانيتين، واللتين تنفذان منذ ديسمبر/كانون الأول 2023 برامج طبية في غزة، تشمل إجراء عمليات جراحية، في ظل الحصار الإسرائيلي وإغلاق المعابر الذي يمنع خروج المرضى والجرحى خارج القطاع. وتبرز منظمة الإغاثة الإسلامية، ومقرها بريطانيا، كواحدة من الجهات الفاعلة ميدانيا في التصدي للأزمة الصحية في غزة، بالشراكة مع مؤسسة إيديالز. ومنذ ديسمبر/كانون الأول 2023، ترسل المؤسسة فرقا من الجراحين والأطباء إلى مستشفيات غزة، لإجراء عمليات طارئة وتوفير علاج فوري للمصابين. كما توفر مستلزمات طبية عاجلة مثل أدوات الجراحة، والمعقمات، والضمادات، والأدوية الأساسية، إلى جانب تطوير إستراتيجية دعم طويلة الأمد لتأهيل النظام الصحي الفلسطيني. القطاع المحاصر.-(الأناضول)

طبيب بريطاني: الماء والملح قوت أطفال غزة وسط مجاعة مفتعلة
طبيب بريطاني: الماء والملح قوت أطفال غزة وسط مجاعة مفتعلة

أخبارنا

timeمنذ 11 ساعات

  • أخبارنا

طبيب بريطاني: الماء والملح قوت أطفال غزة وسط مجاعة مفتعلة

أخبارنا : لندن: قال الجراح البريطاني غرايم غروم، العائد من مهمة تطوعية في قطاع غزة الذي يتعرض لإبادة وتجويع إسرائيلي، إن الأطفال هناك "يحاولون النوم ببطون مملوءة بالماء والملح'، في ظل أزمة إنسانية "مفتعلة' وصفها بـ'الهمجية التي تعود إلى العصور الوسطى'. وكشف غروم عن مشاهد صادمة عاشها خلال عمله ضمن فريق طبي تطوعي في غزة، حيث يعاني الفلسطينيون من مجاعة ونقص في التغذية، تسببا بوفاة عشرات الرضع وتدهور حالة الجرحى المدنيين. وتغلق إسرائيل منذ 2 مارس/ آذار 2025، جميع المعابر مع قطاع غزة وتمنع دخول معظم المساعدات الغذائية والطبية، ما تسبب في تفشي المجاعة داخله. وحسب أحدث معطيات وزارة الصحة في غزة، فقد بلغ عدد وفيات المجاعة وسوء التغذية حتى الأربعاء نحو 154 فلسطينيا، بينهم 89 طفلا، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023. وأوضح غروم أن الجوع المتزايد يؤثر بشكل مباشر على المصابين ويمنع تعافيهم، ويزيد من معدلات العدوى، ويضاعف من خطر الوفاة. وذكر أن الجوع لا يقتصر على المرضى، بل يمتد أيضا إلى الطواقم الطبية، مشيرا إلى أن "ما يجري في غزة ليس مجاعة طبيعية، بل مفتعلة'. أطفال يموتون جوعا وقال الجراح البريطاني إنه زار في 27 مايو/ أيار الماضي عيادة مختصة بسوء التغذية في غزة، حيث أبلغه طبيب أطفال بوفاة 60 رضيعا بسبب الجوع منذ بدء الحصار، بعضهم كان يعاني من عدم تحمل اللاكتوز (سكر الحليب) ولم يكن هناك حليب خاص لهم. وأضاف: "يتم تشخيص 12 طفلا يوميا بسوء تغذية حاد، بينما تعاني بعض الأمهات من الجوع لدرجة تعيق قدرتهن على إرضاع أطفالهن'. والأسبوع الماضي، قالت الطبيبة الأمريكية أمبرين سليمي المتطوعة وتعمل في غزة مع منظمة "بيت المال' (غير حكومية مقرها الولايات المتحدة)، إنها تضطر لإجراء عمليات ولادة قيصرية مبكرة لنساء فلسطينيات في غزة يعانين من مضاعفات صحية خطيرة بسبب نقص الغذاء والدواء، مشيرة إلى أن العديد من النساء يلدن أطفالًا بأحجام صغيرة وفي توقيت مبكر. حتى الأطباء جائعون وذكر غروم أن المجاعة طالت أيضا العاملين في القطاع الصحي، مستشهدا بزميله طبيب التخدير الفلسطيني نزار أبو دقة، الذي قال له إن عائلته لم تجد ما تأكله. وأضاف: "أطفاله الستة، الذين تتراوح أعمارهم بين عامين ونصف و13 عاما، ملأوا بطونهم بالماء ولعقوا قليلا من الملح حتى يتمكنوا من النوم'. وذكر أن زميله "تمكن من شراء 8 كيلوغرامات من الطحين مقابل 300 دولار (فيما كان سعرها قبل الحرب نحو 3 دولارات)، وهو كل ما كان يملكه، وقد يكفيهم لبضعة أيام فقط وبعدها لا يملكون شيئا'. وقال، إن الأطفال يحاولون النوم ببطون ممتلئة بالماء والملح في ظل تفشي الجوع ونقص التغذية، مؤكدا أن الأزمة الإنسانية بلغت مستويات كارثية. إطلاق نار على منتظري المساعدات كما تحدث غروم عن الشاب الفلسطيني محمد حميم، الذي عمل معه سابقا، وقال إنه اضطر مؤخرا للذهاب إلى نقطة توزيع المساعدات التابعة لـ'مؤسسة غزة للإغاثة الإنسانية"، التي تعمل بتنسيق أمريكي–إسرائيلي. وأرسل حميم لغروم مقاطع مصورة تظهر إطلاق نار على مدنيين كانوا ينتظرون المساعدات، وسجل فيها صوت الرصاص وبدت الجثث والدماء واضحة. وحذر الجراح البريطاني من أن سوء التغذية يضر بالأطفال بشكل خاص ويترك آثارا صحية ونمائية دائمة. وبعيدا عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية الدولية، بدأت تل أبيب منذ 27 مايو/ أيار الماضي، تنفيذ خطة توزيع مساعدات عبر ما يعرف بـ'مؤسسة غزة للإغاثة الإنسانية'، وهي جهة مدعومة إسرائيليا وأمريكيا، لكنها مرفوضة أمميا. ويؤكد الفلسطينيون أن آلية توزيع مساعدات عبر "مؤسسة غزة الإنسانية"، تهدف إلى تجميعهم وإجبارهم على التهجير من أراضيهم، تمهيدا لإعادة احتلال غزة. ومنذ بدء هذه الآلية وحتى الجمعة، وصل المستشفيات ألف و330 شهيدا فلسطينيا وأكثر من 8 آلاف و818 جريحا، جراء إطلاق جيش الاحتلال الإسرائيلي بشكل متكرر النار على منتظري مساعدات، حسب وزارة الصحة. نداء عاجل وجهود إغاثية ووجه غروم نداء لقادة العالم قال فيه: "ما نشهده في غزة هو همجية تعود إلى العصور الوسطى، ويجب وقف القصف والسماح بدخول الغذاء'. ويعمل غروم ضمن فريق طبي تطوعي تابع لمنظمتي "الإغاثة الإسلامية' و'إيديالز' البريطانيتين، واللتين تنفذان منذ ديسمبر/ كانون الأول 2023 برامج طبية في غزة تشمل إجراء عمليات جراحية، في ظل الحصار الإسرائيلي وإغلاق المعابر الذي يمنع خروج المرضى والجرحى خارج القطاع. وتبرز منظمة الإغاثة الإسلامية، ومقرها بريطانيا، كواحدة من الجهات الفاعلة ميدانيًا في التصدي للأزمة الصحية في غزة، بالشراكة مع مؤسسة "إيديالز'. ومنذ ديسمبر/ كانون الأول 2023، ترسل المؤسسة فرقًا من الجراحين والأطباء إلى مستشفيات غزة، لإجراء عمليات طارئة وتوفير علاج فوري للمصابين. كما توفر مستلزمات طبية عاجلة مثل أدوات الجراحة، والمعقمات، والضمادات، والأدوية الأساسية، إلى جانب تطوير استراتيجية دعم طويلة الأمد لتأهيل النظام الصحي الفلسطيني. وتُطلق "الإغاثة الإسلامية'، حملات توعية لجمع التبرعات، وتغطية تكاليف نقل المعدات والكوادر الطبية إلى القطاع المحاصر. ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 ترتكب إسرائيل- بدعم أمريكي- إبادة جماعية في غزة، تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها. وخلفت الإبادة الجماعية في غزة نحو 208 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين. (الأناضول)

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store