logo
قدماك موطن لمليارات البكتيريا.. فكم مرة يتعين عليك غسلهما؟

قدماك موطن لمليارات البكتيريا.. فكم مرة يتعين عليك غسلهما؟

الأيام٢٥-٠٣-٢٠٢٥

Gorka Olmo/ BBC
ينظف بعض الأشخاص أقدامهم يومياً، بينما يقول البعض الآخر أن ترك الماء، يجري فوقها، أثناء الاستحمام، كافٍ. فهل تنظفون هذه الأجزاء المهمة من أجسادكم، بشكل جيد؟
عندما تقفز إلى حوض الاستحمام، وتمد يديك إلى الصابون والليفة، من المنصف القول أن بعض أجزاء الجسم، ربما تحظى باهتمام أكثر من غيرها. لا شك أن منطقة تحت الإبطين تحصل على الرغوة الكاملة، والغسل بالمياه، والتنظيف المستمر، بينما سيكون من السهل التغاضي عن قدميك، باعتبار أن القدمين تقع في نهاية الجسم. ومع ذلك، وفقاً لبعض الخبراء، فإن قدميك تستحقان نفس القدر من الاهتمام، إن لم يكن أكثر. فعلى سبيل المثال، تنصح كل من هيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا، والمركز الأمريكي لمكافحة الأمراض، بغسل القدمين يومياً بالماء والصابون. ويرجع أحد أسباب هذه العناية الدقيقة إلى منع الرائحة الكريهة. يحتوي باطن القدم على 600 غدة عرقية، لكل سنتيمتر مربع من الجلد، أي أكثر من أي منطقة أخرى في الجسم. وعلى الرغم من أن العرق في حد ذاته ليس له رائحة، إلا أنه يحتوي على مزيج غني بالأملاح والجلوكوز والفيتامينات والأحماض الأمينية، أي أنه يشكل بوفيه مفتوح للبكتيريا التي تعيش هناك. أي أن هناك الكثير من البكتيريا بالفعل. وتقول هولي ويلكنسون، المحاضرة في علاج الجروح في جامعة هال في المملكة المتحدة: "إن القدم، خاصة بين أصابع القدمين، بيئة رطبة ودافئة تماماً، لذا يمكن أن تكون أرضاً خصبة لتكاثر الميكروبات". ويتفاقم هذا الأمر، بسبب حقيقة أن غالبية الناس، يحيطون أقدامهم بالجوارب والأحذية، مما يحبس الرطوبة في الداخل. يشار إلى أنه في حال قمت بتكبير أي سنتيمتر مربع من جلد الإنسان، ستجد ما بين 10,000 إلى مليون من البكتيريا تعيش فيه. وتُعتبر المناطق الدافئة والرطبة من الجلد، مثل القدمين، بيئة مثالية ومكاناً رئيسياً لاستضافة أكبر عدد من الأنواع البكتيرية. وعلى سبيل المثال، تعتبر القدمان ملاذاً مثالياً للبكتيريا الوتدية، وبكتيريا المكورات العنقودية. وعندما يتعلق الأمر بالفطريات، تُعتبر قدماك المتعرقتّان مكاناً مثالياً للأجناس الفطرية، التي تشمل فطريات الرشاشية أو الأسبرجيلاس (أحد مسببات الأمراض التي غالباً ما توجد في التربة)، والمستخفيات، وفطريات الزميحة أو الإبيكوكام، والرودوتورولا، وفطريات المبيضة أو الكانديدا (نوع من الخميرة التي تعيش بشكل طبيعي على الجسم ولكنها قد تصبح من مسببات الأمراض الانتهازية)، وفطريات شعرية الأبواغ وغيرها. في الواقع، تحتوي القدم البشرية على تنوع بيولوجي من الفصائل الفطرية أكثر من أي منطقة أخرى من الجسم. وربما يكون هذا سبباً وجيهاً، لتنظيف قدميك.
غسل القدمين وأعداد البكتيريا
Gorka Olmo/ BBC
أقدامنا تمثل موطناً لمجموعات متنوعة من الفطريات
في إحدى الدراسات، عمل الباحثون على مسح باطن أقدام 40 متطوعاً، ووجدوا أن غسل القدمين كان له تأثير قوي، على أعداد البكتيريا. كان لدى الأشخاص الذين غسلوا أقدامهم مرتين في اليوم حوالي 8800 بكتيريا تعيش في كل سنتيمتر مربع من الجلد، أما أولئك الذين أفادوا بأنهم يغسلون أقدامهم كل يومين، فقد كان لديهم أكثر من مليون بكتيريا في كل سنتيمتر مربع. ومع ذلك، لمجرد أن باطن قدميك مليء بالحياة الميكروبية، فهذا لا يعني بالضرورة أن تكون رائحتهما كريهة، أو أن هناك ما يدعو للقلق. وكما هو الحال دائماً، ليس المهم فقط عدد البكتيريا، بل أنواع البكتيريا. وتعد بكتيريا المكورات العنقودية اللاعب الرئيسي، عندما يتعلق الأمر بإنتاج الأحماض الدهنية المتطايرة، المسؤولة عن رائحة القدمين. وتفرز الغدد العرقية على جلد القدمين مزيجاً قوياً من الإلكتروليتات (مواد غالباً سائلة يُمكن للكهرباء الانتقال خلالها) والأحماض الأمينية، واليوريا وحمض اللاكتيك. وتعتبر بكتيريا المكورات العنقودية وليمة حقيقية، إذ تقوم، خلال عملية التغذية، بتحويل الأحماض الأمينية إلى أحماض دهنية متطايرة. ويرجع السبب الكيميائي الرئيسي في ذلك إلى حمض الأيزوفاليريك، الذي له رائحة كريهة وُصفت بأنها جبنيّة وحمضية ملحوظة. وتعد هذه المقارنة مناسبة، بالنظر إلى أن الكثير من الأجبان تحتوي على مزيج مماثل من المواد الكيميائية المتطايرة. وفي إحدى الدراسات، التي أجريت عام 2014، عمل الباحثون على مسح أقدام 16 شخصاً، ووجدوا أن 98.6 في المئة من البكتيريا الموجودة على باطن القدمين، كانت من المكورات العنقودية. كما زادت مستويات المواد الكيميائية المتطايرة، بما في ذلك مركّب رائحة القدم الرئيسي "حمض الأيزوفاليريك" بشكل ملحوظ على باطن القدم مقارنةً بأعلى القدم. وتوصلت الدراسة إلى أن شدة الرائحة الكريهة للقدم، كانت مرتبطة بالعدد الإجمالي، لبكتيريا المكورات العنقودية الموجودة، وهو سبب آخر لاختيار الصابون. ومع ذلك، فإن غسل القدمين، لا يقتصر فقط على الوقاية من رائحة القدمين الكريهة، بل يُمكن الوقاية من الكثير من الأمراض، ومشاكل القدمين، من خلال النظافة الجيدة. يقول جوشوا زايتشنر، الأستاذ المساعد في طب الأمراض الجلدية في مستشفى ماونت سيناي (جبل سيناء) في نيويورك: "بسبب المساحة الصغيرة بين أصابع القدمين، فإن هذه المناطق معرضة بشكل خاص، لخطر الإصابة بالعدوى الميكروبية". وأضاف: "يمكن أن يؤدي ذلك إلى الحكة والتورم والرائحة الكريهة، ومع تعطل جهاز المناعة الفطري، يُمكن أن يؤدي ذلك أيضاً إلى زيادة خطر غزو الكائنات الحية الدقيقة للجلد، والتسبب في التهابات الأنسجة الرخوة الأكثر أهمية، المعروفة باسم التهاب النسيج الخلوي".
القدم الرياضية
Gorka Olmo/ BBC
الميكروبات التي تعيش على أقدامنا تساهم في طرد البكتيريا الضارة
ووفقاً لزايتشنر، فإن المشكلة الأكثر شيوعاً هي الإصابة بالقدم الرياضية، وهي عدوى فطرية سطحية تصيب جلد القدمين، حيث تتكاثر الفطريات، التي تسبب القدم الرياضية، أو سعفة القدم في البيئات الدافئة والمظلمة والرطبة، ولهذا السبب تؤثر هذه الحالة في الغالب على المناطق الواقعة بين أصابع القدمين. وعندما تحافظ على نظافة هذه المنطقة وجفافها، ستحرم الفطريات من موطنها المثالي، وهذا أمر جيد، إذ أن القدم الرياضية يُمكن أن تسبب سلسلة من الأعراض المزعجة، مثل الحكة والطفح الجلدي المتقشر، وتقشر الجلد، وتشقق باطن القدمين، وبين أصابع القدمين. ويُمكن أن يؤدي الحفاظ على نظافة قدميك أيضاً إلى الوقاية من العدوى الجلدية، مثل تلك التي تسببها بكتيريا المكورات العنقودية، أو البكتيريا الزائفة. على الرغم من أن هذه البكتيريا موجودة بشكل طبيعي على جلدك، إلا أنها إذا دخلت إلى مجرى الدم عن طريق الجرح، فقد يؤدي ذلك إلى عدوى خطيرة. حتى العدوى البكتيرية العنقودية البسيطة يمكن أن تؤدي إلى ظهور دمامل، وهي عبارة عن نتوءات من القيح (الصديد) تتشكل تحت الجلد، حول بصيلات الشعر، أو الغدد الدهنية. وتقول ويلكنسون إن القدمين أكثر عرضة للإصابة بالعدوى، لأن هناك الكثير من التكتلات البكتيرية عليها، وأيضاً إذا كان لديك تشققات أو إصابات في قدميك، فإنها تميل إلى الشفاء، بشكل أبطأ بكثير من مناطق أخرى من الجسم. وأضافت: "في مثل هذه الحالة، هناك فرصة أكبر عند تعرضك لإصابة ما، بأن تدخل مسببات الأمراض إلى ذلك الجرح وتنتشر". وبالرغم من إمكانية حدوث عدوى جلدية، حتى في حال كنت تحافظ على نظافة القدمين جيداً، إلا أن غسل القدمين بانتظام يقلل من عدد البكتيريا الموجودة. لذلك، إذا حدث أن أُصبت بجرح، فسيكون هناك عدد أقل من الميكروبات، التي يمكن أن تدخل إلى مجرى الدم. يشار إلى أن غسل القدمين المتكرر مهم بشكل خاص، إذا كنت تعاني من داء السكري، وهي حالة تجعل الناس عرضة للقرح والعدوى الجلدية. وقد أظهرت الأبحاث أن أقدام مرضى السكري، تحتوي على نسبة أعلى من البكتيريا، المسببة للأمراض الموجودة على الجلد. وتقول ويلكنسون: "إنهم هناك ينتظرون فرصة لإحداث عدوى. لذلك، من المهم حقاً أن يحافظ مرضى السكري على نظافة أقدامهم، لأنهم أكثر عرضة للإصابة بالعدوى بسبب ذلك". وما يجعل هذا الأمر أسوأ، أن مرضى السكري يعانون أيضاً من ضعف الاستجابة المناعية، لذلك إذا أصيبوا بالعدوى، فإن أجسامهم لا تستطيع مقاومتها، فمرضى السكري معرضون أيضاً للجروح والإصابات والتقرحات في القدمين، التي لا تلتئم. وإذا لم تُكتشف في وقت مبكر، فقد يحتاج الأمر إلى بتر أصابع القدمين، أو القدمين، أو حتى الأطراف. وتقول ويلكنسون: "إذا كنت تعاني من داء السكري غير المنضبط، فقد يكون لديك تلف في أعصاب قدميك، لذلك لا يمكنك الشعور بقدميك بشكل صحيح". وأضافت أن مجرد غسل القدمين يسمح لك بفحص قدميك بشكل صحيح، بحثاً عن أي سحجات أو جفاف، قد يساهم في الإصابة بالعدوى. ولذلك توصي ويلكنسون، والجمعيات الخيرية، مثل جمعية السكري في المملكة المتحدة، مرضى السكري بغسل أقدامهم كل يوم.
جدل حول تكرار غسل القدمين
ولكن ماذا عن الآخرين؟ يرى بعض الخبراء أن الفائدة الصحية لغسل القدمين يومياً محدودة بالنسبة لمعظم الناس، بل يُمكن أن تزيد من خطر الإصابة بمشاكل جلدية. ففي النهاية، يعتمد الجلد على مجتمع من الميكروبات المفيدة، لأداء الوظائف الأساسية، فهي تطرد البكتيريا الضارة، وتنتج الدهون التي تحافظ على ترطيب الجلد ومرونته، بل وتساعد على ترميم الجروح. وقد يؤدي الغسل والفرك المكثف للقدمين إلى إزالة هذه الأنواع المفيدة من البكتيريا، خاصةً إذا كان الماء ساخناً، ونتيجة لذلك، يُمكن أن يصبح الجلد جافاً أو متهيجاً أو مثيراً للحكة. وقد يسمح الجلد المتشقق للبكتيريا باختراقه، بينما لا يُمكن اختراق الجلد عادةً، عندما يكون سليماً، ما يزيد من احتمال الإصابة بالعدوى. يقول زايتشنر: "يُمكن أن يؤدي الإفراط في غسل البشرة إلى تعطيل المناعة الطبيعية، وتجريد الجلد من الزيوت الطبيعية، ما يساهم في الجفاف والالتهاب". ويؤدي ذلك إلى حكة وجفاف الجلد، ويُمكن أن يؤدي إلى تفاقم حالات، مثل الإكزيما. يقول زايتشنر: "من المهم أيضاً عدم المبالغة في فرك أو تقشير جلد القدمين". وأضاف أن الدشبذات أو مسامير القدمين تنمو، بسبب الإصابات اليومية، ولكنها مع ذلك تحمي القدمين من البيئة المحيطة، مما يعني أن إزالة مسامير القدم تؤدي إلى إزالة هذه الحماية. كما أن هناك قلق من أن الصابون المضاد للبكتيريا، يُمكن أن يخل بالتوازن الدقيق للكائنات الحية الدقيقة على الجلد، ما يقتل الأنواع المفيدة، ويسمح بظهور سلالات أكثر صلابة، ومسببة للأمراض ومقاومة للمضادات الحيوية. أخيراً، يحتاج جهازنا المناعي إلى تحدي الميكروبات إلى حد معين، لكي يقوم بعمله، فإذا لم نتعرض لتدفق مستمر من البكتيريا والفيروسات في مرحلة الطفولة، فلن تتعلم أجسامنا كيفية الاستجابة بشكل صحيح للهجوم. ويعتقد بعض الخبراء أن الاستحمام بشكل متكرر قد يؤدي في الواقع إلى نتائج عكسية، لهذا السبب بالذات. وهذا يتركنا مع السؤال الدائم: كم مرة يجب أن نغسل أقدامنا؟ تعتمد الإجابة إلى حد ما على الفرد. تقول ويلكنسون: "بالنسبة للأشخاص المصابين بداء السكري، يُنصح بغسل القدمين يومياً بنسبة مئة في المئة ولكن إذا لم تكن تعاني من أي حالات مرضية كامنة، فإن أطباء الجلدية يرون أن غسل القدمين كل يومين أكثر من كافٍ، للحفاظ على نظافة جيدة، دون تجريد بشرتك من الكثير من الزيوت الطبيعية". ومع ذلك، تشير ويلكنسون إلى أنه إذا كنت من الأشخاص، الذين يحبون الجري، أو ممارسة التمارين الرياضية في صالة الألعاب الرياضية، فمن الواضح أنك ستحتاج إلى غسل قدميك بانتظام، أكثر من الأشخاص الأقل نشاطاً، وتكرار الغسيل ليس هو المهم فقط ، ولكن طريقة غسل القدمين وتجفيفهما لها آثار صحية أيضاً. تقول ويلكينسون: "يعتقد الكثير من الناس أنه إذا كنت تستحم وتترك الماء يتدفق، فهذا يعني غسل القدمين، ولكن هذا ليس صحيحاً، فأنت بحاجة إلى غسل قدميك فعلياً بالماء والصابون". مع ذلك، وفقاً لدان بومغارت، وهو طبيب عام ومحاضر في علم الأعصاب وعلم وظائف الأعضاء في جامعة بريستول في المملكة المتحدة، فإن أهم شيء يؤكده للمرضى هو التأكد من تجفيف قدميك بشكل صحيح. يقول بومغارت: "عندما يكون لديك بلل أو رطوبة بين أصابع القدمين، يُسمح لها بالبقاء هناك في بيئة دافئة، وعندها تكون عرضة للإصابة بأمور، مثل القدم الرياضية، وغيرها من العدوى الفطرية".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

'لا أريد لابني أن يموت': لماذا أعاد الأردن 17 طفلاً فلسطينياً لقطاع غزة؟
'لا أريد لابني أن يموت': لماذا أعاد الأردن 17 طفلاً فلسطينياً لقطاع غزة؟

الأيام

timeمنذ 3 أيام

  • الأيام

'لا أريد لابني أن يموت': لماذا أعاد الأردن 17 طفلاً فلسطينياً لقطاع غزة؟

BBC تعيش نهاية في قلق دائم على حياة طفلها بعد أن أعيد من الأردن إلى قطاع غزة، بعد شهرين تقريباً من سفره ليتلقى العلاج. سافر محمد في الرابع من مارس/آذار الماضي مع 28 طفلاً آخرين، ضمن مبادرة ملكية أردنية لعلاج 2000 من أطفال غزة، أُعلن عنها خلال الهدنة التي بدأت منتصف يناير/كانون الثاني واستمرت نحو شهرين، قبل أن يُستأنف القتال. وفي مساء 12 مايو/أيار الجاري، أُبلغت نهاية وأهالي 16 طفلاً آخرين بأنهم سيُعادون جميعاً إلى قطاع غزة. وفي اليوم التالي، تم إجلاء مجموعة جديدة مكونة من أربعة أطفال مرضى من غزة إلى الأردن. تعترف العائلات بأنها تلقت رعاية جيدة خلال فترة وجودهم في الأردن، إلا أنها تقول إن إعادة أطفالهم إلى غزة تمّت على غير رغبتهم، وإن أطفالهم لم يستكملوا علاجهم، وهو ما تنفيه السلطات الأردنية مؤكدة أن الأطفال تلقوا الرعاية الطبية اللازمة واستكملوا علاجهم. "لا أريد لابني أن يموت" بصوت يخنقه البكاء تقول الأم إن طفلها محمد، المصاب بالربو وحساسية شديدة تجاه الطعام والروائح، لم يُكمل علاجه ولا يزال بحاجة إلى متابعة مستمرة. وتضيف أنهم خرجوا من مستشفى عمّان على أساس نقلهم إلى مكان سكني، لكنهم صُدموا بقرار إرجاعهم إلى غزة وسط الحرب، مما يعرّض حياة طفلها إلى خطر كبير من جديد. BBC تعيش نهاية في قلق دائم على حياة طفلها منذ عودتهم إلى القطاع "تركت أولادي وزوجي هنا، عاشوا الويل. كنت في الأردن وقلبي وعقلي معهم هنا. تحمّلنا كل ذلك حتى يتم علاج طفلي، فكيف يعيدوننا قبل أن يستكمل علاجه؟ وإلى ماذا نعود؟ إلى الجحيم والجوع والحاجة؟"، تتساءل الأم. تتحدث نهاية بينما تطغى أصوات المسيّرات الإسرائيلية على صوتها، وابنها يزحف نحو موقد مشتعل تستخدمه العائلة للطهي داخل الخيمة. "لا أريد لابني أن يبقى هنا، أنا وصلت لمرحلة في علاج ابني كنت راضية عنها، عودتنا هنا ستعيده لنقطة الصفر، لا أريد لابني أن يموت"، تنفجر نهاية في البكاء وهي تتحدث. "نيفين لن تنجو في خيمة" BBC في إحدى خيام مخيم الشاطئ شمالي قطاع غزة، يحاول والدا الطفلة نيفين أبو دقة، البالغة من العمر سبعة أشهر، تهدئتها. وُلدت نيفين خلال فترة الحرب وتُعاني من ثقب في القلب. خضعت لعملية جراحية ناجحة أثناء إقامتها في الأردن، غير أن والدتها، إيناس أبو دقة، تقول إن حالة نيفين الصحية "لم تتحسن بعد، وما زالت بحاجة إلى العلاج، ولن تتمكن من البقاء على قيد الحياة في ظل العيش داخل خيمة". تقول إيناس لبي بي سي: "وزن الطفلة لا يزداد؛ عمرها 7 أشهر، ووزنها لم يصل بعد إلى 4 كيلوغرامات. أيّ عارض صحي تتعرض له يؤدي إلى اختناقها وتغيّر لونها إلى الأزرق. حالتها خطيرة وقد تُهدد حياتها". لا تتوقف الطفلة الصغيرة عن البكاء، بينما تتساءل والدتها بقلق: "غادرنا خلال الهدنة، فكيف نعود الآن في ظل الحرب؟". بجوارها، يحكي والد الطفلة، هيثم أبو دقة، كيف عانى ليحصل على فرصة لعلاج ابنته بالخارج: "توجهت إلى كل المختصين، وإلى وزارة الصحة، تعبت بما فيه الكفاية، واصلت السعي، حتى ظهر اسمها للعلاج في مستشفى الأردن التخصصي". ويضيف الأب: "كان الأطباء يهتمون بها كثيراً، لكن ابنتي لم تُكمل علاجها. فوجئتُ بقرار إعادتها من دون أي إنذار مسبق. كيف تعود إلى مكان يفتقر تماماً إلى الرعاية الصحية، والحليب، وأبسط مقومات الحياة؟". أثار قرار إعادة الأطفال إلى قطاع غزة في ظل الحرب الكثير من التساؤلات، خاصة في ضوء تأكيد مسؤول في وزارة الصحة بالقطاع، تحدّث إلى بي بي سي بشرط عدم الكشف عن هويته، بأن الأطفال ما زالوا بحاجة إلى العلاج والرعاية المستمرة، محذراً من أن إعادتهم في هذه الظروف تشكل خطراً كبيراً على حياتهم. "تثبيت للفلسطينيين على أرضهم" في الجانب الآخر، نفت الحكومة الأردنية في رد على أسئلة لبي بي سي "الادعاءات بطرد المرضى" مؤكدة أن قرار إعادة الأطفال اتُخذ بعد استكمال علاجهم في المستشفيات الأردنية. واعتبرت أن هذا القرار ينسجم مع موقف المملكة الداعم لبقاء الفلسطينيين على أرضهم ورفضها المشاركة بأي شكل في تهجيرهم. وقالت الخارجية الأردنية في ردها على بي بي سي إن "هؤلاء المرضى أُبلغوا منذ البداية عند مجيئهم إلى الأردن بأن فترة وجودهم مرهونة باستكمال العلاج، وأنهم سيعودون فور انتهاء علاجهم". وقالت إن الأردن لن يتمكن من استقبال دفعة جديدة من المرضى دون إعادة الدفعة الأولى لـ"أسباب سياسية ولوجستية"، مشيرة إلى أن المملكة استقبلت دفعة جديدة من المرضى "بعد يوم واحد من عودة المصابين والمرضى الذين تلقوا العلاج". وأكدت الخارجية الأردنية في ردّها: "المرضى أُخذوا وأُعيدوا بنفس الظروف، فلم يؤتَ بهم في وقت رخاء وأعيدوا وقت حرب. نحن تبرعنا بعلاج مجموعة من الأطفال ورحبنا باستقبال عدد من ذويهم المرافقين لهم، وقد تمّت معالجة هؤلاء الأطفال من الدفعة الأولى بينما بقي آخرون من ذات الدفعة لعدم انتهاء علاجهم". "عُدنا صِفرَ اليدين" في رحلة عودتهم، اشتكى أهالي الأطفال العائدين من الأردن من سوء معاملة الجانب الإسرائيلي، مشيرين إلى مصادرة جميع متعلقاتهم، بما في ذلك الأموال، والأدوية، وحليب الأطفال، والملابس. تقول نهاية: "كنّا وحدنا من دون أي تنسيق عندما وصلنا إلى معبر كرم أبو سالم، حيث تم تسليمنا للجيش الإسرائيلي، الذي بدأ بسبّنا وشتمنا وتهديدنا بالضرب". وتضيف "أخذوا كل شيء كان معنا، أموالنا وهواتفنا ولم يتركوا معنا أي شيء. تركنا كل متعلقاتنا في الحافلة التي عادت إلى الأردن". نقلت إيناس أبو دقة الشكوى نفسها، موضحة أن الجنود صادروا حتى الأدوية التي كانت بحوزتها، وقالت: "أخذوا حتى حليب الطفلة. لم أتمكن من إطعامها أثناء الطريق، والآن لا أستطيع شراء الحليب لها". لكن الجيش الإسرائيلي قال في رد لبي بي سي إنه "أثناء التفتيش الأمني للعائدين، عثر مع بعضهم على مبالغ نقدية غير مُصرّح عنها تتجاوز الحدود المسموحة، ومن ثم حُجزت الأموال المشتبه 'باستخدامها في أعمال إرهابية' داخل قطاع غزة لحين اكتمال التحقيق بشأنها". لم يردّ الجيش الإسرائيلي على استفسار بي بي سي بشأن مصادرة الهواتف والأغراض الشخصية، بما في ذلك حليب الأطفال، أو حول مزاعم سوء المعاملة. أدت الحرب المستمرة في غزة منذ أكثر من عام ونصف العام إلى تدهور حاد للمنظومة الصحية حيث توقفت العديد من مستشفيات القطاع عن تقديم خدماتها نتيجة القتال. بالإضافة إلى ذلك، يعاني القطاع من نقص حاد في الغذاء والأدوية والمستلزمات الطبية، مما جعل السفر للعلاج بالخارج حلماً للآلاف من المرضى في القطاع. ويُعتقد أن هذه هي المرة الأولى منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 التي يُعاد فيها هؤلاء المرضى الذين تمكنوا من السفر للعلاج في وقت لا يزال فيه القتال في القطاع مستمرًا ويحصد أرواحاً عديدة يوميًا.

إنجاز طبي غير مسبوق: أول عملية زرع مثانة بشرية ناجحة في العالم
إنجاز طبي غير مسبوق: أول عملية زرع مثانة بشرية ناجحة في العالم

أخبارنا

timeمنذ 4 أيام

  • أخبارنا

إنجاز طبي غير مسبوق: أول عملية زرع مثانة بشرية ناجحة في العالم

نجح فريق طبي في كاليفورنيا، هذا الشهر، في إجراء أول عملية زرع مثانة بشرية في العالم، في إنجاز تاريخي قد يُحدث تحولاً كبيراً في علاج أمراض المسالك البولية والمثانة. وأُجريت الجراحة الدقيقة على يد أطباء من جامعتي كاليفورنيا، لوس أنجلوس، وجنوب كاليفورنيا، للمريض أوسكار لارينزار، البالغ من العمر 41 عاماً، والذي خضع سابقاً لاستئصال كليتيه ومثانته بسبب مرض السرطان والفشل الكلوي المزمن. وأوضح الفريق الطبي أن العملية استغرقت نحو 8 ساعات، وتم خلالها زرع مثانة جديدة وكلية مستخرجة من متبرع متوفى، وذلك باستخدام تقنية مبتكرة تتضمن تجميد المثانة أثناء تجهيزها للزراعة، لتقليل عدد الشرايين الواجب توصيلها. وبدأت الكلية الجديدة بالعمل فوراً بعد الجراحة، كما تحسّن مستوى الكرياتينين في دم المريض، وهو مؤشر رئيسي لوظائف الكلى، بينما تمكّن من التبول طبيعياً بعد يومين فقط من خروجه من المستشفى. ويخطط الأطباء لإجراء 4 عمليات زرع إضافية ضمن تجربة طبية صغيرة، تهدف إلى تقييم فعالية هذه الجراحة ومخاطرها المحتملة، مثل رفض الجسم للعضو المزروع، أو فشل المثانة في أداء وظائفها الطبيعية، كالإحساس بالامتلاء أو القدرة على التفريغ. وتُعد هذه العملية بديلاً واعداً للطريقة التقليدية التي تعتمد على استخدام جزء من الأمعاء لصنع مثانة بديلة، وهي طريقة كثيراً ما تؤدي إلى مضاعفات صحية بسبب وجود البكتيريا في أنسجة الأمعاء، ما يسبب التهابات ومشاكل في الجهاز الهضمي لدى أكثر من 80% من المرضى. ورغم هذا النجاح، شدّد الأطباء على ضرورة توخي الحذر، لأن زراعة المثانة تتطلب تناول أدوية مثبطة للمناعة مدى الحياة، ما قد يعرّض المرضى لآثار جانبية خطيرة. ومع ذلك، يبقى هذا التطور الطبي بارقة أمل لملايين المرضى الذين يعانون من أمراض المثانة المزمنة أو السرطان، خصوصاً في ظل فشل العلاجات التقليدية.

رُصدت حالتان في مصر: قصة مرض نادر في بلدة نائية في البرازيل
رُصدت حالتان في مصر: قصة مرض نادر في بلدة نائية في البرازيل

الأيام

timeمنذ 5 أيام

  • الأيام

رُصدت حالتان في مصر: قصة مرض نادر في بلدة نائية في البرازيل

Mariana Castiñeiras/Caroline Souza عاشت الأسر المتضررة في سيرينها دوس بينتوس دون تشخيص حتى وصلت عالمة الوراثة سيلفانا سانتوس لا تزال سيلفانا سانتوس تتذكر جيرانها في البلدة الصغيرة التي زارتها لأول مرة قبل 20 عامًا، حيث فقد العديد من الأطفال القدرة على المشي. تتذكر سانتوس بنات لولو اللواتي كنّ يسكُنَّ عند مدخل البلدة.، وريجان في نهاية الطريق، وماركينيوس بعد محطة الوقود، وباولينيا قرب المدرسة. تقع بلدة سيرينها دوس بينتوس النائية في شمال شرق البرازيل، ويقل عدد سكانها عن خمسة آلاف نسمة. في هذه البلدة اكتشفت عالمة الأحياء والوراثة سيلفانا سانتوس حالةً مرضية غير معروفة من قبل، وأطلقت عليها اسم "متلازمة سبوان". وتنتج هذه المتلازمة عن طفرة جينية تؤثر على الجهاز العصبي، فتُضعف الجسم تدريجيا، ولا تظهر إلا عندما يُورّث الجين المُعدّل من كلا الوالدين. وقد مثّل بحث سانتوس أول توصيف علمي لهذا المرض في أي مكان في العالم، وبفضل هذا الإنجاز، إضافة إلى أبحاثها اللاحقة، اختيرت ضمن قائمة أكثر 100 امرأة تأثيرًا في العالم وفق تصنيف بي بي سي لعام 2024. وقبل وصول سانتوس، لم يكن لدى العائلات أي تفسير للمرض الذي يصيب أطفالهم. أما اليوم، فيتحدث السكان بثقة عن "سبوان" وعلم الوراثة. يقول ماركينيوس، أحد المصابين: "لقد أعطتنا تشخيصا لم نكن نعرفه من قبل. وبعد البحث، جاءت المساعدة في صورة أشخاص، وتمويل، وكراسي متحركة". سيرينها دوس بينتوس: عالم قائم بذاته كانت سانتوس تعيش في ساو باولو، أكبر وأغنى مدينة في البرازيل، وكان جيرانها في الشارع الذي كانت تسكن فيه تقريبا من عائلة واحدة من بلدة سيرينها حيث كان العديد منهم أبناء عمومة بدرجات متفاوتة، ومتزوجين من بعضهم البعض. وأخبروا سانتوس عن بلدتهم "هناك الكثير من الناس الذين لا يستطيعون السير، لكن لا أحد يعرف السبب". وكانت إحدى بنات الجيران، زيرلانديا، تعاني من حالة مرضية مُنهكة ففي طفولتها، كانت عيناها تتحركان لا إراديًا، ومع مرور الوقت، فقدت قوة أطرافها واحتاجت إلى كرسي متحرك للتنقل، وكانت تحتاج إلى مساعدة حتى في أبسط المهام. Mariana Castiñeiras/BBC إينيس لديها إبنان مصابان بمتلازمة سبوان قادت سنوات من البحث سانتوس وفريقها البحثي إلى تحديد هذه الأعراض على أنها أعراض اضطراب وراثي لم يُوثّق سابقًا، وهو متلازمة سبوان. وعثروا لاحقًا على 82 حالة أخرى حول العالم. بدعوة من جيرانها، زارت سانتوس سيرينها لقضاء عطلة، وتصف وصولها إلى هناك بأنه دخول "عالم خاص"، ليس فقط للمناظر الطبيعية الخلابة ومناظر الجبال، ولكن أيضًا لما بدا وكأنه مصادفة اجتماعية بارزة. كلما تجولت وتحدثت مع السكان المحليين، ازدادت دهشتها من شيوع زواج الأقارب. لقد أدت عزلة سيرينها وقلة الهجرة الداخلية إلى أن يصبح العديد من سكانها أقارب، مما يزيد من احتمالية الزواج بين أبناء العمومة. Mariana Castiñeiras/BBC مدخل سيرينها دوس بينتوس لم يكن العديد من الأزواج على دراية بوجود صلة قرابة بينهم إلا بعد الزواج، بينما كان آخرون يعلمون بذلك، لكنهم كانوا يعتقدون أن هذه الروابط تستمر لفترة أطول وتوفر دعمًا عائليًا أقوى. ويُعتبر الزواج بين الأقارب أمرًا شائعا نسبيا في أنحاء العالم، حيث يُقدّر بنحو 10% من حالات الزواج، ومعظم الأطفال المولودين من هذه الزيجات يتمتعون بصحة جيدة، حسب الخبراء. مع ذلك، تواجه هذه الزيجات خطرًا أكبر في انتقال طفرات ضارة عبر العائلة. ويشرح عالم الوراثة لوزيفان كوستا ريس من الجامعة الفيدرالية البرازيلية في ريو غراندي دو سول: "إذا لم يكن الزوجان أقرباء، فإن احتمال إنجاب طفل مصاب باضطراب وراثي نادر أو إعاقة يتراوح بين 2 و3 في المئة، أما بالنسبة لأبناء العمومة، فتزيد النسبة إلى ما بين 5 و6 في المئة". وأظهرت دراسات لاحقة أن أكثر من 30% من الأزواج في سيرينها كانوا أقارب، وأن ثلثهم أنجبوا طفلا واحدا على الأقل من ذوي الإعاقة. طريق طويل للتشخيص انطلقت سانتوس للبحث عن تشخيص لسكان سيرينها، وبدأت التخطيط لدراسة جينية مفصلة، ​​الأمر الذي تتطلب رحلات متعددة، ثم انتقلت في النهاية إلى المنطقة. لقد سافرت مسافة 2000 كيلومتر من وإلى ساو باولو مرات عديدة في السنوات الأولى من بحثها. وجمعت عينات الحمض النووي من منزل إلى منزل، وتبادلت أطراف الحديث أثناء احتساء القهوة، وجمعت قصصًا عائلية، في محاولة لتحديد الطفرة المسببة للمرض. وما كان من المفترض أن يستغرق 3 أشهر من العمل الميداني تحول إلى سنوات من التفاني. وأدى كل ذلك إلى نشر دراسة في عام 2005، والتي كشفت عن وجود سبوان في المناطق النائية في البرازيل. Mariana Castiñeiras/BBC لمواصلة أبحاثها، عاشت سانتوس لمدة ثلاث سنوات في المناطق الداخلية من ريو غراندي دو نورتي وانتقلت لاحقًا إلى المناطق الداخلية من بارايبا، حيث اكتشفت أمراضًا أخرى وجد فريق سانتوس أن الطفرة تتضمن فقدان جزء صغير من كروموسوم، مما يُسبب زيادة في إنتاج جين لبروتين رئيسي في خلايا الدماغ. ويتذكر المزارع لولو، الذي تحمل ابنته ريجان جين سبوان: "قالوا إنها جاءت من ماكسيميانو، وهو زير نساء في عائلتنا". وتزوج لولو، البالغ من العمر الآن 83 عامًا، ابنة عمه ولم يغادر سيرينها قط، ولا يزال يرعى الماشية ويعتمد على عائلته في رعاية ريجان، التي تُعاني من صعوبات في أداء مهامها اليومية. لكن الطفرة الجينية وراء سبوان أقدم بكثير من أسطورة ماكسيميانو العجوز، فمن المرجح أنها وصلت منذ أكثر من 500 عام مع المستوطنين الأوروبيين الأوائل في شمال شرق البرازيل. وتقول سانتوس: "تُظهر دراسات التسلسل الجيني وجود أصول أوروبية قوية لدى المرضى، مما يدعم سجلات الوجود البرتغالي والهولندي واليهود السفارديم في المنطقة". وازدادت النظرية قوةً بعد اكتشاف حالتين من متلازمة سبوان في مصر، وأظهرت دراساتٌ أخرى أن الحالتان المصريتان تشتركان أيضًا في أصول أوروبية، مما يشير إلى أصلٍ مشترك في شبه الجزيرة الأيبيرية. وتقول سانتوس: "من المرجح أن يكون ذلك قد حدث مع أقارب من اليهود السفارديم أو الموريسكيين الفارين من محاكم التفتيش"، وتعتقد أن هناك حالاتٍ أخرى قد توجد عالميًا، وخاصةً في البرتغال. فهم المخاطر Mariana Castiñeiras/BBC مانويل فيرمينو، المعروف باسم سيو لولو، يعيش مع ابنته ريجان، إحدى مرضى سبوان في البلدة على الرغم من التقدم الطفيف نحو إيجاد علاج، إلا أن متابعة المرضى أحدثت بعض التغيير، وتتذكر ريجان كيف كان الناس يُطلقون عليهم سابقًا "المقعدين"، الآن، يُقال إنهم ببساطة مصابون بمتلازمة سبوان. ولم تُضف الكراسي المتحركة الاستقلالية فحسب، بل ساعدت أيضًا في منع التشوهات، في الماضي، كان الكثير من المصابين بهذه الحالة يُتركون ببساطة مستلقين على السرير أو على الأرض. ومع تقدم حالة سبوان، تزداد القيود الجسدية مع التقدم في السن، وبحلول سن الخمسين، يصبح جميع المرضى تقريبًا معتمدين بشكل كامل على الآخرين. هذا هو حال نجلي إينيس، وهم من بين أكبر المصابين سنًا في سيرينها حيث يبلغ تشيكينيو من العمر 59 عامًا، ولم يعد قادرًا على الكلام، في حيت يبلغ ماركينيوس من العمر 46 عامًا، ولديه قدرات تواصل محدودة. وتقول إينيس، المتزوجة من ابن عم من الدرجة الثانية: "من الصعب يكون لك ابن له ظروف خاصة، نحبهم بنفس القدر، لكننا نعاني من أجلهم". Mariana Castiñeiras/BBC بفضل الأبحاث، حصلت باولا والعديد من المرضى الآخرين بالفعل على كراسي متحركة آلية وتزوجت لاريسا كيروز، ابنة أخ تشيكينيو وماركينيوس، أيضًا من قريب بعيد، لم تكتشف هي وزوجها ساولو جدهما المشترك إلا بعد أشهر من المواعدة. وتقول: "في سيرينها دوس بينتوس، جميعنا أبناء عمومة، وتربطنا صلة قرابة بالجميع". ويُعدّ الأزواج مثل لاريسا وساولو محور مشروع بحثي جديد تشارك فيه سانتوس، فبدعم من وزارة الصحة البرازيلية، سيفحص المشروع 5 آلاف حالة زواج للكشف عن الجينات المرتبطة بأمراض متنحية خطيرة. ولا يهدف المشروع إلى منع زواج الأقارب، بل إلى مساعدة الأزواج على فهم المخاطرالجينية، كما تقول سانتوس. وتعمل سانتوس الآن كأستاذة جامعية، وتدير أيضًا مركزًا لتعليم علم الوراثة، وتعمل على توسيع نطاق الاختبارات في شمال شرق البلاد. وعلى الرغم من أنها لم تعد تعيش في سيرينها دوس بينتوس، إلا أن كل زيارة لها تُشعرها وكأنها عودة إلى الوطن. وكما تقول إينيس:"يبدو الأمر كما لو أن سيلفانا فرد من العائلة". Mariana Castiñeiras/BBC لم تعد سيلفانا سانتوس تعيش في المنطقة، لكنها تستمر في زيارتها

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store