
مليشيا الحوثي تستحدثًا معسكرًا جديدًا في منطقة وعرة غربي اليمن
استحدثت مليشيا الحوثي الإرهابية، معسكرا تدريبيا في المناطق الخاضعة لسيطرتها في محافظة تعز (جنوب غربي اليمن).
وأفادت مصادر إعلامية، بأن مليشيا الحوثي استحدثت، معسكرًا خلف سوق الحرية بمديرية شرعب الرونة، باتجاه مديرية حيس التابعة لمحافظة الحديدة (غربي البلاد)
وأوضحت المصادر، أن المليشيات تجري تدريبات عسكرية لأفراد وعناصرها منذ أيام في تلك المنطقة، دون معرفة وجهتهم القادمة، حسبما نقل 'يمن شباب نت' عن شهود عيان.
وكانت مصادر محلية، قد رصدت توافد عشرات الأطقم العسكرية الحوثية، ومركبات من نوع 'هايلوكس' تتجه نحو المنطقة ذاتها، قبل أسبوعين، وتعتقل المليشيات كل من يقترب من تلك المناطق أو يتساءل عن التحركات.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الموقع بوست
منذ 10 ساعات
- الموقع بوست
بالبيانات والصور.. تحليل يكشف استخدام الحوثيين نسخة معدلة من صواريخ سكود ضد إسرائيل (ترجمة خاصة)
كشف محلل الصواريخ الغربي رالف سافيلسبيرج، عن نوع وماهية الصواريخ التي تستخدمها جماعة الحوثي في اليمن لضرب إسرائيل. وقال سافيلسبيرج في تحليل نشرته منصة "بريكينج ديفينس" وترجمه للعربية "الموقع بوست" إن جماعة الحوثي تستخدم صواريخ سكود بعد ادخال تعديلات خاصة عليها بحيث أصبح مداها كافيًا للوصول إلى داخل الأراضي الإسرائيلية. وأضاف سافيلسبيرج الأستاذ المشارك في أكاديمية الدفاع الهولندية والمتخصص في قضايا الدفاع الصاروخي "على الرغم من أن جماعة الحوثي تُحبّ إعطاء الانطباع بأنها تستخدم صواريخ متطورة تفوق سرعة الصوت، إلا أن حطام معززات الصواريخ الحوثية التي سقطت في إسرائيل يُظهر أن العديد من صواريخها هي نسخ مُعدّلة من صاروخ سكود (سيئ السمعة)، الذي طُوّر أصلًا في الاتحاد السوفيتي أواخر الخمسينيات". وتابع "بينما تُعرف جماعة الحوثي بتشغيلها لأنواع سكود المُختلفة، فإن أكثر أنواعها شيوعًا، وهو صاروخ ذو الفقار، يبلغ مداه الأقصى 1400 كيلومتر (869.9 ميلًا) - وهو مدى غير كافٍ للوصول إلى إسرائيل". وحسب سافيلسبيرج فإن تحليل جديد لحطام الصاروخ يشير إلى أن الجماعة تستخدم نسخة جديدة من صاروخ سكود، مزودة بمركبة إعادة دخول أصغر من صاروخ ذو الفقار، وربما حمولة أصغر. وقال "باستخدام تحليل فني لنسخ سكود، استنادًا إلى محاكاة حاسوبية وتحليل الصور والفيديو، وجدنا أن الوصول إلى وسط إسرائيل، لمسافة 2000 كيلومتر، من المرجح أن يكون للصاروخ خزانات وقود أطول بكثير". وأشار إلى ان هذه التغييرات تُقلل من فعاليته العسكرية، لكن يبدو أن هدفه الرئيسي هو ببساطة إثبات قدرة جماعة الحوثي على الوصول إلى إسرائيل. وقع أول هجوم صاروخي باليستي مسجل لأنصار الله على إسرائيل في أواخر أكتوبر 2023. توقفت الهجمات لفترة وجيزة من منتصف يناير إلى منتصف مارس 2025، خلال وقف إطلاق النار في غزة، لكنها استمرت منذ ذلك الحين، على الرغم من الغارات الجوية الإسرائيلية والبريطانية والأمريكية على اليمن. في البداية، استهدفت معظم الهجمات إيلات، جنوب إسرائيل. تطلب هذا من الصواريخ أن تحلق لمسافة حوالي 1700 كيلومتر. في الأشهر التالية، انتقلت الهجمات إلى وسط إسرائيل، ومؤخرًا إلى حيفا، في أقصى الشمال. يتطلب هذا صواريخ بمدى يقارب 2000 كيلومتر. حتى الآن، كانت الأضرار محدودة. بعض صواريخ الحوثيين لم تُطلق أثناء تحليقها، بينما اعترضت الدفاعات الصاروخية صواريخ أخرى، حيث استخدمت إسرائيل صواريخ اعتراضية من طرازي "أرو-2" و"أرو-3"، ونشرت الولايات المتحدة نظام دفاع صاروخي من طراز "ثاد" في البلاد. مع ذلك، في ثلاث حالات مُبلّغ عنها، انفجرت مركبات صاروخية عائدة (RVs) على الأرض. وتشمل هذه الحالات هجومًا على مطار بن غوريون في مايو/أيار من هذا العام، ولكن قبل ذلك، في 19 و21 ديسمبر/كانون الأول 2024، دمّرت مركبات عائدة مبنى مدرسة فارغًا وأصابت ملعبًا في تل أبيب. وفق المحلل. في دعايتها لهجماتها، حسب المحلل تشير جماعة الحوثي تحديدًا إلى استخدام صاروخ ذو الفقار. وهو الصاروخ الذي استُخدم أيضًا في هجماتها السابقة ذات المدى الأطول على الدمام على ساحل الخليج العربي السعودي عام 2021 وعلى أبوظبي عام 2022. يُعرف هذا الصاروخ أيضًا باسم بركان-3، وهو تطوير لصاروخ بركان-2H، بحمولة أقل وخزانات وقود أكبر. وبناءً على تحليل أجراه فريق خبراء الأمم المتحدة المعني باليمن، فإن صاروخ بركان-2H هو نسخة من صاروخ قيام الإيراني. وهو بدوره تطوير لصاروخ سكود السوفيتي الأصلي. عندما كُشف النقاب عن صاروخ ذو الفقار عام 2019، لم يكن هناك أي صاروخ إيراني مكافئ معروف. (عرضت إيران نسخة تُسمى رضوان في طهران عام 2022، بمدى أقصى يُزعم أنه 1400 كيلومتر). وقال رالف سافيلسبيرج إذا صدقت دعاية الحوثيين، فإنهم يستخدمون أيضًا صاروخًا يعمل بالوقود الصلب يُسمى "فلسطين-2"، ويزعمون أنه صاروخ فرط صوتي، ويبلغ مداه الأقصى 2150 كيلومترًا. وبشكل عام، تعني كلمة "فرط صوتي" سرعةً تفوق سرعة الصوت بخمسة أضعاف (أي حوالي 1.7 كيلومتر/ثانية في الجو، حسب الارتفاع). واضاف "مع ذلك، فإن أي صاروخ باليستي يزيد مداه عن 1200 كيلومتر تقريبًا يصل إلى هذه السرعة. كما عرض الحوثيون سلاحًا يُعرف باسم "طوفان"، وهو ما يعادل صاروخ "قدر" الإيراني الذي يعمل بالوقود السائل، ويبلغ قطره 1.25 متر، ويبلغ مداه الأقصى 1950 كيلومترًا". وطبقا للمحلل فإن كلا السلاحين بديا مرشحين رئيسيين للاستخدام ضد إسرائيل، نظرًا لبعد المسافة. لكن يبدو أن هذا ليس صحيحًا. وبالبيانات والصور نشر المحلل صورة لجزء من خزان وقود لصاروخ يعمل بالوقود السائل سقط خارج القدس، في سبتمبر 2024، قطره أصغر بوضوح من 1.25 متر. وقال علاوة على ذلك، في يناير 2025، سقط محرك صاروخ آخر بالقرب من القدس، ويُظهر حجمه وتفاصيل غرفة احتراقه، مثل نقاط تثبيت الدعامات التي تنقل الدفع إلى هيكل الصاروخ، أنه محرك سكود. الحطام الآخر مشابه. من الواضح وفق المحلل فإن هذه الصواريخ هي نسخ مختلفة من سكود وليست من طراز توفان أو فلسطين-2. وهذا يترك السؤال البديهي: كيف يُمكن للحوثيين أن يُطلقوا صاروخ سكود إلى مدى 2000 كيلومتر؟ أقوى، أفضل، أسرع، أقوى يضيف "لزيادة مدى صاروخ مثل سكود (باستخدام مزيج وقود ومحرك محددين)، يجب زيادة نسبة كتلة الإقلاع التي يستهلكها الوقود إلى أقصى حد. يمكن تحقيق ذلك بتقليل حمولة الصاروخ، وبناء هيكل أخف وزنًا، وتقليل كتلة مكونات الصاروخ الأخرى (مثل الجيروسكوبات ومقاييس التسارع المستخدمة لتوجيه الصاروخ خلال مرحلة الدفع)، وزيادة حجم خزانات الوقود. وأردف "لقد فعل العراق بعضًا من هذا منذ ما يقرب من 40 عامًا، في عهد صدام حسين. كان مدى صاروخ سكود-بي الأصلي 300 كم برأس حربي يزن 1000 كجم. تم بناء صواريخ الحسين العراقية عن طريق إطالة خزانات سكود وخفض حمولتها إلى النصف، وبالتالي مضاعفة المدى. خلال حرب الخليج عام 1991، أطلق العراق العشرات من هذه الصواريخ على إسرائيل والمملكة العربية السعودية. كما يجمع صاروخ قيام الإيراني بين العديد من هذه التغييرات. فهو يتمتع بهيكل طائرة أخف وزنًا بشكل ملحوظ مع خزانات أطول وأنظمة توجيه وملاحة وتحكم (GNC) أكثر إحكاما، بالإضافة إلى حمولة أصغر. وبالتالي، يمكنه الطيران لأكثر من 700 كم بحمولة RV تزن 750 كجم. أظهر تحليل سابق لصاروخ بركان-2H المستخدم في هجمات الحوثيين على الرياض عام 2019 أن مداه قد زاد على الأرجح، إلى حوالي 950 كم، عن طريق تقليل حمولته إلى 500 كجم". لمعرفة كيفية زيادة المدى، نُقيّم أولًا مدى قدرة صاروخ ذو الفقار على الطيران لمسافة 1400 كيلومتر، كما هو مُدّعى بالنسبة لصاروخ رضوان. بناءً على قطره البالغ 0.88 متر، يبلغ طوله 11.0±0.8 متر. يُستخدم فيديو لإطلاق صاروخ ذو الفقار لقياس تسارع إقلاعه، باستخدام طول الصاروخ ومعدل إطارات الفيديو. بدمج هذا القياس مع قوة دفع محرك سكود عند ارتفاع الإطلاق المُحتمل (يتميز شمال اليمن بارتفاع عالٍ)، نحصل على كتلة إقلاع تبلغ 6550 كجم. يقول سافيلسبيرج ويرى أن الخطوة الأخيرة هي معرفة كمية الوقود اللازم لإطلاق مثل هذا الصاروخ إلى مدى 1400 كيلومتر. يتم ذلك من خلال محاكاة مسارات المدى الأقصى كدالة لنسبة كتلة الوزن الساكن للمعزز، مع الحفاظ على ثبات تدفق كتلة الوقود وكتلة إقلاع الصاروخ. نسبة كتلة الوزن الميت للمعزز هي كتلة معزز الصاروخ عند الاحتراق، كنسبة مئوية من كتلة المعزز عند الإقلاع. وبالتالي، فإن انخفاض نسبة كتلة الوزن الميت للمعزز يعني أن جزءًا أكبر من كتلة إقلاع المعزز يتكون من الوقود، مما يزيد من المدى. ولفت إلى أن نتائج المحاكاة تظهر أنه مع مركبة إعادة دخول وزنها 250 كجم، يتطلب مدى 1400 كيلومتر نسبة كتلة وزن ميت للمعزز تبلغ 14.2%. وهذا أمر معقول. كان لصاروخ سكود الأصلي نسبة كتلة أعلى بكثير، لكن الصواريخ المتقدمة التي تعمل بالوقود السائل، مثل الصاروخ السوفيتي R-27 / SS-N-6 "الصربي"، كانت نسبة كتلة وزن ميت للمعزز تبلغ حوالي 11%. تبلغ كتلة الوقود اللازمة لهذا المدى حوالي 5.4 أطنان، وهو ما يشغل حجمًا يطابق تقريبًا حجم خزان الوقود المُقدّر بناءً على حجم الصاروخ. كتلة المركبة العائدة (RV) البالغة 250 كجم هي تقديرية، ولكن إذا كانت أثقل بكثير، فيجب أن تكون كتلة احتراق المعزز أصغر من كتلة احتراق صاروخ قيام للسماح له بالتحليق لمسافة 1400 كيلومتر. ومع ذلك، فإن خزانات الوقود في صاروخ ذو الفقار أطول بحوالي متر واحد، لذا من المرجح أن يكون معزز ذو الفقار أثقل من صاروخ قيام. في حين أنه من المعقول أن يتمكن صاروخ ذو الفقار من الطيران لمسافة 1400 كيلومتر، إلا أن هذا أقل من المسافة التي شوهدت في الضربات الإسرائيلية. إذًا، ما التغييرات الممكنة التي يمكن إجراؤها لجعله يطير لمسافة أبعد؟ على الأرجح، هو المسار المتبع لتطوير صاروخي قيام وذو الفقار. تشير الحطامات التي عُثر عليها في إسرائيل إلى أن الواجهة الأمامية لبعض صواريخ سكود الحوثية تختلف عن واجهة صاروخ ذو الفقار. قاعدة معزز صاروخ ذو الفقار أصغر قطرًا من معززه، مع مقطع مخروطي قصير مميز بينهما. على الرغم من تعرضه لتشويه شديد، إلا أن معزز صاروخ حوثي سقط على سطح منزل في إسرائيل يتميز بوضوح بمقطع مخروطي أطول وقطر أمامي أصغر. هذا يشير وفق سافيلسبيرج إلى أنه كان يحمل معززًا أصغر وكتلة أصغر. علاوة على ذلك، في أواخر أبريل، ظهرت صور لمعزز صاروخي وجزء من المقطع المخروطي أثناء انتشالهما من قبل جيش الدفاع الإسرائيلي باستخدام جرافة. بمقارنتها بحجم الجرافة، تُظهر هذه المركبة أصغر بكثير من تلك المستخدمة في صاروخ ذو الفقار. بالنسبة لمعزز ذو الفقار الذي لم يتغير، والذي تبلغ نسبة كتلته الساكنة 14.2%، يرى سافيلسبيرج أن تقليل كتلة المركبة العائدة إلى 100 كجم يؤدي إلى مدى يبلغ 1656 كم - أي أقرب، ولكن ليس بعد. سيزيد الإطلاق من ارتفاعات عالية هذا المدى بما يكفي للوصول إلى إيلات، ولكن تقليل كتلة المركبة العائدة وحده لا يكفي للطيران لمسافة 2000 كم. وزاد "لتحقيق هذه المسافة، من المرجح أن يتطلب الأمر خزانات وقود أطول. أُجريت سلسلة من عمليات محاكاة المسار لمركبة عائدة أخف وزنًا وأصغر وزنًا 100 كجم، لصواريخ سكود ذات خزانات أطول ونسبة كتلته الساكنة المختلفة. بناءً على المقارنة بين ذو الفقار وقيام، فإن إضافة متر واحد إلى طول الخزان يضيف 822 كجم من الوقود. بما أن جزءًا كبيرًا من كتلة احتراق الصاروخ يرتبط بمكونات تبقى كتلتها ثابتة عند إطالة هيكل الطائرة، مثل معدات GNC والمحرك ومضخاته التوربينية، فإن إطالة الخزانات تؤدي إلى انخفاض نسبة كتلة الوزن الساكن للمعزز. (النسبة الدقيقة لكتلة الوزن الساكن للصاروخ الجديد المُطوّل غير معروفة، ولكن عند الاحتراق، من غير المرجح أن يكون المعزز أخف وزنًا من صاروخ ذو الفقار. وبالتالي، يُستبعد الجمع بين الأطوال المضافة ونسبة الوزن الساكن التي تُؤدي إلى كتلة احتراق أصغر)". تُظهر النتائج أنه باستخدام خزان وقود إضافي (RV) وزنه 100 كجم، يُمكن تحقيق مدى يصل إلى 2000 كم (أو أكثر بقليل) مع إضافة أطوال خزانات لا تقل عن 1.5 متر ونسبة وزن ساكن تبلغ 12% أو أقل. أما بالنسبة لخزان وقود إضافي أثقل وزنه 150 كجم، فيجب أن يكون طول الخزان الإضافي أكثر من مترين ونسبة الوزن الساكن أقل من 11.3%. هذه أرقام ضئيلة، لكنها معقولة. يقول "بالطبع، هناك حدٌّ لمدى إمكانية زيادة مدى الصاروخ بزيادة طول خزاناته دون تقوية هيكله أو زيادة ضغط خزاناته. على أي حال، من المرجح أن يكون الصاروخ المُطوَّل ضعيفًا للغاية، وهو ما قد يُفسر بعض أعطال الصواريخ أثناء الطيران. كما أن انخفاض الحمولة يُقلل من فعاليته العسكرية. ومع ذلك، تبدو الفعالية العسكرية أقل أهميةً بكثير بالنسبة لأنصار الله من إثبات قدرتهم على الوصول إلى إسرائيل". وختم سافيلسبيرج تحلليه بالقول "من الواضح أن استخدام الحوثيين لصواريخ سكود المُختلفة لا يعني أنهم لم يستخدموا أيضًا صاروخ طوفان أو فلسطين-2 في هجماتهم - ولكن في الوقت الحالي، لا يوجد دليل على ذلك. في ظل الظروف المناسبة، حتى صاروخ سكود المُحسَّن يمكنه اختراق الدفاعات الصاروخية الإسرائيلية، مهما كانت جودة تلك الدفاعات".


Independent عربية
منذ 14 ساعات
- Independent عربية
عن هزيمة المشروع الإيراني
تبدأ الهزيمة الإيرانية عندما تضطر طهران إلى دخول المواجهة مباشرة، عدا ذلك ستكون القيادة الإيرانية متبصرة، تقدم النصح والإرشاد، تفاوض وتماطل وتشهد بـ"مرونة بطولية" على تضحيات أتباعها في أرجاء المشرق العربي. كانت طهران منتصرة دوماً عندما كانت بعيدة فيما يقوم محورها بمهمة مناوشة العدو. والعدو لم يكن طرفاً واحداً. إنه جبهة على رأسها الولايات المتحدة الأميركية وأنظمة عربية ثم إسرائيل التي تحتل رأس القائمة لضرورات التسويق في شارع عربي تحركه، عن حق، منذ 100 عام شعارات تحرير فلسطين ومظلومية الفلسطينيين. أنشأت إيران الخميني منظومة كاملة من الميليشيات التابعة داخل دول عربية، كان شعارها المعلن مساندة تحرير فلسطين، وفي سلوكها وممارساتها عملت على تجويف الدول والمجتمعات وإقامة سلطات رديفة قبل الانقضاض على سلطات قائمة. حصل ذلك في العراق وسوريا ولبنان واليمن، وفي فلسطين، تحت الاحتلال، جرى أمر مماثل عبر دعم منظمات خرجت على منظمة التحرير والسلطة الوطنية الفلسطينية. كان الجدل يدور دائماً بين مؤيدي إيران وخصومها حول الهدف الفعلي من إنفاق إيران السخي على منظماتها الرديفة والوكيلة، ومعنى رعايتها وتصدرها قيادة "محور المقاومة" في ساحاته الموحدة. المؤيدون انصرفوا إلى تمجيد إيران وإخلاصها في تبني قضية فلسطين وسعيها إلى تحرير القدس، وآمنوا أن كل تدخلاتها في المشرق وخصوماتها مع الحكومات والدول الخليجية والعربية إنما تحصل على خلفية اختلافها عنهم في التمسك بتحرير فلسطين، الذي سيحصل بمقتضى الخطاب الإيراني خلال سبع دقائق ونصف الدقيقة، فور اتخاذ القرار، وفي مدة أقصاها عام 2026 المقبل. خصوم السياسة الإيرانية كانوا يرون العكس. فإيران برأيهم تتخذ من فلسطين ذريعة لبناء المنظمات الدينية المذهبية التي تقوم بتفتيت مجتمعاتها وبإضعاف أسس الدولة الوطنية، وتؤسس لانقسامات لا تنتهي. ومهمة هذه المنظمات الفعلية تنحصر في توطيد توسع النفوذ الإيراني من جهة والاستعداد لخوض معارك الدفاع عن النظام الإيراني نفسه ومشروعه النووي والصاروخي التوسعي، بوصفها مخافر متقدمة للإمبراطورية الفارسية في صيغتها المذهبية الحديثة، مما يعني أن إيران غير معنية في جوهر الأمر بشن حروب ضد إسرائيل دفاعاً عن حقوق الفلسطينيين، بقدر ما هي معنية بتعزيز سلطة الحشد العراقي وتوطيد انقلاب دولة الحوثي على الدولة اليمنية وتكريس هيمنة "حزب الله" على لبنان وحماية نظام الأسد من السقوط، أو كما جاء في خطاب أحد المسؤولين الإيرانيين جعل أربع عواصم عربية خط الدفاع الأول عن بلاد فارس الخمينية. وجهتا نظر داعمي المشروع الإيراني وخصومه وضعتهما حركة "حماس" قيد الاختبار عندما شنت عمليتها المعروفة بـ"طوفان الأقصى" خلال السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023. جاءت تلك العملية في ذروة الحديث الإيراني عن "وحدة الساحات" في مواجهة" العدو الصهيوني"، وكان ينتظر أن تنضم إيران ومنظماتها العربية على الفور إلى تلك العملية التي تمكنت خلالها المنظمة الفلسطينية من اختراق المستوطنات الإسرائيلية وأوقعت خسائر فادحة بالإسرائيليين، عسكريين ومدنيين، لكن إيران فضلت الانكفاء وفرضت على أنصارها الاكتفاء بعمليات مناوشة وإسناد، مانعة انخراطهم المباشر في هجمات كانت وضعت الخطط من أجلها، خصوصاً اقتحام "حزب الله" للجليل. وخلال تلك اللحظة سقطت الشعارات الإيرانية في شأن فلسطين واتضح أن هدف الحفاظ على الأذرع وعدم زجها مباشرة في المعركة الكبرى إنما يكشف المهمة الأصلية لها، وهو حماية النفوذ الإيراني الإقليمي والدفاع عن إيران نفسها عندما ينفد صبر قادتها الاستراتيجي تحت وطأة ضربات مباشرة تستهدفهم مباشرة. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) أتاحت موقعة غزة لإسرائيل فرصة شن حرب شعواء ضد القطاع أولاً. ودمرت إسرائيل مناطق غزة وشردت سكانها وقتلت ما يقارب 60 ألفاً منهم واكتفت إيران ببيانات الاستنكار والإرشاد للمقاتلين. لم تطلق صاروخاً حتى عندما وسعت إسرائيل معركتها في لبنان ضد "حزب الله"، "درة تاج" المحور وحلقته الأقوى، ولا عندما قضت على قيادته وفرضت عليه اتفاقاً يقضي بنزع سلاحه. وخلال تلك اللحظة انهار كل ذلك المحور الذي استغرق بناؤه أربعة عقود، فقد تقدمت قوى المعارضة السورية إلى دمشق لتطرد الرئيس بشار الأسد ومعه من تبقى من عناصر "حزب الله" إضافة إلى 4 آلاف إيراني تولت الطائرات الروسية نقلهم إلى إيران. هُزم "حزب الله" والنظام السوري وإيران خلال الأسبوع نفسه، وشلت حركة الحشد العراقي وأحكمت الولايات المتحدة وإسرائيل محاصرة وضرب الحوثيين، ليبدأ الرئيس الأميركي دونالد ترمب مفاوضات عاجلة مع إيران بوساطة عمانية وضع لها مهلة محددة. غيرت إسرائيل قواعد الاشتباك مع إيران. بعد تحييد أذرعتها، تخلت عن نظريتها السابقة حول المعركة بين حربين، وانتقلت إلى صيغة الحرب المباشرة الشاملة ضد ما سمته منذ فترة طويلة "رأس الأفعى" بعدما اطمأنت إلى نسف السور الدفاعي الذي أقامته الدولة الخمينية حولها في الإقليم. وفي حساب التحالفات، حافظت على علاقتها المتينة بعمقها الدولي. قدمت لترمب مهلة الـ60 يوماً التي عرضها على إيران بهدف الوصول إلى اتفاق نووي جديد. ضمنت إسرائيل في "احترامها" لمهلة ترمب تأييده الكامل لحربها ضد إيران قيادة ومواقع، وأتاحت لها المهلة إياها مزيداً من الاستعداد لعمليات داخل إيران مزجت فيها تجربتها في الحرب ضد "حزب الله" وتجربة الأوكرانيين في إغارتهم على المطارات الروسية. اهتزت إيران للمرة الأولى في تاريخ سلطتها الراهنة أمام دهاء وعدوانية الحملة الإسرائيلية. وللوهلة الأولى تمكن التاجر اليهودي من حائك السجاد الفارسي. التاجر مسح السوق بدقة فيما الحائك منشغل برتق سجادته الممزقة. سيستمر تبادل الضربات بين إسرائيل وإيران إلى أن تشعر طهران بتحقيق توازن ما مع عدو ألحق بها خسائر فادحة خلال الدقائق الأولى من فجر أول من أمس الجمعة. فمقتل القادة والعلماء النوويين لن يعادله صواريخ تسقط في مناطق مختلفة من إسرائيل، وسيكون على القيادة الإيرانية أن تحقق إنجازاً ما يعادل قساوة الاختراق الإسرائيلي قبل أن تستجيب لدعوة ترمب المفتوحة لاستئناف التفاوض، الذي سيكون هامشه محدوداً ومحكوماً بالوصول إلى اتفاق يلغي الأوهام التي كدستها السلطة الخمينية. كتب ترمب على موقعه يوم بدء الهجمات الإسرائيلية أن على "إيران إبرام صفقة قبل أن يضيع كل شيء، وإنقاذ ما كان يعرف سابقاً بالإمبراطورية الإيرانية"، وشرح رئيس "الشاباك" السابق عامي أيالون الفكرة بصراحة ووضوح "نتنياهو سيلعب دور الرجل السيئ عبر شن الهجمات، فيما تلعب أميركا دور الرجل الجيد خلال اليوم التالي عندما تدرك طهران تبعات رفضها توقيع اتفاق نووي جديد مع واشنطن، وفي تلك اللحظة سيكون من الأسهل على ترمب التوصل إلى هذا الاتفاق".


الأمناء
منذ 17 ساعات
- الأمناء
الحوثيون يتبنّون أولى هجمات المساندة لإيران ضد إسرائيل
تبنّت الجماعة الحوثية في اليمن، الأحد، أولى الهجمات الصاروخية باتجاه إسرائيل لمساندة إيران بالتنسيق مع الأخيرة، وذلك غداة تأكيد زعيمها عبد الملك الحوثي دعمه لموقف طهران «بكل ما يستطيع» للرد على الضربات الإسرائيلية. وجاء تبني الحوثيين للهجمات المنسقة مع طهران بعد ساعات من استقبال العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء ضربات إسرائيلية هدفت لاغتيال قادة حوثيين، يتصدرهم رئيس أركان الجماعة محمد عبد الكريم الغماري، وسط تعتيم على نتائج العملية. ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 انخرطت الجماعة الحوثية في الصراع، ضمن ما يسمى «محور المقاومة» بقيادة إيران، وأطلقت أكثر من 200 صاروخ ومسيرة باتجاه إسرائيل، وهاجمت نحو 100 سفينة في سياق ما تقول إنه مساندة للفلسطينيين في غزة. وقال المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع في بيان متلفز، الأحد، إن قوات جماعته نفذت عملية عسكرية استهدفت أهدافاً حساسة إسرائيلية في تل أبيب بعدد من الصواريخ الباليستية الفرط صوتية من نوع «فلسطين 2». وأوضح المتحدث الحوثي أن تنفيذ هذه الهجمات تم في أوقات متفاوتة خلال الـ24 ساعة الماضية، مدعياً أنها حققت أهدافها. وأشار إلى أنها تناسقت مع الهجمات الإيرانية على إسرائيل. وفي حين كانت البيانات الإسرائيلية تحدثت، السبت، عن إطلاق صاروخ من جهة اليمن، لم يحدد المتحدث الحوثي عدد الصواريخ المتفرقة التي أطلقتها جماعته. وظهر موقف الجماعة الرسمي المساند لإيران في خطبة لزعيمها عبد الملك الحوثي مساء السبت لمناسبة الاحتفال بما يسمى «يوم الولاية»، وهي مناسبة ذات منزع ديني طائفي، تكرس أحقية سلالة الحوثيين في الحكم. وقال الحوثي في خطبته: «فيما يتعلَّق بموقفنا نحن فيما حصل من عدوان إسرائيلي ضد الجمهورية الإسلامية في إيران، نحن نؤيِّد الرد الإيراني، وشركاء في الموقف بكل ما نستطيع». ويقدر مراقبون يمنيون أن الجماعة الحوثية ستكثف إطلاق عمليات الصواريخ من جهتها، لكنها لن تكون ذات تأثير مهم بالمقارنة بعشرات الصواريخ التي تطلقها إيران يومياً. محاولة اغتيال بالتزامن مع الضربات الجوية الواسعة التي تشنها إسرائيل على إيران، تحدث الإعلام العبري عن تنفيذ عملية اغتيال في صنعاء الخاضعة للحوثيين. ونقلت صحيفة «جيروزاليم بوست» عن مصادر عسكرية إسرائيلية قولها: «سنعرف قريباً ما إذا كان الهجوم قد نجح». من جهتها ذكرت صحيفة «هآرتس» أن القصف الإسرائيلي استهدف رئيس أركان قوات الحوثيين محمد عبد الكريم الغماري. وسمع السكان في صنعاء دوي الضربة التي استهدفت مقراً في حي حدة يعتقد أن الحوثيين يستخدمونه للقيادة والسيطرة، قبل أن تفرض الجماعة طوقاً أمنياً على المكان. ومع عدم تأكيد إسرائيل نجاح عملية الاغتيال، لم يعلق الحوثيون على الضربة، بما في ذلك نتائجها من حيث الخسائر البشرية، كما هي عادتهم في التعتيم على الأضرار التي لحقت بهم جراء الغارات الأميركية والإسرائيلية السابقة. ويشغل الغماري منصب رئيس أركان الحوثيين منذ 2016، وهو من الصف العسكري العقائدي في الجماعة، حيث شارك في أغلب حروبها المتمردة ضد الدولة اليمنية، وتلقى تدريبات في طهران، كما أنه مدرج على قائمة عقوبات مجلس الأمن وعقوبات الولايات المتحدة ضد الجماعة. وإذا ما نجحت إسرائيل في تصفية الغماري، فيتوقع مراقبون أن تواصل تنفيذ عمليات مماثلة على الرغم من الصعوبات اللوجيستية وشح المعلومات الاستخبارية بخصوص الهيكل القيادي للجماعة. ولا يستبعد أن تنخرط الجماعة بشكل أوسع ضمن مساندة إيران إذا ما اتخذت المواجهة مع إسرائيل نطاقاً أوسع، وذلك من قبيل العودة إلى مهاجمة السفن في البحر الأحمر، بعد أن كانت الجماعة أذعنت لإيقاف الهجمات البحرية في 6 مايو (أيار) بناء على اتفاق مع واشنطن رعته سلطنة عمان. نتائج التصعيد المتبادل لم تحقق الهجمات الحوثية أي نتائج مؤثرة على إسرائيل على صعيد الخسائر البشرية، باستثناء مقتل شخص بطائرة مسيّرة ضربت شقة في تل أبيب في 19 يوليو (تموز) 2024. ومنذ تلك الواقعة، شنّت إسرائيل 10 موجات من الضربات الانتقامية، دمّرت خلالها مواني الحديدة الخاضعة للحوثيين، ومطار صنعاء، وأربع طائرات تابعة للخطوط الجوية اليمنية، ومصنعي أسمنت، ومحطات كهرباء في صنعاء والحديدة. صاروخ بحري استعرضته الجماعة الحوثية في سياق تهديدها للملاحة بالبحر الأحمر (إعلام حوثي) ومن المرجّح أن تستمر تل أبيب من وقت لآخر في ضرب المناطق الخاضعة للحوثيين رداً على الهجمات، لكن يستبعد المراقبون أن تكون الضربات ذات تأثير حاسم على بنية الجماعة وقادتها وأسلحتها، بسبب البعد الجغرافي، وعدم توافر معلومات استخبارية دقيقة. وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس هدد بفرض حصار جوي وبحري على مناطق سيطرة الحوثيين، وقال في تغريدة على منصة «إكس» إن «الذراع الطويلة لإسرائيل، سواء في الجو أو البحر، ستصل إلى كل مكان». وواصل تهديده بالقول: «حذرنا منظمة الحوثي الإرهابية من أنها إذا استمرت في إطلاق النار على إسرائيل فإنها ستواجه رداً قوياً، وسوف تدخل في حصار بحري وجوي». وبموازاة ذلك، تقول الجماعة إنها لن تتوقف عن هجماتها إلا بتوقف الحرب على غزة، وإنهاء الحصار المفروض على القطاع، وإدخال المساعدات الإنسانية. يُشار إلى أن دخول الجماعة على خط الصراع الإقليمي والبحري في نوفمبر 2023 أدى إلى تجميد مسار السلام مع الحكومة اليمنية الشرعية، كما تسبب التصعيد في تفاقم انهيار الاقتصاد، وزيادة المعاناة الإنسانية، مع وجود نحو 20 مليون شخص بحاجة للمساعدات.