logo
وزير الخارجية وقيادات عسكرية يلتقون طاقم سفينة أترنيتي

وزير الخارجية وقيادات عسكرية يلتقون طاقم سفينة أترنيتي

26 سبتمبر نيتمنذ 2 أيام
التقى وزير الخارجية والمغتربين جمال عامر، ومعه نائب رئيس هيئة الأركان العامة اللواء الركن علي الموشكي، وقائد القوات البحرية اللواء محمد القادري، وعضو المكتب السياسي لأنصار الله ضيف الله الشامي اليوم، طاقم سفينة "أترنيتي" الذين تم إنقاذهم من الغرق في البحر الأحمر.
وفي اللقاء، طمأن الوزير عامر والقيادات العسكرية، طاقم السفينة بأنهم في أمان.. مؤكدين الحرص على الاهتمام بهم كضيوف لدى اليمن كونهم تعرضوا للاستغلال للقيام بهذه المهمة.
وقال وزير الخارجية" إن توجيهات قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي تقضي بأن يتم النظر إلى كل أبناء الشعوب باعتبارهم بشر دون تمييز خاصة ما يتعلق بالجانب الإنساني".
وأضاف "نتابع حالة الطاقم باستمرار منذ أن تم إنقاذه في البحر الأحمر عقب استهداف السفينة المخالفة للقوانين التي تمس أمننا في اليمن، حتى نطمئن على سلامتكم وعلاجكم بشكل دقيق، وهذا طبعا تأكيد قيادتنا الذي يراعي كرامة الإنسان بغض النظر عن دينه وفكره وجنسيته".
وأشار وزير الخارجية والمغتربين إلى أن طاقم السفينة تواصل مع أهاليهم وأسرهم لطمأنتهم عليهم.. مبينًا أن الطاقم هو ضحية كما هو حال الشعب الفلسطيني في غزة، الذي أصبح ضحية للاستكبار العالمي والهيمنة الأمريكية والأطماع الصهيونية التوسعية.
وتطرق إلى ما يجري في غزة من قتل سواء بالآلة العسكرية أو التجويع أو منع دخول الغذاء وحرمانها من الأدوية.. وقال "ربما اطلعّتم على معاناة الشعب الفلسطيني ولمستم ذلك خلال ساعات المعاناة قبل وأثناء إنقاذكم من البحر".
وأضاف "لذلك ربما قد تلمسون كيف ينظر الإسلام إلى البشر وكيف ينظر الصهاينة إلى البشر، فهناك فارق كبير، كما لمستم مستوى التعامل والتعاون من القوات المسلحة اليمنية رغم أنها تعاني وتُستهدف دائمًا من قبل الصهيونية، لكنها في الأخير عملت فارقا حقيقيا بين ما له علاقة بالتعامل مع البشر وبين عدو نقاتله وجهًا لوجه".
ولفت الوزير عامر، إلى أن طاقم السفينة لم يسمع بأن هناك قيادات عسكرية رفيعة من نائب رئيس هيئة الأركان وقائد القوات الجوية مع الطاقم لتقديم الرعاية له، وهذا الأمر لم يُلمس من قبل، وهو المشروع اليمني الحقيقي تجاه العالم أجمع.
وخاطب طاقم السفينة بالقول "ثقوا بأن رعايتنا مستمرة، وأننا ندرك التجربة التي عانيتم منها نتيجة استغلالكم ومعاناتكم أثناء استهداف السفينة من قبل القوات المسلحة اليمنية".
وتم خلال اللقاء، الاستماع إلى إيضاح من عدد من طاقم السفينة التي خالفت قرار حظر التعامل مع الموانئ المحتلة، ودوافع مخاطرتهم للقيام بهذه الرحلة إلى ميناء "إيلات" وعدم التجاوب مع تحذيرات القوات البحرية اليمنية، إضافة إلى معاناة الطاقم حتى تم إنقاذه وإخراجه من السفينة.
وقد عبر طاقم السفينة عن الامتنان لمستوى الرعاية والاهتمام التي حظوا بها منذ إنقاذهم، وكذا إتاحة الفرصة لهم للتواصل مع أسرهم وطمأنتها على أحوالهم.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

غزة اختارت طريق الكرامة
غزة اختارت طريق الكرامة

المشهد اليمني الأول

timeمنذ 2 ساعات

  • المشهد اليمني الأول

غزة اختارت طريق الكرامة

ما يجهله أغلب المسلمين اليوم أن الكرامة جزء رئيسي من الدين، وأن من يتخلى عن كرامة فلا دين له، ومن يقبل بالإهانة والإذلال فقد افترى على الله كذباً عندما قدم شهادة مغلوطة عن الإسلام بأنه يقبل الإذعان لأعدائه من أجل حفنة مصالح. إن عظمة الإسلام عصية على أن يفهمها عبيد المال من حكام وجماهير العرب الغارقين في اللذات ويرون في الثورة على أعداء الأمة ضربا من المغامرة والانتحار، لكن غزة قدمت الشاهد على أن الإسلام باقٍ ولو بأبهض الأثمان، ولا دين لمن يعبد غرائزه على حساب كرامته وشرفه. أن الكرامة ليست زائدة على الدين، بل هي من صميمه، وأن الإسلام لا يقبل لعبدٍ أن يخنع للذل، ولا لمؤمنٍ أن يسكت على الهوان. فمن يتنازل عن كرامته، فإنما يُسقط عن نفسه أول شروط الإيمان، ومن يرضى بالإهانة باسم 'الواقعية' أو 'السياسة' أو 'الخوف'، فقد قدّم شهادة زور ضد الإسلام حين زعمه دين خضوعٍ واستسلام. إن عظمة الإسلام لا تُقاس بكثرة الشعائر، بل بحجم الموقف عند لحظة الانهيار العام، بعد أن يتراجع الجميع وتبقى قلّة تؤمن أن الوقوف في وجه الباطل هو جوهر الدين لا هامشه. تتجلى عظمة الإسلام في لحظة الرفض، حين لا يكون الرفض شعارًا أجوف، بل فعلًا مكلفًا، يضع الإنسان في مواجهة العدو والمجتمع والهوى والراحة، ولا يبقي له إلا الله. غزة وحدها اليوم أعادت تعريف الإسلام في صورته الحقيقية: إيمانٌ لا يُساوم، وصمود لا يُقايَض، ودمٌ يُبذل في سبيل أن تبقى راية الحق مرفوعة. وفي مواجهة الحصار والتجويع والخذلان، لم تقل غزة 'سلمًا'، بل قالت: 'الكرامة أولاً'، ولم تركع لجوع أو موت، لأنها اختارت الله على حساب الغرائز، واختارت الجهاد على حساب البقاء الحيواني. ولذلك، فإن غزة – لا العواصم المخدَّرة ولا المنابر المرتهنة – هي من تمثل الإسلام اليوم. وهي من تحفظ وجه الأمة من أن يُسحق كليًا في وحل الخضوع والتطبيع والعبودية المعاصرة. إن كل من ينظر إلى أهل غزة ويصفهم بالمغامرين، أو يلومهم على تضحياتهم، هو في الحقيقة لا يؤمن بالله كما ينبغي، ولا يثق بوعده، ولا يعرف شيئًا عن سننه في التمكين والنصر، فلا دين لمن لا كرامة له، ولا كرامة لمن خضع للعدو بحجة 'العقلانية' أو 'المصلحة'. لقد اختارت غزة أن تدفع ثمن الكرامة، بينما اختار غيرها أن يقبض ثمن الذل، وهنا تتجلّى المفارقة المروّعة: غزة الجريحة، المحاصرة، المجوَّعة، المختنقة بالدمار والنار، قالت 'لا'، بينما عواصم عربية ترفل بالمال والسلاح والأجهزة والفضائيات، ما زالت ترتجف أمام العدو، وتطلب الأمن من بوابات الخنوع، وتبرّر العار بالسياسة، والخذلان بالحكمة، والسكوت بالعقل. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ محمد محسن الجوهري

ندوة بصنعاء بعنوان 'الآثار المنهوبة بين التشريعات وآليات الاسترداد'
ندوة بصنعاء بعنوان 'الآثار المنهوبة بين التشريعات وآليات الاسترداد'

26 سبتمبر نيت

timeمنذ يوم واحد

  • 26 سبتمبر نيت

ندوة بصنعاء بعنوان 'الآثار المنهوبة بين التشريعات وآليات الاسترداد'

نظمت وزارة الثقافة والسياحة والهيئة العامة للآثار والمتاحف بالتنسيق مع مؤسسة شهرزاد الثقافية، اليوم بصنعاء، ندوة بعنوان 'الآثار اليمنية المنهوبة بين التشريعات وآليات الاسترداد'، بدعم وتمويل من صندوق التراث والتنمية الثقافية. نظمت وزارة الثقافة والسياحة والهيئة العامة للآثار والمتاحف بالتنسيق مع مؤسسة شهرزاد الثقافية، اليوم بصنعاء، ندوة بعنوان 'الآثار اليمنية المنهوبة بين التشريعات وآليات الاسترداد'، بدعم وتمويل من صندوق التراث والتنمية الثقافية. وفي الافتتاح أكد وزير الثقافة والسياحة الدكتور علي اليافعي أهمية إقامة هذه الندوة لمناقشة قضية من أهم القضايا التي تمس التاريخ والإرث الحضاري لليمن، المتمثلة في العبث والنهب للآثار وبيعها في المزادات العالمية، والخروج برؤى تساهم في وضع حد لتلك الانتهاكات وعمليات العبث والسطو على الآثار وكيفية الحفاظ عليها وصونها وصولاً لاستعادة ما نهب وماتم بيعه منها. وأشار إلى أن التاريخ الحضاري اليمني حافل بالكثير من الآثار التي تشهد على عظمة وعراقة اليمن أرضا وإنسانا سواء قبل الإسلام أو بعد الإسلام. وثمن جهود هيئة الآثار والمتاحف ومؤسسة شهرزاد في الاهتمام بالآثار والتاريخ ودورهما في تنظيم الندوة ومعرض الصور المصاحب لها للآثار المنهوبة التي بيعت بمزادات عالمية.. مؤكدا أن الوزارة بصدد البحث عن كل ماله علاقة بتاريخ وهوية اليمن واستعادة ماتم نهبه وبيعه من آثار. ونوه إلى أن المحافظات والمناطق المحتلة تم استخدامها من قبل العملاء والمرتزقة وضعفاء النفوس من عصابات نهب وتهريب الآثار كمنافذ للقيام بعمليات التهريب والبيع للآثار بدون رقيب أو حسيب.. مؤكداً أن قيادة الوزارة والجهات المعنية تحرص على استعادة الآثار المنهوبة إيمانا منها بأهميتها باعتبارها من ضمن الملاحم التاريخية العظيمة التي يسطرها اليمنيون قيادة وشعباً. من جانبها أكدت رئيسة مؤسسة شهر زاد الدكتورة منى المحاقري أهمية الندوة لمناقشة ما يتعرض له تاريخ اليمن وحضارته وآثاره من استهداف وسطو ونهب وبيع في عدد من المزادات العالمية وكيفية استعادتها ومحاسبة عصابات السطو والنهب للآثار وفقا للدستور والقانون. وأشارت إلى دور منظمات المجتمع المدني في التوعية بأهمية الحفاظ على الآثار ورصد مانهب منها والعمل على استعادتها بالتعاون والشراكة مع الجهات المعنية. واستعرضت الندوة أربع أوراق عمل تناولت الأولى التي قدمها أستاذ الآثار والفنون الإسلامية بجامعة صنعاء الدكتور غيلان حمود غيلان، العبث غير المشروع بالممتلكات التراثية التحديات والتهديدات، وتطرقت الورقة الثانية لمدير عام حماية الآثار بالهيئة العامة عبدالكريم البركاني إلى دور مؤسسات حماية التراث في الحد من أعمال تدمير التراث ونهبه. فيما استعرضت الورقة الثالثة التي قدمها الرائد ركن بمباحث الأموال العامة محمد الوائلي في دور الأجهزة الأمنية في حماية الآثار ومكافحة جرائم تهريبها، بينما تناولت رئيسة مؤسسة شهرزاد الثقافية الدكتورة منى المحاقري في الورقة الرابعة دور مؤسسات المجتمع المدني المحلية في حماية الآثار اليمنية. وقد خرجت الندوة التي حضرها وكيل أول وزارة الثقافة والسياحة الدكتور عصام السنيني بعدد من التوصيات أكدت أهمية قيام هيئة الآثار والمتاحف بسرعة تسجيل المواقع الأثرية وتسويرها، وبذل الجهود لتوثيق المقتنيات المتحفية باستخدام نظم المعلومات الحديثة. وأشارت التوصيات إلى أهمية العمل على إنشاء تحالف وطني خاص بمكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات التراثية، وحماية المواقع الأثرية، يضم أعضاء من جميع المحافظات، ومطالبة علماء الآثار ومنظمات المجتمع المدني والمجالس المحلية بالمساهمة الفعالة في هذا التحالف. ولفتت إلى أهمية القضاء على القيم الاتكالية لدى المواطن وتقاعسه عن أداء واجبه، من خلال تعزيز الوعي لديه، وتعريفه بأهمية الممتلكات التراثية، وغرس سلوكيات وقيم تشعره بمسؤوليته تجاه المواقع الأثرية، مؤكدة أهمية تفعيل دور المؤسسات التربوية والتعليمية بجميع مراحلها بهدف إيجاد منظومة قيم جديدة تؤكد أهمية الحفاظ على المواقع الأثرية. وحثت التوصيات على تدريب حراس وتأهيلهم مع تزويدهم بأجهزة مراقبة لحماية المواقع من السرقة والعبث.. مشددة على ضرورة بناء القدرات من خلال تدريب المعنيين في مختلف الجهات المسئولة عن التراث الثقافي. وطالبت بمراجعة القوانين الوطنية المعمول بها الخاصة بالتراث الثقافي والآثار، داعية الأجهزة الأمنية إلى متابعة أكثر فعالية لهذه الظاهرة، وبذل مزيد من الجهد للسيطرة النهائية عليها. ودعت الجميع إلى تحمل المسؤولية في حماية التراث الحضاري والأثري، مؤكدة أهمية الشراكة الفاعلة بين الجهات الحكومية والسلطة التشريعية والتنفيذية والقضائية ومؤسسات المجتمع المدني المعنية بالآثار والتراث من أجل حماية الآثار اليمنية والعمل على استعادتها. وكان وزير الثقافة والسياحة الدكتور علي اليافعي ومعه وكيل أول الوزارة الدكتور عصام السنيني قد افتتح معرض الصور المصاحب للندوة الخاص بالآثار المنهوبة المعروضة في عدد من المزادات العالمية، والآثار التي بيعت عبرها. حضر الندوة وافتتاح المعرض عدد من مسؤولي قطاعات وزارة الثقافة والسياحة وقيادات عدد من الهيئات التابعة لها وممثلو منظمات المجتمع المدني والناشطون والمهتمون.

سلسلة الهوية الدينية في جنوب اليمن: من الاستعمار إلى الدولة المستقلة (1839–1990)
سلسلة الهوية الدينية في جنوب اليمن: من الاستعمار إلى الدولة المستقلة (1839–1990)

اليمن الآن

timeمنذ يوم واحد

  • اليمن الآن

سلسلة الهوية الدينية في جنوب اليمن: من الاستعمار إلى الدولة المستقلة (1839–1990)

أصدر مركز سوث24 للأخبار والدراسات، يوم الأحد 27 يوليو 2025، الجزء الثاني من سلسلته البحثية حول الهوية الدينية في جنوب اليمن، والذي أعدته الباحثة فريدة أحمد تحت عنوان "من الاستعمار البريطاني إلى الدولة المستقلة (1839-1990)". وتواصل الدراسة استكمال الجزء الأول الذي تناول السياق التاريخي ومرحلة ما قبل الإسلام والعهد العثماني، لكنها تُركز هنا على التحولات العميقة التي شهدها الجنوب خلال فترتي الاستعمار البريطاني والحقبة الاشتراكية، وتأثير هذه التحولات على البنية الدينية والاجتماعية. وتوضّح الباحثة أنّ "الوجود البريطاني في عدن جلب معه مظاهر التحديث العمراني والتجاري، لكنه فرض واقعاً استعمارياً أثر على البنية الدينية والاجتماعية للسكان"، مشيرة إلى أنّ عدن "كانت نسيجاً فريداً من الأعراق والأديان، حيث تعايش العرب والهنود واليهود والصوماليون وغيرهم في تناغم نسبي، ما جعل المدينة مركزاً للتنوع الثقافي والديني." النتائج الختامية وخلصت الدراسة إلى عدة نتائج جوهرية، أبرزها: 1- إنّ الاستعمار البريطاني أدى إلى تحولات اجتماعية وسياسية عميقة في مدينة عدن، ولكن في الوقت نفسه، لم يغير من طبيعتها كمدينة متنوعة ثقافياً ودينياً، حيث تعايشت مختلف الجنسيات والأديان بتسامح. 2- شكّل الاستعمار البريطاني في جنوب اليمن منعطفاً حاسماً في تاريخ التعليم والمؤسسات الدينية في المنطقة. ففي حين كانت الكتاتيب والمساجد تمثل النموذج التعليمي التقليدي، وتركز على تعليم القرآن والشريعة الإسلامية، سعت الإرساليات التبشيرية البريطانية إلى إنشاء مدارس حديثة باللغة الإنجليزية، بهدف نشر التعليم الغربي والتأثير على الهوية الدينية للسكان المحليين. وفي الوقت نفسه، عملت الإدارة البريطانية على تقويض نفوذ المؤسسات الدينية التقليدية، وتقليص دور العلماء والشيوخ في إدارة الشؤون العامة، واستبدالهم بمؤسسات حديثة تابعة للسلطة الاستعمارية. 3- شكّل الإسلام محوراً أساسياً في تنظيم جهود المقاومة ضد الاستعمار البريطاني في عدن، تجلى ذلك في تأسيس الجمعية الإسلامية الكبرى عام 1949، والتي ضمت شخصيات بارزة دافعت عن الهوية العربية والإسلامية للمدينة. ورغم ردود الفعل المجتمعية الرافضة للتأثير على الهوية الدينية الإسلامية، اتسم المشهد الديني في جنوب اليمن بالتسامح والتعايش بين مختلف الطوائف، مما ساهم في تشكيل الهوية الثقافية والاجتماعية. 4- شكّل المذهب الشافعي دعامة أساسية للهوية الدينية والاجتماعية في جنوب اليمن، وأسهم في ترسيخ التماسك المجتمعي والتعددية الثقافية، وقد ساعدت مرونته الفقهية واعتداله على تسهيل التعايش بين مكونات المجتمع. كما لعبت الصوفية دوراً محورياً في نشر هذا المذهب وتعزيزه عبر المؤسسات التعليمية والدينية في حضرموت وعدن وغيرها. وأسفر هذا التفاعل عن تشكّل بيئة دينية تتسم بالانفتاح والتماسك، وهي سمة ظلت سائدة إلى أن بدأت المنطقة تشهد تحوّلات ملحوظة مع تغير ملامح الخطاب الديني، وأثر ذلك بالمحصلة على جنوب اليمن. 5- في فترة العهد الاشتراكي، شهد جنوب اليمن تحولات سياسية واجتماعية وأحدثت معها السلطة تغييرات جذرية في النظام الإداري والاقتصادي، مما أدى إلى نزوح الطبقات الثرية وتراجع التنوع الاجتماعي في عدن، وانتقال القيادة الاقتصادية إلى الطبقة الوسطى التي كانت تعتمد على الدولة. 6- سعى النظام الاشتراكي في جنوب اليمن إلى إحداث تحول جذري في المجتمع عبر فرض أيديولوجية ماركسية، وتقويض دور المؤسسات الدينية، وتغيير المناهج التعليمية، إلا أنّ التدين الشعبي ظل قوياً، ولم يتمكن النظام من تغيير الهوية الدينية للسكان. وتؤكد الدراسة في ختامها أن الهوية الدينية لجنوب اليمن تشكلت من خلال التعايش بين المذاهب والأديان، رغم تأثيرات الاستعمار والاشتراكية، وأن هذه التجارب التاريخية لا تزال تلقي بظلالها على المشهد الراهن. ومن المتوقع أن يصدر، خلال الأشهر القادمة، عن المركز الجزءين الثالث والرابع، من السلسلة البحثية "الهوية الدينية في جنوب اليمن"، لتغطية الفترة الزمنية بين العام 1990، بعد إعلان الوحدة السياسية بين اليمن الجنوبي واليمن الشمالي، وما أعقبها من أحداث سياسية وحروب عسكرية ألقت بظلالها على المشهد الديني بصورة عميقة، وصولا إلى اليوم. التنوع الديني ودور القيادات الدينية وترصد الدراسة الدور المحوري للمذهب الشافعي والصوفية في الجنوب، حيث تؤكد أن "المذهب الشافعي تميز بالوسطية والقدرة على الاندماج في مختلف السياقات الاجتماعية والثقافية، ما ساعد على التماسك المجتمعي"، بينما لعبت الزوايا والأربطة الصوفية في حضرموت وعدن دوراً رئيسياً في الحفاظ على الهوية الإسلامية. وتشير الباحثة إلى أنّ "الجمعية الإسلامية الكبرى، التي تأسست عام 1949، كانت أول تنظيم ديني سياسي في عدن، وأسهمت في الدفاع عن الهوية العربية والإسلامية في مواجهة التأثيرات الثقافية الاستعمارية". كما تطرقت إلى تأسيس "المركز الثقافي الاجتماعي الإسلامي" عام 1966 باعتباره تطوراً تنظيمياً للنشاط الإسلامي في عدن. الأقليات والأديان الأخرى وتناولت الدراسة حضور الأقليات الدينية مثل البهرة، والهندوس، واليهود، والمسيحيين، ودورهم في إثراء الحياة الثقافية والاقتصادية في عدن. وتشير الدراسة إلى أنّ " المجتمع الهندوسي تواجد بكثافة نتيجة العلاقات التجارية الوثيقة بين ميناء عدن ومومباي [في الهند]، وانتشرت المعابد الهندوسية في مناطق كريتر والتواهي". وفيما يخص الوجود اليهودي، أوضحت الدراسة أن "الجالية اليهودية في عدن بلغت ذروتها في أربعينيات القرن الماضي، حيث كان لهم دور اقتصادي بارز قبل أن تؤدي أحداث الشغب عام 1947 والهجرة القسرية بعد النكسة إلى تراجع وجودهم بشكل كبير". وفيما يتعلق بالمسيحية، وصفت الدراسة عدن بأنها "المدينة الوحيدة في شبه الجزيرة العربية التي احتضنت كنائس مسيحية نشأت في العهد البريطاني، مثل كنيسة سانت جوزيف وسانت أنتوني، لكنها اقتصرت على خدمة الجاليات الأجنبية دون تأثير على السكان المحليين". وترى الدراسة أن البريطانيين أحدثوا تحولاً في بنية التعليم والإدارة، حيث أنشأوا مدارس وإرساليات تبشيرية، "غير أن هذه المدارس قوبلت بريبة من الأهالي، الذين تمسكوا بالكتاتيب والمساجد لتعليم أبنائهم أصول الدين". كما قامت الإدارة البريطانية "بإعادة هيكلة النظام القضائي واستبدال النفوذ التقليدي للعلماء والشيوخ بمؤسسات حديثة مرتبطة بالسلطة الاستعمارية". الحقبة الاشتراكية (1967-1990) تُفصّل الدراسة في التحولات الدينية التي شهدها الجنوب عقب الاستقلال وقيام الدولة الاشتراكية. فقد "أقدمت السلطات على تأميم الأوقاف في عام 1968، وفرضت قوانين جديدة للأحوال الشخصية، أبرزها قانون الأسرة لعام 1974". وتشير الباحثة إلى أن "السلطات الاشتراكية سعت إلى تقليص دور الدين في الحياة العامة، وأخضعت المؤسسات الدينية لرقابة الدولة، مما دفع بعض القيادات الدينية لإحياء حلقات تعليمية غير رسمية في حضرموت ومناطق أخرى». - هذه الدراسة هي الجزء الثاني من سلسلة بحثية حول "الهوية الدينية في جنوب اليمن"، تم تأليف هذا الجزء بواسطة المديرة التنفيذية لمركز سوث24 فريدة أحمد. - لتحميل الجزء الثاني من السلسلة - لتحميل الجزء الأول من السلسلة

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store