أبو هنية يكتب: اقتحامات الأقصى واحتلال غزة غطرسة إسرائيلية تستدعي موقفًا دوليا صارمًا
هاهو الاحتلال الإسرائيلي، مرةً أخرى يكشف عن وجهه الحقيقي دون مواربة أو قناع في عدوان متجدد على الأرض والكرامة وعلى المسجد الأقصى المبارك أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين من خلال اقتحامات المستوطنين المتكررة تحت حماية جيش الاحتلال المدجج بالسلاح والغطرسة والصلف والعجرفة دون رقيب ولا حسيب وسط صمت دولي مريب وتواطؤ سياسي غير مسبوق فلا قدسية تُحترم ولا مواثيق دولية تُراعى ولا قرارات للشرعية الدولية تنفذ ولا حرمة لمكان أو إنسان في حسابات هذا الكيان العنصري الذي تجاوز كل القيم والأعراف الإنسانية والاخلاقية
ففي خطوة تصعيدية فاضحة أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي نيته إعادة احتلال قطاع غزة وطرد سكانه قسرًا في تكرار لسياسات التطهير العرقي التي لم يتخلَّ عنها منذ نكبة عام 1948 بل ويجاهر بها اليوم أمام أعين العالم الذي يصمّ أذنيه ويغمض عينيه عن هذه الجرائم ويساهم بشكل كبير في إشعال المنطقة والعالم وينذر بصراع طويل الأمد لايحمد عقباه.
إن هذه الغطرسة المتفجرة ليست سوى نتيجة طبيعية لضعف المواقف الدولية وصمت يثير الاشمئزاز من منظمات تدّعي الدفاع عن حقوق الإنسان بينما تغضّ الطرف عن الإبادة اليومية التي يتعرض لها شعب أعزل لا يملك إلا الإرادة والإيمان وموقفًا عربيًا كان يجب أن يكون أكثر حزمًا وصلابة وأكثر اقترابًا من دماء الشهداء التي تُراق والمساجد التي تُدنّس والأمهات اللواتي ينتظرن أبناءهن خلف الركام.
في خضم هذا العدوان المتصاعد يبرز الاردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني كصوت عقل وموقف شجاع يشكّل خط الدفاع الأول عن القدس والمقدسات وعن الهوية العربية الإسلامية للمسجد الأقصى المبارك.
فقد أثبتت القيادة الهاشمية عبر عقود وصايتها التاريخية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس أنها الأمينة على الإرث الديني والهوية العربية لفلسطين وتجسد ذلك قولا وعملا في مختلف المحافل الدولية .
ورغم محاولات التشكيك الرخيصة من بعض الأبواق المأجورة والمرتزقة وأصحاب الاجندات السوداء ورسل الحرب ودعاه الخراب والفوضى ممّن باعوا أنفسهم للفتنة ولتحالفات معروفه فإن موقف الأردن ثابت وصلب وراسخ في جذور التاريخ بل لا يتزحزح ولا يخضع للمساومة بل يتقدم الصفوف ويقود معركة الحق بالكلمة والمواقف والدبلوماسية ويُعدّ في كل محفل صوت فلسطين الصادق وراية القدس التي لا تنكسر.
إن التهديدات الصهيونية بالتمدد الجغرافي وتفريغ غزة من سكانها وإعادة احتلالها ليست إلا مقدمة خطيرة لتهديد استقرار الإقليم برمته فكل مؤامرة على فلسطين هي بالضرورة مؤامرة على الأردن وكل طعنة في خاصرة القضية الفلسطينية هي محاولة خبيثة لضرب الأردن في عمقه جغرافيًا وسياسيًا وديموغرافيًا.
لكن ليدرك الجميع أن الأردن لن يكون بوابة لحلول تصفوية ولا أرضًا بديلة ولن يكون جزءًا من مشروع الوطن المزعوم لغير أهله فالشعب الأردني بكل أطيافه يقف خلف قيادته صفا ًمنيعًا أمام كل مخطط يهدد فلسطين أو الأردن كما أعلن جلالة الملك بشكل حاسم بأن خطط التهجير القسري للفلسطينيين لن تكون ابدا وهي خط أحمر بالنسبة للأردن.
وإننا اليوم في ظل هذه اللحظة التاريخية الحرجة نؤكد أن لا سلام ولا أمن ولا استقرار في الإقليم والعالم أجمع ما لم يتم الاعتراف الصريح بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة ذات السيادة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشرقية وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
وأن تجاهل هذا الحق يعني استمرار العنف وتعاظم التطرف وتفجّر الغضب الشعبي والإنساني فالقضية الفلسطينية ليست شأناً محليًا أو نزاعًا حدوديًا بل هي قضية أمة وهوية وعدالة وهي البوصلة التي إن ضاعت تاهت الأمة.
و ستبقى الأردن وفلسطين كالرئتين رئة يمنى ورئة يسرى. من دون إحداهما يختنق الجسد العربي وتفقد الأمة روحها. ستبقى القدس قضيتنا الكبرى وفلسطين في ضميرنا والكرامة هي البوصلة التي لا نحيد عنها مهما اشتدت العواصف.
وسيبقى صوت جلالة الملك عبدالله الثاني في المحافل الدولية رمزًا للموقف العربي الأصيل ولسان حال الأمة التي تنادي بالعدل والحق لا بالخضوع والاستسلام.
فلنقف جميعًا، دولًا وشعوبًا خلف هذا الموقف ولنرفع الصوت عاليًا لا لاحتلال غزة، لا لتهويد القدس لا لسياسات التطهير نعم للحق الفلسطيني نعم للثوابت نعم للدولة الفلسطينية المستقلة على ترابها الوطني وعلينا جميعا تمتين الجبهة الداخلية وتحصينها ورص الصفوف بتعاضد وتكاتف كافة أبناء الأسرة الأردنية الواحدة خلف القيادة الهاشمية الحكيمة وجيشنا العربي المصطفوي وأجهزتنا الأمنية معاهدين الله تعالى وسيد البلاد على الوفاء والحفاظ على المكتسبات الوطنية الشاملة وبناء المستقبل الأفضل لجميع أبناء وبنات الوطن ليبقى موئلا لكل الأحرار والشرفاء وكل باحث عن الأمن والأمان والاستقرار مستمدين من قيادتنا الهاشمية القوة والارادة .

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

الدستور
منذ 8 ساعات
- الدستور
الملـك : نقف لجانب لبنان وأمنه واستقراره
أجرى جلالة الملك عبدالله الثاني، أمس الأحد، اتصالا هاتفيا مع الرئيس اللبناني العماد جوزاف عون، معزياً بوفاة أفراد من الجيش اللبناني خلال تفكيك عدد من القذائف في قضاء صور جنوبي لبنان.وأعرب جلالته خلال الاتصال عن تعازيه ومواساته بهذا المصاب، سائلا الله العلي القدير أن يتغمد الضحايا بواسع رحمته، ويمنّ على المصابين بالشفاء العاجل.وأكد جلالة الملك وقوف الأردن إلى جانب الأشقاء في لبنان ودعم جهودهم في الحفاظ على أمنه واستقراره وجاهزية جيشه.


صراحة نيوز
منذ 15 ساعات
- صراحة نيوز
الملك : يؤكد وقوف الأردن إلى جانب الأشقاء في لبنان ودعم جهودهم للحفاظ على أمن لبنان واستقراره
أجرى جلالة الملك عبد الله الثاني، الأحد، اتصالًا هاتفيًا بالرئيس اللبناني العماد جوزاف عون، معزيًا بوفاة عدد من أفراد الجيش اللبناني خلال تفكيك قذائف في قضاء صور جنوبي لبنان. وأعرب جلالته خلال الاتصال عن خالص تعازيه ومواساته بهذا المصاب، داعيًا الله العلي القدير أن يتغمد الضحايا بواسع رحمته، وأن يمن على المصابين بالشفاء العاجل.

سرايا الإخبارية
منذ 16 ساعات
- سرايا الإخبارية
بالفيديو .. محمد نوح القضاة يروي كيف ابتسم الملك عبدالله الأول لموقف إنساني بسيط
سرايا - روى وزير الأوقاف الأسبق، الدكتور محمد نوح القضاة، في مقطع فيديو متداول، قصتين تجسدان ما يتحلى به الهاشميون من تسامح وكرم في مواقف متعددة. وأوضح القضاة أن القصة الأولى تعود إلى عهد الملك المؤسس عبدالله الأول، عندما لاحظ أن أحد القائمين على صب القهوة للضيوف بدأ بتقديمها من عند أحد الأشخاص، على غير عادته المعتادة بالبدء من مكان آخر، فسأله الملك: "شايفك مغير العادة يا ابني"، ليجيب الرجل :"ابوي"، وذلك في اشارة على ان الشخص الذي بدأ عنده هو والده، فابتسم الملك تقديرًا لهذا الموقف. أما القصة الثانية، فتتعلق بفتاة في عمان قالت إن والدها "أفضل من الملك عبدالله الثاني"، ما استدعى استدعاءها لإحدى الجهات القضائية لتطبيق القانون، لكن الملك عبدالله الثاني، فور علمه بالأمر، بادر بالاتصال مطالبًا بالإفراج عنها فورًا، قائلاً: "أبوها أحسن من الملك". وتاليًا الفيديو المتداول:- بالفيديو.. محمد نوح القضاة يروي كيف ابتسم الملك عبدالله الأول لموقف إنساني بسيط #سرايا #محمد_نوح #الاردن — وكالة أنباء سرايا الإخبارية (@sarayanews) August 10, 2025