
أخبار العالم : "الجوع هو الشعور الأقذر في الكون"، فلسطينيون يقضون أياماً بلا طعام في قطاع غزة
الخميس 8 مايو 2025 12:00 مساءً
نافذة على العالم - صدر الصورة، Reuters
التعليق على الصورة،
فلسطينيون يتجمعون لتلقي الطعام المطهو في مطبخ خيري في خان يونس جنوب قطاع غزة
Article information Author, حسام العسال
Role, بي بي سي عربي
قبل 2 ساعة
في قطاع غزة، يحل الظلام وتحاول أمل النوم بعد انتهاء يومها بدون تناول أي وجبة طعام. إنها جائعة ولا يمكنها أن تغفو، حالها كحال معظم سكان القطاع المحاصر الذين يشتهون الغذاء ويحتاجونه.
"مش عارفة أنام من الجوع، وانتهى اليوم بلا أي وجبة" تقول أمل أنور الموجودة في منطقة الشجاعية لبي بي سي مع ابتسامة ساخرة.
تعتقد أمل أن الجوع هو الشعور الأقذر في الكون، مفضلةً الموت قصفاً، بقولها: "الموت بالقصف أرحم لأنك تموت مرة وحدة وينتهي الأمر، لكن الموت جوعاً مخيف أكثر وأكثر لأن الإنسان يموت مليون مرة كلما شعر بالجوع".
أما حواء - اسم مستعار - تقول لبي بي سي، إنها "تعيش أسوأ أيام العمر، ونتمنى كثيراً الموت بدلاً من هذه الحياة المتعبة"، خلال تعليقها على ظروف الحرب والجوع.
يعيش قرابة 2.4 مليون شخص في قطاع صغير يعاني ظروفاً كارثية، بعد 18 شهراً من الحرب التي أدت إلى مقتل أكثر من 52500 فلسطينياً، معظمهم من المدنيين.
وتمنع السلطات الإسرائيلية دخول أي مساعدات منذ الثاني من مارس/آذار.
وتتهم إسرائيل حماس بالسيطرة على مساعدات القطاع، وهو ما نفته الحركة الفلسطينية.
وقالت إيناس حمدان القائمة بأعمال مدير مكتب الإعلام في وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى (الأونروا) في غزة لبي بي سي، إن فرق الوكالة أجرت مطلع الأسبوع الحالي مقابلات مع 50 ربّ أسرة يقيمون في مراكز الإيواء التابعة للأونروا في جميع أنحاء القطاع.
وركّزت المقابلات على أنماط استهلاك الغذاء، وآليات التكيّف.
وتبين أن 74 في المئة مرّ عليهم يوم كامل بدون طعام خلال الأسبوع الماضي، وفق حمدان.
يحتاجون الغذاء ويتلقون القنابل
قال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) ينس لاركه، الأربعاء، "الخلاصة هي أنه لم يعد هناك مساعدات لتوزيعها، لأن عملية إيصال المساعدات تعرضت لشلل تام ... لم يعد هناك ما يُعطَى".
وأضاف لاركه، "في غزة، هناك حاجة ماسة لإيصال الغذاء (للأهالي)، لكنهم يتلقون القنابل. يحتاجون إلى الماء، ويتلقون القنابل. يحتاجون إلى الرعاية الصحية، ويتلقون القنابل".
خبز مكرونة وأعلاف دواجن
صدر الصورة، EPA
التعليق على الصورة،
فلسطينية تحمل الدقيق لإزالة العفن والحشرات لصنع العجين لأطفالها داخل مدرسة تؤوي النازحين في مخيم جباليا شمال مدينة غزة
لم يتبقَّ طحين أو غذاء معلب لدى ميساء أم محمد وعائلتها، التي تتغذى على العدس المحمص، في ظل عدم وجود مساعدات.
تحصل عائلة ميساء وهي محامية ومتزوجة من مهندس ولديها خمسة أطفال - على وجبة من مطبخ خيري كل أسبوع وهي عبارة عن مكرونة أو عدس.
وفي ظل انقطاع الطحين، تتحدث ميساء لبي بي سي عن صنعها للخبز من المكرونة بعد طحنها.
"لا توجد سكريات ولحوم ودجاج وفواكه وطحين وأجبان وبيض وسكر في حياتنا ... نشعر بجوع شديد والمجاعة فتكت بأجساد الناس"، بحسب ميساء التي تسكن مدينة خان يونس في جنوب القطاع.
أما حواء التي تسكن الشجاعية، تحاول تخزين كميات طعام كافية منذ بدء الحرب، لكن كل ما يُخزن ينفد.
وخلال الحرب، تحاول حواء إيجاد بدائل للطحين من الشعير وأعلاف الدواجن التي كانت تباع بأسعار مرتفعة وكانت هي وآخرون مضطرين لشرائها "لسد رمق أطفالنا من الجوع ومن الموت".
وتبيّن من مقابلات وكالة الأونروا، أن النظام الغذائي الأساسي، يقتصر على الخبز والأرز والخضراوات المعلبة، بدون وجود بروتين حيواني أو فواكه.
تقول ميساء التي تشعر بالجوع الشديد والهزال، إن الغالبية تعيش على وجبة واحدة وهي الغداء (مكرونة أو فاصولياء أو عدس)، أو وجبتي إفطار (شطيرة صغيرة).
وتتحدث ميساء عن وجود أشخاص كُثر لا يأكلون طيلة يوم كامل.
ووفق مقابلات الأونروا، فإنّ 62 في المئة يتناولون وجبة واحدة يومياً، و38 في المئة يتناولون وجبتين، و0 في المئة يتناولون ثلاث وجبات يومياً.
وقلل 94 في المئة من الخاضعين للمقابلات حجم الوجبات، فيما تخطى 98 في المئة وجبات، وتناول 98 في المئة منهم نوعاً واحداً فقط من الطعام بدون أي تنوع.
وبحسب المقابلات يشعر 100 في المئة بقلق شديد من نفاد الطعام، كما اعتمد 100 في المئة منهم على مطابخ مجتمعية.
في حال توفر المساعدات والطحين والسكّر تأكل حواء وعائلتها وجبتين في اليوم، أما حالياً خلال إغلاق المعابر وانقطاع المساعدات، فإنهم يأكلون وجبة واحدة يومياً.
"أحياناً كثيرة كنا لا نجد طعاماً ... يمر يومنا بدون كسرة خبز، ونحاول أن نكثر من شرب الماء والشاي"، بحسب حواء.
صدر الصورة، Getty Images
التعليق على الصورة،
طفل فلسطيني سعيد بتلقي وجبة ساخنة من مطبخ خيري في خان يونس
"مجاعة من صنع الإنسان"
صدر الصورة، Getty Images
التعليق على الصورة،
جسد فتاة فلسطينية تبلغ من العمر 12 عاماً، تكافح من أجل البقاء على قيد الحياة بسبب سوء التغذية والأمراض غير المشخصة
أدان مفوض الأونروا فيليب لازاريني، استمرار إسرائيل في منع وصول المساعدات إلى قطاع غزة، ووصفه بأنه "مجاعة من صنع الإنسان ذات دوافع سياسية".
وقال فيليب لازاريني عبر منصة إكس في 25 أبريل/نيسان، بعد ساعات من إعلان برنامج الأغذية العالمي نفاد مخزوناته في غزة، "تواصل حكومة إسرائيل منع دخول الغذاء وغيره من المواد الأساسية"، مضيفاً "إنها مجاعة من صنع الإنسان ذات دوافع سياسية".
وقالت مديرة الإعلام والتواصل في الأونروا جولييت توما ل إن سكان غزة يعتمدون بالكامل على المساعدات الإنسانية، ومع استمرار الحصار، يُدفع الناس نحو موتهم".
"إنه حُكم بالإعدام يتسارع بشكل رهيب. إنه عقاب جماعي"، وفق توما.
ووصف وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ توم فليتشر في بيان بداية الشهر الحالي الحصار بـ"الوحشي".
صدر الصورة، EPA
التعليق على الصورة،
شعار برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في مدينة غزة
"سأشتري لك تفاحة"
صدر الصورة، EPA
التعليق على الصورة،
فتاة فلسطينية نازحة تحمل أواني لتلقي الطعام من مطبخ خيري في جباليا شمال قطاع غزة
تتحدث ميساء عن طلب أولادها للطعام والحلويات بكثرة، لكن "لا يوجد في غزة طحين أو سكّر، وإن وُجد فإن أسعاره مرتفعة جداً جداً لا يقدر المواطن على شرائها".
وتروي حواء كيف "اعتاد الأطفال" على "الحرمان"، فلم يعودوا يطلبون الطعام مثل الأوقات السابقة.
حواء أم لطفلة، وتعمل على إكسابها طاقة حتى لا يتمكن منها الجوع ويصيبها سوء التغذية.
"أشتري لها الخضار من السوق ... خيارة واحدة فقط أو حبة بندورة واحدة لغلاء الأسعار"، تقول حواء.
Getty
في قطاع غزة
يحتاج قرابة
وكالة الأونروا
تقول حواء لطفلتها (5 سنوات)، سأشتري لك تفاحة من السوق، ثم "تنظر (الطفلة) وتضحك في وجهي باستحياء وتقول لا أريد، لا يوجد في السوق بسبب الحرب".
"الوضع حالياً مميت خصوصاً للأطفال، وهناك حالات كثيرة تموت بسبب قلة الطعام وسوء التغذية"، وفق حواء.
وتفيد وكالة الأونروا بأن 92 في المئة من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و23 شهراً والنساء الحوامل والمرضعات لا يستوفون احتياجاتهم من المغذيات.
EPA
أكثر من 66 ألف طفل يعانون من سوء تغذية خطير في قطاع غزة وكالة الأونروا
خطة إسرائيلية لتوزيع المساعدات
بعد أكثر من شهرين من منع دخول أي مساعدات، وافق المجلس الأمني الإسرائيلي المصغر على "إمكان توزيع المساعدات الإنسانية" في غزة.
وأفاد مصدر إسرائيلي الاثنين الماضي لوكالة فرانس برس، بأن المجلس الأمني الإسرائيلي يرى أن في غزة "ما يكفي من طعام".
وأبلغ رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير مجموعة من الوزراء الشهر الماضي بأن القوات الإسرائيلية لن توزع المساعدات وأنه لن يسمح بحدوث مجاعة في غزة، مما أثار غضب وزراء مثل وزير المال بتسلئيل سموتريتش، وفق وكالة رويترز.
وتخطط إسرائيل لإعادة توزيع المساعدات الإنسانية على قطاع غزة عبر "شركات أجنبية".
وقد يبدأ دخول المساعدات "بين الشهر المقبل والأشهر الثلاثة المقبلة" إلى مجمعات ستُنشأ في جنوب قطاع غزة سيؤمّنها الجيش الإسرائيلي.
صدر الصورة، Reuters
التعليق على الصورة،
جنود إسرائيليون في منطقة تل السلطان في محافظة رفح
وستوزِع المساعداتِ شركةٌ أمريكيةٌ وربما منظمات دولية.
ولن يشارك الجيش الإسرائيلي بشكل مباشر في عملية التوزيع، في ظل اعتراض زامير.
وقال سموتريتش إن "الخطة تشمل إجلاء سكان قطاع غزة إلى جنوب محور موراغ، وإنشاء منطقة واحدة لتوزيع المساعدات الإنسانية تحت إشراف وتأمين إسرائيلي".
وتخطط إسرائيل لأن تكون عملية التوزيع دفعة واحدة في الأسبوع ستحصل خلالها كل عائلة على 70 كيلوغراماً من المساعدات.
وتريد إسرائيل إدخال 100 شاحنة يومياً للقطاع مقارنة بـ600 شاحنة يومياً خلال فترة وقف إطلاق النار، بهدف إدخال الحد الأدنى الذي يحتاجه سكان قطاع غزة دون أن يتمكنوا من تخزينه، وفق القناة 14 الإسرائيلية.
وأصدرت وكالة الأمم المتحدة المسؤولة عن تنسيق دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة بياناً رسمياً ترفض فيه الخطة قائلةً إنها "تتعارض مع المبادئ الإنسانية الأساسية".
وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا)، إن "المسؤولين الإسرائيليين يسعون إلى إنهاء نظام توزيع المساعدات الحالي الذي تديره الأمم المتحدة وشركاؤها في المجال الإنساني، ودفعنا إلى الموافقة على إيصال الإمدادات عبر مراكز إسرائيلية بشروطٍ وضعها الجيش الإسرائيلي، بمجرد موافقة الحكومة على إعادة فتح المعابر".
وأضاف أن الخطة المعروضة لن تغطي أجزاء كبيرة من غزة، لا سيما الفئات الأضعف وغير القادرين على الحركة.
وتراها الهيئة الأممية خطة تتعارض مع المبادئ الإنسانية الأساسية، وتعزز السيطرة على المواد الضرورية للحياة "كأسلوب ضغط، يمثل جزءاً من استراتيجية عسكرية".
ويشير البيان الأممي إلى أن الخطة تدفع المدنيين إلى المناطق العسكرية للحصول على حصصهم الغذائية، مما يمثل تهديداً على حياتهم، وحياة العاملين في المجال الإنساني، كما يزيد من ترسيخ النزوح القسري.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


مصراوي
منذ 7 ساعات
- مصراوي
الأمم المتحدة تحذر من تدهور الوضع الإنساني في السودان
نيويورك- (د ب أ) حذرت الأمم المتحدة يوم الخميس من تدهور الوضع الإنساني في السودان الذي مزقته الحرب. وقال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، إن تصاعد القتال في مناطق مختلفة عبر السودان يدفع المدنيين إلى الفرار من منازلهم إلى الملاجئ. وأضاف المتحدث، نقلا عن المنظمة الدولية للهجرة، أنه في ولاية غرب كردفان، أجبر تزايد انعدام الأمن ما يقرب من 47 ألف شخص على النزوح من بلدتي الخوي والنهود هذا الشهر. وقال إن العديد من هؤلاء الأشخاص كانوا بالفعل نازحين داخليا ويجبرون الآن على التنقل للمرة الثانية. وفي ولاية شمال دارفور، نزح حوالي ألف شخص من مخيم أبو شوك ومدينة الفاشر في الأسبوع الماضي وحده، مما رفع العدد الإجمالي للنازحين من هذين المكانين هذا الشهر إلى 6 آلاف شخص. وقال المتحدث إن شمال دارفور تستضيف ما يقدر بأكثر من 7 ,1 مليون نازح إجمالا. ويؤدي ارتفاع أسعار المواد الغذائية إلى تعميق الأزمة. وقال إن الأمم المتحدة قلقة أيضا من تصاعد حالات الكوليرا في بعض المناطق في ولاية الخرطوم. وقال: "على الرغم من أن العاملين في المجال الإنساني يبذلون قصارى جهدهم لمساعدة المحتاجين، إلا أننا نكرر الحاجة الملحة لمزيد من الوصول والتمويل المرن"، مشيرا إلى أنه حتى الآن، لم يتم تلقي سوى 552 مليون دولار أمريكي من التمويل لخطة الاستجابة الإنسانية لهذا العام، والتي تتطلب 2 .4 مليار دولار.


وكالة نيوز
منذ يوم واحد
- وكالة نيوز
وزير الصحة الفلسطيني يبلغ 29 'الوفيات المتعلقة بالجوع' في غزة
مات 29 طفلاً على الأقل وكبار السن من الوفيات 'المتعلقة بالجوع' في قطاع غزة في الأيام الأخيرة ، كما يقول وزير الصحة الفلسطيني ، محذرا من أن الآلاف في خطر مثل مساعدة محدودة يبدأ التدفق في جيب قصف. وقال ماجد أبو رمضان للصحفيين يوم الخميس أن التعليقات السابقة من قبل رئيس المعونة الأمم المتحدة لبي بي سي ذلك يمكن أن يموت 14000 طفل دون أن يتم حاجة ماسة إلى المساعدات الغذائية كانت 'واقعية للغاية' ، ولكن يمكن أن يكون التقليل من شأنه. سمحت إسرائيل بتوصيلات محدودة من المساعدات الإنسانية في غزة وسط موجة من الإدانة الدولية لمجموعتها الإجمالية لمدة 11 أسبوعًا على الإقليم ، مما دفع تحذيرات من المجاعة الجماعية. لكن مسؤولي الأمم المتحدة قالوا إن المساعدات الإنسانية التي تدخل غزة هي 'في أي مكان قريب بما فيه الكفاية' لتلبية احتياجات السكان في الجيب الذي مزقته الحرب. دخلت حوالي 90 شاحنة مساعدة في غزة يوم الخميس ، لكن أبو رمضان قال 'هناك عدد قليل جدًا من الشحنات ذهبت إلى غزة'. وأضاف أن المساعدات التي سمحت بها كانت تقتصر على 'دقيق المخابز'. وقال رئيس جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني (PRCS) ، يونس الخطيب ، إن الفلسطينيين لم يتلقوا أي إمدادات حتى الآن. وقال الخطيب للصحفيين 'لم يتلق أي مدني أي شيء بعد'. وقال إن معظم شاحنات المساعدات لا تزال في معبر كريم أبو سالم ، المعروف باسم كريم شالوم للإسرائيليين ، في جنوب غزة. مع دخول عمليات التسليم المحدودة إلى الشريط ، واصل الجيش الإسرائيلي شن هجمات عبر الجيب ، حيث أخبرت المصادر الطبية الجزيرة أن 51 فلسطينيًا على الأقل قد قتلوا منذ الفجر يوم الخميس. قُتل ما لا يقل عن 53،655 فلسطينيًا وأصيب أكثر من 121000 آخرين منذ أن بدأت حرب إسرائيل على غزة في أكتوبر 2023 ، وفقًا لوزارة الصحة في غزة. وقال تارك أبو عزوم من دير البلا في وسط غزة ، على الرغم من أن الفلسطينيين رحبوا بتدفق المساعدات ، إلا أنه 'انخفاض في المحيط' مقارنة باحتياجات السكان. 'هناك حاجة إلى خمسمائة شاحنة مساعدة يوميًا من أجل تجنب أزمة الطعام الحالية في الإقليم' ، أوضح أبو أزوم. ومع ذلك ، قال أحمد عهد دايم ، أحد سكان غزة ، إن شاحنات المساعدات كانت 'علامة إيجابية' وسط ظروف رهيبة. وقال للقلما: 'منازلنا فارغة – لا يوجد خبز ، وأطفالنا يشعرون بالجوع'. 'في العديد من الأسر ، اختفى الخبز تمامًا. ما يحتاجه الناس بشكل عاجل هو تدفق ثابت وكافي للدقيق وغيرها من الضروريات. لسوء الحظ ، فإن المساعدات المحدودة التي دخلت حتى الآن لا تقل عن تلبية احتياجاتنا.' وقال أحد المقيم الآخر ، Reem Zidiah ، إنه نظرًا لوجود جوع جماعي أن غزة مدته ، لا أحد آمن في الجيب المحاصر. 'كلنا هنا في غزة ، لا نفكر غدًا لأننا لا نعرف ما سيحدث غدًا – سواء كنا سنعيش أو نموت' ، قال زيديا لجزيرة الجزيرة. وفي الوقت نفسه ، أعلن المتحدث العسكري الإسرائيلي أفيتشاي أدري أوامر الإخلاء القسري الجديدة للفلسطينيين في جاباليا وبيت لاهيا في شمال غزة. وقال في منشور على X أن الجيش 'سيوسع بشكل كبير نشاطه العسكري' في المنطقة.


بوابة الأهرام
منذ يوم واحد
- بوابة الأهرام
انسجام مع الطبيعة لأمن غذائى مستدام
انسجام مع الطبيعة لأمن غذائى مستدام أستاذ بمركز بحوث الصحراء، مدير الحوار المفتوح لتغير المناخ بمصر مابعد COP27، واستشارى البصمة الكربونية والإستدامة البيئية. بداية يجب الاشارة إلى أنه يتم الاحتفال باليوم العالمي للتنوع البيولوجي فى 22 مايو من كل عام بهدف زيادة الوعى بأهمية التنوع البيولوجى كمحرك أساسى لحياة الإنسان واستدامة الكوكب. هذا ويأتي الاحتفال هذا العام تحت شعار "كونوا جزءا من خطة التنوع البيولوجي" في ظل تنفيذ الإطار العالمي للتنوع البيولوجى لما بعد 2020 الذى اعتمدته الدول الأعضاء فى اتفاقية التنوع البيولوجى فى مؤتمر COP15. ** التاريخ والسياق الدولي تعود خلفية هذا اليوم إلى اعتماد اتفاقية التنوع البيولوجي في 22 مايو 1992 خلال قمة الأرض في"ريو دي جانيرو" والتى أصبحت إحدى أهم الاتفاقيات الدولية الثلاث (إلى جانب اتفاقيتى التغير المناخى والتصحر اتفاقيات ريو الثلاثة). حيث أقرت الأمم المتحدة هذا اليوم للإحتفال بالتنوع البيولوجى والاعتراف بأهميته فى دعم الحياة والاقتصادات والمجتمعات. ** الانسجام مع الطبيعة: آلية حيوية لاستدامة الحياة الانسجام مع الطبيعة لا يعني فقط حماية الأنواع والموائل بل يتطلب نهجًا شاملًا يعيد تشكيل علاقتنا مع البيئة من خلال: * الزراعة المستدامة التي تحافظ على خصوبة التربة وتنوع المحاصيل. * استخدام الموارد الطبيعية بعقلانية مع تقليل الهدر والتلوث. * استعادة النظم البيئية المتدهورة مثل الأراضي الرطبة والغابات والشعاب المرجانية. * دمج التنوع البيولوجي في السياسات التنموية عبر مختلف القطاعات كالسياحة والطاقة والصناعة. ** التنوع البيولوجي والأمن الغذائى يمثل التنوع البيولوجي حجر الأساس للأمن الغذائي العالمي: * تنوع المحاصيل يمنح القدرة على مقاومة الأمراض وتغير المناخ. * الموارد الوراثية توفر إمكانيات كبيرة للبحث والتطوير في مجالات الغذاء والدواء. * التلقيح الطبيعي من الحشرات والطيور يساهم في إنتاج أكثر من 75% من المحاصيل الغذائية العالمية. * النظم البيئية الصحية تحافظ على دورة المياه وجودة التربة مما يضمن إنتاجا زراعيا مستداما. * إن تآكل التنوع البيولوجي يؤدي إلى انهيار هذه الخدمات الحيوية ويُعرّض المجتمعات لخطر المجاعات والأمراض. ** دور التنوع البيولوجي في تعزيز أهداف التنمية المستدامة (SDGs) الاستثمار في التنوع البيولوجي يساهم بشكل مباشر في تحقيق العديد من أهداف التنمية المستدامة ومنها: الهدف 2: القضاء على الجوع (من خلال الزراعة المستدامة). الهدف 13: العمل المناخى (عبر زيادة قدرة النظم البيئية على امتصاص الكربون). الهدف 14 و 15: حفظ الحياة تحت الماء وعلى اليابسة. الهدف 1 و 8: القضاء على الفقر وتعزيز النمو الاقتصادي (من خلال الاقتصاد الأخضر القائم على الطبيعة). الهدف 6 و 12: المياه النظيفة والإنتاج والاستهلاك المستدامين. أمثلة على تطبيقات محلية وإقليمية ودولية محليا (فى الدول العربية والأفريقية): مبادرات لإعادة تأهيل غابات المانجروف في مصر والمغرب وموريتانيا. برامج الحفظ الزراعي في الواحات والمناطق الجافة باستخدام تقنيات الزراعة البيئية والزراعة الذكية مناخيا والمنخفضة الكربون. إقليميا (عربيا وأفريقيا): * مشاريع الإدارة المستدامة للموارد الطبيعية العابرة للحدود مثل مشروع "الساحل الأخضر" و"السور الأخضر العظيم". * التحالفات البيئية العربية والأفريقية لتعزيز الحوكمة البيئية المشتركة. دوليا: * جهود الإطار العالمي للتنوع البيولوجي لما بعد 2020. * آليات تمويل الطبيعة (مثل مبادرة "التنوع البيولوجي مقابل التنمية") التي تدعم الدول النامية في حماية مواردها الطبيعية. وفي الختام يمكننا القول بأن الإحتفال باليوم العالمي للتنوع البيولوجي ليس مجرد مناسبة بيئية بل دعوة عالمية لإعادة صياغة العلاقة بين الإنسان والطبيعة بما يضمن الأمن الغذائي وتحقيق العدالة المناخية ويقودنا نحو تنمية شاملة مستدامة. إن التنمية الحقيقية تبدأ من احترام الطبيعة والتنوع البيولوجي هو مفتاح هذا الطريق، كما أن الإحتفال باليوم العالمى للتنوع البيولوجى ليس احتفالًا فحسب بل يجب أن يعكس انسجامنا مع الطبيعة وذلك لتحقيق وضمان أمن غذائي مستدام.