logo
هل يسهل الذكاء الاصطناعي دبلجة الأفلام والمسلسلات التلفزيونية؟

هل يسهل الذكاء الاصطناعي دبلجة الأفلام والمسلسلات التلفزيونية؟

الأنباءمنذ 4 أيام
XYZ Films
يُعد العثور على أفلام عالميّة قد تلقى استحسان الجمهور في السوق الأمريكية جزءاً مهماً من عمل شركة إكس واي زد فيلم (XYZ Films).
ويتولى ماكسيم كوتراي منصب المدير التنفيذي للعمليات في هذا الاستوديو المستقل الذي يقع في لوس أنجليس. يقول كوتراي إن السوق الأمريكية كانت دائماً لا تتقبل الأفلام الأجنبية غير الناطقة بالإنجليزية بسهولة.
وأضاف: "اقتصر الأمر على جمهور نيويورك الساحلي من خلال دور العرض السينمائية." ومن المرجح أنها مشكلة لغة في الأساس.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة ليس لديها ثقافة مشاهدة الأفلام المترجمة أو المدبلجة كما هو الحال في أوروبا، لكن حاجز اللغة يمكن التغلب عليه بسهولة بفضل نظام دبلجة جديد يعتمد على الذكاء الاصطناعي.
وأُدخل الصوت والصورة لفيلم حديث بعنوان "راقبوا السماء"، وهو فيلم خيال علمي سويدي، في أداة رقمية تعمل من خلال تطبيق إلكتروني تُسمىDeepEditor.
وتنفذ هذه الأداة تعديلات على الفيديو ليبدو وكأن الممثلين يتحدثون فعلياً باللغة التي تمت دبلجة الفيلم إليها.
وقال كوتراي: "عندما شاهدتُ نتائج هذه التقنية لأول مرة قبل عامين، ظننت أنها جيدة. لكن بعد رؤية النسخة النهائية، اكتشفت أنها مذهلة. وأنا على قناعة بأن المشاهد العادي عندما يراها، لن يلاحظ شيئاً، سيفترض ببساطة أن الممثلين يتحدثون تلك اللغة بالفعل."
وبالفعل عُرضت النسخة الإنجليزية من فيلم "راقبوا السماء" في 110 دار عرض سينمائي تابعة لشركة "أيه إم سي" (AMC) في أنحاء الولايات المتحدة خلال شهر مايو/ أيار الماضي.
وقال كوتراي: "لتوضيح أهمية هذه النتيجة، لو لم يُدبلج هذا الفيلم إلى الإنجليزية، لما وصل أساساً إلى دور العرض الأمريكية".
Flawless
وشاهد الجمهور الأمريكي فيلماً سويدياً مستقلاً كان من الممكن أن يقتصر عرضه على جمهور محدود للغاية، وأشار مدير العمليات في إكس واي زد فيلم إن شركة أيه إم سي تخطط لعرض المزيد من الأفلام المشابهة مستقبلاً.
وطورت أداة "DeepEditor" في شركة "فلولس" (Flawless)، التي يقع مقرها الرئيسي في حي سوهو بلندن.
وأسس الكاتب والمخرج سكوت مان الشركة في 2020، لكنه رأى أن تقنيات الدبلجة التقليدية المستخدمة في النسخ العالمية من أفلامه لا تنقل التأثير العاطفي ذاته الذي تحققه النسخ الأصلية.
وقال مان، المقيم حالياً في لوس أنجليس:: "كل شيء يخرج عن إيقاع الفيلم، ويظهر بطريقة مختلفة. ومن منظور أي مخرج يتبنى اتجاهاً مهنياً محافظاً، ما يراه العالم هو نسخة أقل جودة بكثير من النسخة الأصلية."
وطوّرت شركة فلولس تقنيتها الخاصة لتحديد وتعديل الوجوه بطريقة طُرحت للمرة الأولى في بحث علمي نُشر عام 2018.
وقال مان: "تستخدم أداة DeepEditor مزيجاً من تقنيات مسح الوجه، والتعرف على ملامحه، وتحديد النقاط المرجعية مثل الملامح، بالإضافة إلى تتبع الوجه ثلاثي الأبعاد، لفهم مظهر الممثل وحركاته الجسدية وأدائه العاطفي في كل لقطة."
Flawless
وقال إن هذه التقنية تحافظ على الأداء الأصلي للممثلين في مختلف اللغات دون الحاجة إلى إعادة التصوير أو التسجيل، مما يقلل الوقت والتكلفة.
وأضاف أن فيلم "راقبوا السماء" كان أول فيلم طويل في العالم يُدبلج بالكامل بصرياً.
ولا تقتصر قدرات DeepEditor على إظهار الممثل وكأنه يتحدث بلغة أخرى، بل يمكنها أيضاً نقل أداء أفضل من لقطة إلى أخرى، أو استبدال جملة حوارية جديدة، مع الحفاظ على الأداء الأصلي ومضمونه العاطفي دون تغيير.
وبفضل الانتشار الواسع لمنصات البث مثل نتفليكس وآبل، من المتوقع أن يرتفع حجم سوق دبلجة الأفلام عالمياً من 4 مليارات دولار أمريكي في عام 2024 إلى 7.6 مليارات دولار بحلول عام 2033، وفقاً لتقرير صادر عن بزنس ريسيرش إنسايت (Business Research Insights).
ولم يكشف مان عن تكلفة استخدام هذه التقنية، بل اكتفى بالإشارة إلى أنها تتفاوت من مشروع لآخر، قائلاً: "أعتقد أنّ تكلفة تعديل الفيلم قد تصل إلى 10 في المئة من تكلفة إعادة التصوير أو التعديل بأي طريقة أخرى."
وأضاف أن "جميع منصات البث الكبرى تقريباً" عملاء لديه.
ويرى مان أن هذه التقنية ستُتيح للأفلام الوصول إلى جمهور أوسع، قائلاً: "هناك كم هائل من الأعمال السينمائية والتلفزيونية الرائعة التي لا يشاهدها الناطقون بالإنجليزية، لأن كثيرين منهم لا يفضلون متابعة المحتوى المدبلج أو المترجم."
ويؤكد أنها لا تهدف إلى استبدال الممثلين، مشيراً إلى أن الأصوات المستخدمة هي لممثلين حقيقيين، وليست أصواتاً اصطناعية.".
ويتابع: "ما توصلنا إليه هو أن تقديم الأدوات للمبدعين والفنانين أنفسهم هو النهج الصحيح... فهم يحصلون على أدوات قوية تُمكّنهم من ممارسة فنّهم، وهذا ينعكس على جودة المنتج النهائي. كما يختلف ذلك تماماً عن الأساليب التي تتّبعها العديد من شركات التكنولوجيا الأخرى."
مع ذلك، قالت الأستاذة المساعدة في قسم السينما والإعلام بجامعة ييل نيتا ألكسندر، إن التوقعات بتوسيع نطاق التوزيع تبدو مغرية، لكن استخدام الذكاء الاصطناعي في تعديل الأداء من أجل الأسواق غير الناطقة باللغة الأصلية قد يُفقد اللغة والثقافة والإيماءات خصوصيتها وعمقها.
وأضافت: "إذا تم تعديل جميع الأفلام الأجنبية لتبدو وكأنها ناطقة بالإنجليزية، فإن علاقة الجمهور بالمحتوى الأجنبي ستصبح اصطناعية أكثر ويظهر عليها أثر التدخل والتعديل باستخدام هذه الأداة الرقمية".
كما حذرت من أن ذلك "قد يُضعف من مستوى الثقافة العابرة للحدود، ويقلل من الإقبال على مشاهدة الأفلام بلغتها الأصلية أو مع ترجمة نصية".
في الوقت نفسه، أشارت نيتا ألكسندر إلى أن "تراجع استخدام الترجمة النصية، وهي أداة أساسية للمتعلمين، والمهاجرين، والصم، وضعاف السمع، وغيرهم، يثير تساؤلات جدية حول إمكانية الوصول إلى هذه النسخ من الأفلام".
وأضافت: "الترجمة النصية ليست مجرد حل مؤقت؛ بل هي وسيلة للحفاظ على تكامل السرد البصري والسمعي بما يراعي احتياجات جمهور متنوع."
وترى أن استبدالها بمحاكاة مؤتمتة يعكس تحولاً مقلقاً نحو ثقافة سينمائية أحادية اللغة ومجردة من الخصوصية.
وأضافت: "بدلاً من أن نسأل كيف نجعل الأفلام الأجنبية أكثر سهولة للجمهور الناطق بالإنجليزية، ربما ينبغي أن نسأل كيف نبني جمهوراً مستعداً للتفاعل مع السينما المتنوعة وفق شروطها الأصلية."
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

محمد المنصور ضيف شرف سوق كان الدولية للتلفزيون
محمد المنصور ضيف شرف سوق كان الدولية للتلفزيون

الأنباء

timeمنذ 5 ساعات

  • الأنباء

محمد المنصور ضيف شرف سوق كان الدولية للتلفزيون

أعلنت اللجنة المنظمة لسوق كان الدولية للتلفزيون - ميب كوم - عن اختيار الفنان القدير محمد المنصور ضيف شرف للسوق الدولية الأهم لصناعة الإنتاج التلفزيوني والمحتوي الذي سيقام في مدينة كان جنوب فرنسا في الفترة من 13 - 16 أكتوبر المقبل والتي ستشهد حضور أكثر من 11 ألف مشارك من بينهم أكثر من 3 آلاف بائع و100 دولة و350 جناحا ضمن السوق الدولية الأهم في العالم للإنتاج التلفزيوني وتقام فعاليات هذه السوق في قصر المهرجانات في مدينة كان جنوب فرنسا.

معرض «غيمزكوم» لألعاب الفيديو يحاول إخراج القطاع من الركود
معرض «غيمزكوم» لألعاب الفيديو يحاول إخراج القطاع من الركود

الأنباء

timeمنذ 2 أيام

  • الأنباء

معرض «غيمزكوم» لألعاب الفيديو يحاول إخراج القطاع من الركود

ينطلق معرض «غيمزكوم» الدولي لألعاب الفيديو في كولونيا الألمانية اليوم، وسط آمال في أن تتمكن الألعاب الكبرى المرتقبة مثل «جي تي ايه 6» من إخراج القطاع من حالة الركود التي يعانيها. ستعرض في ليلة الافتتاح الإصدارات الرئيسية المقرر طرحها خلال الأشهر المقبلة، وأهمها لعبة «بلاك أوبس 7»، وهي الجزء الجديد من سلسلة ألعاب «كول أوف ديوتي» الشهيرة. وسيتمكن الزوار المتخصصون غدا من استكشاف الأجنحة وبناء علاقات مهنية، قبل أن يبدأ توافد عشرات الآلاف من محبي الألعاب إلى المعرض الضخم من الخميس إلى الأحد. واستقطب معرض «غيمزكوم» في العام الفائت نحو 335 ألف زائر إلى مركز معارض كولونيا، إذ أقامت الاستوديوهات أجنحة واسعة مزودة بأجهزة تحكم أو حواسيب تتيح للزوار تجربة أحدث الإصدارات بشكل مباشر.

هند وأحمد بالسينما
هند وأحمد بالسينما

الأنباء

timeمنذ 2 أيام

  • الأنباء

هند وأحمد بالسينما

تتعاون الفنانة هند صبري مع الفنان أحمد حلمي في مشروع سينمائي جديد، يفترض أن ينطلق تصويره قبل نهاية العام الحالي، وهو العمل الذي تواصلت تحضيراته على مدار الشهور الماضية. هند لاتزال مبتعدة عن التواجد في أي أعمال فنية منذ رحيل والدتها قبل أسابيع، وحزنها الشديد على فراقها، وأرجأت كل ارتباطاتها حتى إشعار آخر.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store