
التعصب الرياضي.. حين يتحوّل الولاء إلى أداة تمزيق
في المملكة العربية السعودية، حيث تشكل الرياضة أحد أهم روابط اللحمة الوطنية، برزت قديماً ظاهرة التعصب الرياضي، وفي السنوات الأخيرة أصبحت ظاهرة خطيرة جداً.
التعصب الرياضي الذي تحوّل من منافسة شريفة إلى أداة تستخدمها أيادٍ خفية لزرع الفرقة وبث الفتنة بين أبناء الوطن الواحد.
لم يعد التعصب الرياضي مقتصراً على الملاعب أو النقاشات بين الأصدقاء، بل انتقل إلى منصات التواصل الاجتماعي، حيث يجد أعداء الوطن وأصحاب الأجندات والأيدلوجيات العدائية بيئة خصبة لبث السموم.
فبين تغريدات تثير الغضب، ومقاطع فيديو مُحرّفة، وتعليقات مُستفزّة، تُنسج خيوط «فخ التعصب» لخلق شرخ بين أبناء المجتمع السعودي.
بعض الحسابات الوهمية، التي تختبئ خلف أسماء مستعارة، تروّج للشائعات وتضخيم الخلافات البسيطة بين مشجعي الأندية، محوّلة التنافس الرياضي إلى صراع هُويات.
فبدلاً من أن يكون التنافس مصدراً للبهجة والترفيه، يصبح أرضية لزرع الكراهية والتفرقة، وهو بالضبط ما يريده أولئك الذين يحقدون على تماسك هذا الوطن وقوته.
لا يخفى على أحد أن المملكة تشهد نهضة شاملة في كل المجالات؛ ومنها الرياضة، التي أصبحت ركيزة من ركائز رؤية 2030، لكن هذا التقدم يُزعج أعداء النجاح، الذين يعملون ليل نهار لإيجاد أي ثغرة ينفذون منها.
والتعصب الرياضي أصبح إحدى هذه الثغرات، حيث يُحاول البعض تحويل شغف الشباب بكرة القدم إلى أداة تفكيك للوحدة الوطنية.
فالمواطن السعودي الذي يعتز بانتمائه لوطنه، عليه أن ينتبه إلى هذه الفخاخ. فليس عيباً أن تكون متحمساً لفريقك، لكن العيب أن تتحول هذه الحماسة إلى سبٍّ وتحقير للآخرين، أو إلى تبني خطابٍ عدائي يُضعف الروابط الاجتماعية.
التاريخ يعلمنا أن الأمم تبقى قوية ما دام أبناؤها متحدين، وتتهاوى حين تتحول منافساتها إلى صراعات داخلية.
الوعي هو السلاح الأول، ومن الواجب أن ندرك أن الرياضة مهما بلغت أهميتها، تبقى لعبةً يُفترض أن تجمعنا، لا أن تفرقنا، وكما أن على مؤسسات المجتمع من الأسرة إلى المدرسة إلى الإعلام، تعزيز قيم التنافس والاحترام المتبادل، وتذكير الشباب بأن الولاء الحقيقي هو للوطن قبل أي فريق.
كذلك، فإن دور منصات التواصل الاجتماعي كبير في مواجهة هذه الظاهرة، عبر محاربة وفضح الحسابات المزيفة التي تروّج للفتنة، وتشجيع المحتوى الإيجابي الذي يعكس روح المنافسة الشريفة، فالسعودية بلد التنمية والوحدة، ولن نسمح لأحد أن يحوّل شغفنا بالرياضة إلى أداة لتقسيمنا.
هذا للأسف زمن تُحاك فيه المؤامرات ضد الدول القوية، فيجب أن نكون أكثر حذراً من أي محاولة لاختراق وحدتنا. التعصب الرياضي ليس مجرد خلاف عابر، بل فخٌ يُنصب لضرب اللحمة الوطنية.
فلنرفع شعار «كلنا سعوديون» فوق أي انتماء آخر، ولنتذكر أن الفريق الأكبر الذي ننتمي إليه جميعاً هو «فريق الوطن».
أخبار ذات صلة
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


عكاظ
منذ 30 دقائق
- عكاظ
جمهور النصر ووصفة النجاح
تبقى الأندية الجماهيرية في لعبة كرة القدم لها تأثيرها في الجوانب الإيجابية، وأيضا لها تأثيرها في الجوانب السلبية، والسعي من أجل تعديل تلك الجوانب ودفعها إلى الأمام، في مسابقاتنا الرياضية ربما يكون جمهور نادي النصر هو الأكثر تجسيدا لهذه التفاصيل، ولن أجتر الماضي في هذا الجانب، وسأكتفي بالحديث عن ما يحدث من جمهوره من لحظة إغلاق الستار عن الموسم المنصرم حتى يومنا هذا. وقف الجمهور بكل صدق ووفاء من أجل أن يتغير حال النادي في الموسم القادم، واجهوا الإدارة بكل الأخطاء التي وقعوا فيها بكل صدق، وطلبوا منهم الرحيل أيضا بكل صدق، جعلوا الجميع يشعر أن النصر لديه جمهور يبحث عن الأفضل وعنده القدرة لمنح الفرصة لمن يريد أن يقدم عمل جيداً لهذا الكيان، ما يحدث اليوم من جمهور النصر هو جزء يسير من وفاء هذا المدرج وهم على يقين بأن ما يفعلونه سيجد له تأثيراً وصدى لدى المسؤول، وفي النهاية لعبة كرة القدم تسعى لإسعاد الجمهور وإرضاء شغفهم، لا أظن أن هناك شغفا أهم وأقوى مما نجده عند جمهور النصر، فإذا نجح جمهور النصر في الفترة القادمة عندما تنفذ كل مطالباتهم على مستوى الإدارة والعمل الفني، واستطاعوا أن يضعوا الخطوط العرضية لنجاح مشروع النصر الموسم القادم يكونون بذلك قاموا بدورهم على أكمل وجه. إن انتقاد الإدارة الحالية والسعي لتكوين إدارة جديدة أمر مهم وجزء من مطالبات جمهور النصر، التركيز على تجهيز فريق قوي للمنافسة على بطولات الموسم القادم هاجس يشغل جمهور النصر، لم يعد يستطيع هذا المدرج العظيم أن يرى فريقه يتراجع في كل موسم، هم ينشدون التميز وتحقيق الإنجازات مع قائد الفريق الظاهرة «كريستيانو رونالدو» بعد أن حقق مؤخرا مع منتخب بلاده بطولة مهمة على المستوى القاري، في حال نجح النصر الموسم القادم في حصد البطولات تذكروا أن الفضل يعود بعد الله إلى جمهوره العظيم، وما يفعله في هذا الصيف، بعد أن رفض رفضا قطعيا أن يتركه يسير وحيداً. دمتم بخير، أخبار ذات صلة


صحيفة سبق
منذ 2 ساعات
- صحيفة سبق
11 لاعبًا سعوديًا في تحدي عالمي على أرض جدة ضمن بطولة البلياردو بمشاركة 100 نجم دولي
يشارك 11 لاعبًا سعوديًا في بطولة العالم للبلياردو، التي تقام للعام الثاني على التوالي في المملكة، خلال الفترة من 21 حتى 26 يوليو 2025م، في الصالات الرياضية الخضراء بمدينة جدة. تنظم البطولة بشراكة بين الاتحاد السعودي للبلياردو والسنوكر وشركة "ماتشروم"، وتُقام تحت إشراف وزارة الرياضة، بمشاركة أفضل 100 لاعب عالمي سيتنافسون على جائزة مالية تبلغ مليون دولار. وتأتي مشاركة اللاعبين السعوديين بناءً على المقاعد الممنوحة للدولة المستضيفة، حيث تم اختيار 5 لاعبين بشكل مباشر، فيما تأهل 6 آخرون من التصفيات التي نظمها الاتحاد السعودي للبلياردو والسنوكر، بمشاركة أكثر من 150 لاعبًا. اللاعبون الذين تم اختيارهم مباشرة هم: محمد باعباد، مهند الغميز، عبدالله الشمري، خالد الغامدي، وفهد الضعيان. أما اللاعبون المتأهلون من التصفيات فهم: عبدالعزيز العمودي، مشاري الهزاع، محمد البلخي، خالد العتيبي، الوليد المضيان، وسليمان الجليدان.


الرجل
منذ 2 ساعات
- الرجل
ترامب يتابع نهائي تشيلسي وباريس من المدرجات وسط أجواء حماسية
في حضور لافت يعكس اهتمامه بالرياضة، شارك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وزوجته ميلانيا اليوم الأحد، في متابعة المباراة النهائية لكأس العالم للأندية، التي جمعت بين تشيلسي الإنجليزي وباريس سان جيرمان الفرنسي على أرض ملعب ميتلايف MetLife في ولاية نيوجيرسي. ترامب يحضر نهائي المونديال المصدر: Reuters وقطع ترامب مسافة تقدر بـ64 كيلومترًا انطلاقًا من منزله في منتجع الغولف الواقع في بيدمينستر Bedminster، وصولًا إلى ملعب المباراة الذي يُنتظر أن يستضيف أيضًا نهائي كأس العالم 2026 للمنتخبات، والذي يُنظّم بالشراكة بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا. وقبل انطلاق البطولة بأسابيع، استقبل ترمب في مكتبه جياني إنفانتينو Gianni Infantino، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا، حيث استعرضا معًا تفاصيل استعدادات الولايات المتحدة الأمريكية لاستضافة النسخة المقبلة من المونديال، في خطوة عكست جدية البلاد في استثمار الحدث التجريبي الكبير لمونديال الأندية هذا العام. تزامن حضور ترامب للمباراة مع مرور عام على محاولة اغتياله التي وقعت في ولاية بنسلفانيا خلال حملته الانتخابية الرئاسية الثانية، ورغم حساسية المناسبة، فضل الرئيس الأمريكي الظهور مجددًا في قلب الفعاليات الجماهيرية الكبرى. ويُعد هذا الحضور امتدادًا لانخراط ترمب في المشهد الرياضي، إذ سبق أن أصبح أول رئيس أمريكي يحضر نهائي دوري كرة القدم الأمريكية سوبر بول وهو لا يزال في منصبه، وذلك في فبراير الماضي.