الدعم الصيني لمشروع التعليم الذكي في الأردن
أصبح التعليم الرقمي من العناصر الأساسية في نظام التعليم العالمي في العصر الحديث، ويعكس التوجه العالمي نحو تحسين جودة التعليم وزيادة فرص الوصول إلى المعرفة. حيث يتيح للطلاب الوصول إلى المواد الدراسية والمحتوى التعليمي عبر الإنترنت، مما يوفر فرصًا غير محدودة للتعلم بغض النظر عن الوقت أو المكان. هذه المرونة تساهم في تيسير التعليم للملايين من الطلاب في مختلف أنحاء العالم.
من جهة أخرى يعزز التعليم الرقمي استخدام التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي، والواقع الافتراضي، والتعلم الآلي، مما يعزز تجربة التعلم ويتيح للطلاب الاستفادة من أساليب تعليمية مبتكرة. هذه التقنيات تساعد في توفير تجارب تعليمية تفاعلية ومخصصة لكل طالب.
ويمكن ان يسهم التعليم الرقمي بشكل كبير في تحسين كفاءة العملية التعليمية، حيث يتيح لطلبة الجامعات والأساتذة وطلبة المدارس والمعلمين تفاعلًا أسرع وأسهل. ويسهل للطلاب الوصول إلى المراجع والمصادر التعليمية في أي وقت، مما يساعدهم على تعلم المواد بشكل أكثر عمقًا وسرعة.
بنفس الوقت يساهم التعليم الرقمي في تعزيز فكرة التعلم المستمر طوال الحياة. ويمكن طلبة الجامعات والكليات والأساتذة وطلبة المدارس والمعلمين والمهنيين الوصول إلى دورات تدريبية وبرامج تعليمية جديدة عبر الإنترنت لتعزيز مهاراتهم وتوسيع معارفهم.
يساعد ايضاً التعليم الرقمي في تقليص الفجوات التعليمية بين الدول والمناطق المختلفة، وخاصة في المناطق النائية أو الفقيرة التي تفتقر إلى الموارد التعليمية التقليدية. وبفضل التقنيات الحديثة، يمكن للطلاب في هذه المناطق الوصول إلى نفس الموارد التعليمية التي يتاح للطلاب في المدن الكبرى.
ومع التحديات التي فرضتها جائحة كورونا عام ٢٠٢٠، أصبح التعليم الرقمي أداة أساسية لضمان استمرارية العملية التعليمية في العالم. فقد مكن التعليم الرقمي الطلاب من متابعة دراستهم عن بُعد، وقدم حلولًا تعليمية مبتكرة في ظل القيود التي فرضتها الجائحة.
وبما أن الكثير من الوظائف المستقبلية تتطلب مهارات تقنية عالية، فإن التعليم الرقمي يعد الطلاب والمهنيين على التكيف مع سوق العمل المتغير، ويزودهم بالأدوات والمعرفة اللازمة للعمل في بيئات عمل تعتمد بشكل كبير على التكنولوجيا.
و بشكل عام ، التعليم الرقمي ليس مجرد تكنولوجيا تعليمية، بل هو جزء من تحول عالمي نحو مستقبل تعليمي يواكب العصر ويسهم في إعداد الأجيال القادمة لمواجهة تحديات العصر الرقمي المتسارع. والأردن جزء من هذا العالم يعطي اهتماماً خاصاً في كافة مؤسساتنا التعليمية سوآء الجامعات والكليات والمدارس لموضوع التعليم الرقمي. ويشارك الأردن بمواكبة العالم في هذا المجال. من هنا اختارت الوكالة الصينية للتنمية والتعاون الدولي (CIDCA) مشروع التعليم العالي الذكي في الجامعات الأردنية الرسمية، والذي تقدمت به وزارة التعليم العالي والبحث العلمي من بين عدة مشاريع أردنية أخرى تم التقدم بها. وقدمت مشكورة، وبدعم مباشر من سعادة سفير جمهورية الصين الشعبية تشن تشوان دونغ دعماً مالياً لهذا المشروع بقيمة تسعة ملايين دينار أردني. حيث يهدف هذا الدعم إلى تحويل النظام التعليمي في الأردن إلى نظام رقمي، وذلك لزيادة كفاءة التعلم وضمان توفير الموارد التعليمية عالية الجودة لكل من الطلاب والمؤسسات الأكاديمية. ويتضمن المشروع التعاون مع الجامعات الأردنية الرسمية بهدف مشاركة الموارد التعليمية الحديثة، وتمكين الطلاب من الوصول إلى المعرفة العلمية المتقدمة، كما
يأتي هذا المشروع تلبيةً لاهتمامات جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حفظه الله بتطوير التعليم كجزء من استراتيجية شاملة لتحسين جودة التعليم وضمان حصول الطلاب على أحدث المعارف العلمية لتحسين كفاءاتهم التنافسية
وتبرع الصين بمبلغ 9 ملايين دينار أردني لمشروع التعليم الرقمي في الجامعات الأردنية يحمل أهمية كبيرة للأردن على عدة أصعدة:
• يساهم هذا الدعم في تعزيز التحول الرقمي في التعليم العالي في الأردن، مما سيسهم في زيادة كفاءة التعلم. التحول إلى التعليم الرقمي يعني توفير فرص أكبر للطلاب للوصول إلى المحتوى التعليمي بطريقة أكثر مرونة، مما يعزز الفهم ويسهم في تحسين الأداء الأكاديمي.
• يهدف المشروع إلى ضمان توفير موارد تعليمية عالية الجودة لجميع الطلاب والمؤسسات الأكاديمية. من خلال هذا الدعم، سيتمكن الطلاب من الوصول إلى مواد تعليمية حديثة ومتنوعة عبر منصات رقمية، مما يعزز من تنافسيتهم في سوق العمل.
• يعكس التبرع عمق العلاقات الثنائية بين الأردن والصين في مجال التعليم. كما يعكس الجهود المستمرة لتطوير شراكات استراتيجية في مختلف المجالات بين البلدين.
• يرتبط هذا المشروع بشكل مباشر مع رؤية جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حفظه الله لتطوير التعليم في الأردن. التركيز على التعليم الذكي والرقمي يضمن أن النظام التعليمي في الأردن يتماشى مع التطورات العالمية في مجال التكنولوجيا والتعليم.
• من خلال تعزيز استخدام التقنيات الحديثة في التعليم، سيتحسن مستوى التأهيل الأكاديمي للطلاب، مما يسهم في رفع كفاءاتهم التنافسية في أسواق العمل العالمية.
• يهدف المشروع إلى تطوير بيئة تعليمية مستدامة تتمتع بإمكانية التوسع والتطور بما يتماشى مع احتياجات المستقبل، وهذا سيؤثر بشكل إيجابي على كافة الجامعات الأردنية.
ومن المعلوم ان وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وزارة التعليم التربية والتعليم بقيادة معالي الوزير الدكتور عزمي محافظة، "وما عرفته عنه من أيام زمالته في جامعة دمشق "لا تدخر جهداً في تحسين جودة التعليم وضمان تزويد الطلاب بأحدث المعارف العلمية اللازمة لدخول سوق العمل بشكل أكثر قدرة على التكيف مع المتغيرات التكنولوجية الحديثة.
وفي هده المناسبة لا بد ان نتقدم بجزيل الشكر والامتنان لجمهورية الصين الشعبية على هذا الدعم السخي والمستمر لمشروع التعليم الرقمي في الجامعات الأردنية وخاصة للدور الكبير في هذا الدعم لسعادة السفير الصيني تشن تشوان دونغ. وهذا يعكس التزام جمهورية الصين الشعبية الصديقة العميق بدعم التعليم والتطور التكنولوجي في الأردن، ويعزز من قوة التعاون الثنائي بين البلدين في مجالات عدة.
إن هذه المبادرة تعتبر تجسيدًا حقيقيًا للعلاقة الممتازة والمثمرة بين الأردن والصين، والتي تشهد تطورًا مستمرًا في جميع المجالات، وخاصة في التعليم والبحث العلمي. نحن في الأردن نقدر عاليا الجهود الصينية المستمرة لدعم تطوير النظام التعليمي لدينا، مما يسهم في تحسين مستوى التعليم وجودته، ويوفر فرصًا كبيرة للطلاب الأردنيين للحصول على المعرفة المتقدمة واستخدام التقنيات الحديثة في دراساتهم. وتعتبر هذه الخطوة جزءًا من الشراكة الاستراتيجية بين البلدين الصديقين، ونتطلع إلى المزيد من التعاون المثمر في المستقبل بما يساهم في تعزيز التنمية المستدامة وتحقيق الأهداف المشتركة.
* مركز فرح الدولي للدراسات والأبحاث الاستراتيجية
[email protected]

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الانباط اليومية
منذ 5 ساعات
- الانباط اليومية
توفيق الجلاد نموذج للابداع المدرسي
الأنباط - طالب أردني يسجل قانونًا رياضيًا باسمه ويظفر بجوائز عالمية الأنباط – جاد جاد الله انطلاقًا من رؤية جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، في تمكين الشباب وإيمانًا بأنهم نواة المستقبل، تواصل "الأنباط' تسليط الضوء على النماذج الشبابية الملهمة، التي ترفع اسم الأردن في المحافل الدولية، وكان ضيف برنامج "خطوة مع جاد' هذه المرة الطالب الأردني توفيق الجلاد، الذي لا يتجاوز عمره الـ16 عامًا، لكنه خطّ اسمه في سجل التميز العلمي بابتكاره قانونًا رياضيًا للنُظم الخطية في المعادلات الجبرية، أهّله لنيل عضوية الجمعية الأمريكية للرياضيات. الجلاد، الذي فاز بالمركز الأول في معرض "آيسيف ISEF' الدولي للعلوم والهندسة لعام 2024، تحدث خلال اللقاء عن شغفه بالرياضيات منذ الصغر، وميله لعلم الطوبولوجيا والتحديث الرياضي، مشيرًا إلى أن حبه للرياضيات البحتة هو ما قاده لاكتشاف القانون الذي جعل اسمه يتردد في الأوساط العلمية. وأوضح أن ما توصل إليه يتجاوز قدرات الذكاء الاصطناعي المعتمد على المصفوفات والمعادلات النمطية، قائلًا: "قمت بابتكار جسر رياضي داخل المصفوفة يُعبّر عن الحل بدقة وكفاءة، وهو ما لا تستطيع المعارف التقليدية أو النماذج الرقمية الحالية تحقيقه'. وأضاف أن ابتكاره واجه تحديات كبيرة، أبرزها التحديات الخاصة المرتبطة بكفاءة وسرعة الحل واستقراره العددي، وقد تطلّب ذلك تطوير خوارزمية قادرة على التنظيم الفوري للبيانات. أما التحدي الأكبر – كما يقول – فهو الوقت، خاصة أنه ما يزال طالبًا مدرسيًا، وهو حال معظم المبدعين في الأردن الذين يفتقرون إلى الدعم المؤسسي الكافي. وناشد الجلاد وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي بضرورة التعاون لتبني ورعاية هؤلاء الطلبة، من خلال تمكينهم من المشاركة في المحاضرات الجامعية أو ابتعاثهم للتعلّم الأكاديمي المتقدم، مؤكدًا أن "المناهج المدرسية لا تكفي لتغذية العقول المتقدمة، ولا تعكس الصورة الكاملة للمعرفة'. وأشار أيضًا إلى فجوة معرفية واضحة بين المبدعين من طلبة المدارس وزملائهم، ما يجعل التواصل والتفاعل العلمي تحديًا حقيقيًا، إلا أنه لا يتوانى عن مساعدتهم من خلال الحصص والشرح، لكنه يفضل دائمًا تجاوز الكتاب المدرسي لتقديم رؤية شاملة تتناسب مع المستويات الجامعية. وخلال مشاركته في معرض ISEF مع الفريق الأردني، مثّل الجلاد الأردن بكل فخر أمام 75 دولة ونحو 1800 طالب، حيث فاز بجائزتين خاصتين من مجلس قطر للبحوث والتطوير والابتكار، إضافة إلى جائزة خاصة من الجمعية الأمريكية للرياضيات، كما توّجت 4 فرق أردنية أخرى بجوائز مرموقة، ما يعكس تميز الكفاءات الأردنية الشابة على مستوى عالمي. ويعتقد الجلاد أن ما وصل إليه علميًا يعادل مستوى طالب حاصل على درجة الماجستير في الرياضيات، بل يؤكد قدرته على إعطاء محاضرات لطلبة البكالوريوس والماجستير، بينما لا يحبذ الاكتفاء بتقديم دروس تقليدية لطلبة المدارس. وعن رحلته مع الابتكار، يقول إنها بدأت في سن الثالثة عشرة بدعم من والديه، وكان يقضي أوقات فراغه في قراءة المراجع والكتب الجامعية ليطور ابتكاره، رغم انشغاله بالدراسة المدرسية.

سرايا الإخبارية
منذ 2 أيام
- سرايا الإخبارية
الباحثة فاتن هاشم حسين طعان .. مبارك الماجستير
سرايا - بكل الفخر والاعتزاز، نتقدّم الدكتورة انشراح الطراونه بأحرّ التهاني وأجمل التبريكات إلى الصديقة العزيزة الباحثة فاتن هاشم حسين طعان بمناسبة مناقشة رسالة الماجستير من الجامعة الأردنية/ كلية الاداب قسم اللغة العربية للناطقين بغيرها الموسومة: 'توظيف تطبيقات الذكاء الاصطناعي في تنمية مهارتي القراءة الصامتة والقراءة الجهرية لدى متعلمي اللغة العربية للناطقين بغيرها.' نبارك لك هذا الإنجاز العلمي المميز، الذي يجمع بين الأصالة اللغوية والحداثة التقنية، ويعكس شغفها بالعلم، وحرصها على تطوير أدوات تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها. سائلين المولى عز وجل أن يوفقها في مسيرتها الأكاديمية والمهنية، ومزيدًا من التألق والنجاح في قادم الأيام. ألف مبارك، ومنها لأعلى الدرجات بإذن الله.

السوسنة
منذ 2 أيام
- السوسنة
تعريف المبتدأ والخبر
السوسنة - تتكوَّن الجملة الاسميّة من ركنين أساسيّين هما المبتدأ والخبر، والمبتدأ لغةً هو اسم مفعول مأخوذ من الفعل "ابتدأ" والذي يعني ما يجيء أولًا وتكون البداية به، فنقول مثلًا: ابتدأ الأمر؛ أي فَعَلَه قبل الآخرين، أو: ابتدأ الدرس بفكرة التواضع؛ أي بدأه بهذه الفكرة، أما اصطلاحاً فهو يعدّ الركن الأوّل منهما وفيه يتمثل موضوع الجملة، وفي ذلك نجد عالم النحو سيبويه قد عرّفه على أنّه: (كلّ اسم ابتدئ ليُبنى عليه كلام، فالمبتدأ والمبني عليه رفع، فالابتداء لا يكون إلا بمبنيّ عليه، فالمبتدأ الأول والمبني ما بعده عليه، فهو مُسند ومُسند إليه)، ففي تعريفه هذا اشترط سيبويه على أن تبدأ الجملة الاسميّة بالمبتدأ وما بعده يُبنى عليه ليكمل ما بدأ به ووافقه في ذلك ابن السراج، أما عبد القاهر الجرجانيّ فلم يوافقهما إذ إنّه لم يشترط أن يقع المبتدأ في مقدمة الجملة الاسميّة. عرّف النُّحاة أيضًا المبتدأ على أنّه المعنى الذي ينبّه السامع ويجعله راغبًا بمعرفة ما يكمله وهو "الخبر"، مثل قولنا: أحمد، وهي الكلمة التي تنبهنا على سماع الخبر الذي بعدها حين يكون مثلاً: مهذَّب، فتكون الجملة: أحمد مهذَّب.تعريف الخبرإنّ كلمة الخَبَر مأخوذة في اللغة من: (الخبير، وهو أحد أسماء الله تعالى الحسنى والذي يعني العالِم بما كان وما يكون، وهو أيضًا ما يُنقَلُ ويُحدَّث به قولاً أَو كتِابةً)، كما نقول أننا خُبِّرنا بالحدَث أي أننا عرفنا حقيقته، والخبر يعني النبأ أيضًا، وجمعه أخبار وأخابير. عرّف ابن السراج الخبر على أنّه الاسم الذي يمثّل خبر المبتدأ الذي نبّه السامع، والذي فيه يكون تصدیق المعلومة أو تكذیبها، كما أنّ النحاة لم يختلفوا كثيرًا في تعريف الخبر مثل اختلافهم في تعريفهم للمبتدأ؛ حيث عرّفوه أيضًا على أنّه: (ذلك الجزء الذي تحدث به مع المبتدأ الفائدة المتحصلة بالإسناد، شریطة ألا یكون المبتدأ وصفًا مشتقًا مكتفیًا بمرفوعه، ولا یكون الخبر إلا مسندًا)، فالخبر هو الذي يصف لنا حال المبتدأ وبه تتم الفائدة ويتم المعنى، مثل أن نقول: السماءُ صافيةٌ، فكلمة "صافيةٌ" هنا هي الخبر الذي اكتمل به معنى الجملة المبتدئة ب"السماء"، فلولاه لم نكن لنفهم ماذا يريد القائل أن يخبرنا عن السماء، كما أنّ فيه تمثل صدق المعلومة من كذبها فيما إذا كانت صافية أم غير ذلك. اقرأ أيضأ: