logo
حسين السيد... شاعر الألف أغنية (2 - 3)

حسين السيد... شاعر الألف أغنية (2 - 3)

كتب الشاعر حسين السيد معظم أغاني الموسيقار محمد عبدالوهاب، وبلغت حوالي 140 أغنية، بجانب أعمالهما مع نجوم الغناء العربي، وتردد أن السيد «الشاعر الملاكي لعبدالوهاب» وكان يغضبه هذا اللقب كثيراً، لأنه تعاون مع ملحنين آخرين، لكن التناغم بينهما تحوّل إلى توأمة فنية، وعلق عبدالوهاب على ذلك قائلا: «هذا شرف لا أدعيه وتهمة لا أنفيها»، وأضاف واصفاً رفيق دربه الفني: «حسين السيد له أذن تغني وهو يكتب».
وتنوعت تجربة السيد وعبدالوهاب، وبعد لقائهما الأول في أغنية واحدة بفيلم «يوم سعيد» عام 1940 للمخرج محمد كريم، استمر التعاون بين «الثلاثي» وكتب السيد جميع أغاني فيلم «ممنوع الحب» (1942)، عدا أغنية «ردي عليّا» للشاعر مأمون الشناوي، وفي «رصاصة في القلب» (1944)، قدم «حكيم عيون» وغناها عبدالوهاب مع راقية إبراهيم، و«أحبه مهما أشوف منه» و«حاقولك إيه» و«يا جلاس»، وكتب جميع أغاني فيلم «لست ملاكًا» (1946)، عدا قصيدة «الخطايا» للشاعر كامل الشناوي.
.related-article-inside-body{min-width: 300px;float: right;padding: 10px 0px 20px 20px;margin-top: 20px;}
.related-article-inside-body.count_2,.related-article-inside-body.count_3{width:100%}
.related-article-inside-body .widgetTitle{margin-bottom: 15px;}
.related-article-inside-body .widgetTitle .title{font-size: 16px;}
.related-article-inside-body .flexDiv{display:flex;align-items:flex-start;justify-content:space-between;}
.related-article-inside-body .flexDiv .articleBox{position: relative;}
.related-article-inside-body .flexDiv.count_3 .articleBox{width:31%}
.related-article-inside-body .flexDiv.count_2 .articleBox{width:48%}
.related-article-inside-body .flexDiv.count_1 .articleBox{width:300px}
.related-article-inside-body .layout-ratio{ padding-bottom: 60%;}
.related-article-inside-body .layout-ratio img{ height: 100%;}
.related-article-inside-body a.titleArticleRelated{font-weight: 700;font-size: 17px;line-height: 25px;padding: 10px 0px;display: block;text-decoration: none;color: #000;}
.related-article-inside-body .date{font-weight: 400;font-size: 13px;line-height: 18px;color: #9E9E9E;}
.related-article-inside-body .defaultView{margin-top: 20px;width: 100%;text-align: center;min-height: 250px;background-color: #D8D8D8;color: #919191;font-size: 18px;font-weight: 800;line-height: 250px;}
@media screen and (max-width: 992px) {
.related-article-inside-body{width: 100%;float: none;padding: 10px 0px;}
.related-article-inside-body .flexDiv.count_1 .articleBox{width:100%}
.related-article-inside-body a.titleArticleRelated{font-size: 14px;line-height: 22px;}
.related-article-inside-body .date{font-size: 12px;}
}
@media screen and (max-width: 768px) {
.related-article-inside-body .flexDiv{flex-direction: column;}
.related-article-inside-body .flexDiv .articleBox{margin-bottom:20px;}
.related-article-inside-body .flexDiv.count_3 .articleBox{width:100%}
.related-article-inside-body .flexDiv.count_2 .articleBox{width:100%}
.related-article-inside-body .flexDiv.count_1 .articleBox{width:100%}
}
شارك في التمثيل مع فريد الأطرش في «رسالة من امرأة مجهولة»
وانفرد السيد وعبدالوهاب بكتابة وتلحين أغاني فيلم «غزل البنات» (1949)، بطولة وإخراج أنور وجدي، وغنت المطربة ليلى مراد «أبجد هوز» و«اتمختري يا خيل»، و«الدنيا غنوة»، و«الحب جميل»، و«ماليش أمل»، و«عيني بترف»، بمشاركة الفنان نجيب الريحاني، وظهر عبدالوهاب بشخصه في هذا الشريط السينمائي، وغنى «عاشق الروح» وتعد الأخيرة من روائع الأغاني المصرية.
واستمر التعاون بين السيد وعبدالوهاب بعيدًا عن شاشة السينما، وقدما عددًا كبيرًا من الأغاني الرومانسية والوطنية منها «قل لي عمل لك إيه قلبي»، و«بافكر في اللي ناسيني»، و«خي»، و«فين طريقك»، و«لا مش أنا اللي أبكي»، و«ساعة المجد»، و«الجيل الصاعد»، و«دقت ساعة العمل»، و«صوت الجماهير»، و«ساعة مابشوفك جنبي»، والأخيرة غنتها أيضًا المطربة نجاة الصغيرة.
وتخلل مشوار حسين السيد وموسيقار الأجيال الكثير من المواقف الطريفة والذكريات، وكان لكل أغنية قصة لا تشبه الأخرى، وتعمقت التوأمة الفنية بينهما، ودائمًا ما كانت تدور نقاشاتهما حول فكرة لأغنية جديدة، وخاطرة موسيقية تفضي إلى لحن متوهج، وأدى هذا التناغم إلى موجات متلاحقة من الثراء والتنوع الفني، ويكفي موقف حياتي عابر أن ينتهي بجلسة فنية بين الشاعر والموسيقار.
وحكى الشاعر حسين السيد موقفًا طريفًا مع عبدالوهاب، إذ إنهما ذات يوم كانا في طريقهما إلى الاستوديو، وأراد السيد أن يمر على مقاول يتولى بناء عمارته، وهناك حدثت مشادة بينهما، لتأخُّر المقاول في بدء العمل، وحين عاد إلى السيارة، قال لعبدالوهاب «توبة أبني بيت مرة ثانية»، فقال له الموسيقار «توبة مطلع أغنية جميلة»، وبعدها كتب السيد أغنية «توبة» وغناها عبدالحليم حافظ.
التقى الشاعر حسين السيد المطربة ليلى مراد في باقة من أجمل أغانيها، منها «الشاغل هو المشغول»، و«اللي يقدر على قلبي» ألحان عبدالوهاب، و«حبيب الروح»، و«إحنا الاثنين» من ألحان رياض السنباطي، و«يا سارق من عيني النوم» لحن عزت الجاهلي، و«كلمني يا قمر» لحن أحمد صدقي، و«أمانة تنسى يوم» لحن محمود الشريف.
وكتب السيد لأغلب مطربي ومطربات جيله، منهم الشحرورة صباح، وغنت له «أكلك منين يا بطة» و«حبيبة أمها» لحن فريد الأطرش، و«ب فتحة باء» و«سلّمولي على مصر» لحن محمد الموجي، و«من سحر عيونك» و«الأهلي والزمالك» لحن محمد عبدالوهاب، والأغنية الأخيرة كتبها لمحاربة التعصب الرياضي.
والتقى الشاعر حسين السيد المطربة وردة الجزائرية، وغنت من كلماته «بقولك حاجة» ألحان رياض السنباطي، و«أهلًا يا حب» و«يا قلبي يا عصفور» ألحان محمد الموجي، و«في يوم وليلة»، وشاركت وردة في الأغنية الوطنية «الجيل الصاعد» مع عبدالحليم حافظ ونجاة الصغيرة وفايزة أحمد، ألحان محمد عبدالوهاب.
وكتب السيد العديد من الأغاني للمطربة شادية، منها «فارس أحلامي»، و«خمسة في ستة بثلاثين يوم»، و«فوت يا حبيبي وسلم»، ودويتو «حاجة غريبة» مع عبدالحليم حافظ، و«إيرما لادوس» من ألحان منير مراد، و«أنا عندي مشكلة» لحن بليغ حمدي، و«تلات شهور ويومين اتنين» لحن رياض السنباطي، و«بسبوسة» لحن محمد عبدالوهاب، و«مين قالك تسكن في حارتنا» لحن محمد الموجي.
«عيني بترف» تكشف موهبة نجيب الريحاني في الغناء مع ليلى مراد
كتب الشاعر الراحل حسين السيد العديد من الأغاني ذات الطابع الاجتماعي، ومن أبرزها الأغنية الأيقونية «ست الحبايب» لحن وغناء الموسيقار محمد عبدالوهاب، وغنتها أيضًا المطربة فايزة أحمد، وترددت روايات مختلفة عن مولد تلك الأغنية، الأولى نشرتها مجلة «الكواكب» في مايو 1958 ورصدت كواليس تسجيلها في الإذاعة المصرية.
وذكرت «الكواكب» أن الناشطة النسائية زينات الجداوي، تولت لجنة تنظيم احتفالية عيد الأم، واقترحت على المسؤولين في الإذاعة إعداد أغنية خاصة بهذا العيد ضمن البرنامج الذي تعدّه لهذه المناسبة، واتصلت بالموسيقار محمد عبدالوهاب، وبدوره كلّف الشاعر حسين السيد بوضع الكلمات، وعندما سمع مطلعها، وشرع في تلحينها، قال إن أصلح صوت يؤدي هذه الأغنية هو صوت فايزة أحمد.
«الأهلي والزمالك» تواجه التعصب الرياضي بصوت الشحرورة
وعلى الفور، اتصل حسين السيد بالموسيقار محمد عبدالوهاب وروى له القصة، وقرأ عليه الكلمات واكتشف بعد الانتهاء من قراءتها أن عبدالوهاب سجلها في ورقة عنده، ووعده الأخير بتلحينها ليفاجأ السيد في اليوم التالي هو ووالدته بالأغنية تذاع في الإذاعة المصرية وبصوت فايزة أحمد، فقال له عبدالوهاب إنه أعجب بالكلمات ولحنها في 15 دقيقة، واتصل بفايزة أحمد ودعاها على الفور للتدرُّب على اللحن.
ورغم التشابه في بعض تفاصيل الروايتين، فإن ابنة الشاعر الراحل الدكتورة حامدة حسين السيد، أكدت أن القصة الحقيقية لأغنية «ست الحبايب» بدأت عندما فكر الصحافيان مصطفى أمين وعلي أمين في عيد للأم، وعرضا الفكرة على وزير الثقافة وقتذاك ثروت عكاشة، ووافق على فكرة وجود عيد للأم، لكنه اشترط أن يرافقها أغنية للأم، كتبها حسين السيد ولحنها عبدالوهاب خلال 48 ساعة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

فجرعبدالوهاب لـ«الراي»: الغناء مع الكورال «أونس وأحلى»
فجرعبدالوهاب لـ«الراي»: الغناء مع الكورال «أونس وأحلى»

الرأي

time١٥-٠٥-٢٠٢٥

  • الرأي

فجرعبدالوهاب لـ«الراي»: الغناء مع الكورال «أونس وأحلى»

ترى الفنانة فجر عبدالوهاب، أن الغناء ضمن فريق الكورال «أونس وأحلى» بالنسبة إليها، مؤكدة في دردشة مع «الراي» أنها لا ترفض فكرة الغناء المنفرد. كلام عبدالوهاب، صاحبة الصوت الكويتي النسائي الجميل، التي تتلمذت على يد الفنان القدير عبدالعزيز المفرج «شادي الخليج» ونهلت من علمه وفنه، أتى رداً على سؤال عما إذا كانت تنوي طرح أعمال خاصة بها «صولو»، وأوضحت «لا أرفض فكرة الغناء المنفرد، وربما يتحقق لاحقاً. لكن في المجمل، أحب العمل ضمن المجموعة وأن أكون في فرقة (الكورال) فالأمر (أونس وأحلى)، ومنه أكتسب خبرة موسيقية أكبر». وأضافت «نحن نعاني كجيل شاب من عدم القدرة على الإنتاج لأنفسنا، وعلى الصعيد الشخصي ما يوقفني عن تقديم أغان خاصة بي، أنني لم أجد شركة انتاج تمنحني الحرية في تقديم ما يشبهني من أعمال من دون أن تفرض رأيها عليّ». «قصة شوق وحمد» وحول جديدها الذي تتجهز له، قالت: «فخورة أنني أشارك في الأمسية الغنائية التي تحتوي على قصة بسيطة وحلوة (قصة شوق وحمد)، حيث سيتم عرضها يومي 21 و22 مايو الجاري في (قاعة الشيخ جابر العلي) بمركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي. والعمل يروي قصة حب معاصرة في أبيات شعرية كتبها الشاعر الكبير ساهر، وتولى إعادة توزيعها موسيقياً عمار البني، في حين سيقود الأوركسترا المايسترو الدكتور أحمد العود، بمشاركة 12 فرداً من شباب وفتيات من الكورال». وأضافت «هي فرصة جميلة وثقة منحتني إياها شركة (الجابرية الحرة)، وعلى الصعيد الشخصي أنا مستمتعة جداً خلال التدريبات، فالجميع متعاون ومتفاهم مع بعضه (كلنا على قلب واحد)». وأردفت «الأغاني في العرض لن تُغنّى بالصورة المعتادة، بل بطريقة (الأكابيلا)، وهو لون نستغني فيه عن الآلات الموسيقية ونستعين بدلاً عنها بالصوت البشري من كل الطبقات من (السوبرانو) إلى (الباص). وفي حقيقة الأمر، هذا أمر صعب جداً، كونه يحتاج إلى أن نكون ملمين بعلم الأصوات البشرية وعلم التأليف الموسيقي، لهذا اختارت (الجابرية الحرة) نخبة النخبة». «ندرة الأصوات النسائية» وعما إذا كانت ترى وجود ندرة بالأصوات الغنائية النسائية في الكويت، أكدت بالقول «نعم، هناك ندرة، فالأصوات المتواجدة حالياً في الساحة حصرت نفسها بالغناء ضمن (الكورال) فقط. في حين لو تم التعمق في داخل المجال الغنائي ستجد الكثير من الأصوات النسائية الرائعة والجميلة، لكنها لم تظهر للساحة بسبب غياب شركات الإنتاج التي تتبنى موهبتها». «تعلمت الفن التركي» وحول إتقانها الغناء باللغة التركية، كشفت عن السبب وراء ذلك بالقول «منذ كنت صغيرة وأنا أحب الاستماع إلى الأغاني التركية، لهذا حرصت عندما كبرت على أن أتعلم اللغة، أحببت الفن التركي زيادة وأتقنته، وأصبحت أفهم ما الذي أغنيه». «لا للتمثيل التلفزيوني» وفي ما يخص دخولها عالم التمثيل، أوضحت «سبق لي أن خضت تجربة التمثيل الصوتي في فيلم (فانزو) عبر تجسيدي لشخصية كرتونية. لكنني كفجر لا أرى نفسي ممثلة في الدراما التلفزيونية نهائياً، وربما أخوض تجربة التمثيل في مسرح الطفل الراقي فقط». «تلحين وغناء تتر» على صعيد آخر، أشارت عبدالوهاب إلى توليها تلحين وغناء شارة المسلسل الدرامي الموسمي «الصحبة الحلوة»، وأوضحت: «الشارة صاغ كلماتها الفنان عبدالله العماني، وشاركتني في الغناء الفنانة رهف العنزي. والمسلسل يأتي من إنتاج شركة (Magic Lens) وإخراج محمد دحام الشمري، ومن بطولة الفنانة هدى حسين ونخبة من النجوم».

القضاء يبرئ مؤلف «من غير ليه» بعد رحيله بـ 9 سنوات
القضاء يبرئ مؤلف «من غير ليه» بعد رحيله بـ 9 سنوات

الجريدة

time٠١-٠٤-٢٠٢٥

  • الجريدة

القضاء يبرئ مؤلف «من غير ليه» بعد رحيله بـ 9 سنوات

استطاع عزيز أن يجذب المطربة نجاة الصغيرة إلى الأغنية الشعبية، وغنت «أما براوة» من ألحان محمد الموجي في الفيلم الاستعراضي «ابنتي العزيزة» (1971)، إخراج حلمي رفلة، وشارك في البطولة رشدي أباظة وعمر خورشيد، وزوزو شكيب وإبراهيم سعفان والباليرينا ماجدة صالح، وغنت نجاة في نفس الفيلم «دوبنا يا حبايبنا» ألحان الموسيقار محمد عبدالوهاب. والتقى عزيز مع نجاة في أغانٍ أخرى، منها «أنا بستناك» لحن بليغ حمدي، و«إيه هوه دا» و«الليلة دي» و«حبيبي لولا السهر» لحن محمد الموجي، و«وحياة الهوى» لحن حلمي بكر، و«غريبة منسية» والأغنية الوطنية «البر التاني» ألحان كمال الطويل. وكان آخر لقاء بين عزيز ونجاة والطويل في أغنية «لو يطول البُعد» عام 1974، ويقول مطلعها: «لو يطول البعد مهما يطول، بس ترجع والنبي مهما يطول، تلاقيني مستنية، والفرح اللي مخاصمني يرجع لي شوية شوية، عودتني على حبك أنام، عودتني على صوتك أنام». أزمة أغنية التقى عزيز مع ألحان الموسيقار محمد عبدالوهاب في أعمال قليلة، منها «يا خلي القلب» بصوت العندليب عبدالحليم حافظ، وغناها في فيلم «أبي فوق الشجرة» عام 1969، و«لولا الملامة يا هوى» وغنتها وردة الجزائرية عام 1974. وعن سر ندرة أعماله مع موسيقار الأجيال، قال عزيز في لقاء نادر له إن عبدالوهاب له طريقة خاصة في العمل ترهق أي مؤلف أغانٍ يتعامل معه، إذ كان يضع اللحن أولًا، ثم يطلب من الشاعر أن يكتب كلمات تُركب على هذا اللحن، وكان هناك الكثير ممن يقبلون هذا الأمر، إلا أن الشاعر مرسي جميل عزيز لم يكن يحب أن يتعاون معه بسبب هذه الطريقة. وهناك أسباب أخرى ليست خافية، أن عبدالوهاب كان يعتمد بشكل كبير على مؤلفات الشاعر حسين السيد، والأخير نال النصيب الأوفر من ألحانه، وبينهما توافق ذهني كبير، سواء في الأغنيات التي غناها له موسيقار الأجيال، أو لحنها لمطربين ومطربات، ما جعل لقاءه بشعراء آخرين في أعمال قليلة، منهم مرسي جميل عزيز ومأمون الشناوي وعبدالوهاب محمد. وتعرّض عزيز لأزمة غير متوقعة مع عبدالوهاب، عندما كتب أغنية «من غير ليه» ليغنيها المطرب عبدالحليم حافظ، لكن القدر لم يمهله، وظلت الأغنية حبيسة الأدراج لمدة 12 عامًا لدى شركة «صوت الفن»، وبعد تسع سنوات من رحيل عزيز، سجلها عبدالوهاب بصوته في عام 1989. والمفاجأة أن الأغنية تعرّضت لهجوم عاصف، بزعم مساسها بالدين، وقام أحد الصحافيين بتحريك دعوى قضائية أمام محكمة الأمور المستعجلة، لوقف إذاعة وتداول الأغنية، وإدانة مؤلفها مرسي جميل عزيز، وتقدّم المحامون وكتبت المقالات دفاعًا عن الشاعر الراحل، وأشادوا بكلماته طوال مسيرته مع الشعر الغنائي. وقام المفكر الإسلامي أحمد كمال أبوالمجد وزير الإعلام المصري الأسبق، بالدفاع عن الأغنية وعن مرسي جميل عزيز، وقال في دفاعه إن الشعراء يمزجو كلماتهم الحقيقة بالخيال والحقيقة بالرمز، والشاعر من حقه أن يتأمل ويفكر بخياله، خاصة أن الأمر لم يصل إلى حد نصب المحاكم لمحاكمته، وأن كلمات الشعراء ورسومات الفنانين بما فيها من الخيال فيها نوع من الجمال وهي تعبّر عن خلق الله ونعمه، والحقيقة أن الفن عون كبير على عبادة الله. وأنصفت المحكمة شاعر الأغنية مرسي جميل عزيز، وأقرت في حكمها بأن الأغنية تحمل في معناها سخرية الإنسان من نفسه وضعفه وقلة حيلته، كما أنه ليس هناك تعارض بين الكوبليه المختلف عليه في الأغنية وبين قوله تعالى: «وما خلقتُ الجن والإنس إلا ليعبدون»، وأنه ليس في الدعوى أي دليل أو سند لرفض الأغنية وإدانة مؤلفها. المئوية والتكريم تلقى مرسي جميل عزيز العديد من التكريمات خلال مسيرته الفنية وبعد رحيله، منها وسام الجمهورية للآداب والفنون عام 1965 من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، ضمن أول مجموعة من الفنانين الشباب تحصل عليه في مجالات الفكر والفنون والآداب، وأطلقت محافظة الشرقية اسمه على الشارع الذي كان يسكن فيه بمدينة الزقازيق، وكرمته وزارة الثقافة المصرية في عام 2021، احتفالاً بمرور مئة عام على مولده. المحطة الأخيرة واختتم الشاعر مرسي جميل عزيز رحلته مع الأغنية السينمائية في الفيلم الاستعراضي «مولد يا دنيا «عام 1976، إخراج حسين كمال، وحقق هذا الشريط السينمائي نجاحًا ساحقًا، وغنت خلاله المطربة عفاف راضي من أشعاره «شبيك لبيك» لحن منير مراد، و«يهديك يرضيك» و«يا قوي» ألحان محمد الموجي، بجانب أغنية «يا صبر طيب» التي غناها نجم الكوميديا عبدالمنعم مدبولي، ولحنها كمال الطويل. وفي التاسع من فبراير عام 1980 رحل فارس الأغنية مرسي جميل عزيز، حيث كان قد أصيب بمرض عضال، وسافر إلى الولايات المتحدة للعلاج، وبعد فترة قضاها في المستشفيات الأميركية، عاد ليموت فوق تراب مصر ودفن في مسقط رأسه، ولا يزال إبداعه المتفرد يثري وجدان محبيه في أرجاء العالم العربي. «يا صبر طيب» تكشف موهبة مدبولي في الغناء ساهم الشاعر الراحل مرسي جميل في اكتشاف موهبة العديد من المطربين والمطربات، وحققوا نجاحاتهم الفنية من خلال أشعاره، منهم عبدالحليم حافظ وفايزة أحمد ونجاة الصغيرة، ومحرم فؤاد، وفي تحوّل مفاجئ، دفع بإحدى أغنياته «يا صبر طيب» ليغنيها نجم الكوميديا عبدالمنعم مدبولي في فيلم «مولد يا دنيا» عام 1976، وحققت نجاحًا مدويًا. بدأت الحكاية، عندما أسند المخرج حسين كمال دور «عربجي الحنطور» لمدبولي في «مولد يا دنيا»، وقال له: «زي ما بتقدر تضحّك الناس بقوة، لازم تبكيهم بقوة، في الفيلم أغنية جديدة شكلًا ومضمونًا وإنت اللي هتغنيها، كلمات مرسي جميل عزيز، وألحان كمال الطويل». وفي إحدى المرات كان مدبولي في ورشة الميكانيكا لتصليح سيارته، وتصادف وجود كمال الطويل، وعرض عليه سماع لحن الأغنية، ورحب مدبولي بالفكرة، واتفقا على المقابلة في منزل المطربة نجاة لتسجيل الأغنية، وقاما بعمل بروفات كثيرة، وحضر المخرج حسين كمال، لاختيار وتحديد مناطق الحزن، والوقت الذي يبكي فيه. وكان في وسط الأغنية موسيقى يرقص عليها عبدالمنعم مدبولي، وقام بعزفها الموسيقار عمار الشريعي، على الأورج، وبعد الانتهاء من تسجيل الأغنية بشكل نهائي، دخل جميع المتواجدين في حالة من البكاء بعد سماعها. وقال مدبولي عن هذه الأغنية: «ساعدني على أدائها، أنني أحتفظ في ذاكرتي بصورة سائقي الحناطير، يقفوا أمام مدرستي الابتدائية بحي باب الشعرية لابسين البدل السوداء المستعملة ومنتظرين أي حد يطلبهم في جنازة علشان يمشوا أمامها في مجموعات أو يطلبوهم يقدموا قهوة في أماكن العزاء وواقفين طول النهار والليل مستعدين لأي شغل». وتابع: «أنا عاصرت الناس دي وشوفتها في أزهى وأقوى عصورهم، وشوفتهم في اكثر لحظات بؤس وشقاء وحزن لمّا مهنتهم بدأت تنقرض بسبب ظهور السيارات والعربات الأجرة». ويقول مطلع الأغنية: «زمان وكان يا مكان، كان الزمان إنسان، دلوقت ليه يا زمان مابقتش زي زمان، طيب.. يا صبر طيب، يرحم زمان وليالي زمان، والناس يا متهني يا فرحان، الدنيا كانت وردة وشمعة، ولسه ما اخترعوش أحزان، زمان زمان وليالي زمان، ساعات ألف أزف عرايس، وساعات أدور مع نور عرسان، وياما كان بجيلي مزاج، ألسوع العُزّال كرباج، ولمّا أقول شي الزفة تمشي، ولمّا أقول هس كله سمع هس، ودُقي يا مزيكا». تخلّل مسيرة مرسي جميل عزيز العديد من المعارك الفنية، من أبرزها معركته مع موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، ودارت في كواليس جمعية المؤلفين والملحنين المصرية، وأطلق الشاعر لحيته احتجاجاً على موقف عبدالوهاب من زملائه أعضاء الجمعية المؤلفين، فيما يخص استقلالها عن قرينتها في باريس، وطالب العديد من أعضاء الجمعية بالانفصال عن جمعية باريس، إلا أن موسيقار الأجيال أصر على موقفه بضرورة بقاء الاتحاد بين الجمعيتين. وفي ذلك الوقت، نشرت مجلة «الكواكب» الفنية، تفاصيل تلك الأزمة، وظهور الشاعر مرسي جميل عزيز في أروقة الجمعية، يخفي وجهه تحت نظارته السوداء التي اشتهر بها، ويطلق لحيته، وكان قد تعافى من مرض أصابه قبل ثلاثة أشهر، ومنعه الأطباء من الحركة والكلام والتأليف، للحفاظ على سلامة قلبه، ونشرت الصحف هذا الخبر تحت عنوان «مرسي جميل عزيز يعتزل أغاني الحب بأمر الطبيب». وحول سر لحيته الطويلة قال عزيز: «احتجاجًا على موقف عبدالوهاب من زملائه أعضاء جمعية المؤلفين ولن أزيلها إلا إذا رضخ لمطالبنا»، وتطرّق إلى فكرة أوبريت شرع في كتابته، وتحمس أعضاء الجمعية للمساهمة في تنفيذه، وبرأسمال قدره ألف جنيه، وأنه نجح في الاتفاق على تكوين فرقة مع الملحنين علي إسماعيل ومحمد الموجي والشاعر عبدالفتاح مصطفى والمطربة شهرزاد والمطرب محرم فؤاد، وأن هذه الفرقة ستقدم ألوانا جديدة تعتمد على الموسيقى الحديثة والرقص الإيقاعي، وتعالج أهم المشكلات الاجتماعية، على غرار مسرح «برودواي» أميركا. التقى الشاعر مرسي جميل عزيز المطربة نجاة الصغيرة في عدد كبير من الأغاني، منها أغنية مجهولة بعنوان «عايزاك يا حبيبي» تسبّبت في أزمة للمطربة الرقيقة والموسيقار فريد الأطرش، وجرت أحداثها قبل أكثر من 50 عاماً. والمعروف أن نجاة غنت من ألحان الكثير من الملحنيين، لكنها لم تتعاون مع الأطرش، وكان معجباً بلونها الغنائي، ويصف صوتها بأنه «صوت حريري»، وأنه يجد في أدائها الرقيق أشياء لا تتوفر لغيرها من المطربات، كما كانت نجاة تعتبر ألحان فريد الشرقية لها إضافة لمسيرتها الغنائية، وجسراً جديداً إلى المزيد من التألق والنجاح. وفي عام 1966 كان من المقرر أن يتم التعاون بينهما في أغنية، ورغم استعداد الاثنين للعمل معًا، وسعادتهما بهذا اللقاء فإن بعض المقربين من نجاة حذروها من التعاون مع فريد الأطرش، وتباعد اللقاء بينهما، وفي عام 1971 اشتركا في مجموعة حفلات على مسرح «بيسين عالية» في لبنان، وعندما التقيا وراء الكواليس ذابت حواجز الجليد من حرارة التعاون، وقالت نجاة في حماس لفريد: «أنا نفسي أغني من ألحانك»، وبدوره قال: «وأنا كمان نفسي». وفي القاهرة، التقت نجاة والأطرش قبل رحيله بأربعة أعوام، وكان فريد قد عرض عليها رغبة إحدى شركات الأسطوانات في تلحين أغنية لها، وطبعها على أسطوانة، ورحبت المطربة بالفكرة، واحتفظت لنفسها بالحق في اختيار الكلمات، وبالفعل كتب لها الشاعر مرسي جميل عزيز أغنية «عايزاك يا حبيبي» وتحمست نجاة للكلمات واللحن، وكعادته أهدى الموسيقار الأغنية للإذاعة دون مقابل. ومرت الأيام، ولم تذع «عايزاك يا حبيبي» فاتصل فريد بالإذاعة لمعرفة السبب، فقالوا له إن لجنة النصوص اعترضت على بعض الكلمات ومطلوب تعديلها «عايزاك يا حبيبي قوام عايزاك، عايزاك على طول أنا بترجاك، ناري بتناديك، تبقى جنة بيك، يا حبيب الروح». وغضب الموسيقار الكبير لأنه اللحن الوحيد الذي قدمه لنجاة، وبالفعل جلس مع أعضاء لجنة النصوص، لكنه وجد تعنتاً كبيراً من جانبهم، وفضّل ترك الأمر بعض الوقت حتى تهدأ الأمور، لكن مرضه وسفره واستقراره في لبنان، حال دون خروج الأغنية للنور.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store