logo
ما لا يقوله الأطباء عن مرحلة ما قبل انقطاع الطمث

ما لا يقوله الأطباء عن مرحلة ما قبل انقطاع الطمث

النهار١٩-٠٣-٢٠٢٥

ثمة أعراض تصيب المرأة بل انقطاع طمثها، يبررها الأطباء بسهولة، أو باستسهال: مرحلة ما قبل الطمث. وغالباً ما يكون هناك استخفاف بالأعراض وآثارها، رغم أنها تؤثر إلى حد بعيد على صحة المرأة النفسية والجسدية، ومنها ما ينعكس بوضوح على نمط حياتها خلال فترة قد تمتد سنوات طويلة، بحسب تقرير نشره موقع daysofconfidence.
كيف تؤثر مرحلة ما قبل الطمث عليكِ؟
تؤثر الهرمونات على كامل أنظمة الجسم ووظائفه. عموماً، يتم التركيز على عبقات الحر التي تزعج المراة في هذه المرحلة، غير أن المشكلة الأساسية ليست هنا، بل في كل ما للهرمونات من تأثير على الدماغ والأيض والنوم والصحة النفسية، وهذه مسائل لا تؤخذ في الحسبان رغم أهميتها الكبيرة وانعكاساتها الواضحة على حياة المرأة.
يربط الأطباء أي مشكلة تواجهها المرأة بمرحلة ما قبل انقطاع الطمث، من دون السعي إلى إيجاد الحلول التي تساعدها على تخطي معاناتها، حتى يميل بعضهم إلى اعتبار أن المشكلة التي تعانيها ليست إلا هواجس لا مبرر لها. ولكن:
- تعدّ الغشاوة الذهنية مسألة فعلية بسبب الانخفاض المفاجئ والحاد في مستويات هرمون إستروجين، وهذا يؤثر على الذاكرة والقدرة على التركيز. في هذه المرحلة، يتأقلم الجسم مع التوازن الهرموني الجديد.
-الاضطرابات في النوم تحصل فعلاً في هذه المرحلة.
-القلق المفاجئ في الثالثة صباحاً ليس مصادفة، إنما له سبب بيولوجي.
لا تقتصر مرحلة ما قبل انقطاع الطمث على عبقات الحر وعدم انتظام الدورة الشهرية، كما يفسرها البعض، بل يؤكد الخبراء أنها عبارة عن تحوّل كبير يحصل في جسم المرأة بدءاً من عمر 35 سنة أحياناً، وقد لا تكون جاهزة لها في حينه.
أبرز التغيرات والأعراض التي قد تشعرين بها
-القلق
-التقلبات المزاجية
-الكآبة
-نوبات غضب مفاجئة (بسبب تأثير إستروجين على معدلات السيروتونين في الجسم. بالتالي، لا تبالغ المرأة في ردات فعلها ومشاعرها، لأنها ناتجة من تقلبات هرمونية كبرى في جسمها. ولا ترتبط هذه التحولات بشخصية المرأة، بل هي نتيجة ردة فعل حيوية كيميائية).
-اضطرابات النوم(النوم يصبح تحدياً كبيراً كالتعرق الليلي والاستيقاظ عند الثالثة صباحاً من دون مبرر والأرق المستمر).
بالنسبة إلى تكدس الكيلوغرامات الزائدة، وتراجع عملية الأيض، فمردودان إلى الطريقة التي يحرق فيها الجسم السكر ويتفاعل مع التوتر، بحسب التغييرات الهرمونية.
ما الذي يمكن فعله؟
يمكن أن تدوم هذه المرحلة أكثر من 10 سنوات. صحيح انها مرحلة طبيعية، لكن المشكلات التي تعانيها المرأة خلالها لا تؤخذ غالباً على محمل الجد، حتى من جانب الأطباء. ما يجب أن تعرفيه هنا هو أنك لست وحدك في ما تشعرين به. ففي حال لاحظت أياً من هذه التغيرات، اتخذي هذه الإجراءات:
-دوّني الأعراض التي تشعرين بها.
-استشيري طبيبك.
-اخضعي لفحص الهرمونات.
-تحدثي مع نساء أخريات في المرحلة نفسها عن أعراض يعانينها.
-لا تستخفي بما تشعرين به، وتحدثي عن كل ما تواجهينه لتحصلي على الحلول الملموسة التي تساعدك على تخطي هذه المرحلة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بعيداً من الحمل والدورة الشهرية والبلوغ... تأثير الإستروجين على دماغك أكبر ممّا تتصورين!
بعيداً من الحمل والدورة الشهرية والبلوغ... تأثير الإستروجين على دماغك أكبر ممّا تتصورين!

النهار

time٠٧-٠٥-٢٠٢٥

  • النهار

بعيداً من الحمل والدورة الشهرية والبلوغ... تأثير الإستروجين على دماغك أكبر ممّا تتصورين!

الإستروجين هو هرمون ينتج في مبيض المرأة ويُعد من أهم الهرمونات في حياتها، لأنه يؤثر في كل مراحل نموها، مثل مرحلة البلوغ والدورة الشهرية والحمل. لكن مع تطوير الأبحاث في مجال الصحة النفسية والذهنية والرفاه، بدأت تظهر وظائف وتأثيرات أخرى للإستروجين، بعيداً من الجانب الجسدي المتعارف عليه... إنّما على الدماغ. "هرمون الإستروجين يرتبط أيضاً بالصحة النفسية للمرأة، وله أدوار عديدة"، تؤكد الدكتورة كارول سعادة رياشي المتخصصة بأمراض الغدد والأستاذة المحاضرة في جامعة القديس يوسف. فالدور النفسي الأول للإستروجين هو تحسين المزاج، إذ يؤثر على الدماغ ويحافظ على التوازن النفسي والعاطفي لدى المرأة. وفيما يُسمى السيروتونين هرمون السعادة، يشارك هرمون الإستروجين أيضاً في توفير الشعور بالسعادة هذا عبر تحسين المزاج وتخفيف القلق والاكتئاب، ويساهم إيجاباً في عمل الدوبامين المسؤول عن المتعة والتحفيز. إلى ذلك، يعمل هرمون الإستروجين كعامل وقائي ضد أعراض الاكتئاب، بحسب رياشي. فعندما ينخفض مستوى هذا الهرمون لدى المرأة، تشعر بالاكتئاب، مثل فترات ما قبل الدورة الشهرية وما بعد الولادة وانقطاع الطمث. أمّا الدور الثالث للإستروجين، فهو تحسين النوم، إذ ينظم النوم ويساهم إيجاباً في عمل الميلاتونين، ليصبح النوم أعمق وبجودة أعلى. لذلك، فإنّ انخفاضه قد يؤدي إلى الأرق والاستيقاظ الليلي. ويكمن الدور الرابع للإستروجين، وفق رياشي، بتأثيره على الذاكرة وعلى الوظائف الدماغية والإدراكية. فهو يدعم الذاكرة القصيرة والبعيدة، كما يعزز التركيز والتنبه والمرونة المعرفية. فهل هذا يعني أنّ عليها أن تعزّز من هذا الهرمون في جسمها قبل أن تفقده؟ تجيب رياشي: "قبل انقطاع الطمث، وطالما لدى المرأة الدورة الشهرية، ليس عليها أن تتناول أي شيء لتعزيز الإستروجين". وتنصح رياشي المرأة التي تريد أن تحافظ على انتظام دورتها الشهرية، بأن تمارس الرياضة، وبأن تلتزم 150 دقيقة من المشي في الأسبوع، وبأن تحافظ على وزنها الصحي، وألّا تسمن. وبعد انقطاع الطمث، لا بدّ من أن تراجع المرأة طبيبها النسائي لدراسة وضعها الصحي، إذا ما كانت بحاجة لتعزيز الإستروجين لديها. فالأمر يعود إلى عوامل عديدة مثل المشاكل الصحية السابقة في عائلتها، العمر الذي انقطع لديها الطمث فيه، المعاناة من مشاكل صحية، وغيرها من العوامل التي يبحثها الطبيب بكل حالة على حدة. ماذا تقول الدراسات؟ وعلى غرار أبحاث عديدة، توصلت دراسة "Estrogens, estrogen receptors, and female cognitive aging: the impact of timing"، إلى أن الإستروجين يؤثر على كل شيء، من التعلم إلى الذاكرة إلى الإدراك والمزاج، وصولاً إلى خطر إصابة المرأة بأمراض مثل الألزهايمر. وفي التركيز على الحُصين، وهي منطقة دماغية أساسية للتعلم والذاكرة، يظهر أنّ ارتفاع مستويات الإستروجين يرتبط بزيادة الاتصال بكل أنحاء الدماغ، ومستويات النواقل العصبية (مواد كيميائية في الدماغ مهمة للذاكرة) تكون أعلى أيضاً عند وجود الإستروجين. ويبدو أن الجانب المعرفي الأكثر تأثراً بالإستروجين هو التعلّم اللفظي في الذاكرة، أي القدرة على تعلّم شيء جديد ثم تذكره لاحقاً، إذ إن النساء في سن اليأس يعانين من تراجع في هذه القدرات. ربطت دراسة " Estrogen, Stress, and Depression: Cognitive and Biological Interactions"، بين التوتر والإستروجين. وأظهرت أنّ لهذا الهرمون تأثير على العواطف من خلال تنظيم المزاج والصحة النفسية، وقد تؤدي تقلبات مستوياته إلى اضطرابات مزاجية مثل متلازمة ما قبل الحيض، واضطراب ما قبل الحيض المزعج، واكتئاب ما بعد الولادة، واكتئاب انقطاع الطمث. وقد تسبب هذه التغيرات في مستويات الهرمونات القلق والاكتئاب. لذا، يؤثر الإستروجين بشكل كبير على العواطف والمزاج والوظائف الإدراكية التي قد تتأثر جميعها خلال فترة انقطاع الطمث، وهي الفترة التي تبدأ فيها مستويات الإستروجين بالانخفاض. وتشمل الأعراض التي قد تظهر خلال انقطاع الطمث تغيرات في المزاج، ومشاكل في الذاكرة، وهبات ساخنة. كما ارتبط انتشار مرض الزهايمر، وهو أكثر شيوعاً لدى النساء منه لدى الرجال، بنقص الإستروجين.

نظام غذائي يساعد على النوم الهادئ
نظام غذائي يساعد على النوم الهادئ

الديار

time٣٠-٠٤-٢٠٢٥

  • الديار

نظام غذائي يساعد على النوم الهادئ

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب يُعدّ النوم العميق والهادئ ركيزة أساسية للصحة الجسدية والنفسية، إذ يساعد الجسم على استعادة نشاطه وتجديد خلاياه، كما يعزز التركيز، المناعة، والتوازن الهرموني. وفي حين أن الكثيرين يعانون من اضطرابات النوم لأسباب مختلفة، فإن النظام الغذائي قد يكون أحد العوامل المؤثرة الرئيسية التي يغفل عنها الكثيرون. فبعض الأطعمة يمكن أن تدعم إفراز هرمونات مهدئة ومحفّزة للنوم، بينما تساهم أخرى في تحفيز الجهاز العصبي أو التسبب في اضطرابات هضمية تؤثر سلبًا على جودة النوم. إن تناول وجبة خفيفة تحتوي على الكربوهيدرات المعقدة والبروتينات الخفيفة قبل النوم يمكن أن يعزز إنتاج السيروتونين والميلاتونين، وهما هرمونان يؤديان دورًا رئيسيًا في تنظيم النوم. على سبيل المثال، يُعد الموز خيارًا مثاليًا لما يحتويه من مغنيسيوم وبوتاسيوم، وهما عنصران يساهمان في استرخاء العضلات. كما أن الحليب الدافئ يحتوي على حمض التربتوفان الأميني الذي يعزز إنتاج السيروتونين في الدماغ. كذلك، يمكن للأطعمة مثل الشوفان واللوز والكرز أن تكون جزءًا من وجبة مسائية صحية تساعد على تهدئة الجسم والعقل قبل النوم. من جهة أخرى، لا تقلّ أهمية تجنّب بعض الأطعمة والمشروبات قبل النوم عن أهمية اختيار الأطعمة المناسبة. إذ يمكن لبعض الخيارات الغذائية أن تعيق الدخول في مرحلة النوم العميق، أو تؤدي إلى تقطع في النوم دون وعي، وهو ما ينعكس سلبًا على طاقة الجسم وصحته النفسية في اليوم التالي. ويأتي الكافيين في طليعة هذه المواد المنبهة، فهو يوجد ليس فقط في القهوة، بل أيضًا في الشاي الأسود والأخضر، والمشروبات الغازية، ومشروبات الطاقة، وحتى في بعض أنواع الشوكولاتة. تأثير الكافيين قد يمتد إلى أكثر من 6 ساعات بعد تناوله، مما يؤخر الشعور بالنعاس ويؤدي إلى أرق مزمن عند بعض الأشخاص، خصوصًا أولئك الحساسين لتأثيره. كما تشكل الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة أو الأطعمة المقلية عبئًا إضافيًا على المعدة في الليل، حيث تستغرق وقتًا أطول للهضم، وقد تؤدي إلى اضطرابات في المعدة والشعور بالثقل أو الانتفاخ، ما يجعل النوم أقل راحة. أما التوابل الحارة، كالفلفل والزنجبيل بكميات كبيرة، فقد تسبب حرقة في المعدة أو ما يُعرف بارتجاع الحمض، وهي حالة تؤدي إلى استيقاظ مفاجئ أو شعور بعدم الارتياح أثناء الاستلقاء. ولا يقل السكر الصناعي خطورة في هذا السياق، إذ تؤدي الأطعمة والمشروبات عالية المحتوى من السكر، مثل الحلوى والمخبوزات الجاهزة والمشروبات الغازية، إلى تقلبات سريعة في مستويات الغلوكوز في الدم، وهو ما قد يحفّز الجسم على إفراز هرمونات مثل الأدرينالين، فتزيد من حالة اليقظة والتوتر، وتمنع الوصول إلى النوم العميق المستقر. أما المشروبات الكحولية، فعلى الرغم من أنها قد تُشعر الإنسان بالنعاس في البداية، إلا أن تأثيرها يخدع الجسم. فهي تؤثر سلبًا في مراحل النوم، وتحديدًا مرحلة "REM" أو النوم الحالم، والتي تُعد أساسية للشعور بالانتعاش في اليوم التالي. كما تؤدي الكحوليات إلى الاستيقاظ المتكرر خلال الليل، إضافة إلى تأثيرها المدرّ للبول، مما يزيد من عدد مرات الذهاب إلى الحمام ويقطع تسلسل النوم. من الناحية العملية، يُعد توقيت الوجبات عنصرًا حاسمًا في دعم نوم صحي. فالعشاء الثقيل أو المتأخر قد يرهق المعدة ويؤثر في الجهاز الهضمي، بينما تناول وجبة خفيفة قبل النوم بساعتين إلى ثلاث ساعات يسمح للجسم بالهضم الكامل قبل الاستلقاء. كذلك، فإن الحفاظ على روتين غذائي يومي، من حيث توقيت الوجبات وتوازنها، يساعد في ضبط الساعة البيولوجية للجسم، وهو ما ينعكس بدوره على انتظام دورة النوم والاستيقاظ. في المحصلة، يبدو واضحًا أن العلاقة بين الغذاء والنوم هي علاقة تكاملية دقيقة تتطلب وعيًا بالتفاصيل. فالغذاء ليس مجرد وسيلة للشبع، بل يمكن اعتباره محفزًا بيولوجيًا يؤثر في كل شيء من نشاط الدماغ إلى استرخاء العضلات. إن تبنّي نمط غذائي صحي يراعي توقيت الوجبات ومحتواها، وتجنّب المحفزات والمنبهات في الفترة المسائية، هو أحد المفاتيح الفعالة للتخلّص من الأرق وتحقيق نوم هادئ ومتواصل. ومن خلال تغييرات بسيطة ولكن مدروسة في النظام الغذائي، يمكن لكل شخص أن يخلق بيئة داخلية أكثر اتزانًا تساعده على الاسترخاء والنوم بجودة أفضل.

ليس القلب فقط... هكذا يُدمّر الملح قدراتكَ العقليّة!
ليس القلب فقط... هكذا يُدمّر الملح قدراتكَ العقليّة!

الديار

time١٥-٠٤-٢٠٢٥

  • الديار

ليس القلب فقط... هكذا يُدمّر الملح قدراتكَ العقليّة!

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب لطالما ارتبط الملح في أذهاننا بمذاق الطعام وتعزيز النكهات، ويُعرف بأنه مكوّن أساسي لا غنى عنه في المطبخ. ومع ذلك، فإن ما قد يغيب عن أذهان الكثيرين هو أن الملح ليس مجرد عنصر يؤثر في صحة القلب أو ضغط الدم، بل يمتد تأثيره ليشمل العقل أيضًا، وتحديدًا على وظائف الدماغ والحالة النفسية. تشير دراسات حديثة إلى أن الإفراط في تناول الصوديوم، المكوّن الأساسي في ملح الطعام، يمكن أن يؤثر سلبًا على الصحة العقلية، خاصة من ناحية التركيز، والذاكرة، والحالة المزاجية. فبينما كانت الأبحاث السابقة تركز على العلاقة بين تناول الملح وارتفاع ضغط الدم، بدأت اليوم تظهر دلائل على وجود علاقة وثيقة بين استهلاك الصوديوم المفرط وتدهور القدرات المعرفية بمرور الوقت. من الجوانب المفاجئة التي كشفتها الدراسات العلمية، أن تناول كميات كبيرة من الملح قد يضعف تدفق الدم إلى الدماغ. فعندما يزداد تركيز الصوديوم في الدم، يُحدث ذلك خللًا في أداء الأوعية الدموية الصغيرة التي تغذي خلايا الدماغ، مما يؤدي إلى تقليل كمية الأوكسجين والغذاء الواصلين إليه. وهذا النقص، وإن كان طفيفًا أو تدريجيًا، يؤثر بشكل مباشر على الأداء العقلي، مثل القدرة على اتخاذ القرار، وسرعة البديهة، ومعالجة المعلومات. كما وجد الباحثون أن استهلاك كميات مفرطة من الملح قد يكون مرتبطًا بزيادة فرص الإصابة بأمراض عقلية مثل الاكتئاب والقلق. ويُعتقد أن هذا يعود إلى تأثير الصوديوم على التوازن الكيميائي في الدماغ، خصوصًا المواد الناقلة العصبية مثل السيروتونين والدوبامين، التي تتحكم في الحالة المزاجية والشعور بالسعادة. وبالتالي، فإن اضطراب هذا التوازن يمكن أن يؤدي إلى تقلبات مزاجية مفاجئة أو شعور دائم بالإرهاق والضيق النفسي. وعلى الجانب الآخر، لا يعني ذلك أن الملح يجب أن يُقصى تمامًا من النظام الغذائي. فالصوديوم عنصر أساسي لا غنى عنه في عمل العديد من وظائف الجسم الحيوية، مثل تنظيم ضغط الدم، والمحافظة على توازن السوائل، ونقل الإشارات العصبية بين الخلايا، فضلًا عن دوره في تقلص العضلات ووظائف القلب. أي خلل في نسبته، سواء بالزيادة أو النقص، قد يؤدي إلى اضطرابات جسدية وعصبية خطيرة. لكن الخطورة لا تكمن في وجود الملح بحد ذاته، بل في الكميات التي يتم استهلاكها يوميًا، وغالبًا ما تكون خفية وغير محسوسة. فوفقًا لتوصيات منظمة الصحة العالمية، يجب ألا تتجاوز كمية الصوديوم اليومية 2 غرام فقط، وهو ما يعادل حوالي 5 غرامات من ملح الطعام (أي ما يعادل ملعقة صغيرة تقريبًا). إلا أن الإحصاءات تشير إلى أن معظم الناس حول العالم يستهلكون ما يزيد عن هذه الكمية بأضعاف، دون وعي، نتيجة الإفراط في تناول الأطعمة المصنعة، والوجبات السريعة، والمعلبات، والمخبوزات الجاهزة، التي تحتوي على كميات مرتفعة من الصوديوم حتى وإن لم يكن مذاقها مالحًا بشكل واضح. وهنا تبرز الحاجة إلى إعادة النظر في علاقتنا بالملح، ليس فقط من باب الحفاظ على صحة القلب أو الوقاية من ارتفاع ضغط الدم وأمراض الكلى، بل من منظور أشمل يتعلق بصحة الدماغ وسلامة وظائفه. فالإفراط في تناول الملح لا يؤثر فقط على الجسد، بل ينعكس على القدرة على التفكير، وعلى المزاج العام، وعلى كفاءة الذاكرة والتركيز، وهي كلها مقومات أساسية لجودة الحياة النفسية والعقلية. وللحد من هذا التأثير السلبي، يمكن اتخاذ خطوات بسيطة لكن فعالة، مثل قراءة ملصقات التغذية على المنتجات الغذائية، واختيار البدائل القليلة الصوديوم وطهي الطعام في المنزل باستخدام كميات محددة من الملح الطبيعي، والاستعانة بالأعشاب والتوابل الصحية لإضفاء النكهة بدلًا من الاعتماد المفرط على الملح. كما يُنصح بتناول الأطعمة الطازجة مثل الخضروات والفواكه، والتي لا تحتوي بطبيعتها على نسب عالية من الصوديوم، بل تسهم في دعم التوازن الغذائي العام. وفي نهاية المطاف، يتبيّن لنا أن "الملح"، رغم بساطته ووجوده المتكرر في وجباتنا اليومية، قد يكون له تأثيرات خفية وعميقة على صحتنا العقلية لا تقل أهمية عن تأثيره في الصحة الجسدية. لذا فإن الاعتدال في تناوله لا يُعدّ ترفًا غذائيًا، بل خطوة أساسية نحو الحفاظ على صفاء الذهن، وثبات المزاج، وفعالية الوظائف المعرفية التي تشكل جوهر الإنسان في تفكيره وسلوكه وإبداعه.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store