
صناعة المفروشات
منذ العصور القديمة شكّلت المفروشات جزءًا لا يتجزأ من حضارات الشعوب، فقد كان الأثرياء يتباهون بقطع الأثاث المصنوعة يدويًا من الخشب النادر والمزينة بالأحجار والذهب
بينما استخدم عامة الناس مفروشات بسيطة لكنها تعكس بيئتهم وثقافتهم، وفي الحضارات الإسلامية على سبيل المثال
برزت الزخارف العربية والنقوش الهندسية في الأرائك والمقاعد مما حوّل المفروشات إلى مرآة للهوية الثقافية، ومع الثورة الصناعية تحولت المفروشات من إنتاج يدوي محدود إلى صناعة واسعة النطاق. دخلت الآلات وظهرت خطوط الإنتاج وتغيّرت مفاهيم التصميم لتخدم الإنتاج الضخم.
وقد أعاد هذا التحول تعريف العلاقة بين الإنسان والمكان وفتح الباب لابتكار أنماط عصرية من المفروشات تلائم أنماط الحياة المتغيرة، وفي السنوات الأخيرة دخلت صناعة المفروشات في ثورة ذكية ومستدامة ومزودة بأنظمة شحن وإضاءة مدمجة وأدوات تحكم ذكية.
إن صناعة المفروشات لا تقوم على إنتاج الأثاث فحسب بل على صناعة قيمة جمالية وإنسانية واقتصادية في آن واحد
جودة المنتج وتمكين الحرفي وحماية البيئة وتصدير الهوية، كلها مكونات في وصفة نجاح لا تعرف الحدود، ولأنني حريصة وشغوفة بهذا العالم (صناعة المفروشات) دخلت إلى عمق التفاصيل وإلى عالم المفروشات الذي يشبه لوحة فنية ضخمة تتحرك فيها العناصر لتصنع مشهدًا متكاملاً من الأناقة والانسجام والهوية، ولأجل هذا الشغف ركزت في عملي على عناصر أساسية تصنع الفارق:
أولا: الجودة.. لا أساوم عليها فكل قطعة يجب أن تكون مريحة متينة وفعالة في الاستخدام اليومي.
ثانيا: الحرفيون المحليون، أؤمن أن الأيدي الماهرة تنقل الحرفة من صناعة إلى فن يروي حكاية.
ثالثا: المواد الطبيعية، أختارها بعناية لأنها تمنح القطعة إحساسًا دافئًا وتحترم البيئة.
رابعا: التوازن بين التراث والحداثة.
خامسا" الابتكار والوظيفة.. المفروشات الذكية والعملية هي الحلول التي نحتاجها اليوم في منازلنا ومساحاتنا.
سادسا: الاستدامة، فالجمال الحقيقي هو ما يستمر دون أن يُرهق الأرض أو يُستبدل بسرعة.
ختاما في كل مشروع أسعى لتقديم مفروشات تعبّر عن الشخصية وتحكي قصة المكان وتضيف لمسة من الدفء والأناقة لأن التصميم الحقيقي يبدأ من الشغف.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ 2 ساعات
- الشرق الأوسط
إلى متى ستعيش إسرائيل في رعب وتوجُّس؟
يوماً تلو الآخر، تثبت إسرائيل أنه لا دالة لها على السلام، لا بمفهومه الشامل والعادل دفعة واحدة، ولا حتى عبر خطوات مرحلية أولية تساعد في بناء حالة من الثقة، يمكن المراكمة عليها. تبدو حكومة بنيامين نتنياهو وكأنها ماضية قدماً في بناء الجدران والأسوار العالية مرة جديدة، ورافضة لفكرة الجسور، التي وصفها الأديب اليوغسلافي الراحل إيفو أندريتش، في روايته الرائعة «جسر على نهر درينا»، بأن «الله صنعها بأجنحة الملائكة، ليتمكن الرجال من التواصل عبرها». الجسور تعزز التواصل الإنساني، وتشرع الأبواب للسلام، فيما الجدران، تكرس العزلة، وتجذر للكراهية والحروب والخصام. أغلقت إسرائيل أبوابها في وجه الوفد الوزاري العربي المنبثق عن القمة العربية الإسلامية، الذي كان من المفترض أن يزور رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس في رام الله نهار قبل أيام. إسرائيل اعتبرت أن الزيارة تكرس وتروج لفكرة الدولة الفلسطينية، باعتبارها كياناً إرهابياً في تقدير جماعة رئيس الوزراء الإسرائيلي، لا سيما وزير الدفاع كاتس، وبقية الطاقم اليميني المتطرف. بالنظر إلى القانون الدولي، منعُ إسرائيل الوفد الوزاري العربي، خرقٌ فاضح لالتزامات إسرائيل بصفتها القوة القائمة على الاحتلال، ويعكس حجم غطرسة حكومتها، وضربها عرض الحائط بالنواميس الإلهية والشرائع الوضعية. تبرعُ إسرائيل في ابتكار تعبيرات خارج إطار الواقع، كقول أحد مسؤوليها إن «الاجتماع الذي كان من المفترض أن يجمع الوفد، استفزازي، لأنه يتناول شأن إقامة دولة فلسطينية، وإسرائيل التي تسيطر على كل المنافذ إلى الضفة الغربية لن تتعاون مع خطوة كهذه تهدف إلى الإضرار بها وبأمنها». نعم، لا مجال في ذهن القائمين على حكومة نتنياهو لعدالة تقود إلى سلام. ألم يتحدث كاتس نفسه قبل أيام عن بناء إسرائيل الدولة اليهودية الإسرائيلية في الضفة الغربية، غداة إعلانه عن تحويل 22 بؤرة استيطانية إلى مستوطنات رسمية، تغير الطبيعتين الجغرافية والديموغرافية للأراضي الفلسطينية؟ محاولات إسرائيل مستمرة ومستقرة في الحصار المالي للضفة الغربية من جهة، وتقطيع أوصالها من جهة ثانية، ومحاصرة الفلسطينيين في الضفة والتضييق عليهم، وتهويد مدينة القدس وتغيير معالمها وملامحها. هل تخشى إسرائيل من السلام وتجد ذاتها في الهرب إلى الأمام عبر الحروب والدماء؟ آخر الرؤى الإسرائيلية التي تقطع بأن تل أبيب تعيش في قلب الغيتو بالمعنى المادي وليس الأدبي والروحي المجردين، إعلانها عن توجه لبناء جدار من 425 كيلومتراً يفصلها عن الأردن والضفة الغربية، وهو أمر يتطلب موافقة من السلطة الفلسطينية بصفتها الجهة الشرعية المسؤولة عن تلك المنطقة، ويفترض الانتهاء منه خلال 3 سنوات. قرار المستوطنات والجدار الفاصل، في الضفة، يعكسان نيات إسرائيل الحقيقية في العيش بمعزل عن جوارها الفلسطيني أولاً، والعربي ثانياً، والمثير أنها، وحتى الساعة، لا تدرك أنها تحاول إعادة الزمن إلى ما قبل ألفي عام، حين كانت الأسوار العالية تحيط بأورشليم، ولم توفر لها الأمن ولا الأمان في زمن الرومان. عزلة إسرائيل تتفاقم، لا سيما بعد أن سقطت آخر أوراق التوت، فقد قدم العالم العربي، ومنذ عام 2002، المبادرة العربية للسلام، الفرصة المؤكدة الضائعة، ولاحقاً بدا وكأن هناك إرهاصات لمحاولات سلام في المنطقة بدعم أميركي، لكن حكومة نتنياهو من الواضح أنها تتطلع لكتابة شهادات وفاة لكل تلك المحاولات، ووأد كل الأحلام بمسارات طبيعية مع الدول العربية. ربح الوفد الوزاري العربي، وخسرت إسرائيل، التي تتفاقم عزلتها الدبلوماسية يوماً تلو الآخر، لا سيما بعد سردية الآلام الغزاوية، التي باتت عار العالم الحديث، جوعاً، وقتلاً، وتشريداً، ومعها تبقى كل محاولات التهدئة والسعي لوقف إطلاق النار، نحاساً يطن أو صنجاً يرن. أميركياً؛ تفقد إسرائيل بشكل مؤكد قطاعاً واسعاً من الرأي العام، الذي استيقظ على البشاعات غير الإنسانية، وحكومياً؛ يبدو أن إدارة الرئيس ترمب باتت لديها شراكات عربية – عربية تمثل لها آفاقاً مستقبلية، لا تقل أهمية عن تل أبيب. الاتحاد الأوروبي من جهته يعلن أنه سيعيد النظر في علاقاته التجارية مع إسرائيل، بينما المملكة المتحدة توقف المحادثات بشأن توسيع اتفاقية التجارة مع إسرائيل، أما ألمانيا وفرنسا، فقد هددتا باتخاذ إجراءات سريعة إذا ظلت الأزمة الإنسانية في غزة قائمة وقادمة. يتساءل البعض: لماذا لا تعير تل أبيب التفاتاً إلى العالم؟ باختصار، لأن كل ما سبق، إنما جاء في إطار ردات الفعل الأدبية، فيما الإجراءات المادية على الأرض لم تطفُ بعد، لكن يبدو أنها لن تتأخر طويلاً. إسرائيل لا تعرف ما هو لسلامها، ولا تنتظر بعد زمان افتقادها. فإلى متى ستعيش إسرائيل في رعب وتوجُّس؟


الرياض
منذ 2 ساعات
- الرياض
من الشرق والغربالإعلام الاستراتيجي وإعادة تشكيل النفوذ الدولي
في القرن الحادي والعشرين، لم يعد النفوذ يُقاس فقط بالأساطيل العسكرية أو بأرقام التبادل التجاري. ثمة قوى جديدة صاعدة، أقل ضجيجًا وأكثر تأثيرًا، تقودها الشاشات والمنصات الرقمية والكلمات المصاغة بعناية. لقد دخل الإعلام، بكل أدواته وتقنياته، مرحلة جديدة، لم يعد وسيلة لنقل المعلومة فقط، بل أصبح أداة لإعادة تشكيل المشهد الدولي وصياغة خرائط النفوذ. في هذا الإطار، لا ينبغي النظر إلى الإعلام كبديل عن السياسة أو كمنافس للدبلوماسية، بل كمكمّل استراتيجي، يمنح صانع القرار صوتًا يتجاوز جدران المفاوضات، ونافذة يُطل منها على الرأي العام العالمي، فكما تحتاج السياسة إلى المؤسسات، تحتاج أيضًا إلى القصص والروايات، والإعلام والمنصات الرقمية هي من تكتبها وتنشرها. شهد العالم في السنوات الأخيرة تحولات بارزة في طبيعة التحالفات الدولية. فبدلًا من أن تُبنى فقط على المصالح العسكرية أو التجارية، بدأت أشكال جديدة من الشراكات تنشأ من رحم التواصل الإعلامي. لقد لعبت الحملات الإعلامية الكبرى دورًا في التقريب بين الشعوب، عبر المحتوى الثقافي، والحملات الإنسانية، والرسائل العابرة للغات أظهرت مساحات جديدة من التفاهم المشترك بين الشعوب. الإعلام اليوم ليس بديلاً عن السياسة، بل امتداد ذكي لها يعزز من حضورها ويعمّق من أثرها. وفي ظل التحولات المتسارعة في مشهد التأثير العالمي، أصبح من الضروري التعامل مع الإعلام كعنصر تكاملي. لقد تشكّل نمط جديد من التفاعل بين البنية السياسية والمنصات الإعلامية على اختلاف الشرائح المستهدفة منها، تقوم على التنسيق والتكامل، وعلى توحيد الرسائل وتعزيز انتشارها. هذا التفاعل يساهم في بناء صورة أكثر اتساقًا، ويمنح الرسائل أفقًا أوسع في الوصول والتأثير. والرأي العام، في هذا السياق لم يعد فقط جمهورًا يتلقى، بل جمهور يؤثر في مزاج النخب في بعض الدول، ويؤثر في معادلات العلاقة بين الدول. من هنا، فإن بناء صورة دولية متماسكة لا يتم فقط عبر البيانات الرسمية، بل عبر استثمار ذكي في الرسائل الإعلامية والمنصات الرقمية التي تحاكي القيم الإنسانية المشتركة وتُظهر القضايا المحلية ضمن إطار عالمي. الواقع اليوم يُشير بوضوح إلى أن النفوذ لم يعُد يرتكز على الأدوات التقليدية وحدها، بل أصبح يتشكل من خلال المحتوى الموجَّه، ويُعزَّز بالسرد الاستراتيجي القادر على التأثير وتوجيه الانطباعات. فالقوة في هذا العصر لا تُقاس فقط بما يُقال عبر القنوات الرسمية، بل بكيفية رواية القصة، وصياغتها بما يعكس الرؤية ويخاطب الجمهور بذكاء ووعي. وهذه الرواية لا تكتسب أثرها الحقيقي إلا عندما تُدار بمحتوى احترافي، استباقي، شفاف، ومتناغم مع الخطاب السياسي والدبلوماسي، ضمن منظومة متكاملة تعزز حضور الرسالة وتدعمها. الاستثمار في الإعلام لم يعُد رفاهية دعائية، بل ضرورة استراتيجية تتكامل مع الجهود الدولية المتنوعة وتمنحه أبعادًا أوسع. فالتواصل الخارجي لم يعد كافيًا أن يمر عبر التصريحات الرسمية وحدها، بل أصبح من المهم أن يمتد إلى كل محتوى يُنتج، وكل حكاية تُروى، وكل مشهد يُعرض. فبهذه اللغة المتعددة الوسائط، تكتسب الرسائل السياسية عمقًا إنسانيًا وتأثيرًا جماهيريًا يتجاوز حدود البيانات. هذه هي دبلوماسية القرن الجديد؛ دبلوماسية تُمارَس بالبيان كما تُمارس بالصورة، وتُبنى بالتحالف كما تُبنى بالتأثير العاطفي.


الرياض
منذ 2 ساعات
- الرياض
مريـم زكريـا: الفن لغـة توحد الجميـع
بمشاركة «32» فناناً وفنانة، دشّن جاليري لمسة فن معرض «آيات في لوحات» بحضور جمهور كبير من متذوقي الفن التشكيلي والإعلاميين.. هذا وشاركت الفنانة التشكيلية من اليمن مريم زكريا، والتي تحدثت عن مشاركتها الفنية قائلة: سعدت بالمشاركة في هذا المعرض الفني، لأول مرة، والذي يُعد منصة رائعة لالتقاء الفنانين وتبادل الخبرات، وعرض الأعمال أمام جمهور يقدّر الفن. وكانت مشاركتي فرصة للتعبير عن أفكاري ومشاعري من خلال لوحاتي، والتي وجدت تفاعلًا جميلًا من الزوار، ما أعطاني دفعة معنوية كبيرة. وقالت مريم: أؤمن بأن الفن لغة توحد الجميع، وهذا المعرض جسّد ذلك فعلاً. أشكر القيّمين على التنظيم وأتطلع إلى المزيد من المشاركات المقبلة وعن الأعمال التي شاركت بها. مضيفة، من بين لوحاتي، كانت اللوحة الأولى تجسيدًا بصريًا لآية (والتين والزيتون)، حيث سعيت من خلالها إلى ترجمة البُعد الروحي والجمالي في هذه الآية إلى عمل تشكيلي يجمع بين الرمز والدلالة. حيث حرصت على أن يكون التكوين مليئًا بالحياة، من خلال توظيف التين والزيتون كرمزين للبركة والسلام. مبينة أن هذا العمل يعكس ارتباطي بالهوية والثقافة». أما اللوحة الثانية، فقد كانت مستوحاة من الآية الكريمة: (يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس)، حيث سعيت إلى تجسيد عالم النحل والعسل من منظور فني، يعبّر عن الشفاء والتنوع والجمال الطبيعي. الألوان في هذه اللوحة كانت أكثر إشراقًا وتنوعًا، حيث أضفت اليد المريضة المحتاجة للشفاء بالعسل لتعكس فكرة جميلة وأن العسل نعمة جميلة أنعمها الله علينا. هذه المشاركة كانت فرصة مهمة للتعبير عن إيماني بأن الفن قادر على تجسيد القيم والمعاني القرآنية بطريقة بصرية مؤثرة تصل إلى القلب والعقل معًا».