
الاستخبارات الأميركية تُحذّر من تهديدات تواجهها «قبة ترامب الذهبية»
حذرت وكالة استخبارات الدفاع الأميركية، من أن الصين قد تمتلك خلال عقد من الزمن عشرات الصواريخ المدارية المزودة برؤوس نووية، قادرة على الوصول إلى الولايات المتحدة في وقت أقصر بكثير من الصواريخ البالستية العابرة للقارات التقليدية.
وأوردت «وكالة بلومبرغ للأنباء»، الثلاثاء، أن الاستخبارات أصدرت رسماً بيانياً، تمهيداً لإعلان البيت الأبيض في شأن التهديدات التي ستواجهها الولايات المتحدة، والتي ستواجهها منظومة الدفاع الصاروخي «القبة الذهبية»، التي تُعدّ أولوية للرئيس دونالد ترامب.
ويوضح الرسم البياني التطورات المحتملة في زيادة قدرات الصواريخ البالستية العابرة للقارات التقليدية لدى الخصوم، بما في ذلك الصين وإيران وروسيا.
ووفقاً للرسم، يُتوقَّع أن تتمكن الصين من نشر ما يصل إلى 700 صاروخ بالستي عابر للقارات مزود برؤوس نووية بحلول عام 2035، بزيادة قدرها 400 مقارنةً بالوضع الحالي.
أما إيران، فقد يُصبح بإمكانها نشر 60 صاروخاً، بعد أن كانت لا تمتلك أيّاً منها في الوقت الراهن.
ومن المحتمل أن يرتفع مخزون روسيا من الصواريخ البالستية العابرة للقارات إلى 400 صاروخ، مقارنة بـ350 في الوقت الحالي.
وكان الأمر الأكثر الأهمية هو أن الرسم البياني أظهر النمو المحتمل في الصين، وبدرجة أقل في روسيا، للصواريخ الفضائية المدارية المسلحة نووياً، ضمن «نظام القصف المداري الجزئي».
وذكرت الاستخبارات أن هذا الصاروخ يدخل «مداراً منخفض الارتفاع، قبل أن يعود لضرب هدفه، مع زمن طيران أقصر بكثير إذا كان يحلق في اتجاه الصواريخ البالستية العابرة للقارات التقليدية نفسها، أو يمكنه المرور فوق القطب الجنوبي لتجنب أنظمة الإنذار المبكر والدفاعات الصاروخية».
وتوقّعت وكالة استخبارات الدفاع أن تمتلك الصين 60 من هذه الأسلحة بحلول عام 2035، بعد أن كانت لا تملك أيّاً منها في الوقت الراهن، كما رجّحت أن ترتفع حيازة روسيا إلى 12 سلاحاً، انطلاقاً من صفر حالياً.
وأثار الكشف عام 2021 عن تنفيذ الصين رحلة تجريبية ضمن نظام القصف المداري الجزئي قلقاً داخل الجيش الأميركي.
وقال رئيس هيئة الأركان المشتركة آنذاك، مارك ميلي، في مقابلة أجريت معه في 2021 على تلفزيون «بلومبرغ»: «ما رأيناه كان حدثاً بالغ الأهمية لاختبار نظام أسلحة. وهو أمر مثير للقلق للغاية، ويستحوذ على كل اهتمامنا».
على صعيد منفصل، توقعت وكالة استخبارات الدفاع أن تُرسل الصين بحلول عام 2035 ما يصل إلى 4000 «مركبة انزلاقية فرط صوتية»، بزيادة على 600 حالياً.
وتُطلق هذه المركبات بصواريخ بالستية، وتنزلق في نصف رحلتها على الأقل نحو الأهداف، ويمكن تسليحها برأس حربي نووي، لكن ربما تكون الصين قد نشرت بالفعل سلاحاً تقليدياً بمدى كافٍ لضرب ألاسكا.
«القبة الذهبية»
وحتى الآن، لم تُقدم وزارة الدفاع (البنتاغون) والبيت الأبيض سوى تفاصيل قليلة حول بنية «القبة الذهبية»، وجداولها الزمنية وتكلفتها.
وقال النائب كين كالفرت، رئيس اللجنة الفرعية لمخصصات الدفاع في مجلس النواب، الأسبوع الماضي: «لم يُحدد أحدٌ ماهية القبة الذهبية تحديداً، هل ستكون مسؤولة عن الدفاع عن كامل الولايات الـ48 وألاسكا»؟
وأفاد مكتب الميزانية في الكونغرس الأسبوع الماضي، بأن الولايات المتحدة قد تضطر إلى إنفاق ما يصل إلى 542 مليار دولار على مدى 20 عاماً، لتطوير شبكة الصواريخ الاعتراضية الفضائية.
وذكر في تقييم أعدّه للجنة الفرعية التابعة للجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ أن تكلفة هذه الشبكة قد تصل إلى 161 مليار دولار حتى في الحد الأدنى، والتكلفة ستعتمد على تكاليف الإطلاق وعدد الأسلحة التي تُوضع في المدار.
وتعيد خطة ترامب إلى الأذهان سعي الرئيس الأميركي السابق رونالد ريغان غير المكتمل لنظام دفاع صاروخي فضائي عُرف على نطاق واسع باسم «حرب النجوم».

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرأي
منذ 2 ساعات
- الرأي
الذهب يتجه لأفضل أداء أسبوعي في أكثر من شهر وسط مخاوف المالية العامة الأميركية
يتجه الذهب اليوم الجمعة لتسجيل أفضل أداء أسبوعي في أكثر من شهر، إذ أدى تراجع الدولار وتزايد المخاوف إزاء أوضاع المالية العامة في أكبر اقتصاد في العالم إلى دعم الإقبال على الملاذ الآمن. وصعد الذهب في المعاملات الفورية 0.2 في المئة إلى 3299.79 دولار للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 00.14 بتوقيت غرينتش. وارتفع المعدن النفيس بنحو ثلاثة في المئة منذ بداية الأسبوع وحتى الآن ويتجه لتحقيق أفضل أداء أسبوعي منذ أوائل أبريل. وزادت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.2 في المئة أيضا إلى 3299.60 دولار. وهبط الدولار بأكثر من واحد في المئة منذ بداية الأسبوع وحتى الآن ويتجه لتسجيل أسوأ أداء أسبوعي منذ السابع من أبريل، مما يجعل الذهب المسعر به أرخص لحائزي العملات الأخرى. ووافق مجلس النواب الأميركي، الذي يسيطر عليه الجمهوريون، على مشروع قانون شامل للضرائب والإنفاق أمس الخميس، بما يضمن تنفيذ معظم أجندة الرئيس دونالد ترامب ويضيف تريليونات الدولارات إلى الدين الحكومي. وينتقل مشروع القانون بهذا إلى مجلس الشيوخ، الذي يسيطر عليه الجمهوريون بهامش 53 إلى 47 مقعدا. وعادة ما يُنظر للذهب كملاذ آمن في أوقات الضبابية السياسية والمالية. وفي غضون ذلك، حذر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي من أن الولايات المتحدة ستتحمل المسؤولية القانونية عن أي هجوم إسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية، وذلك في أعقاب تقرير لشبكة (سي.إن.إن) أفاد بأن إسرائيل تستعد لشن ضربات على إيران. وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، استقرت الفضة في المعاملات الفورية عند 33.07 دولار للأوقية، وصعد البلاتين 0.1 في المئة إلى 1082.47 دولار، ونزل البلاديوم 0.3 في المئة إلى 1012.00 دولارا.


الرأي
منذ 9 ساعات
- الرأي
مقتل موظفيْن بسفارة إسرائيل في واشنطن... والمهاجم يهتف «فلسطين حرة... حرة»
- الموظفان شاب وفتاة كانا على وشك إعلان خِطبتهما قُتل موظفان في السفارة الإسرائيلية في واشنطن مساء الأربعاء، بإطلاق نار أمام المتحف اليهودي في وسط العاصمة الأميركية، في هجوم أوقف منفذه الذي نادى بـ «فلسطين حرّة» وأثار استهجاناً واسعاً باعتباره «معادياً للسامية»، ورأت الدولة العبرية أنه ينمّ عن «تحريض» وحمّلت قادة أوروبيين، المسؤولية. وقبل الهجوم الذي وقع عند الساعة 21.00 بالتوقيت المحلي، «شوهد رجل يسير ذهاباً وإياباً خارج المتحف. وهو يقترب من مجموعة من أربعة أشخاص وأخرج سلاحاً يدوياً وأطلق النار»، بحسب ما قالت رئيسة الشرطة في واشنطن باميلا سميث، مشيرة إلى أن المشتبه به تصرّف وحيداً وهو أطلق شعارات مؤيّدة للفلسطينيين خلال توقيفه. وقدّمته الشرطة على أنه إلياس رودريغيز (30 عاماً) وأصله من شيكاغو. وكان المتحف اليهودي الذي يقع في قلب واشنطن على مقربة من الكابيتول وعلى بعد نحو كيلومترين اثنين عن البيت الأبيض، يستضيف وقت الهجوم احتفالاً من تنظيم اللجنة الأميركية اليهودية. وفي شريط فيديو متداول على شبكات التواصل الاجتماعي، يظهر رجل ملتحٍ يضع نظّارتين ويرتدي سترة وقميصاً أبيض يتعرّض للتوقيف ويُقتاد من أشخاص عدة، من دون أيّ مقاومة. وقبل الخروج من الباب، يتحوّل إلى الكاميرا والحضور هاتفاً مرّتين «فلسطين حرّة... حرّة». وكشف السفير الإسرائيلي في واشنطن يحيئيل لايتر، أن «الضحيتين اللتين سقطتا... باسم فلسطين حرّة، هما ثنائي شاب كان على وشك أن يعقد خطبته. وقد اشترى الشاب خاتم الخِطبة هذا الأسبوع ليطلب يد خطيبته الأسبوع المقبل في القدس». وذكرت وزارة الخارجية إنهما يارون ليسينسكي (28 عاماً)، الذي يحمل أيضاً الجنسية الألمانية، والأميركية اليهودية سارة لين ميلغريم. «تحريض» وتنديد وكتب الرئيس دونالد ترامب، على شبكته للتواصل الاجتماعي «تروث سوشال»، أن «هذه الجرائم الفظيعة... المدفوعة بطبيعة الحال بمعاداة السامية ينبغي أن تتوقّف الآن!»، مشيراً «لا مكان للكراهية والتعصّب في الولايات المتحدة». وأكّد وزير الخارجية ماركو روبيو، أن السلطات ستلاحق المسؤولين عما وصفه بـ«فعل مخز للعنف الدنيء والمعادي للسامية». وفي القدس، أصدر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تعليمات بتعزيز التدابير الأمنية في بعثات إسرائيل الدبلوماسية حول العالم، معتبراً أن الهجوم ينمّ عن «تحريض ثائر» على العنف ضدّ إسرائيل. واتّهم وزير الخارجية جدعون ساعر الدول الأوروبية بالتحريض على بلاده، قائلاً «هناك صلة مباشرة بين التحريض المعادي للسامية والمعادي لإسرائيل وبين جريمة القتل». وأضاف «هذا التحريض يمارس أيضاً من جانب قادة ومسؤولين في العديد من الدول والهيئات الدولية، خصوصاً في أوروبا». وقال وزير الشتات عميحاي شيكلي، إن «الزعماء الغربيين، مثل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر ورئيس الوزراء الكندي مارك كارني، شجعوا قوى الإرهاب، بفشلهم في رسم خطوط حمراء أخلاقية... ويجب أن يُحاسبوا على إطلاق النار في واشنطن». وتابع «يجب علينا أيضاً محاسبة القادة غير المسؤولين في الغرب الذين يدعمون هذه الكراهية». وتوالت التنديدات عربياً ودولياً بالهجوم، بينما أوعز وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو بـ «تعزيز تدابير المراقبة الخاصة بالمواقع المرتبطة باليهود». «ذخيرة سياسية» من شأن عمليات إطلاق النار أن تعطي ذخيرة سياسية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وشركائه اليمينيين المتطرفين لاتخاذ موقف أكثر تشدداً في الصراع في غزة، فضلاً عن توليد التعاطف مع تل أبيب من الحلفاء الغربيين الذين يضغطون عليه لتخفيف الحصار عن المساعدات في المنطقة التي مزقتها الحرب. وفي يونيو 1982، تم إطلاق النار على السفير الإسرائيلي شلومو أرغوف في لندن من جماعة «أبونضال» الفلسطينية التي تأسست بعد انفصالها عن منظمة التحرير الفلسطينية. وفشلت محاولة الاغتيال، لكنها دفعت وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك أرييل شارون إلى شن هجوم على العاصمة اللبنانية بيروت، حيث كان مقر منظمة التحرير. ومن المؤكد أيضاً أن مقتل موظفين في السفارة الإسرائيلية في واشنطن مساء الأربعاء، بإطلاق نار أمام المتحف اليهودي، سيزيد من إثارة الجدل الأميركي حول الحرب والتي استقطبت مؤيدين شرسين لإسرائيل ومتظاهرين مناصرين للفلسطينيين. ووصف أنصار إسرائيل المحافظون بقيادة الرئيس دونالد ترامب، المناصرين للفلسطينيين بأنهم معادون للسامية. وقطع ترامب التمويل عن جامعات النخبة التي يتهمها بالسماح بتظاهرات معادية للسامية، واحتجزت إدارته طلاباً متظاهرين أجانب من دون توجيه تهم لهم. باحث وكاتب محتوى من شيكاغو المُنفّذ إلياس رودريغيز... ظنّوه ضحية فاعترف بفعلته بفخر كشف شهود، أن منفذ الهجوم إلياس رودريغيز، دخل بعد العملية إلى المتحف اليهودي، إذ ظنّ الحرس أنه من الضحايا قبل أن يكشف هو عن فعلته. وقالت كايتي كاليشير «دخل رجل بدا أنه فعلاً في حالة صدمة. وكان الناس يتكلّمون معه ويحاولون تهدئته. وأتى للجلوس إلى جانبي فسألته إن كان بخير وإن كان يريد شرب الماء». وذكر يوني كالين ان «حرّاس الأمن سمحوا بدخول الرجل، ظنّاً منهم، في اعتقادي، أنه ضحية. وقد بلّله المطر وكان بكلّ وضوح في حالة صدمة... وجاءه البعض بالماء وساعدوه على الجلوس... فطلب منهم الاتّصال بالشرطة». ثمّ أخرج كوفية وأعلن مسؤوليته عن الهجوم قبل أن يُقتاد من دون أيّ مقاومة. وهو قال بحسب كاليشير «أنا فعلتها، فعلتها من أجل غزة». وكان يردّد «ما من حلّ سوى الانتفاضة»، بحسب كالين، قبل إخراجه من المبنى وهو يهتف «حرّروا فلسطين!». وقالت قائدة شرطة واشنطن باميلا سميث، إن رودريغيز (30 عاماً)، حدد المكان الذي تخلص فيه من السلاح، وأشار ضمناً إلى أنه المنفذ. وأعلن مكتب التحقيقات الفيدرالي دون بونغينو، إن المشتبه به يخضع للاستجواب. وإلياس رودريغيز، الذي وُلد ونشأ في شيكاغو، حصل على بكالوريوس في اللغة الإنكليزية من جامعة إيلينوي. وكان باحثاً في التاريخ الشفوي في منظمة «صناع التاريخ»، حيث يعدّ مخططات بحثية مفصلة وسيراً ذاتية لقادة بارزين في المجتمع الأميركي الأفريقي. قبل انضمامه إلى المنظمة عام 2023، كان يعمل كاتب محتوى لدى شركات تجارية وغير تجارية في مجال التكنولوجيا. ويُعرف إلياس بنشاطه مع حزب الاشتراكية والتحرير وانخراطه في حركة «حياة السود مهمة».


الرأي
منذ 9 ساعات
- الرأي
«القبة الذهبية» الأميركية تنذر بعصر جديد من «عسكرة الفضاء»
أعاد مشروع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لبناء منظومة الدفاع الصاروخية المعروفة باسم «القبة الذهبية» إحياء مبادرة ظهرت منذ عقود وأثارت الجدل، وقد يؤدي الشروع في بنائها إلى انقلاب في الأعراف المتبعة في الفضاء الخارجي وإعادة تشكيل العلاقات بين القوى الفضائية الأكبر في العالم. ويقول محللون متخصصون في الفضاء، إن الإعلان عن «القبة الذهبية»، وهي شبكة واسعة من الأقمار الاصطناعية والأسلحة في مدار الأرض بتكلفة متوقعة تبلغ 175 مليار دولار، قد يفاقم عسكرة الفضاء بوتيرة حادة، وهو اتجاه اشتد خلال العقد الماضي. وفي حين أن القوى الفضائية الأكبر في العالم، وهي الولايات المتحدة وروسيا والصين، وضعت أصولاً عسكرية واستخباراتية في مدارات فضائية منذ ستينات القرن الماضي، فقد فعلت ذلك سراً في معظم الأحيان.وفي عهد الرئيس السابق جو بايدن، طالبت قوة الفضاء الأميركية بزيادة القدرات الهجومية في الفضاء الخارجي بسبب التهديدات الفضائية من روسيا والصين. وعندما أعلن ترامب خطة «القبة الذهبية» في يناير الماضي، كان ذلك تحولاً واضحاً في الاستراتيجية عبر التركيز على خطوة جريئة نحو الفضاء بتكنولوجيا باهظة الثمن وغير مجربة من قبل، وقد تمثل كنزاً مالياً لشركات الصناعات الدفاعية. وتتمثل الفكرة في إطلاق صواريخ من الفضاء عبر أقمار اصطناعية لاعتراض الصواريخ التقليدية والنووية المنطلقة من الأرض. وقالت فيكتوريا سامسون، مديرة أمن واستقرار الفضاء في مؤسسة سيكيور وورلد فاونديشن للأبحاث في واشنطن، في إشارة إلى نشر الصواريخ في الفضاء «هذا أمر لا تحمد عقباه... لم نفكر حقاً في التداعيات طويلة الأمد لذلك». وأضافت سامسون وخبراء آخرون، ان «القبة الذهبية قد تدفع دولا أخرى إلى نشر أنظمة مماثلة في الفضاء أو إنتاج أسلحة أكثر تطوراً لتجنب الدرع الصاروخي، مما سيؤدي إلى تصعيد سباق التسلح في الفضاء». وتباينت ردود فعل روسيا والصين، إذ عبر ناطق باسم وزارة الخارجية الصينية عن «قلقه البالغ» إزاء المشروع، وحض واشنطن على التخلي عنه، مضيفاً أنه يشكل «تداعيات خطيرة للغاية» ويزيد من مخاطر عسكرة الفضاء الخارجي وسباق التسلح. وأعلن الكرملين ان «القبة الذهبية قد تجبر موسكو وواشنطن على إجراء محادثات حول الحد من الأسلحة النووية في المستقبل المنظور». وتهدف الخطة في المقام الأول إلى التصدي لترسانة متنامية من الصواريخ التقليدية والنووية لخصوم الولايات المتحدة، روسيا والصين، ودول أصغر مثل كوريا الشمالية وإيران. وتعد إحياء لجهود بدأت في حقبة الحرب الباردة من جانب مبادرة الدفاع الاستراتيجي للرئيس السابق رونالد ريغان، والمعروفة باسم «حرب النجوم». وكانت مبادرة الدفاع الاستراتيجي تهدف إلى نشر مجموعة من الصواريخ وأسلحة الليزر القوية في مدار رضي منخفض بإمكانها اعتراض أي صاروخ نووي بالستي يُطلق من أي مكان على الأرض، سواء بعد لحظات من إطلاقه أو في مرحلة الانطلاق السريع في الفضاء. لكن الفكرة لم تنفذ بسبب العقبات التكنولوجية في الأساس، إضافة إلى التكلفة العالية والمخاوف من احتمال انتهاكها معاهدة الحد من الصواريخ البالستية التي تم التخلي عنها لاحقاً. «نحن مستعدون» لـ «القبة الذهبية»، حلفاء أقوياء أصحاب نفوذ في مجتمع التعاقدات الدفاعية ومجال تكنولوجيا الدفاع الآخذ في النمو، واستعد كثير منهم لخطوة ترامب الكبيرة في مجال الأسلحة الفضائية. وقال كين بيدينغفيلد المدير المالي لشركة «إل.3.هاريس» لـ «رويترز» الشهر الماضي «كنا نعلم أن هذا اليوم سيأتي على الأرجح. كما تعلمون، نحن مستعدون له». وأضاف «بدأت إل.3.هاريس في وقت مبكر بناء شبكة الاستشعار التي ستصبح شبكة الاستشعار الأساسية لبنية القبة الذهبية». وذكرت «رويترز» أن شركة «سبيس إكس» للصواريخ والأقمار الاصطناعية التابعة لإيلون ماسك، برزت كشركة رائدة في مجال الصواريخ والأقمار الاصطناعية إلى جانب شركة البرمجيات «بالانتير» وشركة «أندوريل» لصناعة الطائرات المسيرة لبناء المكونات الرئيسية للنظام. ومن المتوقع أن تُصنع العديد من الأنظمة الأولية من خطوط إنتاج قائمة. وذكر الحاضرون في المؤتمر الصحافي الذي انعقد في البيت الأبيض مع ترامب يوم الثلاثاء، أسماء شركات «إل.3.هاريس»، و«لوكهيد مارتن»، و«آر.تي.إكس»، كمتعاقدين محتملين للمشروع الضخم. لكن تمويل «القبة الذهبية» لا يزال غير مؤكد، فقد اقترح مشرعون من الحزب الجمهوري استثماراً مبدئياً بقيمة 25 مليار دولار في إطار حزمة دفاعية أوسع بقيمة 150 ملياراً، لكن هذا التمويل يرتبط بمشروع قانون مثير للجدل يواجه عقبات كبيرة في الكونغرس، وقد تكون أكثر كلفة بكثير مما يتوقعه الرئيس الأميركي الذي تحدث عن نحو 175 مليار دولار في المجموع. غير أن هذا المبلغ يبدو أقل بكثير من السعر الحقيقي لمثل هذا النظام. وأوضح الأستاذ المساعد للشؤون الدولية وهندسة الطيران والفضاء في معهد جورجيا للتكنولوجيا توماس روبرتس ان الرقم الذي طرحه ترامب «ليس واقعياً». تهديدات متزايدة وبحسب وكالة غير حزبية تابعة للكونغرس الأميركي، فإن الكلفة التقديرية لنظام اعتراض في الفضاء لمواجهة عدد محدود من الصواريخ البالستية العابرة للقارات تتراوح بين 161 مليار دولار و542 ملياراً على مدى 20 عاماً. لكن الوكالة أكدت أن النظام الذي يتصوره ترامب قد يتطلب قدرة من حيث اعتراض الصواريخ في الفضاء «أكبر من الأنظمة التي تمت دراستها في الدراسات السابقة»، موضحة أن «تحديد كمية هذه التغييرات الأخيرة سيتطلب تحليلاً معمقاً». وعام 2022، أشار أحدث تقرير للمراجعة الدفاعية الصاروخية التي يجريها الجيش الأميركي Missile Defense Review إلى التهديدات المتزايدة من روسيا والصين. وتقترب بكين من واشنطن في مجال الصواريخ البالستية والصواريخ الأسرع من الصوت، في حين تعمل موسكو على تحديث أنظمة الصواريخ العابرة للقارات وتحسين صواريخها الدقيقة، وفق التقرير. ولفتت الوثيقة نفسها إلى أن التهديد الذي تشكله المسيّرات، وهو نوع من الأسلحة يؤدي دوراً رئيسياً في الحرب في أوكرانيا، من المرجح أن يتزايد، محذرة من خطر الصواريخ البالستية من كوريا الشمالية وإيران، فضلاً عن التهديدات الصاروخية من جهات غير حكومية. لكن مواجهة كل هذه التهديدات تشكل مهمة ضخمة، وهناك الكثير من القضايا التي يتعين معالجتها قبل أن يتسنى اعتماد مثل هذا النظام. وقال الخبير في مؤسسة «راند كوربوريشن» للأبحاث تشاد أولاندت إن «من الواضح أن التهديدات تزداد سوءاً»، مضيفاً «السؤال هو كيف يمكننا مواجهتها بالطريقة الأكثر فعالية من حيث الكلفة». وتابع «الأسئلة المرتبطة بجدوى المشروع تعتمد على مستوى التحدي. كم عدد التهديدات التي يمكنك التصدي لها؟ ما نوعها؟ كلما ارتفع مستوى التحدي، ازدادت الكلفة». وأوضح الباحث المشارك في المعهد الملكي للخدمات المتحدة Royal United Services Institute توماس ويذينغتون أنّ «هناك عدداً من الخطوات البيروقراطية والسياسية والعلمية التي يتعين اتخاذها إذا كان من المقرر أن تدخل القبة الذهبية الخدمة بقدرات مهمة». وأكد أن المهمة «باهظة للغاية، حتى بالنسبة إلى ميزانية الدفاع الأميركية. نحن نتحدث عن مبلغ كبير من المال»، مبدياً تحفظه حيال إمكان أن يرى هذا المشروع النور يوماً.