
الذكاء الاصطناعي يكتشف 86 ألف زلزال خفي أسفل متنزه يلوستون الأميركي
وفي دراسة جديدة نشرت في دورية "ساينس أدفانسز"، استخدم فريق دولي بقيادة أستاذ الهندسة "بينغ لي"، وزملاؤه في جامعة سانتاندير الصناعية في كولومبيا، تقنيات التعلم الآلي لإعادة دراسة بيانات الزلازل التاريخية في هذه المنطقة على مدى 15 عامًا، وتمكن الفريق من الكشف بأثر رجعي عن أحداث زلزالية سابقة وتحديد قوتها، بما يقارب 10 أضعاف ما سُجل سابقًا.
أنظمة معقدة
وقال البيان الرسمي الصادر من جامعة ويسترن أونتاريو التي شاركت في الدراسة، إنه تحت سطح متنزه يلوستون المذهل، يكمن عالم زلزالي شديد النشاط، أصبح مفهومًا بشكل أفضل بفضل التعلم الآلي، حيث اكتشف الباحثون أكثر من 86 ألف زلزال، امتدت من عام 2008 إلى عام 2022، مما يحسن بشكل كبير الفهم السابق للأنظمة البركانية والزلزالية.
ومن النتائج الرئيسية للدراسة أن أكثر من نصف الزلازل المسجلة في يلوستون كانت جزءًا من أسراب الزلازل، وهي مجموعات من الزلازل الصغيرة المترابطة التي تنتشر وتتحرك ضمن منطقة صغيرة نسبيًا خلال فترة زمنية قصيرة نسبيًا. وهذا يختلف عن الهزة الارتدادية، وهي زلزال أصغر يتبع هزة رئيسية أكبر في نفس المنطقة العامة.
وقال لي، الخبير في الزلازل الناتجة عن السوائل وميكانيكا الصخور، في تصريحات حصلت الجزيرة نت على نسخة منها: "في حين أن لكل من يلوستون والبراكين الأخرى خصائص فريدة، إلا أن الأمل معقود على إمكانية تطبيق هذه الرؤى في أماكن أخرى".
وأضاف لي: "من خلال فهم أنماط الزلازل، مثل أسراب الزلازل، يمكننا تحسين إجراءات السلامة، وتوعية الجمهور بشكل أفضل بالمخاطر المحتملة، وحتى توجيه تطوير الطاقة الحرارية الأرضية بعيدًا عن الخطر في المناطق ذات التدفق الحراري الواعد".
أجهزة كشف جديدة
قبل تطبيق التعلم الآلي في الكشف عن الزلازل، كان يتم ذلك عادةً من خلال الفحص اليدوي بواسطة خبراء مدربين، وكانت تستغرق هذه العملية وقتًا طويلًا، وهي باهظة التكلفة أيضا، وغالبًا ما تكشف عن أحداث أقل مما هو ممكن الآن باستخدام التعلم الآلي.
ويضيف بيان جامعة ويسترن أونتاريو أن التعلم الآلي أثار حمى استخراج البيانات في السنوات الأخيرة، حيث يُعيد علماء الزلازل النظر في الكم الهائل من بيانات الموجات التاريخية المخزنة في مراكز البيانات حول العالم، ويتعلمون المزيد عن المناطق الزلزالية الحالية وغير المعروفة سابقا حول العالم.
من جانب آخر أضاف لي "لو اضطررنا إلى اتباع الطريقة التقليدية، حيث يقوم شخص ما بالنقر يدويًا على كل هذه البيانات بحثًا عن الزلازل، لما تمكنا من ذلك. إنه أمر غير قابل للتطوير".
ويضيف "إلى حد كبير، لم يوجد فهم منهجي لكيفية تحفيز زلزال واحد لزلزال آخر في سرب واحد. أما الآن، فلدينا سجل أكثر دقة للنشاط الزلزالي تحت كالديرا يلوستون، ويمكننا تطبيق أساليب إحصائية تساعدنا على تحديد كميات أسراب جديدة لم نرَها من قبل، ودراستها، ومعرفة ما يمكننا تعلمه منها".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 8 ساعات
- الجزيرة
كيف يعمل مدققو المعلومات وسط سيل لا يتوقف من الأخبار الكاذبة؟
إنهم يبحثون عن إبرة في كومة قش، هكذا وصف تقرير معهد "بوينتر" البيئة التي يعمل فيها مدققو الحقائق، خاصة في ظل وجود سيل من الأخبار الكاذبة، وما يقرب من ربع مليون معلومة يوميا بحاجة إلى التحقق من دقتها. وقد ناقش المعهد الأميركي، المختص بالدراسات الصحفية وممارسات وسائل الإعلام، التحديات أمام مدققي الحقائق في سبيل تحديد أولويات الأخبار الكاذبة والادعاءات التي يجب التحقق منها، بناء على مدى ضررها. وتناول المعهد في التقرير، الذي أعده الباحثان "بيتر كونليف جونز" و"أندرو دادفيلد"، نموذجا "صارما" يتضمن معايير تساعد مدققي المعلومات على تضييق الخيارات أمام سيل الأخبار الكاذبة المتدفق على الإنترنت. ولفت "جونز" و"دادفيلد" إلى تجربة مؤسسة "فل فاكت" (Full Fact)، وهي أكبر منظمة مستقلة للتحقق من الحقائق في المملكة المتحدة، حيث استخدمت الشهر الماضي أدوات الذكاء الاصطناعي لمسح النقاشات العامة في وسائل الإعلام وعلى الإنترنت، وحددت ما معدله 240 ألفا و437 محتوى يتم تداوله يوميا، يمكن أن تقوم "فل فاكت" أو إحدى المؤسسات العشر الأخرى التي تستخدم أدواتها بالتحقق من صحته. ولأن الأخبار الكاذبة ليست متساوية في الأهمية، تمكنت "فل فاكت" عبر أدوات الذكاء الاصطناعي مرة أخرى من استبعاد أكثر من 99% من الادعاءات، باعتبارها غير مهمة بالنسبة للمؤسسة للتحقق منها، لكونها آراء أو تنبؤات أو ادعاءات متكررة، أو تتعلق بموضوعات مجردة للغاية، بحيث لا يكاد يكون لها أي تأثير. معظم المؤسسات التي تكافح الحقائق الزائفة تتبع عملية مشابهة إلى حد كبير، عبر استخدام مزيج من البحث الرقمي والرؤية البشرية، لغربلة عدد لا يحصى من الادعاءات، والتركيز على تلك التي تجدها أكثر أهمية. بواسطة بوينتر وبيّن الباحثان أنه ورغم أن التكنولوجيا ضيقت نطاق الاختيار إلى عشرات الادعاءات المهمة فقط، كان لا يزال على مدققي الحقائق أن يقرروا أي الأخبار سيعملون على التحقق منها، مع الأخذ في الاعتبار أهمية الادعاء، وتأثيره المحتمل وعوامل أخرى. وتقوم "فل فاكت" بمتوسط 10 عمليات تحقق كاملة ومفصلة من الحقائق يوميا. ويوضح "بوينتر" أن معظم المؤسسات التي تكافح الحقائق الزائفة تتبع عملية مشابهة إلى حد كبير، عبر استخدام مزيج من البحث الرقمي والرؤية البشرية، لغربلة عدد لا يحصى من الادعاءات، والتركيز على تلك التي تجدها أكثر أهمية. عوامل اختيار الخبر للتحقق وأجرى الباحثان استبيانا في يونيو/حزيران الماضي، شاركت به 70 مؤسسة من أبرز مؤسسات مكافحة المعلومات الزائفة وتدقيق الحقائق في العالم، حول الاعتبارات التي تراعيها عند اختيار المواد التي ستتحقق منها كل يوم. وأظهرت الإجابات 3 عوامل رئيسية: الضرر، ومدى انتشار الادعاء، وقوة من أطلقه، في حين كان العامل الأكثر تكرارا هو أن الادعاء "قد يتسبب في ضرر محدد، الآن أو في المستقبل القريب"، وهو ما ذكره 93% من المشاركين. وذكر 83% من المؤسسات أن العامل الثاني هو ما إذا كان الادعاء يصل إلى جمهور كبير، وجاء بعد ذلك بفارق ضئيل، بنسبة 81%، ما إذا كان الادعاء صادرا عن شخص مؤثر. ويميل مدققو الحقائق إلى التحقق من صحة ادعاءات الحزب أو الأحزاب التي تمثل الأغلبية أكثر من تلك التي تمثل الأقلية أو المعارضة، وفق الباحثين. العواقب الحقيقية للمعلومات الكاذبة شديدة، وقد ثبتت هذه الآثار المحتملة مرارا وتكرارا، من الأضرار الواسعة النطاق التي تلحق بالصحة الفردية والعامة، والعنف الأهلي، والحروب والصراعات، وتشويه الديمقراطية، إلى الآثار السلبية على الاقتصاد ونظام العدالة والصحة العقلية للأفراد. بواسطة بوينتر ويلفت الباحثان إلى أن توقع تأثير المعلومات على السلوك يعد أمرا صعبا، كما أثبتت عقود من الأبحاث الأكاديمية، مشيرين إلى أنه وعندما طُلب من معظم الناس، بمن فيهم مدققو الحقائق، تحديد ادعاءات كاذبة محددة على أنها قد تكون ضارة أو غير ضارة، بالغوا في تقدير احتمال أن تتسبب العديد من الأخبار الكاذبة في عواقب كبرى. ومع ذلك، كما توضح الدراسات، غالبا ما تكون العواقب الحقيقية للمعلومات الكاذبة شديدة، وقد ثبتت هذه الآثار المحتملة مرارا وتكرارا، من الأضرار الواسعة النطاق التي تلحق بالصحة الفردية والعامة، والعنف الأهلي، والحروب والصراعات، وتشويه الديمقراطية، إلى الآثار السلبية على الاقتصاد ونظام العدالة والصحة العقلية للأفراد. ولكن ماذا عن الكم الهائل للمعلومات الزائفة؟ ومع ذلك، يقول الباحثان، لا يزال الكم الهائل من المعلومات المضللة المتاحة في العالم مروعا، وفيما يتعلق بتحديد ما هو صحيح أو خاطئ للجمهور، بيّن "جونز" و"دادفيلد" أن ثمة طريقين رئيسين لذلك في الوقت الحالي. ويتمثل الأول في أنظمة "ملاحظات المجتمع" التي تستخدمها منصات التواصل الاجتماعي، "إكس" في جميع أنحاء العالم، و"تيك توك" و"ميتا" في الولايات المتحدة. وتقول هذه الشركات إن النظام يمكنه معالجة صحة المحتوى الذي يتم تقييمه على نطاق يتجاوز ما يمكن أن يفعله مدققو الحقائق المحترفون، بناء على إجماع الجمهور، ويعلق الباحثان بالقول إنه وعلى الرغم من فائدة هذا النموذج، فإنه غير مصمم بناء على احتمالية أن تسبب الأخبار الكاذبة ضررا. لذلك، يتابع الباحثان، فإن الطريقة الأخرى هي استخدام الذكاء الاصطناعي لمطابقة نتائج التحقق من المعلومات مع المحتوى الجديد والقائم الذي ينشر ادعاءات مماثلة أو مشابهة جدا، لافتين إلى أن منصات التواصل الاجتماعي تستخدم هذه العملية منذ فترة طويلة، فوفق تقرير صادر عن الاتحاد الأوروبي ، استخدمت "ميتا" الذكاء الاصطناعي لمطابقة الادعاءات، لتصنيف 27 مليون منشور إضافي خلال فترة 6 أشهر في عام 2024.


الجزيرة
منذ 13 ساعات
- الجزيرة
"إكس-59".. الطائرة الصامتة الأسرع من الصوت
"إكس-59" طائرة أميركية تجريبية أسرع من الصوت، تم الكشف عنها عام 2025، وتُعدّ نقلة نوعية في مجال تكنولوجيا الطيران، إذ تصل سرعتها القصوى إلى 1.5 ماخ (1590 كيلومترا في الساعة)، مما يسهم في تقليص زمن الرحلات الجوية إلى أي بقعة في العالم إلى ما يقارب النصف. وتتميز هذه الطائرة عن سابقاتها الأسرع من الصوت، بتغلبها على مشكلة الانفجارات الصوتية الهائلة التي تنتجها تلك الطائرات، والتي مثلت لها تحديا كبيرا، وتسببت في حظرها فوق المناطق المأهولة بالسكان. وكانت الولايات المتحدة الأميركية والعديد من الدول قد حظرت الطيران الأسرع من الصوت فوق اليابسة منذ عام 1973، بسبب الضوضاء الشديدة التي يحدثها، وهو ما حال دون توسع استخدامه للأغراض المدنية للحد من آثاره السلبية على البشر والبيئة، واقتصر استخدامه فوق المحيطات ضمن عدد قليل نسبيا من الطرق العابرة للقارات. وتم إنتاج "إكس- 59" على مدى سنوات بالتعاون بين وكالة ناسا وشركة "لوكهيد مارتن سكَنك" لصناعات الطيران. وفي عام 2023، صنفتها مجلة تايم ضمن أفضل الاختراعات في فئة النقل، وذلك في إصدارها الخاص "أفضل الاختراعات". الفكرة والتصنيع قادت شركة صناعات الطيران "لوكهيد مارتن سكَنك ووركس" تصميم وبناء واختبار الطائرة "إكس-59" الأسرع من الصوت بالتعاون مع مشروع كويست التابع لوكالة الإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء (ناسا). وتُعد طائرة "إكس-59" ثمرة جهود بحثية أجرتها وكالة ناسا واستمرت عقودا، بدءا من الطائرة "إكس-1″، التي كسرت حاجز الصوت أول مرة عام 1947، والتي مثلت بداية عصر الطيران الأسرع من الصوت. وقد طُرحت فكرة الحد من الضوضاء الناتجة عن الطيران الأسرع من الصوت نظريا أول مرة في ستينيات القرن الـ20، وفي غضون سنوات بدأت وكالة ناسا إجراء أبحاث على تقنيات تهدف إلى خفض الصوت في هذا النوع من الطيران. وفي العامين 2003 و2004، أثبتت أبحاث ناسا إمكانية تقليل هدير الطائرات الأسرع من الصوت، حين تم تعديل مقدمة طائرة مقاتلة من طراز "إف- 5 إي تايغر" إلى "أنف" فريد الشكل. وبدأ العمل فعليا على مشروع "طائرة إكس-59" عام 2016، حين قدمت شركة لوكهيد مارتن تصميما أوليا للطائرة، طورته بموجب عقد منحته إياها وكالة ناسا. وحصلت الوكالة على تمويل أولي للمشروع بداية عام 2018، وفي أبريل/نيسان من العام ذاته، منحت عقدا لشركة لوكهيد مارتن بقيمة 247.5 مليون دولار بهدف بناء الطائرة في مصانع الشركة في مدينة بالمديل بولاية كاليفورنيا. وخضعت طائرة "إكس-59" إلى مراحل طويلة من التطوير والاختبار، استمرت سنوات عديدة، وشاركت جميع مراكز أبحاث الطيران التابعة لناسا -مركز أبحاث أميس ومركز أرمسترونغ لأبحاث الطيران ومركز غلين ومركز لانغلي- في مراحل الإنتاج كافة. وأسهمت المراكز في إنجاح المشروع، عبر تعديل تصميم الطائرة وتطوير أنظمتها، إضافة إلى تقييم أنظمة الطيران والسلامة واختبار أداء الطائرة في البيئات الحقيقية وجمع البيانات وتحليلها. وكان من المفترض، وفقا للعقد، إتمام التصنيع وتسليم لوكهيد مارتن الطائرة إلى مركز أرمسترونغ بحلول نهاية عام 2021، لكن جائحة كورونا (كوفيد-19) أخرت مراحل الإنتاج وأعاقت تسليمها في الوقت المحدد. وفي 12 يناير/كانون الثاني 2024، كشفت كل من وكالة ناسا وشركة لوكهيد مارتن عن طائرة "إكس- 59" أثناء حفل إطلاق بكاليفورنيا، وتم عرض الطائرة أمام حشد بلغ نحو 150 فردا. وتُعتبر "إكس- 59" طائرة تجريبية، فهي تتمتع بحجم صغير لا يرقى إلى حجم طائرة ركاب، لكن الغرض من إنتاجها هو تصنيع نموذج تجريبي وجمع البيانات المتعلقة بالضجيج الصادر عنه. التصميم تُشبه "إكس- 59" طائرة مقاتلة مُعدّلة، وتحتوي على قمرة قيادة تستوعب طيارا واحدا ويبلغ طولها 99.7 قدما (30.4 مترا)، وعرض جناحيها 29.6 قدما (9 أمتار)، بينما يصل ارتفاعها إلى 14 قدما. وخُطط لها على ألا يتعدى وزنها الإجمالي 25 ألف رطل (نحو 11 ألفا و340 كيلوغراما)، ويُقدر وزنها فارغة بنحو 14 ألفا و990 رطلا، مع قدرة على استيعاب حمولة تصل إلى 600 رطل وخزان وقود بسعة حوالي 8700 رطل. وتعمل الطائرة بمحرك واحد من نوع "إف 414- جي إي- 100" مُعدل، يُستخدم على نطاق واسع في الطائرات العسكرية، مثل طائرة "إف-18 سوبر هورنت" التابعة للبحرية الأميركية. ويُنتج المحرك ما يصل إلى 22 ألف رطل من الدفع لتحقيق سرعة طيران تبلغ 1.42 ماخ (1510 كيلومترات في ساعة) وسرعة قصوى تصل إلى 1.5 ماخ (1590 كيلومترا في الساعة)، ويسمح لها الجناح بالتحليق على ارتفاع يصل إلى 55 ألف قدم (16 ألفا و800 متر). وزودت الطائرة بعجلات هبوط من نوعي "إف-16 بي آي كي 25 إن إل جي" و"إم إل جي". واستخدمت في تصنيع الطائرة مجموعة متنوعة من قطع غيار مستمدة من طائرات أخرى بهدف خفض التكلفة وتركيز موارد المشروع على حل المشكلة الأساسية المتمثلة في خفض دوي الانفجار الصوتي. ومن أبرز القطع المعاد استخدامها: معدات الهبوط التي تم الحصول عليها من مقاتلة " إف-16"، وقمرة القيادة ومظلتها والمقعد القاذف المأخوذة من طائرة التدريب العسكرية "تي- 38" التابعة لوكالة ناسا. كما أُخذ المحرك من مقاتلة من طراز "إف- 18" وجزء من نظام الدفع من طائرة التجسس "يو-2" وعصا التحكم من المقاتلة الشبح " إف-117". ميزات التصميم رغم اعتماد طائرة "إكس- 59" على العديد من القطع المستمدة من طائرات أخرى، فإنها تتمتع بمجموعة من المميزات التي تجعلها فريدة وقادرة على التغلب على أحد أكثر التحديات التي تواجه الطيران الخارق للصوت، وهو الضجيج الهائل الذي يُسببه هذا النوع من الطيران. فعندما تحلق الطائرات التقليدية بسرعات تفوق سرعة الصوت، تصطدم بالهواء مُشَكِّلة موجات تتداخل لتصدر انفجارا قد يصل مستوى ضجيجه إلى 110 ديسيبل (وحدة قياس شدة الصوت) وهو ما يُشبه صوت الرعد القوي. أما طائرة "إكس-59" فابتُكر لها هيكل جديد بالكامل، بغرض تقليل موجات الصدمة ومنع اندماجها عبر إعادة توزيعها وتمديدها، وهو الأمر الذي يجعل تلك الموجات تصل إلى الأرض منفصلة مسببة مستويات ضجيج مقبول، بما يشبه سلسلة من الضربات الخفيفة أو الارتطام البسيط. وتصدر عن الطائرة نبضة ضوضاء قصيرة بقوة أقل من 75 ديسيبل، مقارنة بأكثر من 100 ديسيبل التي تُصدرها طائرات " كونكورد" والطائرات العسكرية الأسرع من الصوت، وهو الأمر الذي قد يُسهم في رفع الحظر المفروض على طائرات المسافرين الأسرع من الصوت. وتتميز الطائرة بتصميم خارجي فريد طويل وضيق، ويتميز بمقدمة على شكل "أنف" ممدود ومدبب يشكل طوله حوالي ثلث إجمالي طول الطائرة وزودت بما لا يقل عن 3 أسطح رفع أفقية بهدف تمديد منطقة ضغط الهواء، مما يمنع تصادم موجات الصدمة. وتحتوي الطائرة على محرك نفاث واحد مُركّب على سطحها لتقليل الضوضاء، وتحتوي على فتحات هواء علوية مصممة بغرض تشتيت دوي الانفجار. أما جناحها الرئيسي، فقد صُمم على شكل "دلتا" للتفاعل مع "أنفها" الطويل ومحركها العلوي وجناحها الخلفي، مما يساعد في التحكم في موقع وقوة موجات الصدمة. كما جاء تصميم الطائرة دون نافذة أمامية، وهو تصميم يُساعد على تقليل دوي الصوت الناتج، واستبدل بالنافذة نظام تُطلق عليه ناسا "نظام الرؤية الخارجية"، ويتكون من كاميرا متصلة بشاشة مثبتة في قمرة القيادة، تتيح للطيارين الرؤية الأمامية بدقة عرض فائقة الوضوح (4K) عبر تقنية الواقع المعزز. اختبارات الأداء طورت وكالة ناسا في مركز "أرمسترونغ" لأبحاث الطيران التابع لها، وعلى مدى سنوات، أدوات قياس وتصوير لتقييم موجات الصدمة الخاصة بطائرة "إكس-59" عند تحليقها بسرعة 1.4 ماخ، وعلى ارتفاعات تزيد على 50 ألف قدم. واستخدم فريق التجارب طائرتي أبحاث من طراز "إف-15" لعمل تجارب تمهيدية قبل البدء بتجارب فعلية على الطائرة، وتم التحقق من صحة 3 أدوات أساسية: مسبار قياس موجة الصدمة: وهو جهاز دقيق مُثبت في مقدمة الطائرة، يُستخدم لقياس وتحليل موجات الصدمة الناتجة عن الطيران بسرعات تفوق سرعة الصوت. نظام الملاحة الجغرافية المتكامل لتحديد المواقع الجوية. نظام التصوير الفوتوغرافي المحمول جوا، والذي يسمح بالتقاط صور توضح التغيرات في كثافة الهواء التي تسببها طائرة "إكس-59". ومرت طائرة "إكس-59" بتجارب طويلة ودقيقة للتحقق من أدائها، وبدأت تلك الاختبارات بمراقبة أداء أنظمة التحكم الهيدروليكية والكهربائية والبيئية في الطائرة أثناء تشغيل المحرك، تبعها اختبار دواسة الوقود، إلى جانب اختبارات رفع طاقة الطائرة إلى حدها الأقصى. وفي أوائل عام 2022، أجرى فريق التجارب اختبارا بهدف ضمان قدرة الطائرة على امتصاص القوى التي تتعرض لها أثناء الطيران. وفي أغسطس/آب من العام نفسه خضع نموذج مصغر للطائرة لاختبار نفق الرياح في وكالة استكشاف الفضاء اليابانية، وقاس العلماء موجات الضغط أثناء مرور تدفق الهواء الأسرع من الصوت فوق النموذج. أما في 2023، فقد أجرى الفريق اختبارات تقييم تتعلق باستجابة الطائرة للاهتزازات، وبحلول عام 2024 خضعت لاختبارات هيكلية، وشهدت تحريك أسطح التحكم الخاصة بها بواسطة الحاسوب، بما في ذلك الأجنحة واللوحات والدفة، كما تم اختبار المقعد القاذف. وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2024، أُجري آخر فحص رئيسي لنظام الطائرة قبل انطلاق أول رحلة تجريبية على المدرج، إذ تم تشغيل محركها ونظامها الداخلي كاملا. وفي ديسمبر/كانون الأول من العام ذاته، نجحت ناسا في إتمام أول اختبار للمحرك بأقصى طاقة احتراق. إعلان وفي فبراير/شباط 2025، اجتازت الطائرة بنجاح اختبارات التوافق الكهرومغناطيسية، وتأكد فريق الاختبار من عدم تداخل الأنظمة، مثل: أجهزة الراديو ومعدات الملاحة وأجهزة الاستشعار مع بعضها البعض، أو تسببها في مشاكل غير متوقعة. وأجرى فريق ناسا اختبارا أرضيا في مارس/آذار 2025، بهدف ضمان قدرة الطائرة على الحفاظ على سرعة محددة أثناء التشغيل، وأثبت الاختبار أن مثبت السرعة يعمل بشكل صحيح، وأكد قدرة الطائرة على التحكم الدقيق بالسرعة، وأن جميع مكوناتها تعمل وفق التصميم. وفي مايو/أيار نجحت طائرة "إكس-59" في اجتياز سلسلة من اختبارات تحاكي ظروف الطيران في بيئة أرضية، إذ أجرت محاكاة للطيران على ارتفاعات عالية فوق صحراء كاليفورنيا دون مغادرة الأرض على الإطلاق. وأثناء عمليات المحاكاة، فعل الفريق معظم أنظمة الطائرة، مع إبقاء المحرك متوقفا، وفي الوقت نفسه، رُبطت الطائرة إلكترونيا بجهاز حاسوب أرضي يُرسل إشارات مُحاكاة لتغييرات تشمل الارتفاع والسرعة ودرجة الحرارة وحالة النظام. ووجه الطيارون في قمرة القيادة الطائرة لمراقبة استجابتها لجميع المؤثرات، بما في ذلك التعرض للأعطال. إلى جانب ذلك، ساهم هذا الاختبار في تطوير الطائرة، عبر تحديد مواضع القصور في الأنظمة وإجراء التعديلات المطلوبة لتحسين الأداء. وفي يوليو/تموز 2025، أجرى باحثون من وكالة ناسا ووكالة استكشاف الفضاء اليابانية اختبار نموذج مصغر لطائرة "إكس-59" في نفق رياح أسرع من الصوت يقع في مدينة تشوفو باليابان، بهدف تقييم الضوضاء المسموعة أسفل الطائرة. كما أجرى فريق مكون من موظفين من وكالة ناسا وشركة "لوكهيد مارتن" أول اختبار سير منخفض السرعة للطائرة باستخدام قوتها الذاتية في مصنع القوات الجوية الأميركية في مدينة بالمديل بكاليفورنيا. ويمثل السير على المدرج آخر سلسلة اختبارات أرضية تسبق الرحلة الأولى للطائرة، وأثناء هذه الاختبارات تزيد الطائرة سرعتها تدريجيا حتى تصل إلى سرعة عالية تمكنها من الوصول إلى نقطة الإقلاع. وفي أواخر يوليو/تموز 2025، أجرت وكالة ناسا تجربة كاملة في جزء من صحراء موهافي في كاليفورنيا، للتحضير لكيفية قياس الضوضاء التي تولدها الطائرة.


الجزيرة
منذ يوم واحد
- الجزيرة
ثورة البراكين بعد زلزال كامتشاتكا الروسية تثير تفاعل المنصات
شبكات أيقظ زلزال شبه جزيرة كامتشاتكا الروسية سلسلة براكين متزامنة غير معتادة في المنطقة، مما أحدث مخاوف وتحذيرات وتساؤلات حول هذه الظاهرة الطبيعية. اقرأ المزيد