
"خريطة الوجه الصينية".. الطب الشرقي التقليدي بين الحقيقة والخرافة
وفقا لمبادئ الطب الصيني التقليدي، يعتمد تشخيص مشكلات البشرة وعلاجها على ما تُعرف بـ"خريطة الوجه الصينية" (Chinese Face Mapping)، التي تقوم على الاعتقاد بأن الوجه مرتبط بأعضاء الجسم الداخلية عبر قنوات طاقة تُعرف باسم "تشا"، وهي جزء من نظام الطاقة الحيوية الذي يتحكم في توازن الجسم وصحته.
بناء على ذلك، فإن مشاكل البشرة مثل الاحمرار أو الحبوب أو التصبغات أو التجاعيد المبكرة ما هي إلا دلائل على وجود مرض أو اضطراب في أجهزتنا الحيوية، مثل جهاز التنفس أو الهضم أو الجهاز الكبدي الصفراوي أو غيرها. وفي المقابل فإن البشرة النضرة الخالية من العيوب والشوائب تعد دليلاً على صحة أجسامنا.
خريطة الوجه الصينية في مراكز العناية بالبشرة
يعود استخدام خريطة الوجه الصينية إلى قرون مضت، لكنها شهدت رواجا متجددا في السنوات الأخيرة، حيث أعادت بعض مراكز العناية بالبشرة اعتمادها وسيلة لفهم أسباب المشكلات الجلدية وعلاجها من خلال الربط بين مناطق الوجه المختلفة والأمراض الجسدية المحتملة.
وفقا للخريطة، ترتبط الأقسام المختلفة في وجوهنا مع الأعضاء الداخلية كالتالي:
الجبهة: يعتقد أن الجزء العلوي من الجبهة يرتبط بالمثانة، في حين يرتبط الجزء السفلي منها بالجهاز الهضمي، وبالتالي فإن المشاكل الجلدية في هذه المنطقة قد تعكس أمراضا مثل الإمساك، ومتلازمة القولون العصبي، والتهابات المسالك البولية.
بناء على ذلك، قد تكمن الحلول في تحسين جودة النظام الغذائي من خلال اتباع نظام غني بالألياف يحتوي على الفواكه والخضروات بشكل أساسي، مع تجنب الأطعمة التي تحتوي على نسب مرتفعة من الدهون والسكريات.
الأنف ومنطقة "تي" (T): يعتقد أن البثور التي تظهر على منطقة حرف "تي" في الوجه دليل على اختلال في وظائف الكبد، كما تشير البثور الموجودة على الأنف إلى ارتفاع مستويات الكوليسترول.
بناء على ذلك، قد تكمن الحلول في تبني نمط حياة صحي يركز على دعم وظائف الكبد، مثل تقليل استهلاك الأطعمة الدهنية والمقلية وزيادة شرب الماء، بالإضافة إلى تناول الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة. كما ينصح بممارسة التمارين الرياضية بانتظام لتحسين الدورة الدموية والمساعدة في ضبط مستويات الكوليسترول في الجسم.
الوجنتان: ترتبط الخدود بصحة الجهاز التنفسي، ويشير ظهور عيوب على الخد أو عظام الوجنتين إلى قلة النشاط البدني أو مشاكل الرئتين. كذلك يعتقد بوجود رابط ما بين الخدود والجهاز القلبي الوعائي، إذ قد يرتبط حب الشباب وحالات مثل الوردية بالدورة الدموية وارتفاع ضغط الدم.
الذقن والفك: قد تكون مرتبطة بالهرمونات والغدد الصماء. وفقا لخريطة الوجه الصينية، فإن اضطراب الهرمونات هو المسبب الرئيسي للبثور التي تظهر في هذه المنطقة.
هذه الحالة تتطلب عادة إجراء فحوص دم لتقييم مستويات الهرمونات مثل الإستروجين والبروجستيرون والتستوستيرون وهرمونات الغدة الدرقية. وبناء على النتائج قد يوصي المختصون بعلاج هرموني مثل حبوب تنظيم الدورة الشهرية أو أدوية خاصة لعلاج تكيس المبايض أو خلل الغدة الدرقية.
الصدغان ومحيط العين: مشاكل البشرة في الصدغين ومحيط العين قد تكون مرتبطة بصحة الكلى، وبالتالي لتجنب هذه المشاكل ينصح بالتخلص من السموم والحفاظ على الترطيب الدائم وشرب كميات مناسبة من المياه.
خرافة أم حقيقة؟
بينما تُعد خريطة الوجه الصينية جزءا من الطب التقليدي الذي يعتمد على الخبرة الموروثة والتجربة، لا يعتبرها الطب الحديث علمًا دقيقًا، رغم أن بعض المشاكل الجلدية قد تكون مرتبطة بالفعل بمشاكل صحية داخلية.
وفقا للعلوم الحديثة، فإن أسباب مشاكل البشرة لا تقتصر فقط على صحة الأعضاء الداخلية، بل ترتبط كذلك بالعديد من العوامل الأخرى بما في ذلك العوامل الوراثية والبيئة والنظام الغذائي والتوازن الهرموني.
على سبيل المثال، قد ينتج حب الشباب عن تراكم الزيوت والبكتيريا، ولا توجد أدلة قوية تدعم أن وجود حب الشباب في منطقة الجبهة، على سبيل المثال، ترتبط بمشاكل في الجهاز الهضمي تحديدا. كذلك قد تظهر التصبغات نتيجة للتعرض لأشعة الشمس، وليست بالضرورة مرتبطة بمشاكل متعلقة بصحة الأجهزة الحيوية. عدا عن ذلك يتسبب الاضطراب الهرموني في العديد من مشاكل البشرة في كافة أنحاء الوجه، أي أن الأمر لا يقتصر فقط على منطقة الذقن والفك كما تقترح خريطة الوجه الصينية.
ويستند الخبراء في نقدهم لهذه الطريقة في التشخيص إلى كونها تبسط العلاقة بين الجلد والأعضاء الداخلية بشكل مفرط، في حين أن مشاكل البشرة أكثر تعقيدا مما تظهره الخريطة. مع ذلك، يعتقد الخبراء أن الاعتماد على خريطة الوجه الصينية من الممكن أن يعد أداة تكميلية في فهم واكتشاف بعض الحالات الصحية والعلاجات الممكنة لمشاكل البشرة، إلا أننا بلا شك لا نستطيع الاعتماد عليها بشكل كامل.
التوازن الشامل بين الجسد والبشرة
لتشكيل صورة متكاملة عن الطريقة المثلى للعناية بالبشرة قد يكون من المفيد الاعتماد على العلاجات الحديثة مع الاستنارة بالفلسفة التي تقوم عليها خريطة الوجه الصينية، والتي تنظر إلى البشرة على أنها انعكاس مباشر لصحة الجسد الداخلية. فللحفاظ على بشرة صحية من المهم تحقيق التوازن الشامل بين الجوانب الجسدية والنفسية والبيئية.
فمن ناحية لا شك في أن صحة أجسامنا تؤثر إلى حد كبير على نضارة بشرتنا، وعليه يتوجب علينا اتباع نمط حياة صحي للتخفيف من مشاكل البشرة بما في ذلك تناول الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة للتخلص من الخطوط الدقيقة ومحاربة الشيخوخة، بالإضافة إلى شرب كميات كافية من المياه للحفاظ على ترطيب البشرة من الداخل، وممارسة الرياضة لتحفيز الدورة الدموية وتعزيز قدرة الجسم على التخلص من السموم.
إعلان
من ناحية أخرى، من المهم استخدام العلاجات الموضعية التي تعالج مشاكل البشرة التي تسببها العوامل البيئية المختلفة مثل التعرض لأشعة الشمس أو التلوث أو الهواء الجاف، فجميعها عوامل تؤدي إلى تلف الجلد وتسريع مظاهر الشيخوخة.
كذلك من المهم أن تؤخذ العوامل النفسية بالاعتبار، فالتوتر المزمن والقلق وحتى الكبت العاطفي يمكن أن تنعكس سلبا على مظهر البشرة، فتزيد من مشكلات مثل حب الشباب أو الطفح الجلدي أو الجفاف. لذلك أصبحت ممارسة تقنيات الاسترخاء مثل التأمل والتنفس العميق واليوغا من التوصيات الشائعة في بروتوكولات العناية بالبشرة.
باختصار، للحصول على أفضل النتائج من المهم فهم الأسباب الجذرية للمشكلات الجلدية، والعمل على علاجها من الداخل، لكن الوقت ذاته لا يجب إهمال تأثير العوامل الخارجية والنفسية كذلك.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 33 دقائق
- الجزيرة
لقمة تحت النار.. كيف تتعمد إسرائيل استهداف تكايا الطعام في غزة؟
أظهر تحليل أجرته وكالة "سند" للتحقق الإخباري بشبكة الجزيرة، كيف تعمد الجيش الإسرائيلي استهداف أكثر من 20 "تكية طعام" ومركز توزيع وتخزين، في مختلف مناطق قطاع غزة ، بين 26 مارس/آذار حتى 27 مايو/أيار الجاري. وأمعنت إسرائيل في استخدام الجوع كسلاح ضد الفلسطينيين في قطاع غزة على مدار 600 يوم من الحرب المتواصلة، لا سيما خلال الأشهر القليلة الماضية، حتى أصبحت لقمة الطعام الهم اليومي الأكبر للمواطنين، في ظل شُح أو انعدام المساعدات، والحصار المحكم، وتدمير السلة الغذائية المحلية لسكان القطاع. وظهرت "تكية الطعام" كواحدة من المبادرات المحلية التي يحاول فيها الناس التغلب على الجوع، بالحصول على طبق يومي من الطعام، وباتت الحياة اليومية للنازحين تبدأ بطوابير مزدحمة يصطفون فيها لساعات طويلة، على أمل الحصول على وجبة واحدة تسد رمقهم أو تساعدهم على مواصلة يومهم في ظل الجوع، والإرهاق، ونقص الموارد الأساسية. ولم تترك آلة الحرب الإسرائيلية "تكايا الطعام" خارج دائرة الاستهداف، بل أصبحت في بؤرة القصف، وظهر ذلك جليًا منذ استئناف الحرب على غزة في 18 مارس/آذار الماضي، إذ يُظهر تحليل أجرته وكالة "سند" للتحقق الإخباري بشبكة الجزيرة، كيف تعمد الجيش الإسرائيلي استهداف أكثر من 20 "تكية طعام" ومركز توزيع وتخزين، في مختلف مناطق قطاع غزة، وذلك خلال الفترة الممتدة بين 26 مارس/آذار حتى 27 مايو/أيار الجاري. شهداء وجرحى ووفقا لبيانات المكتب الإعلامي الحكومي ومصادر إعلامية فلسطينية، فقد بلغ عدد الشهداء نتيجة عمليات القصف لهذه المواقع نحو 60 شهيدًا على الأقل ومئات المصابين، بينهم متطوعون لدى مؤسسات خيرية وفرق ومبادرات محلية، إضافة للسكان الذين كانوا يتوافدون لهذه النقاط للحصول على الطعام والمساعدات الغذائية. وتُظهر معطيات التحليل أن عمليات القصف التي استهدفت تكايا الطعام ومراكز توزيع المساعدات تركزت بشكل رئيسي في منطقتي مدينة غزة وشمال القطاع، حيث تم التحقق وتأكيد 8 عمليات استهداف منذ استئناف الحرب على غزة. في المقابل، سُجّلت 7 استهدافات في دير البلح ومخيمات وسط القطاع، بينما بلغت الاستهدافات في منطقة خان يونس 5 عمليات قصف مؤكدة. وتشير البيانات إلى أن عمليات الاستهداف بلغت ذروتها خلال شهري أبريل/نيسان ومايو/أيار الجاري، فيما سُجّلت خلال مارس 3 غارات على تكايا طعام في خان يونس ومخيم النصيرات ومدينة غزة، وهي الفترة ذاتها التي منعت فيها إسرائيل دخول المساعدات الغذائية إلى القطاع، وتصاعدت خلالها وتيرة المجاعة بين السكان. في الوقت ذاته، كان الجيش الإسرائيلي يُنشئ نقاطا لتوزيع المساعدات في وسط وجنوب القطاع، ضمن إطار الخطة الأميركية لتوزيع المساعدات، وهي الخطة التي قوبلت برفض وتشكيك وأثارت جدلا واسعا حول أهدافها وجدواها. وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن الجيش الإسرائيلي استهدف منذ بداية الحرب 68 مركزا وتكية لتوزيع الطعام، مشيرا إلى أن هذا "السلوك الإجرامي"، المتمثل في الاستهداف المتعمد لمنشآت الإغاثة والتكافل الاجتماعي، يُثبت بما لا يدع مجالا للشك أن إسرائيل تستخدم الغذاء كسلاح حرب، في انتهاك صارخ لكافة القوانين الدولية، وعلى رأسها اتفاقيات جنيف التي تحظر استهداف المرافق الإنسانية والمدنيين تحت أي ظرف. لقمة تحت النار وجمعت الجزيرة شهادات من مواطنين في مدينة غزة أثناء انتظارهم للحصول على طبق من العدس أمام تكية أُقيمت بمبادرة محلية داخل مدارس النازحين في شارع الثورة، صباح اليوم. تقول الطفلة لين أبو شعبان "أعتمد على التكية بسبب صعوبة الأوضاع وغلاء الأسعار، مثل الطحين والمعلبات الغذائية. لا يمكن أن نعيش بدون التكية. أحتاج للانتظار من 5 إلى 7 ساعات تحت حرارة الشمس للحصول على الطعام، وسط مخاوف القصف". وتقول السيدة أم أحمد الصيفي، وهي تصطف أمام التكية" قبل سنة من الآن، كنا نخجل من الوقوف أمام التكية، لكننا اليوم بحاجة إليها، رغم أنها لا تقدم سوى العدس. نحن وأطفالنا نعاني من نقص المواد الغذائية المفيدة، وأجسامنا بحاجة إلى البروتين والكالسيوم والحديد". وعن استهداف تكايا الطعام، قالت أم أحمد "يتم قصف التكايا حتى نموت من الجوع. شهدت قصف تكية قبل أيام، ورأيت الأطفال يحترقون. لماذا لا يريدون لنا الحياة؟". كما تحدثت السيدة أم علي الوكيل عن سبب مجيئها للحصول على طبق من الطعام، قائلة "أبحث عن أي تكية لأحصل على لقمة طعام لي ولأطفالي.. أنا جائعة. جئت يوم أمس ولم أستطع الحصول على الطعام، وبكيت من الجوع". وأضافت "لدي 15 نازحا داخل صف في المدرسة، ولا أستطيع توفير الطعام لهم. أبكي على حالهم. وصلنا إلى مرحلة غير طبيعية من المجاعة. لا يوجد طحين ولا طعام. نحصل على طبق عدس ونأكله بالملاعق. نحن نعيش أكبر درجات الظلم". وطالبت أم علي بوقف الحرب والجوع الذي تعيشه غزة، مضيفة أنها تصل عند الساعة السابعة صباحًا وتنتظر حتى الثانية عشرة ظهرًا أمام التكية، لكنها كثيرًا ما تعود خالية اليدين بسبب الازدحام أو الخوف من الإصابة بحروق من قدر الطعام. وتصف الوضع بأنه "ذلّ حقيقي"، إذ تنتظر في الشمس لساعات طويلة على أمل الحصول على وجبة. سياسة التجويع وقال المسن أبو محمد الفيومي "أضطر للمجيء إلى التكية بسبب عجزنا عن تأمين لقمة العيش لخمسة أشخاص لدي. أحيانًا أجد العدس، لكن لا أجد الحطب. أرى الأطفال في الصباح وهم يحملون أكياسًا ويبحثون عن الحطب والأقمشة والبلاستيك لطهي الطعام. لا نملك مالًا ولا مواد تموينية. كيلو الطحين أصبح بـ100 شيكل (نحو 29 دولارا)، بينما كان سابقًا بشيكل واحد فقط". وشعر أبو محمد بالغصة عندما سأله المصور عن عدد الساعات التي يقضيها أمام التكية، وقال "أنتظر ما بين أربع إلى خمس ساعات للحصول على طبق طعام. وفي إحدى المرات، حصل قصف قرب التكية فهربنا، لكنني لم أستطع الهرب بسبب سني". وأضاف أن تكايا الطعام أصبحت مستهدفة تحت ذرائع مثل "وجود مطلوبين"، مؤكدا أن لا صحة لهذه المزاعم، وأن الهدف الحقيقي هو تجويع الناس وزيادة معاناتهم وإشعال غضب الشارع. ويواصل السكان حديثهم مؤكدين أن التكية أصبحت الملاذ الوحيد للفقراء والجوعى في غزة، حيث ينتظرها المئات يوميا، من بينهم الأطفال والنساء وكبار السن. ويقول الشاب عمر الكحلوت "استهداف التكايا يهدف إلى تجويع الناس، بالتزامن مع إغلاق المعابر منذ أكثر من 80 يوما. ما يدخل من مساعدات قليل جدا، والجميع تخلى عنا". وأوضح "أصبحت التكية من أخطر الأماكن في غزة.. قبل أيام قُصفت تكية في شارع الجلاء، ومع ذلك، لم يبق للناس أي خيار آخر". ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير التهجير القسري ، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
36 شهيدا باليوم 600 من "إبادة غزة" والأونروا تنتقد "مساعدات الإلهاء" الأميركية
استشهد 36 فلسطينيا وأصيب 179 آخرون، جراء غارات وعمليات قصف شنها الاحتلال الإسرائيلي على مناطق متفرقة من قطاع غزة منذ فجر اليوم الأربعاء، وهو اليوم 600 لحرب الإبادة الإسرائيلية المتواصلة على القطاع المحاصر الذي يعاني سكانه تجويعا لم يخفف منه نظام توزيع المساعدات المدعوم أميركيا في غزة والذي اعتبرته الأونروا "هدرا للموارد وإلهاء عن الفظائع". وأفادت مصادر طبية باستشهاد 9 فلسطينيين من عائلة واحدة، وإصابة 15 آخرين، جراء قصف طائرات الاحتلال منزلا لعائلة في منطقة الصفطاوي شمالي مدينة غزة. وذكر مراسل الجزيرة أن عددا من الأشخاص لا يزالون تحت أنقاض المنزل المستهدف كما تم انتشال جثمان شهيد قضى بقصف إسرائيلي أمس على حي الشجاعية شرقي المدينة. وفي شمالي القطاع، استشهد 4 مواطنين جراء قصف من طائرات الاحتلال استهدف مجموعة من المواطنين قرب منطقة الفاخورة في مخيم جباليا. وأفادت المصادر باستشهاد 6 مواطنين ووقوع جرحى في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة. وفي جنوبي القطاع، استشهد 4 مواطنين في عمليات قصف استهدفت بلدات القرارة، والفخاري، وعبسان الكبيرة، ومنطقة قيزان رشوان شرقي مدينة خان يونس. وانتشلت الفرق الطبية جثمان مواطن استشهد قبل أيام في قصف إسرائيلي استهدف منزله في حي المنارة جنوب شرقي المدينة. وفي مدينة رفح ، استشهدت سيدة مسنة، وأصيب طفلان بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي بالقرب من نقطة لتوزيع المساعدات في منطقة ميراج شمالي المدينة، كما استشهد مواطن متأثرا بجروح أصيب بها أمس في المنطقة ذاتها. وارتفعت حصيلة ضحايا عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 54 ألفا و56 شهيدا، و123 ألفا و129 مصابا. واستأنف الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة منذ 18 مارس/آذار الماضي، بعد توقف دام شهرين بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، لكن الاحتلال خرق بنود وقف إطلاق النار على مدار الشهرين، إذ استمر في قصفه لأماكن متفرقة من قطاع غزة الذي يعيش مأساة إنسانية غير مسبوقة. مساعدات الهدر والإلهاء على صعيد الوضع الإنساني في القطاع المحاصر، قال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني اليوم الأربعاء إن نظام توزيع المساعدات المدعوم أميركيا في غزة "هدر للموارد وإلهاء عن الفظائع". وتعليقا على مشهد الأمس في رفح، قال لازاريني في تصريحات له في العاصمة اليابانية طوكيو "رأينا أمس صورا صادمة لأشخاص جياع يتدافعون على الأسوار في حاجة ماسة للغذاء. كان الوضع فوضويا ومهينا وغير آمن". وأضاف "أرى أنه هدر للموارد وإلهاء عن الفظائع. لدينا في الأساس نظام لتوزيع المساعدات مناسب لهذا الغرض. والأوساط الإنسانية في غزة، بما يشمل الأونروا، جاهزة. لدينا الخبرة والمؤهلات للوصول إلى الناس المحتاجين". و أكد لازاريني أن "نموذج توزيع المساعدات الذي اقترحته إسرائيل لا يتماشى مع المبادئ الإنسانية الأساسية". إعلان ورأى أنه "سيحرم جزءا كبيرا من سكان غزة، وهم الأكثر ضعفا، من المساعدات التي هم في أمسّ الحاجة إليها". وتابع "كان لدينا سابقًا 400 مكان توزيع في غزة. أما مع هذا النظام الجديد، فنحن نتحدث عن 3 إلى 4 أماكن توزيع بحد أقصى". وأشار "لذا، فهي أيضا وسيلة لتحريض الناس على النزوح القسري للحصول على المساعدات الإنسانية". كما حذر من عواقب التأخر في تقديم المساعدات إلى غزة، قائلا "في الأثناء، الوقت يدهم من أجل تجنب المجاعة، لذا يجب السماح للمنظمات الإنسانية بالقيام بعملها المنقذ للحياة". واندفع آلاف الفلسطينيين عصر أمس الثلاثاء باتجاه مركز جديد لتوزيع المساعدات تديره منظمة مدعومة أميركيا في منطقة غرب رفح واستشهد 3 فلسطينيين بنيران الاحتلال وأصيب العشرات واختفى آخرون ولم يعرف مصيرهم بعد. وقال مدير مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية أجيت سونغهاي للصحافيين في جنيف "هناك نحو 47 شخصا أصيبوا بجروح" في حادثة الثلاثاء، مضيفا أن "معظم الإصابات كانت نتيجة إطلاق نار مصدره الجيش الإسرائيلي". وشدد سونغهاي على أن مكتبه ما زال يقيّم ويجمع معلومات عن الصورة الكاملة لما حدث. وأوضح "قد يرتفع العدد. نحاول التأكد مما وقع لهم"، في ما يتعلق بمدى خطورة الجروح التي أصيب بها الضحايا. وقال سونغهاي "أثرنا الكثير من المخاوف حيال هذه الآلية. ما رأيناه في الأمس هو مثال واضح جدا على مخاطر توزيع المواد الغذائية في ظل الظروف التي تعمل مؤسسة غزة الإنسانية بموجبها حاليا". وأقر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء الثلاثاء "بفقدان السيطرة مؤقتا" عند اندفاع الحشود، لكنه أكد "استعادة السيطرة". وأفاد جيش الإسرائيلي بأن "جنوده أطلقوا طلقات تحذيرية في المنطقة خارج المجمع" الثلاثاء وبأنه تمكن من "السيطرة على الوضع". إعلان وذكرت الأمم المتحدة ووكالات إغاثة دولية أنها لن تتعاون مع " مؤسسة غزة الإنسانية" في ظل الاتهامات لها بالتعاون مع إسرائيل من دون إشراك الفلسطينيين.


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
مبعوثة أممية لمجلس الأمن: لن نشارك بآلية مساعدات لغزة تنتهك المبادئ الإنسانية
قالت المنسقة الخاصة لعملية السلام في الشرق الأوسط بالإنابة سيغريد كاغ إنه يجب على إسرائيل وقف هجماتها المدمرة على الحياة المدنية والبنية التحتية في قطاع غزة ، وأكدت خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي أن المنظمة الدولية لن تشارك في آلية إيصال مساعدات تنتهك المبادئ الإنسانية. وأضافت كاغ أن فلسطينيي غزة -الذين يواجهون عدوانا إسرائيليا مستمرا منذ أكثر من عام ونصف- يستحقون "أكثر من مجرد البقاء على قيد الحياة". وأشارت إلى أن "مدنيي غزة فقدوا أي أمل، فبدل أن يقولوا: إلى اللقاء، إلى الغد، يقول فلسطينيو غزة اليوم: نلقاكم في الجنة.. فالموت هو رفيقهم. لا الحياة ولا الأمل. سكان غزة يستحقون أكثر من مجرد البقاء على قيد الحياة. إنهم يستحقون مستقبلا نابضا بالحياة". وأضافت "منذ استئناف الأعمال العدائية في غزة، فإن حياة المدنيين المرعبة أصلا غرقت في الهاوية أكثر وأكثر" داعية إلى وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين. ودعت بشدة إلى تجاوز البيانات الداعية إلى وقف إطلاق النار في غزة إلى مرحلةِ اتخاذ قرارِ وقف الحرب وإقامة حل الدولتين. وتابعت "عندما نتحدث إلى بشر مثلنا في غزة، فإن كلمات مثل التعاطف والتضامن والدعم فقدت معناها". وأضافت "يجب ألا نعتاد على عدد القتلى والجرحى؛ نتحدث عن فتيات وأمهات وأطفال صغار تحطمت حياتهم، لديهم أسماء وكان لديهم مستقبل وأحلام وطموحات". وخلال جلسة لمجلس الأمن، أوضحت المسؤولة الأممية أن المدنيين في القطاع يتعرضون للاستهداف المباشر ويواجهون شبح المجاعة. وبينما تزعم إسرائيل أنها فتحت الباب أمام إدخال المساعدات الإنسانية جزئيا إلى القطاع (عبر مؤسسة غزة المدعومة أميركيا وإسرائيليا)، أعربت المسؤولة الأممية أيضا عن أسفها لعدم كفاية المساعدات الإنسانية لتلبية حاجات أكثر من مليوني شخص مهددين بالمجاعة، مؤكدة أن "الوضع يقارن بقارب نجاة بعد غرق السفينة". وأعربت كاغ أيضا عن قلقها من "المسار الخطير" في الضفة الغربية المحتلة، لافتة الى "تسارع الضم بحكم الأمر الواقع عبر توسيع المستوطنات والاستيلاء على الأراضي وعنف المستوطنين" بحق الفلسطينيين. وحذرت من أنه إذا لم يتغير هذا الوضع فإن حل الدولتين إسرائيل وفلسطين جنبا إلى جنب "سيكون مستحيلا فعليا". وكانت فصائل المقاومة الفلسطينية قد أكدت أن توزيع المساعدات عبر الشركة الأمنية الأميركية المدعومة إسرائيليا يمثل إهانة للإنسانية. وقالت في بيان إن الهدف من توزيع المساعدات عبر الشركة الأميركية هو "إذلال أبناء شعبنا وتحويل قطاع غزة لمعسكرات اعتقال، وكانتونات معزولة، وتفريغ شمال ووسط قطاع غزة من أبناء شعبنا، تمهيدا لتنفيذ مشروع التهجير الصهيوني". شهادة طبيب أميركي وخلال الجلسة، كشف الطبيب الأميركي فيروز سِيدْوا -الذي تطوع في قطاع غزة- أن أغلب المرضى الذين عالجهم كانوا أطفالا مصابين بشظايا ونساء حوامل بُترت أحواضهن. وأضاف في كلمته أمام مجلس الأمن: لم أر، أو أعالج أي مقاتل خلال الأسابيع الخمسة التي قضيتها في غزة. وأكد أن ما شاهده من استهدافات وتدمير في مجمع ناصر الطبي لم يشاهده في حياته، مضيفا نحن "نخسر جيلا بأكمله أمام أعيننا". وتأتي جلسة مجلس الأمن اليوم مع مرور 600 يوم على حرب إسرائيل المتواصلة على قطاع غزة. وقد أعلنت وزارة الصحة في غزة ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على القطاع، منذ السابع من أكتوبر/تشرين أول 2023 إلى 54 ألفا و84 شهيدا، في حين تجاوز عدد المصابين 123 ألفا و308 مصابا. وقالت وزارة الصحة في غزة إن عددا من الضحايا لا يزالون تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.