logo
نتنياهو يستخدم "حقوق" النساء المسلمات لتبرير حربه

نتنياهو يستخدم "حقوق" النساء المسلمات لتبرير حربه

الغدمنذ 7 ساعات
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
منى الطحاوي* - (الغارديان) 19/6/2025
بينما تقوم قواته بذبح المدنيين في غزة، يدّعي نتنياهو أنه يدافع عن استقلالية النساء الإيرانيات. لكنه ليس أول مُشعل للحروب يفعل ذلك.
* * *
استحضر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سجل النظام الإيراني المريع في حقوق النساء لتبرير حربه البشعة على إيران. هذا هو الرجل الذي قتلت حملة الإبادة الجماعة التي يشنها ضد الفلسطينيين في غزة، من النساء والأطفال، خلال عامها الأول، أكثر مما قتلته أي حرب أخرى خلال الفترة الزمنية نفسها في العقدين الماضيين.
اضافة اعلان
قال نتنياهو للإيرانيين في مقابلة مع قناة "إيران إنترناشونال": "لقد أفقروكم، لقد أعطوكم البؤس، والموت، أعطوكم الإرهاب. إنهم يطلقون النار على نسائكم، تاركين تلك المرأة الشجاعة المذهلة، مهسا أميني، تنزف على الرصيف لأنها لم تغطّ شعرها".
من غير المعقول أن نسمع نتنياهو وهو يدعو الشعب الإيراني إلى الانتفاض ضد الأهوال نفسها التي أخضع لها الفلسطينيين هو نفسه. لكن هذا غير مفاجئ. وأنا على دراية تامة بكيفية استخدام الإمبرياليين والمحتلين والغزاة أجساد النساء المسلمات وحقوقهن كسلاح لتبرير حروبهم.
كمصرية، أعلم أن المستعمرين، مثل اللورد إيفلين بارينغ، أول حاكم فعلي لمصر بين العامين 1883 و1907، دعم حقوق النساء المصريات بينما كان مناهضًا متعصبًا لحقوق اقتراع النساء في بلده. وبدلًا من تحرير النساء المصريات، جعل بارينغ من المستحيل على من يعارضون الاحتلال والنفوذ الأوروبي أن ينتقدوا التقاليد أو الممارسات الدينية من دون أن يُنظر إليهم كما لو أنهم يقفون إلى جانب الغرب.
وبصفتي امرأة من عائلة مسلمة، أتذكر جيدًا كيف ادّعت الولايات المتحدة أن غزوها لأفغانستان كان لـ"تحرير" النساء من كراهية طالبان للنساء. والآن، بعد عشرين عامًا من ذلك الغزو المتهور، وحرب كارثية واحتلال، وانسحاب إجرامي وفوضوي من أفغانستان، ها هي طالبان تحكم من جديد.
بل إن الأسوأ والأكثر خزيًا هو ما أعرفه، كنسوية، من أن النسويات البيضاوات في الولايات المتحدة، بخلاف النسويات الأفغانيات، كنّ مشجعات لذلك الغزو، وفشلن في إدراك خطورة استيلاء القوى الإمبريالية على قضايا حقوق المرأة.
وقد شاركت قيادات من "مؤسسة الأغلبية النسوية" -بمن في ذلك إلينور سميل، الرئيسة السابقة لـ"المنظمة الوطنية لنساء- في فعاليات في وزارة الخارجية الأميركية والتقين بمسؤولين حكوميين. ووصف عدد الربيع في العام 2002 من "مجلة الآنسة" الغزو الأميركي لأفغانستان بأنه "تحالف أمل".
قال نتنياهو في خطاب متلفز آخر موجه إلى الإيرانيين: "بينما نحقق هدفنا، فإننا نمهّد الطريق أمامكم لتحقيق حريتكم. هذه فرصتكم للوقوف وإسماع أصواتكم. المرأة، الحياة، الحرية -زن، زندگى، آزادى".
أشعل مصرع مهسا أميني -الامرأة الكردية ذات العشرين عامًا- في مستشفى بإيران في أيلول (سبتمبر) 2022 بعد أيام من احتجازها لدى "شرطة الأخلاق" التابعة للنظام بزعم عدم التزامها بارتداء الحجاب، ثورة نسوية رفعت شعار "المرأة، الحياة، الحرية". ونهضت النساء والأقليات المهمشة في إيران -لا لمحاربة قانون النظام للحجاب الإجباري فحسب، بل لمحاربة عقده الممتد لعقود.
لم تكن الإيرانيات في حاجة إلى نتنياهو للدفاع عن حريتهن آنذاك، ولا هُن يحتجن إليه الآن. على العكس من ذلك، تشكل محاولته الاستيلاء على هذه الانتفاضة الشجاعة أسرع طريق إلى تجريد النسوية من مصداقيتها -وهي التي غالبًا ما يتم وصفها بأنها "غربية" وغريبة.
إن الحروب والغزوات لا تدعم الثورات، بل تؤذيها. وأنا أعرف تمامًا، كامرأة مصرية، كيف حاول النظام في بلدي بكل الجهد الادعاء بأن ثورة 25 كانون الثاني (يناير) 2011 كانت تُدار من الخارج.
الدفاع عن "القيم الليبرالية والغربية" لحقوق النساء هو غطاء أخلاقي سهل لغزو أو حرب أو استعمار، تحركه في حقيقته الرغبة في السلطة أو الموارد أو كليهما.
ولو أن القادة الغربيين يهتمون فعلًا باستقلالية النساء الجسدية، ربما كان عليهم أن ينظروا إلى أقرب إلى الوطن. كان جورج دبليو بوش الذي ادعى الدفاع عن النساء الأفغانيات من البرقع وطالبان هو نفسه الذي قطع التمويل عن أي منظمة دولية للتخطيط الأسري تقدّم خدمات الإجهاض أو استشاراته، مباشرة في أول يوم له في منصبه.
هل ستطالب النسويات البيض اليوم بغزو الولايات المتحدة، حيث يتم استخراج طفل في طور الخداج من جسد امرأة سوداء ميتة دماغيًا، ضد رغبة شريكها وعائلتها، لأنها عوملت كمجرد حاضنة بسبب حظر الإجهاض في ولاية جورجيا؟
من الأسهل ملاحظة شرطة الأخلاق في إيران -الخليط من الأبوية فوق الثيوقراطية- لأنها مرئية بوضوح في فرض الحجاب. ولكن ما الفرق بين ذلك وحالة حمل قسري تفرضها جماعات دينية متطرفة مسيحية في الولايات المتحدة؟ إنه الخليط نفسه: أبوية فوق ثيوقراطية.
إن الحروب والغزوات لا تُحرر النساء. اسألوا فقط نساء أفغانستان اليوم. في كل مرة تدّعي قوة إمبريالية أنها "تحرر" النساء من "رجالهن"، يعود هؤلاء الرجال لاستعادة السيطرة على "نسائهم" بعد رحيل الغزاة. وقد حظرت طالبان 2.0 تعليم الفتيات، ومنعت النساء من العمل في القطاعين العام والخاص، باستثناء الصحة وبعض الإدارات الأخرى.
كما منعت النساء من السفر لمسافات طويلة برًا أو جوًا من دون مرافقة قريب ذكر، ومن زيارة الأماكن العامة مثل الحدائق والصالات الرياضية والحمامات العامة من دون مرافق ذكر. بل وأغلقت طالبان حتى صالونات التجميل الخاصة بالنساء.
بصفتي نسوية، شعرت بالفخر والإعجاب، وهتفت دعمًا للنسويات في إيران وهنّ ينهضن من أجل "المرأة، الحياة، الحرية". وأنا على يقين أنهن يدركن أن عدو عدوهن ليس بالضرورة صديقهن.
*منى الطحاوي Mona Eltahawy: صحفية وناشطة أميركية-مصرية، تكتب عن النسوية. من كتبها "الخطايا السبع الضرورية للنساء والفتيات" The Seven Necessary Sins for Women and Girls.
*نشر هذا المقال تحت عنوان: Netanyahu is using Muslim women's 'rights' to justify his war. What hideous, hollow hypocrisy
في ترجمات:
أميركا كدولة نفطية: مساوئ الاستقلال في مجال الطاقة
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترامب: سأكون حازما مع نتنياهو لإنهاء الحرب في غزة وقد نتوصل لاتفاق قريبا
ترامب: سأكون حازما مع نتنياهو لإنهاء الحرب في غزة وقد نتوصل لاتفاق قريبا

رؤيا نيوز

timeمنذ ساعة واحدة

  • رؤيا نيوز

ترامب: سأكون حازما مع نتنياهو لإنهاء الحرب في غزة وقد نتوصل لاتفاق قريبا

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إنه سيكون حازما مع نتنياهو بشأن إنهاء الحرب في غزة. وأضاف ترامب ' نتنياهو يريد إنهاء الحرب'. وأردف قوله ' أعتقد أننا سنتوصل إلى اتفاق الأسبوع المقبل'. ويعتزم ترامب لقاء نتنياهو الاثنين. ويزور المسؤول الإسرائيلي الكبير رون ديرمر واشنطن هذا الأسبوع لإجراء محادثات قبل الاجتماع. وقال لصحفيين لدى مغادرته البيت الأبيض في رحلة ليوم واحد إلى فلوريدا 'نأمل أن يحدث ذلك. ونتطلع إلى حدوثه في وقت ما من الأسبوع المقبل. نريد تحرير المحتجزين'. وأعلنت حماس استعدادها لإطلاق سراح المحتجزين المتبقين في غزة بموجب أي اتفاق ينهي الحرب، فيما تقول إسرائيل إنها لا يمكن أن تنتهي إلا بنزع سلاح حماس وتفكيك الحركة. وترفض حماس إلقاء سلاحها.

ترامب يأمل في التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة قريبا
ترامب يأمل في التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة قريبا

رؤيا نيوز

timeمنذ 2 ساعات

  • رؤيا نيوز

ترامب يأمل في التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة قريبا

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إنه سيناقش الأوضاع في غزة وإيران عندما يلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض الأسبوع المقبل، معبرا عن أمله في التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة قريبا. ويعتزم ترامب لقاء نتنياهو الاثنين. ويزور المسؤول الإسرائيلي الكبير رون ديرمر واشنطن هذا الأسبوع لإجراء محادثات قبل الاجتماع. تعاون ترامب ونتنياهو في عملية عسكرية ضد مواقع نووية إيرانية في حزيران، بلغت ذروتها بشن غارات جوية أميركية. وقال ترامب إن هذه الضربات 'محت' القدرة النووية لطهران، غير أن الجدل ما زال مستمرا بشأن مدى الضرر الذي لحق بالبرنامج النووي الإيراني. وعبر ترامب عن أمله في التوصل الأسبوع المقبل إلى اتفاق بين إسرائيل وحركة (حماس) المدعومة من إيران في غزة لوقف إطلاق النار مقابل إطلاق سراح المحتجزين. وقال لصحفيين لدى مغادرته البيت الأبيض في رحلة ليوم واحد إلى فلوريدا 'نأمل أن يحدث ذلك. ونتطلع إلى حدوثه في وقت ما من الأسبوع المقبل. نريد تحرير المحتجزين'. وأعلنت حماس استعدادها لإطلاق سراح المحتجزين المتبقين في غزة بموجب أي اتفاق ينهي الحرب، فيما تقول إسرائيل إنها لا يمكن أن تنتهي إلا بنزع سلاح حماس وتفكيك الحركة. وترفض حماس إلقاء سلاحها. وعندما سُئل مسؤول في البيت الأبيض عن اجتماعات ديرمر المقررة وجدول أعماله، قال 'يزور رون ديرمر البيت الأبيض بانتظام'. وأضاف 'سيستمر هذا مع سعي الرئيس ترامب إلى تحقيق السلام بين إسرائيل وغزة'. ولم يحدد المسؤول على الفور مساعدي ترامب الذين سيقابلهم ديرمر خلال زيارته.

'الأونروا': مستودعنا في الأردن يحتوي على مساعدات تكفي لأكثر من 200 ألف شخص في غزة -صور
'الأونروا': مستودعنا في الأردن يحتوي على مساعدات تكفي لأكثر من 200 ألف شخص في غزة -صور

رؤيا نيوز

timeمنذ 3 ساعات

  • رؤيا نيوز

'الأونروا': مستودعنا في الأردن يحتوي على مساعدات تكفي لأكثر من 200 ألف شخص في غزة -صور

أعلنت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، الثلاثاء، أن مستودعها في الأردن يحتوي على مساعدات إنسانية تكفي لتلبية احتياجات أكثر من 200 ألف شخص في قطاع غزة لمدة شهر. وبينت الأونروا في منشور لها عبر حسابها على منصة 'إكس'، أن هذه المساعدات تشمل ألفي طن من مادة الطحين، و55 ألف طرد غذائي، و19 ألف مجموعة من مستلزمات النظافة، إلى جانب 196 ألف بطانية، بالإضافة إلى مستلزمات طبية أساسية. وأشارت الوكالة الأممية إلى أنها مُنعت من إدخال هذه المساعدات إلى غزة من قبل السلطات الإسرائيلية، مطالبة برفع الحصار عن القطاع.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store