
التطبيل والغلو والمدح
كثرت في الاونه الاخيره واصبحت ظاهره اجتماعيه غير مبرره مقززه في كركوك علي صفحات التواصل الاجتماعي
قال الحسن البصري: 'تولّى الحجاج العراق وهو عاقل كَيّس، فما زال النّاس يمدحونه حتى صار أحمق طائشًا سفيهًا'.
التطبيل الاجتماعي هو مصطلح يشير إلى الغلوّ في المدح للأفراد والشيوخ والنواب والمسئولين الاداريين دون النظر إلى الحقائق الموضوعية، حيث يتم استخدامه لتلميع صورة مسؤول ما، أو تسويغ قرارات معينة.
وهناك أسباب تدعو إلى التطبيل، منها التقرّب من مسؤول وكسب ودّه، أو الطمع بمنصب أو مال غنيّ، أو اتّقاء شرّ ذي نفوذ، فالتطبيل نفاق من أجل تحقيق مصلحة، أو درء مفسدة، فالمطبِّلون يعملون على توظيف نفاقهم للحصول على مكاسب شخصية، فنجدهم دائمًا يردّدون عبارات كاذبة و منمّقة تولِّد لدى المسؤول القناعة التامة بصوابية قراراته وسياسته وتوجّهاته، فيذهب نحو ترسيخها ومواصلتها ويستبسل في الدفاع عنها، وإرفاقها بمسوِّغات المطبِّلين من حوله المدافعين عنها.
ويمكن أن يكون التطبيل لضغوط اجتماعية أو سياسية تدفع الأفراد إلى التطبيل ولو كانوا غير مقتنعين، بالحكام وتجاربنا مع السابقين الذين اسقطهم النفخ والكذب والدجل من وراء التطبيل والتفخيم والعباده
ونلاحظ أن غالب المطبِّلين هم من بعض المثقفين واعلامين معروفين تجارتهم المدح الكاذب والاطراء المزيف من حاصدي المال ولكل مسئول او شيخ حسب الظروف والوقت والدفع ، فإذا جاز -فرضًا- أن يتملّق صغار القوم وأدناهم لصاحب السلطة، فيمسحون ما شاؤوا من الأجواخ، فإنه من غير المتصوّر أن يفعل ذلك المثقفون وأصحاب الرأي وأدعياء الاعلام من أجل الوصول إلى صاحب السلطة والتقرب منه.
وشعار المطبّلين 'التطبيل لمن يدفع أكثر'، لا قناعات سياسية ولا مبادئ أخلاقية، إنه الهوان واللّهث وراء المال والجاه يتنقّلون من حضن إلى حضن، فمن يدفع لهم أكثر، أو يعدهم بمنصب أكبر، يحظ بقربهم، فتراهم يطبّلون لجهة ما لمنفعة، ويهجون خصومهم، فإذا صارت مصلحتهم مع خصومهم تراهم يهجون من كانوا يطبّلون لهم، ويطبّلون لخصومهم!!
:
نصيحه في سبيل الله
لا يغرّنكم اجتماع المطبّلين من حولكم، فهم مارسوها سابقا لقاء المال الا ماندر وهاهم نفس الوجوه يمارسونها بكل براعه وفن تمرسوا عليها فهؤلاء ممن لا يعرفون الولاء، وليسوا أهلًا للانتماء، وإنما هم عبيد منتفعون، لا قيم عندهم ولا مبدأ، يلهثون وراء المال والمنصب، .التطبيل هو الذي ذكره النبي في قوله: 'إذا رأيتم المدّاحين فاحثوا في وجوههم التراب'لتطبيلمثلة على التطبيل:
وللتطبيل في تاريخنا أمثلة كثيرة، منها:
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


وكالة أنباء براثا
منذ ساعة واحدة
- وكالة أنباء براثا
هل يستطيع العراق أن يكون جسر سلام في الشرق الأوسط ؟
رغم كل ما مرّ به العراق من صراعات داخلية وتدخلات خارجية بدأت تظهر ملامح دور جديد لبغداد على الساحة الإقليمية دور لا يعتمد على القوة أو الانحياز بل على الوساطة والاعتدال . في السنوات الأخيرة استضاف العراق لقاءات مهمة بين أطراف متنازعة أبرزها مفاوضات بين السعودية وإيران في وقت كانت فيه لغة الحرب تُخيّم على المنطقة. لعبت بغداد دور 'الأرض الحيادية' وهذا بحد ذاته خطوة غير مسبوقة لبلد كان يُعتبر سابقاً ساحة للصراع لا منصة للحوار . وقد عزز مؤتمر القمة الذي انعقد في بغداد هذا التوجّه حيث جمعت العاصمة بين زعماء من دولٍ كانت على طرفي نقيض . ورغم أن النتائج العملية للقمة لم تكن ضخمة إلا أن رمزيتها كانت أكبر من أي بيان ختامي فهي أعادت العراق إلى خارطة التأثير الإقليمي بشكل جديد . ما يجعل العراق مؤهلاً لهذا الدور هو موقعه الجغرافي بين القوى الكبرى في المنطقة وتنوعه الداخلي الذي يعكس إلى حدّ بعيد صورة الشرق الأوسط نفسه . ومع نضوج خطاب الدولة في بغداد وتراجع حدة الاستقطاب السياسي يبرز أملٌ بأن العراق قد يتحول من نقطة توتر مزمنة إلى جسر دبلوماسي يعبر من خلاله الآخرون نحو التهدئة والتفاهم . ربما لا تزال الطريق طويلة والتحديات معقدة لكن في عالم تتآكل فيه فرص الحوار يكفي أن يبقى العراق واقفاً في المنتصف يفتح بابه لمن يريد أن يتحدث ويستمع بصبر إلى من لا يسمع أحداً . تلك وحدها بداية السلام ان الله مع الصابرين


موقع كتابات
منذ 12 ساعات
- موقع كتابات
الشيعة والمقاومة بين الاحتلالين العثماني والبريطاني،صراع الهيمنة والكفاح المسلح
لم يكن العراق والعراقيون يدركون أنهم وقعوا بين ناري الاحتلاليين، إذ غزت بلادهم القوات العثمانية، التي لم تجلب لهم غير الاستعباد والإذلال والتهميش، ونهب الثروات،وسرقة قوت أطفالهم. كانت تلك الحقبة مليئة بالقتل العراقيين العراقيون وسفك الدماء، واستمرت تلك الحقبة السوداء لسنوات طويلة الاحتلال العثماني تحت نير الاستعمار، اذا كانت الضرائب الثقيلة تفرض على الفلاحين، مع استضعاف وسرقة الغذاء والحبوب من محصولي الحنطة والشعير والمواشي، بالتالي عمق معانات العراقيين، خاصة مع غياب الصناعات والمهن الحرفية وندرتها في القرن العشرين. لكن مع ضعف السلطة العثمانية وتراجعها،و تأثير الفساد وفسادها العسكري نخر قوتها العسكرية، بدأ نفوذها بالتراجع تدريجياً، الى أن عام 1917 في تشرين الأول، حيث دخلت بريطانيا البصرة بقواتها العسكرية ، معلتاً بذلك بدء مرحلة جديدة من الصراع والهيمنة الاستعمارية الانجليزية. الشيعة والمقاومة المسلحة وقلب المعادلة العسكرية. بينما كانت تنهال على ملايين التقارير الاستخبارية على بريطانيا من قبل جواسيسها، والتي أفادت عن موقف تباينت فيه بأن 'شيعة العراق' بأنهم سيكونوا الى جانبها، إلا الصاعقة التي كانت، المفاجأة الكبرى بموقف شيعي بالمقاومة المسلحة ضد الاحتلال الجديد. لم يكن موقف الشيعة السلبي، والذي كان غير مشجعاً مرحباً، بهذا بالمحتل الجديد فكانت خيبة أمل 'أبو ناجي'، وكان موقف الشيعة الرافض جاء موحداً منذ الوهلة دخول البريطانيين للبصرة. بدأت المقاومة المسلحة باستخدام كافة الأسلحة المتاحة، سواء البدائية أو البنادق الألمانية والعثمانية التي غنموها من الاحتلال العثماني أو اقتنوها منهم من خلال شراءها من سماسرة الجيش العثماني . بالتالي كان هذا الرفض الحازم والمسلح شكل صدمة غير متوقعة لبريطانيا، والتي كانت تأمل أن تحظى بتأييد شعبي يسهل احتلالها العراق وإدارته، لكنها وجدت مقاومة شرسة، لا يمكن بمساومتها أو يمكن ثنيها على التراجع. المرجعيات الدينية ودورها في قيادة وتنظيم المقاومة المسلحة. لطالما كان الفكر الشيعي الرافض لكافة انواع الظلم والاحتلال والتسلط والظلم والاضطهاد والتشريد والتطريد، والذي يتمثل في رجال الدين خصوصاً مدينة' النجف الأشرف المقدسة' وهي التي تشكل مركز الإشعاع الفكري الذي له التأثير الفعلي والقيادي ودورة سكان الاعوار و مدن جنوب العراق، اذ كان علماء الدين يدركون حقيقة فساد الاحتلال العثماني، وعدم عدالته وصلاح وحوده، وما خلفه من نهب للثروات، وتجهيل الفكري والثقافي المتعمد للاجيال ، ونهب ثروات وقوت الفلاحيين، وعقود طويلة من التهميش والاضطهاد طالت شيعة العراق. ومع ذلك، فقد كانوا على يقين بأن القادم سيكون أكثر سوءاً ومن الأسوأ الى الأسوأ، حيث يدركون أن المحتل البريطاني لن يكون أقل فساداً و ظلماً من العثمانيين، بل أكثر استبداداً، لذا، توحدوا لضرورة العمل، و الوقوف صفاً واحداً في مواجهة هذا العدو الجديد. عقدوا النية على الكفاح المسلح بالايمان المطلق، والدفاع عن الأرض والكرامة، انطلقت جموع المقاومة، يقودهم مراجعهم وقادتهم الذين آمنوا بقضية الوطن والإسلام والمحافظة على العقيدة، فتحولت أرض العراق مقبرة للمحتل، و ساحة مواجهة كبرى بين المقاومة والمحتل. رجال الدين تنظيم وقيادة المعركة الحاسمة. توزعت الجبهات القتالية وفق التخطيط الاستراتيجي المحكم، حيث توحدت العشائر العراقية وزعماؤها تحت 'لواء المرجعية' وتم توزيع القوات المجاهدة على ثلاث جبهات رئيسية: 'جبهة البصرة' والتي بقيادة السيد المجاهد محمد سعيد الحبوبي (رحمه الله). 'جبهة القرنة' بقيادة السيد المجاهد مهدي الحيدري (رحمه الله)، الذي رغم تقدمه في العمر إذ بلغ الثمانين، إلا أن وجوده كان عنصراً مؤثراً في تعزيز العزيمة وتحفيز المجاهدين على الشهادة دفاعاً عن أرض الإسلام والوطن. اما 'جبهة الخفاجية' كانت تحت بقيادة الشيخ المجاهد الخالصي (رحمه الله). كانت لهذه التحركات العسكرية وتوزيع الجبهات وقع كبير في تغيير موازين القوى وحساباتها، حيث شكلت صفعة قوية أذهلت بريطانيا وقواتها المحتلة، و التي لم تكن تتوقع سرعة وحجم وزخم المقاومة العراقية التي واجهتها، فوجئت بريطانيا بهذا الموقف الصارم، وتبين لها أن تقاريرها الاستخبارية كانت خاطئة ولم تكن دقيقة ، وأن مقاومة الشيعة كانت هي إحدى أكبر العقبات أمام احتلالها وإدارة العراق. كانت قيادات بريطانيا العظمى، و و جنرالات لندن يعتقدون أن سيطرة على العراق ستكون سلسة، لكنها فوجئت بعزيمة العراقيين، العراقيون الذين رفضوا هيمنة، أي نوع أو شكل المحتل جديد بعد، ذاقوا مرارة وظلم الاحتلال العثماني، جأت هذه المقاومة التاريخية، والتي أثبتت أن العراقيين، رغم إمكانياتهم المحدودة، كانوا قادرين على إحداث تأثير كبير في مواجهة القوى العظمى، ليكتبوا صفحة جديدة في تاريخ الدفاع عن الأرض وهوية الوطن .


موقع كتابات
منذ يوم واحد
- موقع كتابات
الديانة الإبراهيمية… بين وهم التوحيد وحقيقة التفكيك العقائدي
الديانة الإبراهيمية…بين وهم التوحيد وحقيقة التفكيك العقائدي. إعداد: جلال عبد الحميد الحسناوي . 1 – الاتجاه الأول: الإسلام في القرآن… دين واحد لا يتعدد 2 – الاتجاه الثاني: مشروع الديانة الإبراهيمية… من التسامح إلى التفكيك 3 – التجاه الثالث: زيارة البابا للنجف الاشرف… بين التقدير الديني والتأويل السياسي 4 – الاتجاه الرابع: الإعلام والدين الإبراهيمي… من الترويج الناعم إلى التطبيع العقدي الاتجاه الأول: الإسلام في القرآن… دين واحد لا يتعدد. تمهيد: حينما نرجع إلى النص القرآني في أصل الدين، نجد خطابًا إلهيًا حاسمًا لا يحتمل التأويل: هذه الآيات لا تتحدث عن 'دين محمد' (صلى الله عليه وآله) فحسب، بل تُعرّف 'الإسلام' كدين إلهي واحد ممتد عبر التاريخ، بدأ مع آدمالنبي (ع) واكتمل مع النبي الخاتم محمد (ص) واله الطاهرين ، وتخلله أنبياء عظام كلهم خاطبوا أقوامهم بالإسلام، وإن اختلفت شرائعهم وتفاصيل مناهجهم. 1 – الإسلام لغة واصطلاحًا في القرآن. • الإسلام لغويًا: الاستسلام والطاعة والخضوع الكامل لله دون شرك. • الإسلام قرآنيًا: العقيدة التوحيدية التي حملها جميع الأنبياء، منذ النبي آدم إلى خاتمهم النبي الرسول محمد عليهم افضل الصلاة واتم التسليم. وقد نص القرآن على أن كل نبي دعا قومه إلى الإسلام بمعناه الأصيل، ومن ذلك: • إبراهيم (ع): • يعقوب وأبناؤه: • يوسف (ع): 'تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ' يوسف: 101 • سليمان (ع): 'وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ' النمل: 31 2 – موسى وعيسى عليهما السلام في ضوء القرآن أولًا: موسى (عليه السلام) • قال تعالى عن موسى وهو يخاطب قومه: • هذا التصريح ينسف المزاعم التي تفصل بين 'اليهودية' و'الإسلام'، فاليهودية شريعة نزلت ضمن دين الإسلام التوحيدي، لا خارجه. • قال تعالى على لسان موسى وإخوته: 'رَبَّنَا اجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ' البقرة: 128 ثانيًا: عيسى (عليه السلام) • قال تعالى: • وقال تعالى عن أتباع عيسى: • وبيّن صراحة أن عيسى لم يأتِ بدين منفصل، بل بشر بمن يختم الرسالة: الفيلسوف الشهيد السيد محمد باقر الصدر: 'الإسلام ليس لحظة تاريخية ظهرت في الجزيرة، بل هو استمرار رسالي متكامل، يرث كل الرسالات، ويُعبّر عن الحقيقة التي تجلت في كل الأنبياء.' المرجع الشهيد السيد محمد محمد صادق الصدر: 'كل الأنبياء كانوا مسلمين. والقرآن لا يقر بتعدد الأديان، بل بتعدد الشرائع ضمن دين واحد، هو الإسلام.' 4 – موقف علماء الفريقين. • ابن كثير (تفسير القرآن): فسر الإسلام في سياق الآيات بأنه دين جميع الأنبياء. • الفخر الرازي: أكد في تفسيره أن الإسلام يعني التوحيد والانقياد لله، وهو الأصل في كل الرسالات. • العلامة الطباطبائي (الميزان): قال إن الإسلام في القرآن اسم للدين الإلهي، لا لمرحلة منه. ظهر مصطلح 'الديانة الإبراهيمية' في العقد الأخير كدعوة ظاهرها السلام، وباطنها إعادة تشكيل البنية العقدية للشعوب تحت شعار 'الوحدة الروحية بين أتباع إبراهيم'. لكنّ القراءة الدقيقة لمسار المشروع ومؤسساته تكشف عن مسعى صهيوني ناعم لإعادة هندسة الوعي الديني وفق مصالح سياسية وثقافية عالمية، تتزعمها قوى دولية تسعى لتفكيك الخصوصيات العقدية للأديان، ودمجها في قالب واحد يخدم الهيمنة الغربية، والتطبيع مع الكيان الصهيوني. 1.1 وثيقة 'الأخوة الإنسانية' (أبو ظبي، 2019) شملت دعوات عامة للتسامح، لكنها افتقدت لأي تحديد عقدي واضح، وهو ما مهد لاحقًا لتوسيع المفهوم نحو فكرة 'الديانة الإبراهيمية' بوصفها مرجعية جامعة بين الإسلام واليهودية والمسيحية. 1.2 مشروع 'بيت العائلة الإبراهيمية' (افتتاح 2023) في جزيرة السعديات – أبو ظبي. مجمّع يضم مسجدًا، وكنيسة، وكنيسًا يهوديًا في موقع واحد، ويُروج له باعتباره 'رمزًا لوحدة الأديان'. اتفاقات تطبيع بين الإمارات والبحرين والمغرب والسودان مع الكيان الصهيوني، تحت غطاء 'السلام الإبراهيمي'، في إشارة مباشرة إلى البعد الديني في الترويج للتطبيع. 2 – ما وراء التسمية: لماذا 'إبراهيم'؟ • إبراهيم (عليه السلام) في القرآن رمز للتوحيد الخالص والبراءة من الشرك: • أما المشروع الحديث فيقدّمه كمجرد شخصية ثقافية جامعة، بلا محتوى عقدي، ولا موقف من الظلم أو الانحراف، بل كـ'رمز سلام وتسامح عالمي'. • وهنا يُفرّغ إبراهيم من رسالته، ويُعاد إنتاجه بما يناسب الأجندة الجديدة. 3.1 التمهيد النظري من الفكر الصهيوني • الحركة الصهيونية منذ نشأتها تبنت فكرة 'العدو الديني' لخلق حاجز نفسي وعقدي ضد العرب والمسلمين، لكنها عادت اليوم لتروّج لفكرة 'الوحدة الإبراهيمية' بعد أن تحقق لها النفوذ السياسي والعسكري. 'الصهيونية ليست مجرد دعوة للعودة إلى أرض، بل هي مشروع لتأسيس نمط عالمي جديد من الإنسان المنفصل عن عقيدته، المتصالح مع السيطرة الإمبريالية.' • إعادة تشكيل الدين عنصر أساسي في هذا النمط، بما يحقق: • دمج الصهاينة كجزء من الأسرة الروحية. • تمييع العداوة العقدية مع المحتل. • نزع سلاح المقاومة والثقافة الإسلامية. 3.2 الأدوات المستخدمة: • الإعلام الموجه: عبر الأفلام، والبرامج، والكتب المدرسية. • المؤسسات الدينية الرسمية: التي تُجرّ إلى خطاب 'السلام'. • الفعاليات الثقافية: مؤتمرات حوار الأديان، منصات التفاهم، إلخ. 4. الشهيدين الصدرين: وتحليل البنية الغربية للمشروع المفكر الفيلسوف السيد محمد باقر الصدر قال: 'الدين عند الغرب يُعاد تركيبه بحسب الحاجة السياسية، ولهذا فإن ما يقدمونه من دعوات للتوحيد ليست إلا وسائل للسيطرة، لا بحثًا عن الحق.' (من كتاب الإسلام يقود الحياة) 'ما يُطرح اليوم من دعوات لتوحيد الأديان، ليست في حقيقتها إلا تنصلًا من جوهر الإسلام، وتحريفًا لطبيعة الصراع بين الحق والباطل.' (في بحث فقه الدولة الإسلامية) 5 – نقد علمي للفكرة: هل الدين قابل للتوحيد؟ • لا يمكن توحيد الأديان لأن: • العقائد الأساسية تختلف (التوحيد، النبوة، المعاد…). • الشريعة ليست اجتهادًا بشريًا بل وحيًا. • الإسلام جاء مهيمنًا وخاتمًا لا مندمجًا أو مكمّلًا. • قال تعالى: خلاصة الاتجاه: مشروع 'الديانة الإبراهيمية' هو أداة هندسة دينية ناعمة، تهدف إلى سحب البعد الجهادي والمقاوم من الإسلام، وإعادة تعريف الدين بوصفه ثقافة مشتركة لا عقيدة ربانية. الاتجاه الثالث: زيارة البابا للنجف الاشرف… بين التقدير الديني والتأويل السياسي في السادس من آذار 2021، قام البابا فرنسيس، رأس الكنيسة الكاثوليكية، بزيارة إلى مدينة النجف الأشرف للقاء السيد السيستاني دام عزه ، المرجع الأعلى للطائفة الشيعية الإمامية. الحدث كان غير مسبوق، لا من حيث رمزيته، ولا من حيث توقيته، ولا من حيث ما تبعَه من تأويلات إعلامية وسياسية حاولت استثمار اللقاء ضمن سياق مشروع الديانة الإبراهيمية. ولئن كان اللقاء مغلقًا، ولم تُلتقط فيه صور، ولم يُصدر عنه بيان مشترك، إلا أن ذلك لم يمنع محاولات التوظيف المتكررة له كدليل ضمني على انخراط المرجعية في مسار 'التقارب الديني العالمي'. • جاءت الزيارة بعد عامين من توقيع ('وثيقة الأخوة الإنسانية' في أبو ظبي (2019. • بعد أشهر من إعلان ('اتفاقيات أبراهام' (2020. • وقبل افتتاح ('بيت العائلة الإبراهيمية' (2023. أي أن الزيارة وقعت ضمن تسلسل زمني يتم فيه دمج الدين داخل المسار السياسي للتطبيع، وإعادة صياغة علاقة الإسلام بالغرب واليهودية. 2 – موقف المرجعية: صمت محسوب لا مباركة ضمنية البيان الذي صدر عن مكتب السيد السيستاني بعد اللقاء لم يتطرق إلى المشروع الإبراهيمي، ولم يُلمّح إلى أي تبنٍّ لمسارات الوحدة الدينية، بل جاء بصيغة تؤكد على: • . • حق الشعوب في العيش بسلام. • رفض الظلم والاعتداء. • دعوة رجال الدين للوقوف بوجه قوى الطغيان. لم يُذكر 'التسامح بين الأديان' ولا 'الوحدة الروحية' ولا 'الأسرة الإبراهيمية' في البيان مطلقًا. وهذا يُعدّ موقفًا فاصلًا، حافظت فيه المرجعية على توازنها: • لم ترفض الزيارة، كي لا تُستغل ضدها دوليًا. • ولم تشارك بمخرجاتها الرمزية، حتى لا تُحسب على مسار لا تنتمي إليه عقديًا. ما يجعل الموقف أكثر حساسية هو أن البابا نفسه قد توفي ، مما قد يفتح الباب أمام: • إصدار وثائق لاحقة ينسب فيها تأييدٌ ضمني للمرجعية لهذا المشروع. • قيام منظمات أو جهات دينية أو إعلامية بتحريف نوايا الزيارة. • توظيف الزيارة في إنتاج سرديات دعائية تقول: 'حتى مرجعية النجف رحّبت بمشروع الأخوة الإبراهيمية'. غياب الصوت المؤسسي الإعلامي الفاعل في الحوزة يضاعف هذا الخطر، ويجعل المرجعية عرضة لاستخدام صورتها دون إذنها. 4 – ماذا أرادت المرجعية؟ وماذا أراد الآخرون؟ • المرجعية أرادت: اللقاء الإنساني والتعبير عن المظلومية الأخلاقية للشعوب. • البابا أراد: خطابًا رمزيًا يُسهم في مشروعه العالمي للتقارب الديني. وهنا يُفهم ويستنتج : 'الاستقبال كان خطأ، لكن عدم الاستقبال يكون خطأ أكبر'. إنها معادلة الصمت النشط: قول لا يُقال، لكن يُفهم. 5 – قراءة الشهيدين الصدرين للحدث وأمثاله. المفكر الشهيد السيد محمد باقر الصدر: 'حين تكون الرمزية الدينية أداةً في يد الإعلام، فذلك مدخل لتشويه العقيدة. المرجعية ليست مؤسسة مجاملة، بل حارسٌ للخط الإلهي.' (من أوراق غير منشورة في فكر الدولة ) المرجع السيد الشهيد محمد الصدر: 'يجب أن تكون المرجعية فوق الإعلام، لكنها لا يجب أن تُترك للإعلام. بين الصمت والانفعال، هناك شيء اسمه البيان الواعي.' (ما وراء الفقه) زيارة البابا للنجف لم تكن تأييدًا، ولا كانت عُزوفًا. كانت حدثًا دقيقًا توازن فيه المرجعية بين الحاجة الإنسانية والوعي العقدي. لكن الخطر الحقيقي يكمن في أن يُعاد تأويل الحدث خارج سياقه، فيُبنى عليه ما لم يقله أحد، ويُقوَّل المرجع ما لم ينطق به، ما لم تنهض منظومة إعلامية مرجعية واعية تسد هذه الفجوة. في عالم اليوم، لم يعد الدين يُتداول فقط في الحوزات، والكنائس، والمعاهد، بل صار أيضًا موضوعًا لصناعة الصورة، وميدانًا لتشكيل الرأي العام. وهنا يدخل مشروع 'الديانة الإبراهيمية' من أوسع أبوابه، لا كدعوة دينية، بل كـ'رواية إعلامية ضخمة' مدعومة من مؤسسات سياسية، ومنصات دولية، ومراكز تمويل ضخمة. ولأن الإعلام لا ينقل الحقيقة كما هي، بل يُعيد صناعتها، فإن أكبر خطر يواجه الأمة اليوم هو أن تُفرض عليها عقيدة جديدة بصيغة إعلامية مُجمّلة، تتسلل من باب 'التسامح'، لتصل إلى 'إعادة تعريف الإسلام'. • إبراهيم (ع) يُقدَّم في الإعلام الغربي والعربي المؤدلج لا كنبيٍ موحّد لله، بل كـ'رمز عالمي للتسامح'، منزوع الموقف من الشرك أو الطاغوت. • المرجعيات الدينية تُختزل في 'لقطات' وصور دعائية، لا في خطابها العقدي الفعلي. • تسويق المصطلحات: 'الأخوة الإبراهيمية'، 'بيت العائلة'، 'السلام الديني'، 'الأسرة الإبراهيمية'. • استخدام المؤثرين، وصنّاع المحتوى، وبرامج الأطفال، والدراما. 1.3 تمرير التطبيع عبر الفضاء الديني • من خلال إبراز رجال دين يقفون مع ممثلي الديانة اليهودية والصهيونية تحت شعار: 'كلنا أبناء إبراهيم'. • استثمار ذلك لإضعاف الممانعة العقائدية تجاه الاحتلال، وشرعنة الصمت عن الجرائم. 2 – الإعلام المرجعي الديني … الغائب الأكبر رغم عمق الحوزة، والازهر وقوة الموقف الفقهي، إلا أن المرجعيات الدينيةالكبرى في النجف الاشرف وايران ومصر وباقي المدن التي فيها الجامعات الدينية الكبرى لم تبنِ حتى الآن جهازًا إعلاميًا استراتيجيًا قادرًا على: • التحليل الاستباقي للأحداث. • تفنيد التأويلات الملفقة. • الرد على الحملات الممنهجة. • تصدير فكرها للعالم بلغاته وقوالبه العصرية. وهذا ما جعل زيارة البابا – رغم حكمتها – قابلة للاختطاف السردي من الإعلام العالمي، دون رواية موازية من داخل النجف الاشرف تفكك ذلك بلغة العصر. 'المعركة الفكرية ليست في المنابر فقط، بل في من يكتب القصة ومن يصوغ الخبر ومن يُنتج الصورة. إن الإعلام الرسالي هو من يسبق الطاغوت، لا من يرد عليه فقط.' 'من لا يملك إعلامه، سوف يُقال عنه ما لا يقول، ويُقوّل ما لم يُرد، ويُنسَب إليه ما ينفيه. على الحوزة أن تملك لسانًا عصريًا، لا لتمجيد نفسها، بل لحماية الإسلام.' 5 – الحل المقترح: بناء جهاز إعلامي مرجعي متكامل الخصائص المطلوبة: • يكون ناطقًا باسم المرجعية، لا تابعًا لها إداريًا. • يضم باحثين، فقهاء، إعلاميين، ومحللين استراتيجيين. • يتحدث بلغات متعددة. • يرصد ويرد ويؤسس رواية معرفية مستقلة. المهام: • حماية صورة المرجعية من الاختطاف. • إنتاج محتوى يُعبّر عن العقيدة بلغة العصر. • مواجهة السرديات الغربية حول الدين. المعركة اليوم لم تعد في المساجد فقط، بل في الشاشات، والمواقع، والعناوين. وإذا لم يصدر عن المرجعية خطاب إعلامي رسالي استباقي، فإن غيرها سيكتب عنها كما يشاء، ويُقوّلها ما لم تقل، ويستثمر صورتها فيما لا تمثّله. 'الحق لا يُوحِّده التلفيق، والباطل لا يُغسله التجميل' خلاصة البحث: على امتداد الاتجاهات ، تتبعنا خطى مشروع 'الديانة الإبراهيمية' من نشأته الحديثة إلى جذوره السياسية والفكرية، وانتهينا إلى ما يلي: 1 – الدين في القرآن واحد، لا يقبل التعدد ولا التلفيق، وقد نطقت به كل الرسالات السماوية منذ آدم حتى محمد (ص) واله الطاهرين ، تحت اسم الإسلام. 2 – الأنبياء جميعًا مسلمون، بما فيهم موسى وعيسى، وكلشرائعهم كانت مندرجة في إطار دين الله الواحد وهو الاسلام. 4 – المشروع يحمل بصمات الفكر الصهيوني العالمي، الذي يتقن استخدام الدين لإعادة تشكيل الواقع الثقافي والعقدي للأمم، ضمن هندسة فكرية جديدة. 5 – زيارة البابا للنجف كانت نقطة ارتكاز وظّفها الإعلام العالمي ضمن سردية الإبراهيمية، رغم أن المرجعية كانت على وعي بالمخاطر، وامتنعت عن إصدار أي بيان مشترك أو موقف يُفسر كتبرير عقائدي للمشروع. 6 – غياب جهاز إعلامي مرجعي متكامل. أولًا: على الصعيد العقدي • ضرورة التأكيد على وحدة الدين في الخطاب الإسلامي، ونقض أي دعوة تدّعي إمكان الجمع العقائدي بين الرسالات ككيانات متساوية. • نشر الأدلة القرآنية والروائية التي تبرهن أن الإسلام هو دين جميع الأنبياء، لا دينًا جديدًا بدأ بمحمد (ص) واله. • يتولى شرح المواقف. • يفند التأويلات المغرضة. • يصدر بيانات توضيحية بلغة عالمية. ثالثًا: على صعيد الأمة والمثقفين • نشر الوعي بمشروع الديانة الإبراهيمية وبيان ارتباطه بالتطبيع، وتفكيك الخطاب الإعلامي الذي يُروّج له. • دعم الأصوات الفكرية والعقدية الحرة التي تحافظ على هوية الأمة دون الانجرار إلى 'وحدة زائفة' تُبنى على التنازل عن الثوابت. نبي الله إبراهيم ع ، لم يكن جامعًا بين الحق والباطل، بل كان نقطة الفصل بين التوحيد والشرك، و'الديانة الإبراهيمية' الحديثة ليست إلا .