logo
مليارا دولار من مؤسس Nike لدعم علاج السرطان

مليارا دولار من مؤسس Nike لدعم علاج السرطان

الرجلمنذ يوم واحد
أكد الملياردير الأميركي فيل نايت (Phil Knight)، المؤسس المشارك لشركة "نايكي" (Nike)، مكانته كواحد من أبرز الشخصيات الخيرية في العالم، بعدما أعلن مع زوجته بيني عن تبرع ضخم بقيمة ملياري دولار لمعهد نايت للسرطان التابع لجامعة أوريغون للصحة والعلوم (Oregon Health & Science University).
ويعد هذا التبرع الأكبر من نوعه في تاريخ الجامعات، وسيخصص لتعزيز قدرات المعهد في علاج المرضى وتمويل الأبحاث العلمية الرائدة في مجال مكافحة السرطان.
وجاء في بيان صادر عن المعهد: "نحن ممتنون لهذه الفرصة للاستثمار في المرحلة التالية من الرؤية الثورية التي يقودها الدكتور دروكر في أبحاث وتشخيص وعلاج ورعاية مرضى السرطان، وصولًا إلى القضاء عليه يومًا ما".
وأضاف البيان أن تحويل المعهد إلى كيان مستقل ذاتيًا ضمن الجامعة سيساعد على تحقيق الأهداف الطموحة لمكافحة هذا المرض.
مليارا دولار من مؤسس Nike لدعم علاج السرطان -AFP
تاريخ العطاء الخيري لفيل نايت
لم يكن هذا التبرع الأول من نوعه، فقد سبق أن دعم "فيل نايت" وزوجته المركز بمبلغ 100 مليون دولار عام 2008، ثم 500 مليون دولار عام 2013. ويُعرف الزوجان بنشاطهما الخيري الواسع في ولاية "أوريغون" Orego، حيث قدما مبالغ كبيرة للجامعات العامة، بما في ذلك جامعة أوريغون.
نايت، البالغ من العمر 87 عامًا، نشأ في ولاية"أوريغون" قبل أن يؤسس "نايكي"، التي تحولت تحت قيادته إلى أكبر علامة تجارية عالمية في مجال الملابس والأحذية الرياضية، ولا يزال نايت أكبر مساهم فردي في الشركة حتى اليوم، ويؤكد هذا التبرع الضخم على التزامه العميق برد الجميل للمجتمع المحلي الذي شكل بداياته.
اقرأ أيضًا: دراسة تكشف اختلافات سرطان القولون بين الرجال والنساء
تبرعات قطاع الأحذية الإنسانية
تبرع نايت يأتي في سياق جهود واسعة لقطاع الأحذية نحو دعم القضايا الإنسانية. فقد أعلنت مؤسسة "نيو بالانس" New Balance الشهر الماضي عن تقديم 1.1 مليون دولار لمؤسسة "تو تن" Two Ten بين 2025 و2028 لدعم برامج الإغاثة والتطوير المجتمعي.
كما واصل مصمم الأحذية الشهير "كريستيان لوبوتان" Christian Louboutin بالتعاون مع الممثل "إدريس إلبا" Idris Elba وزوجته تنظيم مبادرة "Walk a Mile in My Shoes"، التي جمعت مليوني دولار خلال عامين لصالح منظمات تعزز المساواة الاجتماعية والإبداع لدى الشباب.
كما ساهمت مؤسسة "كينيث كول" Kenneth Cole للإنتاج على مدار سنوات في دعم أبحاث الإيدز وقضايا التشرد والمساواة والصحة النفسية، لتؤكد أن قطاع الأحذية لا يقتصر على الموضة والرياضة فقط، بل يلعب دورًا مهمًا في خدمة المجتمعات.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"خرائط بانجينوم" سعودية يابانية تساعد في الكشف المبكر عن الأمراض الوراثية
"خرائط بانجينوم" سعودية يابانية تساعد في الكشف المبكر عن الأمراض الوراثية

الشرق السعودية

timeمنذ 5 ساعات

  • الشرق السعودية

"خرائط بانجينوم" سعودية يابانية تساعد في الكشف المبكر عن الأمراض الوراثية

أعلن فريق بحثي مشترك من جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية "كاوست"، وجامعة تافتس الأميركية، ومعهد اليابان لأمن الصحة، تطوير "خرائط بانجينوم" للسكان في السعودية واليابان، ما يساعد في تعزيز الطب الدقيق وعلم الوراثة السريرية، لفئتين سكانيتين طالما غاب تمثيلهما الكافي عن قواعد بيانات "البانجينوم" العالمية. ومصطلح "البانجينوم" يعني وجود مرجع جيني شامل يدمج التباينات الوراثية المستخلصة من عدد كبير من الأفراد داخل مجتمع أو نوع معين، بدلاً من الاعتماد على تسلسل جينوم فرد واحد فقط. ويمنح هذا النهج العلماء صورة أوضح للتنوع الجيني والأنماط الوراثية المميزة لكل مجتمع، مما يرفع دقة التشخيص والعلاج. ويُعد مشروع البانجينوم السعودي، امتداداً طبيعياً لمشروع الجينوم البشري السعودي، لكنه يضيف بعداً جديداً في دقة التمثيل الوراثي. فبينما ركّز مشروع الجينوم البشري السعودي، على بناء مرجع جيني يعتمد على تسلسل واحد أو عدد محدود من الأفراد لرصد الطفرات الشائعة في المجتمع، يهدف مشروع البانجينوم إلى جمع ودمج التباينات الوراثية من عدد كبير من الأفراد لتكوين خريطة شاملة تعكس التنوع الجيني الكامل للسكان. هذا النهج لا يكتفي بتحديد الطفرات المسببة للأمراض، بل يمكّن أيضاً من فهم أعمق للأنماط الجينية النادرة والشائعة على حد سواء، مما يعزز دقة التشخيص وتطوير الطب الدقيق الموجه خصيصاً لاحتياجات المجتمع السعودي. مشروع الجينوم السعودي بدأت فكرة رسم الخريطة الجينية للبشر على المستوى العالمي مع مشروع الجينوم البشري الذي أُطلق رسمياً في عام 1990 كمبادرة دولية ضخمة شاركت فيها الولايات المتحدة وبريطانيا واليابان وفرنسا وألمانيا والصين، بهدف فك شفرة الحمض النووي البشري بالكامل وفهم ترتيب الجينات ووظائفها. وبعد 13 عاماً من العمل المكثف، أُعلن في عام 2003، اكتمال المشروع، ما فتح الباب أمام ثورة في علم الوراثة والطب الدقيق. تلت ذلك مشروعات وطنية في عدة دول، مثل مشروع الجينوم البريطاني الذي ركز على دمج الفحوص الجينية في الرعاية الصحية، والمشروع الياباني الذي استهدف دراسة الأمراض الشائعة في المجتمع الياباني. وقد ألهم هذا الزخم العالمي، العديد من الدول، ومنها السعودية، لإطلاق برنامج الجينوم السعودي في عام 2018، ليكون مشروعاً وطنياً يستفيد من أحدث تقنيات التسلسل الجيني لرسم أول خريطة وراثية شاملة للمجتمع السعودي، مع التركيز على مكافحة الأمراض الوراثية وتحسين جودة الرعاية الصحية. لكل شعب بصمته الوراثية الفريدة التي تميزه عن غيره، وينبع هذا التنوع من اختلاف البيئات التي يعيش فيها الأفراد، وتباين العادات وأنماط الحياة. ونظراً لأهمية هذه الاختلافات في تحديد الاستجابة للأدوية والعلاجات، بدأت مراكز الأبحاث حول العالم في إنشاء قواعد بيانات وراثية خاصة بكل مجتمع، لتطوير أدوية وفحوصات مخصصة له، إذ قد لا تكون المراجع الجينية المستمدة من شعوب أخرى فعّالة أو دقيقة بالقدر نفسه. وهنا تبرز أهمية القواعد الوطنية للبيانات الوراثية. في إطار "رؤية السعودية 2030" وبرنامج تحول القطاع الصحي، يمضي برنامج الجينوم السعودي بخطوات كبيرة نحو إحداث تحول جذري في قطاع الرعاية الصحية، من خلال إنشاء قاعدة بيانات وراثية غير مسبوقة توثق أول خريطة جينية شاملة للمجتمع السعودي. ولا تهدف هذه المبادرة النوعية، إلى دعم التشخيص والعلاج فقط، بل تسعى أيضاً إلى تقليل تكاليف الرعاية الصحية وتحسين جودة الحياة على المدى البعيد. ويعد البرنامج، أحد ركائز التقدم الطبي في السعودية، إذ يوفر تشخيصاً أدق، وعلاجات موجهة، وسبل وقاية متقدمة، ما ينعكس مباشرة على صحة الأجيال المقبلة. الطفرات الجينية المسببة للأمراض يعمل برنامج الجينوم السعودي على الحد من انتشار الأمراض الوراثية من خلال الكشف المبكر عن الطفرات الجينية المسببة لها، مما يتيح فرصاً أكبر للتشخيص المبكر والوقاية قبل ظهور الأعراض أو انتقالها إلى الأجيال القادمة؛ ويسهم هذا التوجه في تحسين الصحة العامة وخفض العبء على قطاع الرعاية الصحية. كما يحرص البرنامج على تمكين العلماء والباحثين من الوصول إلى قاعدة بيانات وراثية شاملة للمجتمع السعودي، تمثل كنزاً معرفياً لدراسة الأمراض وفهم العوامل الجينية المؤثرة في صحتهم، ودعم الأبحاث التي قد تفتح آفاقًا لعلاجات مبتكرة. ويولي البرنامج أهمية كبيرة لدراسة المتغيرات الجينية وفهم تأثيرها على الصحة، سواء كانت مرتبطة بأمراض وراثية معروفة أو بعوامل تزيد من القابلية للإصابة بأمراض مزمنة، مما يتيح تطوير استراتيجيات علاجية ووقائية مخصصة لكل فرد. وفي جانب الابتكار، يسعى البرنامج إلى تطوير أدوات التشخيص والوقاية، بما يشمل الاختبارات الجينية المتقدمة والبرامج الوقائية التي تقلل فرص الإصابة بالأمراض الوراثية أو الحد من مضاعفاتها. كما يستهدف البرنامج تقليل حالات الإصابة بالأمراض الوراثية عبر دمج الفحوص الجينية في منظومة الرعاية الصحية، بما يضمن تدخلات وقائية مبكرة وعلاجات أكثر دقة. ويعتمد البرنامج على إنشاء بنية تحتية متقدمة لعلم الجينوم والمعلوماتية الحيوية، تضم أحدث تقنيات التسلسل الجيني وأنظمة تحليل البيانات الضخمة، لضمان إدارة فعّالة للبيانات وتحقيق أقصى استفادة بحثية منها. إلى جانب ذلك، يسهم البرنامج في تحسين نتائج العلاج من خلال استخدام التسلسل الجيني للمرضى، مما يتيح اختيار الأدوية والجرعات الأكثر ملاءمة لخصائصهم الوراثية، ويعزز فعالية العلاج ويقلل من الآثار الجانبية. كما يركز البرنامج على بناء القدرات السعودية في مجال الجينوم، عبر تدريب الكوادر السعودية وتأهيلهم للعمل في مجالات علم الوراثة والمعلوماتية الحيوية، لضمان استدامة هذه الجهود على المدى الطويل. تحليل المواد البيولوجية يهدف البرنامج إلى تحقيق تقدم ملموس في ثلاث مجالات رئيسية تشمل تقليص زمن التشخيص، ورفع دقة وكفاءة تحديد الأمراض، وتغذية قواعد البيانات الوطنية بمعلومات وراثية شاملة للمجتمع السعودي. وحاليا، يخضع الأزواج لفحوصات الدم قبل الزواج، للكشف عن بعض الأمراض الوراثية الشائعة، لكن مع برنامج الجينوم سيتم توسيع الفحص ليشمل آلاف الأمراض، مما يتيح للأزواج معرفة ما إذا كانوا يحملون جينات قد تسبب أمراضاً لأطفالهم مستقبلًا. وحتى الآن؛ تم فحص63 ألف عينة وتوثيق 7 آلاف و500 متغير وراثي، وإنشاء 13 لوحة تسلسل جيني، إضافة إلى نشر 140 بحثاً علمياً في مجلات دولية مرموقة، مما يضع المملكة على طريق الريادة العالمية في مجال الطب الدقيق. وتُجمع العينات في برنامج الجينوم السعودي، من متطوعين أو مرضى وفق معايير دقيقة، ثم تُنقل إلى مختبرات متخصصة حيث تُفصل المادة الوراثية وتُحلل باستخدام تقنيات متقدمة مثل "التسلسل الجيني عالي الإنتاجية" ويتيح هذا الفحص، الكشف عن الطفرات أو التغيرات في تسلسل الحمض النووي، والتي قد تكون مرتبطة بأمراض أو سمات وراثية. أما المتغيرات الوراثية فهي اختلافات طبيعية أو طفيفة في تسلسل الحمض النووي بين الأفراد. بعضها شائع في المجتمع ولا يؤثر على الصحة، بينما قد يتسبب البعض الآخر في زيادة خطر الإصابة بأمراض وراثية أو مزمنة وتمنح دراسة هذه المتغيرات، الباحثين فهماً أعمق لعلاقة الجينات بالصحة والمرض، وتساعد الأطباء في تطوير استراتيجيات علاجية ووقائية مخصصة، مما يدعم مفهوم "الطب الدقيق" الذي يعالج المريض بناء على خصائصه الجينية الفريدة. أما "اللوحة الجينية" فهي مجموعة مختارة من الجينات أو المواقع الجينية التي تُفحص معاً في اختبار واحد للكشف عن متغيرات محددة مرتبطة بأمراض أو سمات وراثية. وفي برنامج الجينوم السعودي، تصمم اللوحات الجينية بحيث تضم الجينات الأكثر ارتباطاً بالأمراض الشائعة في المجتمع السعودي، مما يتيح إجراء فحوص مركزة وفعالة. على سبيل المثال، يمكن أن تحتوي اللوحة على جينات مسؤولة عن أمراض الدم الوراثية، أو اضطرابات التمثيل الغذائي، أو بعض أنواع السرطان. وتكمن أهميتها في أنها تختصر الوقت والتكلفة مقارنة بفحص الجينوم الكامل، وتوفر أداة تشخيصية سريعة للأطباء لتحديد الخطر أو التشخيص بدقة أكبر. كما تستخدم هذه اللوحات في برامج الفحص المبكر قبل الزواج أو الحمل، وفي متابعة الحالات المرضية المعقدة، مما يجعلها عنصرًا أساسيًا في الوقاية والعلاج الموجه. في السعودية، يمثل ارتفاع معدلات زواج الأقارب أحد أبرز العوامل المؤثرة في الخريطة الجينية للسكان. فبحسب دراسة للدكتور أحمد الفارس من جامعة القصيم، نُشرت في العدد الأول من "مجلة الكيمياء الحيوية وعلم الوراثة السريرية السعودية" في عام 2019، تصل نسبة زواج الأقارب في المملكة إلى نحو 58%. ويؤدي هذا النمط من الزواج إلى زيادة احتمالية ظهور الأمراض الوراثية المتنحية النادرة، حيث يحمل كلا الوالدين الجين المسبب للمرض، ما يرفع احتمال أن يرث الأبناء نسختين منه فتظهر لديهم الإصابة. في أواخر تسعينيات القرن الماضي، بدأ الباحثون في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث إجراء دراسات واسعة لرصد الأمراض الوراثية في المجتمع السعودي، وتبين أن نسبة الأمراض المتنحية تصل إلى 84%، مقابل 15% للأمراض غير المتنحية. وشكلت هذه النتائج الدافع وراء التفكير في تأسيس قاعدة بيانات وراثية وطنية، وهو ما تحقق لاحقاً عبر برنامج الجينوم البشري السعودي؛ كمشروع وطني لدراسة الأساس الجيني للأمراض الوراثية في المملكة. ما هو "البانجينوم"؟ أما "البانجينوم" فهو مفهوم متطور في علم الجينوم يهدف إلى تقديم صورة شاملة ومتنوعة للتركيب الجيني لنوعٍ ما، بدلاً من الاعتماد على جينوم مرجعي واحد فقط. في الجينوم التقليدي، يجرى تحليل تسلسل الحمض النووي لشخص أو كائن واحد، ويُستخدم هذا الجينوم كنموذج أساسي للمقارنة. لكن "البانجينوم" يتجاوز ذلك عبر دمج بيانات من العديد من الأفراد المختلفين، مما يسمح بتمثيل أوسع للتنوع الجيني في المجتمع أو النوع المدروس. هذه المقاربة توفر خريطة جينية أكثر دقة، تكشف عن المتغيرات النادرة والمناطق التي قد لا تظهر في الجينوم المرجعي التقليدي. وأطلق اتحاد المرجع البانجينومي البشري (HPRC)، أول مسودة للبانجينوم البشري، بعد تجميع وتسلسل 47 جينوماً مزدوج المجموعة الكروموسومية بالكامل، اختيرت بعناية لتمثيل التنوع الجيني العالمي، وبموافقة أصحاب العينات على إتاحة البيانات بلا قيود. وقد شملت العينات، بيانات من مشروع "الألف جينوم"، مع اختيار خطوط خلوية طبيعية من الناحية الكروموسومية، وبتمثيل جغرافي ووراثي واسع، لضمان بناء مرجع يعكس التنوع البشري بدقة أكبر، ويكون أساسًا لأبحاث الجينوم في المستقبل. ورغم أن أول بانجينوم بشري أُعلن عنه في عام 2023، إلا أنه استند أساساً إلى عينات لم تضم أي أشخاص من أصول عربية أو يابانية، ما يعني أن قرابة 10% من سكان العالم لم يكونوا ممثلين فيه؛ وقد دفع هذا النقص الباحثين مؤخراً إلى إعداد خرائط بانجينوم فرعية لمجموعات سكانية محددة، لتكون مراجع أدق وأكثر ملاءمة لها. جاء الاهتمام بدراسة البانجينوم استجابة لتحديات واضحة في مجال البحث الجيني، أبرزها محدودية الاعتماد على جينوم مرجعي واحد، إذ إن جينوم فرد واحد لا يمكنه أن يعكس التنوع الوراثي الكبير بين البشر. كما أن التنوع العرقي والجغرافي يفرض فروقاً ملحوظة في الجينات بين المجموعات السكانية، ما يجعل "البانجينوم" أداة أساسية لفهم هذا الاختلاف. إضافة إلى ذلك، فإن تحسين دقة التشخيص للأمراض الوراثية يتطلب الكشف عن متغيرات جينية نادرة قد لا تظهر في الجينوم المرجعي التقليدي. ويسهم البانجينوم كذلك في دعم الطب الشخصي عبر تصميم خطط علاجية دقيقة ومخصصة لكل فرد، فضلًا عن دوره في دراسة تطور الإنسان وفهم تاريخه عبر تتبع الهجرات البشرية القديمة وآليات التكيف مع البيئات المختلفة. يمثل اختيار تسلسل مرجعي في تحليل الجينوم خطوة محورية، إذ يُبنى عليه كل ما يلي من تحليلات جينية. وقد برز نموذج رسم البانجينوم البياني كحل مبتكر يدمج الأنماط الجينية لعدة أفراد، ما يعكس التنوع الوراثي بصورة أشمل. وأصبح من الممكن تقنياً في السنوات الأخيرة، بناء الجينومات البشرية من الصفر بفضل تقنيات تسلسل القراءة الطويلة، لكن عدد الجينومات المتاحة بحرية ودون قيود ما زال قليلاً، وهذا يمثل عائقاً أمام بناء المراجع الجينومية أو البانجينومات. وتشمل التحديات الحالية؛ قلة عدد وجودة الجينومات المتاحة للعامة، والتعقيدات التقنية في التعامل مع رسوم البانجينوم البيانية وبرمجياتها، بالإضافة إلى الاعتبارات الأخلاقية، حيث أن عددًا محدودًا من العينات البشرية حصل على الموافقات الأخلاقية اللازمة للإتاحة المفتوحة. مشروع مشترك رغم أن رسوم البانجينوم البيانية تمثل نوعاً حديثاً من هياكل البيانات، فإن تقنياتها ما زالت في طور النضج. وعلى عكس الجينوم الخطي الذي طُورت حوله أدوات وخوارزميات على مدى عقود، فإن البانجينوم البياني يواجه نقصاً في الأدوات البرمجية المتاحة، ولا يمكنه حتى الآن النمو ليشمل آلاف الأفراد من جميع أنحاء العالم بسبب قيود الموارد، خاصة في المناطق التي تفتقر للبنية التحتية الحاسوبية. ولهذا يُتوقع أن تلعب رسوم البانجينوم الخاصة بالمجتمعات دوراً مهماً في التحليلات الجينومية الموجهة لمجتمع بعينه، بما في ذلك التطبيقات السريرية، وهناك بالفعل عدة رسوم بيانية خاصة بمجموعات سكانية قيد التطوير. وفي الدراسة الجديدة، قدم مشروع JaSaPaGe، وهو مرجع بانجينوم بياني خاص بالسكان في السعودية واليابان، وهما مجموعتان بشريتان ظلتا ممثلتين بشكل محدود في الدراسات الجينومية السابقة. وقد استخدم الباحثون في الدراسة السعودية، تقنيات تسلسل متعددة لتسلسل جينومات 10 أفراد يابانيين و سعوديين، وبنوا تجميعات ثنائية الصيغة الصبغية لكل عينة. استُخدمت هذه التجميعات لإنشاء رسم بانجينوم بياني خاص باليابانيين من 10 عينات، وآخر خاص بالسعوديين من 8 عينات أضيف إليها جينوم سعودي منشور سابقًا، ليصبح المجموع 9 عينات سعودية. ورغم أن اليابان والسعودية تقعان على طرفي قارة آسيا، فإنهما لم تكونا ضمن الإصدار الأول من مشروع اتحاد المرجع البانجينومي البشري، كما أن الاختلاف الجيني الكبير بينهما قد يكشف عن نطاق أوسع من التنوع في الأنماط الجينية عبر القارة. قام الفريق أيضاً بدمج الرسمين البيانيين الخاصين بالمجموعتين في رسم بانجينوم بياني مشترك يضم شعبين مختلفين جينياً إضافة إلى مرجعين جينوميين عالميين. والبيانات الناتجة، بما في ذلك بيانات التسلسل، وتجميعات الجينوم، ورسوم البانجينوم البيانية، إلى جانب البرمجيات والبرامج النصية المستخدمة في إنشائها وتقييمها، متاحة للجميع مجاناً. وتمت عملية بناء المرجع باستخدام تقنيات متقدمة جداً لضمان أعلى درجات الدقة في قراءة وترتيب الجينوم. من بين هذه التقنيات تقنية تسلسل الجينوم بقراءات طويلة ودقيقة في الزمن الحقيقي، وهي طريقة تعطي قراءات طويلة ودقيقة للحمض النووي، مما يساعد في فك شيفرة المناطق الصعبة والمعقدة. كما استخدم الباحثون تقنية "التسلسل عبر المسام النانوية"، التي تقرأ سلاسل طويلة من الحمض النووي بشكل مستمر، حتى لو احتوت على تكرارات جينية معقدة. كما استخدموا البنية ثلاثية الأبعاد للحمض النووي داخل نواة الخلية لمعرفة كيفية ارتباط أجزاء الجينوم معاً داخل النواة، مما يساعد في ترتيب الأجزاء بشكل صحيح أثناء التجميع. ويعكس المرجع الجديد، التنوع الجيني في المجموعتين السكانيتين (السعودي والياباني) بشكل أدق، مما يرفع من قيمته للأبحاث الطبية والوراثية وتقول المؤلفة المشاركة في الدراسة، ملاك عابد الثقفي، أستاذة ورئيسة قسم علم الأمراض والطب المخبري في مركز تافتس الطبي، إن المشروع يمثل امتداداً لسنوات من العمل على الجينوم السعودي، مضيفة: "هذا الإسهام يعزز التمثيل في علم الجينوم ويضمن أن يخدم الطب الدقيق جميع الفئات السكانية". أما المؤلف المشارك في الدراسة، روبرت هوهن دورف، الباحث في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، فأوضح أن الجمع بين بيانات مجتمعين مختلفين جينياً مثل السعودية واليابان، اللتين تفصل بينهما مسافات وتاريخ وراثي طويل، أتاح دراسة تأثير اختلاف المراجع على دقة تحديد المتغيرات الجينية، مما يوفر رؤى جديدة يمكن أن تنعكس على تحسين الصحة العامة. بينما المؤلف المشارك في الدراسة، يوسوكي كاواي، الباحث في معهد اليابان لأمن الصحة، فقد اعتبر أن التعاون في إعداد "خرائط بانجينوم" مخصصة لليابانيين والسعوديين يمثل خطوة مهمة لسد فجوة واضحة في التمثيل الجيني على مستوى العالم. وأضاف أن دمج البيانات الوراثية المتنوعة من البلدين أتاح إنشاء مرجع قوي يسهم في رفع دقة تحديد المتغيرات الجينية، ويفتح آفاقًا واسعة لتطوير طب دقيق مصمم خصيصاً لاحتياجات كل مجموعة سكانية.

بالإعلام الطبي سنخفض نفقات علاج السرطان
بالإعلام الطبي سنخفض نفقات علاج السرطان

العربية

timeمنذ 6 ساعات

  • العربية

بالإعلام الطبي سنخفض نفقات علاج السرطان

الإنفاق على علاج السرطان صار فلكياً، يتجاوز قدرات المليارديرات، ولا تستطيع تحمل تكلفته الدول الفقيرة، وهذه مأساة وكارثة. حسب تقدير عام 2022، تم تشخيص حوالى 20 مليون حالة جديدة بالسرطان سنوياً، سرطان الرئة يمثل نحو 12.4% من الإصابات، يعنى حوالى 283 حالة/ساعة، سرطان الثدى نحو 11.6% → 265 حالة/ساعة، سرطان القولون نحو 9.6% → 219 حالة/ساعة، الإنفاق على أدوية السرطان ارتفع إلى نحو 223 مليار دولار فى عام 2023، قابله فى المؤسسات البحثية فى أمريكا (National Cancer Institute) إنفاق بحوالى 7.1 مليارات دولار فى السنة، الاقتصاديات الأكبر تحسب أن التكلفة الاقتصادية السنوية الإجمالية للسرطان (علاج، فقد إنتاجية) تتجاوز 1.16 تريليون دولار. لو حسبناها بالساعة، فى كل ساعة واحدة فقط حول العالم، تُصرف التكاليف التالية بسبب السرطان، أدوية السرطان: حوالى 25.5 مليون دولار، أبحاث السرطان: حوالى 810 ألف دولار، الإجمالى الاقتصادى (علاج، فقد إنتاجية) أكثر من 132 مليون دولار. يساهم الإعلام الطبى والصحى بشكل فعال فى تقليل التكلفة والإنفاق على السرطان عبر عدة محاور، تتضمن الوقاية، الكشف المبكر، وتوجيه المرضى نحو خيارات علاجية أكثر كفاءة. إليك أبرز المساهمات بشكل منظم، من ناحية التوعية والوقاية: نشر أنماط الحياة الصحية (مثل تقليل التدخين، تحسين التغذية، ممارسة الرياضة) يقلل من معدل الإصابة بالسرطان، الوقاية الأولية تحد من الحاجة للعلاج، وبالتالى تقلل الإنفاق طويل الأمد، مثال: التوعية بسرطان الرئة وأضرار التدخين خفضت معدلاته فى دول كثيرة، ما انعكس على انخفاض تكاليف علاجه. الكشف المبكر: الإعلام يروج لأهمية الفحص الدورى (مثل فحص الثدى، القولون، عنق الرحم)، الكشف المبكر يقلل من الحاجة لعلاجات مكلفة فى المراحل المتقدمة. المردود المالى: علاج السرطان فى المراحل المبكرة أرخص بكثير من العلاج فى المراحل المتأخرة التى تحتاج إلى كيماوى مرتفع الثمن أو جراحة معقدة. التثقيف حول العلاجات المناسبة يساعد المرضى على فهم الخيارات المتاحة وعدم الانسياق وراء علاجات غير مثبتة أو مكلفة دون فائدة، يقلل من الإنفاق على «العلاجات الوهمية» أو السفر غير الضرورى، مثال: حملات ضد المنتجات المزيفة أو العلاجات غير المرخصة تمنع هدر الأموال. دعم قرارات الدولة والمؤسسات الصحية، الإعلام الصحى الجيد يوجه الرأى العام لدعم سياسات صحية فعالة مثل زيادة ميزانية الوقاية، إدخال التطعيمات (مثل HPV)، دعم فحص السكان، وهذا يؤدى إلى تقليل الإنفاق لاحقاً على علاجات مكلفة. تحسين الالتزام بالعلاج والمتابعة، عندما يفهم المريض أهمية الاستمرار فى العلاج والمتابعة يقل خطر الانتكاسات، ما يوفر تكلفة إعادة العلاج، يقلل من التحويلات العشوائية بين المستشفيات أو الفحوصات غير الضرورية، تقليل الوصمة وزيادة المبادرات المجتمعية، الإعلام يقلل من وصمة السرطان، فيشجع المرضى على الفحص والعلاج المبكر دون خوف أو خجل.

البيئة تشكل الأخلاق: دراسة عالمية تكشف الرابط بين الفقر والأنانية
البيئة تشكل الأخلاق: دراسة عالمية تكشف الرابط بين الفقر والأنانية

الرجل

timeمنذ 10 ساعات

  • الرجل

البيئة تشكل الأخلاق: دراسة عالمية تكشف الرابط بين الفقر والأنانية

كشفت دراسة حديثة أن البيئات الاجتماعية القاسية مثل الفقر، الفساد، عدم المساواة، والعنف، قد تعزز السمات السلبية في شخصية الإنسان، وتجعل الأفراد أكثر ميلًا إلى الأنانية، الاستغلال، أو التصرفات غير الأخلاقية. نُشرت نتائج البحث في مجلة وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم (PNAS)، بعد تحليل قاعدة بيانات ضخمة تضم نحو 1.8 مليون مشارك من 183 دولة و144 ألف شخص من مختلف الولايات الأمريكية. ارتباط وثيق بين البيئة والشخصية ركزت الدراسة على ما يسمى بـ"سمات الشخصية المظلمة"، وهي مجموعة من الصفات التي تشمل النرجسية، السادية، الميول للسيطرة، واللامبالاة بمصالح الآخرين. وخلص الباحثون إلى أن الأفراد الذين نشأوا في مجتمعات يسودها العنف أو الفساد، كانوا أكثر ميلًا إلى هذه السمات. ويشير الخبراء إلى أن من يعيش في بيئة غير مستقرة، قد يتبنى قناعة أن "النجاة للأقوى" أو أن "خداع الآخرين وسيلة للبقاء". قاد فريق من جامعة كوبنهاغن الدراسة، حيث قام الباحثون بربط مؤشرات الفساد، الفقر، العنف، وعدم المساواة خلال الفترة ما بين 2000 و2004 مع بيانات شخصية جُمعت بعد سنوات، لقياس تأثير البيئة الاجتماعية في المراحل العمرية المبكرة على الشخصية لاحقًا. الشخصية ليست نتاج العوامل الوراثية فقط وبحسب الباحث الرئيسي إنغو زتلر من جامعة كوبنهاغن، فإن هذه النتائج تؤكد أن الشخصية ليست نتاج العوامل الوراثية فقط، بل تتأثر بشدة بالبيئة الاجتماعية، خصوصًا في فترة المراهقة وبداية الشباب. وأوضح أن تحسين الظروف المعيشية، ومحاربة الفساد، والحد من العنف يمكن أن يسهم في خفض انتشار السلوكيات الأنانية أو الاستغلالية داخل المجتمعات. ورغم الحجم الضخم للدراسة، أشار الباحثون إلى بعض القيود، مثل الاعتماد على عينات عبر الإنترنت قد لا تمثل بدقة جميع السكان، إضافة إلى احتمال نقص الدقة في بيانات بعض الدول حول معدلات الفساد أو العنف. ومع ذلك، اعتبر الخبراء أن النتائج تقدم دليلاً قوياً على تأثير البيئة في تكوين السمات السلوكية، وتفتح الباب أمام أبحاث مستقبلية لفهم كيفية تفاعل الأوضاع الاجتماعية مع تطور الشخصية. وبينما يرى العلماء أن هذه السمات قد تظهر بوضوح في المجتمعات غير المستقرة، فإن الرسالة الأهم من الدراسة هي أن تحسين البيئة الاجتماعية قد لا يقتصر أثره على رفاهية الناس، بل يمتد ليشمل تشكيل شخصيات أكثر توازنًا وتعاونًا في المستقبل.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store