logo
الزراعة عشقٌ لا يزول من قلوب أبناء الفلاحين

الزراعة عشقٌ لا يزول من قلوب أبناء الفلاحين

موقع كتاباتمنذ 2 أيام
رغم ابتعادنا عن الحياة الريفية التي عاشها آباؤنا وأجدادنا، ورغم انقطاعنا عن معالم الزراعة بطرقها القديمة والبسيطة، إلا أنني أجد أن أبناء الريف ما زالوا يعشقون الزراعة، وما زالوا يبحثون عن أي أرض قريبة من مساكنهم ليقوموا بزراعتها.
‏يقوم الكثير منهم بذلك إمّا بدافع الترفيه لعوائلهم في أوقات الاستراحة العائلية، أو بدافع إنتاج الخضروات والفواكه التي تساعدهم على توفير مصروفهم اليومي. واليوم، وأنا أتجول في مناطق جنوب الموصل، ألاحظ في كل زيارة أن العديد من الإخوة والأصدقاء قد زرعوا الأراضي المتاحة ضمن منازلهم بأشجار مثمرة ونخيل يحمل أنواعًا من التمور. وهذا الأمر كان يُعدّ شبه مستحيل في تلك المناطق قبل ثلاثة عقود من الزمن.
‏أصبحت أرى في حدائقهم أنواعًا متعددة من الفواكه، وخضروات تكفي أحيانًا لسد احتياجات عوائلهم، مما يعزز مفهوم الاكتفاء الذاتي، بجهود جماعية من أفراد الأسرة الذين يتعاونون لزراعة المساحات المتوفرة لديهم. وهذا بحد ذاته يعد من قمة النجاح الذي نسعى إليه.
‏نعم، أبناء الريف ما زالوا يعشقون الأرض، وقلوبهم ما زالت تَحنّ إلى ذلك الماضي الجميل الذي عاشه آباؤهم وأجدادهم. فرغم تغيّر الزمن، وتغيّر أنماط الحياة، وانتشار الطراز المعماري الحديث، وشبكات المياه، والشوارع المعبّدة، إلا أنني أجد الطبيب والمهندس والعسكري، وكل فئات المجتمع، يخصصون جزءًا من وقتهم لزراعة أنواع من الفواكه والخضروات في حدائق منازلهم.
‏إنها متعة مزدوجة: أولًا، تتحول الأرض إلى مساحة خضراء دائمة طوال السنة. وثانيًا، يستفيدون من ثمار تلك المزرعة الصغيرة، وهو أمر جميل ومثمر.
‏ومن هنا، أوجّه تحية شكر وتقدير لكل هؤلاء الأبطال الذين ما زالوا متمسكين بالزراعة، ويعتبرونها موردًا دائمًا، حتى وإن كان موردًا ثانويًا لعوائلهم. فالبيت الريفي الذي لا يحتوي على أرض خضراء، لا يختلف كثيرًا عن بيوت المدن.
‏نعم، لقد استطاع هؤلاء الرجال أن يحققوا في منازلهم معادلة الماء والخضرة، ومنحهم الله وجهًا حسنًا وراحة نفسية في حياتهم الاجتماعية…
‏تحية ومحبة وتقدير لهم، ووفقهم الله وهم يزرعون ويحصدون ويأكلون مما تزرع أيديهم.

هاشتاغز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

وفاة الأديب صنع الله إبراهيم عن 88 عاما
وفاة الأديب صنع الله إبراهيم عن 88 عاما

عمون

timeمنذ 4 دقائق

  • عمون

وفاة الأديب صنع الله إبراهيم عن 88 عاما

عمون - توفي صباح اليوم الأربعاء، الموافق 13 آب الجاري، الأديب والروائي الكبير صنع الله إبراهيم عن عمر يناهز 88 عامًا، وذلك على إثر تعرضه لالتهاب رئوي حاد استدعى نقله إلى أحد المستشفيات في القاهرة. ونعت وزارة الثقافة المصرية، في بيان رسمي عبر صفحتها الرسمية على منصة التواصل الاجتماعي فيسبوك، الأديب الراحل الذي عرف بـ أديب السرد العربي، والذي يعد أحد أعمدة الأدب المصري. وبكلمات مؤثرة نعى الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة المصري، الأديب الراحل، فقال إن مصر فقدت اليوم قامة أدبية استثنائية، حيث رحل عن عالمنا صنع الله تاركًا خلفه إرثًا أدبيًا وإنسانية سيظل خالدًا في وجدان الثقافة المصرية والعربية. ووصفه هنو بأنه مثّل أحد أعمدة السرد العربي المعاصر، حيث امتازت أعماله بالعمق في الرؤية، والاهتمام بقضايا الوطن والإنسان، فكان مثالًا للأديب المبدع الذي جمع بين الحس الإبداعي والوعي النقدي. أكد الوزير أن رحيل صنع الله إبراهيم يعد خسارة كبيرة للساحة الأدبية في مصر، مضيفًا أنه أثّر في العديد من الكتاب والمبدعين، وكانت أعماله الروائية وقصصه كانت وستظل مضيئة في المكتبة العربية. وفي ختام البيان، تقدم وزير الثقافة بخالص العزاء لأسرة الراحل ولأصدقائه ومحبيه ولأدباء ومثقفي مصر، داعيًا بأن يتغمده الله بواسع رحمته، ويلهم ذويه ومحبيه الصبر والسلوان. أبرز أعمال صنع الله إبراهيم الجدير بالذكر أن الأديب الراحل قدم العديد من الأعمال الروايئة القيمة، وعلى رأسها ذات، ووردة، وبيروت بيروت، وشرف. وساهمت تلك الأعمال في أن يكون صنع الله قامة أدبية مصرية متميزة على مدار السنوات الماضية.

الأستاذ الدكتور حسين الطراونه .. مبارك الترقية
الأستاذ الدكتور حسين الطراونه .. مبارك الترقية

عمون

timeمنذ 4 دقائق

  • عمون

الأستاذ الدكتور حسين الطراونه .. مبارك الترقية

عمون - تتقدم ديمه الطروانه بأحر التهاني وأجمل التبريكات إلى والدها الغالي، الأستاذ الدكتور حسين الطراونه بمناسبة ترقيته إلى رتبة أستاذ دكتور (بروفيسور) في تخصص الإدارة المالية في جامعة العلوم الإسلامية. ابي ،،،هذا الإنجاز العظيم ما هو الا ثمرة سنين طويلة من العمل الدؤوب، والالتزام الأكاديمي، والعطاء المتواصل في خدمة العلم والمعرفة لقد كنتَ دائمًا قدوة في الاجتهاد والإصرار، ومصدر إلهام لكل من حولك، واليوم نقطف معك ثمار تعبك وتفانيك نسأل الله أن يجعل هذه الترقية بابًا للمزيد من النجاحات، وأن يبارك لك في علمك وجهودك، وينفع بك الأجيال القادمة دمت فخرًا لنا، ومصدر إلهام

ثقافة : صنع الله إبراهيم يغلق آخر صفحة.. و"نسب" كانت رحلته الأخيرة في القراءة
ثقافة : صنع الله إبراهيم يغلق آخر صفحة.. و"نسب" كانت رحلته الأخيرة في القراءة

نافذة على العالم

timeمنذ 7 دقائق

  • نافذة على العالم

ثقافة : صنع الله إبراهيم يغلق آخر صفحة.. و"نسب" كانت رحلته الأخيرة في القراءة

الأربعاء 13 أغسطس 2025 11:50 صباحاً نافذة على العالم - رحل عن عالمنا اليوم، واحد من أعمدة الرواية المصرية والعربية، الروائي الكبير صنع الله إبراهيم، تاركًا وراءه إرثًا أدبيًا ثريًا امتد لعقود، وقلوب عشاق الأدب حائرة بين الألم على فراقه والامتنان لما قدّمه من نصوص صارت جزءًا من التاريخ الثقافي. وقبل أن يرحل، كان صنع الله إبراهيم يقرأ كتابًا لم يكن مجرد صفحات تتحرك بين يديه، بل رحلة تاريخية تغوص في عمق المعاناة الإنسانية، وتستحضر ذاكرة العبودية في أمريكا وهى رواية "نسب" للكاتبة أوكتافيا بتلر. في حواره الأخير مع "اليوم السابع"، قبل أن يدخل في دوامة المرض، أخبرنا أنه يقرأ الآن رواية "نسب" للكاتبة الأمريكية أوكتافيا بتلر، بترجمة الفلسطينية منى كريم، ولم يكن الأمر مجرد تسلية أو قراءة عابرة، بل غوص في عمل أدبي قضت مؤلفته عشر سنوات في بنائه، بين مذكرات العبيد والوثائق الرسمية وأرشيف الجمعيات التاريخية، وحتى زيارات ميدانية لولاية ماريلاند، حيث دارت أحداث الرواية. كان الروائى الكبير صنع الله إبراهيم يتحدث عنها بحماس وكأنها نافذة مفتوحة على التاريخ الإنساني بكل ما فيه من جروح وأوجاع، وربما كان في تلك اللحظة يرى تشابهًا بين رحلة شخصيات الرواية في مواجهة القهر، ورحلته هو نفسه في مواجهة المرض. ورغم تراجع صحته، ظل وفياً لعادته القديمة قراءة أعمال الشباب الذين يرسلون له كتبهم، وإبداء رأيه بصراحة، مؤمنًا أن الأدب لا يعيش إلا إذا تواصلت الأجيال. صنع الله إبراهيم من مواليد القاهرة 1937، وهو روائى مصرى ومن أكثر الكتاب شهرة فى العالم العربى بفضل أعماله ذات النزعات التجريبية، ومنها: نجمة أغسطس، وتلك الرائحة، وبيروت بيروت، وإنسان السد العالى، ووردة، والعمامة والقبعة، والقانون الفرنسى، والتلصص، وذات. وتتميز أعمال إبراهيم بصلتها وثيقة التشابك مع سيرته من جهة ومع تاريخ مصر السياسى من جهة أخرى، وتعتمد بشكل رئيسى على بناء يمزج السرد التخييلى بالتوثيق، ونال الروائى المصرى عبر مسيرته جوائز عدة؛ أهمها جائزة "ابن رشد للفكر الحر" عام 2004، وجائزة تكريمية نالها عند بلوغه عامه الثمانين قدمت له باسم المثقفين المصريين. يذكر أن الروائى الكبير صنع الله إبراهيم رفض تسلم جائزة ملتقى الرواية عام 2003، وتذكر عدد من التقارير الصحفية فى ذلك التوقيت، أنه فور انسحاب صنع الله إبراهيم، توجه الفنان فاروق حسنى، وزير الثقافة آنذاك، إلى المنصة ليلقى كلمة قصيرة، واعتذر لأعضاء لجنة التحكيم، مشيدًا بجهدهم كى ينتهوا إلى هذا "الاختيار الجيد"، ونقلت الصحف عن الوزير السابق: "هذه الجائزة لم تمنحها له الوزارة ولا الحكومة، وإنما منحتها لجنة من الأدباء العرب ترأسها الأديب السودانى الكبير الطيب صالح، وهى جائزة استحدثناها فى المجلس الأعلى للثقافة للرواية والشعر العربى". اليوم، طوى صنع الله إبراهيم صفحته الأخيرة، تاركًا وراءه مكتبة من النصوص التي ستظل حية، تمامًا كما ستظل رواية "نسب" آخر أثر في ذاكرة قراءته، شاهدة على شغفه بالمعرفة حتى اللحظة الأخيرة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store