logo
الجولاني : الجرائم لا تسقط بالتقادم

الجولاني : الجرائم لا تسقط بالتقادم

غازي المشعل
لو ان كل نفاق العالم الحديث ، وكل ساسته غيروا آرائهم بالجولاني ( رأس النظام الجديد في سوريا العربية ) وانقلبوا ١٨٠ درجة ، ولو ان بعض ساسة العراق يجمّلون الان صورة الجولاني ، ويتصلون به لمصالح خاصة او تنفيذاً لأوامر عليا خارجية وخليجية ، فان التاريخ لن ينسى سجل هذا المسخ الارهابي الدموي في قتل آلاف العراقيين والسوريين رغبة في القتل وسفك الدماء والزعامة لا اكثر ..
المشكلة ان تاريخ هذا الشخص حديث ، بل ومعاصر ايضاً ، ومازال حبر اتهامه بالارهاب وقتل الناس لم يجف بعد ، ومازالت منشورات وزارة الخارجية والدفاع والسلطات الامريكية برصد مكافأة قدرها عشرة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عنه، او يأتي براسه قائمة .. ، هذا الذي تنقل بالولاء بين جماعة الزرقاوي الى القاعدة الى داعش الى جبهة النصرة وتحرير الشام ، وكلها جهات ارهابية سفكت الدماء انهاراً وكفرت الناس على مذاهبهم ، وبين ليلة وضحاها يصبح رئيس دولة وتفرش له السجاجيد الحمراء وترفع عنه العقوبات ، ويُستقبل بالأحضان ، ليس لأي سبب سوى انه اسقط سوريا ( ولو بالاسم ) من معادلة المواجهة مع الكيان ، بل والمضي سريعاً الى التطبيع الكامل .. والسكوت نهائياً عن احتلال الجولان وباقي الاراضي التي احتلت بعد الثامن من كانون الثاني/ ديسمبر ٢٠٢٤.
اكبر الذين انطلت عليهم اللعبة ، وانقادوا لها هم ساسة العراق الحاليون .. الذين تناسوا الدماء التي اراقها هذا الشخص والتنظيمات الارهابية التي انضوى تحتها .. ليس تحت شعار عفا الله عما سلف بل تنفيذ حرفي لأوامر من حكومة العالم السرية وادواتها ومنها الادارة الأمريكية، واذرعها في المنطقة واهم ركائزها: قطر وتركيا .. اللتين بفضل اموال الاولى وقوات الثانية تمكن الجولاني وجماعاته الارهابية من اسقاط سوريا بتاريخها وشعبها العربي نهائياً في براثن الصهيونية العالمية كخطوة اخرى في محاصرة شعب العراق الذي لا اشك انه الخطوة التالية للمخطط الجهنمي .. وفي هذا الاطار بالضبط، وبإيعاز من حكومة العالم السرية فقد انبرت قطر لعقد لقاءٍ سري بين الجولاني ورئيس وزراء العراق ( للاسف الشديد ) في الدوحة ، لا يعلم احد ماذا دار فيه وماهي الاملاءات التي وُجهت للعراق في هذا الاجتماع .. ولم يطالب مجلس النوام العراقي باستجواب رئيس مجلس الوزراء لمعرفة ما جرى في الاجتماع، وتفاصيله ومن دعا اليه وما نتائجه ، وكأن جميع الساسة العراقيين قبلوا ما تمخض عنه.. ولم لا فهو موسم الانتخابات .. والمصالح والمغانم تتكلم ولا احد يهمه مستقبل هذا الوطن.
لا يفهمن احد انني ادافع عن النظام السابق في سوريا فهو نظام دكتاتوري شمولي حاله حال جميع الانظمة في المنطقة على الاطلاق ودون استثناء، واحد اسباب سقوطه هو اعتماده على الاخرين مثل: ايران وروسيا وهي دول تقودها وتسيّر سياساتها المصالح، والمصالح فقط، وهي مستعدة للتخلي عن اي حليف اذا رات ان ذلك يصب في مصلحتها وهذا ما جرى .. ولا يفهمن احد ثانية انني اطالب بإعلان الحرب على الجولاني ونظام اصحاب اللحى الجديد .. ولا يصدقن احد كذبة ان الذي جرى هو ارادة الشعب السوري .. فقد فرضت تركيا بقواتها واسلحتها ومصالحها والتلويح بامتيازاتها .. وقطر باموالها والدور المرسوم لها عالمياً واقليمياً، فرضت واقعاً يصعب معه الاختيار على الشعب السوري الذي أرهقوه بحرب اهلية استمرت عقداً ونصف فقد خلالها الالوف من ابنائه وتشردت ملايين اخرى ودمرت كل البنى التحتية ، وجعلوا هذا الشعب الابي رهيناً لرغيف الخبز وحبة الدواء وساحة للحروب بالإنابة والتي حولت البلد السياحي الجميل الى خراب واطلال ومهجرين ومشردين .. فسكت هذا الشعب مضطراً بان يحكمه ارهابي له سجل موثق محلياً واقليمياً ودولياً في القتل والتدمير واقصاء اي احد لا يتفق مع ارائه وتوجهاته البالية .
لقد تحقق للكيان الان ما كان يحلم به طوال نصف قرن، فالتطبيع الرسمي مع الكيان السوري الجديد قادم لامحالة بالترغيب والترهيب .. واخضاع الشعب السوري الى ارادة الغرب واداته في المنطقة (اسرائيل) مسالة وقت، اذ سيغدقون عليه بفتات المساعدات وقروض صندوق النقد والبنك الدولي ليبقى اسيراً على مدى العقود القادمة، وستتولى قطر والامارات والسعودية دفع الفاتورة .. كل ذلك من اجل هدف واحد هو محاصرة شعب العراق، الذي يئن تحت ظروف قاسية تحيط به من جميع الجهات وتضع مستقبله على كف عفريت .. واي محلل سياسي او شخص يفهم شيئاً في السياسة والجيوسياسة والتاريخ سيخلص الى ان شعب العراق هو الهدف القادم بعد ان سقطت جميع الاوراق وأصبح اللعب على المكشوف.
لذا: ادعو كل ابن شهيد وام شهيد وزوجة وابا كل ضحية من ضحايا الجولاني وعصاباته التي عمل معها في قتل العراقيين ان يجمعوا كل وثائقهم وادلتهم واقامة دعاوى عليه داخل وخارج العراق، وانا اعلم علم اليقين ان المحاكم الدولية لا تقدم ولا تؤخر ولن تفعل شيئاً ، وهي ادوات استعمارية ضد الضعفاء والفقراء والذين لا سند لهم ، ولكنه موقف للتاريخ .. لان جرائم الجولاني وعصاباته الارهابية لا تسقط بالتقادم ..

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

عصابات الجولاني تعتقل وتغتال شرفاء سورية !محمد سيد أحمد
عصابات الجولاني تعتقل وتغتال شرفاء سورية !محمد سيد أحمد

ساحة التحرير

timeمنذ 2 ساعات

  • ساحة التحرير

عصابات الجولاني تعتقل وتغتال شرفاء سورية !محمد سيد أحمد

عصابات الجولاني تعتقل وتغتال شرفاء سورية !! بقلم / د. محمد سيد أحمد عندما بدأت موجة الربيع العربي المزعوم في نهاية العام 2010 وبداية العام 2011 كنت من أوائل من أكد على أن هناك شيئاً ما غير طبيعي، فبحكم تخصصي في علم الاجتماع فهناك قاعدة مستقرة تقول أن الظواهر الاجتماعية قد تتشابه لكنها من المستحيل أن تتطابق نظراً للخصوصية البنائية والتاريخية لكل مجتمع، فالثورة كظاهرة اجتماعية قد تتشابه في المجتمعات العربية التي حدثت فيها سواء في تونس أو مصر أو ليبيا أو اليمن أو سورية، لكنها لا يمكن أن تتطابق في شكلها ومضمونها وحتى شعاراتها مثلما حدث في تلك الأقطار العربية، وحتى فكرة تصدير الثورة بهذه السهولة والسرعة كانت تثير العديد من علامات الاستفهام، لذلك كان تحركنا لمحاولة فهم ماذا يحدث بالضبط، وبعد الدراسة المتعمقة أكدنا على أن هناك مؤامرة كبرى على مجتمعاتنا العربية ضمن مشروع الشرق الأوسط الكبير أو الجديد الذي يسعى لتقسيم وتفتيت هذه المجتمعات على أسس طائفية ومذهبية وعرقية، وهنا برز دور العصابات التكفيرية الإرهابية التي نشأت وترعرعت منذ ما يقرب من قرن من الزمان في أحضان العدو البريطاني حين كانت بريطانيا هي القوى الاستعمارية الأكبر في العالم، وكانت تسعى لتقسيم وتفتيت الوطن العربي وفقاً لمخططات سيكس وبيكو، ونجحت في ذلك وظلت هذه العصابات تعمل في خدمة الإمبريالية العالمية بعد أن أصبحت الولايات المتحدة الأمريكية القوى الاستعمارية الأكبر في العالم بعد الحرب العالمية الثانية. وعندما أرادت الولايات المتحدة الأمريكية تنفيذ مشروعها التقسيمي والتفتيتي الجديد لم تجد أفضل من هذه العصابات التكفيرية الإرهابية لتكون الأداة التي يتم من خلالها تفجير مجتمعاتنا من الداخل، خاصة وأن هذه العصابات تتبنى أفكار لا تؤمن بفكرة الوطن كما هي مستقرة في العقل الجمعي فكبيرهم حسن البنا يرى 'أن الوطن ليس هو التخوم الأرضية ولا الحدود الجغرافية بل هو الاشتراك في العقيدة'، لذلك لا عجب أن يقول بعد ذلك مرشد الإخوان مهدي عاكف 'طز في مصر فالمسلم الماليزي أقرب لنا من المسيحي المصري'، وكان بذلك يطبق مقولة حسن البنا، ولا عجب أن تتحرك هذه العصابات التكفيرية الإرهابية من مكان إلى آخر ومن دولة إلى أخرى، حيث تعتبر وطنها هو وجودها وسط مجموعة من البشر يشتركون معهم في العقيدة، وعندما أرادت الولايات المتحدة الأمريكية مواجهة الاتحاد السوفيتي في سبعينيات القرن العشرين في أفغانستان جمعت هذه العصابات التكفيرية الإرهابية من كل أصقاع الأرض بحجة الدفاع عن المسلمين هناك المضطهدين من قبل الملحدين الكفرة، وعندما بدأت موجة الربيع العربي المزعوم بدأت في تحريك هذه العصابات التكفيرية الإرهابية في كل الأقطار العربية التي شهدت هذا الربيع المزعوم، بهدف الوصول للحكم، وبالطبع كلما كانت هناك مقاومة وفشل للمشروع كما حدث في سورية، لم تكتفي العصابات التكفيرية الإرهابية بأعضائها من داخل البلد أو القطر بل تلجأ إلى زملائها من الأقطار الأخرى لمساعدتها في الوصول للحكم. لذلك لا عجب أن تجد الإرهابي الدولي أبو محمد الجولاني إذا كان في الأصل سورياً، ينتقل من سورية إلى العراق للانضمام إلى عصابة القاعدة التكفيرية الإرهابية هناك، فهو يؤمن بفكر كبيرهم حسن البنا الذي يرى أن الوطن هو الاشتراك في العقيدة وليس التخوم الأرضية ولا الحدود الجغرافية، وعندما أخذ أوامر سيده الأمريكي بترك داعش في العراق والانتقال إلى سورية في عام ٢٠١٢ وتشكيل جبهة النصرة التي تحولت في النهاية لهيئة تحرير الشام، كان قوام عصابته التكفيرية الإرهابية من أشخاص جاءوا من كل أصقاع الأرض من أكثر من ٥٠ دولة حسب مصادر متعددة، وقد حدد الجولاني نفسه جنسياتهم في تصريحات متلفزة حيث قال 'لدينا مقاتلين من أمريكا وآسيا وروسيا والشيشان'، هذا بالطبع بخلاف جنسيات أخرى لم يذكرها مثل القوقازي والتركستاني والإيجوري والأفغاني والباكستاني والألباني والأوزبكستاني، هذا بخلاف الإرهابيين الفارين الحاملين لجنسيات عربية، ومن هؤلاء كون عصابته التكفيرية الإرهابية التي عاشت لسنوات في إدلب، ثم تحركت بأوامر عليا أمريكية وتركية وصهيونية لتحتل كامل الجغرافيا السورية، وتقوم بتنفيذ مخطط التقسيم والتفتيت والتسليم التام للعدو الصهيوني وقبول توقيع الاتفاقيات الابراهيمية، وبالطبع قام الجولاني الإرهابي بمنح أفراد عصابته الجنسية السورية ليصبح هؤلاء المرتزقة الذين جاءوا من كل أصقاع الأرض سوريين، وليخفي جريمته قام بحرق كل وثائق الجنسية والهجرة في سورية، وبذلك تتحقق أحلام حسن البنا في سورية. ولكن لم يكتفي الجولاني وعصابته بما حققوه من احتلال لوطن ليس لهم أي علاقة تاريخية بأرضه وأهله، بل أمعنوا في تنفيذ الأجندة الأمريكية المتعلقة بالتقسيم والتفتيت على أسس طائفية ومذهبية وعرقية، حيث قاموا بالمذابح ضد أبناء الطائفة العلوية بحجة أنهم من نفس طائفة الرئيس بشار الأسد، وبالطبع قاموا بقتل وذبح المسيحيين بدعوى أنهم مخالفين لهم في العقيدة، وجاء ذلك محققاً لشعارهم الذي رفعوه في بداية الأحداث في ٢٠١١ 'المسيحية على بيروت والعلوية على التابوت'، لكن عصابات الجولاني لم تكتفي بذلك بل قامت باعتقال واغتيال رموز سورية وطنية شريفه رغم أنها تنتمي للطائفة السنية التي من المفترض أنها نفس طائفتهم، وكان أبرزهم سماحة الشيخ أحمد بدر الدين حسون مفتي سورية منذ عام ٢٠٠٥ وحتى إلغاء المنصب في عام ٢٠٢١، والشيخ حسون واحد من أبرز وأهم وألمع علماء المسلمين وأشتهر الرجل بتسامحه فحتى عندما قامت هذه العصابات التكفيرية الإرهابية بقتل نجله سارية في عام ٢٠١١ ومع بداية الأحداث قال أنه مسامح من قتله وأن دمه فداءً لوطنه سورية، وكان سماحة الشيخ حسون يستقبل كل الوفود التي تحضر إلى سورية أثناء الأزمة، وكثيراً ما التقيته وكان يرسل معنا السلام والمحبة للإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وقامت عصابات الجولاني باعتقال سماحة الشيخ حسون في ٢٦ مارس الماضي، وقاموا بتعذيب الرجل المسن الذي قارب الثمانون عاماً، وخلال هذا الأسبوع سمعنا نبأ استشهاده، ولم يتأكد الخبر وخرجت عصابات الجولاني تنفي خبر الوفاة، لذلك نقول إذا كان حياً فليقوموا بعمل تسجيل متلفز له وتقديمه للمحاكمة إذا كانت هناك تهم موجهة له، وتم أيضاً اعتقال وتعذيب الكاتب والمفكر القومي العربي خالد العبود في ٢١ مايو الماضي، وهو سياسي سوري بارز كان أمين سر مجلس الشعب السوري لسنوات عن حزب الوحدويين الاشتراكيين، وهو من مدينة درعا وينتمي أيضاً للطائفة السنية، وعرف الرجل بسماحته أيضاً فقد اغتالت هذه العصابات التكفيرية الإرهابية شقيقه وخطفوا والده المسن ورغم ذلك سامحهم، وما فعله هو تأكيده الدائم في كتاباته على رفض التطبيع مع العدو الصهيوني وحتمية مواجهة العدو وتحرير التراب الوطني المحتل، وهكذا يواجه أبناء سورية الوطنيين الشرفاء عصابات الجولاني التكفيرية الإرهابية المحتلة للأرض والمغتصبة للسلطة، فمتى يتحرك الشعب للدفاع عن وطنه وتحرير رموزه المعتقلة قبل اغتيالهم، اللهم بلغت اللهم فاشهد. ‎2025-‎06-‎11 The post عصابات الجولاني تعتقل وتغتال شرفاء سورية !محمد سيد أحمد first appeared on ساحة التحرير.

ترامب يدرس تفعيل قانون مكافحة التمرد، وقاضٍ يرفض طلباً بمنع إرسال قوات إلى لوس أنجلوس
ترامب يدرس تفعيل قانون مكافحة التمرد، وقاضٍ يرفض طلباً بمنع إرسال قوات إلى لوس أنجلوس

شفق نيوز

timeمنذ 9 ساعات

  • شفق نيوز

ترامب يدرس تفعيل قانون مكافحة التمرد، وقاضٍ يرفض طلباً بمنع إرسال قوات إلى لوس أنجلوس

يدرس الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تفعيل قانون مكافحة التمرد، رداً على الاحتجاجات المتواصلة منذ يوم الجمعة في مدينة لوس أنجلوس جنوب كاليفورنيا. وقال ترامب إن "نشر الجيش كان ضرورياً لحماية الممتلكات والأفراد الفيدراليين"، وذلك في أعقاب قراره بنشر 700 عنصر من سلاح مشاة البحرية الأمريكية "المارينز" و4000 جندي من الحرس الوطني في لوس أنجلوس، وفق رويترز. وأوضح في خطاب ألقاه الثلاثاء في قاعدة فورت براغ العسكرية بولاية كارولاينا الشمالية، أن "ما تشهدونه في كاليفورنيا هو اعتداء شامل على السلام والنظام والسيادة، ينفذه مثيرو شغب يحملون أعلاماً أجنبية"، مضيفاً أن إدارته "ستحرر لوس أنجلوس"، وفق رويترز. في حين، نفت رئيسة المكسيك كلاوديا شينباوم أن تكون شجّعت التظاهر ضد حملة طرد المهاجرين غير النظاميين، بعدما اتّهمها بذلك مسؤول أمريكي رفيع المستوى. وحذّر ترامب المتظاهرين الذين وصفهم بأنهم "مخربون ومتمردون"، على منصته "تروث سوشال" بقوله "إذا تحدونا، سنرد بقوة، وأعدكم أننا سنضرب كما لم نفعل من قبل". ورفض قاضٍ أمريكي طلباً طارئاً من حاكم ولاية كاليفورنيا، غافين نيوسوم، بمنع إرسال قوات إلى لوس أنجلوس. وكانت سلطات ولاية كاليفورنيا طلبت الثلاثاء من القضاء إصدار مذكرة لمنع نشر القوات العسكرية في شوارع لوس أنجلوس. وقال حاكم الولاية غافين نيوسوم "إرسال عناصر متمرسين بالقتال الحربي إلى الشوارع أمر غير مسبوق ويهدد جوهر ديمقراطيتنا". وأضاف أن "دونالد ترامب يتصرف كطاغية وليس كرئيس. نطلب من المحكمة تعطيل هذه الممارسات المخالفة للقانون فوراً". والمذكرة التي تم تقديمها إلى محكمة شمال كاليفورنيا وتم رفضها، تذكر ترامب ووزير الدفاع بيت هيغسيث بالاسم، وتتضمن اتهامات بانتهاك الدستور الأمريكي. وكان المدعي العام في كاليفورنيا روب بونتا رفع دعوى قضائية ضد الرئيس ترامب لنشره الحرس الوطني دون إذن الحاكم. وفي حديثه لبرنامج "نيوز آور" على بي بي سي، قال بونتا: "يحق للرئيس القيام بأعمال قانونية، لكنه لا يحق له القيام بأعمال غير قانونية: هذه هي غايتنا، يجب عليه الالتزام بالقانون". وأضاف أن "القانون الذي يستشهدون به لنشر الحرس الوطني المزعوم في لوس أنجلوس لا يمنحهم السلطة التي يدّعون أنها تمنحهم إياها. لا بد من وجود تمرد، وهو أمر غير موجود، ولا بد من وجود غزو، وهو أمر غير موجود، أو لا بد من وجود عجز عن إنفاذ القوانين وتطبيق قوانين الولايات المتحدة، وهو أمر غير موجود أيضاً". وأكد أن "سلطات إنفاذ القانون المحلية.. كانت قادرة على التعامل مع جميع القضايا". "الصور تجعل الأمر يبدو كما لو أن مدينتنا بأكملها تحترق" EPA وأعلنت رئيسة بلدية لوس أنجليس كارن باس الثلاثاء فرض حظر تجول ليليٍ في وسط المدينة، وفق ما أفادت وكالة فرانس برس. وقالت كارن باس، إن الغالبية العظمى من المحتجين كانوا سلميين، وإن قوات إنفاذ القانون المحلية يمكنها تولي الأمور بسهولة. وأضافت أن "الاضطرابات التي حدثت (كانت) في بضع شوارع داخل نطاق وسط المدينة". وتابعت "ليس كل وسط المدينة، وليس كل المدينة. للأسف، تجعل الصور الأمر يبدو كما لو أن مدينتنا بأكملها تحترق، وهذا الأمر ليس صحيحاً". وندّدت بنشر جنود الخدمة الفعلية، وهو ما قالت وزارة الدفاع إنه سيكلف دافعي الضرائب 134 مليون دولار. وتساءلت باس "ماذا سيفعل مشاة البحرية عندما يصلون إلى هنا؟ هذا سؤال جيد. ليس لدي أدنى فكرة". ونظّمت تظاهرات محدودة النطاق وسلمية إلى حد كبير مدى أربعة أيام، تخلّلتها أعمال عنف متقطّعة ومعزولة شهدت تفريق محتجين ومواجهات بين ملثمين وعناصر الشرطة. واندلعت الاحتجاجات الجمعة بعدما صعّد ترامب الأسبوع الماضي حملة ترحيل المهاجرين غير النظاميين الذين يقول إنهم "غزوا" الولايات المتحدة.

كاسترو باع السكر ليحيا الوطن وهنا باعوا الوطن ليشتروا القصور
كاسترو باع السكر ليحيا الوطن وهنا باعوا الوطن ليشتروا القصور

موقع كتابات

timeمنذ 15 ساعات

  • موقع كتابات

كاسترو باع السكر ليحيا الوطن وهنا باعوا الوطن ليشتروا القصور

الأوطان لا تبنى إلا بالأحرار الذين يؤمنون أن الكرامة لا تشترى وأن السيادة لا تُمنح من موائد الأقوياء بل تنتزع بعرق الكادحين ودماء المضحين وبينما كنت أقلب صفحات من تاريخ الثورة الكوبية قادتني الذاكرة إلى صورة ذلك القائد الذي عاش ومات كما يولد الثوار بلا زينة ولا ترف فيدل كاسترو الذي غادر الدنيا وهو لا يملك إلا بدلتين زيتونيتين وسيكارة من نوع جرود لم يسكن القصور ولم يركب اليخوت ولم يملك أرصدة في بنوك العالم بل سكن في قلوب الملايين من الفقراء والمظلومين الذين رأوا فيه رجلا يشبههم يقاسمهم الجوع والأمل والرصاص والكرامة توقفت طويلا أمام موقف تاريخي له عندما عرض عليه الاتحاد السوفياتي دعما ماليا ضخما بقيمة مئة مليون دولار في زمن كان المال فيه قادرا على تغيير مصائر دول وشعوب لكنه رفض واستبدل هذا العرض باقتراح بسيط وعميق اشتروا سكرنا ومنتوجنا الوطني لا نريد معونات ولا تبرعات نريد أن نعيش بأقدامنا لا على أكتاف غيرنا تلك ليست مجرد صفقة بل هي عقيدة ثورية ترى في الاكتفاء الذاتي شرطا للحرية وترى في المعونة قيدا يخنق القرار ويهين الكرامة لقد أسس كاسترو بذاك الموقف درسا لكل من يريد أن يبني دولة حرة إن الإنسان لا يكون حرا إذا كان خبزه من غير أرضه ودواؤه من غير صناعته وسياسته مرهونة بمشيئة الآخر وليس بعيدا عن كاسترو كانت روح جيفارا تجوب أدغال أمريكا الجنوبية وتحمل البندقية من غابة إلى غابة ومن جبل إلى جبل من كوبا إلى بوليفيا مرورا بقلوب الشباب في فلسطين ولبنان وبغداد ودمشق لا لأنه كان يقاتل من أجل وطنه فقط بل لأنه قاتل من أجل الإنسان كل الإنسان جيفارا الذي صار صورة ترفع على صدور الشباب لم يكن يبحث عن سلطة ولا جاه بل كان يبحث عن معنى جديد للعدالة معنى يتجاوز الجغرافيا والحدود واللغات إلى قيم إنسانية لا تموت وتأخذنا الذاكرة إلى العراق إلى وجه الزعيم عبد الكريم قاسم الذي خرج من بين صفوف الشعب ورفض امتيازات الحكم وعاش نظيفا ومات شهيدا في استوديو الإذاعة على يد زمرة من المتآمرين الذين لم يتحملوا وجود رجل لا يخضع ولا يساوم كان قاسم صورة نادرة للقيادة العراقية الوطنية التي لم تغوها شهوة الكرسي ولا باعها بريق الخارج فكان بحق ابن العراق البار الذي لا يتكرر كثيرا في المقابل يطل علينا اليوم مشهد عراقي قاتم فيه الكثير من المتاجرين بالشعارات أولئك الذين تحدثوا باسم الثورة والدين والمذهب وهم أول من باعوا الوطن في المزاد العلني باعوه للدولارات والولاءات الخارجية تحولت الشعارات إلى أدوات للاستثمار والرموز إلى ديكور فاقد للمعنى والعمامة إلى رخصة للنهب والسلاح إلى وسيلة لترهيب المواطن لا لتحريره أين هم من كاسترو الذي رفض المال من أجل السكر ومن جيفارا الذي اختار الغابة على القصر ومن عبد الكريم قاسم الذي دفن دون أن يملك بيتا أو عقارا هؤلاء الذين صعدوا على أكتاف الفقراء وتحولوا إلى قادة قوائم وملوك صفقات لا يشبهون الثوار في شيء كنا نظن أن الزمن سيحمل لنا ثوارا من طراز كاسترو وجيفارا لكن الذين جاؤوا جاؤوا حاملين حقائبهم لا مبادئهم كانوا يتحدثون عن العدالة وهم أكثر الناس ظلما وعن الزهد وهم أكثر الناس ثراء وعن الحسين وهم أبعد ما يكونون عن الحسين كان الحسين ينام على التراب وهم ينامون في القصور كان الحسين يواجه السلطة بالحق وهم يحمون سلطتهم بالباطل ويبقى السؤال الصامت المؤلم أين أنت يا جيفارا من آلام العراقيين من جياع البصرة ومعذبي الموصل وأيتام بغداد من شباب يرفعون صورتك على صدورهم ويبحثون عنك في ساحات التظاهر فلا يجدون إلا الهراوات والغاز والموت البارد أين أنت من وطن صار الفساد فيه دينا والسارق فيه محترما والشريف فيه متهما إن الأوطان لا تبنى بالشعارات بل تبنى بالرجال ولا تقوم بالمعونات بل تقوم بالإرادة ولا تنهض بالخطابات بل بالعرق والدم هؤلاء هم الثوار الحقيقيون من رفضوا المال والسُلطة واخترقوا الغابات بحثا عن الحرية أما من يقايض الوطن بالمذهب ويقايض الدماء بالمناصب فهؤلاء ليسوا بثوار بل مجرد تجار في سوق السياسة الرخيصة

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store