logo
تصاعد المطالب الغربية لوقف الكارثة الإنسانية في غزة

تصاعد المطالب الغربية لوقف الكارثة الإنسانية في غزة

البوابة٢٨-٠٧-٢٠٢٥
انفراجة إنسانية في غزة.. بداية تحول سياسي أم هدنة لالتقاط الأنفاس؟
في مشهد خالف وتيرة الموت اليومية في غزة، تدفقت قوافل المساعدات الإنسانية برًا وجوًا نحو القطاع، فاتحة نافذة أمل لسكان أنهكهم الحصار والقصف.
لكن هذه الانفراجة، رغم طابعها الإنساني، لم تسلم من التساؤلات حول دلالاتها الحقيقية: هل هي بداية لتسوية سياسية أم مجرد هدنة تكتيكية فرضها ضغط دولي متصاعد؟
مساعدات تحت ضغط
جاء السماح بدخول المساعدات بعد إعلان إسرائيل "تعليقًا مؤقتًا" للعمليات العسكرية في ثلاث مناطق، ما أتاح عبور الشاحنات من معبر رفح، إلى جانب عمليات إنزال جوي نفذتها دول كالإمارات والأردن.
هذه الخطوة..
رغم أهميتها، فسّرها مراقبون بأنها استجابة اضطرارية للضغوط الدولية، خاصة بعد مشاهد الأطفال الذين يموتون جوعًا، لا نتيجة لتحول في استراتيجية تل أبيب.
وزير الخارجية البريطاني ديفيد لام دعا إلى تسريع وتوسيع المساعدات، واعتبر ما حدث غير كافٍ.
أما المستشار الألماني فريدريتش ميرتس، فقد وجّه نداءً مباشراً لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإنقاذ المدنيين في غزة، معتبرًا أن الوضع خرج عن السيطرة أخلاقيًا.
شكوك وتحذيرات من "استراحة ما قبل التصعيد"
من القاهرة، رأى الدكتور عمرو الشوبكي، الباحث في مركز الأهرام للدراسات السياسية، أن الخطوة الإسرائيلية ليست سوى "استراحة محارب"، مشددًا على أن إسرائيل اعتادت استخدام الهدن لأهداف سياسية مؤقتة.
وأشار إلى أن التجويع كان نقطة تحوّل في المواقف الغربية، حيث بات الحصار الإنساني عبئًا سياسيًا وأخلاقيًا يهدد تحالفات إسرائيل التقليدية.
غزة في عين العاصفة
حمّل الباحث الفلسطيني عزام شعث، إسرائيل مسؤولية ما وصفه بـ"سياسة التجويع الممنهجة"، داعيًا إلى فتح دائم للمعابر وتدفق مستمر للمساعدات.
اذ شدّد على أن "500 شاحنة يوميًا لم تعد كافية"، في ظل الانهيار الكامل للبنية التحتية، وتفاقم الأزمات البيئية والصحية، التي جعلت من عام 2025 – كما حذّرت تقارير أممية سابقة – لحظة مفصلية في قابلية غزة للحياة.
المساعدات ليست نهاية الطريق
اتفق الشوبكي وشعث على أن إدخال المساعدات لا يمكن فصله عن القضايا الكبرى: الاحتلال، الحصار، الانقسام الفلسطيني، وغياب أفق سياسي.
وأكد الشوبكي أن الانفراجة يجب أن تتحول إلى مدخل لتسوية شاملة تُنهي الحصار وتعيد طرح مشروع الدولة الفلسطينية.
أما شعث، فربط "اليوم التالي للحرب" بإعادة إعمار شاملة تتضمن ضمانات دولية حقيقية، تعيد الأمل لحياة كريمة في القطاع.
رهانات دولية وصمت أمريكي يثير القلق
في ظل حديث عن اعتراف فرنسي مرتقب بالدولة الفلسطينية، رأى الشوبكي أن هذا التحرك، وإن كان رمزيًا، يظل محدود الأثر دون دعم أمريكي واضح.
وأشار إلى أن الضغط الحقيقي لا يزال بيد واشنطن، بينما بقية الأطراف – من أوروبا إلى الصين – لا تملك التأثير الكافي على القرار الإسرائيلي بمفردها.
ماذا بعد الانفراجة؟
في النهاية..
يظل سؤال اللحظة: هل هذه الانفراجة هي مقدمة لتحول سياسي فعلي؟ أم مجرد هدنة إنسانية مؤقتة تخفي جولة جديدة من التصعيد؟
فمع كل شاحنة تعبر، وكل لقطة لأطفال يتلقون الطعام بعد شهور من الجوع، يبقى سكان غزة في انتظار ما إذا كانت هذه الإغاثة بداية الخلاص... أم مجرد فاصل في مأساة مفتوحة.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

شاحناتنا في مواجهة إرهابهم
شاحناتنا في مواجهة إرهابهم

الرأي

timeمنذ 32 دقائق

  • الرأي

شاحناتنا في مواجهة إرهابهم

بينما يكتفي العالم بالإدانة والمواقف الرمادية، يواصل الأردن دوره الإنساني بثبات، متحديا إرهاب المستوطنين الذين يحاولون عرقلة قوافل المساعدات الأردنية المتجهة لغزة تحت إشراف الهيئة الخيرية الهاشمية والقوات المسلحة، والتي أصبحت تتعرض للاعتداءات المتكررة، فلماذا لن نتوقف رغم كل هذا؟. الأردن وفي شهادات حية على صموده وإرادته، أرسل 178 قافلة تضم 7,834 شاحنة تحمل أكثر من 31 ألف طن من المساعدات، إلى جانب 358 عملية إسقاط جوي داخل غزة تقريبا، ووصول 53 طائرة إغاثة إلى مطار العريش، استفاد منها ما يقارب 717 ألف فلسطيني، والأهم ثلاث مستشفيات ميدانية ومبادرات لإعادة الأمل وغيرها، بينما بقي العالم متفرجا. في كل يوم، يواجه سائقونا اعتداءات مباشرة من المستوطنين، من تعطيل الشاحنات وتمزيق الحمولة، إلى تهديد السائقين أنفسهم، وكل ذلك على مرأى قوات الاحتلال التي تختار الصمت، في محاولة لفرض إدخال المساعدات عبر وساطات تجارية إسرائيلية،بهدف تسييس المأساة وتحويلها لسوق أبعد مايكون عن الانسانية. حاليا يقدم سائقو شاحناتنا المتجهة الى غزة نموذجا للتفاني والشجاعة في مواجهة المخاطر الكبيرة التي تحيط بهم، فهم لا يواجهون فقط صعوبات الطريق والتحديات اللوجستية، بل يتعرضون لتهديدات مباشرة من قبل المستوطنين الذين يمارسون العنف والإرهاب ضدهم ، وبالرغم من كل ذلك مازال ذباب "الإخوان" يواصل استهداف الأردن واتهامة بالتقصير والتخاذل، متجاهلين تماما حجم الجهود الجبارة التي يبذلها الأردن في دعم الأشقاء. في هذه الأوقات الصعبة المصيرية في تاريخ الآمة يبقى الأردن مثالا حيا على القيم النبيلة التي تتجاوز حدود السياسة والمصالح الضيقة، ويثبت يوما بعد يوم أن التضامن مع الشعب الفلسطيني ليس واجبا فقط بل رسالة إنسانية سامية لا تقبل المساومة، في زمن يغيب فيه الدعم الحقيقي والموقف الواضح من المجتمع الدولي. خلاصة القول، ما يقدمه الأردن ليس مجرد موقف عابر، بل هو تعبير عن وفاء متجذر لقضية عادلة لم ولن تغيب عن وجدان الاردنيين يوما، وبأن وقوفه إلى جانب غزة ترجمة حقيقية للإيمان بأن الصمت خيانة، وأن نصرة المظلوم واجب لا يؤجل. وستظل شاحنات وقوافل المساعدات الأردنية تشق الطريق نحو غزة، ولن تقف عند عتبة الخوف والتهديد بل ستمضي بثبات، لأن الواجب لا يؤدى بالتمني، بل بالفعل والتنفيذ والتضحية.

شاحناتنا في مواجهة إرهابهم
شاحناتنا في مواجهة إرهابهم

رؤيا نيوز

timeمنذ 32 دقائق

  • رؤيا نيوز

شاحناتنا في مواجهة إرهابهم

بينما يكتفي العالم بالإدانة والمواقف الرمادية، يواصل الأردن دوره الإنساني بثبات، متحديا إرهاب المستوطنين الذين يحاولون عرقلة قوافل المساعدات الأردنية المتجهة لغزة تحت إشراف الهيئة الخيرية الهاشمية والقوات المسلحة، والتي أصبحت تتعرض للاعتداءات المتكررة، فلماذا لن نتوقف رغم كل هذا؟. الأردن وفي شهادات حية على صموده وإرادته، أرسل 178 قافلة تضم 7,834 شاحنة تحمل أكثر من 31 ألف طن من المساعدات، إلى جانب 358 عملية إسقاط جوي داخل غزة تقريبا، ووصول 53 طائرة إغاثة إلى مطار العريش، استفاد منها ما يقارب 717 ألف فلسطيني، والأهم ثلاث مستشفيات ميدانية ومبادرات لإعادة الأمل وغيرها، بينما بقي العالم متفرجا. في كل يوم، يواجه سائقونا اعتداءات مباشرة من المستوطنين، من تعطيل الشاحنات وتمزيق الحمولة، إلى تهديد السائقين أنفسهم، وكل ذلك على مرأى قوات الاحتلال التي تختار الصمت، في محاولة لفرض إدخال المساعدات عبر وساطات تجارية إسرائيلية،بهدف تسييس المأساة وتحويلها لسوق أبعد مايكون عن الانسانية. حاليا يقدم سائقو شاحناتنا المتجهة الى غزة نموذجا للتفاني والشجاعة في مواجهة المخاطر الكبيرة التي تحيط بهم، فهم لا يواجهون فقط صعوبات الطريق والتحديات اللوجستية، بل يتعرضون لتهديدات مباشرة من قبل المستوطنين الذين يمارسون العنف والإرهاب ضدهم ، وبالرغم من كل ذلك مازال ذباب 'الإخوان' يواصل استهداف الأردن واتهامة بالتقصير والتخاذل، متجاهلين تماما حجم الجهود الجبارة التي يبذلها الأردن في دعم الأشقاء. في هذه الأوقات الصعبة المصيرية في تاريخ الآمة يبقى الأردن مثالا حيا على القيم النبيلة التي تتجاوز حدود السياسة والمصالح الضيقة، ويثبت يوما بعد يوم أن التضامن مع الشعب الفلسطيني ليس واجبا فقط بل رسالة إنسانية سامية لا تقبل المساومة، في زمن يغيب فيه الدعم الحقيقي والموقف الواضح من المجتمع الدولي. خلاصة القول، ما يقدمه الأردن ليس مجرد موقف عابر، بل هو تعبير عن وفاء متجذر لقضية عادلة لم ولن تغيب عن وجدان الاردنيين يوما، وبأن وقوفه إلى جانب غزة ترجمة حقيقية للإيمان بأن الصمت خيانة، وأن نصرة المظلوم واجب لا يؤجل. وستظل شاحنات وقوافل المساعدات الأردنية تشق الطريق نحو غزة، ولن تقف عند عتبة الخوف والتهديد بل ستمضي بثبات، لأن الواجب لا يؤدى بالتمني، بل بالفعل والتنفيذ والتضحية.

لماذا بقي وزيرا الداخلية والخارجية؟
لماذا بقي وزيرا الداخلية والخارجية؟

رؤيا نيوز

timeمنذ 32 دقائق

  • رؤيا نيوز

لماذا بقي وزيرا الداخلية والخارجية؟

أجرى رئيس الحكومة د. جعفر حسان تعديله الأول على حكومته وهو على أعتاب العام الأول، مباغتا الكل بالموعد حتى لا يقول البعض إنه توقع الموعد، بل أرسى سنّة جديدة تعلن مسبقا عن يوم التعديل وقسم اليمين. التعديل لم يكن مفاجأة بالمعنى المتعارف عليه، بل إن أهم دلالة سياسية فيه بقاء وزيري الداخلية والخارجية في موقعيهما على الرغم من التهيئة عبر الإشاعات لمغادرتهما، والضخ الجائر لمعلومات غير دقيقة حول هذا الأمر. في تواقيت سابقة كانت كثرة المعلومات المصطنعة وغير الدقيقة حول مغادرة اسم معين في أي حكومة تؤدي في مرات إلى رحيله حقا، بعد صناعة رأي عام ضد هذا الاسم أو ذاك، لكن ما حدث هذه المرة مختلف. لم تكن هناك معلومات دقيقة أصلا حول مغادرة مازن الفراية وأيمن الصفدي، والفرق كبير في الأردن بين محاولات الإطاحة وبين الواقع. بقاء وزير الخارجية لم يكن مشكوكا فيه وحتى الذين تذرعوا بكون وزير الخارجية خرب علاقاتنا الدولية بسبب تصريحاته الثورية، في ملف غزة، واستدلوا بعدم لقاء الصفدي بوزير الخارجية الأميركية في بدايات حكم ترامب، والذي عاد والتقاه، عادوا اليوم وسكتوا، لأن الصفدي كان يعبر عن الدولة وليس عن شخصه فقط، وعرّض نفسه لأحمال ثقيلة داخليا وخارجيا، لا يمكن الاستهانة بها، وهذا أمر يحسب له، فيما قناته الوزارية مع الأميركيين سالكة لأن الأردن هو الذي يحل هذه التعقيدات، مع كل الأطراف وليس استبدال الأسماء وهوياتهم، في سياقات ترتبط أصلا بمبررات الموقف الأردني تجاه غزة، وكيفية إدارة علاقات الأردن الدولية. أما وزير الداخلية فهو بلا شك شخصية وازنة، لا يختلف عليها أحد، لا سياسيا ولا شخصيا، ولا مهنيا، مبادر وفعال، ويكفي أنه في موقعه حل عقدا كثيرة داخل وزارة الداخلية، على مستوى المعابر والحدود والتسهيلات على مستوى التأشيرات وأعاد الآلاف إلى بيوتهم الذين خسروا حياتهم بسبب قضايا الثأر والإجلاء، وقضايا ثانية يمكن حسبانها للوزير، ولهذا بقي الوزير لأسباب يستحقها، حاله حال وزير الخارجية، الذي بقي أيضا في موقعه. هذا يعني أن وزيرين في وزارتين سياديتين لم يخرجا ولم يخرج أحدهما كما أشيع سابقا، أو توقع البعض، لأن من يتوقع يتناسى أيضا عوامل القوة والإسناد الناعم لكليهما وهي عوامل قد لا تكون ظاهرة أمام الإعلام بشكل علني، فيأتي التقييم سطحيا، وناقصا، ويرتبط على الأغلب بالأهواء. في كل الأحوال التعديل لم يكن إلا عملية جراحية صغيرة على حكومة الرئيس جعفر حسان، وكان حسنا ما فعله الرئيس بتغيير بعض الحقائب والأسماء، واستعانته بأسماء مهمة من بينها الدكتور إبراهيم البدور وزير الصحة، وغيره من أسماء، دون أن ننسى هنا أن هناك أسماء خرجت تعرضت أصلا لحملات متواصلة خلال الفترة الماضية، وخروجها لم يكن مفاجأة لأن تلك الحملات كانت تعبّر عن مشاكل في الوزارات وليس استهدافا شخصيا، كما أن بعض الأسماء التي دخلت الحكومة دخلت في سياقات تقترب من حسابات داخلية تمزج بين التعويض السياسي والترضية، وفي حالات تقوية للفريق الاقتصادي كحالة وزير الاستثمار وقدومه أصلا من الديوان الملكي، وخبرته في التحديث الاقتصادي وملفات التنمية. التعديل الأول احتاج قرابة العام، لكن أبرز قراءة تقول إن الحكومة غير راحلة كليا كما كان يتردد، وأن سيناريو حل الحكومة للبرلمان واستقالتها والذي كان يتردد ليس دقيقا، فالتعديل لا يمنع التغيير، لكنه يعطي إشارة على الثبات والاستقرار، حتى يشاء الله أمرا كان مفعولا نهاية المطاف. ما يحتاجه الأردنيون نهاية ليس أخبار التعديل، بل يريدون تغييرا يستحقونه على حياتهم وحل مشاكلهم، وهذا ما نطلبه من الحكومة أولا وأخيرا.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store