logo
"لوموند": ينبغي ألّا تتمتع الحكومة الإسرائيلية بأي حصانة بعد الآن

"لوموند": ينبغي ألّا تتمتع الحكومة الإسرائيلية بأي حصانة بعد الآن

الميادينمنذ 8 ساعات

هيئة تحرير صحيفة "لوموند" الفرنسية تنشر مقالاً افتتاحياً تدعو فيه إلى كسر الصمت الدولي، ورفض إفلات "إسرائيل" من العقاب على الإبادة الجماعية التي تشنّها في قطاع غزة، والتحرك الجاد لمحاسبة الحكومة الإسرائيلية على انتهاكاتها المتكررة بحق المدنيين الفلسطينيين وحقهم في الأرض والوجود.
أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية بتصرف:
إنّ تراكم التصريحات التحريضية يؤدي دائماً إلى تحديد سياسة ما. من خلال الوعد بـ "تدمير" غزة، والتأكيد أن لا شيء سوف يقاطع الحرب، وأنّ "القوة بأكملها" في "الجيش" الإسرائيلي سوف تُنشر لهذا الغرض، والإعلان عن "إخلاء" غزة من السكان، ورحيل نصف الفلسطينيين و"حتى الكثيرين غيرهم" من أرض جُعلت غير صالحة للسكن عن علم وبشكل منهجي، فإنّ السلطات الإسرائيلية، بقيادة رئيس الوزراء، تختار مسار عدم احترام حقوق الإنسان.
الأمر لا يقتصر على الكلام. فالاستخدام السافر لسلاح الجوع؛ والاستئناف الأحادي الجانب، باسم القضاء على حماس، لمجازر المدنيين الفلسطينيين بقنابل الولايات المتحدة؛ وسقوط آلاف الأطفال قتلى وجرحى ومحرومين من الرعاية الصحية الأساسية؛ والعودة إلى النزوح الجماعي للسكان في مناطق تُصوَّر زورًا على أنها آمنة، كل ذلك يشكّل الحقائق للإبادة الجماعية. اليوم 09:32
22 أيار 09:08
وأصدرت عشرات المنظمات غير الحكومية والدولية تحذيرات عديدة، لكنها لم تُجدِ نفعًا حتى الآن. ومن دون مزيد من اللغط، يُفترض أن يقود التطهير العرقي المُخطط له في غزة، والذي تُخفيه السلطات الإسرائيلية بفظاظة تحت ستار "خطة هجرة طوعية"، العديد من الدول إلى الاستنتاجات اللازمة. لقد ولّى وقت التضامن المطلق مع "إسرائيل"، والآن، فقد حان وقت المعارضة الحازمة والصريحة لخطة الائتلاف الحكومي الأكثر تطرفًا في تاريخ "إسرائيل".
إن هذا المشروع هو مشروع "إسرائيل الكبرى من النهر إلى البحر"، وهو ما يدفن نهائياً حق الفلسطينيين في تقرير المصير. كل شيء يسهم في ذلك. وتتعرض الخطط الخاصة بغزة، مثل تلك الخاصة بالضفة الغربية المحتلة، لعنف المستوطنين الإسرائيليين تحت حماية الجيش. إنّ السيطرة الكاملة على سجل الأراضي لغالبية الأراضي في الضفة الغربية التي استولت عليها "إسرائيل" للتو هي مؤشر آخر على الرغبة في الضم.
ويشكل التهديد باتخاذ "تدابير ملموسة" والذي ذكرته كندا وفرنسا والمملكة المتحدة في بيان مشترك يوم 19 مايو/أيار خطوة أولى. وأخيراً، لا بد من إثارة مسألة العقوبات، وكذلك مسألة تعليق اتفاقية الشراكة بين "إسرائيل" والاتحاد الأوروبي، والتي تنص المادة الثانية منها على أنها تقوم على "احترام حقوق الإنسان والمبادئ الديمقراطية"، والتي سوف تخضع لإعادة النظر.
ولإنهاء المأساة الإنسانية المستمرة، وإنقاذ المشروع الوطني الفلسطيني، وحماية "إسرائيل" من نفسها، فإن المسار الذي اختارته السلطات الإسرائيلية في غزة والضفة الغربية لا بد وأن يكون له ثمن، ولا بد أن يكون باهظاً.
نقله إلى العربية: الميادين نت.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

نائب أميركي يُثير الجدل بتصريحه عن غزة: يجب ضربها بالنوويّ
نائب أميركي يُثير الجدل بتصريحه عن غزة: يجب ضربها بالنوويّ

ليبانون 24

timeمنذ 37 دقائق

  • ليبانون 24

نائب أميركي يُثير الجدل بتصريحه عن غزة: يجب ضربها بالنوويّ

طالب النائب الجمهوري راندي فاين، بضرب قطاع غزة بالسلاح النووي على غرار ما فعلته الولايات المتحدة الأميركية في هيروشيما وناغازاكي في اليابان بالحرب العالمية الثانية، وذلك تعليقاً على مقتل رجل وامرأة من موظفي السفارة الإسرائيلية في العاصمة الأميركية على يدّ شاب يدعى إلياس روديغيرز. وقال النائب الأميركي لقناة " فوكس نيوز" الأميركية: "حقيقة الأمر هو أن القضية الفلسطينية هي قضية شريرة". وعندما سئل عن محادثات وقف إطلاق النار في غزة الجارية حالياً وإن كان الاتفاق بين حماس وإسرائيل سيوقف عمليات مثل إطلاق النار التي حدثت في واشنطن ، أجاب: "السبيل الوحيد لإنهاء الصراع هو الاستسلام التام والشامل لهؤلاء الذين يدعمون الإرهاب". وتابع قائلا: "في الحرب العالمية الثانية، لم نتفاوض على استسلام النازيين، ولم نتفاوض على استسلام اليابانيين، قصفنا اليابانيين مرتين نوويا للحصول على استسلام غير مشروط، ويجب أن يكون الأمر عينه هنا، هناك أمر خاطئ عميق جدا في هذه الثقافة ونحتاج إلى هزيمتها". (العربية)

ترامب و 'حافة الهاوية'
ترامب و 'حافة الهاوية'

المنار

timeمنذ 40 دقائق

  • المنار

ترامب و 'حافة الهاوية'

استمر الرئيس الأميركي دونالد ترامب وبعد عودته إلى البيت الأبيض في العام 2025 بإطلاق شعاراته الرنانة المعروفة: 'أمريكا اولاً' و' استعادة هيبة امريكا'. ومن ولايته الأولى وحتى الآن لم يتمكن من ترجمة هذه الشعارات على أرض الواقع ولم تسعفه التصريحات الخارجة عن المألوف ولا التحركات الاستفزازية لحلفائه قبل اعدائه، حيث تراجعت إدارته عن العديد من القرارات الدولية البارزة خوفاً من الضغوط الخارجية واحياناً لحسابات داخلية. من الممكن تفسير هذه التراجعات على أنها مؤشر على سياسة تاجر يرفع سقفه عالياً ليعود ويتنازل رويداً رويداً لتخفيف الكلفة. أما أبرز هذه التراجعات حتى تاريخ كتابة هذا المقال فهي على الشكل التالي. اليمن التكلفة التي تركت 'اسرائيل' وحيدة أعلنت اليمن الحصار البحري على 'اسرائيل' دعماً لغزة ومطالبة بوقف الابادة الجماعية، حيث استهدفت كل السفن الاسرائيلية والسفن التي تتجه نحو الكيان أو تنطلق من الكيان في البحر الأحمر، فبادر ترامب لمحاولة حماية الكيان وحماية السفن من خلال شنّ حرب جوية بضربات يومية بدأت في شباط 2025 ولكن ما لبث أن ظهر عدم جدوى هذه الحرب وبدأت تنعكس سلباً على الرئيس الأميركي بعد تعرض حاملات طائراته إلى القصف وسقوط طائرات الـf18 ما جعل ترامب وإدارته يتراجعون عن قرارهم. وعُزي التراجع إلى وساطات عمانية ودولية، إضافة إلى القلق داخل وزارة الحرب الأمريكية من كلفة التورط الطويل وقال ترامب حينها 'لن نخوض حروبًا لا نهاية لها'، مستعيدًا شعاره من ولايته الأولى، لكنه فعليًا كان يُنهي عملية عسكرية بدأها بنفسه. إيران: من التهديد بالقصف إلى المفاوضات على الطاولة بدأ ترامب ولايته الثانية بتهديد مباشر لايران وبنبرة عالية مستخدماً مصطلح ' الرد الساحق' في حال استمرت ايران بدعم حلفائها في اليمن وفلسطين ولبنان والعراق حتى وصل إلى إمكانية تنفيذ ضربة عسكرية بعد تعرضه لضربات في اربيل وفي البحر الأحمر. ولكن خلف هذا الضجيج كانت قنوات التفاوض تحت الطاولة مستمرة بوساطة اوروبية وعمانية وبعد أن انتشى نتنياهو بدنو الضربة العسكرية للقدرات النووية الايرانية، استدعاه ترامب الى البيت الأبيض ليعلن بأن باب التفاوض مع ايران قد فتح ولتعلن الخارجية الأمريكية بشكل مفاجئ قبولها 'الجلوس مع الإيرانيين دون شروط مسبقة، لمناقشة برنامجهم النووي وسلوكهم الإقليمي'، حسب تعبير الخارجية. هذا التراجع لم يكن مفاجئاً، بل صار امراً واقعاً حيث بدأ ترامب بالمفاوضات مع تعليق بعض العقوبات الثانوية. الخطوة أثارت امتعاض اللوبيات المتشددة، إلا أن ترامب بررها بـ'إعطاء السلام فرصة أخيرة'، ما عُدّ تراجعًا صريحًا عن سياسة المواجهة التي لوّح بها في حملته الانتخابية، واعترافًا عمليًا بقوة الواقع الإقليمي وتشابك المصالح في الخليج. نتنياهو خارج المعادلة كان صادما بالنسبة لنتنياهو خروج الأسير الاسرائيلي ادن الكسندر واطلاق سراحه من قبل حركة حماس بعد اسابيع من المفاوضات الغير المباشرة بينها وبين ادارة ترامب، ومن دون علم نتنياهو ولا مشاركته، ما أظهره ضعيفاً مقابل قوة الادارة الأميركية التي اعتبرت رغم خطابها المتشدد أنها مستعدة للتراجع حين تتطلب المصلحة ذلك ولو حساب الحلفاء المقربين أو التقليديين. كما اظهرت تراجعاً عن اللهجة العدائية التقليدية تجاه حركة حماس واعتبارها جزء أساسي من المشهد في فلسطين بعدما كانت تعتمد نهج الاقصاء اتجاهها. تايوان من المواجهة مع الصين الى التهدئة أما في ملف تايوان، فقد وصلت الأمور بترامب إلى إعلانه نيته إرسال قوات بحرية قرب تايوان، فاتحاً تواصلاً مباشراً مع الحكومة التايوانية في محاولة للقول بأنه مؤيد لمحاولات ابتعادها عن الصين. أثار ذلك غضب بكين التي ردت بتهديدات وبمناورات بحرية وجوية فوق تايوان مما أثار القلق في البورصات العالمية. حينها تفاجأت تايوان بتراجع ترامب وهدوء لهجته وأعلنت وزارة الخارجية أن 'الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان، وتؤكد تمسكها بسياسة الصين الواحدة'. لا لروسيا في مجموعة الدول السبع في بداية الـ 2025 جدد ترامب فكرته القديمة في محاولة لما اعتبره احتواء روسيا، حيث طالب بإعادتها إلى مجموعة الدول السبع الكبرى وحاول الترويج والضغط على الدول الأوروبية للقبول بفكرته ولكنه جوبه برفض حاسم من معظم هذه الدول، بسبب استمرار الحرب بين روسيا واوكرانيا. لكن تراجع ترامب عن طرحه بعد اجتماع الدول السبع في المانيا معللاً ذلك بأنه 'ربما الآن ليس الوقت المناسب'. وجاء هذا التراجع بسبب الضغوط الأوروبية المكثفة على رأسها فرنسا وكندا والمانيا. ترامب من التخلي عن زيلينسكي إلى دعم مشروط قبل توليه الرئاسة، كان ترامب واضحاً التوجه نحو التخلي عن اوكرانيا بخطاباته الانتخابية. وحين تولى الرئاسة أشار بتصريحاته إلى أنه 'ليس من مسؤولية أميركا تمويل حرب الآخرين'، ما أثار قلق كييف وحلفائها الأوروبيين، حيث بدا دونالد ترامب أقرب إلى بوتين من زيلينسكي من حيث التوجه العام والخطاب السياسي. وكان اللقاء الشهير بينه وبين زيلينسكي في البيت الأبيض هو الصورة الحقيقية عن واقع العلاقة بين الرجلين. لكن مع تصاعد الضغط من الكونغرس والبنتاغون، عاد ترامب ليعلن استمرار الدعم 'وفق شروط جديدة'، وأبرزها صفقة المعادن التي حصل عليها، رغم أن ترامب ينظر إلى بوتين باعتباره شريكًا يمكن التفاهم معه تجاريًا وأمنيًا، وليس عدواً أيديولوجيًا، آخذاً بعين الاعتبار ايضاً ميل كفة الحرب في الميدان لصالح موسكو وهو ما أخبر به القادة الأوروبيين مؤخراً، بحسب ما نقلته صحيفة 'وول ستريت جورنال' عن مصادر مطلعة، والتي قالت إن ترامب أخبر قادة أوروبيين، في اتصال هاتفي، أن 'الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ليس مستعداً لإنهاء الحرب في أوكرانيا، لاعتقاده أنه في موقع المنتصر'. وقالت الصحيفة الأميركية إن الاتصال ضم كلاً من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني. وربما يشكّل هذا الاتصال، رسالة لهؤلاء من ترامب بعدم جدوى استمرار الحرب ورفع سقوف المواجهة مع روسيا، خصوصاً مع إعلان رئيسة المفوّضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أن الاتّحاد يعمل على حزمة جديدة من العقوبات لزيادة الضّغط على الرئيس الرّوسي، 'إلى أن يصبح مستعدّاً للسّلام'. 'حافة الهاوية' لا زال ترامب يلعب سياسة 'حافة الهاوية' طالما أن الخطابات أقل كلفة من التطبيق، محاولاً تحقيق مطالبه برفع السقوف قبل العودة والتراجع عنها. ويكشف هذا عن نمط متكرر وسياسة تفاوضية في إدارة الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة. هو الهجوم حتى تظهر العواقب، فإذا صمدت الجهة المقابلة يبدأ بالتراجع وتُظهر الأمثلة التي ذكرناها حقيقة هذه السياسة. فالصمود والثبات هو الطريقة الوحيدة لمنع ترامب من تحقيق أهدافه، إذ إن ما يطلبه ليس أمراً محسوماً بل يمكن رفضه ومواجهته حتى الوصول الى منع تحققه.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store