
ظاهرة فلكية نادرة.. حلقة ضوئية مذهلة تنبأ بها أينشتاين قبل 100 عام
أثار اكتشاف "حلقة أينشتاين" النادرة والمثالية دهشة العلماء، حيث ظهرت هذه الظاهرة الكونية المذهلة في الفضاء القريب منا، وتُعتبر هذه الحلقة الضوئية واحدة من أكثر الظواهر الفلكية إثارة، حيث تنبأ بها العالم ألبرت أينشتاين قبل أكثر من قرن.
تتشكل هذه الحلقة المتلألئة عندما ينحني الضوء القادم من مجرة بعيدة بفعل جاذبية مجرة أخرى أقرب إلى الأرض، تُعرف باسم NGC 6505، تعمل قوة الجاذبية الهائلة للمجرة القريبة على ثني الضوء حولها، مما يخلق هالة ضوئية مثالية، وتُعد هذه الحلقات نادرة جدًا، حيث يتطلب ظهورها محاذاة مثالية بين المجرتين والأرض، وفقا لصحيفة ديلي ميل.
تم الكشف عن هذه الحلقة بواسطة تلسكوب إقليدس الفضائي التابع لوكالة الفضاء الأوروبية، وهي تُظهر ظاهرة "العدسة الجاذبية" التي تنبأ بها أينشتاين في عام 1915.
وتحدث هذه الظاهرة عندما يشوه المجال الجاذبي لجسم ضخم، مثل مجرة، نسيج الفضاء، مما يجبر الضوء على اتباع مسار منحني بدلًا من الخط المستقيم.
وصف البروفيسور ستيفن سيرجانت، عالم الفلك في الجامعة المفتوحة والمشارك في دراسة الحلقة، الاكتشاف بأنه "مذهل"، مشيرًا إلى أن الحلقة تبدو مثالية لدرجة أنها تشبه المحاكاة الحاسوبية.
وأضاف: "من المدهش أن مجرة NGC 6505 تم اكتشافها عام 1884، لكننا لم نلاحظ هذه الظاهرة إلا الآن، بعد أكثر من قرن من الزمن".
تُعتبر هذه الحلقة مثالية بسبب محاذاة المجرات، وهي مشرقة وحادة بشكل غير عادي، مع تشويش ضئيل حول الصورة، ومن المتوقع أن تساعد هذه الحلقة، وغيرها من الأمثلة على العدسات الجاذبية، العلماء في فهم المادة المظلمة والطاقة المظلمة، التي تشكل الجزء الأكبر من الكون.
معظم تأثيرات العدسات الجاذبية تكون طفيفة، حيث يظهر شعاع الضوء القادم من مجرة بعيدة كنقطة صغيرة في السماء، ولكن عندما تكون قوة الجاذبية قوية بما يكفي، وتتوافق المجرتان بشكل مثالي، تتشكل أشعة متعددة من الضوء المنحني، والتي تلتقي لتكوين حلقة كاملة.
تُعد حلقة أينشتاين المكتشفة حديثًا حدثًا فلكيًا نادرًا، حيث إنها قريبة نسبيًا من الأرض، ومشرقة بشكل غير معتاد، وتم تصويرها بدقة عالية بفضل التلسكوبات الحديثة. وستساعد هذه الاكتشافات العلماء في رسم خريطة ثلاثية الأبعاد للكون، وفهم كيفية توسع الكون بشكل أسرع من المتوقع بفعل الطاقة المظلمة.
يأتي الضوء الذي يشكل الحلقة من مجرة تبعد 4.42 مليارات سنة ضوئية عن الأرض، بينما تقع مجرة العدسة، NGC 6505، على بعد 590 مليون سنة ضوئية. واستطاع تلسكوب إقليدس الكشف عن هذه الحلقة خلال مرحلة الاختبار التي سبقت بدء مهمته الرسمية في يوليو 2023.
وقال برونو ألتيري، عالم أرشيف إقليدس، إن رؤية الحلقة كانت لحظة مذهلة، خاصةً بالنسبة لعالم مهتم بالعدسات الجاذبية. ومن المتوقع أن يكتشف التلسكوب خلال مهمته ما يصل إلى 100 ألف عدسة جاذبية قوية، بالإضافة إلى دراسة التأثيرات الأكثر دقة للعدسات الضعيفة، مما سيساهم في إنشاء أكبر خريطة ثلاثية الأبعاد للكون على الإطلاق.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البوابة
منذ 5 أيام
- البوابة
"ميجا تسونامي" يهدد ثلاث مناطق أمريكية
حذر علماء الجيولوجيا من احتمال تعرض الولايات المتحدة الأمريكية لظواهر طبيعية كارثية تعرف بـ"الميجا تسونامي"، وهي موجات عملاقة قد يصل ارتفاعها إلى آلاف الأقدام وتسبب دمارا هائلا على السواحل. "ميجا تسونامي" يهدد ثلاث مناطق أمريكية وتُعد ثلاث مناطق أمريكية معرضة بشكل خاص لهذا الخطر: ألاسكا، هاواي، والساحل الغربي. وأشار الخبراء إلى أن هذه الموجات تختلف عن التسونامي التقليدي الناجم عن الزلازل، إذ أن "الميجا تسونامي غالبا ما تثار بسبب الانهيارات الأرضية الضخمة أو انهيارات البراكين، وقد تكون قوتها التدميرية أشبه بكارثة كونية"، وفق تقرير نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية.


العين الإخبارية
منذ 5 أيام
- العين الإخبارية
مصور فلكي هاو يلتقط صورة مذهلة لمجرة «عباد الشمس» (فيديو وصور)
تمكن مصور فلكي هاوٍ من التقاط صورة رائعة لمجرة "دوار الشمس" أو ما يعرف بـ"عباد الشمس". وتحمل المجرة الاسم العلمي Messier 63، وتظهر الصورة التي التقطها المصور الفلكي الكندي رونالد بريتشر، من مرصده في فناء منزله الواقع قرب مدينة جويلف في جنوب غرب أونتاريو، كندا، تفاصيل رائعة، وذلك على الرغم من التحديات الجوية التي واجهته مؤخرا. وتُظهر الصورة أذرع المجرة الحلزونية التي تشبه في نمطها وتركيبها رأس زهرة دوار الشمس، ما منح المجرة اسمها الشاعري. وتشع المجرة M63 بضوء أزرق-أبيض صادر عن نجوم ضخمة حديثة التكوين، وهو ضوء استغرق نحو 27 مليون سنة ضوئية ليصل إلى الأرض، وفقا لوكالة ناسا. ويقول بريتشر في تصريح لموقع "سبيس دوت كوم" عبر البريد الإلكتروني: "سوء الأحوال الجوية جعل التصوير صعبا مؤخرا، لكنني استطعت جمع أكثر من 13 ساعة من بيانات التصوير لمجرة (M63) رغم الغيوم وضوء القمر". وخلافًا للمجرات الحلزونية ذات التصميم الكبير والمنظم مثل مجرة (NGC 3631) تتكوّن مجرة "دوّار الشمس" من أذرع مجزأة تلتف حول نواتها الساطعة، مما يمنحها مظهرا فوضويا مميزا. جرى تصوير المجرة بين 17 و28 أبريل/نيسان، بالتزامن مع اقتراب القمر من طور التربيع الأول، باستخدام تلسكوب" سيليسترون" بقطر 14 بوصة وكاميرا فلكية أحادية اللون، إضافة إلى مجموعة من المرشحات (الأحمر، الأخضر، الأزرق، وهيدروجين-ألفا). وتمت معالجة البيانات باستخدام برنامج" بيكس إنسايت"، المتخصص في تحرير صور الفلك. ويُعد شهر مايو/أيار من أفضل الأوقات لرؤية مجرة "دوار الشمس"، والتي يمكن رؤيتها على شكل لطخة ضوئية باهتة عبر التلسكوبات الصغيرة في ظروف رصد جيدة. ويمكن العثور عليها في السماء بين نجمي "السماك الرامح"في كوكبة العواء، و"الدبة" من كوكبة الدب الأكبر، ويساعد استخدام تطبيقات رصد النجوم على تحديد الموقع بدقة. ويُعد هذا الإنجاز مثالا رائعا على ما يمكن أن يحققه الهواة من إنجازات مبهرة في علم الفلك، خاصة مع الصبر والمعدات المناسبة، حتى من فناء المنزل. aXA6IDE1NC4xMy45My4yNDQg جزيرة ام اند امز FR


صحيفة الخليج
منذ 6 أيام
- صحيفة الخليج
تأمّلات في أزمة الخيال
هل تصوّرتَ مرةً أمّةً جلّها نضبت فيه مياه نهر الخيال، فانقطع عن الخرير؟ وهل لاحت في أفق ذهنك أمةٌ أغلبها توقف فيه مصنع الابتكار عن إنتاج المصابيح التي تزيّن سماء حياتها؟ يمكن القياس: «إذا سألتم الله التنميةَ فاسألوه الخيال والأفكار». من العسير تصديق أن أمةّ طبقاتها الجيولوجية متاحفُ حضارات متراكبةٌ طبقاً عن طبق، تظل عشرات السنين متصحرة الخيال، مجدبةَ الأفكار في جميع الميادين، التعليم والاقتصاد، السياسة والصحة، البحث العلمي والأمن القومي، الفنون والدفاع، البنى التحتية والقضاء، وهلمّ تصحراً وجدباً. لأيّ كان أن ينفي الصواب عن مقولة أينشتاين: «الخيال أهمّ من المعرفة». الترجمات نسبية إن لم تكن خوّانة. الأصح أن الفيزيائي يعني بكلمة «نوليدج» العلم كمخزون معلومات، فالمعرفة تشطح بنا إلى أبعاد قصيّة، من نظرية المعرفة لدى أفلاطون وأرسطو، إلى فلسفات التاريخ الحديث. الأهم هو أن الخيال مهم كمنافس ومنازل للعلم والمعرفة. ما الذي ينقص العالم العربي: ضيق ذات المساحة، أم ضيق ذات النفوس، أم شحّ الثروات الجوفية والسطحية؟ التنميات المتعثرة العربية تفتقر إلى الخيال والأفكار. هل من دليل على أن الصين وكوريا الجنوبية كانتا قبل منتصف القرن الماضي جنتين غنّاءتين فيهما من كل فاكهة حضارية ألوان، بينما كانت بلاد العرب في أغبر الغابرين؟ علينا العودة إلى رأس الخيط: قبل عتبة الابتدائية ست سنوات ضائعة. مأساويّ أن تعيش على كوكب واحد مجتمعات علماؤها يعكفون على البحوث الفيزيائية في المادة السوداء والطاقة السوداء ومحاكاة الانفجار العظيم وصنع المادة الفائقة الصلابة من الفوتونات، ومجتمعات ليس لها حتى أمناء يبحثون عن حلول لسدّ رمق الجياع، بينما من بين بلدانهم سلة الغذاء العربية. هل لك خيال يستطيع أن يشطح بعيداً في تصوّر العقل العربي وقد أسّس بورصةً لأسهم الخيال؟ النهضة التنموية لا تحتاج إلى معجزة. في لمح البصر بعد المسيرة الكبرى الصينيّة عام 49 حقق التنين لكل صيني طبق أرز يوميّاً. أين كانوا؟ وأين أصبحوا؟ وأين كانت التنميات المتعثّرة، وأين صارت؟ هل الغرب أعطاهم أطباق الأرز؟ هل هو الذي شاد لهم أعظم شبكة قطارات سريعة على وجه الأرض؟ من أين أتوا بمعين الخيال والأفكار؟ لزوم ما يلزم: النتيجة التربوية: في العالم العربي تعليم منذ عقود، فهل عرفت المناهج ولو طيفاً لتربية الخيال؟