logo
درجة حرارة قاتلة.. جهود السعودية لحماية حجاج 2025 بعد كارثة العام الماضي

درجة حرارة قاتلة.. جهود السعودية لحماية حجاج 2025 بعد كارثة العام الماضي

تحيا مصرمنذ 2 أيام

شمس حارقة تتجاوز 40 درجة مئوية، تزامنت مع بدء توافد أكثر من 1.4 مليون حاج إلى مكة المكرمة لأداء مناسك الحج هذا الأسبوع، تتحول السهول المحيطة بأكبر مدينة خيام في العالم بالقرب من المشاعر المقدسة إلى ساحة مواجهة غير مسبوقة بين الجهود الطبية السعودية المكثفة وعدو خفي قاتل هو الإجهاد الحراري.
تأتي الاستعدادات الهائلة بعد كارثة العام الماضي التي راح ضحيتها أكثر من 1300 حاج، معظمهم بسبب درجات حرارة قاربت 52 درجة مئوية، وفقاً لتقارير وكالة الأنباء الفرنسية (فرانس برس).
ذكرى كارثة 2024 تطارد المشاعر المقدسة
كان موسم الحج لعام 2024 بمثابة جرس إنذار صادم للعالم وللمملكة العربية السعودية على وجه الخصوص، ففي وقت سجلت فيه درجات الحرارة مستوى قياسياً بلغ 51.8 درجة مئوية (125 فهرنهايت).
و وفقاً لبيانات وكالة فرانس برس المستندة إلى مصادر رسمية وميدانية، لقي أكثر من 1300 حاج حتفهم، فيما أشارت التحليلات الطبية الأولية إلى أن "الإجهاد الحراري" وضربات الشمس كانت السبب الرئيسي وراء الغالبية العظمى من هذه الوفيات المأساوية، خاصة بين كبار السن وذوي الأمراض المزمنة الذين فاقمت الحرارة الشديدة حالتهم.
هذه الحصيلة المرتفعة سلطت الضوء بشكل قاس على المخاطر المتزايدة التي يشكلها تغير المناخ على التجمعات البشرية الضخمة، لا سيما تلك التي تقام في ظروف قاسية مثل صحراء شبه الجزيرة العربية في فصل الصيف.
الاستعداد لـ"الأسوأ"
في مواجهة هذا التحدي الوجودي لسلامة الحجاج، وبتصريح واضح من وكيل وزارة الصحة السعودية لشؤون الصحة السكانية، الدكتور عبدالله عسيري، لوكالة فرانس برس بأن "التركيز هذا العام ينصبّ على الظروف المرتبطة بالحر، لأن الحج يتزامن مع حرارة شديدة"، أطلقت السلطات السعودية خطة طوارئ طموحة تتسم بالاستباقية والاستعداد لـ"أسوأ سيناريو" ممكن.
تعزيز غير مسبوق للقدرات الطبية
أكد الدكتور عسيري أن "الطاقة الاستيعابية هذا العام زادت بأكثر من 60% مقارنة بالعام الماضي". ويتجلى هذا في توفير أكثر من 700 سرير مخصص خصيصاً لعلاج الحالات الشديدة من الإجهاد الحراري وضربات الشمس، موزعة عبر المرافق الطبية المؤقتة والدائمة.
وفي المقابل تم إنشاء 71 نقطة طبية طارئة جديدة منتشرة بشكل استراتيجي حول المشاعر المقدسة (مِنى، عرفة، مزدلفة). وتهدف هذه النقاط، كما أوضح عسيري، إلى "علاج المرضى ميدانيًا قبل تدهور حالتهم"، مما يقلل الحاجة للنقل ويسمح بالتدخل السريع.
ويأتي مستشفى طوارئ مِنى، الذي وصفه عسيري بأنه "مجهز بالكامل" ولم يستقبل حالات حتى الآن، كأحد أبرز رموز هذه الاستعدادات. وهو واحد من بين 15 مرفقاً طبياً موقتاً يتم تفعيلها سنوياً خلال الحج، لكنه يخضع هذا العام لتطوير وتركيز خاص على معالجة الإصابات الحرارية.
كما جرى تعبئة وتوزيع أكثر من 50 ألف عنصر من الكوادر الصحية والإدارية (أطباء، ممرضين، فنيين، مسعفين، وإداريين) لتغطية كافة المواقع وتقديم الرعاية على مدار الساعة.
هجوم مباشر على الحرارة: تبريد المشاعر
كشف وزير الحج والعمرة السعودي، توفيق الربيعة، عن نشر آلاف المراوح العملاقة المزودة بأنظمة رذاذ الماء البارد (Mist Fans) في المناطق المكشوفة وخارج الخيام. كما تم تركيب أكثر من 400 وحدة تبريد مائية (Water Coolers) لخفض درجات الحرارة المحيطة بشكل فعّال.
وتضمنت الإجراءات المبتكرة إنشاء ممرات مبرّدة خاصة للحجاج، أبرزها ممر جديد بطول أربعة كيلومترات (حوالي 2.5 ميل) يؤدي إلى جبل عرفة، ثاني أيام الحج وأهمها، حيث يقف الحجاج من الظهر حتى الغروب تحت الشمس. هذه الممرات تستخدم تقنيات تبريد أرضية وهواء لخلق مسار أكثر أماناً.
وفي المقابل لا يمكن التحكم في الطقس الخارجي، يواصل المسجد الحرام في مكة الاعتماد على أكبر نظام تبريد في العالم، حيث يتم تنقية هواء التكييف داخله تسع مرات يومياً وفقاً للتلفزيون السعودي الرسمي، مما يوفر ملاذاً باراً للحجاج أثناء الصلاة.
تحذيرات طبية صارمة للحجاج
مع اقتراب يوم عرفة يوم الأربعاء، الذي يتوقع أن تشهد فيه درجات الحرارة ذروتها لتتجاوز 40 مئوية بسهولة، شدد مسؤولو الصحة على خطورة التعرض المباشر لأشعة الشمس. وحذّر الدكتور عسيري صراحة: "ليس على الحجاج البقاء خارج خيمتهم في عرفة، لأنه أمر محفوف بالمخاطر"، داعياً إلى البقاء في الخيام المبرّدة قدر الإمكان خلال ساعات الذروة (بين 11 صباحاً و3 بعد الظهر) والاكتفاء بالوقوف المطلوب شرعاً في حدود الوقت المحدد مع اتخاذ كافة وسائل الوقاية.
وعلى الرغم من هذه التحذيرات والظروف القاسية، يصر العديد من الحجاج على تحمل المشقة، رؤية فيها اختباراً للإيمان وفرصة للأجر. يقول بدر الشريطة، حاج فلسطيني: "كما ترون، نتصبب عرقًا، الحمد لله رب العالمين. الأجر يتطلب مشقّة". بينما يعتبر عبدالمجيد عاطي، القادم من الفلبين، الحرارة "اختبارًا حقيقيًا لأخلاقنا وصبرنا".
لكن قصص التحمل، مثل قصة رباح منصور، الحاج الفلسطيني السبعيني الذي قال "لا يزعجني الحر، فأنا مزارع واعتدت العمل تحت الشمس"، لا تغني عن ضرورة الالتزام بالإرشادات الطبية. فوزارة الصحة تؤكد أنها لا تعتمد على تحمل الحجاج، بل تعمل على خلق بيئة آمنة وتدخل سريع عند الحاجة.
تغير المناخ.. خلفية الأزمة المتصاعدة
تشكل كارثة حج 2024 ومخاوف 2025 نموذجاً صارخاً لتأثير تغير المناخ على الأحداث العالمية الكبرى. فبحسب مرصد "كوبرنيكوس" الأوروبي (Copernicus Climate Change Service)، كان عام 2024 هو العام الأكثر حرارة على مستوى العالم منذ بدء السجلات المناخية الموثوقة في عام 1850.
وتشير دراسات علمية، منها تقارير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC)، إلى أن موجات الحر الشديدة ووتيرتها ومدتها ستزداد حدة وتكراراً في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مما يضع تحديات مستقبلية هائلة على كاهل تنظيم الحج.
التحدي المستمر والأمل في حج آمن
الجهود السعودية هذا العام، من تعزيز طبي هائل إلى استثمارات غير مسبوقة في تقنيات التبريد الخارجي، تعكس إدراكاً عميقاً لخطورة الوضع وإرادة قوية لتفادي تكرار مأساة العام الماضي.
ومع انطلاق الركن الأكبر للحج يوم الأربعاء في عرفة، ستكون هذه الإجراءات تحت الاختبار الأصعب، نجاحها يعني حماية أرواح مئات الآلاف من الوافدين لأداء فريضة دينية، وفشلها في الحد من الإصابات والوفيات المرتبطة بالحرارة سيكون بمثابة صفعة قاسية في ظل أزمة مناخية عالمية تتفاقم.
وتظل التوعية المستمرة للحجاج بضرورة تجنب التعرض غير الضروري للشمس، وشرب كميات وفيرة من المياه، واللجوء الفوري إلى المرافق الطبية عند الشعور بأي أعراض (دوخة، غثيان، صداع شديد، توقف العرق)، هي الخط الدفاعي الأخير والأهم في هذه المعركة ضد الحرارة القاتلة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الدفاع المدني: استشهاد 10 فلسطينيين في غارات إسرائيلية بغزة
الدفاع المدني: استشهاد 10 فلسطينيين في غارات إسرائيلية بغزة

بلدنا اليوم

timeمنذ ساعة واحدة

  • بلدنا اليوم

الدفاع المدني: استشهاد 10 فلسطينيين في غارات إسرائيلية بغزة

قالت وكالة الدفاع المدني في غزة إن الغارات الإسرائيلية قتلت 10 أشخاص على الأقل في الأراضي الفلسطينية التي تعرضت للقصف يوم الخميس. وأضاف المتحدث باسم الوكالة محمود بصل لوكالة فرانس برس "عشرة شهداء حتى الآن نتيجة الغارات الإسرائيلية منذ الفجر". وتابعت أنها استهدفت منطقة تواجد المدنيين النازحين في مدينة خانيونس جنوبي القطاع ومنازل في مدينة غزة ومدينة دير البلح وسط القطاع. صعدت إسرائيل من حربها الإبادة الجماعية في ما تدعي أنه محاولة لهزيمة حماس. وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية، استشهد ما لا يقل عن 4335 شخصا في غزة منذ أن استأنفت إسرائيل هجومها في 18 مارس، مما يرفع إجمالي عدد الشهداء في الحرب إلى 54607 أشخاص، معظمهم من النساء والأطفال. وفي سياق منفصل، قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل إن مراكز الإغاثة في قطاع غزة المحاصر ستغلق مؤقتا يوم الأربعاء، في حين حذر الجيش الإسرائيلي من أن الطرق المؤدية إلى محطات التوزيع تعتبر مناطق قتال. واستشهد 27 شخصاً في جنوب قطاع غزة، الثلاثاء، عندما فتحت قوات الاحتلال الإسرائيلي النار بالقرب من أحد المراكز التي تديرها مؤسسة غزة الإنسانية المدعومة من الولايات المتحدة . وقالت شركة الكهرباء والماء القطرية إن مراكز التوزيع التابعة لها سيتم إغلاقها لإجراء أعمال التجديد وإعادة التنظيم وتحسين الكفاءة يوم الأربعاء، وستستأنف عملياتها يوم الخميس. وحذر الجيش الإسرائيلي الذي أكد الإغلاق المؤقت، من السفر على الطرق المؤدية إلى مراكز التوزيع، والتي تعتبر مناطق قتال. بدأت مؤسسة التمويل الإنساني، وهي رسميا جهد خاص بتمويل غير شفاف، عملياتها قبل أسبوع، لكن الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الكبرى رفضت التعاون معها بسبب المخاوف من أنها مصممة لخدمة الأهداف العسكرية الإسرائيلية. وفي أعقاب الحادث المميت الذي وقع يوم الثلاثاء بالقرب من أحد مراكز منظمة GHF، أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قتل الفلسطينيين الذين يسعون للحصول على مساعدات غذائية ووصفه بأنه غير مقبول. وفي سياق منفصل، نفت السلطات الإسرائيلية ومؤسسة التمويل الدولية - التي تستخدم حراسًا أمريكيين متعاقدين - الاتهامات الموجهة للجيش الإسرائيلي بإطلاق النار على مدنيين كانوا يهرعون لاستلام مساعدات من مواقع المؤسسة. وأكد الجيش الإسرائيلي أن الحادثة قيد التحقيق. وقالت المتحدثة باسم الجيش الإسرائيلي إفي ديفرين إن الجنود الإسرائيليين أطلقوا النار باتجاه المشتبه بهم الذين كانوا يقتربون بطريقة تعرض القوات للخطر، مضيفة أن الحادث قيد التحقيق. وقال المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك إن مثل هذه الهجمات ضد المدنيين "لا تطاق، وأضاف أنها تشكل انتهاكا خطيرا للقانون الدولي وجريمة حرب. في هذه الأثناء، قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن سكان غزة يواجهون، نطاقا غير مسبوق وتكرارا لحوادث الإصابات الجماعية الأخيرة. قارب الإغاثة قالت الولايات المتحدة يوم الثلاثاء إن جهود الإغاثة التي تدعمها في غزة نجحت في توزيع الوجبات لكنها أقرت بإمكانية التحسن بعد التقارير عن إطلاق النار بالقرب من مركز GHF. وفي هذه الأثناء، كانت سفينة نظمها تحالف دولي من النشطاء تبحر باتجاه غزة، بهدف توصيل المساعدات. غادرت سفينة تحالف أسطول الحرية صقلية يوم الأحد وعلى متنها اثني عشر شخصًا، بما في ذلك الناشطة البيئية جريتا ثونبرج، إلى جانب عصائر الفاكهة والحليب والأطعمة المعلبة وألواح البروتين. وقال التحالف معا، يمكننا فتح ممر بحري للشعب إلى غزة. لكن الجيش الإسرائيلي قال يوم الثلاثاء إنه مستعد لحماية المجال البحري للبلاد. وعندما سئل عن سفينة أسطول الحرية، قال المتحدث باسم الجيش ديفرين، نحن مستعدون لهذه الحالة أيضا، رافضا الخوض في التفاصيل. وقالت وزارة الصحة في غزة إن 4240 شخصا على الأقل استشهدوا منذ أن استأنفت إسرائيل حربها في 18 مارس، مما يرفع إجمالي عدد الشهداء في الحرب إلى 54510 فلسطينيين. وقال الجيش إن ثلاثة من جنوده قتلوا في شمال غزة، ما يرفع عدد الجنود الإسرائيليين الذين قتلوا في القطاع منذ بدء الحرب إلى 424.

ترامب يأمر بفتح تحقيق بشبهة التآمر للتستّر على الحالة العقلية لبايدن
ترامب يأمر بفتح تحقيق بشبهة التآمر للتستّر على الحالة العقلية لبايدن

البورصة

timeمنذ 2 ساعات

  • البورصة

ترامب يأمر بفتح تحقيق بشبهة التآمر للتستّر على الحالة العقلية لبايدن

أمر الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأربعاء بفتح تحقيق للاشتباه بأنّ مستشارين لسلفه جو بايدن 'تآمروا' للتستّر على 'الحالة العقلية' للرئيس الديموقراطي والاستيلاء على صلاحياته، في خطوة سارع الأخير للتنديد بها وتسخيفها. وقالت الرئاسة الأميركية في بيان إنّ ترامب كلّف محامي البيت الأبيض 'التحقيق، ضمن حدود القانون، بشأن ما إذا كان بعض الأفراد قد تآمروا للكذب على الرأي العام بشأن الحالة العقلية لبايدن، وممارسة صلاحيات الرئيس ومسؤولياته خلافا للدستور'. وشدّد ترامب على أنّه 'يتّضح بشكل متزايد أنّ مستشارين سابقين للرئيس بايدن استولوا على سلطة التوقيع الرئاسية من خلال استخدام نظام توقيع آلي'. وأضاف أنّ 'هذه المؤامرة تُمثّل واحدة من أخطر الفضائح وأكثرها إثارة للقلق في التاريخ الأميركي'. واعتبر الرئيس الجمهوري أنّ مثل هكذا أفعال، إذا ما ثبتت صحّتها، 'ستؤثر على قانونية وصحة العديد من القرارات' التي صدرت بتوقيع سلفه الديموقراطي. وبالنسبة لترامب فإنّ التحقيق الذي أمر بإجرائه ينبغي أن يحدّد أيضا 'الوثائق التي استُخدم فيها التوقيع الآلي'، وبخاصة قرارات العفو والأوامر التنفيذية. لكنّ ردّ بايدن لم يتأخّر، إذ سارع الرئيس السابق إلى التنديد بقرار سلفه، معتبرا المزاعم والاتهامات التي ساقها 'سخيفة وكاذبة'. وقال بايدن في بيان تلقّته وكالة فرانس برس 'دعوني أوضح: أنا من اتّخذ القرارات خلال رئاستي. أنا من اتّخذ القرارات المتعلقة بالعفو والأوامر التنفيذية والتشريعات والإعلانات. أيُّ تلميح إلى أنّني لم أفعل ذلك هو أمر سخيف وكاذب'. : الولايات المتحدة الأمريكيةترامب

الناتو يشعل البلطيق.. بدء مناورات ضخمة ستستمر لمدة أسبوعين
الناتو يشعل البلطيق.. بدء مناورات ضخمة ستستمر لمدة أسبوعين

بلدنا اليوم

timeمنذ 5 ساعات

  • بلدنا اليوم

الناتو يشعل البلطيق.. بدء مناورات ضخمة ستستمر لمدة أسبوعين

أعلن حلف شمال الأطلسي الناتو بدء مناورات بحرية وجوية وبرية ضخمة تحت اسم بالتوبس 2025 في بحر البلطيق، والتي ستستمر لمدة أسبوعين كاملين، فهذه المناورات التي يُشارك فيها عشرات الآلاف من الجنود وعشرات السُفن والطائرات من دول الحلف وشركائهُ تُعد الأكبر من نوعها في المنطقة خلال العام الجاري. وقد بدأت تلك المناورات في سياق جيوسياسي مُتوتر بعد التصعيدات الأخيرة بين حلف الناتو وروسيا بدعمهُم لأوكرانيا، حسبما أفادت وكالة الأنباء الفرنسية "فرانس برس". تتزايد التحديات الأمنية في أوروبا الشرقية ومنطقة البلطيق، مما أثار كثير من القلق حول طبيعة الرسالة التي يُريد حلف الناتو إيصالها من خلال هذا الاستعراض الضخم للقوة، فتلك المناورات اختلفت حولها الآراء هلل هي مُجرد ردع أم استعداد لسيناريوهات مواجهة مُحتملة مع روسيا، فالعالم يترقب ماذا بعد تلك المناورات الضخمة. ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن مناورات 'بالتوبس 2025' تهدف إلى تعزيز العمل المُشترك بين قوات الدول الأعضاء في الناتو وشركائها، واختبار جاهزيتها للتعامُل مع مُختلف التهديدات الأمنية، تشمل التدريبات سيناريوهات معقدة تتراوح بين الدفاع الساحلي وعمليات مُكافحة الغواصات والدفاع الجوي. يذكر أن بحر البلطيق يُعتبر منطقة حيوية ومحور توتر رئيسي، خاصة بعد التطورات الأخيرة في شرق أوروبا وتوسع الناتو بضم أعضاء جدد في المنطقة، حيثُ يرى مُحللون عسكريون أن هذه المناورات تُرسل إشارة واضحة للخصوم المحتملين بأن الناتو مستعد للدفاع عن أراضي دولة الأعضاء وبأن أي محاولة لتهديد الأمن في المنطقة ستواجه برد حازم وموحد من قبل حلف الناتو. فعلى الرغم من التأكيد المُتكرر من حلف الناتو على أن هذه المناورات دفاعية بطبيعتها ولا تستهدف أي دولة بعينها، إلا أن توقيتها وحجمها يُشيران إلى أنهُم يُعلنون عن رسالة قوية، ففي ظل التحديات الراهنة تسعى دول الناتو إلى إظهار التزامها بالدفاع الجماعي وفقا للمادة الخامسة من ميثاق الحلف، كما أنها فرصة لدمج القدرات العسكرية الجدية للدول الأعضاء وتعزيز التنسيق بين القوات البرية والبحرية والجوية لمواجهة الأعداء، وفقا لما ذكرتهُ أعضاء حلف الناتو.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store