logo
لماذا تزيل أعداد متزايدة من النساء حشوات تكبير الثدي؟ #عاجل

لماذا تزيل أعداد متزايدة من النساء حشوات تكبير الثدي؟ #عاجل

سيدر نيوز١١-٠٤-٢٠٢٥

Getty Images
عندما أعلنت كاترينا كروبكينا، المدونة الأوكرانية وخبيرة التغذية البالغة من العمر 32 عامًا، على وسائل التواصل الاجتماعي أنها أزالت حشوات تكبير ثديها، لم تتوقع أبداً التأثير الهائل الذي سيحدثه هذا الكشف.
حصل الفيديو على صفحتها على إنستغرام 7.5 مليون مشاهدة، وتقول إنها تلقت 'أكثر من ألف' رسالة من نساء يُفكرن في إزالة حشوات ثديهن أيضاً.
وقالت لبي بي سي نيوز أوكرانيا: 'أدركت للتو أن امتلاك ثدي أكبر لا يجعلني أكثر سعادة أو صحة أو جمالاً'، مضيفة أن قرارها جاء في النهاية بعد أن قالت ابنتها الصغيرة إنها تريد 'ثدياً كبيراً مثل ثديي أمي'.
وقالت: 'أدركت في تلك اللحظة أنني كنت لها مثالاً خاطئًا'.
كاترينا ليست الوحيدة في قرارها. في مناطق شتى من العالم، تختار أعداد متزايدة من النساء إزالة حشوات الثدي. ولكن لماذا؟
أسباب متعددة
تشير أحدث البيانات الصادرة عن الجمعية الدولية لجراحة التجميل، وهي الهيئة المهنية الرائدة عالمياً لجراحي التجميل المعتمدين، إلى أن عمليات إزالة حشوات الثدي، والتي تُسمى أيضًا 'زرعات الثدي'، زادت بنسبة 46.3 في المئة منذ عام 2019.
في الوقت نفسه، شهدت عمليات تكبير الثدي، التي ظلت أساسية في جراحة التجميل خلال التسعينيات والألفينيات، زيادة بنسبة 5.4 في المئة فقط خلال نفس الفترة، بانخفاض قدره 13 في المئة من عام 2022 إلى عام 2023 وحده.
ويعتقد الخبراء الطبيون أن السبب الرئيسي لإزالة حشوات الثدي هو الشكل الجمالي. ويقولون إن هناك اتجاها نحو 'ثدي أصغر وطبيعي أكثر'.
وتقول الدكتورة كريستي هاميلتون من الجمعية الأمريكية لجراحي التجميل، حيث ترأس اللجنة الفرعية لوسائل التواصل الاجتماعي: 'ترغب النساء في الظهور بمظهر مختلف في عام 2025 عما كن عليه قبل خمس أو عشر سنوات'.
وتضيف: 'كانت الحشوات التي كنا نزرعها في التسعينيات والعقد الأول من القرن الحادي والعشرين تميل إلى أن تكون كبيرة جداً. أما الآن، فإن النساء اللواتي لديهن حشوات إما يقلصن حجمهن أو إذا كان لديهن الكثير من أنسجة الثدي الطبيعية في البداية، فقد يقمن باستئصالها بالكامل، أو القيام برفعها، وربما إضافة نقل الدهون أو عدم استعادة جزء من هذا الحجم'، مشيرةً إلى أن 'الثدي الأصغر حجماً بشكل عام رائج'.
ويتفق الدكتور برونو هيركينهوف، رئيس الجمعية البرازيلية لجراحي التجميل في ريو دي جانيرو، مع ذلك.
ويقول: 'لم تعد بعض النساء يردن الثدي المعزز بشكل كبير'، مضيفاً أنه يُجري حاليا عمليات إزالة حشوات الثدي أكثر من عمليات تكبيرها في عيادته.
ويضيف أن هناك عاملاً آخر يتمثل في أن 'بعض النساء يفضلن تجنب الحاجة إلى استبدال الحشوات في المستقبل' لأن الغرسات تدوم عادةً من 10 إلى 20 عامًا وتتطلب إزالتها جراحيًا واستبدالها بعد ذلك.
ويشير هيركينهوف أيضاً إلى أن الوعي المتزايد بالمضاعفات مثل مرض زراعة الثدي وردود الفعل المناعية الذاتية قد أثر على بعض النساء لإزالة غرساتهن أو تجنب تكبير الثدي تماماً.
'الآن هناك المزيد من المعلومات حول أمراض السيليكون وردود الفعل المناعية الذاتية. قد يتفاعل الجسم مع السيليكون ويصاب بأعراض مثل آلام المفاصل وتساقط الشعر وزيادة الوزن.'
يقول إن هناك أيضاً بعض أنواع السرطانات المرتبطة بالحشوات والتي قد يتعرض البعض لها'.
وأضاف 'يمكن أن تتكون في الكبسولة المحيطة بالحشوة. عند التشخيص، عادةً ما تحل إزالة الكبسولة المشكلة.'
وأردف 'إنه أمر نادر للغاية ولكنه حقيقي'، مشيراً إلى أنه يحدث مع أنواع معينة من الحشوات التي 'لا نستخدمها في عيادتها'.
كان لدى كاترينا إحدى تلك الحشوات، وتقول إن قرارها بإزالة حشوتها 'تضاعف عشرة أضعاف' على الرغم من عدم وجود فحوصات طبية تكشف عن إصابتها بالسرطان.
وتقول هاميلتون: 'لكنني لا أعتقد أن هذا هو السبب الرئيسي وراء لجوء المزيد من النساء إلى إزالة الحشوات. أعتقد أنه تحول جمالي أكثر'.
وترى بأن التغييرات في تقنيات زراعة الثدي قد تكون أيضاً الدافع وراء اتجاه إزالة حشوات الثدي.
ووفقاً لها، كانت التقنيات القديمة تضع الحشوات أسفل العضلة، مما يؤدي غالباً إلى مظهر غير طبيعي أثناء الحركة.
وتقول 'عند تحرك النساء اللاتي لديهن حشوات قديمة، مثلا عند ممارسة الرياضة أو ومعانقة شخص ما أو حتى ممارسة اليوغا، وكانت حشواتهن تتحرك إلى الجانب.
وتقول إن التقنيات الأحدث تضع الحشوات أمام العضلة، مما يؤدي إلى نتائج طبيعية أكثر.
اتجاه أوسع
يؤكد الخبيران أن الاتجاه نحو مظهر أكثر طبيعية يمتد إلى ما هو أبعد من حشوات الثدي.
وتشير هاميلتون إلى أن 'هذا صحيح تماماً في جميع المجالات، للوجه والأنف والثديين والجسم'.
ويقولون إن الإفراط في استخدام بعض الإجراءات التجميلية غير الجراحية، مثل الفيلروالبوتوكس، في الماضي أدى إلى نتائج غير طبيعية، مما دفع المرضى إلى إعادة النظر في الأمر.
وتقول هاميلتون: 'لقد رأينا جميعاً أمثلة حيث بدت الحشوات الزائدة غير طبيعية للغاية'.
وأضاف هيركينهوف 'أصبحت عملية تناسق الوجه بمثابة شيطنة للوجه. انتهى الأمر بحصول الكثيرين على الوجه ذاته. الآن، يريد المرضى مظهراً أكثر استرخاءً، دون مبالغة'.
تشير هاميلتون إلى أن العديد من مرضاها يتجنبون الآن الفيلر تمامًا، وخاصةً أولئك الذين لا يعرفونها.
'الكثير من المرضى الجدد على هذه العلاجات غير مهتمين على الإطلاق بتجربتها لأنهم رأوا الكثير من الأمثلة على إساءة استخدامها.'
وتضيف أن الصناعة أكدت سابقاً على الحاجة إلى حقن الفيلر بشكل متكرر، مما أدى إلى نتائج عكسية.
'عندما قيل لنا، أنت بحاجة إلى الفيلر كل ثلاثة إلى ستة أشهر، أعتقد أن هذا كان خطأً مدفوعاً بصناعة التجميل… وأعتقد أنه أدى إلى نتائج عكسية لأن الناس بدأوا يبدون غريبين.'
ونتيجة لذلك، يركز المرضى الآن على علاجات أكثر دقة، كما تقول.
ووفقا لهيركينهوف فإن تحفيز الكولاجين، الذي يُحسّن جودة البشرة دون زيادة حجمها، يعد الآن على رأس قائمة خيارات المرضى.
ويُعد الكولاجين البروتين الأكثر وفرة في الجسم، ويوجد في العظام والجلد والعضلات والأوتار. ومع ذلك، تنخفض مستوياته مع التقدم في السن.
حقيقة المظهر 'الطبيعي'
تُجسّد كاترينا هذا التوجه الجديد. بعد إزالة حشوات ثدييها، وصغّرت شفتيها أيضاً إلى حجمهما الطبيعي وتوقفت عن استخدام البوتوكس لإخفاء التجاعيد.
تقول: 'أحلم بأن يصبح ما قمت به موضة، وبأن تتوقف النساء عن الهوس بمظهرهن'.
أكّد مصدر رفيع المستوى من شركة مستحضرات تجميل عالمية رائدة لبي بي سي أن الصناعة تراهن على 'اتجاه الجمال الطبيعي'.
ولكن'هذا لا يعني إنفاقاً أقل على منتجات التجميل أو تجنّب الإجراءات التجميلية؛ بل يتعلق الأمر بتحسين المظهر بطريقة تبدو سهلة وتُبرز الملامح الطبيعية'، حسبما قال المصدر.
وفي عام 2023، نمت مبيعات التجزئة في سوق التجميل العالمي إلى 446 مليار دولار، بزيادة 10 في المئة عن عام 2022، وفقًا لتقرير استشاري صادر عن شركة ماكينزي، نقلاً عن بيانات من شركة أبحاث السوق يورومونيتور.
وأضاف المصدر: 'لا تزال النساء يستخدمن مستحضرات التجميل، لكن 'المظهر الطبيعي' لا يعني بالضرورة وضع كمية أقل – بل يتعلق الأمر باستخدام منتجات تخلق وهماً ببشرة خالية من المستحضرات مع الحفاظ على مظهر مصقول.'
ويشير الخبراء الطبيون أيضاً إلى أن التحول نحو مظهر أكثر طبيعية لا يعني أن الناس يتخلون عن الإجراءات التجميلية، سواء كانت جراحية أو غير جراحية.
وتشير هاميلتون إلى أنه 'بدلاً من مجرد إضافة حجم إلى الوجه، فإننا نركز الآن على الإجراءات التي ترفع وتعيد تشكيله'.
وتشير إحصائيات الجمعية الدولية لجراحة التجميل إلى أن جراحي التجميل أجروا 15.8 مليون عملية جراحية في جميع أنحاء العالم في عام 2023، بزيادة قدرها 5.5 في المئة عن عام 2022. كما شهدت الإجراءات غير الجراحية زيادة بنسبة 2 في المئة تقريباً خلال نفس الفترة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

هذه الصورة ليست لغرفة نوم البابا فرنسيس في مقر إقامته حتى يوم وفاته FactCheck#
هذه الصورة ليست لغرفة نوم البابا فرنسيس في مقر إقامته حتى يوم وفاته FactCheck#

النهار

time٢٧-٠٤-٢٠٢٥

  • النهار

هذه الصورة ليست لغرفة نوم البابا فرنسيس في مقر إقامته حتى يوم وفاته FactCheck#

المتداول: صورة تظهر، وفقاً للمزاعم، "غرفة نوم البابا فرنسيس في بيت سانتا مارتا حتى يوم وفاته" الاثنين 21 نيسان 2025. الا أنّ هذا الزعم خاطئ. الحقيقة: هذه الصورة قديمة، اذ تعود الى 1 نيسان 2005، اي قبل اعوام عدة من حبرية البابا فرنسيس. وتظهر إحدى الغرف في بيت القديسة مارتا في الفاتيكان، والذي اتخذه البابا فرنسيس مقر إقامة له بعد تنصيبه حبراً أعظم عام 2013. FactCheck# "النّهار" دقّقت من أجلكم تظهر الصورة غرفة نوم بسيطة. وقد تكثف التشارك فيها خلال الساعات الماضية عبر حسابات كتبت معها (من دون تدخل): "كانت الغرفة الرقم 201 في بيت القديسة مارتا غرفة نوم البابا فرنسيس حتى يوم وفاته". الا أنّ هذه المزاعم خاطئة، وفقاً لما يتوصل اليه تقصي صحتها. فالبحث العكسي عن الصورة يوصلنا الى خيوط تقودنا اليها مؤرشفة في موقع وكالة غيتي ايماجيز Getty Images، في 1 نيسان 2005، بعنوان: A visit at the heart of the Vatican, the world's smallest state in Rome, Vatican City on April 01, 2005، اي زيارة لقلب الفاتيكان، أصغر دولة في العالم في روما، مدينة الفاتيكان، في 1 نيسان 2005. وكتبت الوكالة مع الصورة: "مقر إقامة القديسة مارتا في الفاتيكان هو مقر إقامة الكرادلة خلال المجمع البابوي في روما، مدينة الفاتيكان، في 1 نيسان 2005. تصوير: إريك فاندفيل Eric VANDEVILLE /غاما رافو /Gamma-Rapho عبر صور غيتي. ولم تضف الوكالة أي تفاصيل عن الغرفة الظاهرة في الصورة، لا سيما رقمها، علماً انها منشورة ايضا مع صور أخرى في موقع wikimapia ، ضمن مقالة صغيرة عن مقر القديسة مارتا في الفاتيكان. وكان تاريخ إنشاء الصورة في 1 نيسان 2005 لافتاً، اذ سبق بيوم واحد "وفاة البابا آنذاك يوحنا بولس الثاني، مساء 2 نيسان 2005، عن عمر يناهز الـ84 عاماً، بعد إصابته بالتهاب في الجهاز البولي نتجت منه أزمة قلبية"، وفقا لتقارير اعلامية. كذلك، يسبق حبرية البابا فرنسيس بنحو 8 اعوام. والى جانب صورة الغرفة، أرشفت أيضا وكالة "غيتي ايماجيز" صورتين أخريين، بالعنوان والتاريخ ذاتهما، تظهران بيت القديسة مارتا و كرادلة امامه. في هذا البيت ، Domus Sanctae Marthae، اختار البابا فرنسيس أن يسكن منذ انتخابه في 13 آذار 2013 وطوال أيام حبريته، حيث يرى الناس ويتناول الطعام مع ضيوف او موظفين، مخالفا بذلك تقليدا يقضي بسكن البابوات في قصر الفاتيكان، المقر الرسمي للبابوات منذ القرن السابع عشر. ووفقا لما كتب ألدو ماريا فالي في كتابه "مع فرنسيس في سانتا مارتا. رحلة إلى منزل البابا" (موقع Aleteia- تقرير في 14 ايلول 2014)، أقام خورخي ماريو بيرغوليو، البابا الراحل، خلال مجمع الكرادلة، في الغرفة الرقم 207، التي سُحبت بالقرعة، كما هو الحال مع الكرادلة الآخرين. أما اليوم ، فهو يسكن في الجناح الرقم 201: بمساحة إجمالية تبلغ نحو 50 مترًا مربعًا، ويضم مكتبا وغرفة نوم. "الغرفة الأولى عبارة عن ركن جلوس مع كرسيين وأريكة ومكتب وخزانة كتب وصليب. لا يوجد فيها أي أثر للفخامة: بساطة مطلقة. أما الغرفة الثانية، فهي غرفة نوم رهبانية: سرير خشبي داكن، خزانة ملابس، وطاولة بجانب السرير. وتُضفي الأضواء الفلورية جوًا باردًا بعض الشيء، كغرفة مدرسة داخلية، لكن البابا لا يُعر ذلك اهتمامًا". وأمكن العثور على صور عدة لشقة البابا في بيت القديسة مارتا في آذار 2013 ، نشرتها وكالتا "رويترز" و" اسوشيتد برس" في شباط 2023. تصوير: اريك فاندفيل Eric Vandeville / وكتبت معها وكالة "رويترز": " منظر لشقة البابا فرنسيس في بيت القديسة مارتا في الفاتيكان في آذار 2013. في إظهار للتواضع الذي يبدو أنه يميز حبريته، قرّر البابا فرنسيس عدم الانتقال إلى شقق بابوية فاخرة في القصر الرسولي، واختار بدلاً من ذلك الإقامة في أماكن إقامة أكثر تواضعًا في فندق القديسة مارتا في الفاتيكان". واضافت الوكالة: "يعيش البابا فرنسيس في الجناح 201 في بيت القديسة مارتا، وهي غرفة تحتوي على أثاث أنيق وغرفة معيشة واسعة، حيث يمكنه استقبال الضيوف". وتابعت: "تم بناء دار الضيافة عام 1996 على موقع دار رعاية قديمة للفقراء. يحتوي المبنى المكون من خمس طبقات، على 106 أجنحة، و22 غرفة فردية، وشقة واحدة، ويقع على أطراف مدينة الفاتيكان. يسكنه بانتظام بضع عشرات من الكهنة والأساقفة، الذين يعملون في الفاتيكان. نصف الغرف متاحة للكرادلة والأساقفة الذين يزورون روما لحضور المقابلات أو المناسبات الرسمية الأخرى". جنازة مهيبة لبابا الفقراء وقد أقيمت اليوم السبت جنازة البابا فرنسيس، في حضور حشود توافدت منذ الفجر إلى ساحة بازيليك القديس بطرس في روما، في مراسم مهيبة بحضور مجموعة واسعة من قادة الدول والحكومات والملوك، وفقا لما ذكرت وكالة "فرانس برس". وقد استقبل نعش البابا البابا بالتصفيق الحار لدى نقله إلى ساحة القديس بطرس. وقبيل بدء الجنازة قرعت جراس بازيليك القديس بطرس حزنا. وقال الكاردينال جيوفاني باتيستا ري في العظة التي ألقاها في القداس "كان البابا قريبا من الناس، بقلب مفتوح للجميع". "النهار" في تغطية خاصة لجنازة البابا فرنسيس في ساحة كاتدرائية القديس بطرس في الفاتيكان (صور - فيديو) تقييمنا النهائي: اذاً، ليس صحيحاً ان الصورة المتناقلة تظهر "غرفة نوم البابا فرنسيس في بيت سانتا مارتا حتى يوم وفاته" الاثنين 21 نيسان 2025. في الحقيقة، هذه الصورة قديمة، اذ تعود الى 1 نيسان 2005، اي قبل اعوام عدة من حبرية البابا فرنسيس. وتظهر إحدى الغرف في بيت القديسة مارتا في الفاتيكان، والذي اتخذه البابا فرنسيس مقر إقامة له بعد تنصيبه حبراً أعظم عام 2013.

كيف يؤدي تغير المناخ إلى تفاقم مشكلة الحساسية؟
كيف يؤدي تغير المناخ إلى تفاقم مشكلة الحساسية؟

سيدر نيوز

time١٦-٠٤-٢٠٢٥

  • سيدر نيوز

كيف يؤدي تغير المناخ إلى تفاقم مشكلة الحساسية؟

Getty Images يتعرض مُصابو الحساسية الموسمية لحبوب اللقاح بشكل أكبر على مدار موسم أطول نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، لكن الاحتباس الحراري يُسبب أيضا حالات حساسية شديدة مُثيرة للقلق، وفقاً للخبراء. ففي الوقت الذي يمكنك فيه رؤية العواصف الرعدية، إلا أنك لا تستطيع رؤية ما يحدث بداخلها؛ فهناك تريليونات من جزيئات حبوب اللقاح التي امتصتها السحب مع تشكّل العاصفة، تتفتت حينئذ بفعل المطر والبرق والرطوبة إلى شظايا أصغر فأصغر، ثم تُقذف مرة أخرى إلى الأرض لتستنشقها أنت. كانت الساعة تشير إلى نحو السادسة مساء الحادي والعشرين من شهر نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2016، عندما أصبح هواء ملبورن في أستراليا، مُميتاً. أضاءت خطوط هواتف خدمات الطوارئ، وبدأ الناس الذين يُعانون من صعوبة في التنفس في التوافد إلى المستشفيات، وكان هناك طلب كبير على سيارات الإسعاف، لدرجة أنها لم تتمكن من الوصول إلى المرضى العالقين في منازلهم. استقبلت غرف الطوارئ ثمانية أضعاف عدد من يأتون إليها بسبب مشكلات التنفس، مقارنةً بالتوقعات المعتادة. وأُدخل ما يقرب من عشرة أضعاف عدد المصابين بالربو إلى المستشفى. وفي المجمل، لقي عشرة أفراد مصرعهم، بينهم طالبة جامعية تبلغ من العمر 20 عاما توفيت في حديقتها في انتظار سيارة إسعاف بينما كانت عائلتها تحاول إنعاشها. ووصف أحد الناجين كيف كان يتنفس بشكل طبيعي، ثم في غضون 30 دقيقة، وجد نفسه يلهث بحثاً عن الهواء، قائلاً للصحفيين من سريره في المستشفى: 'كان الأمر جنونياً'. هذا اليوم يتذكره جيداً بول بيغز، عالم الصحة البيئية والأستاذ في جامعة ماكواري في سيدني بأستراليا، قائلاً: 'لقد كان حدثاً هائلاً كارثياً غير مسبوق! لم يكن الأطباء والممرضات والعاملون في الصيدليات في ملبورن، على دراية بما يحدث'. سرعان ما اتضح أنها حالة هائلة من 'ربو العواصف الرعدية'، الذي يحدث عندما تُفكك أنواع معينة من العواصف جزيئات حبوب اللقاح في الهواء، مُطلقةً البروتينات ومُمطرة إياها على من هم في الأسفل. ويمكن للبروتينات المنتشرة على نطاق واسع أن تُسبب ردود فعل تحسسية لدى البعض، حتى بين أولئك الذين لم يُعانوا من الربو سابقاً. تُعدّ حالات الربو المرتبطة بالعواصف الرعدية، كتلك التي ضربت ملبورن، مثالًا صارخًا على كيفية تغيّر أثر حبوب اللقاح والحساسية التي تُسببها بشكل كبير نتيجةً لتغير المناخ. فمع ارتفاع درجات الحرارة، تشهد العديد من المناطق، خاصةً الولايات المتحدة وأوروبا وأستراليا، تزايداً في تأثير الحساسية الموسمية على نسبة متزايدة من السكان، على مدار موسم أطول وبأعراض أسوأ، وفقاً للعلماء. هذا العام، من المتوقع أن تكون مستويات حبوب اللقاح في الولايات المتحدة، أعلى من المتوسط التاريخي في 39 ولاية خلال هذا الموسم. ومن المرجح أن يزداد الوضع سوءاً في السنوات القادمة، كما يُحذر الخبراء. إن حبوب اللقاح نفسها جزء أساسي ودائم الوجود في عالمنا؛ حيث تنتقل هذه الجسيمات الميكروسكوبية بين النباتات، ما يُمكّنها من التكاثر. وبينما تنشر بعض النباتات حبوب اللقاح بمساعدة الحشرات، يعتمد البعض الآخر على الرياح، التي تنقل كميات هائلة من هذه المادة المسحوقة محمولة جواً. وتعتمد العديد من الأشجار والأعشاب والحشائش على انتشار حبوب اللقاح عبر الرياح. وهذه الأنواع هي التي يُحتمل أن تُسبب الحساسية الموسمية، أو 'حمى القش'. يحدث هذا عندما يُعرّف جهازك المناعي حبوب اللقاح، عن طريق الخطأ، على أنها مادة ضارة، ما يُحفز استجابةً مخصصة عادةً للبكتيريا أو الفيروسات المسببة للأمراض. وتشمل الأعراض الشائعة سيلان الأنف وحكة العينين والعطس. وفي بعض الحالات، قد تُسبب الحساسية الموسمية صعوبات في التنفس، عندما يُؤدي التهاب الشعب الهوائية إلى تورمها، ما يُصعّب وصول الهواء الكافي إلى الرئتين. كانت ملبورن بؤرة سيئة الحظ لربو العواصف الرعدية، حيث سُجِّلت سبعة أحداث رئيسية من ربو العواصف الرعدية منذ عام 1984. ومع ذلك، فقد شهدت أماكن أخرى حول العالم وقوع حوادث مماثلة، من برمنغهام في بريطانيا إلى أتلانتا في الولايات المتحدة. وعلى الرغم من أن هذه الأحداث لا تزال نادرة، إلا أن تغير المناخ قد يزيد من احتمال حدوث حالات ربو العواصف الرعدية، ويرجع ذلك جزئياً إلى أنه يطيل مواسم حبوب اللقاح، ولكن أيضا لأنه يزيد من وتيرة الظواهر الجوية المتطرفة كالعواصف. ومع أن تحديد مدى تأثير تغير المناخ على حادث ربو العواصف الرعدية، عام 2016 في ملبورن تحديدًا، أمر غير ممكن، إلا أن بيغز 'متأكد إلى حد ما' أن له تأثيراً ما. ويقول: 'نعلم أن تغير المناخ يؤدي إلى زيادة كميات حبوب اللقاح في الغلاف الجوي. إنه يُغير موسمية حبوب اللقاح، ويُغير أنواع حبوب اللقاح التي نتعرض لها'. وقد نشر بيغز، الذي أجرى أبحاثا مستفيضة حول ربو العواصف الرعدية، ورقة بحثية عام 2024 بحثت في الروابط بين هذه الظاهرة وتغير المناخ. لحسن الحظ، لا تزال أحداث الربو المرتبطة بالعواصف الرعدية الكبرى نادرة بعض الشيء؛ لكن تغير المناخ يزيد من خطر تعرض الناس لحبوب اللقاح بطرق أخرى أيضا. فارتفاع درجات الحرارة يعني أن مواسم إطلاق النباتات حبوب اللقاح، عادةً خلال فصلي الربيع والصيف، تبدأ مبكرا وتستمر لفترة أطول، كما تقول إيلين فويرتس، عالمة الصحة العامة المتخصصة في شؤون البيئة وأمراض الحساسية في المعهد الوطني للقلب والرئة، في إمبريال كوليدج في بريطانيا. وتضيف: 'ستجد من يعاني من الأعراض في وقت مبكر من العام، ولفترة أطول'. في أجزاء من العالم، كالولايات المتحدة وأوروبا، تُعد عشبة الرجيد أحد الأسباب الرئيسية، وعشبة الرجيد هي مجموعة واسعة الانتشار من النباتات المزهرة التي يعدها الكثيرون أعشاباً ضارة، تنمو في الحدائق والأراضي الزراعية، وفي الزوايا والشقوق بالمناطق الحضرية. وهناك أنواع مختلفة من الرجيد حول العالم، لكنها قادرة على إنتاج كميات هائلة من حبوب اللقاح؛ فعلى سبيل المثال، يستطيع نبتة واحدة منها أن تُطلق مليار حبة لقاح. وتؤثر الحساسية من حبوب لقاح الرجيد بالفعل على حوالي 50 مليون نسمة في الولايات المتحدة وحدها. وقد توصلت دراسة حللت بيانات من 11 موقعا في أمريكا الشمالية، بين عامي 1995 و2015، إلى أن 10 من هذه المواقع شهدت مواسم أطول لحبوب لقاح الرجيد – وأحيانا أطول بكثير. وخلال تلك الفترة التي استمرت 20 عاماً، امتد الموسم إلى 25 يوما في مدينة وينيبيغ، بمقاطعة مانيتوبا في كندا، وإلى 21 يوما في فارغو، ولاية داكوتا الشمالية في الولاات المتحدة، وإلى 18 يوما في مينيابوليس، بولاية مينيسوتا الأمريكية أيضا. ويقول لويس زيسكا، الأستاذ المشارك في علوم الصحة البيئية بجامعة كولومبيا في نيويورك، بالولايات المتحدة، وأحد العلماء الذين أجروا أبحاثا حول موسم حبوب لقاح الرجيد: 'مع ارتفاع درجات الحرارة في الشتاء، وبدء فصل الربيع مبكرا، وتأخر فصل الخريف، يزداد الوقت الذي يقضيه المرء في الهواء الطلق ملامساً حبوب اللقاح المسببة للحساسية بشكل ملحوظ'. ويوضح زيسكا أن هذه التغيرات تزداد حدةً في الأجزاء الشمالية من أمريكا الشمالية وأوروبا وآسيا، وكذلك في أستراليا والأجزاء الجنوبية من أمريكا الجنوبية وأفريقيا. ومن المرجح أن يزداد التأثير سوءاً ما لم تُخفَّض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري فوراً. على سبيل المثال، قدَّرت دراسة أُجريت عام 2022 أنه بحلول نهاية القرن، ستبدأ مواسم حبوب اللقاح أبكر بأربعين يوما، وتنتهي متأخرة بخمسة عشر يوما عن موعدها الحالي، ما يعني زيادةً محتملةً في أعراض حمى القش – لدى المصابين بها – لمدة شهرين سنويا. Alamy لا يقتصر الأمر على تعرض الناس لمسببات الحساسية لفترات أطول، بل إن كمية هذه المواد في الهواء تتزايد في أنحاء كثيرة من العالم. ففي العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، بدأ موسم حبوب اللقاح في الولايات المتحدة القارية – ويقصد بها الولايات الأمريكية الواقعة في قارة أمريكا الشمالية مع استبعاد الولايات والجزر الواقعة خارجها – قبل ثلاثة أيام مما كان عليه في التسعينيات، لكن الأهم من ذلك هو أن كمية حبوب اللقاح في الهواء كانت أعلى أيضاً بنسبة 46 في المئة. ويعود ذلك جزئياً إلى ارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، نتيجةً للانبعاثات الناتجة عن الأنشطة البشرية. كما أن العديد من أكثر النباتات إزعاجا لمرضى حمى القش تزدهر مع ثاني أكسيد الكربون. على سبيل المثال، عندما زرع الباحثون نوعاً معيناً من العشب في ظل مستويات مختلفة من ثاني أكسيد الكربون، وجدوا أن النباتات التي أنتجت أزهاراً والتي زُرِعت في جو يحتوي على 800 جزء في المليون من ثاني أكسيد الكربون، أنتجت بدورها حبوب لقاح أكثر بنسبة 50 في المئة تقريبا، بالمقارنة بالنباتات المزروعة في جو يحتوي على 400 جزء في المليون. وهذا الأخير يُحاكي المستويات الحالية لثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي للأرض. وبالمثل، أجرى علماء آخرون تجارب على زراعة أنواع مختلفة من أشجار البلوط، التي غالبا ما تُسبب حبوب لقاحها حمى القش في دول مثل كوريا الجنوبية، وتوصلوا إلى أنه في ظل وجود ثاني أكسيد الكربون بما يبلغ 720 جزءاً في المليون، فإن متوسط عدد حبوب اللقاح في كل شجرة بلوط يزيد 13 مرة، عن متوسط عدد حبوب اللقاح في الأشجار، في وجود 400 جزء في المليون من ثاني أكسيد الكربون. وحتى عند 560 جزءاً في المليون، كان إنتاج حبوب اللقاح أعلى بثلاث مرات ونصف من المستويات الحالية. وقد أجرى زيسكا، مؤلف كتاب 'كوكب الدفيئة' الصادر عام 2022، تجارب مماثلة على عشبة الرجيد؛ وتؤكد نتائجه نتائج باحثين آخرين. يقول: 'في كل مرة نرفع فيها مستوى ثاني أكسيد الكربون، تستجيب نباتات الرجيد. فتنمو أكثر، وتنتج المزيد من حبوب اللقاح'. ويضيف أن هناك بعض الأدلة على أنها 'تنتج نوعاً من حبوب اللقاح أكثر إثارة للحساسية، ما قد يحفز جهاز المناعة على الاستجابة بشكل أكبر مما كان عليه في الماضي'. ويؤدي انتشار هذه الأنواع الدخيلة من حبوب اللقاح، عبر أجزاء جديدة من العالم، أيضاً إلى إثارة ردود فعل تحسسية لدى مجموعات سكانية جديدة. فعلى سبيل المثال، بينما يعود أصل عشبة الرجيد إلى أمريكا الشمالية، فقد انتشرت في جميع أنحاء أوروبا، وكذلك في أستراليا وآسيا وأمريكا الجنوبية. وبالفعل، أفادت التقارير أن حوالي 60 في المئة من سكان المجر، و 20 في المئة في الدنمارك، و15 في المئة في هولندا يعانون من حساسية تجاه حبوب اللقاح من هذه المجموعة النباتية غزيرة الإنتاج. هذا الأمر مثير للقلق؛ إذ يُقدر تركيز حبوب لقاح عشبة الرجيد في الهواء بحلول عام 2050 بحوالي أربعة أضعاف ما هو عليه اليوم. وحتى في أجزاء من أوروبا حيث يكاد يكون لقاح عشبة الرجيد غائبا تقريبا، كجنوب بريطانيا وألمانيا، فإن 'كميات حبوب اللقاح تصبح كبيرة' في ظل سيناريوهات مناخية معتدلة أو مرتفعة، وفقاً لما كتبه باحثون في دراسة أجريت عام 2015. ويشير الباحثون إلى أن حوالي ثلث هذه الزيادة يعود إلى استمرار انتشار الأنواع الدخيلة من حبوب اللقاح، أما الثلثان المتبقيان فيعودان تحديدا إلى تغير المناخ، كإطالة موسم النمو مع ارتفاع درجات الحرارة. وتقول إيلين فويرتس: 'لذا، سيكون الموسم أبكر وأطول، وأشد على من يعانون من أعراض الحساسية، ومن ثم زيادة خطر الإصابة بحساسية جديدة لدى من لم يتعرض لها من قبل'. ومع ذلك، فلن تشهد كل مناطق العالم زيادة في إنتاج حبوب اللقاح؛ حيث وجد بعض الباحثين أن جنوب كاليفورنيا، على سبيل المثال، سيشهد مواسم حبوب لقاح مبكرة لكنها أقل إنتاجية، ويعزى ذلك إلى حد كبير إلى انخفاض هطول الأمطار. لكن هذه التوقعات لا تأخذ في الاعتبار جميع الآثار المحتملة لتغير المناخ، على مسببات الحساسية المنقولة جواً؛ فقد تكون هناك أيضا آثار صحية ناجمة عن زيادة احتمالية اندلاع حرائق الغابات، على سبيل المثال؛ لأن هذا يزيد من خطر الإصابة بالربو وأعراض الحساسية. ومن الناحية النسبية، ستظل كمية حبوب اللقاح في الهواء تختلف من سنة إلى أخرى، كما تشير فويرتس، لكن هذا قد لا يكون مفيدا كثيراً لمرضى حمى القش. وتقول فويرتس: 'بمجرد أن تُصاب بالحساسية وتستمر في تطوير أعراض الحساسية، فمن المرجح أن تستمر الأعراض في الظهور لديك خلال السنوات التي قد تكون فيها مستويات حبوب اللقاح أقل من المتوسط. سوف تتفاعل (أنت) مع حبوب اللقاح الموجودة حولك'. إذن، ما الذي يمكن للناس فعله حيال هذا الأمر؟ من شأن خفض انبعاثات الكربون أن يساعد في تجنب بعض أسوأ آثار المناخ، وقد تُخفف استراتيجيات أخرى من حدة المشكلة أيضا. وقد يكون من الممكن اتخاذ بعض التدخلات الجذرية المباشرة. على سبيل المثال. قبل قرن من الزمان، أنشأت بعض المدن الأمريكية لجانا لمكافحة عشبة الرجيد؛ حيث جاء في أحد عناوين الأخبار عام 1932 أن 'بلدية شيكاغو توظف 1350 شخصا لمكافحة حمى القش'. ومع أن هذا قد يبدو غريباً، إلا أنه أحدث فرقا. فقد قدّرت دراسة أُجريت عام 1956، حول 'عملية الرجيد' في مدينة نيويورك، أن قطع النبات بكميات كبيرة قد قلل إنتاج حبوب اللقاح بنحو 50 في المئة. واليوم، تجد في أوروبا جهودا مُنسّقة مستمرة. ففي برلين، أُرسل عمال للبحث عن عشبة الرجيد والقضاء عليها في جميع أنحاء المدينة، بينما حظرت سويسرا استيراد أو بيع النبات في عام 2024، وأنشأت مجموعات تطوعية تُسيّر دوريات في الحدائق العامة لاقتلاعه. وتكمن حلول أخرى في تصميم حضري أكثر ذكاءً؛ حيث تقول فويرتس: 'علينا بالتأكيد أن نُخضّر مدننا، لكن علينا أن نفعل ذلك بعناية'. فزراعة الأنواع الدخيلة (من الأشجار) على سبيل المثال، قد تُسبب حساسية جديدة. إن اختيار الأشجار الذكورية المنتجة لحبوب اللقاح في بعض الأنواع، بدلاً من الأشجار الأنثوية 'المُبعثرة' التي تُنتج الثمار والبذور – فيما يُسمى 'التمييز الجنسي النباتي' – قد يزيد أيضا من مستويات حبوب اللقاح في المناطق الحضرية، على الرغم من أن الدراسات أظهرت أن تأثير هذا الأمر ضئيل نسبيا في المدن الكبرى مثل نيويورك. ويؤكد العلماء على أهمية مراقبة مستويات حبوب اللقاح والتنبؤ بها. ويقول بول بيغز: 'نحن بحاجة إلى معرفة ما نتنفسه. هذا أمر أساسي جدا لصحتنا'، مُشيرا إلى أنه في حين أن معظم الناس يعدون الحصول على معلومات موثوقة وآنية ومُعتمدة حول مقاييس – مثل درجة الحرارة أو هطول الأمطار في منطقتهم – أمرا مُسلّمًا به، فإن قلة قليلة نسبيا تستطيع قول الشيء نفسه عن مسببات الحساسية المنقولة جوا. ومع ذلك، فإن حتى تلك الخدمات التي تصمم نماذج لأعداد حبوب اللقاح بطريقة شاملة ومُفصلة – مثل المعهد الفنلندي للأرصاد الجوية – لا تُراقب أو تصمم نماذج لمستويات مسببات الحساسية المنقولة جوا، وهي أدقّ؛ لأن كل حبة لقاح يُمكن أن تُطلق كميات مختلفة من مسببات الحساسية، والتي يُمكنها أن تختلف باختلاف الظروف الجوية. وتشير فويرتس إلى أن هذه قياسات مختلفة، وقد أظهرت ارتباطها الوثيق بأعراض الحساسية، قائلة: 'لا أحد يقيس مستويات مسببات الحساسية بشكل روتيني. علينا أن نتجه نحو ذلك'. وبشكل عام، يقول الخبراء إن الحقائق العلمية واضحة. فبدون إجراءات ملموسة ومنسقة، سيستمر تغير المناخ في مفاقمة حمى القش في العديد من مناطق العالم. وقد يشمل ذلك أحداثاً أكثر دراماتيكية وفتكا، مثل ربو العواصف الرعدية؛ لكنه قد يعني أيضا معاناة المزيد من الناس من الزكام، لموسم أطول، كل عام. ويقول بول بيغز: 'لدينا الآن دراسات تُظهر أن لتغير المناخ تأثيرا حقيقيا على صحة الإنسان. وهناك المزيد في المستقبل'.

دراسة: 3 ملايين حالة وفاة بين الأطفال مرتبطة بمقاومة المضادات الحيوية #عاجل
دراسة: 3 ملايين حالة وفاة بين الأطفال مرتبطة بمقاومة المضادات الحيوية #عاجل

سيدر نيوز

time١٣-٠٤-٢٠٢٥

  • سيدر نيوز

دراسة: 3 ملايين حالة وفاة بين الأطفال مرتبطة بمقاومة المضادات الحيوية #عاجل

Getty Images يُعتقَد أن أكثر من 3 ملايين طفل حول العالم توفّوا في عام 2022 نتيجةً للعدوى المقاومة للمضادات الحيوية، وفقًا لدراسة أجراها خبيران بارزان في مجال صحة الطفل. وتبيّن أن الأطفال في إفريقيا وجنوب شرق آسيا هم الأكثر عرضةً للخطر. وتتطوّر مقاومة مضادات الميكروبات – المعروفة باسم AMR – عندما تُشكِّل الميكروبات، التي تُسبّب العدوى، مقاومةً ضد المضادات الحيوية، ما يجعل تلك الأدوية غير فعّالة. وقد تم تحديد مقاومة مضادات الميكروبات باعتبارها أحد أكبر التهديدات للصحة العامة التي تواجه سكان العالم. هل تدمر المضادات الحيوية صحة أمعائنا؟ تكشف الدراسة الجديدة عن الأضرار التي تلحق بالأطفال بسبب مقاومة مضادات الميكروبات. وباستخدام بيانات من مصادر متعددة، بما في ذلك منظمة الصحة العالمية والبنك الدولي، قدّر العلماء المشاركون في الدراسة أن عدد وفيات الأطفال في عام 2022 تجاوز 3 ملايين حالة، نتيجةً للعدوى المقاومة للأدوية. ويقول الخبراء إن هذه الدراسة الجديدة تسلط الضوء على زيادة بأكثر من عشرة أضعاف في حالات العدوى المرتبطة بمقاومة مضادات الميكروبات لدى الأطفال خلال ثلاث سنوات فقط. وكان من الممكن أن يكون العدد أسوأ لولا تأثير وباء كوفيد. زيادة استخدام المضادات الحيوية تُستخدم المضادات الحيوية لعلاج أو منع مجموعة كبيرة من الالتهابات البكتيرية بدءا من التهابات الجلد وحتى الالتهاب الرئوي. كما يتم إعطاؤها أحيانا كإجراء احترازي للوقاية من العدوى وليس علاجها، على سبيل المثال إذا كان شخص ما يخضع لعملية جراحية أو يتلقى علاجًا كيميائيا للسرطان. ومع ذلك، ليس للمضادات الحيوية أي تأثير على العدوى الفيروسية مثل أمراض البرد الشائعة أو الأنفلونزا أو كوفيد. لكن بعض البكتيريا طورت الآن مقاومة لبعض الأدوية، بسبب الإفراط في استخدامها واستخدامها بشكل غير مناسب، في حين تباطأت عملية إنتاج المضادات الحيوية الجديدة، وهي عملية طويلة ومكلفة، بشكل كبير. ويشير المؤلفان الرئيسيان للتقرير، الدكتورة يانهونغ جيسيكا هو من معهد مردوخ لأبحاث الأطفال في أستراليا، والبروفيسور هيرب هارويل من مبادرة كلينتون للوصول إلى الصحة، إلى تزايد كبير في استخدام المضادات الحيوية التي من المفترض أن يتم استخدامها فقط لعلاج أخطر أنواع العدوى. وبين عامي 2019 و2021، ارتفع استخدام 'المضادات الحيوية المراقبة'، وهي الأدوية ذات مخاطر المقاومة العالية، بنسبة 160 في المئة في جنوب شرق آسيا و126 في المئة في أفريقيا. وعلى مدى الفترة نفسها، زاد استهلاك 'المضادات الحيوية الاحتياطية'، وهي العلاجات الأخيرة للعدوى الشديدة المقاومة للأدوية المتعددة، بنسبة 45 في المئة في جنوب شرق آسيا، وبنسبة 125 في المئة في أفريقيا. خيارات متناقصة ويحذّر المؤلفان من أنه إذا طوّرت البكتيريا مقاومة لهذه المضادات الحيوية، فلن يكون هناك سوى عدد قليل من البدائل، إن وُجِدت، لعلاج الالتهابات المقاومة للأدوية المتعددة. ومن المقرّر أن يعرض البروفيسور هارويل نتائج دراسته في مؤتمر الجمعية الأوروبية لعلم الأحياء الدقيقة السريرية والأمراض المعدية في فيينا في وقت لاحق من هذا الشهر. وقال قبل الفعالية: 'مقاومة مضادات الميكروبات هي مشكلة عالمية تؤثر على الجميع، وقد قمنا بهذا العمل للتركيز على الطريقة غير المتناسبة التي تؤثر بها مقاومة مضادات الميكروبات على الأطفال'. وأضاف قائلاً: 'نقدّر أن هناك 3 ملايين حالة وفاة بين الأطفال في جميع أنحاء العالم مرتبطة بمقاومة مضادات الميكروبات'. هل هناك حل لمقاومة مضادات الميكروبات؟ تصف منظمة الصحة العالمية مقاومة مضادات الميكروبات بأنها واحدة من أخطر التهديدات الصحية العالمية، ولكن البروفيسور هارويل، متحدثا من فيينا، يحذر من أنه لا توجد حلول سهلة لهذه المشكلة. وأضاف 'إنها مشكلة متعددة الأوجه وتمتد إلى جميع جوانب الطب والحياة البشرية في واقع الأمر'. وتابع قائلا: 'إن المضادات الحيوية موجودة في كل مكان حولنا، فهي تنتهي في طعامنا والبيئة، وبالتالي فإن التوصل إلى حل واحد ليس بالأمر السهل'. ويضيف أن أفضل طريقة لتجنب العدوى المقاومة هي تجنب الإصابة بالعدوى تمامًا، مما يعني أن هناك حاجة إلى مستويات أعلى من التحصين والصرف الصحي للمياه والنظافة. وقال:'سيكون هناك استخدام أكبر للمضادات الحيوية لأن هناك المزيد من الأشخاص الذين يحتاجون إليها، ولكننا بحاجة إلى التأكد من استخدامها بشكل مناسب واستخدام الأدوية الصحيحة'. وتقول الدكتورة ليندسي إدواردز، المحاضرة الأولى في علم الأحياء الدقيقة في كلية كينجز بلندن، إن الدراسة الجديدة 'تشير إلى زيادة كبيرة ومثيرة للقلق مقارنة بالبيانات السابقة'. وينبغي أن تُشكّل هذه النتائج جرس إنذارٍ لقادة الصحة العالمية، فبدون إجراءاتٍ حاسمة، قد تُقوّض مقاومة مضادات الميكروبات عقودًا من التقدم في مجال صحة الطفل، لا سيما في أكثر مناطق العالم هشاشة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store