
صراع الروايات.. كيف يصيغ الإعلام الغربي والشرق أوسطي مشهد غزة؟
تباينت التغطية الإعلامية للحرب في غزة بشكل ملحوظ خلال عام وخمسة أشهر بين الإعلام اليهودي والأمريكي من جهة، والإعلام الشرق أوسطي من جهة أخرى، حيث تنبع هذه الاختلافات من عوامل سياسية وإيديولوجية وثقافية تؤثر بشكلٍ كبيرٍ في كيفية عرض الأحداث.
في الوقت الذي يميل فيه الإعلام اليهودي والأمريكي، خصوصًا في مؤسسات الإعلام الرئيسية مثل "سي إن إن" و"فوكس نيوز"، إلى تبني خطاب داعم للجانب الإسرائيلي، نجد أن الإعلام الشرق أوسطي، يسعى إلى نقل الرواية الفلسطينية، مركزًا على معاناة المدنيين وتوثيق الجرائم المرتكبة بحقهم.
هذا الاختلاف في معالجة الأحداث يعكس التوجهات السياسية والعوامل الاقتصادية والإيديولوجية المؤثرة على الإعلام في كل من الجانبين، مما يبرز التحديات التي يواجهها الصحافيون في نقل صورة موضوعية عن الصراع المعقد في المنطقة.
طارق فهمي: "السياسة تتداخل في التغطية الأمريكية"
يرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، الدكتور طارق فهمي، أن القيم السياسية والأيديولوجية تلعب دورًا كبيرًا في تشكيل تغطية وسائل الإعلام للأحداث في الشرق الأوسط، لا سيما في ظل الحرب الحالية، موضحًا أن هناك معايير مزدوجة في هذا السياق، يمكن تصنيف وسائل الإعلام الأمريكية إلى ثلاثة أصناف رئيسية.
ويشرح فهمي لـ"الدستور" "الصنف الأول يتضمن وسائل إعلام متخصصة، مثل المواقع الاقتصادية والصحف الرصينة، التي تسعى إلى تقديم رؤية موضوعية لما يحدث في الشرق الأوسط، وعلى الرغم من مصداقية هذه الوسائل، إن تأثيرها يبقى محدودًا في ظل سيطرة المنظمات اليهودية الكبرى مثل "إيباك" على الإعلام الأمريكي وتوجيهه لأهداف سياسية، مما يؤثر على طريقة تناول المجازر والجرائم الإسرائيلية".
أما الصنف الثاني، الذي أطلق عليه "النمط الأمريكي"، فهو يشمل مواقع إعلامية تتبنى أيديولوجيات مختلفة لكنها تلتزم بالمهنية مع تلوين الحقائق. ويكشف فهمي أن هذه الوسائل تمزج بين الأخبار الصحيحة والمعلومات المغلوطة، مما يعكس التباين بين المعلومة الواضحة والخبر الذي قد يكون دقيقًا أو مشوّهًا.
وتبين أن هذه المواقع تعرض تغطية إنسانية للحروب في غزة وسوريا، على الرغم من أنها لا تتبنى مواقف سياسية صريحة، وهو ما يظهر في أسلوب اختيار المصطلحات أثناء الترجمة.
الدكتور طارق فهمي
أما الصنف الثالث، وفقَا لـ"فهمي" يتسم بتوجيه إعلامي مباشر يتناقض مع القيم العربية والإسلامية، حيث يعكس خطابات إعلامية تروج لأيديولوجيات لا تتماشى مع الطرح الموضوعي، مثل تصنيف حركات المقاومة كإرهابية وتوجيه اتهامات للأسرى الفلسطينيين بالقتل. ويظهر ذلك، في وصف تلك الوسائل للأحداث في غزة مثل الهجوم في 7 أكتوبر على أنها أعمال إرهابية، بينما يتم تقديم مقتل قادة حماس بطريقة مغايرة تمامًا لا تعكس الواقع.
ويشدد فهمي على أن وسائل الإعلام الأمريكية لم تعد تلتزم بالحرفية أو تمتلك الأدوات المهنية اللازمة، بل أصبحت مليئة بالمعايير المزدوجة والأفكار المتضاربة، مما يثير تساؤلات كبيرة حول موضوعيتها وحيادها.
سقطات مهنية
وكشف التباين الحاصل داخل المؤسسات الإعلامية اليهودي والأمريكي أبرز تغطية شهدتها الحرب على غزة، عندما نقلت مراسلة قناة "i24" الإسرائيلية خبرًا زعمت فيه أن مسؤولين إسرائيليين أكدوا العثور على جثث أربعين رضيعًا مقطوعي الرؤوس في إحدى مستوطنات غلاف قطاع غزة على يد عناصر من حماس.
هذا الخبر سرعان ما انتشر في وسائل الإعلام الغربية، حيث تداولته صحيفتا "ديلي ميل" و"التايمز" البريطانيتان، ما أسهم في تحفيز الرأي العام الغربي ضد غزة، إلى حين أن نفى البيت الأبيض هذه الرواية وأنهم لم يتحققوا منها.
كما اتخذت العديد من وسائل الإعلام الغربية إجراءات قمعية ضد العاملين فيها على خلفية تغطيتهم للعدوان الإسرائيلي على غزة، في محاولة لإسكات الأصوات التي لا تتماشى مع التغطية المنحازة لإسرائيل.
وعلى سبيل المثال، قامت شبكة "بي بي سي" البريطانية بتعليق عمل الإعلامية اللبنانية ندى عبد الصمد، بعد 29 عامًا من العمل مع الشبكة، بسبب موقفها المؤيد للقضية الفلسطينية، كما فتحت "بي بي سي" تحقيقات مع صحفايين وإعلاميين في صفوفها بسبب دعمهم للمقاومة الفلسطينية.
الهندي: "التغطية ليست موحدة"
ويؤكد الباحث السياسي الدكتور عاهد الهندي، أن السياسة الأمريكية تجاه الدول العربية ليست موحدة، بل تتفاوت حسب المواقف العربية المختلفة بشأن القضية الفلسطينية وما يحدث في غزة.
وأوضح لـ"الدستور" أن هناك محورين رئيسيين في المواقف العربية حول هذا الموضوع، مشيرًا إلى أن الإعلام الأمريكي ليس تابعًا للحكومة بل يمتلكه القطاع الخاص بشكل رئيسي.
ويقول: "على سبيل المثال، شبكة CNN تُظهر تعاطفًا مع القضية الفلسطينية إلى حد ما، بينما تميل Fox News، القريبة من الجمهوريين، إلى دعم حكومة إسرائيل بشكل أكبر".
الدكتور عاهد الهندي
ويضيف الهندي "على الرغم من تباين المواقف العربية تجاه القضية الفلسطينية، إلا أن هناك حدًا أدنى من الاتفاق بين الدول العربية يتمثل في دعم حقوق الفلسطينيين"، مشيرًا إلى أن هذا الواقع يفرض على الولايات المتحدة ضرورة تحقيق توازن بين المصالح المشتركة مع الدول العربية بشأن القضية الفلسطينية، وبين ما تسعى إسرائيل إلى تحقيقه.
وفيما يتعلق بوسائل الإعلام، يشدد الدكتور الهندي على الدور الكبير الذي تلعبه وسائل التواصل الاجتماعي في التأثير على الحراك الإعلامي والنشاطات الخارجية، حيث أصبحت منصات مثل تيك توك وإنستغرام مصدرًا رئيسيًا للمعلومات.
ويوضح أن الحملات التي انطلقت من غزة على هذه المنصات ساعدت في انتشار مقاطع الفيديو التي توثق الأحداث، مما دفع وسائل الإعلام الغربية الكبرى إلى تناقلها.
معايير مواقع التواصل
لم يقتصر الانحياز على السياسات المعتمدة من قبل وسائل الإعلام الغربية، بل شمل أيضًا منصات التواصل الاجتماعي، التي اتخذت بدورها إجراءات تعسفية ضد المحتوى المتعلق بالقضية الفلسطينية.
وعلى سبيل المثال، قام "فيسبوك" بحذف أكثر من 795 ألف منشور داعم لفلسطين، واصفًا إياها بأنها مزعجة وغير قانونية، في خطوة أثارت انتقادات واسعة من قبل مستخدمي الشبكة والمدافعين عن حرية التعبير.
تسوكرمان: "هناك عوامل أثرت على التغطية"
وتؤكد المحللة السياسية والخبيرة القانونية الأمريكية إيرينا تسوكرمان، أن التغطية الإعلامية للصراع في غزة تأثرت بعدد من العوامل التي شكلت رواية الإعلام الأمريكي والغربي بشكل عام.
وتوضح لـ"الدستور" أن هذه العوامل تتنوع ما بين تقارير الأمم المتحدة ووزارة الصحة في غزة، والتغطية الإعلامية لقناة الجزيرة، والتي غالبًا ما تكون مصدرًا رئيسيًا للعديد من الوكالات الصحافية الكبرى في الولايات المتحدة.
وترى أن حملة إدارة بايدن بشأن "الصفقة الكبرى" مع السعودية كانت أحد العوامل التي أثرت على التغطية الإعلامية، فقد سعت الإدارة الأمريكية لدفع فكرة أن حل الصراع سيؤدي إلى تحقيق صفقة مع السعودية، إلا أن هذه الادعاءات لم يتم فحصها بشكل مستقل من قبل وسائل الإعلام الأمريكية.
إيرينا
تسوكرمان
وتطرقت تسوكرمان إلى الاعتبارات الاقتصادية التي لعبت دورًا هامًا في التأثير على التغطية الإعلامية، حيث استفادت بعض وسائل الإعلام من علاقاتها مع الجزيرة أو من خلال دفع الأموال للمراسلين في غزة.
وفيما يخص المواقف الغربية تجاه الصراع، تقول تسوكرمان: "انقسمت وجهات النظر الغربية حول الصراع، حيث كانت الولايات المتحدة الأكثر دعمًا لإسرائيل، لكنها أيضًا تعرضت لضغوط داخلية من الإعلام الذي كان أكثر انتقادًا لإسرائيل".
وتوضح أن الدول الأوروبية كانت أكثر تباينًا في مواقفها، حيث أيد بعضها مذكرات الاعتقال الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية بحق رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، بينما استغلت دول أخرى هذه المذكرات للضغط من أجل وقف إطلاق النار.
معاذ الهمص: "الإعلام الأمريكي لم يعمل بجدية"
فيما يؤكد الصحفي معاذ الهمص من قطاع غزة، أن التغطية الإعلامية الغربية خاصة الأمريكية للحرب كانت ضعيفة للغاية، رغم أنها مستمرة منذ أكثر من 15 شهرًا متتاليًا.
ويوضح لـ"الدستور" أن هذه الحرب تُعد الأعنف والأكثر دموية في تاريخ القضية الفلسطينية، حيث خلفت أعدادًا ضخمة من الشهداء والجرحى والدمار الذي طال قطاع غزة. وأضاف "كنا كفلسطينيين نأمل أن تكون التغطية الإعلامية الغربية، وخصوصًا الأمريكية أكثر شمولًا وموضوعية، بحيث تُسلط الضوء على حجم الدمار والكارثة الإنسانية التي يعيشها الشعب الفلسطيني في غزة".
معاذ الهمص
ويستطرد الهمص "الواقع كان مغايرًا، حيث لم نشهد تواجدًا فعليًا لصحافيين غربيين أو أمريكيين لتغطية الأحداث منذ بداية الحرب، وهو ما يختلف تمامًا عن الحروب السابقة التي شهدها القطاع، والتي كانت تحظى باهتمام إعلامي أكبر من الغرب، سواء من خلال تقارير أو تغطية ميدانية، ولولا الجهود التي بذلها الصحافيون والإعلاميون والنشطاء الفلسطينيون، لما تمكن العالم من معرفة الحقيقة أو الوصول إلى الرواية الفلسطينية".
انحياز لإسرائيل
لم يقتصر التأييد لإسرائيل على شبكة "بي بي سي" فقط، بل امتدت بعض وسائل الإعلام الأخرى إلى التأييد من وراء الستار، عبر التلاعب بالألفاظ لتحريف الحقيقة والتأثير على الرأي العام ضد الشعب الفلسطيني وحركة حماس.
على سبيل المثال، نشرت شبكة "ABC News" تقريرًا في 11 أكتوبر 2023، حيث وصفت المدنيين في قطاع غزة بأنهم "يشعرون بالخوف" نتيجة للضربات الإسرائيلية التي تستهدف "مقاتلي حركة حماس الإرهابية"، ما يعكس انحيازًا ضمنيًا يميل إلى قلب الطاولة على الفلسطينيين، معتبرًا المقاومة الفلسطينية إرهابية.
الدحدوح: "إعلام أمريكا منحاز للاحتلال"
فيما يقول الصحفي مصطفى الدحدوح من غزة، أن التغطية الإعلامية الغربية خاصة الأمريكية، لم تكن موحدة ولم تتبع إطارًا ثابتًا يمكن تعميمه على جميع المؤسسات الإعلامية.
ويوضح لـ"الدستور" أن الإعلام الرسمي أو شبه الرسمي في أمريكا وأوروبا الغربية خاصة الاتحاد الأوروبي، كان منحازًا بشكل واضح لصالح الاحتلال الصهيوني، حيث دعمت هذه الوسائل الإعلامية المحتوى الإسرائيلي وروّجت لرؤيته بشكل يعزز موقفه ضد الشعب الفلسطيني، مما انعكس بوضوح على طبيعة التغطية.
ويشير إلى أن التغطية الإعلامية شهدت بعض التغيرات خلال فترات الحرب، خصوصًا مع تزايد الوعي الشعبي والتغيرات في الرأي العام داخل دول مثل فرنسا وبريطانيا وأمريكا.
ويضيف "هذا التغير أدى إلى تذبذب في مضمون التغطية الإعلامية، حيث لم يكن هناك موقف ثابت، بل ظهر تلاعب في المحتوى، مع استمرار الدعم الضمني للجانب الإسرائيلي".
وفيما يتعلق بالإعلام في الشرق الأوسط، يرى الدحدوح أن الإعلام العربي انقسم إلى نوعين رئيسيين: الأول كان يعتمد على نقل الأخبار من المصادر الغربية، مما شكل تهديدًا كبيرًا للقضية الفلسطينية، حيث ساهم في نشر الرواية الإسرائيلية.
أما النوع الثاني، تمثل في الإعلام العربي المستقل الذي نقل الرواية الفلسطينية بموضوعية، مع تسليط الضوء على المستجدات والأوضاع الميدانية.
مصطفى الدحدوح
وبالنسبة لتأثير الإعلام الأمريكي على وعي الجمهور الغربي، يقول: "التأثير كان محدودًا، والدليل على ذلك المظاهرات المليونية التي خرجت في مختلف العواصم الغربية ضد الاحتلال، مما يدل على الوعي الثقافي والمجتمعي الإنساني".
ويشدد الدحدوح على أن "الإعلام العربي على الرغم من تركيزه على الجانب الإنساني، في بعض الحالات تبنى مضمون الإعلام الغربي في تغطيته للأحداث في غزة، ولكنه حسب السياسة التحريرية لكل مؤسسة، مما أدى إلى تباين التغطية للحرب على غزة".
إذًا، يتضح أن التغطية الإعلامية للحرب في غزة تعكس بوضوح الفوارق السياسية والأيديولوجية بين الإعلام اليهودي والأمريكي من جهة، والإعلام الشرق أوسطي من جهة أخرى. فقد انحازت معظم وسائل الإعلام الغربية إلى الرواية الإسرائيلية، متبنية خطابًا يعكس المصالح السياسية والاقتصادية لجهات مؤثرة، في حين ركز الإعلام العربي والمستقل على نقل الرواية الفلسطينية، مبرزًا المعاناة الإنسانية والجرائم المرتكبة بحق المدنيين.
ويكشف هذا التباين عن تحديات كبيرة تواجه الموضوعية والمهنية في التغطية الإعلامية للصراعات المعقدة، حيث تؤثر العوامل السياسية والاقتصادية بشكل مباشر على صياغة الخبر وطريقة تقديمه للجمهور، كما أن ازدواجية المعايير في وسائل الإعلام الأمريكية والغربية، إلى جانب الإجراءات التعسفية ضد الصحفيين الداعمين للقضية الفلسطينية، تسلط الضوء على محدودية الحياد الإعلامي في ظل المصالح المتشابكة.
وفي ظل هذا الواقع، لعبت وسائل التواصل الاجتماعي دورًا متزايد الأهمية في نقل الرواية الفلسطينية إلى العالم، متجاوزة التحيز الإعلامي التقليدي، مما أتاح فرصة أوسع لتوثيق الأحداث وتحدي السرديات المنحازة. ورغم الجهود المبذولة لقمع الأصوات الداعمة لفلسطين، فإن تصاعد الوعي العالمي والاحتجاجات الشعبية في العواصم الغربية يعكس تحولًا في الرأي العام، ويؤكد أن الرواية الفلسطينية باتت تحظى باهتمام متزايد.
ختامًا، تبقى الحاجة ماسة إلى تغطية إعلامية أكثر توازنًا وموضوعية، تعكس حقيقة الصراع بأبعاده الإنسانية والسياسية، وتبتعد عن التحيز الأيديولوجي والمصالح الضيقة، بما يسهم في تشكيل وعي عالمي أكثر إنصافًا وعدالة تجاه القضية الفلسطينية.
تم إنتاج هذا المحتوى بدعم من الاتحاد الأوروبي ضمن زمالة تأثير النزاعات والحروب على تغطية الصحافة والإعلام، وهذا المحتوى لا يعكس بالضرورة وجهة نظر الاتحاد الأوروبي.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الدستور
منذ ساعة واحدة
- الدستور
حماس ترفض دعوات حاخامات إسرائيليين إلى تكثيف اقتحامات المسجد الأقصى
رفضت حركة حماس، الدعوات التي أطلقها حاخامات إسرائيليون إلى تكثيف اقتحامات المسجد الأقصى المبارك؛ وفقًا لنبأ عاجل لقناة "القاهرة الإخبارية". وأكدت حركة حماس، أن الدعم اللا محدود الذي توفره حكومة الاحتلال وحمايتها للمستوطنين هو ما يحفزهم على تصعيد هجماتهم على المسجد الأقصى.


مصراوي
منذ 2 ساعات
- مصراوي
ارتفاع غير مسبوق في طلبات الأمريكيين للجنسية البريطانية لهذا السبب
كشفت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية، أمس الجمعة، عن ارتفاع غير مسبوق في عدد الطلبات المقدمة من مواطنين أمريكيين للحصول على الجنسية البريطانية، وذلك خلال الأشهر التي أعقبت عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض. ووفقًا لتقرير صادر عن شركة محاماة متخصصة في شؤون الهجرة، فقد بلغ عدد الطلبات 1930 طلبًا خلال الربع الأول من عام 2025، وهو أعلى رقم يُسجل منذ بدء جمع هذه البيانات، ويُعادل زيادة بنسبة 12% مقارنة بالربع الأخير من عام 2024. وأوضح أونو أوكيرغا، مدير بإحدى الشركات القانونية البريطانية المعنية باستشارات الهجرة، في تصريحات للصحيفة، أن الدوافع الرئيسية وراء هذا التوجه تشمل الخوف، الإحباط، البحث عن الأمان المالي، إضافة إلى مخاوف متزايدة على السلامة الشخصية. وفي سياق متصل، أظهرت بيانات وزارة الداخلية البريطانية ارتفاعًا بنسبة 9.6% في طلبات تأشيرات الدراسة المقدمة من أمريكيين خلال نفس الفترة، مدفوعة برغبة متزايدة في الالتحاق بالجامعات البريطانية، خصوصًا في أعقاب هجمات لفظية شنها ترامب ضد عدد من أبرز الجامعات الأمريكية، من بينها جامعة هارفارد، واتهمها بتبني "أفكار يسارية". وقالت كلير نيلسون، وهي محامية مختصة في قضايا الهجرة، إن المناخ السياسي في الولايات المتحدة دفع العديد من المواطنين، خاصة من المثليين والمثليات ومزدوجي الميول الجنسية والمتحولين جنسيا (LGBTQ+)، إلى البحث عن الاستقرار والفرص خارج البلاد، في ظل شعورهم بالتهميش بسبب السياسات الراهنة. من جانبها، أوضحت مادلين سمبشن، مديرة مرصد الهجرة بجامعة أكسفورد، في تصريحاتها للصحيفة أن التغير في المناخ السياسي الأمريكي أثّر على سلوك المواطنين تجاه الهجرة، مشيرة إلى أن بيانات الفترة الأخيرة تعكس تزايدًا في رغبة الأمريكيين بالحصول على الجنسية البريطانية، وأضافت أن تشريعات جديدة أسهمت كذلك في توسيع حقوق المواطنة لبعض الأمريكيين ممن لديهم أجداد بريطانيون. وفي ضوء هذا الارتفاع في طلبات الجنسية، والتي وصلت إلى 72,729 طلبًا خلال الربع الأول من العام، اتخذت الحكومة البريطانية سلسلة من الإجراءات للحد من أعداد المهاجرين القانونيين، من بينها زيادة فترة الإقامة اللازمة للحصول على الإقامة الدائمة إلى 10 سنوات بدلًا من خمس، وهي قاعدة ستنطبق على المقيمين حاليًا والمتقدمين في المستقبل.


الدولة الاخبارية
منذ 2 ساعات
- الدولة الاخبارية
حماس ترفض دعوات حاخامات إسرائيليين إلى تكثيف اقتحامات المسجد الأقصى
السبت، 24 مايو 2025 05:19 مـ بتوقيت القاهرة أعلنت حركة حماس رفضها لدعوات حاخامات إسرائيليين إلى تكثيف اقتحامات المسجد الأقصى، وذلك وفقًا لما نشره موقع قناة "القاهرة الإخبارية". وأوضحت أن الدعم اللامحدود الذي توفره حكومة الاحتلال وحمايتها للمستوطنين هو ما يحفزهم على تصعيد هجماتهم على المسجد الأقصى