
إعلام متجدد.. من صخب المؤتمرات إلى دينامية الهاكاثونات
في قلب المشهد الإعلامي المتسارع تتناقح الأفكار وتشتبك الرؤى صوب مستقبل أكثر ابتكارًا مع اقتحامات الذكاء الاصطناعي ومتطلبات التشبيك مع التقنيين. في هذا الفضاء الحيوي، تتحرك رافعتان؛ المؤتمرات الإعلامية والهاكاثونات الإعلامية.
المؤتمرات الإعلامية هي تجمعات واسعة النطاق تجمع نخبة من الإعلاميين، الأكاديميين، الباحثين وصناع القرار تحت سقف واحد. فهي محافل للحوار وتبادل الخبرات، حيث تُعرض أحدث الدراسات والاتجاهات، وتُناقَش التحديات والفرص، كما تُنسج شبكات العلاقات المهنية.
أما الهاكاثونات الإعلامية، فهي فعاليات مكثفة وموجهة صوب مخرجات محددة. وهي تجمع مطورين، مصممين، إعلاميين وخبراء في التقنيات في سباق مع الزمن لقدح حلول مبتكرة لتحديات إعلامية محددة. إنها ورش عمل إبداعية مكثفة تفرز نماذج أولية وحلول عملية قابلة للتجربة.
نقاط التشابه رغم اختلاف طبيعتيهما، تتلاقى المؤتمرات والهاكاثونات في هدف مشترك: تطوير قطاع الإعلام والارتقاء بمستوى العاملين فيه. كلاهما يسعى إلى تعزيز المعرفة، تبادل الخبرات، حفز الابتكار وبناء شبكات العلاقات المهنية. وكلاهما يمكن أن يستمرا لعدة أيام ويتضمنان جلسات مكثفة وورش عمل تستهدف تحقيق مقاصد محددة.
التقاطعات
إلا أن أوجه الاختلاف بينهما تبرز في طريقة العمل والتركيز والنتائج المتوقعة. المؤتمرات تركز على تقديم المعلومات، التحليل النظري والعملي، وإتاحة منصة للتواصل الأوسع. أما الهاكاثونات، فتتمحور حول التطبيق العملي الممنهج والمجدول، حل المشكلات بشكل إبداعي وإنتاج نماذج أولية ملموسة من خلال العمل الجمعي المكثف.
وهنا يكمن جوهر الاختلاف الذي يميل الكفة للهاكاثونات في بعض الجوانب. يمكن القول إن الهاكاثونات تتيح وسيلة أسهل وأكثر مباشرة لقياس تبادل المعرفة وتطبيقها. فمع انتهاء الهاكاثون، تغدو النتائج مرئية وملموسة في شكل نماذج أولية أو حلول عملية قابلة للتطوير. هنا، يمكن تقييم مدى نجاح الفروق في استيعاب المعرفة وتوظيفها لابتكار حلول للتحديات المطروحة.
على النقيض من ذلك، فإن قياس مدى تحقق أهداف المؤتمرات قد يكون أكثر صعوبة ويستغرق وقتًا أطول. ففي حين أن المؤتمرات تسهم في توسيع الآفاق وزيادة الوعي، إلا أن ترجمة هذه المعارف إلى نتائج عملية وملموسة قد تستغرق وقتًا وتعتمد على عوامل متعددة خارج نطاق المؤتمر ذاته.
كما تمتاز الهاكاثونات بقدرتها على تحقيق بعض أهداف المؤتمرات بسرعة أكبر. فبدلًا من انتظار نتائج طويلة الأمد، يمكن رؤية ثمار التعاون والابتكار بشكل فوري تقريبًا مع انتهاء فعاليات الهاكاثون. ويسهل تتبع الأسباب التي أدت إلى هذه النتائج وتقييم فعالية الأساليب المستخدمة.
البعد المالي
تتقارب كلف تنظيم كل من المؤتمرات والهاكاثونات عند النظر إلى حجم الفعاليات، عدد المشاركين والموارد المطلوبة. إلا أن القيمة المضافة وسرعة ظهور النتائج قد تجعل الهاكاثونات خيارًا جذابًا بشكل خاص للمؤسسات التي تسعى إلى تحقيق تأثير سريع وملموس.
على أي حال، تمثل المؤتمرات الإعلامية والهاكاثونات الإعلامية وجهين لعملة واحدة في سعينا نحو تطوير إعلام أكثر إبداعًا وفاعلية. وبينما تظل المؤتمرات منصات أساسية لتبادل المعرفة وتوسيع الآفاق، تبرز الهاكاثونات أدوات قوية لتسريع الابتكار، قياس تأثير تبادل المعرفة بشكل مباشر وتحقيق نتائج ملموسة بوتيرة أسرع، ما يجعلها محركات دينامية للتغيير في عالم الإعلام المتجدد.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البلاد البحرينية
منذ 2 أيام
- البلاد البحرينية
إعلام متجدد.. من صخب المؤتمرات إلى دينامية الهاكاثونات
في قلب المشهد الإعلامي المتسارع تتناقح الأفكار وتشتبك الرؤى صوب مستقبل أكثر ابتكارًا مع اقتحامات الذكاء الاصطناعي ومتطلبات التشبيك مع التقنيين. في هذا الفضاء الحيوي، تتحرك رافعتان؛ المؤتمرات الإعلامية والهاكاثونات الإعلامية. المؤتمرات الإعلامية هي تجمعات واسعة النطاق تجمع نخبة من الإعلاميين، الأكاديميين، الباحثين وصناع القرار تحت سقف واحد. فهي محافل للحوار وتبادل الخبرات، حيث تُعرض أحدث الدراسات والاتجاهات، وتُناقَش التحديات والفرص، كما تُنسج شبكات العلاقات المهنية. أما الهاكاثونات الإعلامية، فهي فعاليات مكثفة وموجهة صوب مخرجات محددة. وهي تجمع مطورين، مصممين، إعلاميين وخبراء في التقنيات في سباق مع الزمن لقدح حلول مبتكرة لتحديات إعلامية محددة. إنها ورش عمل إبداعية مكثفة تفرز نماذج أولية وحلول عملية قابلة للتجربة. نقاط التشابه رغم اختلاف طبيعتيهما، تتلاقى المؤتمرات والهاكاثونات في هدف مشترك: تطوير قطاع الإعلام والارتقاء بمستوى العاملين فيه. كلاهما يسعى إلى تعزيز المعرفة، تبادل الخبرات، حفز الابتكار وبناء شبكات العلاقات المهنية. وكلاهما يمكن أن يستمرا لعدة أيام ويتضمنان جلسات مكثفة وورش عمل تستهدف تحقيق مقاصد محددة. التقاطعات إلا أن أوجه الاختلاف بينهما تبرز في طريقة العمل والتركيز والنتائج المتوقعة. المؤتمرات تركز على تقديم المعلومات، التحليل النظري والعملي، وإتاحة منصة للتواصل الأوسع. أما الهاكاثونات، فتتمحور حول التطبيق العملي الممنهج والمجدول، حل المشكلات بشكل إبداعي وإنتاج نماذج أولية ملموسة من خلال العمل الجمعي المكثف. وهنا يكمن جوهر الاختلاف الذي يميل الكفة للهاكاثونات في بعض الجوانب. يمكن القول إن الهاكاثونات تتيح وسيلة أسهل وأكثر مباشرة لقياس تبادل المعرفة وتطبيقها. فمع انتهاء الهاكاثون، تغدو النتائج مرئية وملموسة في شكل نماذج أولية أو حلول عملية قابلة للتطوير. هنا، يمكن تقييم مدى نجاح الفروق في استيعاب المعرفة وتوظيفها لابتكار حلول للتحديات المطروحة. على النقيض من ذلك، فإن قياس مدى تحقق أهداف المؤتمرات قد يكون أكثر صعوبة ويستغرق وقتًا أطول. ففي حين أن المؤتمرات تسهم في توسيع الآفاق وزيادة الوعي، إلا أن ترجمة هذه المعارف إلى نتائج عملية وملموسة قد تستغرق وقتًا وتعتمد على عوامل متعددة خارج نطاق المؤتمر ذاته. كما تمتاز الهاكاثونات بقدرتها على تحقيق بعض أهداف المؤتمرات بسرعة أكبر. فبدلًا من انتظار نتائج طويلة الأمد، يمكن رؤية ثمار التعاون والابتكار بشكل فوري تقريبًا مع انتهاء فعاليات الهاكاثون. ويسهل تتبع الأسباب التي أدت إلى هذه النتائج وتقييم فعالية الأساليب المستخدمة. البعد المالي تتقارب كلف تنظيم كل من المؤتمرات والهاكاثونات عند النظر إلى حجم الفعاليات، عدد المشاركين والموارد المطلوبة. إلا أن القيمة المضافة وسرعة ظهور النتائج قد تجعل الهاكاثونات خيارًا جذابًا بشكل خاص للمؤسسات التي تسعى إلى تحقيق تأثير سريع وملموس. على أي حال، تمثل المؤتمرات الإعلامية والهاكاثونات الإعلامية وجهين لعملة واحدة في سعينا نحو تطوير إعلام أكثر إبداعًا وفاعلية. وبينما تظل المؤتمرات منصات أساسية لتبادل المعرفة وتوسيع الآفاق، تبرز الهاكاثونات أدوات قوية لتسريع الابتكار، قياس تأثير تبادل المعرفة بشكل مباشر وتحقيق نتائج ملموسة بوتيرة أسرع، ما يجعلها محركات دينامية للتغيير في عالم الإعلام المتجدد.


البلاد البحرينية
٢٤-٠٤-٢٠٢٥
- البلاد البحرينية
المدير العام لمعهد الإدارة العامة: "هاكاثون" فعالية استراتيجية لتمكين الشباب وتحفيز الابتكار في قطاع السكن الاجتماعي
أكدت سعادة الدكتورة الشيخة رنا بنت عيسى بن دعيج آل خليفة، المدير العام لمعهد الإدارة العامة، أن هاكاثون "مختبر الحلول الإسكانية المبتكرة" يُعد خطوة أساسية نحو تفعيل دور الشباب في تطوير حلول نوعية ومستدامة للتحديات الإسكانية، من خلال بيئة محفزة على الابتكار وتعتمد التفكير التصميمي كأداة استراتيجية لبناء حلول قابلة للتطبيق. وأشارت سعادة الدكتورة الشيخة رنا بنت عيسى إلى أن إقامة الهاكاثون في معهد الإدارة العامة يعكس التزام المعهد بالاستثمار في رأس المال البشري، وتمكين الطاقات الشابة، وتوجيهها للمساهمة في تطوير القطاعات الحيوية، بما ينسجم مع أهداف التنمية المستدامة وبرنامج عمل الحكومة. جاء ذلك خلال حضورها فعالية هاكاثون "مختبر الحلول الإسكانية المبتكرة .. رؤية شبابية مستقبلية"، التي ينظمها معهد الإدارة العامة بالتعاون مع وزارة الإسكان والتخطيط العمراني، وبنك الإسكان، ووزارة شؤون الشباب، بالتزامن مع انعقاد مؤتمر ومعرض الابتكار في السكن الاجتماعي. وأكدت سعادتها أن تمكين الشباب لا يقتصر على إشراكهم في الفعاليات، بل يشمل منحهم المساحة للتفكير والتصميم واتخاذ القرارات، مشيرة إلى أن الهاكاثون يمثل منصة استراتيجية تتيح للشباب العمل على تطوير حلول إسكانية مبتكرة في مجالات المدن الذكية، وتحسين تجربة المواطن في السكن، وتقديم خيارات تمويلية مبتكرة، في إطار يعزز الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص، ويكرس ثقافة الابتكار كجزء لا يتجزأ من منظومة العمل الحكومي. وأضافت أن الهاكاثون يمثل خطوة نوعية نحو تحقيق التميز في قطاع السكن الاجتماعي، من خلال استثمار الطاقات الوطنية الشابة وتحفيزها على تقديم حلول إبداعية تواكب متطلبات العصر، وتسهم في تحسين جودة الحياة وتعزيز استدامة الخدمات. كما يسهم في تطوير مهارات المشاركين وبناء كوادر وطنية قادرة على الابتكار والعمل الجماعي في بيئة تنافسية.


البلاد البحرينية
٢١-٠٤-٢٠٢٥
- البلاد البحرينية
انطلاق أولى جلسات هاكاثون "مختبر الحلول الإسكانية المبتكرة.. رؤية شبابية مستقبلية"
انطلقت اليوم أولى جلسات الهاكاثون الشبابي "مختبر الحلول الإسكانية المبتكرة.. رؤية شبابية مستقبلية"، وذلك بتعاون مشترك بين وزارة الإسكان والتخطيط العمراني وبنك الإسكان، ووزارة شؤون الشباب، ومعهد الإدارة العامة، بالتزامن مع انعقاد مؤتمر ومعرض الابتكار في السكن الاجتماعي، والذي يُقام تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله. وتهدف فعالية الهاكاثون والتي تقام بمشاركة شبابية مميزة خلال الفترة بين 21 و 24 أبريل الجاري، إلى تمكين الشباب البحريني من المساهمة الفاعلة في وضع الحلول والخيارات المبتكرة لتوفير خدمات السكن الاجتماعي للمواطنين. وتركز فعالية الهاكاثون على تعريف المشاركين بمختبر الحلول الإسكانية وأساسيات التفكير التصميمي الذي تقوم على أساسه فكرة الهاكاثون. وقد تم تقسيم المشاركين من طلبة الجامعات والخريجين ورواد الأعمال للعمل ضمن فرق متعددة التخصصات لخلق أفكار مبتكرة قابلة للتطبيق تسهم في تنويع الخيارات السكنية. وبدأت الجلسة النقاشية الأولى مع ممثلي وزارة الإسكان والتخطيط العمراني، وبنك الإسكان، حول جهود تطوير الخدمات الإسكانية، حيث تحدث السيد أحمد كامل آل شرف مدير إدارة علاقات شؤون المطورين بوزارة الإسكان والتخطيط العمراني، حول الأفكار التي يمكن من خلالها تجاوز عدد من التحديات التي تخص قطاع السكن الاجتماعي، من خلال التوظيف الأمثل للموارد المالية ومساحات الأراضي، وبما يسهم في زيادة المخزون العقاري، ومن ثم تنويع وتعديد الخيارات الإسكانية أمام المواطنين المستفيدين من الخدمات التمويلية. وخلال الجلسة، أكد آل شرف أن وزارة الإسكان والتخطيط العمراني تحرص على التواصل المباشر مع المطورين العقاريين، بما يسهم في التوسع في توفير المشاريع الإسكانية عبر برنامج حقوق تطوير الاراضي الحكومية، ليستفيد منها المواطنين المستفيدين من الخدمات التمويلية، ومن ثم توفير السكن الملائم للمواطنين. بدورها، استعرضت السيدة إيمان حسن العباسي مدير إدارة التمويلات الإسكانية بوزارة الإسكان والتخطيط العمراني الجهود التي تقوم بها الوزارة لتوفير التمويلات للمواطنين المنتفعين لتمكينهم من الحصول على السكن الملائم من خلال الشراكة مع القطاع الخاص. وأوضحت العباسي استمرار المساعي الكفيلة بتطوير برنامج التمويلات، وذلك من خلال مراعاة اختلاف الوعي بين المواطنين حول آلية التمويل المختلفة واختيار التمويل الأنسب، مشيرةً إلى أن الوزارة قامت بوضع آلية لتقديم الاستشارات التمويلية للمواطنين الراغبين في الاستفادة من برامج التمويلات الإسكانية والإجابة على كافة الاستشارات المتعلقة بأحكام ومعايير التمويلات. من جانبه، قدم الأستاذ خالد العيد مستشار التدريب والتطوير المؤسسي بمعهد الإدارة العامة نبذة عن منهجية التفكير التصميمي والتي ستكون المنهجية المعتمدة لإيجاد الحلول المبتكرة للتحديات، موضحاً انه سيتم تقسيم المجموعات وتكون على كل مجموعة موجه خاص، وأن يختار كل فريق تحدي في قطاع السكن الاجتماعي وإيجاد الحلول والآليات المقترحة والمبتكرة والتي سيتم عرضها على المختصين للتقييم وتحديد الفرق الفائزة.