logo
تفشٍّ خطير للحصبة في أمريكا.. أكثر من 884 إصابة خلال أشهر

تفشٍّ خطير للحصبة في أمريكا.. أكثر من 884 إصابة خلال أشهر

صحيفة الخليج٠٢-٠٥-٢٠٢٥

طلب روبرت ف. كينيدي الابن، وزير الصحة الأمريكي، من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) وضع خطة علمية على مستوى الوكالة لعلاج الحصبة وغيرها من الحالات باستخدام الأدوية وكذلك العلاجات البديلة مثل الفيتامينات، بحسب ما جاء في بيان رسمي للوزارة.
وأشار بيان وزارة الصحة، الذي نشرته CNN إلى أن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها لا تزال توصي بلقاح الحصبة باعتباره الوسيلة الأكثر فعالية للوقاية من المرض.
وشجع كينيدي نفسه علناً على تلقي لقاح الحصبة، مع تأكيده في الوقت نفسه أنه «اختيار شخصي».
تسجيل إصابة مؤكدة.. وتكساس تتصدر القائمة ب 800 حالة
أكد بيان وزارة الصحة الأمريكية: «نحن ندرك أن بعض الأفراد والمجتمعات في جميع أنحاء الولايات المتحدة قد يختارون عدم تلقي اللقاحات».
ومع استمرار تفشي الحصبة في غرب تكساس ووصول عدد الحالات إلى أكثر من 800 حالة حتى هذا الأسبوع، يخشى خبراء الأمراض من أن تركيز كينيدي المستمر على العلاجات غير التقليدية، مثل زيت كبد الحوت، والمضاد الحيوي كلاريثروميسين، والستيرويد بوديسونيد، قد يعيق الجهود الرامية إلى تعزيز التطعيم.
كندا والمكسيك تسجلان مئات الحالات المرتبطة بتفشي تكساس
تشهد الحصبة ارتفاعاً في عدد الحالات منذ عدة أشهر.
وقد كان العام الماضي الأسوأ من حيث عدد حالات الحصبة في أوروبا وآسيا الوسطى منذ عام 1997، حيث تم تسجيل أكثر من 120 ألف حالة في جميع أنحاء المنطقة.
وحذّرت السلطات الصحية في أوروبا من أن عدد الحالات مرشح للارتفاع في الأشهر المقبلة.
وحتى الآن في عام 2025، تم تسجيل حوالي 4,500 حالة حصبة في دول الاتحاد الأوروبي، وفقاً للمركز الأوروبي لمكافحة الأمراض والوقاية منها (ECDC).
وقال روجيليو كوفاروبيا، مسؤول صحي في مدينة خواريز المكسيكية إنه لا يوجد ارتباط مباشر بين حالات الحصبة هناك وولاية شيواوا الكندية التي يعتقد أن أول حالة ظهرت بها.
بينما ظهرت أكثر من نصف حالات إل باسو التي تقع في تكساس على حدود المكسيك، والتي تفشت فيها الحصبة، على البالغين، وهو أمر غير معتاد، وتم نقل ثلاثة أشخاص إلى المستشفى.
تقوم إدارة الصحة هناك بتنظيم عيادات تطعيم في مراكز التسوق والمتنزهات، وتلقى المئات من اللقاحات المجانية.
وكشف مسؤولون في الصحة المكسيكية ل«يورو نيوز» أن التواصل بشأن الحصبة بين إدارات الصحة في أمريكا والمكسيك غير رسمي ولكنه جيد للغاية.
ويظل هناك قلق دائم في خواريز، نتيجة نشاط حركة السفر من جميع أنحاء العالم.
ومع وجود حالة محتملة من الحصبة دون اتخاذ احتياطات، يمكن إصابة عدد كبير جداً من الناس.
وقال مسؤولو الصحة في ولاية ميشيغان إن تفشي أربع حالات في مقاطعة مونتكالم جاء من أونتاريو الكندية، وتتوقع ناتاشا باغداساريان، المديرة الطبية التنفيذية للولاية، رؤية المزيد من الحالات.
وأبلغت 6 من أصل 10 مقاطعات في كندا عن حالات حصبة، وتحتل ألبرتا المرتبة الثانية بعدد 83 حالة حتى 12 إبريل، بحسب بيانات حكومية.
وبلغ عدد الحالات في أونتاريو 1,020 حالة حتى يوم الأربعاء الماضي، ومعظمها في الجزء الجنوبي الغربي الذي يجاور ميشيغان.
وأعلنت سلطات الصحة العامة في إحدى المناطق الأكثر تضرراً في كندا عن تعرض عام محتمل للفيروس في كنيسة مينونايت يوم عيد الفصح.
وقالت الدكتورة سارة ويلسون، طبيبة الصحة العامة في أونتاريو: «أحياناً يبدو الأمر وكأننا متأخرون دائماً، نحاول اللحاق بالحصبة.. إنها تتحرك باستمرار من مكان إلى آخر».
لماذا عادت الحصبة رغم إعلان القضاء عليها؟
عزت سلطات الصحة الكندية في شيواوا أول حالة إلى طفل يبلغ من العمر 8 سنوات زار عائلته في سيمينول بفلوريدا، ثم مرض ونقل العدوى في مدرسته.
وأفادت سلطات أونتاريو أن التفشي هناك بدأ في تجمع كبير في نيو برونزويك.
وقال مسؤولون من المكسيك والولايات المتحدة إن السلالات الجينية لفيروس الحصبة المنتشرة في كندا تتطابق مع تلك الموجودة في الفاشيات الكبيرة الأخرى.
وأوضحت ليتيسيا رويز، مديرة الوقاية ومكافحة الأمراض في ولاية شيواوا: «تم استيراد هذا الفيروس، وهو يسافر من دولة إلى أخرى»، بحسب يورونيوز.
وتواجه دول أمريكا الشمالية والجنوبية صعوبة في الحفاظ على معدل تطعيم ضد الحصبة بنسبة 95% اللازمة لمنع التفشي، حسبما أكد جارباس باربوسا، مدير منظمة الصحة للبلدان الأمريكية.
وذكر تقرير حديث لمنظمة الصحة العالمية أن نشاط الحصبة في منطقة الأمريكتين ارتفع بمعدل 11 ضعفاً عن نفس الفترة من العام الماضي، وأن مستوى الخطر يُعد «مرتفعاً» مقارنة بمستوى «متوسط» في بقية أنحاء العالم.
وتم تأكيد حالات حصبة في 6 دول من المنطقة هي: الأرجنتين، بليز، البرازيل، كندا، الولايات المتحدة والمكسيك.
ويتطلب تتبع انتشار المرض جهوداً مكثفة وتكلفة باهظة، إذ يقدر ديفيد سوغيرمان، عالم في مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة، أن الاستجابة لكل حالة حصبة تكلف ما بين 30 ألفاً إلى 50 ألف دولار.
أعراض الحصبة وطريقة علاجها
تظهر مؤشرات مرض الحصبة وأعراضه بعد التعرض للفيروس بفترة تتراوح بين 10 و14 يوماً.
وعادة تشمل ما يلي:
الحمى
السعال الجاف
طفح جلدي
سيلان الأنف
التهاب الحلق
التهاب العينين
بقع بيضاء صغيرة مع بؤر بيضاء مائلة للزرقة على خلفية حمراء داخل الفم.
يعد لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية (MMR) فعالاً بنسبة 97% في الوقاية من الحصبة بعد تلقي الجرعتين الموصى بهما، لكن لا يوجد علاج محدد للحصبة بمجرد إصابة الشخص بها.
في الحالات الشديدة، قد يقدم الأطباء علاجات مثل الأوكسجين الإضافي والسوائل لمساعدة المرضى على تجاوز أسوأ مراحل المرض.
كما توصي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) بإعطاء جرعتين من فيتامين A تحت إشراف طبي في حالات الحصبة الشديدة، مثل الأشخاص الذين يدخلون المستشفى.
وأشار خبراء الأمراض المعدية إلى أن هذا الفيتامين يكون أكثر فاعلية في البلدان الفقيرة، حيث يعاني الأطفال سوء تغذية شديداً.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تكساس الأمريكية تسجل إصابات جديدة بالحصبة
تكساس الأمريكية تسجل إصابات جديدة بالحصبة

صحيفة الخليج

timeمنذ 3 ساعات

  • صحيفة الخليج

تكساس الأمريكية تسجل إصابات جديدة بالحصبة

الولايات المتحدة - رويترز أعلنت ولاية تكساس الأمريكية، الجمعة، تسجيل 728 حالة إصابة بالحصبة بزيادة ست حالات منذ آخر تحديث للإحصائيات الثلاثاء. وقالت إدارة الخدمات الصحية في ولاية تكساس: إن عدد الحالات في مقاطعة جينز، مركز تفشي المرض في الولاية، ارتفع إلى 408 بعد تسجيل حالتين جديدتين منذ التحديث الأخير. ومع تجاوز عدد الحالات في الولايات المتحدة حاجز الألف لأول مرة منذ خمس سنوات، وتسجيل ثلاث وفيات مؤكدة، تواجه البلاد واحدة من أسوأ حالات تفشي الحصبة على الإطلاق. وأبلغت المراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، الجمعة، عن 1046 حالة مؤكدة في 31 منطقة حتى 22 مايو/ أيار. وكانت 96% من الحالات لمرضى لم يتلقوا التطعيم أو كانت حالة تطعيمهم غير معروفة. لا تشمل إحصاءات المراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها البيانات الحديثة من ولاية تكساس. والحصبة هي مرض شديد العدوى ينتقل عن طريق الهواء ويمكن أن يسبب مضاعفات خطرة مثل الالتهاب الرئوي والتهاب الدماغ، وقد يؤدي إلى الوفاة. وحذر علماء من أن الولايات المتحدة على مشارف عودة توطن مرض الحصبة الذي أعلنت السلطات القضاء عليه على المستوى الوطني عام 2000. ويقولون: إن مسؤولي الصحة العامة في البلاد يجب أن يقدموا بشكل عاجل الموافقة على استخدام لقاحات عالية الفعالية. وأوضحت المراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، أن لقاح الحصبة يكون فعالاً بنسبة 97% بعد الحصول على جرعتين منه. وانتقل تفشي المرض من تكساس إلى الولايات المجاورة بما في ذلك نيو مكسيكو وأوكلاهوما وكانساس. وسجلت إدارة الخدمات الصحية في نيو مكسيكو 78 حالة الجمعة، بزيادة أربع حالات منذ آخر تحديث للإحصائيات الثلاثاء.

بعد ظهور أعراض..البرازيل تحقق في 6 بؤر تفش محتملة لأنفلونزا الطيور
بعد ظهور أعراض..البرازيل تحقق في 6 بؤر تفش محتملة لأنفلونزا الطيور

الشارقة 24

timeمنذ 4 أيام

  • الشارقة 24

بعد ظهور أعراض..البرازيل تحقق في 6 بؤر تفش محتملة لأنفلونزا الطيور

الشارقة 24 - رويترز: أظهرت بيانات محدثة على موقع وزارة الزراعة البرازيلية أن البلاد، وهي أكبر دولة مصدرة للدجاج في العالم، تحقق حالياً في 6 بؤر تفش محتملة لأنفلونزا الطيور شديدة العدوى. ويتعلق اثنان من التحقيقات الجارية بدواجن تربيها مزارع تجارية، بينما تتعلق 4 تحقيقات أخرى بطيور تربى في حظائر منزلية. وباعت البرازيل منتجات دجاج بقيمة نحو 10 مليارات دولار على مستوى العالم العام الماضي، وقامت بتوريد أكثر من 5 ملايين طن. وبموجب البروتوكولات الحالية الموقعة بين البرازيل وشركائها التجاريين، ستحظر دول مثل الصين ودول الاتحاد الأوروبي وكوريا الجنوبية استيراد الدواجن على مستوى البلاد في حال تفشي أنفلونزا الطيور في مزرعة تجارية. وتنص البروتوكولات المبرمة مع اليابان والإمارات والسعودية، على فرض قيود تجارية على المناطق المحلية فقط. ووفقاً لموقع وزارة الزراعة الإلكتروني، تتعلق إحدى البؤرتين قيد التحقيق بمزرعة تجارية في ولاية توكانتينس، والأخرى بمزرعة تجارية في سانتا كاتارينا. وتأكدت أول بؤرة للمرض في مزرعة تجارية الأسبوع الماضي في ولاية ريو جراندي دو سول، في أقصى جنوب البرازيل. وقال وزير الزراعة كارلوس فافارو لمراسلي قنوات تلفزيونية تجمعوا خارج الوزارة يوم الاثنين: "الناس في حالة تأهب قصوى"، في إشارة إلى البؤر قيد التحقيق. وأضاف "يبلغ المزارعون، سواء في المزارع التجارية أو مزارع الكفاف (التي ليست لها أغراض تجارية)، عندما يرون حيواناً مريضاً، وهذا أمر جيد". وذكر أن البرازيل ستعتبر خالية من إنفلونزا الطيور إذا تأكد عدم ظهور أي بؤر جديدة للمرض خلال 28 يوما بعد أول تفش للمرض. لكن هذا لا يعني أن التصدير سيعود على الفور، وإنما ستكون البرازيل في وضع يسمح لها بالتفاوض مع المشترين لتخفيف القيود المفروضة بموجب البروتوكولات الصحية. وتشكل صادرات الدجاج البرازيلية أكثر من 35 % من التجارة العالمية، مما يجعل الحظر التجاري على بعض المناطق أو على مستوى البلاد مرهقا ليس فقط للمزارعين البرازيليين، بل أيضاً لكبار المستوردين. والصين واليابان والسعودية والإمارات من بين الوجهات الرئيسية لصادرات الدجاج البرازيلية.

هل يكون "اللحم الأميركي" سببا في انهيار المفاوضات مع أوروبا؟
هل يكون "اللحم الأميركي" سببا في انهيار المفاوضات مع أوروبا؟

سكاي نيوز عربية

timeمنذ 5 أيام

  • سكاي نيوز عربية

هل يكون "اللحم الأميركي" سببا في انهيار المفاوضات مع أوروبا؟

ففي الوقت الذي يُبدي فيه الاتحاد الأوروبي مرونة غير مسبوقة لتجنّب مواجهة تجارية مؤلمة مع واشنطن من خلال القبول بخفض الرسوم الجمركية على السيارات الأميركية، وزيادة واردات الوقود وفول الصويا، وتعزيز المشتريات العسكرية، إلا أن المفاوضات تصطدم بملف قد يبدو بسيطاً في الظاهر، ولكنه في الحقيقة يثير خلافاً حاداً بين الجانبين، وهو ملف صادرات لحوم البقر والدجاج الأميركية. سبب رفض اللحوم والدجاج الأميركي يرفض الاتحاد الأوروبي بحزم فتح أبوابه أمام واردات لحوم البقر الأميركية ، إذ ينظر المسؤولون الأوروبيون بعين الريبة، إلى طريقة تربية المواشي في الولايات المتحدة، التي تعتمد على أنظمة تسمين صناعية باستخدام الهرمونات. وقد خلصت الهيئات الأوروبية المعنية بالسلامة الغذائية ، إلى أنه لا يمكن استبعاد وجود مخاطر صحية على البشر نتيجة استهلاك هذا النوع من اللحوم. وانطلاقاً من ذلك، تفرض التشريعات الأوروبية على المزارعين المحليين، الالتزام بتربية الماشية على العشب فقط، ما يضمن إنتاج لحوم طبيعية خالية من الهرمونات. ولا يقف الحذر الأوروبي عند حدود لحوم البقر ، بل يمتد ليشمل أيضاً الدجاج الأميركي ، الذي يُعالج عبر غسله بالأحماض، وهي تقنية تعتبرها السلطات الأوروبية مضرّة بصحة الإنسان وغير مقبولة بموجب معاييرها. وفي ظل هذا الخلاف، يؤكد الدبلوماسيون الأوروبيون تمسّكهم التام بمعايير الاتحاد الصارمة، ويعتبرونها غير قابلة للتفاوض أو التراجع، إذ قال أولوف جيل، المتحدث باسم المفوضية الأوروبية ، في مؤتمر صحفي مؤخراً، إن معايير الاتحاد الأوروبي ، لا سيما تلك المتعلقة بالغذاء والصحة والسلامة، مُقدّسة مشيراً إلى أنها "خط أحمر" وليست جزءاً من المفاوضات، ولن تكون كذلك أبداً. واشنطن ترفض سردية أوروبا من جانبها، تُصر إدارة ترامب على تميّز اللحوم الأميركية، وتضغط في اتجاه توسيع صادراتها إلى السوق الأوروبية ، وفي مقابلة تلفزيونية أُجريت الشهر الماضي، قال وزير التجارة الأميركي ، هوارد لوتنيك، إن السلطات الأوروبية "تكره اللحوم الأميركية لأنها ببساطة ألذّ"، معتبراً أن موقف الاتحاد الأوروبي في هذا الملف ضعيف. وتنتقد واشنطن باستمرار معايير الصحة الأوروبية ، معتبرةً إياها انتقائية وتعتمد على "تفضيل شخصي" بدلاً من أن تستند إلى تقييم علمي محايد، حيث يؤكد باحثون أميركيون أن المخاطر الصحية الناجمة عن استخدام الهرمونات في تسمين الأبقار ضئيلة جداً. أما فيما يتعلق بملف الدجاج الأميركي ، فترى الولايات المتحدة أن اتهامات أوروبا بشأن غسل الدجاج الأميركي بالأحماض هي "صيحات قديمة ومضلِّلة"، إذ يُشدّد مسؤولو قطاع الزراعة الأميركي، على أن ما يُستخدم في عملية تنظيف الدواجن هو حمض شبيه بالخل يُساعد في القضاء على البكتيريا، وليس الكلور أو الأحماض الكيميائية القاسية. وفي هذا السياق، تقول ديانا بوراسا، عالمة الأحياء الدقيقة في جامعة أوبورن والمتخصصة في سلامة لحوم الدواجن، إن الدراسات العلمية والمراجعات الميكروبيولوجية، لم تُظهر أي آثار صحية ضارة نتيجة معالجة الدجاج في أميركا، مؤكدةً أن العملية فعّالة وآمنة للاستهلاك البشري. وبحسب تقرير أعدته "نيويورك تايمز" واطلع عليه موقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، فإنه بغض النظر عن مسألة جودة ونكهة اللحم الأميركي، فإن الإدارة الأميركية مُحقة في أمر واحد، وهو أن صُنّاع القرار الأوروبيين لا يرغبون بالسماح لدخول المزيد من شرائح اللحم الأميركية، ففي حين تميل أميركا إلى امتلاك شركات زراعية ضخمة، حافظ الأوروبيون على شبكة من الشركات الزراعية العائلية الصغيرة والمتوسطة الحجم. فالاتحاد الأوروبي الذي يضم 27 دولة، يملك حوالي تسعة ملايين مزرعة، مقارنة بحوالي مليوني مزرعة في الولايات المتحدة. ويُخصّص الاتحاد جزءاً كبيراً من ميزانيته لدعم المزارعين من خلال الإعانات، كما يعمد إلى فرض تعريفات للحد من عمليات استيراد المنتجات الزراعية إلى أراضيه، حيث يبلغ متوسط تعريفات الاتحاد الأوروبي على المنتجات الزراعية حوالي 11 في المئة، وذلك بناءً على تقديرات منظمة التجارة العالمية. وترى أوروبا أن استخدام هذه الأساليب يُسهم في حماية المزارعين المحليين من الواردات الأرخص ثمناً، والتي قد تُهدّد مصدر رزقهم وتتسبب في فقدانهم لأعمالهم. ولا يزال من غير الواضح بعد مدى جدية واشنطن، أو إلى أي حدّ يمكن أن تمضي في ممارسة الضغط على أوروبا لفتح أسواقها أمام لحوم البقر والدجاج الأميركية. عقبة شديدة التعقيد ويقول أخصائي صناعة وتسويق المواد الغذائية وليد جبارة، في حديث لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، إن ملف اللحوم الأميركية يمثل بالفعل عائقاً حقيقياً أمام إبرام اتفاق تجاري شامل بين الولايات المتحدة وأوروبا، والسبب في ذلك هو أن الاتحاد الأوروبي لا يتعامل مع هذه القضية باعتبارها اقتصادية فقط، بل بوصفها مسألة تتعلق بالصحة العامة والسيادة التنظيمية، فأوروبا ترى أن نظامها الغذائي يستند إلى مبدأ "الحيطة"، ولذلك فهي ترفض اللحوم المعالجة بهرمونات النمو أو المُطهّرة بالأحماض، في حين تعتبر واشنطن أن هذا الرفض غير علمي ويضر بمصالح مزارعيها الكبار، وهذا ما يجعل الملف عقبة حقيقية قد لا يمكن تجاوزها بسهولة. وشدد جبارة على أنه بالنسبة لأميركا فإن ما تفعلة أوروبا، هو جزء من خطاب أوسع هدفه التمييز ضد المنتجات الأميركية في السوق الأوروبية، ولهذا السبب فإن الملف يحمل أبعاداً رمزية أكبر من حجمه التجاري الحقيقي، وهذا ما يعقّد الوصول إلى تسوية، مشيراً إلى أن أي تسوية مستقبلية بشأن هذه الموضوع ستتطلب مرونة سياسية عالية، وطمأنة للرأي العام الأوروبي، بالإضافة إلى توافق علمي مشترك، وهو ما لم يتحقق حتى الآن وقد لا يتحقق أبداً، حيث أن حلّ هذا الموضوع سيكون شديد التعقيد، كونه يؤثر بشكل سلبي جداً على المزارعين الأوروبيين. 20 في المئة أرخص ويُوضح جبارة أن الزراعة في الولايات المتحدة تقودها شركات عملاقة تستفيد من وفورات في الحجم، وتقنيات الإنتاج المكثّف، ما يتيح لها خفض الكلفة وتحقيق كفاءة عالية، في المقابل يقوم النموذج الزراعي الأوروبي على نحو 9 ملايين مزرعة عائلية صغيرة، ما يرفع من كلفة الإنتاج ويُفرض أسعاراً أعلى، ومن هنا، فإن فتح السوق الأوروبية أمام لحوم أميركية أرخص ثمناً، سيشكّل ضغطاً تنافسياً كبيراً على المنتجين الأوروبيين. وبحسب جبارة، فإن التقديرات تُظهر أن اللحوم الأميركية قد تكون أرخص بنسبة تتراوح بين 15 و20 في المئة مقارنةً بنظيرتها الأوروبية، وهذا ما يُضعف القدرة التنافسية للمنتجين الأوروبيين داخل أسواقهم الوطنية، ويعرّضهم لخسائر كبيرة قد تصل إلى حدّ الخروج من السوق، وهذا الواقع يضع صُنّاع القرار في أوروبا أمام معادلة صعبة، خصوصاً في ظل ما قد يترتب عليه من غضب اجتماعي في المناطق الريفية، ومن هنا فإن أي تراجع في هذا القطاع ستكون له تداعيات أوسع من الجانب الاقتصادي، تمتد لتطال البيئة والنسيج الثقافي والاجتماعي الأوروبي. من جهته يقول المهندس الزراعي أحمد القاسم، في حديث لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، إن التقارير العلمية بشأن المخاوف المرتبطة باللحوم المعالجة بالهرمونات، توصلت إلى نتائج متضاربة، فالوكالة الأوروبية لسلامة الأغذية (EFSA) تُشير إلى وجود شكوك بشأن سلامة بعض الهرمونات، بينما تُؤكد إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) ومنظمة الأغذية والزراعة (FAO) ومنظمة الصحة العالمية (WHO)، أن مستويات الهرمونات المستخدمة في الولايات المتحدة لا تُشكّل خطراً عند الالتزام بالجرعات المسموح بها، أما بالنسبة لغسل الدجاج بالأحماض، فلا توجد أدلة دامغة على أن هذه الممارسة ضارة بصحة الإنسان، بل تُظهر مراجعات علمية أنها فعالة في تقليل البكتيريا، ولكن الاعتراض الأوروبي يتركّز على أن المعالجة الكيميائية قد تخفي سوء ممارسات النظافة خلال عملية الإنتاج. وبحسب القاسم فإن الاتحاد الأوروبي يتبنّى ما يُعرف بـ"مبدأ الحذر"، أي أنه لا يسمح باستخدام مادة أو طريقة، إلا إذا ثبت بشكل قاطع أنها آمنة على المدى الطويل، حتى في حال غياب أدلة قاطعة على الضرر، أما في الولايات المتحدة، فالمبدأ السائد هو "الترخيص المشروط"، حيث يُسمح بالاستخدام ما لم تثبت الأدلة أنه ضار، مشدداً على أن القلق الأوروبي من اللحوم الأميركية لا يتعلق فقط بالسلامة، بل أيضاً بالحفاظ على النموذج الزراعي الأوروبي نفسه، خصوصاً في فرنسا وألمانيا، التي تسعى لحماية ملايين المزارع الصغيرة من المنافسة الأميركية، التي يمكن أن تُغرق السوق بلحوم ذات كلفة أقل.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store