
هدوء حذر في طرابلس بعد ليلة «مقتل غنيوة».. فهل تودع المجموعات المسلحة العاصمة؟
بعد ساعات من الرعب والقلق نتيجة الاشتباكات المسلحة في طرابلس ليلة الإثنين/الثلاثاء، عاد الهدوء الحذر إلى العاصمة صباح اليوم، في ظل ترقب لتبعات إعلان مقتل رئيس «جهاز دعم الاستقرار»، التابع للمجلس الرئاسي، عبدالغني الككلي، المعروف بـ«غنيوة».
وقالت وزارة الداخلية في حكومة «الوحدة الوطنية الموقتة»، صباح اليوم، إن الأوضاع في طرابلس «آمنة ومستقرة»، وإن الأجهزة الأمنية «تقوم بواجبها»، داعية الموظفين إلى الالتحاق بأعمالهم، والإسهام في عودة الحياة إلى طبيعتها.
كيف بدأت الأحداث؟
مساء أمس، أكد مصدر أمني لـ«بوابة الوسط» مقتل «غنيوة» في مقر اللواء «444 قتال» التابع لمنطقة طرابلس العسكرية. وأضاف المصدر أنه لا يعرف سبب وجود غنيوة في مقر اللواء «444»، وما إذا كان جرى استدراجه أم كان في لقاء بالمقر.
وتحدث شهود عيان عن سماع إطلاق نار مكثف في منطقة «باب بن غشير» قرب معسكر الـ«77»، التابع لغنيوة، المحاذي لمنطقة أبو سليم التي كانت معظم شوارعها خالية تماما من السكان.
بعد ذلك، قالت وزارة الدفاع بحكومة «الوحدة الوطنية الموقتة» إن عملية عسكرية نُفِّذت في العاصمة «انتهت بنجاح» دون أن تقدم تفاصيل بشأن طبيعة العملية أو نتائجها. وأضافت أنها «أعطت تعليماتها بإكمال خطتها في المنطقة بما يضمن استدامة الأمن والاستقرار». كما أعلنت الوزارة «السيطرة الكاملة» على منطقة أبو سليم، وهي معقل غنيوة الككلي.
بدورها، دعت وزارة الداخلية المواطنين في طرابلس إلى «ضرورة الالتزام بالبقاء في منازلهم، وعدم الخروج حفاظاً على سلامتهم».
مقتل 6 في الاشتباكات
وأسفرت الاشتباكات عن مقتل ستة أشخاص (لم تُحدد هويتهم) على الأقل، وفق مركز طب الطوارئ والدعم الذي أشار فجر اليوم إلى «عودة الهدوء نسبيا».
ما هي ردود الفعل على الاشتباكات؟
قال رئيس حكومة «الوحدة الوطنية الموقتة»، عبدالحميد الدبيبة، إن ما حدث «خطوة حاسمة نحو إنهاء المجموعات غير النظامية»، موجها «التحية» إلى وزارتي الداخلية والدفاع وجميع منتسبي الجيش والشرطة «على ما حققوه من إنجاز كبير في بسط الأمن وفرض سلطة الدولة في العاصمة». واعتبر أن «المؤسسات النظامية قادرة على حماية الوطن وحفظ كرامة المواطني».
من جهتها، دعت البعثة الأممية إلى «وقف الاقتتال فورا واستعادة الهدوء»، مذكِّرة «جميع الأطراف بالتزاماتها بحماية المدنيين في جميع الأوقات». كما حذرت من أن «الهجمات على المدنيين والأهداف المدنية قد ترقى إلى جرائم حرب».
وأعربت البعثة عن «قلقها البالغ» إزاء تفاقم الوضع الأمني في طرابلس، مع «اشتداد القتال بالأسلحة الثقيلة في الأحياء المدنية ذات الكثافة السكانية العالية».
أما سفارة الولايات المتحدة لدى ليبيا فقالت إنها تشاطر البعثة الأممية القلق إزاء القتال في المناطق السكنية بطرابلس، داعية إلى «حماية المدنيين»، وحثَّت على التهدئة الفورية واستعادة الهدوء.
كما أعلنت السفارة الفرنسية انضمامها إلى دعوة بيان بعثة الأمم المتحدة لإيقاف الاشتباكات بشكل فوري في العاصمة طرابلس.
مجزرة أبو سليم تقتل 11 شخصا
في 17 فبراير من العام 2024 كان جهاز دعم الاستقرار، الذي يرأسه غنيوة، طرفا أساسيا في «مجزرة» بمنطقة أبو سليم في طرابلس، أدت إلى مقتل 11 شخصا على الأقل، بينهم ثلاثة أشقاء على الأقل، فيما بدا أنها عملية تصفية، بينما كان الضحايا موجودين في أحد المقرات بالمنطقة.
وفي أبريل من العام 2023، أكد شهود عيان أن نجم فريق الاتحاد والمنتخب الوطني لكرة القدم، محمد زعبيه، جرى خطفه على أيدي مسلحين يتبعون «غنيوة» عندما كان في زيارة صديق له مصاب بطلق ناري بمستشفى شارع الزاوية في العاصمة طرابلس.
وفي إحاطتها الأخيرة أمام مجلس الأمن الدولي، 17 أبريل الماضي، أكدت المبعوثة الأممية هانا تيتيه أن الوضع الأمني في ليبيا لا يزال متقلباً «في ظل استمرار الحشد العسكري والتنافس العدائي على السيطرة الإقليمية، خاصة بين المجموعات المسلحة في المنطقة الغربية».
وأشارت تيته إلى أن تجدد التحشيدات المسلحة الأخيرة في طرابلس ومحيطها يثير المخاوف من احتمال اندلاع أعمال عنف في العاصمة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوسط
منذ 6 ساعات
- الوسط
بالفيديو.. أولى رحلات الحجاج من مطار معيتيقة
انطلقت أولى رحلات حجاج موسم 1446 هجريا من مطار معيتيقة الدولي إلى الأراضي المقدسة مساء أمس الثلاثاء. ونشرت مصلحة المطارات التابعة لوزارة المواصلات في حكومة «الوحدة الوطنية الموقتة» مقطع فيديو للتجهيزات لانطلاق الرحلة على صفحتها بموقع «فيسبوك». استئناف الرحلات الجوية بمطار معيتيقة ويوم الخميس الماضي، أعلن مدير عام مطار معيتيقة الدولي إبراهيم فركاش، استئناف الرحلات الجوية، وذلك بعد إغلاق المطار موقتًا بالتزامن مع التوترات الأمنية التي شهدتها العاصمة طرابلس بداية من يوم الإثنين الماضي، حين قُتل قائد ما كان يسمى «جهاز دعم الاستقرار» عبدالغني الككلي، المعروف باسم «غنيوة»، واندلعت على أثره المواجهات بين قوات الجهاز واللواء «444 قتال»، واستمرت حتى الثلاثاء. - - ولم تكد الأمور تستقر قليلا حتى بدأت اشتباكات أخرى بين اللواء «444 قتال» و«جهاز الردع» على خلفية قرار صدر من رئيس حكومة «الوحدة الوطنية الموقتة» عبدالحميد الدبيبة بحل الجهاز، مخلفة قتلى وخسائر مادية، ثم عاد الهدوء النسبي للعاصمة بإعلان وزارة الدفاع في حكومة الوحدة والمجلس الرئاسي وقف إطلاق النار.


الوسط
منذ 17 ساعات
- الوسط
«وسط الخبر» يناقش: بلاد تنتظر الميادين.. عطالة سياسية فمن يحتل الشارع؟
يجري برنامج «وسط الخبر» على قناة «الوسط» (Wtv) نقاشًا في العاشرة مساء اليوم الثلاثاء بتوقيت ليبيا حول التفاعلات الأخيرة في العاصمة طرابلس، في ضوء الاحتجاجات الواسعة التي اندلعت ضد حكومة «الوحدة الوطنية الموقتة» برئاسة عبدالحميد الدبيبة. وشهدت طرابلس تظاهرات في أعقاب توترات أمنية عقب مقتل قائد ما كان يسمى «جهاز دعم الاستقرار» عبدالغني الككلي المعروف باسم «غنيوة»، ثم قرارات الدبيبة ذات البعد الأمني والعسكري. وبعد موجة الاحتجاجات تبادلت الأطراف السياسية تصريحات مضادة، في إطار تحميل المسوؤلية للحالة الأمنية والجمود السياسي الذي أصاب البلاد، وسط تساؤلات عن مصير حكومة الدبيبة ومستقبل الاستقرار السياسي، وهو ما تناقشه قناة «الوسط» مع خبراء ومتابعين للشأن العام. تردد قناتي «الوسط» (Wtv) على النايل سات ■ تردد الوسط (Wtv 1): HD 11096 | أفقي | 27500 | 5/6 ■ تردد الوسط (Wtv 2): SD 10815 | أفقي | 27500 | 8/7


الوسط
منذ 18 ساعات
- الوسط
حفتر اجتذب حلفاء كثُرًا للدبيبة.. تقرير فرنسي يكشف عن خطوات «الرجمة» لتصبح «مركزًا دبلوماسيًا جديدًا لليبيا»
استعرض تقرير فرنسي تحرك قائد «القيادة العامة» المشير خليفة حفتر لمضاعفة المبادرات في إطار تعزيز علاقاته الدولية؛ حيث تعمل بنغازي على تحسين صورة دبلوماسيتها الرسمية، في حين تعقد تحالفات جديدة خلف الكواليس. وتحصي وجرى استقبال وفد عسكري أميركي في فبراير، ووزير الداخلية الإيطالي في مارس، بالإضافة إلى مسؤولين أتراك، وهي لقاءات تبدو عادية بالنسبة لبلد معرّض بشدة للتدخلات الخارجية على غرار ليبيا؛ لكنها ليست كذلك حسب رأي المجلة الفرنسية، فمنذ انتهاء الحرب في أكتوبر 2020، صارت حكومة «الوحدة الوطنية الموقتة» في طرابلس، برئاسة عبدالحميد الدبيبة، هي الممثلة الوحيدة لليبيا على الصعيد الدولي، خاصة بالاعتراف التي خصّتها به الأمم المتحدة، لكن من الواضح أن الحال لم يعد تمامًا على هذا الوضع. ويقول مصدر دبلوماسي أوروبي للمجلة يشتغل على الملف الليبي إن حفتر «صار ليس مقبولًا فحسب، بل أصبح لا يُستغنى عنه». وأضاف التقرير الفرنسي أنه «في حين زلزلت مواجهات عنيفة العاصمة طرابلس منذ 12 مايو، تتميز بنغازي باستقرار نسبي، بين العامين 2020 و2025، إذ تمكن المشير حفتر من تعزيز سلطته على شرق وجنوب البلاد، بفضل جهاز عسكري مُوحَّد، يرأسه حفتر»، على حد تعبير المصدر. وفيما يخشى البعض من أن تستغل قوات «القيادة العامة» الفوضى في طرابلس لشن هجوم جديد نحو غرب البلاد، كانت أول عملية اتصالية قامت بها بنغازي في 15 مايو، نشرت سلطات شرق ليبيا بيانًا دعت فيه الدبلوماسيين إلى «التحوّل إلى بنغازي الآمنة والمزدهرة»، ما كشف عن طموحات فريق حفتر على الصعيد الدبلوماسي. «شرعية» ذات بُعد دولي ولتعزيز ما سمته المجلة «هجومها الدبلوماسي»، طوّرت بنغازي جهازًا أكثر احترافية، ولئن بقي المشير وأبناؤه في دائرة الضوء، فإن حكومته أو السلطة التنفيذية الموازية التي أقيمت في بنغازي منذ 2022، لديها أيضًا وزارة شؤون خارجية. ويديرها الدبلوماسي المخضرم عبدالهادي الحويج في حي الفويهات جنوب بنغازي. ومنذ صيف 2023، يدير فريقه استراتيجيته الاتصالية أساسًا على وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة «فيسبوك»، ويشارك في منشوراته صور الزيارات والمقابلات الرسمية العديدة. ووفق «أوريان 21»، يكمن المؤشر الرئيسي على تطبيع صورة محيط حفتر في زيارة وفود صغيرة من دول أو منظمات كانت في الأصل بعيدة جدًا عن بنغازي. في شهر أبريل 2025 وحده، التقى عبدالهادي الحويج بممثلي السفارة الفليبينية، وسفير الفاتيكان في ليبيا، والمدير الإقليمي للمنظمة غير الحكومية الفرنسية «أكتد». ويشرح المختص في العلوم السياسية والمتخصص في الشأن الليبي، جلال حرشاوي، «إنه أمر سطحي، لكنه يظهر أنه لم تعد هناك أي رغبة في تهميش حفتر مقارنة بالدبيبة». ويشير حرشاوي إلى «تغير موقف الأمم المتحدة تجاه حكومة الوحدة الوطنية أيضًا، لأن الدبيبة لم يترك السلطة في نهاية عام 2021، على الرغم من أنه التزم بذلك». وفي الأشهر الأخيرة، مد الشرق الليبي يده أيضًا إلى جهات تظهر حيادها بشكل علني. فبعد عدة زيارات إلى طرابلس منذ العام 2022، التقى السفير السويسري رسميًا المشير حفتر للمرة الأولى في سبتمبر 2024. وتؤكد المجلة أنه باسم هدف المصالحة، تضع الأمم المتحدة أيضًا أكثر فأكثر المعسكريْن على قدم المساواة، على الرغم من استمرار الاعتراف الرسمي بحكومة «الوحدة الوطنية الموقتة». وحتى لو اتُهِمت بنغازي بتسهيل تدفقات المهاجرين إلى الولايات المتحدة أو تنظيم حصار نفطي في العام 2024، فقد أثبتت حكومة «الوحدة الوطنية الموقتة» أيضًا عدم قدرتها على ضمان الاستقرار في هذين المجالين؛ لذلك يستفيد فريق حفتر من الفقدان المتزايد للشرعية الديمقراطية والدبلوماسية لطرابلس. وقال المحلل السياسي جلال حرشاوي: «القول بأن بنغازي أصبحت المركز الدبلوماسي الجديد لليبيا سيكون مبالغًا فيه». ومع ذلك يبقى أن «النشاط الدبلوماسي للشرق يؤثر حتى على أقوى اللاعبين في المنطقة، هذه المرة بفضل الشبكات غير الرسمية واللقاءات المباشرة مع فريق حفتر، إلى درجة طمس نظام تحالفات كان حتى الآن مُجَزَّأ للغاية». تحالفات ومصالح جديدة وحاليًا، بدأ حتى الحلفاء التاريخيون لحكومة «الوحدة الوطنية الموقتة» في التقارب مع منافسيها من الشرق، على غرار تركيا، التي لعبت دورًا حاسمًا في الدفاع عن طرابلس في العام 2019، وقد أرسلت عدة وفود إلى حفتر في العامين 2024 و2025. وفي فبراير الماضي، أعلنت أنقرة نيتها فتح قنصلية في بنغازي، في حين استُقبل صدام حفتر باحتفال كبير من قبل رئيس أركان الجيش التركي في 4 أبريل 2025، لمناسبة الذكرى السنوية للهجوم الذي شنه حفتر على طرابلس قبل ست سنوات. كما نجح فريق حفتر أيضًا في اجتذاب حليف آخر كبير للدبيبة بسرعة، وهي إيطاليا، التي دعمت الغرب خلال حرب 2019. وتواصل روما الحفاظ على روابط مهمة مع نخب طرابلس، بمن فيهم قادة الميليشيات. وجهود التعاون التي تبذلها إيطاليا مع ليبيا في مكافحة الهجرة لا تخفي مطلقًا المصالح الاقتصادية التي تعتزم رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني تحقيقها في البلاد. وقد أعلنت روما، وهي أكبر شريك تجاري لليبيا، عن تنظيم أول منتدى أعمال في نهاية يونيو في بنغازي، مما سيصاحب استئناف رحلات شركة طيران إلى المدينة. يذكّر جلال حرشاوي أنه «من جانبهم، يركز الأتراك قبل كل شيء على الأعمال». بينما نجد الشركات التركية الكبرى للبناء والأشغال العامة بالفعل في مواقع البناء في مدينة درنة، التي دمرتها عاصفة دانيال في سبتمبر 2023 وفق التقرير الفرنسي. كما تعد «إعادة الإعمار» الكبرى التي أطلقها بلقاسم حفتر في أوائل العام 2024 أيضًا بأن تصبح ناقلًا قويًا للتقارب مع دول ابتعدت في وقت ما عن السوق الليبية. فالصين، المتهمة بالفعل بتسهيل نقل الطائرات المسيَّرة العسكرية إلى شرق ليبيا أعادت تنظيم غرفة التجارة في طرابلس، وأعلنت في 20 أبريل عن رغبتها في فتح مكاتب في بنغازي وسبها. في نهاية أبريل، زار بلقاسم أيضًا واشنطن بهدف مقابلة شركات أميركية والترويج لمشاريع صندوق إعادة الإعمار الخاص به، قبل أن يستقبله وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو في باريس. في يونيو 2023، ثم في نوفمبر 2024، زارت العديد من الشركات البريطانية أيضًا بنغازي من أجل منتديات الأعمال، يرافقها سفير المملكة المتحدة مارتن لونغدن. من جهته، رافق نظيره الفرنسي، مصطفى مهراج، وفدين من حركة المؤسسات الفرنسية إلى صندوق إعادة الإعمار الخاص ببلقاسم حفتر، في يونيو ثم نوفمبر 2024. كلّ هذه جهود تندرج ضمن «ديناميكية إعادة الانخراط الاقتصادي في جميع أنحاء البلاد»، كما يشير مصدر دبلوماسي فرنسي. الإشكال في مجال الدفاع ومع ذلك، تظل بنغازي رسميًا غير قادرة على توقيع معاهدات ثنائية بين دولتين، مما يحبس بلقاسم حفتر في موقعه كمفاوض باسم صندوق إعادة الإعمار فقط. وفي وقت نجح المشير حفتر في إضفاء الطابع الرسمي على شراكة استراتيجية في عدة مجالات مع بيلاروسيا في فبراير 2025، يبقى الإشكال في مجال الدفاع، فمن حيث المبدأ، يمنع حظر الأسلحة الذي صوتت عليه الأمم المتحدة في العام 2011 أي شكل من أشكال التعاون العسكري. ومع ذلك، ينص تعديل أُدخل في يناير 2025 على استثناء «للمساعدة الفنية أو تدريب قوات الأمن المرافقة فقط لعملية إعادة التوحيد». وتوضح المجلة أن قلة من البلدان تبدو مستعدة لاتخاذ الخطوة والدخول في شراكة عن طريق الأسلحة مع فريق حفتر. وحتى باريس، التي أرسلت قواتها الخاصة لدعم «القيادة العامة» للتحرير خلال حملة ضد الجماعات المسلحة في عام 2016، تحافظ الآن على مسافة أمان. ووجب على فريق حفتر الاعتماد على حلفائه المقربين، وعلى قوى عالمية نادرة مثل أبوظبي وخاصة موسكو. وتوجد المجموعات شبه العسكرية الروسية مثل فاغنر و«أفريكا كوربس» منذ سنوات في عدة قواعد تسيطر عليها قوات «القيادة العامة». ويقود العسكريون الزيارات الروسية إلى الشرق، فقد زار نائب وزير الدفاع، يونس بك يفكوروف، بنغازي خمس مرات بين أغسطس 2023 ونوفمبر 2024. وفي مواجهة الطموحات الأفريقية للكرملين، تدمج الولايات المتحدة أكثر فأكثر «القيادة العامة» في تحركها الإقليمي. ودعت واشنطن جنودها إلى عدة مناورات مشتركة مع قوات طرابلس العام 2024، وشاركوا للتو في مناورات «الأسد الأفريقي 2025» في تونس - وهو يُعدّ أكبر تدريب سنوي للقيادة العسكرية الأميركية في إفريقيا (أفريكوم). وفي أوائل مارس 2025، نظمت الولايات المتحدة أيضًا تدريبًا جويًا بين ضباط من الغرب والشرق في سماء سرت على بعد كيلومترات قليلة من قاعدة القرضابية الجوية، المعروفة بإيواء العسكريين الروس. وإجابة على سؤال «لوريان 21» عن الموقف الأميركي تجاه التقارب بين موسكو وبنغازي، تؤكد القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا أن «الهدف هو إظهار أن الولايات المتحدة هي أفضل شريك، سواء للقيادة العامة أو لحكومة الوحدة الوطنية، وأنها تقدم المسار الأكثر ملاءمة نحو التوحيد».