
كيف تنعكس حرب إيران علينا؟... باراك «يقدّر» إدارة عون للحوار بشأن السلاح
الأخبار: لا يزال المسؤولون في لبنان يتتبّعون نتيجة جولة الحرب بين إيران وكلّ من إسرائيل والولايات المتحدة، وتُطرح أسئلة كثيرة حول ما انتهت إليه من نتائج على الأرض، خصوصاً أن وقف إطلاق النار الذي فاجأ به الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجميع، لم يكن مستنداً إلى أي اتفاق، في وقت يواجه لبنان مشكلة «الاتفاق المنقوص» الذي انتهت إليه الحرب مع العدو.
وبينما كان الجميع مأخوذاً بالطريقة التي أعلن فيها ترامب وقف الحرب بأسلوبه «الارتجالي»، ظلّ السؤال عمّا إذا كانت هذه الهدنة ستصمد أم لا، مع استمرار المخاوف من أن تكون الساحة اللبنانية «الحلبة» التي سيفجّر فيها رئيس حكومة العدو الإسرائيلي غضبه، خصوصاً أنه تعرّض في الحرب مع إيران لضربات كبيرة غير متوقّعة، وبدا عليه أنه في حالة استنزاف، كما أنه لم يكن راضياً عن الطريقة التي انتهت بها الحرب، رغم أن العدو حقّق جزءاً لا يستهان به من الأهداف الأمنية والعسكرية بمساعدة أميركية.
وفي السياق، تستعيد أوساط سياسية، وقائع تزامنت مع الحرب الإيرانية - الإسرائيلية، أبرزها التعبير عن رغبة العدو باستئناف الحرب على لبنان من خلال تسريبات تتحدّث عن نشاط لافت لحزب الله وهو ما كانَ يعلّق عليه مسؤولون إسرائيليون بأنهم لن يسمحوا للحزب بترميم نفسه، وأن كل الخيارات موضوعة على الطاولة.
ولفتت الأوساط إلى بعض من كلام المبعوث الأميركي توم باراك الذي أكّد أمام المعنيين في لبنان أن «عليهم التصرف بما لا يثير غضب ترامب»، ورغمَ عدم تحديد أي جدول زمني لموضوع السلاح، لكنّه «أكّد أن المهلة ليست مفتوحة»، وبحث في إمكانية «أن تُصدِر الحكومة قراراً تنفيذياً بحصرية السلاح، ما يدفع الجانب الإسرائيلي إلى القيام بخطوات متزامنة».
القلق لم يخف ارتياح حلفاء إيران في لبنان إلى ما حقّقته من نتائج، سيما أن الحد الأدنى من التقديرات يقول إن إيران لم تخرج مهزومة من هذه الحرب، ما يُعدّ إنجازاً كبيراً. ويراهن حلفاء إيران على أنها خرجت من المواجهة قوة إقليمية يُحسب لها حساب.
وتجري مراقبة انعكاس ذلك على الساحة العربية، واضطرار حلفاء أميركا إلى إعادة مقاربتهم للأمور، ما قد يفتح باباً لشراكة عربية – إيرانية تساعد في تعزيز الاستقرار والتفاعل، سيما أن أبرز الدول العربية أدركت مدى التغوّل الإسرائيلي والرغبة في السيطرة على المنطقة بتشجيع أميركي.وإذا كان خصوم المقاومة في لبنان يراهنون على ممارسة الولايات المتحدة مزيداً من الضغوط على لبنان لـ«محاصرة حزب الله ونزع سلاحه»، فإن المقاومة ومن معها يراهنون على قدرة إيران على تثبيت التوازن، خصوصاً إذا عزّزت علاقتها بمصر وتعاونها مع تركيا اللتين تستشعران الخطر عليهما.
وفي لبنان، خسر خصوم المقاومة عنواناً رئيسياً في حملاتهم ضدها، إذ إن موقف حزب الله الداعم لإيران لم يكن جزءاً من الحرب،
وظهر حزب الله كطرف مستقلّ، وإن سلاح المقاومة ليس سلاحاً إيرانياً، وحافظت المقاومة على التزامها بوقف إطلاق النار. كما أن ما حصل من شأنه تحقيق قدر أعلى من التوازن، بما يسمح بمناقشة هادئة بينَ القوى الفاعلة والمؤثّرة للمحافظة على الاستقرار في لبنان، والذي لا يمكن تأمينه إلا من خلال التوازن وعدم السماح لأي فريق بالغلبة بحجة أن الفرصة الدولية والإقليمية تسمح بذلك.
وعلمت «الأخبار» أنه بخلاف كل ما يشاع، فإن الموفد الأميركي توم باراك الذي زار لبنان قبل أسبوع، وينوي العودة إليه بعد أسبوعين، كان قد أعرب لرئيس الجمهورية العماد جوزيف عون عن «تقديره» لطريقته في إدارة الحوار حول سلاح حزب الله، ولو أنه «شدّد على أن مطلب نزع السلاح يبقى قائماً، وأنه مدخل لتحقيق استقرار أكبر، وهو يدرك أهمية تطبيق إسرائيل للاتفاق، وسيقوم باتصالاته لتأمين الانسحاب الكامل من جهة، وإنجاز الترتيبات التي تنهي حالة العداء».
كما أشار باراك إلى أن «واشنطن التي تعمل بقوة على تطوير الوضع في سوريا سياسياً واقتصادياً»، ترغب في «أن ترى قريباً مستوى أعلى من التواصل بين دمشق وتل أبيب نحو مرحلة إنهاء حالة الحرب والعداء بينهما»، معرباً عن «أمله بأن يدرس لبنان هذه التجربة، لتحييد نفسه عن أي صراع من جهة، وإفساح المجال أمام حصوله على مساعدات تعينه في عملية النهوض الاقتصادي».
وما بينَ الخوف والارتياح، بقيَ لبنان في دائرة الترقّب بانتظار اتضاح المشهد في الأسابيع المقبلة، فالمنطقة أمام وقف إطلاق نار هشّ قد يسقط في أي لحظة، ولا أحد يضمن ما إذا كان نتنياهو الباحث دوماً عن طوق نجاة للبقاء في السلطة قد يلجأ في أي لحظة إلى مغامرة عدوانية يكون مركزها لبنان.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


التحري
منذ 23 دقائق
- التحري
واشنطن: لا مؤشرات على نقل اليورانيوم قبل الضربات
أوضح البيت الأبيض، صباح اليوم الخميس، ألا مؤشرات على نقل إيران لليورانيوم المخصب قبل الضربات الأميركية.


التحري
منذ 24 دقائق
- التحري
لبنان لا يريد أن يتسلم 'شعلة النار'
جاء في 'الراي الكويتية': وفي اليوم الثاني على انتهاءِ الحرب الإسرائيلية – الإيرانية بـ «نفيرِ سلامٍ» مُباغِتٍ دقّه الرئيسُ الأميركي دونالد ترامب وأسكتتْ «موجاتُه الصوتية» أعتى المواجهات التي استعرت على مدى 12 يوماً، بقي لبنان تحت تأثير هذا التحوّل الذي لم تكتمل بعد الصورةُ في ما خص «علبة أسراره» ولا أفقه لجهةِ كيفية «تصفيحِ» وقْفِ النار باتفاقٍ يراعي مسبّباتِ الانفجار الذي كاد يودي بالمنطقة والتي يَختصرها «مثلث» النووي الإيراني، بالستي طهران وأذرعها في الإقليم. وفي الوقت الذي كان «محوُ» المنشآتِ النووية الإيرانية يعلو بصوت ترامب في قمة «الناتو» حيث استحضَر هيروشيما وناغازاكي كـ «مقياس» لتأثير الضربات الأميركية على منشآت فوردو وناتانز وأصفهان، فإنّ التقاطُعَ بين الولايات المتحدة وإسرائيل على هذه «النتيجة التدميرية» وعلى إعادة قدرات إيران النووية سنوات إلى الوراء، وصولاً إلى إقرار طهران بأن منشآتها النووية «تضرّرت بشدة»، عَكَسَ منحى لتثبيت مرتكزاتِ وقْف النار التي شكلت «السُلَّمَ» الذي أنْزل أطراف الحرب عن حافة معركة «وبعدي الطوفان» التي لم تَخْفَ في بيروت علاماتُ «الذعر» من إمكان اندلاعها وزج البلاد في… فوهتها. وفيما طغى على اليوم الثاني من وقْف النار ملفُ النووي ورسْم واشنطن خطاً أحمر حول عودة طهران إلى التخصيب أو امتلاك سلاح نووي، مع محاولة ترامب نسْف صدقية التقارير عن نقل اليورانيوم المخصب من فوردو، فإنّ لبنان بدا معنياً أكثر بانكفاء الحديث عن البندين اللذين يُفترض أنهما متلازمين، أي البالستي والأذرع، رغم الحديث الأميركي عن اتجاهٍ لاستئناف المفاوضات مع طهران الأسبوع المقبل، وسط رَصْدٍ لِما إذا كانت الولايات المتحدة ستلتزم بأولوياتِ إسرائيل في هذا الإطار وتوظّف «العقيدة الجديدة» التي ظهّرتها بإرساء معادلة «التفاوض بالقوة الساحقة» على الطاولة لاستدراج اتفاقٍ بشروطها وبالمَوازين التي عبّرتْ عنها ضربةُ «مطرقة منتصف الليل» واستعادت معها «بلاد العم سام» قوة الردع ومن بعيد. ولم يكن ممكناً، أمس استشراف تداعياتِ ما يَشي بأنه أكثر من فكِّ اشتباكٍ موْضعي جعلتْ واشنطن نفسها «عرّابته» وأقل من اتفاقٍ ذات مفاعيل دائمة، أقله حتى الساعة، في ظل تدقيقٍ حثيث بمعطياتٍ، ستكشف الأيام المقبلة دقّتها، حول أن إيران لن تتخلّى عن حقِّها عن برنامجها النووي لأغراض سِلمية ولا عن زيادة «تخصيب» أذرعها في المنطقة، وذلك على قاعدة أن ما شهدتْه حرب الأيام الـ 12 عمّق مبرراتِ رَفْع قدراتها الدفاعية المتعددة الطبيعة والطبقات، وأنها ربما تستفيد من ملامح استعجالٍ أميركي على إطفاء الصراع ما لم يعقبه إظهار حزمٍ في المفاوضات حيال النووي والبالستي والوكلاء. «حزب الله» ولم يكن عابراً البيان الذي أصدره «حزب الله» وهنأ فيه إيران بتحقيقها «نصراً مؤزراً» في حربها مع إٍسرائيل، معتبراً أن ما حصل ما هو إلا «بداية مرحلة تاريخية جديدة في مواجهة الهيمنة الأميركية والعربدة الصهيونية في المنطقة». وإذ رأى أن «الردّ البطولي المباشر وجّه رسالة حاسمة للإدارة الأميركية وللكيان الصهيوني ولكل الطغاة والمستكبرين، أن زمن الاستعلاء والتجبّر على شعوب المنطقة قد ولّى إلى غير رجعة»، مؤكداً وقوفه «الحاسم والثابت إلى جانب الجمهورية الإسلامية قيادةً وشعباً»، نقلت قناة «الحدث» عن مصدر قريب من الحزب «ان أنظارَ إسرائيل ستعود إلى لبنان بعد وقف الحرب مع إيران» وأن عودة نشاطها «سيكون بالضغط السياسي والعسكري». وبحسب المصدر «فإن ملف السلاح شمال الليطاني سيكون عنوان البحث الإسرائيلي»، موضحاً «ان جزءاً من مخازن سلاح الحزب معروف لدى إسرائيل ويمكن ضربه بأي لحظة، فيما مخازن السلاح النوعي غير معروفة لإسرائيل وتتواجد شمال الليطاني»، ولافتاً إلى «أن إسرائيل تمارس اليوم جهداً استخباراتياً كبيراً لمعرفة أماكن المخازن النوعية وتدميرها، وجهودها منصبّة على كشف المنصات والمسيَّرات التي مازال يملكها الحزب». عون وألغرين في هذا الوقت، ومع بدء العد التنازلي لعودة الموفد الأميركي الى سوريا توماس باراك إلى بيروت بعد نحو أسبوعين لإكمال ما بدأه لجهة حض اللبنانيين على بت قضية نزع سلاح «حزب الله» على قاعدة سحْبه من أي تلازمٍ مع مصير الملف الإيراني، وسط خشيةٍ من أن تستعيد إسرائيل نمط التصعيد مع لبنان بحال لم «يُمنح» باراك ما يكفي لتأكيد وضع مسألة السلاح على سكة التنفيذ، أبلغ رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، المستشار الأول لدى وزارة الدفاع البريطانية لشؤون الشرق الأوسط الادميرال إدوارد ألغرين «ان استمرار إسرائيل في احتلالها التلال الخمس ومحيطها لايزال يعرقل استكمال انتشار الجيش اللبناني حتى الحدود». وأوضح أنه «حيثما حلّ الجيش اللبناني في منطقة جنوب الليطاني تم تطبيق قرار الدولة بحصرية السلاح في يد القوات الأمنية النظامية وحدها، مع إزالة كل المظاهر المسلحة»، مشدداً على «أن استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على البلدات الجنوبية وامتدادها أحيانا الى مناطق لبنانية أخرى في الجبل والضاحية الجنوبية من بيروت يُبْقي التوتر قائماً ويحول دون تطبيق ما تم الاتفاق عليه في نوفمبر الماضي من إجراءات تحفظ سيادة لبنان وامنه واستقراره». ولفت عون إلى «أن لبنان يعتبر أن التمديد للقوات الدولية العاملة في الجنوب (اليونيفيل) عامل أساسي لحفظ الاستقرار والأمان على الحدود اللبنانية الجنوبية، ولذا يعلق آمالاً كبيرة على دعم الدول الأعضاء في مجلس الأمن ومنها بريطانيا كي يتم التمديد في موعده (نهاية آب) من دون أي عراقيل»، مؤكداً «ان وجود«اليونيفيل»في منطقة جنوب الليطاني يساعد كثيراً في تطبيق القرار 1701».


التحري
منذ 24 دقائق
- التحري
قلقٌ داخلي ولافتات في المطار
مع دخول وقف إطلاق النار بين إسرائيل وايران يومه الثاني، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنّ واشنطن قد توقّع اتفاقًا مع طهران، واصفًا الاتفاق بالجيّد جدًا، ومحذرًا إيران من إعادة بناء مفاعلها النووية من جديد. توازيًا، نقلت القناة 12 المعادية عن مسؤول في وزارة دفاع العدو بأن سباق التسلّح بدأ استعدادًا للصراع المقبل مع إيران، في حين هدد مركز القيادة في الحرس الثوري الايراني بانتقام قاسٍ على اغتيال علي شادماني. في السياق، أبدت مصادر مواكبة عبر جريدة 'الأنباء' الإلكترونية خشيتها من انزلاق الأمور نحو الأسوأ بعد صمود وقف إطلاق النار بين اسرائيل وايران، نتيجة محاولة كل من الجانبين الاسرائيلي والايراني تصوير نفسه على أنه المنتصر، وهذا ما تناولته الصحف الايرانية والاسرائيلية أمس الأربعاء، بالإضافة الى احتفالات النصر التي أقيمت في أكثر من مدينة إيرانية، وكذلك في بيروت، من خلال الاحتفال الذي أقيم أمام السفارة الايرانية في بئر حسن بدعوة من 'حزب الله'. على خط موازٍ، توجّهت الأنظار إلى اللافتات التي رُفعت عند مدخل مطار رفيق الحريري الدولي، والتي كتب عليها عبارة 'اليد التي تمتد الى سلاحنا سنقطعها'، وفي لافتة أخرى 'جاهزون… نحو القدس قادمون'، فيما حملت إحداها صورة للمرشد الأعلى الايراني السيد علي خامنئي وأخرى للأمين العام السابق لحزب الله حسن نصرالله. المصدر: الانباء الالكترونية