
دور الاتمتة الالكترونية في الاعمال التقليدية.. أمازون نموذجا
تثبت الأتمتة الإلكترونية أنها ليست مجرد وسيلة لتحديث العمليات، بل هي ضرورة استراتيجية لنجاح الشركات في البيئة الرقمية المعاصرة، فعلى الرغم من التحديات التي تواجه تنفيذ الأتمتة، إلا أن الفوائد التي تحققها، مثل زيادة الكفاءة، تحسين تجربة العملاء، ودعم الابتكار، تجعلها استثمارًا مستدامًا في المستقبل، ومن خلال تبني نهج متوازن...
شهد العالم تحولًا جذريا في طبيعة الأعمال مع التطور السريع في التكنولوجيا الرقمية، حيث أصبحت الأتمتة الإلكترونية (Electronic Automation) عنصرا أساسيا في تحسين كفاءة العمليات التجارية، وتقليل التكاليف، وزيادة الإنتاجية، ويعد هذا التحول أمرا ضروريا للشركات التي تسعى إلى الحفاظ على تنافسيتها في سوق العمل المتغير، يهدف هذا البحث إلى دراسة دور الأتمتة الإلكترونية في تحسين الأعمال التقليدية، من خلال تحليل تطبيقاتها وتأثيراتها على بيئة العمل.
الأتمتة الإلكترونية تشير إلى استخدام التكنولوجيا لتنفيذ العمليات والإجراءات التشغيلية بطريقة ذاتية أو شبه ذاتية، مما يقلل الحاجة إلى التدخل البشري. تعتمد الأتمتة على أنظمة الحوسبة، والذكاء الاصطناعي، والروبوتات، وبرمجيات إدارة العمليات التجارية، مرت الأتمتة بعدة مراحل، بدءا من الأتمتة الميكانيكية في المصانع خلال الثورة الصناعية، إلى أتمتة المهام المكتبية عبر البرمجيات الحديثة، وصولًا إلى الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي في الوقت الحالي، حيث أصبحت التكنولوجيا قادرة على تحليل البيانات واتخاذ القرارات بفعالية.
يمكن أن تؤثر الأتمتة بشكل كبير على الأعمال التقليدية في مختلف القطاعات، ومن أبرز تطبيقاتها:
1. الأتمتة في قطاع التصنيع في استخدام الروبوتات في خطوط الإنتاج لتسريع عمليات التصنيع وتقليل الأخطاء البشرية، وفي أنظمة المراقبة الذكية التي تعتمد على إنترنت الأشياء (IoT) لتحليل الأداء وتحسين الكفاءة التشغيلية.
2. الأتمتة في القطاع التجاري والتجزئة المطبقة في أنظمة نقاط البيع الإلكترونية التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحليل سلوك المستهلكين وإدارة المخزون بكفاءة، بالإضافة إلى روبوتات الدردشة (Chatbots) التي تحسن تجربة العملاء من خلال تقديم دعم فوري واستفسارات تلقائية.
3. الأتمتة في الخدمات المالية والمصرفية وهي في أنظمة الذكاء الاصطناعي لتحليل المخاطر الائتمانية وتقديم قرارات مالية أكثر دقة، وكذلك أتمتة عمليات الدفع والفوترة من خلال الأنظمة الرقمية لتسريع المعاملات وتقليل الأخطاء البشرية.
4. الأتمتة في القطاع القانوني والإداري الواضح في استخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل العقود القانونية واستخراج المعلومات المهمة منها، وكذلك في برمجيات إدارة المستندات التي تسهل عمليات الأرشفة والتخزين الرقمي للمعلومات القانونية.
تحدث الأتمتة تغييرات جوهرية في الاعمال التقليدية مثل طريقة عمل الشركات البارز في زيادة الكفاءة وتقليل التكاليف وعمل الأتمتة على تسريع إنجاز العمليات وتقليل الحاجة إلى العمالة اليدوية، مما يخفض التكاليف التشغيلية، والحد من الأخطاء البشرية وتحسين دقة العمليات التشغيلية، بالإضافة إلى تحسين تجربة العملاء حيث تسهم الأنظمة الذكية في تقديم خدمات أسرع وأكثر تخصيصا للعملاء، وإمكانية تقديم الدعم على مدار الساعة دون الحاجة إلى تدخل بشري مستمر، كما أنها تدعو إلى خلق فرص عمل جديدة رغم أن الأتمتة قد تؤدي إلى تقليص بعض الوظائف التقليدية، إلا أنها تفتح مجالات جديدة في تخصصات مثل تحليل البيانات، وتطوير البرمجيات، وإدارة الأنظمة الذكية، ومن الجدير بالذكر أنها تدفع الشركات إلى تبني نماذج عمل جديدة تعتمد على التكنولوجيا، مما يعزز من قدرتها على التكيف مع التغيرات في السوق.
ولكن الواقع يشير إلى العديد من التحديات والقيود المرتبطة بالأتمتة الإلكترونية منها ما يتعلق بالتكلفة الأولية العالية حيث تتطلب الأتمتة استثمارات كبيرة في البنية التحتية التكنولوجية، مما قد يمثل عائقًا أمام الشركات الصغيرة والمتوسطة، بالإضافة إلى المخاوف المرتبطة بفقدان الوظائف لأنها تؤدي إلى تقليص الحاجة إلى بعض الوظائف التقليدية، مما يستلزم وضع استراتيجيات لإعادة تأهيل القوى العاملة، والتحديات التقنية وأمن المعلومات كذلك هي من التحديات، وذلك لأن الشركات تحتاج إلى حماية بياناتها من الاختراقات السيبرانية، خاصة مع زيادة اعتمادها على الأنظمة الإلكترونية، وهنا تبرز الضرورة لوجود خبرات تقنية متخصصة في إدارة وتطوير الأنظمة المؤتمتة.
في هذا السياق نذكر حالة من حالات نجاح الاتمتة الإلكترونية في الاعمال التقليدية وهي في سلسلة متاجر أمازون، كونها من الشركات الرائدة في تطبيق الأتمتة الإلكترونية عبر عدة استخدامها المستودعات الذكية والتي تعتمد على الروبوتات لتنظيم المخزون وتحسين سرعة توصيل الطلبات، كما أنها تعتمد أنظمة الذكاء الاصطناعي في تحليل سلوك المستهلكين وتقديم توصيات مخصصة، بالإضافة إلى متاجر Amazon Go التي تعمل بنظام الدفع الآلي والذي بدوره يعتمد على تقنيات التعرف على الوجه والذكاء الاصطناعي، مما يلغي الحاجة إلى الكاشير التقليدي، وهذا عمل على زيادة كفاءة العمليات اللوجستية بنسبة 30%، وتحسين تجربة العملاء وتقليل أوقات الانتظار في المتاجر، وتقليل التكاليف التشغيلية عبر خفض الحاجة إلى العمالة التقليدية.
ختامًا- تثبت الأتمتة الإلكترونية أنها ليست مجرد وسيلة لتحديث العمليات، بل هي ضرورة استراتيجية لنجاح الشركات في البيئة الرقمية المعاصرة، فعلى الرغم من التحديات التي تواجه تنفيذ الأتمتة، إلا أن الفوائد التي تحققها، مثل زيادة الكفاءة، تحسين تجربة العملاء، ودعم الابتكار، تجعلها استثمارًا مستدامًا في المستقبل، ومن خلال تبني نهج متوازن يجمع بين التكنولوجيا والقوى العاملة، يمكن للشركات تحقيق أقصى استفادة من الأتمتة دون المساس بالجانب الإنساني في الأعمال، ومن هنا يجب تشجيع الشركات على الاستثمار في التدريب والتطوير المهني لمواكبة متطلبات الأتمتة وتعزيز السياسات التي تدعم التكامل بين الأتمتة والقوى العاملة، بدلًا من الاعتماد على الإحلال الكامل.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


المنار
منذ 6 أيام
- المنار
هل أدت الهواتف الذكية مهمتها وباتت نهايتها قريبة؟
في عالم يسير بخطى متسارعة نحو الغد تبدو الهواتف الذكية وقد بدأت تفقد بعضاً من بريقها. وقد تراجعت مبيعاتها عالمياً، وسجل عام 2023 أدنى مستوى، في هذا الخصوص، خلال عقد كامل، وكأن الأسواق شبعت من الأجهزة التي كانت يوماً جواز سفر الإنسان إلى العالم الرقمي. لم يعد الابتكار يجدد العهد بين المستخدم وجهازه، ولم تعد القدرة الشرائية تسمح بتبديل سريع لهذه الأجهزة وسط موجات تضخم وانكماش تطل برأسها من كل زاوية. في وقت تتباطأ فيه دورة الحياة التقليدية للهواتف، يخرج من رحم التطور جيل جديد من الإنجازات الرقمية: دبابيس ذكية وخواتم تتحدث بلغة المستقبل وساعات وأجهزة تلتف حول الجسد بذكاء صامت. وتسعى شركات ناشئة إلى تقديم بدائل تلبي حاجات الإنسان من دون أن تشغل حيزاً من انتباهه، بينما يمدد عمالقة التكنولوجيا إمبراطورياتهم لتشمل أدوات لا تستأذن قبل أن تصير جزءاً من تفاصيل حياتنا اليومية. ويتساءل الحالمون بالمستقبل: هل تختفي الهواتف الذكية كما اختفى، قبلها، المجد القديم لأجهزة الكمبيوتر؟ يرى بعضهم أن الغد ملك لأجهزة تتغلغل في حياتنا بخفة الظل، تخمن حاجاتنا قبل أن نبوح بها. وفي المقابل، لا تزال هناك أصوات تدافع عن الهاتف الذكي باعتباره مركز قيادة لمنظومة رقمية آخذة بالاتساع حيث يلتقي الذكاء الاصطناعي مع الحوسبة المحمولة تحت راية واحدة. التاريخ يعلمنا أن الأدوات لا تموت، بل تتبدل أدوارها. ولعل الهواتف الذكية تمضي نحو موقع أقل سطوعاً، ولكن أكثر حيوية ضمن فسيفساء تكنولوجية تتشكل على مهل، إذ يتراجع الهاتف خطوة إلى الوراء، ليفسح المجال أمام المستقبل. الهواتف الذكية: تراجع تدريجي لا اختفاء وشيكاً في السياق اعتبر المتخصص في الأمن السيبراني رولان أبي نجم أن 'العالم يتجه تدريجياً نحو مرحلة تتغير فيها أدوات الاتصال'، لكنه شدد على أن 'الهواتف الذكية لن تختفي قريباً'. وقال أبي نجم 'لو استعرضنا تطور التكنولوجيا، لوجدنا أن البداية كانت مع أجهزة كمبيوتر ضخمة، ثم انتقلنا إلى الحاسوب المحمول، فالهواتف الذكية، ومن بعدها الأجهزة اللوحية كالآيباد. اليوم، نحن في عصر إنترنت الأشياء IOT، إذ أصبح كل شيء متصلاً بالإنترنت: من النظارات إلى السيارات إلى الأجهزة المنزلية'، مشيراً إلى أن 'الهدف الدائم للتكنولوجيا تبسيط الحياة اليومية'. وأضاف 'اليوم أستطيع مثلاً أن أجيب على مكالمة هاتفية عبر ساعتي الذكية، من دون الحاجة إلى استخدام الهاتف. هذه الأجهزة باتت مزودة بشرائح اتصال مستقلة، مما يجعلها بديلاً عملياً في بعض الحالات'. تقنيات العرض الثلاثي الأبعاد والتجارب الغامرة وتحدث أبي نجم عن الاتجاه الجديد المتمثل في تقنيات العرض 'الثلاثي الأبعاد' قائلاً 'بات بإمكانك عبر جهاز صغير مثل الساعة أو النظارات أن تسقط لوحة مفاتيح افتراضية على الطاولة أمامك، أو تعرض شاشة عمل على الحائط. هذه البدائل قد تغني مستقبلاً عن الحاجة إلى حمل هاتف في اليد'. وعن جهاز Apple Vision Pro تحديداً، أوضح أن 'ما نشهده حالياً لا يعني أن الهواتف ستختفي خلال سنة أو سنتين. التطور سيأخذ وقتاً، خصوصاً مع تسارع الذكاء الاصطناعي الذي ما زال يتطلب أجهزة ذات إمكانات قوية من حيث الحجم والطاقة. ربما يكون البديل مستقبلاً عبر الخواتم الذكية أو النظارات الذكية، أو ما يسمى الـ Augmented Glasses'. وأكد أبي نجم أن تبني التكنولوجيا الجديدة ليس سهلاً بطبيعته، مستشهداً بتحول المستخدمين من هواتف BlackBerry إلى أجهزة iPhone 'عندما أطلقت (أبل) أول (آيفون) من دون لوحة مفاتيح فعلية، واجه المستخدمون صعوبة كبيرة في التعود على الكتابة على الشاشة. المقاومة دائماً موجودة مع كل قفزة تقنية جديدة، خصوصاً لدى الفئات العمرية الأكبر سناً'. وفي سياق متصل، اعتبر أبي نجم أن 'كثيرين من الأشخاص ما زالوا يستخدمون هواتف نوكيا القديمة حتى اليوم، مما يعني أن مرحلة الانتقال الكامل إلى بدائل الهواتف الذكية ستتفاوت من شخص لآخر'. وعن ظاهرة استخدام نظارات الواقع الافتراضي، قال 'بات مشهداً عادياً أن ترى شخصاً يضع نظارات الواقع الافتراضي في المترو، وكأنه يتحدث إلى الهواء أو يضغط على أزرار وهمية. المشهد قد يبدو غريباً، لكنه يعكس تحولاً حقيقياً في طريقة تفاعلنا مع التكنولوجيا'. ورأى أن هذه التقنيات 'قد تجعل الترفيه والعمل أكثر سهولة من خلال نظارات VR مثلاً، يمكنني حضور حفل موسيقي في نيويورك وأنا جالس في منزلي. يمكنني زيارة متحف اللوفر افتراضياً وكأنني هناك، مما يفتح آفاقاً جديدة للتجربة الإنسانية'. الهواتف الذكية: مرحلة انتقالية طويلة لا قفزة مفاجئة من جهته أكد مستشار تكنولوجيا المعلومات والاتصالات عامر الطبش أن 'الهواتف الذكية لن تختفي فجأة، بل ستظل قائمة لفترة تراوح ما بين 10 و15 سنة قبل أن يشهد العالم تحولاً جذرياً في طريقة الاتصال والتواصل'. ورأى الطبش أن 'استخدام الهواتف الذكية سيتغير تدريجياً مع تطور التكنولوجيا، إذ لن تبقى الأجهزة المحمولة أداة الاتصال الأساسية، بل ستصبح واحداً من بين خيارات عدة أكثر تقدماً واندماجاً في حياة الإنسان'. وبحسب الطبش أيضاً، وصلت تكنولوجيا الهواتف الذكية إلى 'أقصى حدود تطورها الممكنة، إذ لم تعد الابتكارات الحالية تحمل تغييرات جوهرية في بنية الجهاز أو آلية عمله. التعديلات التي تطرأ تقتصر على تحسين جودة المواد المستخدمة، مثل إدخال التيتانيوم، أو تطوير البرمجيات بإضافة ميزات الذكاء الاصطناعي، إلى جانب تحسينات طفيفة في التصميم أو الألوان. هذه التحديثات، على أهميتها، لا تغير حقيقة أن صناعة الهواتف الذكية دخلت مرحلة النضج، ولم تعد تقدم ابتكارات ثورية كالتي شهدناها عند نشأتها'. المصدر: الاندبندنت


المنار
منذ 6 أيام
- المنار
هل أدت الهواتف الذكية مهمتها وباتت نهايتها قريبة؟
في عالم يسير بخطى متسارعة نحو الغد تبدو الهواتف الذكية وقد بدأت تفقد بعضاً من بريقها. وقد تراجعت مبيعاتها عالمياً، وسجل عام 2023 أدنى مستوى، في هذا الخصوص، خلال عقد كامل، وكأن الأسواق شبعت من الأجهزة التي كانت يوماً جواز سفر الإنسان إلى العالم الرقمي. لم يعد الابتكار يجدد العهد بين المستخدم وجهازه، ولم تعد القدرة الشرائية تسمح بتبديل سريع لهذه الأجهزة وسط موجات تضخم وانكماش تطل برأسها من كل زاوية. في وقت تتباطأ فيه دورة الحياة التقليدية للهواتف، يخرج من رحم التطور جيل جديد من الإنجازات الرقمية: دبابيس ذكية وخواتم تتحدث بلغة المستقبل وساعات وأجهزة تلتف حول الجسد بذكاء صامت. وتسعى شركات ناشئة إلى تقديم بدائل تلبي حاجات الإنسان من دون أن تشغل حيزاً من انتباهه، بينما يمدد عمالقة التكنولوجيا إمبراطورياتهم لتشمل أدوات لا تستأذن قبل أن تصير جزءاً من تفاصيل حياتنا اليومية. ويتساءل الحالمون بالمستقبل: هل تختفي الهواتف الذكية كما اختفى، قبلها، المجد القديم لأجهزة الكمبيوتر؟ يرى بعضهم أن الغد ملك لأجهزة تتغلغل في حياتنا بخفة الظل، تخمن حاجاتنا قبل أن نبوح بها. وفي المقابل، لا تزال هناك أصوات تدافع عن الهاتف الذكي باعتباره مركز قيادة لمنظومة رقمية آخذة بالاتساع حيث يلتقي الذكاء الاصطناعي مع الحوسبة المحمولة تحت راية واحدة. التاريخ يعلمنا أن الأدوات لا تموت، بل تتبدل أدوارها. ولعل الهواتف الذكية تمضي نحو موقع أقل سطوعاً، ولكن أكثر حيوية ضمن فسيفساء تكنولوجية تتشكل على مهل، إذ يتراجع الهاتف خطوة إلى الوراء، ليفسح المجال أمام المستقبل. الهواتف الذكية: تراجع تدريجي لا اختفاء وشيكاً في السياق اعتبر المتخصص في الأمن السيبراني رولان أبي نجم أن 'العالم يتجه تدريجياً نحو مرحلة تتغير فيها أدوات الاتصال'، لكنه شدد على أن 'الهواتف الذكية لن تختفي قريباً'. وقال أبي نجم 'لو استعرضنا تطور التكنولوجيا، لوجدنا أن البداية كانت مع أجهزة كمبيوتر ضخمة، ثم انتقلنا إلى الحاسوب المحمول، فالهواتف الذكية، ومن بعدها الأجهزة اللوحية كالآيباد. اليوم، نحن في عصر إنترنت الأشياء IOT، إذ أصبح كل شيء متصلاً بالإنترنت: من النظارات إلى السيارات إلى الأجهزة المنزلية'، مشيراً إلى أن 'الهدف الدائم للتكنولوجيا تبسيط الحياة اليومية'. وأضاف 'اليوم أستطيع مثلاً أن أجيب على مكالمة هاتفية عبر ساعتي الذكية، من دون الحاجة إلى استخدام الهاتف. هذه الأجهزة باتت مزودة بشرائح اتصال مستقلة، مما يجعلها بديلاً عملياً في بعض الحالات'. تقنيات العرض الثلاثي الأبعاد والتجارب الغامرة وتحدث أبي نجم عن الاتجاه الجديد المتمثل في تقنيات العرض 'الثلاثي الأبعاد' قائلاً 'بات بإمكانك عبر جهاز صغير مثل الساعة أو النظارات أن تسقط لوحة مفاتيح افتراضية على الطاولة أمامك، أو تعرض شاشة عمل على الحائط. هذه البدائل قد تغني مستقبلاً عن الحاجة إلى حمل هاتف في اليد'. وعن جهاز Apple Vision Pro تحديداً، أوضح أن 'ما نشهده حالياً لا يعني أن الهواتف ستختفي خلال سنة أو سنتين. التطور سيأخذ وقتاً، خصوصاً مع تسارع الذكاء الاصطناعي الذي ما زال يتطلب أجهزة ذات إمكانات قوية من حيث الحجم والطاقة. ربما يكون البديل مستقبلاً عبر الخواتم الذكية أو النظارات الذكية، أو ما يسمى الـ Augmented Glasses'. وأكد أبي نجم أن تبني التكنولوجيا الجديدة ليس سهلاً بطبيعته، مستشهداً بتحول المستخدمين من هواتف BlackBerry إلى أجهزة iPhone 'عندما أطلقت (أبل) أول (آيفون) من دون لوحة مفاتيح فعلية، واجه المستخدمون صعوبة كبيرة في التعود على الكتابة على الشاشة. المقاومة دائماً موجودة مع كل قفزة تقنية جديدة، خصوصاً لدى الفئات العمرية الأكبر سناً'. وفي سياق متصل، اعتبر أبي نجم أن 'كثيرين من الأشخاص ما زالوا يستخدمون هواتف نوكيا القديمة حتى اليوم، مما يعني أن مرحلة الانتقال الكامل إلى بدائل الهواتف الذكية ستتفاوت من شخص لآخر'. وعن ظاهرة استخدام نظارات الواقع الافتراضي، قال 'بات مشهداً عادياً أن ترى شخصاً يضع نظارات الواقع الافتراضي في المترو، وكأنه يتحدث إلى الهواء أو يضغط على أزرار وهمية. المشهد قد يبدو غريباً، لكنه يعكس تحولاً حقيقياً في طريقة تفاعلنا مع التكنولوجيا'. ورأى أن هذه التقنيات 'قد تجعل الترفيه والعمل أكثر سهولة من خلال نظارات VR مثلاً، يمكنني حضور حفل موسيقي في نيويورك وأنا جالس في منزلي. يمكنني زيارة متحف اللوفر افتراضياً وكأنني هناك، مما يفتح آفاقاً جديدة للتجربة الإنسانية'. الهواتف الذكية: مرحلة انتقالية طويلة لا قفزة مفاجئة من جهته أكد مستشار تكنولوجيا المعلومات والاتصالات عامر الطبش أن 'الهواتف الذكية لن تختفي فجأة، بل ستظل قائمة لفترة تراوح ما بين 10 و15 سنة قبل أن يشهد العالم تحولاً جذرياً في طريقة الاتصال والتواصل'. ورأى الطبش أن 'استخدام الهواتف الذكية سيتغير تدريجياً مع تطور التكنولوجيا، إذ لن تبقى الأجهزة المحمولة أداة الاتصال الأساسية، بل ستصبح واحداً من بين خيارات عدة أكثر تقدماً واندماجاً في حياة الإنسان'. وبحسب الطبش أيضاً، وصلت تكنولوجيا الهواتف الذكية إلى 'أقصى حدود تطورها الممكنة، إذ لم تعد الابتكارات الحالية تحمل تغييرات جوهرية في بنية الجهاز أو آلية عمله. التعديلات التي تطرأ تقتصر على تحسين جودة المواد المستخدمة، مثل إدخال التيتانيوم، أو تطوير البرمجيات بإضافة ميزات الذكاء الاصطناعي، إلى جانب تحسينات طفيفة في التصميم أو الألوان. هذه التحديثات، على أهميتها، لا تغير حقيقة أن صناعة الهواتف الذكية دخلت مرحلة النضج، ولم تعد تقدم ابتكارات ثورية كالتي شهدناها عند نشأتها'.


المنار
منذ 6 أيام
- المنار
هل أدت الهواتف الذكية مهمتها وباتت نهايتها قريبة؟
في عالم يسير بخطى متسارعة نحو الغد تبدو الهواتف الذكية وقد بدأت تفقد بعضاً من بريقها. وقد تراجعت مبيعاتها عالمياً، وسجل عام 2023 أدنى مستوى، في هذا الخصوص، خلال عقد كامل، وكأن الأسواق شبعت من الأجهزة التي كانت يوماً جواز سفر الإنسان إلى العالم الرقمي. لم يعد الابتكار يجدد العهد بين المستخدم وجهازه، ولم تعد القدرة الشرائية تسمح بتبديل سريع لهذه الأجهزة وسط موجات تضخم وانكماش تطل برأسها من كل زاوية. في وقت تتباطأ فيه دورة الحياة التقليدية للهواتف، يخرج من رحم التطور جيل جديد من الإنجازات الرقمية: دبابيس ذكية وخواتم تتحدث بلغة المستقبل وساعات وأجهزة تلتف حول الجسد بذكاء صامت. وتسعى شركات ناشئة إلى تقديم بدائل تلبي حاجات الإنسان من دون أن تشغل حيزاً من انتباهه، بينما يمدد عمالقة التكنولوجيا إمبراطورياتهم لتشمل أدوات لا تستأذن قبل أن تصير جزءاً من تفاصيل حياتنا اليومية. ويتساءل الحالمون بالمستقبل: هل تختفي الهواتف الذكية كما اختفى، قبلها، المجد القديم لأجهزة الكمبيوتر؟ يرى بعضهم أن الغد ملك لأجهزة تتغلغل في حياتنا بخفة الظل، تخمن حاجاتنا قبل أن نبوح بها. وفي المقابل، لا تزال هناك أصوات تدافع عن الهاتف الذكي باعتباره مركز قيادة لمنظومة رقمية آخذة بالاتساع حيث يلتقي الذكاء الاصطناعي مع الحوسبة المحمولة تحت راية واحدة. التاريخ يعلمنا أن الأدوات لا تموت، بل تتبدل أدوارها. ولعل الهواتف الذكية تمضي نحو موقع أقل سطوعاً، ولكن أكثر حيوية ضمن فسيفساء تكنولوجية تتشكل على مهل، إذ يتراجع الهاتف خطوة إلى الوراء، ليفسح المجال أمام المستقبل. الهواتف الذكية: تراجع تدريجي لا اختفاء وشيكاً في السياق اعتبر المتخصص في الأمن السيبراني رولان أبي نجم أن 'العالم يتجه تدريجياً نحو مرحلة تتغير فيها أدوات الاتصال'، لكنه شدد على أن 'الهواتف الذكية لن تختفي قريباً'. وقال أبي نجم 'لو استعرضنا تطور التكنولوجيا، لوجدنا أن البداية كانت مع أجهزة كمبيوتر ضخمة، ثم انتقلنا إلى الحاسوب المحمول، فالهواتف الذكية، ومن بعدها الأجهزة اللوحية كالآيباد. اليوم، نحن في عصر إنترنت الأشياء IOT، إذ أصبح كل شيء متصلاً بالإنترنت: من النظارات إلى السيارات إلى الأجهزة المنزلية'، مشيراً إلى أن 'الهدف الدائم للتكنولوجيا تبسيط الحياة اليومية'. وأضاف 'اليوم أستطيع مثلاً أن أجيب على مكالمة هاتفية عبر ساعتي الذكية، من دون الحاجة إلى استخدام الهاتف. هذه الأجهزة باتت مزودة بشرائح اتصال مستقلة، مما يجعلها بديلاً عملياً في بعض الحالات'. تقنيات العرض الثلاثي الأبعاد والتجارب الغامرة وتحدث أبي نجم عن الاتجاه الجديد المتمثل في تقنيات العرض 'الثلاثي الأبعاد' قائلاً 'بات بإمكانك عبر جهاز صغير مثل الساعة أو النظارات أن تسقط لوحة مفاتيح افتراضية على الطاولة أمامك، أو تعرض شاشة عمل على الحائط. هذه البدائل قد تغني مستقبلاً عن الحاجة إلى حمل هاتف في اليد'. وعن جهاز Apple Vision Pro تحديداً، أوضح أن 'ما نشهده حالياً لا يعني أن الهواتف ستختفي خلال سنة أو سنتين. التطور سيأخذ وقتاً، خصوصاً مع تسارع الذكاء الاصطناعي الذي ما زال يتطلب أجهزة ذات إمكانات قوية من حيث الحجم والطاقة. ربما يكون البديل مستقبلاً عبر الخواتم الذكية أو النظارات الذكية، أو ما يسمى الـ Augmented Glasses'. وأكد أبي نجم أن تبني التكنولوجيا الجديدة ليس سهلاً بطبيعته، مستشهداً بتحول المستخدمين من هواتف BlackBerry إلى أجهزة iPhone 'عندما أطلقت (أبل) أول (آيفون) من دون لوحة مفاتيح فعلية، واجه المستخدمون صعوبة كبيرة في التعود على الكتابة على الشاشة. المقاومة دائماً موجودة مع كل قفزة تقنية جديدة، خصوصاً لدى الفئات العمرية الأكبر سناً'. وفي سياق متصل، اعتبر أبي نجم أن 'كثيرين من الأشخاص ما زالوا يستخدمون هواتف نوكيا القديمة حتى اليوم، مما يعني أن مرحلة الانتقال الكامل إلى بدائل الهواتف الذكية ستتفاوت من شخص لآخر'. وعن ظاهرة استخدام نظارات الواقع الافتراضي، قال 'بات مشهداً عادياً أن ترى شخصاً يضع نظارات الواقع الافتراضي في المترو، وكأنه يتحدث إلى الهواء أو يضغط على أزرار وهمية. المشهد قد يبدو غريباً، لكنه يعكس تحولاً حقيقياً في طريقة تفاعلنا مع التكنولوجيا'. ورأى أن هذه التقنيات 'قد تجعل الترفيه والعمل أكثر سهولة من خلال نظارات VR مثلاً، يمكنني حضور حفل موسيقي في نيويورك وأنا جالس في منزلي. يمكنني زيارة متحف اللوفر افتراضياً وكأنني هناك، مما يفتح آفاقاً جديدة للتجربة الإنسانية'. الهواتف الذكية: مرحلة انتقالية طويلة لا قفزة مفاجئة من جهته أكد مستشار تكنولوجيا المعلومات والاتصالات عامر الطبش أن 'الهواتف الذكية لن تختفي فجأة، بل ستظل قائمة لفترة تراوح ما بين 10 و15 سنة قبل أن يشهد العالم تحولاً جذرياً في طريقة الاتصال والتواصل'. ورأى الطبش أن 'استخدام الهواتف الذكية سيتغير تدريجياً مع تطور التكنولوجيا، إذ لن تبقى الأجهزة المحمولة أداة الاتصال الأساسية، بل ستصبح واحداً من بين خيارات عدة أكثر تقدماً واندماجاً في حياة الإنسان'. وبحسب الطبش أيضاً، وصلت تكنولوجيا الهواتف الذكية إلى 'أقصى حدود تطورها الممكنة، إذ لم تعد الابتكارات الحالية تحمل تغييرات جوهرية في بنية الجهاز أو آلية عمله. التعديلات التي تطرأ تقتصر على تحسين جودة المواد المستخدمة، مثل إدخال التيتانيوم، أو تطوير البرمجيات بإضافة ميزات الذكاء الاصطناعي، إلى جانب تحسينات طفيفة في التصميم أو الألوان. هذه التحديثات، على أهميتها، لا تغير حقيقة أن صناعة الهواتف الذكية دخلت مرحلة النضج، ولم تعد تقدم ابتكارات ثورية كالتي شهدناها عند نشأتها'.