logo
الحرب الروسية الأوكرانية: دروس مستفادة للقيادات العسكرية

الحرب الروسية الأوكرانية: دروس مستفادة للقيادات العسكرية

الوسط١٢-١١-٢٠٢٤

Getty Images
جندي أوكراني يوجه طائرة مسيّرة
شنت روسيا وأوكرانيا، خلال الفترة الماضية، أكبر هجمات متبادلة بطائرات مسيّرة منذ بداية الحرب في فبراير/شباط عام 2022.
وأفادت أنباء أن أوكرانيا أطلقت ما يزيد على 80 طائرة مسيّرة على روسيا، استهدف بعضها العاصمة موسكو، كما أفادت أنباء أن روسيا أطلقت ما يزيد على 140 طائرة مسيّرة على أهداف في شتى أرجاء أوكرانيا.
ويعد استخدام الطائرات المسيّرة، كأسلحة هجومية، من بين الطرق التي أحدثت ثورة في الحرب خلال هذا الصراع.
كما أثبتت الطائرات المسيّرة، بعد دمجها في نطاق الحرب الإلكترونية والهجمات المدفعية، فعاليتها كأسلحة دفاعية، ترصد قوات العدو في ساحة المعركة.
الطائرات المسيّرة "عيون ترصد كل شيء في المعركة"
Getty Images
أحدثت الطائرات المسيّرة طيار ثورة في طريقة خوض الحروب
يقول فيليبس أوبراين، أستاذ دراسات الحرب في جامعة سانت أندروز في اسكتلندا، إن الطائرات المسيّرة أصبحت من السمات الرئيسية للحرب في أوكرانيا، كما أثّرت بعمق على الطريقة التي تجري بها معاركها.
ويضيف: "جعلت (الطائرات المسيّرة) ساحة المعركة أكثر وضوحا".
ويمكن لطائرات المراقبة المسيّرة رصد حركة القوات، أو رصد عمليات الاستعداد للهجوم، على خط المواجهة بالكامل وفي الوقت المناسب، وعندما ترصد هدفا، تستطيع إرسال إحداثياته إلى مركز القيادة، الذي يمكنه إصدار أمر بضربة مدفعية.
Getty Images
يمكن استخدام الطائرات المسيّرة على نطاق واسع لرصد تحركات العدو على الخطوط الأمامية
ويُطلق على هذا التسلسل، من تحديد الهدف إلى ضربه، في المصطلحات العسكرية اسم "تسلسل تحديد وتنفيذ الهجمات"، وقد تسارع بشكل كبير باستخدام الطائرات المسيّرة، وفقا لأوبراين.
ويقول: "يجري رصد كل شيء ما لم يكن مغطى بعمق. ويعني ذلك أنه لا يمكنك حشد الدبابات والدروع الأخرى للتقدم دون ضرب الطائرات المسيّرة".
وتُستخدم الطائرات المسيّرة الهجومية، إلى جانب المدفعية، في استهداف العدو، واستطاعت القوات الأوكرانية، عن طريق استخدام الطائرات المسيّرة وحدها، صد زحف مجموعات من الدبابات الروسية.
Getty Images
طورت أوكرانيا طائرات مسيّرة رخيصة الثمن إلى قاذفات بدائية
وكانت أوكرانيا قد استخدمت، في بداية الحرب، طائرة "تي بي-2 بيرقدار" التركية الصنع، وهي طائرة مسيّرة عسكرية يمكنها إسقاط قنابل وإطلاق الصواريخ.
وعلى الرغم من ذلك يتجه الطرفان على نحو متزايد إلى استخدام طائرات مسيّرة من نوع "كاميكازي" الأرخص ثمنا.
Getty Images
حطام طائرة مسيّرة من طراز "شاهد-136" في منطقة سكنية في كييف
وهي غالبا طائرات مسيّرة تجارية مزودة بقنابل مثبتة بها، ويمكن التحكم فيها من مسافة عدة كيلومترات، كما باستطاعتها التحليق فوق أهدافها قبل شن الهجوم.
وتستخدم روسيا آلاف الطائرات المسيّرة الانتحارية، مثل الطائرة الإيرانية الصنع "شاهد-136"، لضرب أهداف عسكرية ومدنية في أوكرانيا. وتستخدمها بشكل متكرر في أسراب، لمحاولة التغلب على الدفاعات الجوية الأوكرانية.
المدفعية: سلاح تستخدمه الجيوش "بكثافة"
Getty Images
آلاف القذائف المدفعية تطلق يوميا خلال الحرب بين روسيا وأوكرانيا
أصبحت المدفعية السلاح الأكثر استخداما على الإطلاق في حرب أوكرانيا.
ويقول المعهد الملكي للخدمات المتحدة (روسي)، وهو مؤسسة بحثية بريطانية، إن روسيا تطلق نحو 10 آلاف قذيفة يوميا، بينما تطلق أوكرانيا ما بين ألفي إلى 2500 قذيفة يوميا.
وتُستخدم المدفعية باستمرار للتحقق من تحركات قوات العدو وضرب مركباته المدرعة ودفاعاته ومراكز قيادته ومستودعات الإمدادات.
ويقول بيترو بياتاكوف، خبير المدفعية والمتخصص العسكري في معهد المدفعية: "أثناء الحرب، تكون الذخيرة مثل الماء الذي يحتاجه الناس للشرب باستمرار، أو مثل الوقود للسيارة".
وتشير بيانات إلى أن الجانبين استخدما ملايين قذائف المدفعية من الخارج، وكانت الولايات المتحدة والدول الأوروبية تزود أوكرانيا بها، بينما تستوردها روسيا من كوريا الشمالية.
ويقول جوستين كرومب، الرئيس التنفيذي لمؤسسة "سيبيلين" البريطانية للمحللي شؤون الدفاع، إن الدول الغربية بذلت قصارى جهودها لإمداد أوكرانيا بكل القذائف التي تحتاجها، وسلط ذلك الضوء على مشكلة في صناعاتها العسكرية.
ويضيف: "تنتج شركات الدفاع الغربية الآن أعدادا صغيرة نسبيا من الأسلحة عالية الدقة، وعلى الرغم من ذلك، ليس لديها القدرة على إنتاج الأسلحة الأساسية مثل القذائف بكميات كبيرة".
كما تستخدم روسيا وأوكرانيا مدفعية عالية الدقة، إذ تطلق أوكرانيا قذائف موجهة بالأقمار الصناعية من الغرب مثل قذائف "إكسكاليبر"، كما تطلق روسيا، قذائف "كراسنوبول" الموجهة بالليزر.
وتزود الولايات المتحدة ودول غربية أخرى أوكرانيا بصواريخ "هيمارز" بعيدة المدى والموجهة بالأقمار الصناعية، وقد ساعدت هذه الصواريخ قواتها المسلحة في شن هجمات استهدفت مستودعات الذخيرة الروسية ومراكز القيادة خلف خط المواجهة.
القنابل الانزلاقية: بسيطة ومدمرة ويصعب التصدي لها
استخدمت القوات الروسية، منذ أوائل عام 2023، آلاف "القنابل الانزلاقية" بغية قصف المواقع الأوكرانية في ساحة المعركة، وضرب المناطق السكنية المدنية والبنية التحتية.
وهي قنابل "سقوط حر" تقليدية مزودة بأجنحة قابلة للطي وأنظمة ملاحة بالأقمار الصناعية.
وتستخدم روسيا القنابل الانزلاقية أكثر من غيرها، وهي قنابل يتراوح وزنها من 200 كجم إلى ثلاثة آلاف كجم أو يزيد.
Getty Images
يمكن إطلاق القنابل الانزلاقية على بعد عشرات الأميال من أهدافها
ويقول جاستن برونك، خبير الحرب الجوية في معهد روسيا للدراسات الأمنية: "كانت القنابل الانزلاقية فعّالة بشكل متزايد في تفكيك المواقع المحصنة وتدمير المباني".
ويضيف إن روسيا استخدمتها على نطاق واسع لتدمير الدفاعات الأوكرانية حول بلدة أدفيفكا، ذات الأهمية الاستراتيجية في شرقي أوكرانيا، وهي بلدة استولت عليها روسيا في فبراير/شباط 2024.
Reuters
اخترقت هذه القنبلة الروسية غير المنفجرة جدار منزل في خاركوف
ويقول برونك إن تكلفة إنتاج القنابل الانزلاقية لا تتجاوز 20 ألف دولار أو 30 ألف دولار للقنبلة الواحدة، ويمكن إطلاقها من على بُعد عشرات الأميال من أهدافها ومن الصعب إسقاطها إلا باستخدام صواريخ الدفاع الجوي الأكثر تطورا.
كما تستخدم أوكرانيا قنابل انزلاقية تزودها بها الولايات المتحدة وفرنسا، مثل سلاح المواجهة المشتركة بعيد المدى، فضلا عن صنع قنابل انزلاقية خاصة بها عن طريق ربط أجنحة بقنابل صغيرة القطر من صنع الولايات المتحدة، والتي تحمل نحو 200 كيلوجرام من المتفجرات، وعلى الرغم ذلك، لدى أوكرانيا قنابل انزلاقية أقل من روسيا.
الحرب الإلكترونية: وسيلة رخيصة لتعطيل أسلحة باهظة الثمن
Getty Images
أجهزة استشعار لالتقاط الموجات اللاسلكية في محطة حرب إلكترونية أوكرانية
استُخدمت الحرب الإلكترونية بشكل مكثف في الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا مقارنة بأي وقت مضى.
ويعمل آلاف الجنود على كلا الجانبين داخل وحدات متخصصة، في مسعى لتعطيل الطائرات المسيّرة وأنظمة الاتصالات لدى الطرف الآخر، وإبعاد الصواريخ المعادية عن هدفها.
وتمتلك القوات الروسية أنظمة مثل "زيتيل"، وهي أنظمة تستطيع تعطيل جميع الاتصالات عبر الأقمار الصناعية والاتصالات اللاسلكية وإشارات الهاتف المحمول عبر دائرة نصف قطرها يزيد على عشرة كيلومترات، كما تتغلب على موجات اللاسلكي التي تستخدمها من خلال إصدار نبضات ضخمة من الطاقة الكهرومغناطيسية.
وتستطيع القوات الروسية باستخدام نظام "شيبوفنيك-آيرو" إسقاط طائرة مسيّرة من مسافة 10 كيلومترات، كما يستطيع هذا النظام تحديد موقع المتحكمين في الطائرات المسيّرة، ثم إرسال الإحداثيات إلى وحدات المدفعية، كي يتمكنوا من استهدافهم بإطلاق النار عليهم.
Getty Images
تستخدم القوات المسلحة الروسية والأوكرانية أسلحة محمولة مضادة للطائرات المسيّرة
وتقول مارينا ميرون، من قسم دراسات الحرب في "كينغز كوليدج" لندن، إن الدول الغربية ربما صُدمت عندما شاهدت مدى سهولة تعطيل أنظمة الحرب الإلكترونية الروسية للصواريخ عالية التقنية مثل "هيمارس" في أوكرانيا.
وتضيف: "إنها حرب غير متكافئة. قد تمتلك قوات حلف شمال الأطلسي أسلحة متفوقة تقنيا على تلك التي تمتلكها روسيا، لكن روسيا أظهرت أنها قادرة على استخدام بعض المعدات الإلكترونية الرخيصة نسبيا لتعطيلها".
ويقول دنكان ماكروري من معهد فريمان للطيران والفضاء في "كينغز كوليدج" لندن، إن القادة العسكريين في دول حلف شمال الأطلسي بحاجة إلى تعلم الدروس من الطريقة التي تخوض بها روسيا حربها الإلكترونية في أوكرانيا.
ويضيف: "إنهم بحاجة إلى تدريب قواتهم على كيفية العمل عندما تلاحقهم الطائرات المسيّرة، وعندما يستمع العدو إلى كل إشارة لاسلكي يرسلونها".
ويقول ماكروري: "لم يعد من الممكن التعامل مع الحرب الإلكترونية باعتبارها فكرة ثانوية. بل لابد من أخذها في الاعتبار عند تطوير أساليبك القتالية وتدريبك وأنظمة الأسلحة الجديدة".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترامب: لن أحصل على جائزة نوبل للسلام مهما فعلت
ترامب: لن أحصل على جائزة نوبل للسلام مهما فعلت

الوسط

timeمنذ 2 ساعات

  • الوسط

ترامب: لن أحصل على جائزة نوبل للسلام مهما فعلت

Getty Images أعرب الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عن أسفه لعدم حصوله على جائزة نوبل للسلام لـ"وقفه" الحرب بين الهند وباكستان، أو لجهوده لحل الصراعات بين روسيا وأوكرانيا، وإسرائيل وإيران، على حد قوله. وفي منشور على منصته الاجتماعية "تروث سوشيال"، يوم الجمعة، قال ترامب: "لن أحصل على جائزة نوبل للسلام مهما فعلت". بدأ منشوره بالإشارة إلى أنه "سعيد للغاية" بالإعلان عن أنه رتّب، بالتعاون مع وزير خارجيته ماركو روبيو، معاهدة "رائعة" بين الكونغو ورواندا، بشأن حربهما. اشترك في قناتنا على واتساب ليصلك يومياً تحليلات لأبرز الأحداث والقضايا حول العالم ( وأشار ترامب إلى أن ممثلين من رواندا والكونغو سيزورون واشنطن، يوم الاثنين المقبل، لتوقيع وثائق في هذا الصدد، واصفاً إياه بأنه "يوم عظيم لأفريقيا، وبصراحة، يوم عظيم للعالم!" ثم تابع قائلاً إنه، مع ذلك، لن يحصل على جائزة نوبل للسلام عن أي من جهوده. وأعلنت الدولتان الإفريقيتان المتحاربتان، في بيان مشترك الأربعاء، أنهما وقعتا بالأحرف الأولى على اتفاق ينهي النزاع في شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية، وسيتم توقيعه رسمياً في العاصمة الأمريكية الأسبوع المقبل. وقال ترامب: "لن أحصل على جائزة نوبل للسلام عن ذلك، ولن أحصل على جائزة نوبل للسلام لوقف الحرب بين الهند وباكستان، ولن أحصل على جائزة نوبل للسلام لوقف الحرب بين صربيا وكوسوفو". ويزعم ترامب أن الولايات المتحدة منعت الهند وباكستان من القتال. إلا أن الهند دأبت على تأكيد أن التفاهم على وقف الأعمال العدائية مع باكستان قد تم التوصل إليه، عقب محادثات مباشرة بين مديري العمليات العسكرية للجيشين. وحدثت مواجهات عسكرية بين الدولتين في مايو/ أيار الماضي، بعد هجوم دامٍ استهدف سُيّاحاً في منطقة باهالغام في الجزء الخاضع لسيطرة الهند من إقليم كشمير، ما فاقم التوترات بين الجارتين النوويتين. وانتهت الأعمال العدائية على الأرض بتفاهم على وقف العمليات العسكرية، عقب محادثات بين مديري العمليات العسكرية لكلا الجانبين في 10 مايو/أيار. وفي منشوره على مواقع التواصل الاجتماعي، صرّح ترامب بأنه لن يحصل على جائزة نوبل للسلام "لحفاظه على السلام بين مصر وإثيوبيا حول سد النهضة". وقال الرئيس الأمريكي إنه لن يحصل على جائزة نوبل للسلام لإبرامه الاتفاقيات الإبراهيمية في الشرق الأوسط، والتي، إذا سارت الأمور على ما يرام، "سوف تتوج بانضمام دول أخرى، وستُوحد الشرق الأوسط لأول مرة على مر العصور". وقال: "لا، لن أحصل على جائزة نوبل للسلام مهما فعلت، بما في ذلك روسيا/أوكرانيا، وإسرائيل/إيران، مهما كانت النتائج، لكن الناس يتفهمون، وهذا كل ما يهمني". في غضون ذلك، أعلنت الحكومة الباكستانية في بيان أنها قررت "التوصية رسمياً" بترشيح ترامب لجائزة نوبل للسلام لعام 2026، "تقديراً لتدخله الدبلوماسي الحاسم وقيادته المحورية، خلال الأزمة الهندية الباكستانية الأخيرة". وأضاف البيان أن هذا "التدخل" يُعد دليلاً على دوره "كصانع سلام حقيقي، والتزامه بحل النزاعات من خلال الحوار". "على غرار أوباما" Getty Images باراك أوباما (يمين) خلال تسلمه جائزة نوبل للسلام، في ديسمبر/ كانون الثاني عام 2009 وفي منشور على منصة إكس، قال جون بولتون، الذي كان مستشاراً للأمن القومي خلال فترة ولاية ترامب الأولى كرئيس، إن الزعيم الجمهوري يريد جائزة نوبل للسلام، لأن الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما حصل عليها. وقال بولتون: "لن يحصل عليها لحل الحرب الروسية الأوكرانية (الأزمة قائمة ولم تُحل). لقد حاول دون جدوى أن ينسب لنفسه الفضل في وقف إطلاق النار الأخير بين الهند وباكستان. وهو الآن يفشل في التوصل إلى اتفاق مع إيران، وتطلب منه إسرائيل المساعدة في تدمير برنامج طهران للأسلحة النووية. وما زال لم يحسم أمره بعد". كان أوباما لم يكمل مدة ثمانية أشهر رئيساً للولايات المتحدة، عندما مُنح جائزة نوبل للسلام عام 2009، لكن ترامب اعتبر خلال حملته الانتخابية لعام 2024 أن سلفه الديموقراطي لم يكن جديراً بهذا الشرف. يذكر أن هذه ليست المرة الأولى، التي يبدي فيها ترامب انزعاجه من عدم حصوله على جائزة نوبل وعدم تقدير جهوده، حسب رأيه، حيث أثار الأمر مؤخراً في فبراير/ شباط الماضي، خلال اجتماع في المكتب البيضاوي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وقال ترامب حينذاك: "لن يمنحوني جائزة نوبل للسلام أبداً. وأنا أستحقها، لكنهم لن يمنحوني إياها أبداً".

مشيرا إلى «درس» ليبيا.. تقرير فرنسي يحذر من تغيير النظام الإيراني بقوة السلاح
مشيرا إلى «درس» ليبيا.. تقرير فرنسي يحذر من تغيير النظام الإيراني بقوة السلاح

الوسط

timeمنذ 8 ساعات

  • الوسط

مشيرا إلى «درس» ليبيا.. تقرير فرنسي يحذر من تغيير النظام الإيراني بقوة السلاح

حذرت جريدة «لوفيغارو» الفرنسية من مغبة تجاهل الدروس المستخلصة من تجارب تغيير الأنظمة عبر القوة العسكرية مثلما هي الحال في ليبيا قبل 14 سنة. وأشارت الجريدة، في تقرير لها، إلى أن إسقاط أنظمة حكم في كل من: أفغانستان العام 2001، والعراق العام 2003، وليبيا العام 2011، لم يؤدِّ إلى الديمقراطية أو الاستقرار، بل أنتج فوضى، وصراعات أهلية، ونزاعات إقليمية لا تزال تلقي بظلالها حتى اليوم. ومع تصاعد التوتر بين الكيان الإسرائيلي وإيران، يتجدد النقاش حول جدوى تغيير الأنظمة بالقوة، في ضوء تجارب فاشلة في دول مثل العراق وأفغانستان وليبيا. وبينما تكثّف «إسرائيل» ضرباتها على أهداف داخل إيران، يبدو أن تل أبيب تسير بخطى ثابتة نحو هدف أوسع، وهو زعزعة نظام الحكم في طهران وربما إسقاطه، وفق التقرير الفرنسي. واستهدفت الضربات الأخيرة مؤسسات رمزية، مثل التلفزيون الرسمي، وهو ما فسره كثيرون بأنه مؤشر على نيات تتجاوز الردع العسكري إلى محاولة قلب النظام القائم. تباين مواقف المجتمع الدولي أمام التصعيد العسكري، تتباين مواقف المجتمع الدولي، بين داعم للتغيير الجذري ومعارض لتحرك قد يُغرق المنطقة في مزيد من الفوضى. وحسب التقرير، فعلى الرغم من ترحيب بعض الأصوات الغربية، مثل المستشار الألماني فريدريش ميرتس، بفكرة إسقاط النظام في إيران، معتبرين ذلك بوابة نحو شرق أوسط أكثر استقرارًا، فإن آخرين، مثل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، يرون في هذه الرؤية «خطأ استراتيجيًا» قد يفجر الإقليم برمّته، محذّرين من مغامرة عسكرية غير محسوبة. - - وتستند هذه المخاوف إلى تجارب سابقة. ففي أفغانستان، عادت طالبان إلى السلطة بعد عقدين من الحرب والتدخل الأميركي، بينما لم يؤدِ إسقاط نظام القذافي في ليبيا إلا إلى انقسام داخلي وحروب بالوكالة. أما في العراق، فإن الاجتياح الأميركي العام 2003، الذي أسقط صدام حسين، فتح الباب أمام فراغ أمني، وصراع طائفي، ونشوء تنظيم «داعش»، ما جعل العراق واحدا من أكثر الدول هشاشة في العالم. لكن في رأي التقرير لا يمكن إنكار أن بعض حالات تغيير الأنظمة أثمرت نتائج إيجابية مثل ما حدث بعد الحرب العالمية الثانية في ألمانيا واليابان، حين أسهمت الإدارات العسكرية الغربية في بناء أنظمة ديمقراطية مستقرة. إلى جانب ذلك، سقوط نظام سلوبودان ميلوسوفيتش في صربيا الذي أدى إلى تهدئة الأوضاع في البلقان، على الرغم من التحديات المستمرة. مخاطر إسقاط النظام في إيران يستدرك المصدر نفسه أن إيران تختلف في تركيبتها وتعقيداتها، فالمعارضة مقموعة، والمجتمع منقسم بين تيارات محافظة وليبرالية، وجهاز «الحرس الثوري» يملك القوة والنفوذ لتأمين استمرار النظام، أو حتى استغلال انهياره لمصلحته. من جهة أخرى، البلاد متعددة الأعراق والطوائف، ما يزيد مخاطر التفكك في حال انهيار النظام، وسط غياب أي خطة واضحة لـ«اليوم التالي»، سواء من قِبل «إسرائيل» أو الولايات المتحدة أو أوروبا. وقال الباحث في المعهد الملكي للخدمات المتحدة، مايكل شوركين: «لن أؤيد غزواً لإيران، فهذا جنون. لكن لا يجب التقليل من خطورة امتلاك إيران السلاح النووي». وختم التقرير الفرنسي: «بين الطموحات الدولية والتحفظات الواقعية، تبقى الحقيقة الثابتة أن مستقبل إيران يجب أن يقرره الإيرانيون أنفسهم، لا القوى الخارجية».

ديمونا: كيف عرف العالِم مردخاي فعنونو سر الترسانة النووية الإسرائيلية؟
ديمونا: كيف عرف العالِم مردخاي فعنونو سر الترسانة النووية الإسرائيلية؟

الوسط

timeمنذ 13 ساعات

  • الوسط

ديمونا: كيف عرف العالِم مردخاي فعنونو سر الترسانة النووية الإسرائيلية؟

Reuters قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن بلاده "وجهت ضربة في صميم برنامج التسليح الإيراني"، وذلك عقب تنفيذ إسرائيل ضربات استباقية الأسبوع الماضي، في خطوة لا تترك مجالاً كبيراً للشك بشأن أهداف بلاده الحربية. وتؤكد إيران أن برنامجها النووي سلمي الطابع، بيد أن إسرائيل تتهمها منذ فترة طويلة بالسعي سراً إلى تصنيع أسلحة نووية. وفي المقابل، لا تعترف إسرائيل رسمياً بامتلاكها ترسانة نووية ولا تنفي ذلك، إلا أن الاعتقاد السائد عالمياً هو أنها تملك مثل هذه الأسلحة. ويرجع هذا الاعتقاد إلى رجل يدعى مردخاي فعنونو كانت تصريحاته كفيلة بإزاحة الستار عن المساعي السرّية التي تنتهجها إسرائيل كي تصبح قوة نووية. ودفع هذا الرجل حريته ثمناً لكشفه تلك التفاصيل، وقضى ما يقارب من عقدين من الزمن خلف القضبان. في شهر أكتوبر/تشرين الأول من عام 1986، نشرت صحيفة "ذا صنداي تايمز" البريطانية تحقيقاً صحفياً يُعد أبرز انفراد في تاريخ الصحافة البريطانية، تحت عنوان: "كشف الأسرار: الترسانة النووية الإسرائيلية". AFP مردخاي فانونو، يظهر هنا في السجن، بعد أن كان يعمل فنياً في منشأة نووية إسرائيلية في الصحراء وكشف تفاصيل حساسة عن تلك المنشأة كان مصدر تلك المعلومات الفني النووي الإسرائيلي، مردخاي فعنونو، الذي أكدت تصريحاته الشكوك بشأن القدرات النووية لإسرائيل، مشيراً إلى وجود برنامج تسليح يفوق في حجمه وتطوره كل التقديرات السابقة. عمل فعنونو سابقاً في منشأة ديمونا السرية للأبحاث النووية، في صحراء النقب، الواقعة على بعد نحو 150 كيلومتراً جنوبي مدينة القدس عبر الطرق البرية. وخلصت الصحيفة في تحقيقها الصحفي إلى أن إسرائيل أصبحت القوة النووية السادسة على مستوى العالم، وأنها تمتلك ما يقارب 200 رأس حربي نووي. وقال بيتر هونام، الصحفي الاستقصائي في الصحيفة، لبي بي سي: "كنّا نعيش حالة من التوتر والإرهاق، فمعظم الزملاء هناك لم يسبق لهم العمل على قصة بهذا الحجم من الأهمية". بيد أنه في اليوم الذي كشفت فيه الصحيفة البريطانية عن تحقيقها، في الخامس من أكتوبر/تشرين الأول، كان مصدر تلك المعلومات الرئيسي قد اختفى. خائن أم فاضح للأسرار؟ Getty Images المفاعل النووي قرب ديمونا في صحراء النقب كان هونام قد التقى مردخاي فعنونو للمرة الأولى في سيدني بأستراليا، في أغسطس/آب في ذلك العام، وقد أدهشته هيئة ذلك الشخص الذي كشف عن تلك المعلومات وتصرفاته. ويتذكر هونام قائلاً: "عندما رأيت فعنونو واقفاً هناك، رجل قصير القامة، هزيل البنية، أصلع إلى حد ما، يفتقر إلى الثقة بالنفس، يرتدي ملابس عادية للغاية، لم أتصور على الإطلاق أنه قد يكون عالماً نووياً". وأضاف: "كان مدفوعاً بقوة القرار الذي اتخذه، بأن يكشف للعالم ما شاهده داخل منشأة ديمونا". استطاع فعنونو، قبل مغادرته المنشأة النووية، أن يلتقط مجموعتين من الصور لها، وهي صور لمعدات تُستخدم في استخراج المواد المشعّة لغرض تصنيع الأسلحة، إضافة إلى نماذج مختبرات لأجهزة نووية حرارية. قاده هذا القرار أولاً إلى لندن حيث تواصل مع صحيفة "ذا صنداي تايمز"، ثم إلى روما حيث اختُطف على يد الاستخبارات الإسرائيلية "الموساد"، قبل أن يُعاد إلى إسرائيل ليواجه عقوبة السجن لمدة طويلة. قال هونام: "بدأ (فعنونو) سرد تلك القصة المثيرة، موضحاً كيف استطاع تهريب كاميرا إلى داخل المنشأة في البداية دون فيلم، ثم لاحقاً هرّب الفيلم مخبّأً في جوربه، وبدأ بالتقاط الصور سراً ليلاً وفي الصباح الباكر". في ذلك الوقت طلب محررو الصحيفة من هونام سفر فعنونو إلى لندن لمزيد من التدقيق في روايته والتحقق من تفاصيلها. وعلى الرغم من مخاوفه، وافق فعنونو على السفر إلى بريطانيا، ووفّرت له الصحيفة إقامة في فندق ريفي هادئ بعيداً عن وسط لندن. بيد أن فعنونو بدأ يشعر بالقلق وعدم الارتياح، فنُقل إلى فندق في لندن، وهناك أخذت الأمور منعطفاً غير متوقع. وقال هونام متذكّراً: "في عطلة نهاية ذلك الأسبوع، التقى بامرأة أثناء تجواله في الشوارع. كان قد رآها مرتين وذهب معها إلى السينما، فسألته: هل أنت واثق من أن هذه المرأة غير مدفوعة بنوايا خفية؟" أثناء إقامة فعنونو في لندن، انتاب الصحفي هونام قلق متزايد بشأن سلامة فعنونو، فصار يزوره باستمرار، واسترجع لاحقاً تفاصيل آخر محادثة جمعتهما. قال له (فعنونو): "سأذهب لبضعة أيام إلى شمال إنجلترا، لا تقلق، سأكون بخير"، فقلت له: "اسمع، مهما فعلت، اتصل بي مرتين في اليوم حتى أطمئن أنك بخير". بعد مرور شهر، كشفت الحكومة الإسرائيلية عن اعتقال فعنونو، بعد وقوعه في فخ إغراء تقليدي، وجرى تهريبه إلى داخل إسرائيل عن طريق البحر وهو فاقد للوعي. Reuters أُطلق سراح فعنونو بعد 18 عاماً في السجن بتهمة الخيانة والتجسس أثناء نقله من السجن في إسرائيل، دوَّن فعنونو بعض تفاصيل عملية اختطافه على راحة يده، ثم رفعها باتجاه نافذة العربة ليتمكن الصحفيون المتواجدون من الاطلاع على تلك المعلومات. قال فعنونو إنه تعرّف في لندن على عميلة للموساد تُدعى شيريل بنتوف، أمريكية المولد، كانت تظاهرت بأنها سائحة. واستدرجته إلى العاصمة الإيطالية روما لقضاء عطلة برفقتها في الثلاثين من سبتمبر/أيلول، وبمجرد وصوله إلى هناك، جرت عملية اختطافه وتخديره. أُحيل فعنونو إلى المحاكمة في شهر مارس/آذار عام 1987 بتهمة الخيانة والتجسس، وصدر بحقه حكم بالسجن لمدة 18 عاماً، أمضى أكثر من نصفها في الحبس الانفرادي. قال فعنونو في مقابلة مسجلة من السجن: "كنت أرغب في إطلاع العالم على ما يجري، هذا لا يُعد خيانة، بل هو كشف للحقيقة، بخلاف ما تنتهجه إسرائيل من سياسات". أُفرج عنه في 21 أبريل/نيسان عام 2004، ومنذ ذلك الوقت رفضت السلطات جميع الطلبات التي قدمها لمغادرة إسرائيل. كما أُعيد فعنونو إلى السجن في مناسبات متعددة بسبب مخالفته لشروط الإفراج أو المراقبة المشروطة. وأثناء اقتياده في عام 2009، هتف فعنونو: "لم تنتزعوا مني شيئاً طيلة 18 عاماً، ولن تنالوا شيئاً خلال ثلاثة أشهر. عارٌ عليكم يا إسرائيل". اتفاق سرّي Getty Images سعى رئيس الوزراء الإسرائيلي ديفيد بن جوريون (يسار) إلى امتلاك قوة ردع نووية دون إطلاع الحلفاء كانت المعلومات المتوفرة عن القدرات النووية الإسرائيلية شحيحة، حتى لدى أقرب حلفاء إسرائيل، قبل أن يكشف فعنونو عن معلوماته. ويُرجَّح أن إسرائيل شرعت في بناء برنامجها النووي عقب تأسيس الدولة مباشرة في عام 1948. ففي ظل التفوق العددي الكبير لأعداء إسرائيل، أدرك أول رئيس وزراء لها، ديفيد بن غوريون، أهمية وجود رادع نووي، غير أنه لم يشأ أن يُثير استياء الحلفاء من خلال إدخال أسلحة غير تقليدية إلى منطقة تتسم بالتوتر. لذلك أبرمت إسرائيل اتفاقاً سرياً مع فرنسا لبناء مفاعل ديمونا، الذي يُعتقد أنه بدأ بإنتاج المواد اللازمة لصناعة الأسلحة النووية في ستينيات القرن الماضي، وعلى مدار سنوات أصرت إسرائيل على أنه مجرد مصنع نسيج. زار مفتشون أمريكيون الموقع في مناسبات عديدة خلال ستينيات القرن الماضي، لكنهم بحسب التقارير لم يكونوا على دراية بالطوابق السفلية، بعد أن جرى سد منافذها ومصاعدها بالطوب وتغطيتها بالجبس لإخفائها. ووفقاً لمركز مراقبة الأسلحة وعدم الانتشار، تُقدّر الترسانة النووية الإسرائيلية في الوقت الراهن بنحو 90 رأساً نووياً. وعلى الرغم من ذلك تتشبث إسرائيل بسياسة رسمية تقوم على الغموض المتعمّد بخصوص قدراتها النووية، ودأب قادتها على التأكيد مراراً على أن "إسرائيل لن تكون أول من يُدخل السلاح النووي إلى منطقة الشرق الأوسط". ومنذ عام 1970، وقّعت 191 دولة على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، وهي معاهدة دولية تسعى إلى الحد من انتشار الأسلحة النووية وتعزيز جهود نزع السلاح النووي عالمياً. وتُمنح خمس دول فقط - الولايات المتحدة وروسيا والمملكة المتحدة وفرنسا والصين - حق امتلاك الأسلحة النووية، وذلك لأنها قامت بتصنيع واختبار قنابل نووية قبل بدء سريان معاهدة عدم الانتشار في الأول من يناير/كانون الثاني عام 1967. كما أن إسرائيل لم تُوقّع على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية. ويُنظر إلى فعنونو في إسرائيل على أنه خائن، بيد أن أنصاره احتفلوا بإطلاق سراحه عام 2004، وأطلقوا عليه لقب "بطل السلام". وقال لبي بي سي في أول مقابلة له عقب إطلاق سراحه بأنه "غير نادم على شيء". وأضاف: "ما فعلته هو أنني أخبرت العالم بما يجري في الخفاء. لم أقل إن علينا تدمير إسرائيل أو مفاعل ديمونا، بل قلت ببساطة: انظروا إلى ما لديهم، واتخذوا حكمكم بأنفسكم".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store