logo
مجازر طائفية بمنطقة الساحل

مجازر طائفية بمنطقة الساحل

المنار١٠-٠٣-٢٠٢٥

قام مسلحون موالون للحكومة السورية المؤقتة بتنفيذ عمليات إعدام ميدانية، بحسب ما أفادت به شبكة CNN، متحدثين عن 'تطهير' البلاد، وفقًا لشهود عيان ومقاطع فيديو، مما يقدم صورة مروعة عن الحملة التي تشنها القوات الأمنية التابعة للإدارة العسكرية السورية في مناطق الساحل السوري، والتي تحولت إلى عمليات قتل جماعية.
وشهدت سوريا أسوأ موجة من العنف منذ سقوط النظام في أواخر العام الماضي. وذكرت مجموعة مراقبة حقوقية مستقلة مقرها المملكة المتحدة، وهي الشبكة السورية لحقوق الإنسان (SNHR)، أن مئات الأشخاص على الأقل قُتلوا في أعمال العنف الأخيرة، من بينهم عشرات المدنيين الذين سقطوا ضحايا لعمليات إعدام ميدانية واسعة ارتكبتها القوات التابعة لوزارة الدفاع السورية، والتابعة للإدارة العسكرية السورية، بحق الشباب والبالغين، على خلفيات طائفية.
المتحدث باسم وزارة الدفاع العقيد حسن عبد الغني يشرف على تأمين نقل الطلبة من أبناء السويداء وجرمانا من السكن الجامعي في اللاذقية إلى مناطقهم pic.twitter.com/Jn9KmFmTwZ — الثورة السورية – ثوار القبائل والعشائر (@syria7ra) March 10, 2025
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن مناطق الساحل السوري وجبال اللاذقية شهدت عمليات تصفية على أساس 'طائفي ومناطقي'، راح ضحيتها مئات المدنيين من أبناء الطائفة العلوية في سوريا.
وبلغ عدد 'المجازر' التي احصاها المرصد في الساحل السوري وجباله 39 مجزرة منذ اندلاع التصعيد في 6 آذار، بعد هجمات نفذها مقاتلون قالوا إنهم ينتمون إلى 'درع الساحل' ضد قوات تابعة للنظام الجديد في سوريا، لترد القوات الحكومية المكونة من عشرات الفصائل المسلحة بتنفيذ اعدامات ميدانية وعمليات تطهير عرقي بحق مدنيين عزل، بدأت في 7 آذار وما زالت مستمرة حتى الآن.
ووفقا لتوثيق المرصد، فقد تخطى عدد الضحايا المدنيين عتبة الألف توزعوا على محافظات اللاذقية، طرطوس، حماة، حمص. كما سجل المرصد السوري 'مجازر' جديدة في حارة القنيطرة بطرطوس، ومدينة بانياس، وحي الدعتور في اللاذقية، وقرية الرملية وقرية الرصافة في ريف مصياف.
شهود عيان
وقال أحد سكان اللاذقية: 'لقد تنقل رجال مسلحون من منزل إلى آخر وهاجموا الناس كنوع من التسلية'، وأضاف: 'بدأنا نشاهد الجثث في الشوارع، وكان الناس يفرون، ومن لم يستطع الهروب تم قتله'.
وقال أحد سكان اللاذقية، يدعى بشير: 'عمي، البالغ من العمر 70 عامًا، وزوجته، البالغة من العمر 60 عامًا، قُتلا بدم بارد'، مشيرًا إلى أنهما كانا من الطائفة العلوية ويعيشان في مدينة بانياس، غربي محافظة طرطوس.
وأشار بشير إلى خوفه على حياته وحياة طفليه، لافتًا إلى أن رجالًا مسلحين بدأوا التوجه جماعيًا نحو اللاذقية وطرطوس ليلة الخميس الماضي، بعد تقارير عن الهجمات التي شنتها جماعات مسلحة تابعة للحكم الجديد في سوريا.
#بالفيديو | الفنانة السورية نور علي تتحدث عمّا جرى في مدينة جبلة بالساحل السوري. #سوريا pic.twitter.com/AjzXZJnzqo
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) March 9, 2025
وفي حديثها، قالت رشا صادق، البالغة من العمر 35 عامًا، وهي من الطائفة العلوية وتعيش في حمص، إن شريك شقيقها في العمل أبلغها، خلال عطلة نهاية الأسبوع، وأن والدتها وشقيقيها قُتلوا على يد جماعات مسلحة موالية للنظام الجديد في بانياس. وأضافت أنها كانت على تواصل دائم مع عائلتها، وأنهم أخبروها بأنهم سمعوا أصوات رصاص وهتافات دينية. وأكدت أن عائلتها مدنية ولا علاقة لها بالسياسة.
بعد سقوط النظام في ديسمبر من العام الماضي على يد جماعات مسلحة، تقودها هيئة تحرير الشام، يسعى الحكم الجديد في دمشق إلى إعادة تشكيل النظام السياسي والطائفي في البلاد. كما وعدت هذه الجماعة، بقيادة أحمد الشرع، بتحقيق المساواة السياسية والتمثيل لجميع فئات الشعب السوري، بغض النظر عن الطوائف أو الأديان.
وقال بشير، وهو أحد سكان اللاذقية، إن المسلحين استهدفوا المدنيين العاديين في القرى التي هاجموها في الساحل السوري، بينما ادعت السلطات الحاكمة أن 'انتهاكات فردية' وقعت بعد أن سافرت 'حشود كبيرة وغير منظمة' إلى المنطقة.
وأظهرت مقاطع فيديو، نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، قوافل من المسلحين في مركبات متجهة إلى مدينتي اللاذقية وطرطوس قبل اندلاع أعمال العنف. وظهر في الفيديو العديد من الأشخاص وهم يرددون شعارات تدعو إلى القتل على خلفيات طائفية. سرعان ما بدأت تقارير عن أعمال عنف مروعة بالظهور، حيث أظهرت مقاطع الفيديو العشرات من الجثث في قرية المختارية بينما كان الناس يبكون. في مقطع آخر، يظهر رجل يرتدي زيًا عسكريًا يقترب من منزل على دراجة نارية ويطلب من ساكنه أن ينظر إلى الكاميرا قبل إطلاق النار عليه، قائلاً ضاحكًا: 'لقد أمسكت بك… أما زلت على قيد الحياة؟ لم تمت بعد'.
وفي فيديو آخر، يظهر رجل يرتدي زيًا عسكريًا يطلب من أسير أن يخرج من المبنى ثم يطلب منه أن ينبح مثل الكلب قبل أن يقتله. و بسبب الوضع الأمني في اللاذقية بدأت عمليات تأمين نقل الطلبة من أبناء السويداء وجرمانا من السكن الجامعي في اللاذقية إلى مناطقهم
بلدة العساليه في #جبلة على #الساحل_السوري
السّكوت عن الجريمة جريمة، والصّمت عنها عار وتهمة، والحياد فيها تشجيع عليها.. pic.twitter.com/Sfd01wpnA9 — حسن الدّر (@HasanDorr) March 9, 2025
وأضاف الرجل قائلاً: 'الجميع خرج بأسلحته، سنريكم (قوة) السنة'. ولم يكن من الممكن تحديد مكان تصوير الفيديو أو زمانه، لكن العديد من العربات العسكرية ظهرت فيه.
سرعان ما بدأت تقارير عن أعمال عنف مروعة بالظهور، حيث أظهرت مقاطع الفيديو العشرات من الجثث في قرية المختارية بينما كان الناس يبكون. وفي فيديو آخر، سُمع صوت يقول قبل إطلاق النار على جثة هامدة: 'هؤلاء العلويين الخنازير'.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تسريب مقصود أم تهديد حقيقي؟ واشنطن تلوّح وطهران تردّ
تسريب مقصود أم تهديد حقيقي؟ واشنطن تلوّح وطهران تردّ

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ ساعة واحدة

  • القناة الثالثة والعشرون

تسريب مقصود أم تهديد حقيقي؟ واشنطن تلوّح وطهران تردّ

في توقيت دقيق لا يخلو من دلالات سياسية ، برز تسريب إعلامي منسوب لمصدر أميركي عبر قناة CNN، يتحدث عن سعي إدارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب لجمع معلومات استخبارية عن احتمال قيام إسرائيل بتوجيه ضربة عسكرية لإيران. تسريب بدا، وفق مصدر مطّلع على مجريات الكواليس الإقليمية، أقرب إلى الرسالة منه إلى الكشف الأمني، وجاء ليزيد من منسوب التوتر في مشهد تفاوضي بالغ التعقيد. المصدر المطّلع، والذي يتابع عن كثب حركة الاتصالات الخلفية بين أطراف المعادلة، يرى أن اختيار واشنطن لمنبر إعلامي واسع الانتشار مثل CNN لا يمكن اعتباره تفصيلاً عابراً. فالولايات المتحدة الاميركية تدرك تماماً أثر الإعلام في صياغة المناخ السياسي، واستخدامه في هذا السياق يعكس رغبة في إرسال إشارات مزدوجة؛ احدها إلى طهران بأن الوقت يضيق وأن البدائل قد تكون مكلفة، وأخرى إلى تل أبيب بأن القرار ليس منفصلاً عن واشنطن وأن هامش المناورة الإسرائيلي له حدود. اللافت، كما يوضّح المصدر، أن التحوّل في النبرة الأميركية لم يأتِ من فراغ، إذ كانت المفاوضات بشأن الملف النووي قد بلغت مراحل متقدّمة من التفاهمات، تشمل العودة إلى نسب التخصيب المنصوص عليها في الاتفاق السابق، واستئناف العمل بآليات الرقابة التابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتحديد مصير مخزون اليورانيوم من خلال إتلافه أو نقله إلى طرف ثالث. إلا أن اللهجة الأميركية تبدلت بشكل مفاجئ، مع تصريحات حادة من مسؤولين كبار تعلن التراجع عن مسارات التفاهم وتعيد فتح الملف من زاوية أكثر تصلّباً. هذا التحوّل لا يمكن فصله عن طبيعة الحسابات السياسية التي تحكم المشهد الإقليمي. ففي حين كانت المفاوضات تتقدّم باتجاه تفاهمات دقيقة بشأن التخصيب والمراقبة، برز خطاب أميركي أكثر تشدداً يُعيد المسألة إلى نقطة الصفر، ويُسقِط ما سبق من أرضيات مشتركة. ولعلّ هذا التبدّل لا يندرج ضمن موقف مبدئي من التكنولوجيا النووية بحد ذاتها، بقدر ما يكشف عن معيار مزدوج في مقاربة الملفات النووية في المنطقة، حيث تغضّ الأطراف الغربية الطرف عن طموحات بعض الدول المتحالفة، وتُشدّد الخناق على دول أخرى، وفق ما تمليه الاعتبارات الجيوسياسية. من وجهة نظر المصدر، فإنّ هذا الانقلاب في الخطاب الأميركي لا يعكس بالضرورة تحضيراً لحرب، بقدر ما يهدف إلى تضييق الخناق على طهران ودفعها إلى تقديم تنازلات إضافية في اللحظة الأخيرة. وبمعنى أوضح، فإنّ واشنطن تُلوّح بإسرائيل لكنها لا تترك لها حرية الفعل، فالتصعيد محسوب في مضمونه وسقفه ولا يُراد له أن يتحول الى مواجهة شاملة خارج السيطرة. في المقابل، جاء ردّ طهران سريعاً وحازماً وذلك عبر موقف مباشر من المرشد الأعلى السيد علي خامنئي، الذي ذكّر بحدود الخطاب أثناء التفاوض، وأكّد أن سقف التفاهم تحدده إيران لا الضغوط الخارجية. وهو ما فُهم في بعض الأوساط على أنه تمسّك بصلابة الموقف من جهة، واستعداد لخيارات أخرى إذا ما تراجعت واشنطن عن تفاهماتها الأولية. وبين التصعيد الكلامي والتسريبات المدروسة، يُبقي اللاعبون الكبار المنطقة على حافة التوتر. فاحتمال الضربة، وإن بدا قائماً نظرياً، لا يزال من وجهة نظر المصدر منخفضاً ولا يتجاوز حدود المناورة السياسية في انتظار أن تُحسم الحسابات الإقليمية والدولية. ويرى المصدر أنه في حال وقع الهجوم بالفعل، فإن القرار لا يعود لتل أبيب وحدها، إذ إنّ إسرائيل لا تملك القدرة على خوض حرب واسعة من دون غطاء أميركي مباشر، سواء سياسياً أو عسكرياً. وبالتالي، فإن أي تصعيد بهذا الحجم سيكون قراراً أميركياً بالدرجة الأولى وليس مجرد رعونة إسرائيلية. وهذا ما يفسّر حساسية الخطاب والتسريبات الأخيرة، التي تحرص واشنطن من خلالها على إبقاء التهديد في دائرة الضغط من دون أن يُفسّر ذلك كموافقة ضمنية على المغامرة. أما إذا ردّت طهران على أي استهداف يُوجَّه إليها، فإن "حزب الله" في لبنان، وفق المعطيات، ليس معنياً بالانخراط في مواجهة لا تستدعي تدخله الميداني المباشر. ووفق المصدر، فإنّ قرار "الحزب" في هذا النوع من الحالات يُبنى على طبيعة المعركة ومقتضياتها. ويضيف، أن الرد الإيراني، إن تقرّر، سيكون كافياً لفرض التوازن المطلوب من دون الحاجة إلى توسعة رقعة الاشتباك. إذ إنّ المقاومة، كما يُفهم من سياق موقفها، تحفظ قدراتها لمعركة ترتبط بالأرض والسيادة، حيث يكون التدخل دفاعاً واضحاً عن الجغرافيا أو في سياق مواجهة مصيرية تمسّ قواعد الاشتباك الكبرى. وبهذا المشهد المعقّد، يبدو أن الضربة، وإن طُرحت كاحتمال، ما زالت أداة في لعبة توازن دقيقة أكثر من كونها خياراً جاهزاً للتنفيذ. فالأطراف تتقن استخدام التصعيد من دون الانزلاق إلى المواجهة، وتدير أوراقها تحت سقف الضغط لا الانفجار. وما يجري اليوم هو اختبار إرادات وليس بداية حرب. أما الغد، فمرهون بلحظة قرار قد لا تُتخذ بالسلاح وحده، بل بالمصالح التي تحكم متى تُشعل النار ومتى يُعاد سحب الفتيل. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

تسريب مقصود أم تهديد حقيقي؟ واشنطن تلوّح وطهران تردّ
تسريب مقصود أم تهديد حقيقي؟ واشنطن تلوّح وطهران تردّ

ليبانون 24

timeمنذ 5 ساعات

  • ليبانون 24

تسريب مقصود أم تهديد حقيقي؟ واشنطن تلوّح وطهران تردّ

في توقيت دقيق لا يخلو من دلالات سياسية ، برز تسريب إعلامي منسوب لمصدر أميركي عبر قناة CNN، يتحدث عن سعي إدارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب لجمع معلومات استخبارية عن احتمال قيام إسرائيل بتوجيه ضربة عسكرية لإيران. تسريب بدا، وفق مصدر مطّلع على مجريات الكواليس الإقليمية، أقرب إلى الرسالة منه إلى الكشف الأمني، وجاء ليزيد من منسوب التوتر في مشهد تفاوضي بالغ التعقيد. المصدر المطّلع، والذي يتابع عن كثب حركة الاتصالات الخلفية بين أطراف المعادلة، يرى أن اختيار واشنطن لمنبر إعلامي واسع الانتشار مثل CNN لا يمكن اعتباره تفصيلاً عابراً. فالولايات المتحدة الاميركية تدرك تماماً أثر الإعلام في صياغة المناخ السياسي، واستخدامه في هذا السياق يعكس رغبة في إرسال إشارات مزدوجة؛ احدها إلى طهران بأن الوقت يضيق وأن البدائل قد تكون مكلفة، وأخرى إلى تل أبيب بأن القرار ليس منفصلاً عن واشنطن وأن هامش المناورة الإسرائيلي له حدود. اللافت، كما يوضّح المصدر، أن التحوّل في النبرة الأميركية لم يأتِ من فراغ، إذ كانت المفاوضات بشأن الملف النووي قد بلغت مراحل متقدّمة من التفاهمات، تشمل العودة إلى نسب التخصيب المنصوص عليها في الاتفاق السابق، واستئناف العمل بآليات الرقابة التابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتحديد مصير مخزون اليورانيوم من خلال إتلافه أو نقله إلى طرف ثالث. إلا أن اللهجة الأميركية تبدلت بشكل مفاجئ، مع تصريحات حادة من مسؤولين كبار تعلن التراجع عن مسارات التفاهم وتعيد فتح الملف من زاوية أكثر تصلّباً. هذا التحوّل لا يمكن فصله عن طبيعة الحسابات السياسية التي تحكم المشهد الإقليمي. ففي حين كانت المفاوضات تتقدّم باتجاه تفاهمات دقيقة بشأن التخصيب والمراقبة، برز خطاب أميركي أكثر تشدداً يُعيد المسألة إلى نقطة الصفر، ويُسقِط ما سبق من أرضيات مشتركة. ولعلّ هذا التبدّل لا يندرج ضمن موقف مبدئي من التكنولوجيا النووية بحد ذاتها، بقدر ما يكشف عن معيار مزدوج في مقاربة الملفات النووية في المنطقة، حيث تغضّ الأطراف الغربية الطرف عن طموحات بعض الدول المتحالفة، وتُشدّد الخناق على دول أخرى، وفق ما تمليه الاعتبارات الجيوسياسية. من وجهة نظر المصدر، فإنّ هذا الانقلاب في الخطاب الأميركي لا يعكس بالضرورة تحضيراً لحرب، بقدر ما يهدف إلى تضييق الخناق على طهران ودفعها إلى تقديم تنازلات إضافية في اللحظة الأخيرة. وبمعنى أوضح، فإنّ واشنطن تُلوّح بإسرائيل لكنها لا تترك لها حرية الفعل، فالتصعيد محسوب في مضمونه وسقفه ولا يُراد له أن يتحول الى مواجهة شاملة خارج السيطرة. في المقابل، جاء ردّ طهران سريعاً وحازماً وذلك عبر موقف مباشر من المرشد الأعلى السيد علي خامنئي ، الذي ذكّر بحدود الخطاب أثناء التفاوض، وأكّد أن سقف التفاهم تحدده إيران لا الضغوط الخارجية. وهو ما فُهم في بعض الأوساط على أنه تمسّك بصلابة الموقف من جهة، واستعداد لخيارات أخرى إذا ما تراجعت واشنطن عن تفاهماتها الأولية. وبين التصعيد الكلامي والتسريبات المدروسة، يُبقي اللاعبون الكبار المنطقة على حافة التوتر. فاحتمال الضربة، وإن بدا قائماً نظرياً، لا يزال من وجهة نظر المصدر منخفضاً ولا يتجاوز حدود المناورة السياسية في انتظار أن تُحسم الحسابات الإقليمية والدولية. ويرى المصدر أنه في حال وقع الهجوم بالفعل، فإن القرار لا يعود لتل أبيب وحدها، إذ إنّ إسرائيل لا تملك القدرة على خوض حرب واسعة من دون غطاء أميركي مباشر، سواء سياسياً أو عسكرياً. وبالتالي، فإن أي تصعيد بهذا الحجم سيكون قراراً أميركياً بالدرجة الأولى وليس مجرد رعونة إسرائيلية. وهذا ما يفسّر حساسية الخطاب والتسريبات الأخيرة، التي تحرص واشنطن من خلالها على إبقاء التهديد في دائرة الضغط من دون أن يُفسّر ذلك كموافقة ضمنية على المغامرة. أما إذا ردّت طهران على أي استهداف يُوجَّه إليها، فإن " حزب الله" في لبنان ، وفق المعطيات، ليس معنياً بالانخراط في مواجهة لا تستدعي تدخله الميداني المباشر. ووفق المصدر، فإنّ قرار "الحزب" في هذا النوع من الحالات يُبنى على طبيعة المعركة ومقتضياتها. ويضيف، أن الرد الإيراني ، إن تقرّر، سيكون كافياً لفرض التوازن المطلوب من دون الحاجة إلى توسعة رقعة الاشتباك. إذ إنّ المقاومة ، كما يُفهم من سياق موقفها، تحفظ قدراتها لمعركة ترتبط بالأرض والسيادة، حيث يكون التدخل دفاعاً واضحاً عن الجغرافيا أو في سياق مواجهة مصيرية تمسّ قواعد الاشتباك الكبرى. وبهذا المشهد المعقّد، يبدو أن الضربة، وإن طُرحت كاحتمال، ما زالت أداة في لعبة توازن دقيقة أكثر من كونها خياراً جاهزاً للتنفيذ. فالأطراف تتقن استخدام التصعيد من دون الانزلاق إلى المواجهة، وتدير أوراقها تحت سقف الضغط لا الانفجار. وما يجري اليوم هو اختبار إرادات وليس بداية حرب. أما الغد ، فمرهون بلحظة قرار قد لا تُتخذ بالسلاح وحده، بل بالمصالح التي تحكم متى تُشعل النار ومتى يُعاد سحب الفتيل.

الاستعدادات بلغت ذروتها.. ملامح الخطة الإسرائيلية لضرب إيران
الاستعدادات بلغت ذروتها.. ملامح الخطة الإسرائيلية لضرب إيران

المركزية

timeمنذ 10 ساعات

  • المركزية

الاستعدادات بلغت ذروتها.. ملامح الخطة الإسرائيلية لضرب إيران

تستعد إسرائيل لضرب المنشآت النووية الإيرانية سريعًا إذا انهارت المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران، بحسب ما نقلته وكالة "أكسيوس" الأمريكية عن مصدرين إسرائيليين مطلعين على مناقشات أجرتها الحكومة الإسرائيلية. وقال المصدران، إن "أي هجوم إسرائيلي على إيران لن يقتصر على ضربة واحدة، بل سيكون جزءًا من حملة عسكرية تستمر أسبوعًا على الأقل". وأضافا: "لقد تحول مجتمع الاستخبارات الإسرائيلي في الأيام القليلة الماضية من الاعتقاد بأن الاتفاق النووي أصبح قريبًا إلى الاعتقاد بأن المحادثات قد تنهار قريبًا. وقال مصدرٌ لـ "أكسيوس" إن "الجيش الإسرائيلي يعتقد أنّ فرصته العملية لشنّ ضربة ناجحة قد تتلاشى قريبًا، لذا سيتعين على إسرائيل التحرّك بسرعة في حال فشل المحادثات". ورفض المصدر توضيح سبب اعتقاد الجيش الإسرائيلي بأنّ الضربة المحتملة لإيران ستكون أقلّ فعاليةً لاحقًا. وأكد المصدران تقريرًا نشرته شبكة "CNN" يفيد بأن الجيش الإسرائيلي يُجري تدريبات واستعدادات أخرى لضربة محتملة على إيران. وقال أحد المصدرين: "كان هناك الكثير من التدريب، والجيش الأمريكي يرى كل شيء ويفهم أن إسرائيل تُجهّز". وأضاف المصدر الإسرائيلي، أن "نتنياهو ينتظر انهيار المحادثات النووية، في وقت يتوقع أن يكون ترامب محبطًا بشأن المفاوضات ومنفتحًا على منحه الضوء الأخضر". من جانبه، قال مسؤول أمريكي لـ"أكسيوس" إن إدارة ترامب تشعر بالقلق من أن نتنياهو قد يقدم على خطوته حتى دون الضوء الأخضر من الرئيس ترامب. وعقد نتنياهو اجتماعًا هامًا الأسبوع الحالي مع مجموعة من كبار الوزراء ومسؤولي الأمن والاستخبارات بشأن وضع المحادثات النووية، بحسب مسؤول إسرائيلي. ومن المقرر أن تعقد الجولة الخامسة من المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران يوم الجمعة في روما. وقدّم مبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف للجانب الإيراني اقتراحًا مكتوبًا للتوصل إلى اتفاق خلال الجولة الأخيرة. وبدا أن الثقة بإمكانية التوصل إلى اتفاق آخذة في التزايد، لكن المفاوضات واجهت عقبة بسبب مسألة ما إذا كانت إيران ستتمكن من امتلاك أي قدرة محلية على تخصيب اليورانيوم. وقال ويتكوف في مقابلة تلفزيونية الأحد: "لدينا خط أحمر واضح تمامًا، وهو التخصيب. لا يمكننا السماح حتى بـ1% من قدرة التخصيب". وقد أكد قادة إيران مرارًا وتكرارًا أنهم لن يوقعوا على أي اتفاق لا يسمح بالتخصيب.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store