
"النهار" في الوداع الأخير للزميلة هدى شديد (صور وفيديو)
فُتِحت أبواب كاتدرائية مار جرجس - وسط بيروت اليوم الأحد للصلاة لراحة نفس الزميلة هدى شديد، ووداعها مع عائلتها والجسم الصحافي والإعلامي.
ووصل موكب نعش هدى شديد الذي انطلق من الكاتدرائية المارونية في وسط بيروت إلى كنيسة مار أنطونيوس رشعين في زغرتا لتوارى الثرى من بعدها في مثواها الأخير في بلدتها كفريا.
وترأس مطران بيروت بولس عبد الساتر صلاة الجنازة وسط أجواء من الحزن.
وتحدّث شقيقها طوني شديد ورئيس المؤسسة اللبنانية للإرسال بيار الضاهر بعد صلاة الجنازة، وتقبّلت العائلة التعازي قبل انطلاق العائلة والأصدقاء إلى زغرتا.
وبعد صلاة الجناز تمت تلاوة الرقيم البطريركي جاء فيه: "بكثير من الأسى والألم نودّع معكم عزيزتكم وعزيزتنا الإعلاميّة هدى، ونرافقها بصلاة الرجاء في عبورها إلى بيت الآب في السماء، الذي تاقت إليه في آلامها، واستحقّته بمشاركة المسيح الفادي بآلام الفداء، وبخدمتها الإعلاميّة بشجاعة ومثابرة، وبعطاءات سنيّها التسع والخمسين، وكأنّها استوفت كلّ رسالتها بحلوها ومرّها.
إنّها ابنة كفريا – زغرتا، في بيت مؤمن بيت بدوي شديد والمرحومة زمرد بو عبدالله وُلدت وتربّت على القيم الروحيّة والأخلاقيّة والعلم الإعلاميّ والتخصّص في العلوم السياسيّة في جامعة القدّيس يوسف. ونشأت إلى جانب شقيقين وستّ شقيقات، نسجت معهم ومع عائلاتهم أجمل علاقات الأخوّة. وأخلصت العاطفة لبيت عميّها وعمّاتها وخالها وخالتيها وأولادهم وعائلاتهم.
بدأت مسيرة ألمها بوفاة زوجها الكاتب والمفكّر والباحث الأستاذ زياد جميل سعادة الذي تعرّفت عليه عندما بدأت مسيرتها الإعلاميّة في إذاعة إهدن. قبل زواجها بفترة قصيرة عرفت بإصابته بمرض السرطان، لكنّها أرادت إكمال الطريق. فكانت وفاته بعد زواجهما بأقلّ من سنة. وهي بعد في الحادية والعشرين من عمرها. فلم تتركه لحظة سواء في المستشفى أم في البيت بخدمتها وبسمتها.
فأكملت مسيرتها الصحافيّة أوّلًا في جريدة اللواء وإذاعة صوت لبنان، ثمّ توزّع عملها بين جريدة النهار، وال L'Orient Le Jour، ووكالة رويترز. وكان مشوارها الكبير في المؤسّسة اللبنانيّة للإرسال بتشجيع من الشيخ بيار الضاهر. وكانت تفضّل التغطيات الميدانيّة، والأحداث الساخنة. وعملت كمراسلة وصحافيّة معتمدة في القصر الجمهوريّ في بعبدا لمدّة ثلاثين سنة.
وها مرض السرطان يدقّ بابها في عزّ عطاءاتها، فواجهته بشجاعة وتنقّلت رحلة العلاج بين لبنان والولايات المتّحدة الأميركية حتى شفيت منه. فنشرت كتابًا عن خلاصة تجربتها مع هذا المرض الخبيث. ولكنّه عاودها بعد سنوات، وعاودت مسيرة العلاج المضنيّ، ولم تستسلم.
وفي الثامن من شهر آذار، أي منذ أسبوعين، كرّمها فخامة رئيس الجمهوريّة في القصر الجمهوريّ، بوسام تقدير ووداع: تقديرٍ لقوّتها وشجاعتها، لإيمانها وأخلاقها، لضحكتها وسنوات خدمتها، لصمودها بوجه الألم مرّتين، ولمثاليّة خدمتها الإعلاميّة بقول الحقيقة، حتى قيل عنها: "مطرح ما في حقيقة في هدى". ووداعٍ لها هي الحاضرة أبدًا نجمةً إعلاميّة، ومحطَّ محبّة في القلوب.
هكذا انطفأت شمعة عمرها التسعة والخمسين بهدوء وسكينة، مشاركة المسيح مرّتين في آلامه، وآملة أن يشركها في مجد قيامته.
على هذا الأمل، وإعرابًا لكم عن عواطفنا الأبوية وإكرامًا لدفنتها، نوفد إليكم سيادة أخينا المطران بولس عبد الساتر رئيس أساقفة بيروت السامي الإحترام، ليرأس باسمنا حفلة الصلاة لراحة نفسها، وينقل إليكم تعازينا الحارة.
رحمها الله بوافر رحمته، وسكب على قلوبكم بلسم العزاء" .
View this post on Instagram
A post shared by Annahar (@annaharnews)
وقال طوني شديد في كلمة العائلة: "سأخبركم قليلاً عن هدى ولماذا حظيت بهذا الاهتمام من مختلف وسائل الاعلام بشكل طغى على اخبار الحرب، في بيتها الصغير اجتمع لبنان بكل طوائفه ومذاهبه وبكى على رجليها رفاقها جميعاً من كل الطوائف والمذاهب ومن كل الانتماءات السياسية، واكتمل المشهد عندي عند الثانية عشرة والنصف عندما اتصلت اختنا منار صباغ من تلفزيون المنار وبكت على رجلي هدى قائلة لها سامحيني لأنني لم استطع أن أكون بجانبك بسبب الحرب".
أضاف: "ما لمسته خلال هذين اليومين أن سلام هدى قد طغى على أخبار الحرب، حتى نعرف كم أن لبنان بحاجة الى السلام والحب. رأيت الحب الذي وزعته هدى على كل لبنان وأراه اليوم فيكم ومعكم".
وتوجه بالشكر الى "كل الذين وقفوا الى جانب هدى، فسلام هدى وحب هدى سيبقى في هذا البلد بمسعى منكم يا شيخ بيار، وتستمر بهذه الثقافة من المحطة التي تشع سلاما وحبا. شخصية هدى ذابت في هذه المحطة التي رأت فيها أنها تشبهها وصارت محطة كل لبنان بكل تعدديته وتناقضاته. وعدت هدى أن يبقى بيتها الصغير مفتوحا يجتمع فيه كل أحبتها. والشكر لفخامة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون على تكريمه لهدى، والذي نتمنى له كل التوفيق".
وتوجه الى الضاهر بأن "يبقى الاخ الكبير كعادته، فكلمة شكر قليلة على ما قدمتموه، والانسانية تسمو على كل المصالح، وكنت تعرف دائما أن تسمو على المصالح الخاصة، فباسم عائلتي نشكركم على كل ما عملتوه وقدمتموه. وأنا اكيد أن ثقافة هدى هي التي ستنتصر وشعارها سينتصر على اخبار الحرب، فلبنان لا يريد الحرب يريد السلام والحب دائما".
ثم ألقى بيار الضاهر كلمة قال فيها: "منذ ثلاثة اسابيع وفي قصر بعبدا كانت هدى تودعنا، واليوم نحن نودعك يا هدى. هدى، صعبة كثيرا هذه الوقفة. هدى لم تعد بيننا، ولكن هدى العبرة والقدوة والمثال ستبقى، وسنصبح نقول: اشتغلوا متل اسلوب هدى، وبالدقة في العمل التي رافقت هدى في كل حياتها المهنية، بالدقة والاحساس والوفاء والشعور بالمسؤولية في كل كلمة تقولها. وهذه المسؤولية هي واحدة من المسؤوليات التي تميزت بها هدى، وأنا أفكر ماذا سأقول: لم أجد أفضل، هدى الاستثنائية كنت الهدى وستبقين الهدى".
وختم: "الله معك وسنظل نحبك".
View this post on Instagram
A post shared by Annahar (@annaharnews)
وتوافد المعزّون إلى قاعة الكاتدرائية لتقديم التعازي لأسرة الزميلة الراحلة، حيث يتقبّل التعازي والدها وأشقاؤها والأهل والأنسباء، إلى جانب العديد من رفاق الدرب الإعلامي الطويل.
والد هدى شديد يتقبل التعازي
وتحدّث مدير المكتب الإعلامي في القصر الجمهوري رفيق شلالا عن الزميلة الراحلة.
View this post on Instagram
A post shared by Annahar (@annaharnews)
إقرأ أيضا: هدى شديد وصلاة مسحة المرضى الأخيرة
عائلة هدى شديد (حسام شبارو)

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق الجزائرية
منذ 9 ساعات
- الشرق الجزائرية
طلاق مصوّر بين فنان ومؤثرة على مواقع التواصل الاجتماعي
نشر الممثل حسين مقدم فيديو عبر حسابه على «انستغرام»، وهو برفقة زوجته إيمان نور الدين. وأعلن مقدم ونور الدين أنّهما اتّخذا قراراً بالإنفصال عن بعضهما. وتوجّه حسين لإيمان قائلا: «لوين رايحين هلق؟»، لتُجيبه «رايحين نطلق». وفي الفيديو، ظهر الثنائيّ برفقة شيخ، وقالت له إيمان «مولانا جربنا الزواج ما مشي الحال، هلق منجرب الطلاق». وقال مقدم في نهاية الفيديو: «تمّ الطلاق بين الطرفين برضا وقناعة كاملة من كلا الجانبين، دون أيّ خلاف، ونسأل الله التوفيق لكلّ منا في قادم الايام». وتجدر الإشارة إلى أنّ حسين وإيمان عمدا قبل فترة إلى حذف الصور التي تجمعهما، ليُعلنا اليوم عن إنفصلاهما رسميّاً.

القناة الثالثة والعشرون
منذ 9 ساعات
- القناة الثالثة والعشرون
بالفيديو : مع صيحات "الله أكبر".. محتجون يمنعون حفلا غنائيا في إدلب ويحطمون معداته
شهدت مدينة سرمدا في ريف إدلب مشهدا غريبا لاقتحام صالة أفراح وتحطيم معداتها. وفي التفاصيل، أقدمت مجموعة أشخاص على اقتحام صالة أفراح كان سيحييها المطرب محمد الشيخ' وحطمت الأثاث وسط صرخات 'الله أكبر'، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية أو احتكاك بين المواطنين. هذا المشهد أثار جدلا واسعا بين المتابعين، وتساءل البعض عن الدوافع وراء هذا التصرف، وتباينت ردود الأفعال بين من اعتبره تعبيرا عن الغضب، وبين من رأى فيه تصرفا غير مبرر، تكمن وراءه دوافع دينية. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News


الديار
منذ 18 ساعات
- الديار
"الله يسامحو".. تصريحات نارية لنادين الراسي عن طليقها وهذا ما قالته عن أولادها
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب حلّت الممثلة نادين الراسي ضيفة مع الإعلامية نسرين ظواهرة عبر إذاعة "أغاني أغاني". وتحدثت نادين عن حياتها المهنية والشخصية، وعن علاقتها بطليقها الممثل جيسكار ابي نادر وابنيها مارسيل وكارل قالت: "الله يسامحو ما بحبو وما بكرهو الله يهني بحياتو . كنت اكرهو جربت حبو ما قدرت يمكن بالحياة التانية". ولفتت إلى انها تريد من المجتمع ان يخبر كارل ومارسيل ماذا حققت والدتهما. يُشار إلى ان خلافات كبيرة نشبت بين نادين وجيسكار بشأن حضانة ولديهما. إلى ذلك، نشرت نادين صورا من جلسة تصوير جريئة، أطلت فيها بجينز و"كروب توب" وبدت فيها بغاية الجمال.