
هزيمة مذلة.. كيف أذل الحوثيون البحرية الأمريكية في البحر الأحمر
في تقرير لها، أوضحت صحيفة 'وول ستريت جورنال' كيف تمكنت حركة 'أنصار الله' اليمنية (الحوثيون) من إرباك البحرية الأمريكية، وتغيير قواعد الحرب البحرية.
وجاء في التقرير:
في مساء السادس من مايو، كان مقاتلة من طراز 'F/A-18 سوبر هورنت' تستعد للهبوط على حاملة الطائرات الأمريكية 'هاري إس. ترومان' في البحر الأحمر. وأدى فشل في آلية التباطؤ على متن الحاملة إلى انزلاق الطائرة، التي تبلغ قيمتها 67 مليون دولار، عن المدرج وسقوطها في المياه.
كانت هذه ثالث طائرة مقاتلة تخسرها الحاملة 'ترومان' في أقل من خمسة أشهر، وجاء الحادث بعد ساعات فقط من إعلان الرئيس دونالد ترامب، بشكل مفاجئ لمسؤولي البنتاغون، التوصل إلى هدنة مع الحوثيين في اليمن. وقد وصلت 'ترومان' إلى البحر الأحمر في ديسمبر 2024 للمشاركة في حملة ضد المقاتلين الحوثيين المدعومين من إيران، في صراع شهد تبادلات نارية كثيفة ومواقف حرجة أثقلت كاهل البحرية الأمريكية.
ويعمل المسؤولون حاليا على تحليل كيفية تمكن خصم صغير الحجم من اختبار قدرات أقوى أسطول بحري في العالم. فقد شكّل الحوثيون خصما صعبا على نحو مفاجئ، حيث خاضوا معارك هي الأشرس منذ الحرب العالمية الثانية، رغم اعتمادهم على مواقع بدائية وكهوف في واحدة من أفقر دول العالم.
وقد استفاد الحوثيون من انتشار التكنولوجيا الرخيصة في مجال الطائرات المسيّرة والصواريخ المقدمة من إيران. فأطلقوا صواريخ باليستية مضادة للسفن في أول استخدام قتالي معروف لهذا النوع من الأسلحة منذ الحرب الباردة، كما طوروا طرقاً جديدة في نشر هذه الأسلحة. وغيّرت هذه التقنيات الحديثة من طبيعة الحرب البحرية.. ما أجبر الجيوش على التكيف فوراً معها. ورغم أن الولايات المتحدة تطور حاليا وسائل جديدة لاعتراض هذه المسيّرات والصواريخ، فإنها لا تزال تعتمد إلى حد كبير على أنظمة دفاعية باهظة التكاليف.
شارك نحو 30 سفينة في العمليات القتالية بالبحر الأحمر منذ أواخر 2023 وحتى العام الجاري، وهو ما يمثل نحو 10% من الأسطول الأمريكي الفعّال. وخلال هذه الفترة، أسقطت الولايات المتحدة ذخائر بقيمة لا تقل عن 1.5 مليار دولار على الحوثيين، بحسب مسؤول أمريكي.
ورغم 'نجاح البحرية الأمريكية في تدمير معظم ترسانة الحوثيين'، إلا أن الهدف الاستراتيجي المتمثل في تأمين حركة الملاحة في البحر الأحمر لم يتحقق بعد، إذ لا يزال الحوثيون يطلقون الصواريخ بانتظام باتجاه إسرائيل.
ويخشى قادة عسكريون وأعضاء في الكونغرس، بدأوا بالفعل دراسة الحملة لاستخلاص الدروس منها، من تأثير هذه العمليات المجهدة على الجاهزية العامة للقوات. كما يُحقق البنتاغون حاليا في حوادث الطائرات المفقودة وحادث تصادم آخر في البحر، وكلها مرتبطة بمجموعة 'ترومان' القتالية، ومن المتوقع صدور نتائج هذه التحقيقات خلال الأشهر المقبلة.
ورفضت القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم)، التي تشرف على العمليات العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط، التعليق على التحقيقات الجارية أو على أداء وتأثير الحملة.
ويُتوقع أن تترك هذه الحملة آثارا تمتد لسنوات، إذ سحبت موارد من جهود الردع ضد الصين في آسيا، وأخرت جداول صيانة حاملات الطائرات، ما قد يؤدي إلى فجوات حرجة في النصف الثاني من العقد الحالي، حيث ستكون هذه السفن الضخمة بحاجة إلى التوقف عن العمل لإجراء الصيانة.
وعلى الرغم من الإجهاد والتكاليف، أشار مسؤولون في البحرية إلى أن القتال ضد الحوثيين وفر تجربة قتالية لا تقدر بثمن، وأنه يُنظر إلى النزاع في البحر الأحمر داخل البنتاغون على أنه تدريب تمهيدي محتمل لصراع أكبر مستقبلا مع الصين. هجوم مباغت
أصبح الحوثيون قوة نافذة منذ أن تمكنوا، قبل نحو عقد، من السيطرة على معظم مناطق اليمن.. ومع اندلاع الحرب في غزة، بدأ الحوثيون، الذين يرفعون شعار 'الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل' ويعتبرون أنفسهم مدافعين عن الفلسطينيين، في مهاجمة مدن إسرائيلية وسفن تمر عبر البحر الأحمر.
وفي 19 أكتوبر 2023، وبينما كانت المدمرة الأمريكية 'يو إس إس كارني' في البحر الأحمر، شن الحوثيون أول وابل من الطائرات المسيّرة والصواريخ، مباغتين الطاقم. وخلال اشتباك دام عشر ساعات، خاض الطاقم واحدة من أشرس المعارك التي شهدتها سفينة حربية أمريكية منذ قرابة قرن، وأسقطوا أكثر من 12 طائرة مسيّرة وأربع صواريخ كروز.
ومع تعهد الحوثيين بتكثيف الهجمات، واجه الجيش الأمريكي تحديا لوجستيا: فكل مدمرة مثل 'كارني' كانت تضطر للانسحاب من المعركة لمدة تصل إلى أسبوعين للتزود بالذخيرة من البحر المتوسط، بينما كانت دول المنطقة تتخوف من التحول إلى أهداف حوثية. وفي نهاية المطاف، حصل البنتاغون على إذن باستخدام ميناء وصفه أحد المسؤولين بأنه 'محوري'، سمح للسفن بإعادة التسلح دون مغادرة المنطقة.
وفي ديسمبر، شكّل الرئيس السابق جو بايدن تحالفا دوليا لحماية أحد أكثر ممرات الشحن ازدحاما في العالم، ثم أطلق حملة جوية بقيادة أمريكية. وخلال معظم فترات الحملة، أبقى البنتاغون على مجموعتي حاملات الطائرات في المنطقة، لتضم كل واحدة خمس سفن ونحو 7,000 بحار.
وعلى مدار عام 2024، شن الحوثيون عشرات الهجمات على السفن التجارية، وردت الولايات المتحدة بضربات في اليمن لمنع هجمات وشيكة أو لتقويض ترسانة الحوثيين. وفي فبراير، تعرضت سفينة شحن مملوكة لبريطانيا لهجوم وغرقت بحمولتها من السماد، ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص على متن سفينة ترفع علم باربادوس في مارس. وتُركت سفينتان أخريان مهجورتين في يونيو بعد تعرضهما لهجمات صاروخية.
وقد أنهكت وتيرة العمليات طواقم السفن الأمريكية، الذين ظلوا في مرمى نيران الحوثيين على مدار الساعة. وخلال سبعة أشهر من القتال، توقفت حاملة الطائرات 'يو إس إس دوايت أيزنهاور' لميناء واحد فقط ولمدة قصيرة.
وفي يوم مزدحم بشكل خاص في نوفمبر الماضي، نجحت السفن الأمريكية في التصدي لثماني طائرات مسيّرة هجومية، وخمس صواريخ باليستية مضادة للسفن، وأربع صواريخ كروز، دون وقوع إصابات أو أضرار.
وخلال ندوة بحرية مؤخرا، روى نائب قائد القيادة المركزية، الأميرال براد كوبر، ليلة قضاها على متن المدمرة 'يو إس إس ستوكدايل' أثناء عبورها 'نقطة اختناق' في جنوب البحر الأحمر. أطفأ الطاقم الأضواء، واتبعوا مسارا متعرجا تحسبا لهجوم. وعند منتصف الليل، أطلق الحوثيون أربعة صواريخ باليستية، فزادت المدمرة سرعتها وردت بإطلاق صواريخ أرض-جو. وكان أحد الصواريخ الحوثية قريبا جدا عند اعتراضه، لدرجة أن الطاقم اضطر للتعرض للحطام المتساقط أيضاً.
وبعد عشر دقائق، أطلق الحوثيون صاروخ كروز مضادا للسفن، أسقطته طائرات مقاتلة من حاملة طائرات قريبة. كما تم اعتراض صاروخ كروز آخر وعدة طائرات مسيّرة مفخخة، بينما استهدفت طائرات أخرى مواقع حوثية داخل اليمن.
وبحلول الساعة الثانية فجرا، التقط الرادار طائرة مسيّرة أخرى تحلق على ارتفاع منخفض نحو المدمرة. ولم يكن أمام الطاقم سوى استخدام المدفعية الأوتوماتيكية. وعندما سقطت المسيّرة في البحر، عمّت الفرحة بين أفراد الطاقم. فريسة سهلة
من الناحية الميدانية، كان الحوثيون في موقف أفضل. فالمياه الضيقة للبحر الأحمر، التي لا يتجاوز عرضها 200 ميل، تُقيد حركة السفن الكبيرة وتُبقيها في مرمى الرصد البري. وكان أمام الطواقم دقيقة أو اثنتان فقط لرصد الصواريخ والطائرات المسيّرة، و15 ثانية فقط لاتخاذ قرار بالرد.
وقد أسقطت السفن الأمريكية مئات الطائرات والصواريخ الحوثية.
وقال بريان كلارك، وهو استراتيجي بحري سابق وزميل في معهد هدسون: 'عندما ترسل حاملة طائرات إلى هناك، فأنت تجعلها هدفا سهلا في مرمى أسلحة الحوثيين'.
فالولايات المتحدة اعتادت العمل في ظروف مشابهة في الخليج، حيث تترصدها إيران عن قرب. لكن جماعات مثل الحوثيين أصعب في الردع من الدول، وقد أصبحت أكثر خطورة بفضل انتشار الصواريخ والطائرات المسيّرة.
وأشار كلارك إلى أن البحرية كانت تعتمد على توقع عدم مهاجمة حاملات الطائرات، خوفا من العواقب، لكن هذا التوقع لم يعد قائما.
وكان على طواقم السفن ضبط حساسية الرادارات بشكل دقيق لرصد التهديدات دون الحصول على إنذارات كاذبة، وهي مهمة شكلت ضغطاً كبيراً على المشغلين، بحسب ضابط أمضى ستة أشهر في البحر الأحمر. اختبارات 'ترومان'
التحقيقات لا تزال جارية في أسباب فقدان ثلاث طائرات مقاتلة من على متن 'ترومان'، وقال مسؤول في البحرية: 'هذا أمر غير مسبوق. قد يكون مجرد سوء حظ، أو ربما هناك مشكلات كامنة'.
وفقدت البحرية اثنين من عناصر قوات النخبة (نيفي سيل) في بداية العام الماضي في أثناء محاولة اعتراض سفينة كانت تحمل مكونات صواريخ باليستية وكروز من إيران إلى اليمن. سقط أحدهما في الماء في أثناء التسلق إلى السفينة، وقفز زميله لإنقاذه. استمرت عمليات البحث عشرة أيام قبل إعلان وفاتهما.
وقال النائب الجمهوري كين كالفرت، رئيس اللجنة الفرعية للدفاع في مجلس النواب، في جلسة استماع بتاريخ 14 مايو: 'خلال العام الماضي، عملت البحرية في ظروف قتال بحرية مكثفة ومستدامة لم نشهد مثلها منذ جيل… لكن هذا الإيقاع التشغيلي المتواصل يأتي بثمن'. تغيير في التكتيكات
رغم أن الحوثيين لم يصيبوا أيا من السفن الأمريكية، فإنهم تحسنوا في تتبع الأهداف المتحركة.
في البداية، كانوا يطلقون صواريخ وطائرات على ارتفاعات عالية يسهل اعتراضها. لاحقا، بدأوا الهجمات ليلا، وراحوا يطلقون المقذوفات على ارتفاع منخفض قريب من سطح الماء، ما يصعّب تعقبها. كما غيّروا أنماط الهجمات بدمج الصواريخ والطائرات المسيّرة.
ونجحوا في إسقاط أكثر من 12 طائرة أمريكية مسيّرة من طراز 'ريبر'، تبلغ تكلفة الواحدة منها نحو 30 مليون دولار.
وذكر مسؤول أمريكي أن القيادة المركزية أرادت في البداية شن هجمات قوية لتقويض قدرات الحوثيين، لكن إدارة بايدن كانت تخشى التصعيد. وبحلول وقت الموافقة على الضربات، كان الحوثيون قد غيروا مواقعهم أو أساليبهم، مما جعل كثيرا من المعلومات الاستخبارية غير فعالة.
وبعد تولي ترامب الرئاسة، منح الجنرال إريك كوريلا، قائد القيادة المركزية، صلاحية تنفيذ الضربات مباشرة، ما مكّن من استجابة أسرع للمعلومات الاستخبارية. ورفضت القيادة المركزية التعليق على قرارات الرئاسة.
وفي مارس، أطلقت الولايات المتحدة عملية 'روُف رايدر' التي شملت حاملة طائرات ثانية، ونحو ست قاذفات 'بي-2″، وسربا من مقاتلات 'إف-35″، ومدمرات مزودة بصواريخ موجهة.
وبعد 53 يوما من القصف، تضرر الحوثيون بشدة، لكنهم لم يُهزموا. قتلت الضربات الأمريكية المئات منهم، بينهم قياديون كبار، ودمرت ميناء حيويا للوقود وكميات كبيرة من الأسلحة. وإلى ذلك، لم يتمكنوا من إصابة أي سفينة أمريكية (وفق التقرير).
وأفاد 'مشروع بيانات اليمن'، وهو جهة رقابية مستقلة، بسقوط مئات الضحايا المدنيين اليمنيين نتيجة تصعيد الضربات الأمريكية. وأكدت القيادة المركزية أنها تحقق في هذه المعلومات.
وقبل أسبوع من إعلان الهدنة، عبّر أحد الضباط المطلعين على العمليات الحوثية عن دهشته من قدرة الحوثيين على التكيف، قائلا: 'صواريخهم أصبحت أكثر تطورا، وهذا جنون… البحرية الأمريكية ما تزال تصد كل شيء، ولكن إلى متى؟'
وفي النهاية، قَبِل ترامب هدنة بسيطة: يتوقف الحوثيون عن استهداف السفن الأمريكية، وتتوقف الولايات المتحدة عن قصفهم. وأثناء عبور 'ترومان' قناة السويس وخروجها من البحر المتوسط، واصل الحوثيون إطلاق الصواريخ على إسرائيل.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اليمن الآن
منذ ساعة واحدة
- اليمن الآن
سر الحظر الأمريكي.. لماذا مُنع اليمنيون من دخول الولايات المتحدة؟
أصدر الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمرًا تنفيذيًا يقضي بحظر دخول المواطنين اليمنيين إلى الأراضي الأميركية، في خطوة أثارت جدلاً واسعًا على الصعيدين السياسي والحقوقي. القرار يأتي ضمن سياسة أمنية مشددة تهدف، بحسب البيت الأبيض، إلى 'حماية الأمن القومي الأميركي من تهديدات خارجية محتملة'. وفي بيان رسمي، أوضح البيت الأبيض أن اليمن 'تفتقر إلى سلطة مركزية كفؤة أو متعاونة قادرة على إصدار جوازات السفر أو الوثائق المدنية وفق معايير موثوقة'، مشيرًا إلى أن الوضع الأمني في البلاد يعيق إمكانية تطبيق إجراءات فحص وتدقيق أمني فعالة على المسافرين القادمين من اليمن. وأضاف البيان أن الحكومة اليمنية لا تسيطر فعليًا على أراضيها، مما يفتح المجال أمام استغلال الجماعات المسلحة أو الجهات المعادية لأميركا للفوضى القائمة، وهو ما اعتُبر تهديدًا مباشراً للأمن الأميركي. أمريكا الحظر اليمنيين ترمب شارك على فيسبوك شارك على تويتر تصفّح المقالات السابق في لحظة غير متوقعة.. شقيق عيدروس الزبيدي يجوب شوارع عدن لأول مرة


26 سبتمبر نيت
منذ 2 ساعات
- 26 سبتمبر نيت
ترامب يلوح بتدخل الحكومة الفدرالية لإنهاء الشغب بلوس أنجلوس
حذر الرئيس الأميركي دونالد ترامب من تدخل الحكومة الفدرالية للتعامل مع الاحتجاجات المتصاعدة ضد المداهمات التي تنفذها سلطات الهجرة بحق المهاجرين غير النظاميين في لوس أنجلوس. حذر الرئيس الأميركي دونالد ترامب من تدخل الحكومة الفدرالية للتعامل مع الاحتجاجات المتصاعدة ضد المداهمات التي تنفذها سلطات الهجرة بحق المهاجرين غير النظاميين في لوس أنجلوس. وكتب ترامب على منصته تروث سوشيال السبت "إذا لم يتمكن حاكم كاليفورنيا غافين نيوسوم ورئيسة بلدية لوس أنجلوس كارين باس من أداء واجبيهما، وهو أمر يعلم الجميع عجزهما عنه، فإن الحكومة الفدرالية سوف تتدخل لحل مشكلة أعمال الشغب والنهب بالطريقة التي يجب أن تُحل بها". وبعد وقت قصير أعلن البيت الأبيض، أن ترامب وقع مذكرة رئاسية لنشر ألفين من الحرس الوطني للتصدي للفوضى التي تركت لتتفاقم بكاليفورنيا. وقال وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث، إن البنتاغون سيحشد الحرس الوطني فورا لدعم جهات إنفاذ القانون الفدرالية في لوس أنجلوس. وأضاف هيغسيث، أنه إذا استمر العنف سيتم أيضا حشد قوات مشاة البحرية العاملة في قاعدة كامب بندلتون في كاليفورنيا. وواجه عملاء اتحاديون في لوس أنجلوس السبت متظاهرين يحتجون على مداهمات على الهجرة، عقب احتجاجات الجمعة، ندد بها نائب كبير موظفي البيت الأبيض ستيفن ميلر ووصفها بأنها "تمرد" على الولايات المتحدة. واشتبك أفراد أمن أمس السبت مع المحتجين في مواجهات متوترة في منطقة باراماونت في جنوب شرقي لوس أنجلوس، حيث شوهد أحد المحتجين يلوح بالعلم المكسيكي وغطى بعضهم أفواههم بأقنعة تنفس. وأظهر بث مباشر العشرات من أفراد الأمن بالزي الأخضر وهم يرتدون أقنعة واقية من الغازات، وهم مصطفون على طريق تتناثر فيه عربات تسوق مقلوبة، بينما تنفجر عبوات صغيرة بدخان الغاز. وانطلقت الجولة الأولى من الاحتجاجات مساء الجمعة، بعد أن قام عملاء وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك بتنفيذ عمليات في المدينة واعتقلوا 44 شخصا على الأقل بتهمة ارتكاب انتهاكات لقوانين الهجرة. وقالت وزارة الأمن الداخلي في بيان لها، إن "1000 شخص من مثيري الشغب حاصروا مبنى اتحادي لإنفاذ القانون واعتدوا على أفراد إنفاذ القانون التابعين لوكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك، وقاموا بثقب إطارات السيارات وتشويه المباني والممتلكات الممولة من دافعي الضرائب". وتضع الاحتجاجات مدينة لوس أنجلوس التي يديرها الديمقراطيون، حيث تشير بيانات التعداد السكاني إلى أن جزءا كبيرا من السكان من أصول لاتينية ومولودين في الخارج، في مواجهة البيت الأبيض الجمهوري الذي يقوده ترامب، والذي جعل من اتخاذ إجراءات صارمة ضد الهجرة سمة مميزة لولايته الثانية. وتعهد ترامب بترحيل أعداد قياسية من الأشخاص الموجودين في البلاد بشكل غير قانوني وإغلاق الحدود الأميركية المكسيكية، إذ حدد البيت الأبيض هدفا لوكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك باعتقال ما لا يقل عن 3000 مهاجر يوميا. لكن الحملة الشاملة على الهجرة شملت أيضا الأشخاص المقيمين قانونيا في البلاد، بمن فيهم أشخاص يحملون إقامة دائمة، وأدت إلى طعون قانونية.


اليمن الآن
منذ 10 ساعات
- اليمن الآن
زعيم القاعدة في اليمن يهدد ترامب وماسك ويدعو لاغتيال قادة عرب بسبب حرب غزة
كشفت مصادر إعلامية أمريكية أن زعيم تنظيم القاعدة في اليمن، أصدر تهديدات ضد الرئيس ترامب والمليادير ماسك ومسؤولين آخرين، وحرض على اغتيال قادة عرب على خلفية الحرب في غزة. وقالت صحيفة "واشنطن بوست"، في تقرير لها السبت: "هدّد زعيم فرع تنظيم القاعدة في اليمن، سعد بن عاطف العولقي، كلاً من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والملياردير إيلون ماسك، بسبب الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة، في أول رسالة فيديو له منذ توليه قيادة التنظيم العام الماضي". وأضاف التقرير أن رسالة الفيديو، التي مدتها نصف ساعة "أظهرت صوراً لترامب وماسك، بالإضافة إلى نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس، ووزير الخارجية ماركو روبيو، ووزير الدفاع بيت هيغسيث. كما تضمن صوراً لشعارات شركات ماسك، بما في ذلك شركة صناعة السيارات الكهربائية تيسلا". وأشارت الصحيفة إلى أن مقطع فيديو خطاب العولقي، والذي نشره عبر الإنترنت في ساعة مبكرة من صباح السبت عبر مؤيدي تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، تضمن دعواتٍ لمسلحين منفردين لاغتيال قادة في مصر والأردن ودول الخليج العربي بسبب الحرب التي دمرت غزة، حيث قال: "لا خطوط حمراء بعد ما حدث ويحدث لأهلنا في غزة.. المعاملة بالمثل مشروعة". وأكد التقرير أن فرع تنظيم القاعدة في اليمن، لا يزال يعمل بعد مقتل مؤسسه أسامة بن لادن، المتهم بأنه العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، على يد قوات البحرية الأمريكية الخاصة عام 2011، و"على الرغم من الاعتقاد بأنه قد ضعف في السنوات الأخيرة بسبب الاقتتال الداخلي وغارات الدرون الأمريكية التي قتلت قادته، إلا أن الجماعة المعروفة باسم (القاعدة في شبه الجزيرة العربية) كانت تُعتبر أخطر فرع للتنظيم". وأوضحت الصحيفة أن "تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية يسعى لاستغلال الحرب بين إسرائيل وحماس من أجل أعلاء شأن التنظيم دولياً، كما فعل المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران، في أعقاب شنهم هجمات صاروخية على إسرائيل واستهداف سفناً تجارية تمر عبر البحر الأحمر، بالإضافة إلى سفن حربية أمريكية. وربما يراهن العولقي على الأمر نفسه بالنسبة لجماعته". ونقل التقرير عن محمد الباشا، الخبير في شؤون اليمن بشركة "باشا ريبورت" الاستشارية للمخاطر، قوله: "مع تزايد شعبية الحوثيين كقادة لمقاومة العالم العربي والإسلامي ضد إسرائيل، يسعى العولقي إلى تحدي هيمنتهم من خلال تقديم نفسه على أنه قلق بنفس القدر بشأن الوضع في غزة". وكان برنامج "مكافآت من أجل العدالة" التابع لوزارة الخارجية الأمريكية، قد رصد في وقت سابق مكافأة تصل إلى 6 ملايين دولار مقابل الحصول على معلومات تؤدي إلى القبض عن زعيم تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، سعد العولقي، المتهم بالتحريض العلني على شن هجمات ضد الولايات المتحدة وحلفائها.